رواية طوفان الدرة الفصل التاسع و العشرون
أمام الجامعة
ترجل طوفان من السيارة للرد على إتصال هاتفي حتى إنتهي نظر أمامه
ابتسم حين رأي جود بتلقاىية لكن إندهش حين رأى جلال خلفها... ظل واقفً حتى وصلا أمامه مد جلال يده يُصافحه سائلًا:
إيه جايبك هنا.
اجابه جلال:
صدفة أكيد سعيدة لو كنت أعرف ان حفلة التخرج بتاع جود النهاردة كنت جيت من بدري، انا بحب حفلات التخرج، و جود مش اي حد.
ابتسمت جود كذالك طوفان قائلًا بمزح:
طول عمرك منافق يا جلال.
ضحك جلال مُتقبلًا مزح طوفان قائلًا بتبرير مرح:
ناسي إني واد العُمدة والعُمدة المستقبلي من اهم سِمات العُمدة الشاطر النفاق.
ضحكت جود كذالك ضحك طوفان قائلًا:
الاعتراف سيد الاخلاق، رايح فين دلوقتي.
أجابه:
انا خلصت شغلي هنا فى الجامعه وكنت راجع البيت أتغدا.
ابتسم طوفان قائلًا:
تمام، هروح جود ونتقابل بعد ساعتين عندي فى المصنع.
اومأ جلال موافقًا بإبتسامة...ضحك طوفان له غامزًا بمرح...لم تفهم جود،وصعدت الى السيارة.
بعد ساعتين ونصف تقريبًا
بمصنع طوفان
توقف جلال على عتبة باب ذلك المكتب،ينظر الى تلك المُنهمكة فى العمل،نظرة عيناه بها إعجاب خاص،فهي ليست فقط إبنة عمه الصغيرة التى تربت أمامه،لفترة ظن أنها فقط مجرد شقيقة كما كان يظن،لكن سنوات الغُربة وضعت حقيقة أخري أمام قلبه،الإشتياق لها لكن ليست كإبنة عم أو مثابة شقيقة بل إشتياق إلى حبيبة...
تنحنح مُبتسمً ،رفعت رأسها ونظرت نحوه سُرعان ما خفق قلبها هي الأخري ،هي الأخرى مغرمة به لكن كتبت ذلك بقلبها حتى لا تجد الخذلان التى تخشاه سنوات غيابه كانتكانت تعيش بهاجسٍ خفي، يخيفها ليلًا ونهارًا...
أن يتصل ذات يوم ليُخبرهم ببساطة أن هنالك من استحوذت على قلبه، أن سنوات الغربة حملت له حبًا آخر، ودفنها في طيّات الذكرى.
لم يكن رفضها للعرسان بسبب عناد، ولا لأنها لا تُريد الزواج، بل كانت تختبئ خلف شعارات "بناء الذات" و"التركيز على المستقبل"، بينما الحقيقة المؤلمة تختبئ في أعماق قلبها...
لم يكن تعلّقًا عابرًا، ولا إعجابًا طفوليًا كما توهّم الاثنين…
كان حبًا صامتًا، ينمو في صمت، يتجذر معها كلما كبرا الاثنين... حتى يوم عودته
رأته أمامها من جديد.
لم يتغير كثيرًا، فقط صارت ملامحه أنضج، وصوته أهدأ، وكأن الغربة صقلته كما صقلتها هي أيضًا...
تقدّم جلال بخطوات هادئة داخل المكتب،
يُطالع المكان بعينيه لكن عينه الحقيقية كانت عليها…
تنحنح جلال قائلًا:
واضح انك مركزة أوي واضح إن عقلك مشغول...وناسية الوقت،المفروص وقت الدوام انتهي.
انتبهت ، ثم أدارت مقعدها تنظر نحوه بإبتسامة قائلة:
الشغل فعلًا بيخليني أنسى الوقت.
ضحك بخفة، جلس على طرف المكتب، نظراته تفضحه أكثر من كلماته... كذالك هي تنظر له...
لكن قطع تلك النظرات دخول طوفان الذي نظر لنظرات الإثنين وفهمها، فوساطة جلال ليوافق على عملها بالمصنع كانت لهدف برأسه.
❈-❈-❈
ليلًا
بمنزل طوفان
فتحت درة باب غرفة جود ودلفت مُبتسمة تنظر الى ذلك الصغير الذي بين يديها تتحدث بمرح قائلة:
عمتو الفنانة... يلا يا نوح قول لعمتوا الف مبروك عالتخرج وعقبال الدكتوراه وكمان معارض للوحاتك الجميلة
أبتسمت جود وتركت الرسم ونهضت واقفه تستقبل درة تأخذ من الصغير وقبلته قائلة:
نونو حبيب عمتو.
ضحكت درة قائلة:
بلاش نونو لطنط وجدان تسمعك تقولك معندناش رجالة تدلع.
ضحكت جود وهي تداعب الصغير قائلة:
والله دي أكتر واحدة مدلعاه، هي مش عاوزه حد يدلعه غيرها.. مش كده يا نونو، إنت بتحب دلع تيتا وجدان.
والصغير يبتسم وجود تجلس على الفراش وهي تحمله، جلست درة لجوارها تنظر الى تلك اللوحه المرسومة قائله:
الرسمه حلوة أوي... أنتِ موهوبة بجد يا بختك عندك موهبة زي الرسم، تعرفي كان نفسي يكون عندي موهبة، بس للآسف معنديش اي موهبة.
ابتسمت جود قائلة:
الموهبة هِبة ربانية، تعرفي مين اللى شجعني عالرسم.
نظرت لها درة بإستفسار... إستطردت جود حديثها بحنين:
طوفان هو اللى شجعني وجابلي ادوات الرسم، كنت بشخبط فى الكراسات والكُتب بتاع المدرسة وكان فى مدرس غِلس وبسبب شخبطتي فى الكتاب بعت معايا جواب لاستدعاء ولي الأمر... بصراحة خوفت اقول لـ بابا وقتها كان ممكن يعاقبني بقسوة، قولت لـ ماما، وماما قالتلي أنها هتتصرف بعيد عن بابا، وبعتت طوفان معايا، تعرفي طوفان قال إيه للمدرس وقتها... قاله بدل ما تشجعها على موهبتها وترشدها إزاي تنميها باعت معاها إستدعاء لولي الامر مفكر إنه هيأدبها ويعاقبها ويمنعها من موهبة زي الرسم، المفروض تنكسف من نفسك...
المدرس وقتها حس بالخزي ومن وقتها طوفان بقي يشجعني...
توقفت جود للحظة ثم تنهدت بأسي وذكري أول مرة تجرأت وأرادت مدح والدها
بتردُد منها ذهبت الى تلك الغرفة التى كان دائم الجلوس بها، إستغلت وجوده وحده بالغرفه... دلفت تبتسم برقتها رغم ذلك التردُد الداخلي لكن تشجعت وهي تقترب من تلك الآريكة التى كان يجلس عليها، لم يبتسم لها، تغاصت عن ذلك وبتردُد مدت يدها المرتعشة له بتلك الصورة المُغلفة قائلة:
شوف الصورة دي يا أبوي.
بقسوة أخذ منها الصورة وأزال الغلاف عنها...دق قلبه بدقات مُضطربة، عيناه تجولت ببطء على تفاصيل الصورة، كانت له، وهو يُمسك بيدها وهي صغيرة، تضحك من أعماق قلبها، بينما يده تحيط يدها بحنانٍ لم يُعطيها منه شيء...ظل صامتً لوقت لا يُعطي أي رد فعل، فقط تلك النظرة الخافتة التي لم تستقر طويلاً قبل أن يعيد نظره إليها، ثم للصورة، ثم إليها مجددًا.
تمتمت جود بصوتٍ واهن ظنت أنه لم يفهم مغزي الصورة بتوضيح:
ده إنت يا ابوي.
ترقرقت بعينيه دمعة لاول مرة بحياته يشعر بضعف قلبه... لم ترا منه سوا القسوة، ورسمته بصورة يبدوا شخص حنون...،ربما تلك الصورة هي أمنيتها أن يمسك يدها بحنان،بالفعل وضع الصورة جوارة،لوهلة تحكم الظن والخوف بقلب جود،لكن كانت مُخطئة،حين جذبها وضمها لصدره يُقبل جبينها قائلًا:
حلوة اوي يا جود أنا هبروزها وأعلقها فى أوضة نومي.
سعادة الكون كله دبت فى قلبها،ليس قلبها فقط،بل قلب طوفان أيضًا الذي صدفة جعلته يرا هذا المنظر الابوي والعفوي،تمني لو يضمه والده هكذا لمرة واحدة،لكن يبدوا أن كُل القسوة كانت من نصيبه.
على همهمات الصغير نفضت جود تلك الذكري وإبتسمت حين دلف وجدان الى الغرفة تقول بإشتياق:
سألت عن نوح شكريه قالتلي شافت درة داخله بيه هنا،هاتيه أما أشبع منه شويه النهاردة مشلتوش كتير.
ضحكن جود ودُرة التي قالت:
ده مبقالوش ساعتين بعيد عنك.
تأففت وجدان قائلة:
وساعتين شويه تعالى يا حبيبي لـ تيتا، الإتنين دول عاوزين ياخدوك مني،عشان وحشين.
تبسمن الإثنتين وهي تاخذ الصغير وتغادر الغرفة تذم بهن بمرح، داخلها سعيد، جود تقريبًا تخطت ألم فقدانها لجنينها، تراها حنونه على صغير أخيها، كذالك درة التي تأقلمت مع جودأصبحن اقرب لبعضهن، وبينهن تألُف.
ضحكت جود قائله بمرح:
الولد إتصادر مننا.
ضحكت درة قائلة:
كده أنا مهمتي إنتهت بعد ما ولدت نوح الأحسن ليا إنتبه بقي لمستقبلي المهني المؤجل.
اومات جود بضحكه موافقة، قائلة:
أعتقد ده الانسب ليكِ...إنت المفروض دكتورة ومن يوم ما بقيتي حامل وإنت مقضياها أجازات.
ضحكت درة قائلة:
فعلًا، أنا أتأخرت كتير عن زمايلي، كام مرة فكرت افتح مركز بصريات والاقي المكان المناسب ويحصل حاجة تعطلني، الحمد لله، خلاص بقي نوح لاقي له ماما تانيه برتاح معاها عني، أنا بس أخد فترة راحة من الولادة وهرجع تاني للـ الطب.
ابتسمت جود قائلة:
عارفة يا درة، أنا بفكر أعمل معرض لوحات، بس محتارة أعمله هنا فى المنيا ولا فى القاهرة... عشان الدعاية وكده.
انشرح قلب درة قائلة:
والله فكرة ممتازة، بس أعتقد فى القاهرة يكون أفضل، كدعاية كمان ده أول معرض عشان يتسلط عليه الضوء أكتر من هنا فى المنيا.
فكرت جود لثواني ثم وافقت قائلة:
عندك حق فعلًا، هقول لـ طوفان يشوف لى مكان مناسب فى القاهرة من بتوع المعارض الفنية.
ابتسمت درة قائلة:
تعرفي كان نفسي يبقي ليا أخ ولد كبير عني، عشان أعتمد عليه فى كل حاجه... صحيح باسل أصغر منى واوقات بعتمد عليه بس بحس بالكسوف من نفسي، المفروض أنا الكبيرة، بس هو والله دايمًا بيثبت إنه شخص قد المسؤولية.
ضحكت جود قائلة بمزح
فعلًا بأمارة "الدوم" اللى كنتِ بتتوحمي عليه هو اللى جابه ليكِ.
ضحكت درة قائلة:
بلاش تفكريني ده لغاية دلوقتي بيفكرني بيه، حتى كل ما يشوف نوح يقوله مامتك كانت بتتوحم على"دوم ".
ضحكن سويًا، جلسن معًا يتحدثن عن طموحات لهن مؤجلة لأسباب مختلفة، ربما آن وقت تنفيذها.
❈-❈-❈
بمنزل والد حاتم
صعد الى تلك الشقة التى جمعت بينه وبين جود... دلف يشعر بنسمة هواء مُحملة بعطر خاص، كأن الجدران إحتفظت برائحتها... أغمض عيناه وتوقف لحظات يستنشق تلك الرائحة... لكن طاف بخياله صورة جود وهي تمسك بيد رجل آخر... رأها...
كان ذاهب ليري فرحتها بتلك اللحظة الفارقة فى عمرها، لحظة التخرح... توقع وجود طوفان
" عدوه"
لكن إكتشف اليوم عدو آخر يمسك بيد جود يقترب منها وهو بعيد فقط يشاهد لوهله أراد إظهار نفسه والذهاب نحوهما وتهشيم يد ذلك الذي تجرأ وأمسك يدها قبل أن تسقُط...ظلّ يراقبهما من بعيد، يتشبث بنظراته في يدها التي أمسكت بذلك الآخر… يد كان يجب أن تكون يده، أن يحميها ويخبئها في كفه، لكنه اختار أن يُفلتها مرارًا...لكنه تسمر في مكانه، كأن شيئًا أثقل قدماه، وكأن العالم كله قرر أن يذيقه مرارة ما صنعه بيديه....أراد أن يندفع نحوهما، أن يصرخ باسمها، أن يُبعد ذلك الرجل عنها… أن يثبت ولو لمرة أنه ما زال يملك مكانًا في قلبها.
رآها تبتسم. راقبهما ورأي وقوفهما مع طوفان وحديثهما كذالك مصافحته لها وفتح باب السيارة، بسمتها لذلك السمج شقت قلبه..كصعقة البرق فتّته كزجاج مهشم.
خسرها وخسر
...خسرها... يوم ظن أن البُعد اختبارًا منه وأن الاشتياق سلاحها الأوحد، وأنه وحده صاحب القرار والعودة.
خسر... حين استكثر عليها بعض كلمات الحنان، أو لحظة احتواء، عندما توهّم أن الحب بعيد عنه...خسر حين ظن أن المشاعر تُقاس بصمته القاسي لا بحضوره الدافئ... واليوم يدفع الثمن.... يسير مثل الشريد حتى
دخل الى غرفة المعيشه، رأي ذلك الرُكن الصغير الذي مازال به بقايا، أدوات الرسم التي كانت تستخدمها جود
جلس على ذلك المقعد الصغير التى كانت تجلس عليه وهي تقوم بالرسم،أحيانًا كان يستخف من تلك الموهبة،الآن يجلد نفسه على كل لحظة كذب فيها، كل لمحة خذل فيها قلبها...كل لحظة كان يتعمد البُعد عنها، يلعب على وتر الأشتياق الذي كان يراه بعينيها...
أشياء بسيطة كانت تفعلها جود بطيبة خاطر وهو يقابل ذلك بالجفاء
رفع عينه لأعلي يتنهد بندم، ملامحه شاحبة، يهمس حزين مُعترفً :
خسرتك يا جود... كنت مفكر إنى كنت ألاقوى، لكن إنتِ كنتِ أشجع مني بكتير.
جذب تلك الكراسة لأول مرة يقوم بفتحها...
بدأ ب...تقليب الصفحات واحدة تلو الأخرى. كانت رسومها مليئة بالحياة، ألوانها دافئة كقلبها، تفاصيلها ناعمة كضحكتها، وكل خطّ مرسوم كأنه يحمل رسالة خفية له... هنالك
أكثر من مرة رسمت وجهه… بنظرة عينيها، لا كما يرى نفسه... في إحدى الصفحات، وجده مرسومًا وهو يبتسم لها بصدق رغم أنه كان وقتها قاسيًا لم يتذكر أنه وهب لها بسمه يومًا. تأمل الرسم مطولًا، شعر بغصة... كيف استطاعت أن تُحبه بهذا القدر، رغم جفائه
توقّف عند صفحة تبدوا الرسمه ناقصة،. الخطوط غير مكتملة، والظل يحيط بالمشهد . كانت مرسومة يوم خلافهما الأخير… يوم خرج وتركها تبكي دون أن يلتفت لندائها
أغلق الكراسة ببطء، ثم ضمها إلى صدره. ظل جالسًا في صمت، يشعر كأن الجدران تعاتبه، وكل شيء حوله يلومه...
انحنى للأمام، وأخفى وجهه بين كفيه، لأول مرة ينهار، بدون كبرياء… فقط رجل خسر قلبًا لم يُقدّر وجوده، والآن لا يملك سوى الذكريات...بـ كراسة وبعض اللوحات،كتلك اللوحة الموضوعه فوق مسند خشبي مُغطاه بورق أبيض،أزاحه...لينفجع قلبه من تلك الرسمة
كانت له وهو يحمل طفلًا وليد وهنالك يد ثالثة وبعض الخطوط بالصورة لم تكتمل..تلك الصورة هي كانت عالم صغير تمنته جود معه لكن الصورة لم تكتمل مثل بعض الصور الذي كان بها....
الصور كانت دائمًا تنقُصها.
❈-❈-❈
بعد مرور أكثر من شهر
مساءً
الحظ العثر حين يكون الطريق خاوي وتتقابل مع اسوء مخاوفها
هذا ما حدث حين كانت عائدة من المشغل عبر ذلك الطريق المُختصر، رغم انه طريق ترابي وصغير قليلون من يسيرون عليه، لكن هي لتاخيرها بالمشغل تعودت السير من عليه لتعود للمنزل سريعًا قبل ان يكسوا الظلام كما أنه طريق آمن أو هكذا كان قبل اليوم
كانت تحمل حقيبتها، تسرع قليلًا وهي تُمسك بشالها الذي تلاعبت به نسمات المغيب...
ثم، عند تلك الشجرة التي تنحني بجزء منها الطريق توقفت فجأة...
عيناها اتسعتا، وقلبها بدأ يدق بعنف، وكأنّه يكاد يخرج من صدرها الخوف جثم على صدرها،ها هو كابوسها القديم التي لم ترتاح منه...
أسوأ مخاوفها... عاد ليُقابلها وجهًا لوجه..
ضحكته المقيتة،نظرة عيناة الفجة التي تخترق جسدها...يقترب منها،عيناه يظهر منهن الشر ... بلا وعي
تراجعت خطوة للخلف دون أن تُبعد نظرها عنه تنظر حولها ربما تجد من تستغيث به لم تنتبه أن الأرض خلفها كانت غير مستوية، فتعثرت قليلًا، كادت تسقط بذلك المجري المائي الصغير لولا تمسّكها بفرع إحد الأشجار.
شهقت وهي تعتدل بجسدها على جذع الشجرة ...
بينما ذلك الوغد يضحك وهو يقترب منها ، بعين تضخ شررً يقول بصوب شبه مُرعب:
فكرتي إنك إرتاحتي مني يا زينة، أنا رجعت تاني...
توقف للحظات ثم إستطرد حديثه بنبرة تقليل من شانها وإتهام واضح بتدني أخلاقها:
راجعه متأخر ، إيه كنتِ بتشتغلي ورديتين زي عادتك، بس يا ترا وردية المسا بتكون صاخبة المشغل فيها ولا الادارة لأخوها المهندس اللى بيحسس عليكِ و...
تجمّدت الدماء في عروقها من إقترابه وصورته المرعبة وخصلات شعره التى تتطاير بسبب سرعة النسمات...
لكن شعرت بالبُغض والغضب من إتهامه... لكن دار بعقلها حديثه...
ماذا يعني بعاد مرة أخري لم تنتهي بعد مدة تجنيده... هل هرب
لسوء حظها لا إجابة غير ذلك وسلطة والده وخاله أيضًا تستطيع حمايته...
يال بؤسك ماذا ظننتِ ان الكابوس إنتهي...
ها هو يكاد قلبها يُعلن وقف دقاته وتنتهي هنا..
رفعت يدها على صدرها، محاولة أن تهدئ نبضها، لكن عيناها ظلّتا تحدّقان نحوه.
بدأ يقترب، خطوة بخطوة،
اكتفت بالنظر إليه، وعيناها تحكيان كل شيء
الخوف، الألم... والنهاية لها
بينما هو يستمتع بنظرات عينيها المرعوبة وإرتعاش يدها التى وضعتها على صدرها، كل ذلك زهوًا يشعر به وهو يُنهي الخطوات وكاد يحصرها بينه وبين جذع الشجرة، لكن لم ينتبه الى ذلك الإنزلاق الذي كادت هي بسببه أن تسقط فى المياة الضحلة...فإنزلقت إحد قدميه وللزوجة الأرض الطينية لم يعرف أن يتحكم بجسده ولم ينتبه الى ذلك الفرع التي تشبث به زينة...
سقط فى المياة...
كأن الله أعطي لها القوة مرة أخري... وتمسكت بالفرع حتى وقفت على بداية الطريق... كأن الله نفخ في روحها طوق نجاة، لا يُرى…
قوة لا تعرف مصدرها، فقط انتفضت بداخلها حين لمحته يطفو على سطح الماء، يحاول النهوض، يحاول الإمساك بها من جديد...
كان قلبها يخفق بجنون، ورئتاها تختنقان، وركبتاها بالكاد تحملانها… لكنها ركضت.
ركضت بكل ما فيها من حياة، من خوف، من رغبة في النجاة.
لم تلتفت خلفها.
لكنها سمعت صوته… ذلك الصوت البغيض الذي يُشبه اعصارًا يمشي على الأرض....
سبابٌ قذر، توعد بعودة… لكنها لم تتوقف...
تعلم... أن هذا اللقاء بالتأكيد
ليس صدفة... بل اختبارًا مؤجلًا.... هذا اللقاء ليس عبثًا، بل رسالة... بل صفعة توقظها من غفلة...
ربما لتتجهز، ، وربما لتعرف أن الشيطان التي ظنت أنه إبتعد عنها قد عاد ومازال يضمُر لها السوء...
اليوم إستطاعت الركض من أمامه
لكن المرة القادمة ربما ينال ما يبغي...
لا لا... لن يحدث ولابد أن تحذر …ولابد من مساعدة أحدًا، لكن من... بالتأكيد ليس والدها.
❈-❈-❈
بمنزل طوفان
وضعت درة طفلها بمهده بروية وهدوء،ثم ذهبت الى الحمام
بالكاد خلعت ثوبها العلوي حتى سمعت صوت بكاء صغيرها، تنهدت بعمق وبعض إرهاق، سحبت منشفه لفتها حول جسدها بعشوائية وخرجت سريعًا من الحمام
توجهت إلى مهده بخطوات شبه متعثرة من شدة الإرهاق، لكن حين اقتربت تبدل كل ذلك الأرهاق.. إرتخت ملامحها ، وابتسمت وهي تنظر له بحنان ترفعته إلى صدرها ضمته... فهدأ على الفور، ضحكت بعتاب تهمس له:
نفسي تنام بس نص ساعة أخد شاور... قولى إيه صحاك بالسرعة دي.
لوح الصغير بيديه فابتسمت درة...
بنفس الوقت دلف طوفان الى الغرفة وأغلق الباب خلفه سريعًا حين رأي دُرة تقف تحمل الصغير بذلك المنظر المُغري، إقترب منهما مُبتسمً يقول بمرح:
واضح إن الأمومة مش سهلة.
تنهدت درة بإرهاق قائلة:
واضح كده،وانا كنت بقول سهلة، بس للاسف طنط وجدان وجود حتى شكرية التلاته خرجوا وسابوني مع نوح بيه، وطبعًا هو متعود عالدلع،كان نعسان، يا دوب حطيته فى سريره وكنت هاخد شاور مفيش دقيقتين وسمعت صوته بيزوم طبعًا اتعود حتى وهو نايم يكون متشال.
ضحك طوفان وهو يمسك يد صغيره يُقبلها، رفعت درة رأسها تنظر له بدلال، تبسم وهو يضع قُبلة على وجنتها، ثم عاد ينظر للصغير الذي يتثائب وهو يلعق فمه بلسانه.. نظر لها قائلًا:
واضح إن الجوع هو اللى خلاه يصحي بسرعة.
نظرت للصغير قائلة بتأكيد:
لاء مش جعان هو غاوي تعب والدليل سكت لما شيلته.
ضحك طوفان قائلًا:
برضوا ممكن يكون جعان بيطلع لسانه من شفايفه.
تنهدت قائلة:
هو كده علطول...زي التعبان لسانه بره شفايفه.
ضحك طوفان،بينما عاد الصغير يبكي رغم أنها تحمله...نظر لها طوفان وضحك.
تنهدت دُرة،بنفس الوقت استوعبت،على نفسها أنها تقف بمنشفة وبعض الثياب الداخلية،شعرت بخجل حين غمز لها طوفان وهي ترفع طرف المنشفه لأعلى،تنفست درة قائلة:
بتبص على إيه.
ضحك طوفان قائلًا بوقاحة:
وهو في إيه مشوفتوش قبل كده،أومال اللى على إيدك ده جه إزاي.
تنرفزت درة بغضب تحاول إخفاء إحرجها وهي تمد يديها تُعطيه الصغير قائلة بنبرة عقاب!
طالما كده،خد إبنك وأنا هروح أكمل الشاور بتاعي،أهو قوله هو جه إزاي.
ضحك طوفان وهو يأخذ منها الصغير بمرح قاىلًا:
طب ما نحطه فى سريره وناخد شاور مع بعض.
إغتاظت منه وصفقت باب الحمام بقوة...جعلته يضحك،وهو ينظر الى صغيره بحنان.
بعد قليل خرجت درة من الحمام ترتدي مئزر قطني طويل نظرت نحو طوفان الذي يُعطيها ظهره وهو يقوم بخلع ثيابه،تسألت:
الولد فين.
استدار بوجهه نحوها، وعلى وجهه ابتسامة لا تُخفى مكرها، وأجاب وهو يُشير برأسه نحو المهد الصغير بجوار الفراش قائلًا :
نام، وأنا قلت أستغل الفرصة وآخد شاور، بس واضح إني إتأخرت.
رفعت حاجبها ببرود، تمسكت بطرفي المئزر القطني تُغلقه أكثر وقالت بسخرية:
لاء متأخرتش الحمام قدامك إدخل خد شاور براحتك.
اقترب منها خطوة، وصوته نبرته مرحة لكن عينيه تلمع بوميض من المكر قائلًا:
شهقت درة، وقامت باغلاق المئرز، قائلة:
قليل الأدب.
ضحك وهو يقترب أكثر، وأخفض صوته:
مش هتنازل عن الليلة... تنامي فى حضني.
همت بالرد لكن عيناه كانتا تغازلها أكثر مما تحتمل... فهربت بعينيها وقالت بحدة مصطنعة:
انا بقول تدخل تاخد شاور بارد لوحدك لان اللى فى دماغك مش هيحصل، السكة سد.
نظر لها بنظرة شوق ضاحكً هو يتحدث بصوت دافئ:
مين اللى قال إن السكة سد عالعموم أتأكد بنفسي.
رفع يديه نحو ياقة المئزر وكاد يفتحه لكن درة تشبثت بيدها فوق يديه للحظة ضحك وهو ينزل يده عن ياقة المئزر وضعها حول خصرها... رفعت يديها حول عُنقة وتمايلت برأسها بدلال قائلة:
لا يا عزيزي اللى فى دماغك مش هيحصل قبل ما أخد وسيلة منع حمل الاول، كفاية اللى مريت بيه وانا حامل فى نوح محتاجة فترة نقاهه قد خمس سنين كده.
ضحك طوفان قائلًا:
خمس سنين مش كتير أوي، وهتاخدي الوسيلة بقي أمتي، وبعدين مجتش من ليلة..ده فى ستات بتاخد وسايل منع حمل وبتحمل برضوا مفيش وسيلة مضمونه ميه فى الميه.
أنزلت يديها كذالك إبتعدت عن يديه قائلة بتعقيب:
ما اهو عشان مفيش وسيلة مضمونه، يبقي ده سبب قوي إني أكون حريصة أكتر.
كاد طوفان أن يمزح ويزداد فى وقاحته اللذيدة فى الجدال معها، لكن صدح رنين هاتفه... تفوهت درة سريعًا قائلة:
موبايلك بيرن، شوف مين وفُضك من الوقاحة اللي كنت ناوي تكملها
ابتسم وهو يلتفت ليلتقط الهاتف من فوق طاولة جوار الفراش، قام بالرد لكن.. تحولت ابتسامته إلى تجهم خفيف، قائلًا:
تمام، لاء متتصرفش أنا بكرة هكون فى القاهرو وهحل أنا الموضوع ده.
أغلق الهاتف، تنفس بقوة، لاحظت ، لاحظت تغير ملامحه رغم محاولته التظاهر بالهدوء، شعرت بقلق وتحدثت بنبرة مُتسائلة:
فى إيه اللى حصل، بسببه هتسافر القاهرة.
أجابها ببساطة، يُحاول تطمينها وهو يبتعد بعينيه عن عينيها:
ولا حاجة... بس فيه شغل لازم أكون موجود فيه.
ضاقت عيناها وهي تراقب ملامحه، تعلم أنه يُخفي عنها شيئًا، فهو بارع في الهروب من الحديث.
كادت تجادله لكن بكاء الصغير منعها، تنهدت بارهاق قائلة:
يارب ده مش بينام.
ضحك طوفان، ذهبت درة حملت الصغير، بينما تفوه طوفان بمرح:
شكلي هاخد الشاور لوحدي، هسيبك مع نوح بيه... يمكن على ما أطلع من الحمام...
صمت يغمز بعينيه... تبسمت درة
قائلة:
بلاش عشم.
ضحك طوفان وذهب نحو الحمام... دقائق وعاد للغرفة يرتدي سرولًا فقط وعاري الجذع ضحك حين وجد درة تنام فوق الفراش بمنامة حريرية مُحتشمة، ليس ذلك فقط تضع نوح جوارها على الفراش تحدث بمرح قائلًا:
وحاطه نوح عالسرير ليه.
ضحكت قائلة:
مِحرم.
ضحك طوفان وهو يتمدد على الفراش، لكن تخابث ... وجذب درة بغفلة منها لتبقي فوقه، فى ثواني انقلب وأصبحت هي بالأسفل، يثبتها بجسده وهو يُقبل عُنقها بشغف وهمس بصوته الأجش:
فين المِحرم بتاعك.
شهقت درة وهي تحاول دفعه بخفة، لكن ضحكتها خانتها، فبدا التأنيب على وجهها ممتزجًا بالحُمرة:
طوفان! قوم من فوقي بقى بجد مش هينفع اللى فى دماغك.
تنفس على عُنقها وقبله ثم قبل شفتيها، تجاوبت معه للحظات لكن فاقت ودفعته... مُرغمً ترك شفتيها، وإنزاح عنها نائمً فوق الفراش مُبتسمً وهو يسمع همهمات الصغير الذي أراد أخذ حق إشتياق والده
تنفس بعمق والابتسامة ما زالت تتلاعب على شفتيه... قائلًا بنبرة شماته مرحة:
أهو إبني هياخد بحقي.
ضحكت بدلال قائلة:
لاء إبني غيور على مامته.
ضحك وهو يراها تعتدل تضم الصغير لحضنها، إقترب منهما يضمهما الإثنين لصدره...
ليغفوا ثلاثتهم.
❈-❈-❈
باليوم التالي
القسوة حين تظن أن الجرح قد إلتئم،لكن مجرد لمسة على موضع الجرح يعود نفس الألم
لو كانت وجدان تعلم هدف تلك السيدة من زياتها اليوم،وطلبها رؤية جود بكذبة أنها تود رؤيتها لعدم رؤيتها لها منذ فترة طويله...لكن وضح سبب ذلك حين قالت تلك السيدة:
جود لسه صغيرة حتى لو إطلقت بعد جوازها بكام شهر، وبقت" عازبه"فى الف مين يتمناها،ولاد أصول وأكابر كمان،وأنا النهاردة جاية مرسال بعريس متجوزش قبل إكده لها بس طلب يشوفها الأول .
توقفت تلك السيدة عن الحديث حين انتفضت وجدان أولًا قائلة بغضب:
مكنش له لازمه اللف والدوران،وجود حتى لو "عازبة"
فهي مش عرض لأي حد حتى لو متحوزش قبل كده،جود تبقي بنت نوح مهران وأخت طوفان مهران
و مقامها عالي مش أي حد يبعت ست تقيس النبض بكلام متغلف...
وإن كان فاكر إن طلاقها ينقص منها، يبقى هو اللي ناقص، مش هي.
حاولت السيدة الرد،والتبرير... لكن وجدان لم تترك لها فرصة، تابعت بنبرة حاسمة:
ـ جود مش محتاجة تترجا فرص تانية، اللي هيكون من نصيبها هيجي بيها، وهي رافعة راسها.
خيم الصمت على المكان، قبل أن تقول وجدان بكبرياء:
شرفتي يا حجة.
قالت ذلك ثم نادت بصوت جهور على شكرية التي آتت مُسرعة للغرفة تنظر الى وجدان التي تحدث بتعالي:
مع الحجة لحد باب الدار يا شكرية، واضح إنها كبرت ورِجليها مش قادرة تشيلها وعقلها بدأ ينقص ومتعرفش هي جايه تتكلم عن مين.
كادت السيدة ان تُبرر لكن رفضت وجدان تبريرها قائلة:
عمري ما طردت حد قصد بابي فى أي طلب، لكن لما يوصل الأمر لإهانة بنتِ يبقي مالكيش مطرح عندي.
غادرت السيدة مع شكرية بعدما قدمت إعتذارات... بينما إقتربت وجدان من جود وضمتها تشعر بغصات، كذالك جود كان هنالك
بعينيها دمعة حزينة... و أخري دمعة امتنان.
❈-❈-❈
بالقاهرة
بمكتب طوفان بالشركة
ارتسم الهدوء على وجهه وهو يُنفث دخان تلك السيجارة بين شفتيه ببطء، ،يستمع الى تُرهات ذلك الأحمق الذي يتحدث بتعالٍ لا يليق بمقامه.
تركه يتحدث...كل كلمة تخرج من فمه كانت تزيد ابتسامة السخرية على ملامحه… ابتسامة باردة، مُهينة، لكنها لا تُفصح عن شيء... حتى إنتهي الآخر قائلًا بنبرة مشحونة بالغرور:
كده ممكن نتراجع عن وننهي التعاقد مع شركتك.
وضع طوفان بقايا السيجارة بالمنفضة وسحقها ثم نظر الى ذلك الاحمق قائلًا ببرود وثقة:
وماله... واضح اللى وسوس لك فى دماغك، إداك صورة بعيدة عني، متعرفش إني قبل ما أبقي راجل أعمال كنت وكيل نيابة يعني القانون لعبتي وأعرف ألجم اللى قدامي، بالقانون... بص بقي مش إنت اللى هتلغي التعاقد مع شركتي، أنا اللى هلغي التعاقد، بس للآسف إنت واضح إنك مقريتش العقد اللى بينا... فيه شرط جزائي، فى حالة فسخ العقد قبل نهاية المُدة المحددة، سيادتك هتدفع لى تعويض قيمته مثبوته فى العقد...
أه هتقولي إن أنا اللى بلغي التعاقد... رغم ده هتدفع التعويض اللى أنا هتبرع بيه للمنظمات الخيرية، تأديب لك، عشان لما تعرف إنك قاعد مع طوفان مهران... نبرة الغطرسة دي متنفعش معاه....
يمكن تنفع مع موظفين مكتبك، أو حتي مع اللى وسوس لك فى دماغك
وصدقني... الفلوس دي هتبرع بيها للمنظمات الخيرية، مش عشان إنساني... عشان أربيك...
قال ذلك وضغط على ذر أمامه قائلًا بجمود:
دخليهم دلوقتي.
وما هي إلا لحظات، حتى انفتح باب، ودخل رجلان ببدل رسمية يحملان ملفات ومستندات، أحدهما يحمل حقيبة جلدية سوداء.
رفع طوفان نظره للأحمق الجالس أمامه، وانحنى للأمام مستندًا بكوعه على المكتب، نبرة صوته اتخذت صرامة رسمية:
دول مستشاري القانوني ومراجع الحسابات... جايين يشرحوا لك بالتفصيل قيمة الشرط الجزائي، ومدة التنفيذ، وجدول التعويض...
وبعد ما يخلصوا، هتوقّع على إقرار بأنك اللى فسخت التعاقد، واعتذار ضمني مكتوب بالورق... مش علشاني، لاء علشان تتعلم تبقى راجل أعمال بجد، مش لعبة فى ايد غيرك.
ثم اعتدل في جلسته، وابتسم ابتسامة باهتة خالية من أي ود:
بالمناسبة... اللي وسوس لك
بلّغه إن طوفان مهران مبيتهددش... وبيتسلى.
هلع الرجل ونخ وهو يقدم إعتذارات.
******"
بـ ڤيلا طوفان
بالكاد دخل الى الفيلا إستقبله أحد الخدم، توجه نحو سلم الڤيلا لكن توقف حين سمع صوت عالي تقول بنرفزة:
طوفان إيه اللى عملته مع العميل اللى كان عندك.
استدار طوفان ببطء، وعيناه التقتا بعينيها الغاضبتين، وقبل أن ينطق، أردفت بنبرة أكثر حدّة تتوهم:
كل ده عشان العميل كان من طرفي.
تهكم طوفان وهو مازال يصعد السلم قائلًا:
زي ما وسوستي له ساهمي معاه وإدفعي جزء من الشرط الجزائي... المقابلة إنتهت.
قال ذلك وأكمل صعود لم ينتبه الى صعودها خلفه حتى وصل الى غرفة النوم... حين إستدار وجدها أمامه نظر لها بسخط وإنحطاط
بينما هي نظرت الى الغرفة ونظراتها تتفحص المكان بتأمل جامد، ثم أكملت بتهكم واضح:
طبعًا لأن حضرتك كنت شايفني أقل من إنك تدخلني عالمك... حتى لو كنا متجوزين على سنة الله ورسوله، بس الڤيلا دي كانت دايمًا حدود ممنوعة عليا.
تقدم نحوها بخطوات بطيئة، نبرته مشتعلة بالغضب وجذبها من يدها وخرجا من الغرفة
رفعت حاجبها باستفزاز، وضحكت بظفر فهي وصلت لهدفها، وهي تلتقط صورة لهما بغرفة النوم وهو يُمسك يدها، حتى لو كانت الحقيقة عكس تلك الصورة...
لحظات ونظرت له بظفر وتشفي قائلة
صورتنا وصلت لموبايل مراتك اللى فضلتها عليا.