رواية وميض الحب الفصل التاسع و العشرون 29 بقلم لولى سامى

 

 

رواية وميض الحب الفصل التاسع و العشرون بقلم لولى سامى


يقولون حق العباد مكفول برضى من له الحق أو عفوه .
ومن حكمة ربك أنه يرينا ايات في الظالم حتى نتعظ ولا نتبع خطاهم .
حاولت الام استدراج يسرا عما حدث مع اختها إلا أن الاخيرة أبت الإفصاح عن أي شيئا خاص باختها كما اتفقا سويا لذلك ظلت على قولها / أنا روحتلها لاقتها مجهزة شنطتها ومقالتليش السبب ايه…
استقامت سعيدة وهي تشعر باليأس في معرفة أي معلومة من تلك الخبيثة كما نعتتها….
لتتوجه لغرفة المسكينة على حد قولها لتجدها متعددة بفراشها تنظر للأعلى دون أن يتحرك فيها ساكنا …
جلست بجوارها تمسد على شعرها تحاول جاهدة معرفة سبب حزنها قبل معرفة سبب طلاقها ….
اخذت تحادثها بحنو افتقدته الأخيرة منذ زمن / مالك يا حبة عيني ….
عملوا فيكي ايه حكمت واولادها….
مجرد صوت والدتها الذي يحمل كل معاني الحب والحنان طرق على طبول اذانها حتى اهتز قلبها اشتياقا قبل جسدها لتلك النبرة الحانية لتغلق عيونها على آثارها وتتمرد دموعها التي جفت قليلا لتكفكف الام دموعها وهي تحض ابنتها على التمرد على صمتها كما تمردت دمعة من أعينها / ابكي يا عين امك …
ابكي وطلعي كل اللي حواكي …
مش عايزاكي تكتمي ابدا جواكي حاجة……
ابكي وفضفضي لصدر امك واتاكدي اني عمري ما هخذلك ….
ماذا تقول أو تسرد ؟؟
فهناك حديث لا رجعة فيه ؟؟؟
تعلم أن ابيها وأمها إذا علمَا أن الأمر يمس سمعة يسرا حتما سينتهي الأمر برمته …
ناهيك عن افتراءهم وتجبرهم ….
بالإضافة إلى سلبية زوجها الدائمة …..
ظلت مغلقة العينين تزرف الدموع وشهقاتها تتعالى حتى احتوتها سعيدة داخل أحضانها ودموعها هي الأخرى تشق وديان على جدول وجنتيها حزنا على فلذة كبدها …..
شددت سعيدة بضمتها لتتشبث الأخيرة بها كالطفل الذي وجد أمه بعد طول غياب …..
بعد فترة من الزمن حاولت سعيدة تهدأة ابنتها لتنطق يمنى بجملة واحدة قد سمعتها كثيرا من والدتها من قبل / كان عندك حق يا ماما في رفض بيت العيلة …..
أنا مش عايزة ارجعله تاني يا ماما ….
والنبي مش عايزه ارجعله تاني ….
وحياتي يا ماما مش عايزة ارجعله……
ظلت تكرر يمنى جملتها حتى غفت وهي تكررها..
تقطعت نياط قلب سعيدة أسفا على من تركتها بايدي من لم يصونوا الأمانة ….
توقعت وتصورت مدى بشاعة معاملتهم من حالة ابنتها …
لابد وأنهم قد عاملوها اسوأ معاملة ….
فهي تعرفهم جيدا وتعرف مدى فظاظة معاملتهم وغلاظة قلبهم …..
كما تعلم ابنتها الهشة رقيقة المشاعر والتي لا تحمل للدنيا هم ولم تعتاد يوميا على مكائد البشر….
ولكن اين زوجها التي كانت تتغنى به ….
اين حاميها وناصرها كما وعد أباها …..
شددت سعيدة من احتضانها تحاول بث الطمأنينة بها ولكنها تحيرت في جملة ابنتها ….
فهي لا تعرف مقصد ابنتها بأنها لا تري. العودة إليه اهي تقصد المكان ام الشخص ؟؟
اطمئنت من انتظام انفاس ابنتها برغم نشيجها لتتأكد أنها قد غفت …..
تسحبت من جوارها لتعود لغرفتها فإذا بها تجد زوجها يجلس على مقعد بالردهه ….
يبدو من جلسته مدى بشاعة همه ….
اقتربت منه تربت على ظهره سائلة اياه بسؤال تعلم إجابته جيدا / مالك يا كريم ؟؟ قاعد كدة ليه؟؟
اخرج رأسه المندسة بين كفيه وكأنه يخاف عليها من السقوط لينظر بداخل عيونها سائلا / قالتلك عايزة تطلق ليه ؟؟؟
زمت سعيدة شفتيها وحركت رأسها بالنفي ليسألها مجددا وكأنه يلجأ لمنقذه / والعمل يا سعيدة؟؟
البنت راجعة منهارة والود ودي اجيب عبدالله ده اعدمه العافية …
بس برضه بحاول اهدي روحي لحد ما اسمع لبنتي …
أنا من الصبح ماسك نفسي علشان متصلش اهزأه بس خلاص مش قادر …
جلست بجواره تحاول تهدأة روحها قبله لتجيبه بصوت خافت / هدي اعصابك يا ابو يمنى أنا شاكة الحوار غيرة ستات في بعض …….
التفت لها والغضب يتراقص على ملامحه ناهرا إياها بصوت خافت / وحتى لو الحوار غيرة ستات هو فين سبع الرجال علشان يوقف المهزلة دي …..
متحاوليش تبرري له علشان أنا ماسك نفسي عنه بالعافية …..
اومأت بالايجاب فهي لا تريد التبرير له وربما غضبها يفوق غضبه ولكنها تريد أن تنتظر لحين الاستماع لابنتها ….
حاولت تهدأته فاستقامت ساحبة إياه وهي تقول له / قوم بس ريح شوية والصباح رباح …..
تنام نار تصبح رماد ….
يمكن الصبح تكون هديت وتحكلنا كل حاجة …..
استقاما معا وتوجهها لغرفتهم وكلأ منهم يحملان هما ثقيلا تنحني له الهامات ……..
…………………………..
اخيرا أصبحت بمفردها لتزيل الحظر عن رقمه وتنظر متحيرة من أمرها اترسل له رسالة تطمئنه عليها ام تغلق بابه تماما …..
وكأن هناك اتصال قوي بين القلوب لتجد هاتفها يصدح برقمه لتنتفض ذاعرة وهي تحدق بالشاشة محدثة نفسها / عرف منين اني فكيت الحظر عنه …
إجابته اخيرا مع انتهاء الرنين لتستمع لصوت يهدر بها معاتبا / كدة يا يسرا مش عايزة تردي عليا من الصبح …
انا كنت هتجنن عليكم وعايزة اطمن ….
لم يعنيها كل هذا الحوار سوى أسلوبه لتجيبه بعصبية برغم خفوت صوتها / انت بتزعقلي ليه دلوقتي وانت عارف اني مش هقدر ارد عليك !!!!
لم تترك له الفرصة ليقدم أسبابه أو حتى يعتذر لتردف مسرعة / ابن عمك بهدل الدنيا واختي والعائلة كلها مش طايقة تسمع سيرة حد من عندكم وانت عايزني ارد عليك ازاااااي ؟؟
التقطت أذنه توبيخ منها لتلين نبرته قليلا فهو يعلم الحرب الضارية التي مرت بها اليوم من توتر وتهديد وحضور مشاجرة رجالية يبدو أنها أول مرة ترى مثلها….
منتهية بحالة اختها والتي من المؤكد قد أضافت عبء اخر على عاتقها ليقدر حالتها فيهدأ من نفسه واخفض نبرته وعصبيته قليلا متسائلا بريبه عن ما يعنيه / هي العيلة كلها عرفت بالمشكلة بتاعتك ؟؟
* لا …..
إجابته باختصار ليطلق زفيرا بأريحية معلقا / وقعتي قلبي يا شيخة …
عقدت حاجبيها متسائلة بتعجب / يعني هو ده اللي كنت قلقان منه؟؟؟
وبالنسبة للي قرايبك عموله عادي …
بهدوء اعصاب أجابها موضحا / الفكرة مش كدة …
الفكرة أن اللي عمله عبدالله وأخواته مع اختك له حل لكن أن سيرتك حد يسوأها معتقدتش اهلك هيسامحوا ولا هيكون لها حل ……
اقتنعت بحديثه خاصة أنها نفس الحجة التي ذكرتها اختها برغم من تقافز سؤال بعقلها لم تستطيع طرحه على اختها في غضبها لتطرحه عليه لعلها تجد له إجابة / طب دلوقتي احنا مقولناش على المشكلة بس لو العيلتين اتجمعوا علشان يصلحوا عبدالله ويمنى اكيد حد هينطق …
يبقى احنا بنخبي حاجة اكيد هتتعرف بعدين ….
ابتسم بالطرف الآخر وهو يتراجع للخلف مستندا بظهره على نافذة الفراش مجيبا على تساؤلها بفخر / اولا احب أطمنك أكدلك أن الموضوع ده مش هيتفتح بتاتا ….
عارفه ليه!؟
* ليه ؟؟
تسائلت يسرا بفضول ليجيبها جاسر ببساطة شديدة/ لأن بكل بساطة وضحت لهم الموقف كله ….
ومش بس كدة دانا ضربت دعاء كف طيرتها من مكانها….
لم تعلق على الجزء الاول من جملته ولكن أسعدها الجزء الثاني من الجملة ل/ ياااااه اخيرا مش متخيلة دعاء تنضرب ….
دانا كل ما بشوفها بفضل اجز على سناني وبيبقى نفسي اجبها من شعرها
أطلق ضحكته التي إصابتها بابتسامة قليلا وعقلها يتخيله وهو يعلق مازحا / تموتوا في المصايب ….
ضحكت برقه ثم أطلقت سؤالها بصوت باسم وخافت / ضربتها ازاي بقى احكيلي ….
لم يريد زيادة المبلة طين ليحاول التهرب من سؤالها بمحاولة فتح حوار اخر / سيبك انتي من دعاء عايزين نفكر إزاي نصلح بين اختك وعبدالله….
اتسعت ابتسامتها قليلا وهي تسأله بخبث ودلال / طب واحنا مالنا ما نسيبهم يحلوا مشاكلهم لوحدهم…..
قرأ ما بين السطور لديه ليجيب على جملتها بارضاء غرورها ودلالها / لا ماحنا لازم نصلح بينهم علشان تبدا مشاكلنا احنا …..
فور استماعها لآخر جملته هبت معتدلة فمن الواضح أن حالتها المزاجية غير مستقرة لتتقبل مزاحه الآن لتجيبه بتحفز شديد وعصبية / يعني انت ناوي من اولها تبدأ بمشاكل!!! طب أنا مليش دعوة بالموضوع ولعلمك أنا مش هوافق عن حاجة اختي مش موافقة عليها …
واتفضل روح لابن عمك دورولكوا عن مشاكل بعيد عننا …..
ومن غير سلام…..
أطلقت حديثها الاخير كالرصاص لينظر للهاتف الذي بيده وقد أعلن عن انتهاء المكالمة لينعت إياها بالجنون قائلة / يابنت المجانين ……
…………..
الغدر والخيانة لفظان مذاق نطقهم مر
فما بالك بمذاق الابتلاء بها ….
فاحذر من سهام الخيانة
فدائما ما تنطلق من من كنت تحسبه عزبز
فهو من يدرك تماما نقاط الضعف
ولا تتهاون من آثارها فهي دائما مسومة ومسمومة
لتزيد طعنتها فاعلية ونفوذ إضافي
بدأ يلملم متعلقاته ليعود لمنزله فإذا بهاتفه يعلن عن قدوم عدة رسائل متلاحقة مما أثار فضوله عن كم هذه الرسائل ….
امسك بهاتفه ليرى مراسله فإذا به يجده من رقم غير مسجل ليعقد حاجبيه ويدلف للمحادثة ليرى ماذا يرسل هذا المجهول …..
بدأ بتشغيل التسجيل الاول ليعقد حاجبيه ويشعر بحرارة الغضب تضرب برأسه …
قام بتشغيل التسجيل التالي والذي يليه حتى وصل للأخير ومع كل تسجيل تتسع حدقتيه ويزيد غضبه حتى وصل لزروته ….
انتهى من التسجيلات ليفتح الصور ةيتمعن بها وعيونه تكاد تخرج لهيبا …
فقد رأى نتيجة تساهله واستسلامه …
رأى نتيجة إعطاء الامان لمن لا امان له….
رأى نتيجة تفضيل من لا تستحق على أهله …
أخذ يجوب مكتبه ذهابا وإيابا لا يعرف كيف يتصرف …
هو يعلم أنه إذا رأها الان حتما سيقتلها بيده …
فكم أعطاها من الثقة والأمان لتطعنه بسهام الخيانة والغدر ….
امسك رأسه بكفيه وكأنه يريد إحكام قبضته عليها حتى لا يستسلم لشيطانه ….
لوهلة خطرت بباله فكرة أنه ظلمها …
فربما أحدا يريد أن يوقع بينهم فقام بفعل كل هذا …
ولكنه عاد متسائلا من يعلم كل هذا الكم من المعلومات الدقيقة ؟؟
ليقطع الشك باليقين يديه وامسك الهاتف ليجري اتصالا حتى يتأكد من هوية المرسل وهدفه من إرسال هذه الرسائل …..
كانت تزرع ارض الغرفة قلقا وتوترا من كثرة ذهابها وايابها….
تارة تعنف نفسها وتارة تثني عليها…
ظلت منتظرة أي رسالة أو مهاتفة منه…
ولكن خاب ظنها فمن الواضح أن الأمر مر عليه مرور الكرام وربما لم يلتفت للأمر من الاساس واعتبره مكيده…
ولكن هل تظل مكانها ام تنطلق هاربة وكأنها هي من اخطئت ….
قررت الهروب فلم يعد لها مكان هنا …
اخذت تلملم ملابسها وتعنف نفسها مرارا وتكرارا / حسبتها غلط …
دي ممكن تفتح الموبايل بتاعه وتكتشف اللي أنا عملته وساعتها هتطين عيشتي ….
غبية يا فتون تاتي مرة تطلعي غبية …
الاولى لما وثقتي في المحروس والثانية لما حسبتيها غلط …..
بوسط هممهمتها لذاتها فوجئت بارتفاع رنين هاتفها لتقترب منه فتتسع حدقتيها فور رؤيتها رقمه يزين شاشتها ….
اضطربت اواصرها واختلج قلبها ما بين أن اجيبه وبين أن تتجاهله …
انتهى الرنين الاول لتزفى أنفاسها ولكنه لم تمضي ثواني الا وقد عاد يهاتفها مرة أخرى لتقرر الإجابة عليه …..
فور فتح الهاتف وقبل أن تنطق وجدت من يسألها بصوت هادر وغاضب وحاد لك تسمعه منه من قبل / مين معايا ؟؟؟؟
………………………………………..
بعد أن انضرف الجميع اغلق الباب خلفهم جيدا وكأنه يغلق عليهم أفكارهم حتى لا تتسرب إليه ….
جلس باول أريكة بالردهه فهو يشعر بالانهاك الشديد…
إنهاك روحه قبل جسده …
فهو يعافر بين ما يراه وما يسمعه وما يصدقه عقله وقلبه…
نعم رأى وسمع كثيرا ولكنه غفل بل تغافل عن كل هذا لمجرد أنها والدته …
تذكر جيدا حينما كان يستمع لحوارها مع والده وكم حاول والده كثيرا بارضاءها ولكنها كانت عنيدة لم ترضى أو تتنازل إلا إذا نفذ كل ما تطلبه ….
في بداية الأمر كان يرى انها والدته وحتما لن تخطئ …
ثم تطور الأمر إلى أنه رأى أن والده يدللها كثيرا لما يكن لها من مشاعر حب وألفة ….
حتى حينما استشعر منها بالتملك والسيطرة على زوجته كان يلتمس لها عذر الغيرة من كثرة حبها له ….
ولكن هو الآن لم يرى لها أي مبرر فقد انكشف المستور ليعلم حبنها أن أبيه لم يكن يدللها حبا فيها بقدر ما كان يحاول اكتفاء شرها …..
رأى وادرك أن خلاف أبيه معها بسبب عائلته وانسجامه معهم..
بدأت الخيوط ترتبط قليلا فقد أدرك سبب كرهها لعادل زوج صفاء فهو يكن لعائلته قدر كبير من الحب والاخلاص…
ونفس السبب الذي تم تطليق سمر عن مصطفى…
كما أنه أدرك سبب الاصرار على سيد بالانقطاع عن عائلته …
حتى هند لم تسلم من تسلطها …
يعلم أن علاقته بجاسر كانت لا تروق لها ولكنه هو من أصر على استكمال وإنجاح هذه العلاقة لتسلم اخيرا أمام رغباته ….
ولكن علاقته بيمنى وارتباطه بها كانت لا بد وأن تنهيها لذلك حاولت بالبداية فصلها عن أهلها وحين فشلت في ذلك حاولت في فصلها عنه هو …..
أخذ يتذكر بعض الومضات من أفعالها المخجلة ….
أفعالها الذي كان يراها تافهة ولكن اتضح أن هدفها كان عميق …
عميق لدرجة أنه لم يراهها أو حتى يقتنع بحديث يمنى عنها …..
اغمض عينيه محاولا الهروب من بعض الذكريات المخجلة ….
نعم هي مخجله كونه لم يستطيع التصدي لها….
بأي وجه سيقابل والد يمنى ؟؟
ماذا يجيبه حينما يسأله عن حماية ابنته كما تعهد له ؟؟
كيف سيجيب سعيدة والتي كانت رافضة تماما لشقته بمنزل والدته ….
أخذ يهذي ببعض الاسئلة كنوع من جاد الذات ليستقيم اخيرا يدلف لغرفته وهو مازال يفكر في كيفية حل هذه المعضلة ….
رأى أن الحل الوحيد هو محاولة إقناع يمنى بمسامحته …..
ولكن كيف؟
كيف سيحاول التواصل معها مرة أخرى …
كيف ستسامحه عن استخفافه بحديثها وسلبيته في الدفاع عنها ….
زفر أنفاسه وأمسك بهاتفه محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه …..
فتح تطبيق المحادثة بينهم ليتفقده قليلا فإذا به يجده أن المحادثة بينهم تكاد تكون انقطعت منذ يوم زفافهم …….
اغلق عيونه متأثرا من تقصيره الواضح وضوح الشمس ….
ثم دون رسالة من كلمة واحدة وارسلها منتظرا بصيص أمل منها ( سامحيني)
ظل ينظر للهاتف أمامه منتظرا ردا واحدا أو حتى التأكد من مشاهدة الرسالة …
حتى غفا وبيده هاتفه على أمل ارسال رسالة واحدة حتى لو كانت غضب وعتاب …….
………………………………
انتي نمتي ؟؟؟
كان سؤاله بعد أن فتحت المهاتفة الصادرة منه لتنظر هي للهاتف قبل أن تجيبه ثم ألقت عليه سؤالها التهكمي / انت عارف الساعة كام دلوقتي يا وليد ….
أجابها بصوت خافت ودافئ
* كنت بطمن عليكي الحق عليا …
لم تسمعه جيدا لتطلب منه أن يعلوا صوته قليلا فكرر الجملة بصوت اعلى ….
رفرف قلبها لتشعر وكأنها ارتفعت عن الأرض ….
اعتدلت برقدتها قليلا والإبتسامة تشق ثغرها ثم اجابته وهي تتلاعب بشعرها / كنت مصدعة شوية وودني وجعاني معرفتش انام ….
* لسه برضه ودنك والصداع انتي لازم تكشفي …
ألقى عليها الاقتراح الذي جعلها تعبس قليلا وهي تجيبه / تاني يا وليد ؟؟
هقول ايه لماما المرة دي ؟؟
وكمان انت مبترضاش نروح لحد …..
باغتها باجابته التي أسرت قلبها / اصلي بصراحة ما صدقت تكوني معايا فاستخسرت نضيع وقت في عيادة او عند دكتور ….
عادت الابتسامة مرة أخرى تطفو على ملامحها ليقرر منهيا ذلك الحوار / لكن مقدرش اشوف حياتي بتتالم واسكت …..
لم تستطيع الإجابة على حلاوة حديثه ليكمل هو مستطردا / ليكي عندي احجزلك عند دكتور كويس نروح على الميعاد ونقضي باقي اليوم مع بعض….
وابقي قوليلهم بقى أن العيادة كانت زحمة ولا اي حاجة المهم اني عايز اقضي معاكي وقت طويل ….
اوماءت برأسها وكأنه يراها ولكنه انتظر اجابتها فقال سائلا / انتي نمتي يا سمر ؟؟ مش بتردي ليه ؟؟
أطلقت زفيرًا وصل لمسامعه ثم إجابته بصوت ولهان / لا منمتش بس مش قادرة ارد على كلامك الحلو ده …..
ابتسم بجانب شفتيه ليتأكد من بداية سطوته عليها ليكمل هو مردفا / اسمعي انت بس كلامي وانا هعيشك في هنا واسمعك كل يوم اجمل الكلمات …..
أغمضت عيونها متأثرة بحالة الحب التي تعيشها وهي تؤمن خلفه / يارب يا وليد يا رب …..
اعجب بلهفتها تلك ليجيبها بطمأنة / متقلقيش يا قلبي قريب اوي بس انت استعجلي اللي قولتلك عليه….
ولو عرفتي تجيبي معاكي الفلوس بكرة يبقى تمام اوي…
لم تستطيع أن تطمأنه لتجيبه بتلعثم / مش عارفه اقولك ايه يا وليد ….
الصراحة الفلوس موجودة وكل حاجة بس هي مع امي والمفتاح معاها ومش لاقية كلام أقنعها بيه علشان اقدر اخدهم ….
تبخرت كل حالميته السابقة وحديثه المعسول ليظهر فجأة على حقيقته فيثور قائلا / يعني ايه الفلوس مع امك !!
انتي مقولتش كدة خالص …
انتي بتسحبي كلامك معايا يا سمر ؟؟
لا أنا محبش اللي يضحك عليا …..
من سخرية القدر أنها ام تلتفت لتغير أسلوبه ونبرته وتربطهم باهدافه الدنيئة ولكنها التمست له العذر واعتقدت أن كل هذه الحمئة من أجل الارتباط سويا لتجيبه محاولة تهدأته / أهدى بس يا وليد أنا مقدرش اضحك عليك يا حبيبي ….
هجرهملك والله حتى لو اخدت المفتاح من وراء ماما واحيب الفلوس بس انت أهدى ….
فور شعوره بمدى تضحيتها هدأت ثورته قليلا ليحاول الألمان بالأمر فعاد مرة أخرى لحالميته / أنا ما صدقت هنتجمع مع بعض يا سمر ….
لما حسيت انك بعدتي تأتي اتجننت يا حياتي ….
هدأ قلبها وإصابت ظنونها أن كل هذا الانفعال بغرض عشقه لها ولهفته عليها لتحاول طمأنته أكثر قائلة / بص أنا عندي فكرة أنا هديك الدهب تمشي بيهم حالك وابقى أقوالهم اني قلعته علشان ضاق عليا وهغيره لحد ما اجبلك الفلوس الباقية وساعتها تيجي تتقدملي ونخلص بقى ……
أخذ أكثر مما يتوقع فأشاد بفكرتها وشجعها على الأقدام عليها مع قليل من سيل الكلمات العاشقة / يا حياتي برافو عليكي أنا مغلطتش لما اختارتك وقولت هي دي اللي هكمل معاها حياتي كلها ….
انتي مش عارفه أنا بحبك قد ايه ….
……………………………….
كانت تجلس على حمم متقدة….
فكل ما حاولت اخفاءه كُشف ….
كُشف بطريقة لم تتوقعها نهائياً …
بعد كل هذه السنين وانقضاء أجل السابقين…
تأتي فتاة لم تسوى بنظرها شيئا لتحرك المياة الراكدة وتقلب الموازيين…
ويا ليتها هي فقط بل هي واختها….
وكأنهم لعنة وقد حلت عليها …..
ازداد غضبها وكرهها لتلك اليمنى والتي من الواضح أن تأثيرها على ابنها تربية يدها سيكون أكثر تأثيرا منها ….
خاصة لذا انضمت يسرا للعائلة وخاصة لجاسر الذي يكن له عبدالله كل الحب والاحترام …..
حتما ستكون كفتهم الرابحة …..
اخذت تفكر مليا في كيفية إنهاء تلك العلاقة برمتها ….
فهي لن تستطيع امساك العصا مرة أخرى وعودة السيطرة على ابنها من جديد إلا بعد ابتعاد يمنى وجاسر ….
اخذت تفكر وتخطط لتحكم خيوط الخطة الجديدة والتي لم ولن تصيب ابدا ……
استمعت لصوت باب المنزل يفتح ويغلق لتستقيم بهدوء وتندر من ثقب الباب تحاول معرفة من أتى ….
لتجده ابنها صبري ففتحت الباب وهي تستدعيه بتهكم / خلاص بقينا كل يوم نرجع متأخر ….
اعتدلت صبري تجاه والدته وهو يحاول التحاشي للنظر إليها وقال / فين متأخر ده يا مانا الساعة لسه مجتش ١٢ ….
لم تجد منه فائدة امسكته من تلاليب قميصه وسحبته للداخل وهي تقول / ادخل يا حيلتها عايزاك في موضوع….
دخل على مضض ثم ارتمى على اقرب أريكة وهو يتسائل / خير يا ماما وبسرعة علشان تعبان ….
* تعبان من ايه دانت لا شغله ولا مشغلة ؟؟
نطقت بجملتها الساخرة ليجيبها بثبات / لا مانا لاقيت شغل واشتغلت الحمد لله…..
عقدت حاجبيها وهي تتساءل عن طبيعة عمله ليجيبها بتهرب / يعني تقدري تقولي حراسة أو أمن بس عن شركة صغيرة …
حاولت الاستفسار اكتر من ذلك ولكنه ماهر بالتهرب فلم تستطيع معرفة أي معلومة مفيدة ….
لذلك أثرت تجاهل هذا الأمر حاليا لتعرض عليه الأمر الذي إرادته فيه/ بقولك ايه يا صبري ايه رايك أو جوزنا عبدالله علشان نبعده عن يمنى البنت دي بتستغل حبه وهتقلبه علينا …..
انزوى ما بين حاجبي عبدالله وهو يتسائل بتهكم / يعني هو يتجوز اتنين وانا اغني ظلموه جنب هند …..
زجرته أمه بعينيها وهي توبخه / واحد قادر ومقتدر مقدرش أقوله لا …..
ثم إن أنت اتجوزت بفلوس مش بتاعتك لكن هو فلوسه موجوده …..
اشتغل يا خويا وانا اجوزك ست ستها …….
لم يقتنع صبري بمبرر والدته ليلوح كفه مستهزءا / هتزلوني بفلوس الجواز خدوها وخدوا العروسة هدية من عمدي ….
بكرة اجيب غلوي زي الرز ومحتاجش لحد ….
قصره عايزة تجوزيه مين ؟؟؟
ابتسمت حكمت وتفوهت بتأكيد / فتون ….
فور استماعه لاسمها وقد جن جنونه واخذ يصيح رافضا وهو يطيح بكل ما يقابله / على جثتي ……
ايه المرة الأولى يتجوز. واحدة زي لهطة قشدة وبعدين يتجوز واحدة مهلبية على مكسرات لا والنعمة ما يحصل …..
انتصب واقفا مهددا / إلا فتون يا اما….
سامعة إلا فتون ….
هجمع فلوس وهتجوزها والبنت رايداني بس اصبري عليا …..
رأت حكمت حالته وعرفت بل أيقنت مدى جحوده لاخيه الكبير له ……
ثم قالت بحزم / البنت رايداك، البنت رايداك ميخصنيش …
انا عندي طريقة تخليهم الاتنين يضطروا غصب عنهم يتجوزوا بعض بس ابعد عني انت دلوقتي….
* مش قبل ما تقوليلي هتعملي ايه يالظبط……

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1