رواية دعني احطم غرورك الفصل الثاني 2 بقلم منال سالم


 رواية دعني احطم غرورك الفصل الثاني 


وبينما كان عز الدين شارداً ، إذ بفتاة بيضاء البشرة ملامحها بريئة ووجها طفولي تحب أن تنظر إليه تهتف في وجهه فالتفت لها
-الفتاة: انت يا عم ، انت يا أخينا ، حاسب شوية
-عز: أفندم؟؟ انتي بتكلمني انا ؟؟
-الفتاة: اه انت ، هو انت اعمى ولا أطرش كمان ، ماتحاسب يا جدع انت يخربيت الغلاسة
-عز: نعم !!! بتقوليلي ايه ؟؟؟ .... انتي عارفة انا مين أصلاً ؟؟ ، وانتي بتتكلمي ازاي كده معايا ، انتي اتهبلتي في مخك ؟؟؟
-الفتاة بعصبية: استغفر الله العظيم يا رب ، ماهو انت لو بتفهم هتبعد من غير ما تجيب لنفسك التهزيق والشتيمة 
-عز بحدة: تهزيق وشتييمة ، ما تتلمي يا بت انتي بدل ما ألمك !!

-الفتاة: اللهم طولك يا روح ؟ انا عارفة الصنف الرزل ده ، مش بيجي غير بطولة اللساان ، اتفضل يالا هوينا من هنا 
-عز: اهويكي ، طب مش ماشي ، واللي عندك أعمليه !!!
-الفتاة بنرفزة: ماشي ، يبقى انت الجاني ع نفسسك !!!

-عز: يعني انتي هتعملي ايه ؟؟؟ هاتي أخرك معايا !! 
-الفتاة بنرفزة : يابني الله يهديك ، ابعد عن سكتي السعادي 
-عز بحدة : ابنك؟؟ وان مبعدتش هتعملي ايه ؟؟ ... 
ثم أخذ عز الدين يقترب من الفتاة رويداً رويداً وينظر في عينيها والشرر يكاد يتطاير منهما .. فإذ بالفتاة تخلع حذائها وتلقيه في اتجاهه ، فسقط على سطح اليخت كرد فعل طبيعي لما حدث ثم عاود الوقوف مرة اخرى وهو ينفض بنطلونه 
-عز: يخربيتك ؟؟ ايه اللي عملتيه ده ؟؟ انتي اتجننتي ؟؟ في واحدة عاقلة وبنت ناس تعمل كده ؟؟
-الفتاة: ما انا قولتلك تبعد عن سكتي ، انت اللي مسمعتش الكلام ، تستاهل بقى !
-عز: طب انا راضي ذمتك ، انا جيت جمبك ولا اتعرضتلك ؟
-الفتاة: انت مين أصلا؟؟ أنا قولتلك تحاسب بس انت اللي صممت ، بتقول آي بقى ليه الوقتي وتشتكي !! 
- عز : استغفر الله العظيم يا رب ، انا مشوفتش كده في حياتي ولا هشوف !! انتي بنت انتي ؟؟ ده انتي .......... ولا بلاش لأحسن تلوي بوزك اكتر من كده 
-الفتاة بتحدي:  ما تكمل ولا خايف ؟؟؟
-عز باستهزاء: خايف؟؟ يبقى انتي ما تعرفيش مين عز الدين الكيلاني
-الفتاة: طز !!!!!!
-عز بتعجب واستغراب شديد : افندم !
-الفتاة: طز ! مسمعتش ! اعيد تاني ؟؟ طب طز
هنا بدأ وجه عز في الاحتقان من شدة الغضب وأخذ يتوعد الفتاة بالانتقام ، وبدأ في الاقتراب مرة أخرى منها ، ولكن اوفقه رنين هاتف الفتاة المزعجة 

-الفتاة برقة: hello, yeah I am here
-المتصل: ....................................
-الفتاة: No, I am on my way.. Just a moment
-المتصل: .....................................

ثم أخذت الفتاة تضحك بدلال يتنافى تماماً مع الشخصية المزعجة التى كانت تتحدث قبل لحظات ،،،،
-الفتاة: Okay. Okay. Don't worry sweetie. I won't be late
-المتصل: ..........................................
-الفتاة: Sure .. See you later .. Bye

ثم أنهت الفتاة مكالمتها وابتسامتها تعلو شفتيها فزادتها جمالاً على جمــال ..

-عز باستغراب: سبحان الله ، اللي يشوفك وانتي بتكلمي في الفون دلوقتي ، ميشوفكيش وانتي بتكلميني كأنك واحدة جاية م الشارع !!
-الفتاة بصوت مرتفع : جرى ايه يا جدع انت ، ماتلم نفسك ، مالك حاشر نفسك في اللي ملكش فيه ، صدق اللي قال ، اللي اختشوا ماتوا !!
-عز بضحكة : ايه انتي بتتحولي بسرعة ؟؟
-الفتاة بنرفزة : لأ بقى انت مهزء وعاوز اللي يربيك لأنك مش راجل وأهلك معرفوش يربوك !!!!!!!
- عز بحدة : مش راجل ؟؟ انتي أد الكلمة دي يا شاطرة ؟؟؟ اقسم بالله لو ما اعتذرتي حالاً لهيكون في رد هتندمي عليه !!
- الفتاة بسخرية وتحدي : أه أدها ، واللي عندك اعمله ، هو أنا هخاف منك انت ؟؟؟ وبقولهالك تاني ، أه انت مش راجل وأهلك معرفوش يربوك !!!!!!!!!!!

وكأن عود ثقاب أشعل برميل ممتليء بالزيت الحارق

اقترب عز بشدة من الفتاة وأمسك ذراعها وضغط عليه بشدة وظل محملقاً بتحدي في عيونها  لدرجة أن الفتاة بدأت في التآلم من شدة ضغطته ، ولكنها أصرت على عدم اظهار تألمها أمامه ، بل استشاط غضباً لأنها واجهته بالنظرات الاستحقارية !! 
-عز بنرفزة: اعتذري بقولك !!
-الفتاة: لأ مش هتعتذر 
-عز بتحدي: يبقى انتي الجانية على نفسك 

وهنا قام عز بحمل الفتاة وهي تصرخ فيه أن يتركها
-الفتاة بحدة : سيبيني يا مجنون ، سيبني ، بقولك نزلني .. نزلنييييييي !!!

 ، ثم توجه عز إلى حيث كان يقف في البداية ، وألقاها من على ظهر اليخت لتسقط في مياه البحر ويعلو وجهه ابتسامة انتصار 

سقطت الفتاة في البحر وهي تصرخ ، فإذ بباقي الحضور على سطح اليخت يتوجهون بسرعة إلى حيث مكان الصوت المرتفع 
وبدأ أحد الحضور بالهتاف 
-الحقوا يا جماعة ، في بنت وقعت في البحر ، اهي هناك أهي !! 
-حسين بلهفة: فين ؟؟ بنت مين ؟؟ بسرعة حد يلحقها!!
-يوسف: يا ساتر يا رب ، استرها من عندك يا رب 

كانت الفتاة تستنجد بمن ينقذها فهي لا تجيد السباحة وبدأت في الغرق فعلا .. 
-الحقوني ، انا بغرق، الحقوووووووني ، مش بعرف أعوم .... 
ثم أغلقت الفياة عيونها واستلسمت لمصيرها ...

كان هذا يحدث وعز يشاهده من أعلى فشعر بالندم على ما فعل والخطر المحدق بالفتاة ، فقرر أن يقفز ورائها لينقذها لأنه قد تسرع حينما ألقاها بدون تفكير في عواقب ما قد يحدث 

قفز عز الدين إلى المياه ، وسبح باتجاه الفتاة التي كادت أن تختفي ، وأمسك بها ، وحاول افاقتها ولكنها لم تستجيب له
فسبح بها حتى وصل إلى حيث يقف باقي الحفل وتمكن بمساعدة أحدهم من رفعها ورفعه  ثم حملها وصعد بها على ظهر اليخت ، وحاول مجدداً إفاقتها ، وعاونه في ذلك احدى السيدات الحاضرات 

-عز بلهفة وهو يحاول افاقتها : سمعاني ، فوقي ، ها ..... انتي يا آنسة ، سمعاني  !!
 ثم حضر حسين ويوسف ليروا ما حدث ، 
وإذ بحسين يصيح: جانا حبيبتي ؟؟ ايه اللي حصل ؟؟ ردي عليا يا بنتي ، هاتوا الاسعاف بسرعة ، حد يكلموه اوام!!
-فتعجب يوسف وسأله : انت تعرفها ؟؟
-حسين بقلق: أيوه ، دي جانا عاصم ، بنت أخويا عاصم الله يرحمه ، انا عاوز اعرف ايه اللي حصلها ، طمني يا عز هي فاقت ولا لسه ، استر يا رب ، ما تجيبوا الاسعاف حد كلمه 
-يوسف محاولاً طمأنته : ان شاء الله خير ، اطمن مش هيحصلها حاجة ، عز ابني أنقذها ، وان شاء الله سليمة 
-عز وهو يشعر بالندم : اطمن يا عمي ان شاء الله هتبقى كويسة ، الحمدلله لحقناها
-السيدة التي تعاون في فحصها: الحمدلله هي كويسة ، هي اغماءة بسيطة ، اطمن يا حسين باشا
-حسين: شكراً يا عز يا بني ، والله ما انا عارف لولا وجودك النهاردة كان ممكن ايه اللي يحصل لجانا ، ربنا يبارك في عمرك يا بني ، انا مش عارف اكافيء ازاي ، انت انقذت روحي مش بس بنت اخويا
-عز وهو يشعر بالحرج لأنه هو من تسبب فيما حدث لها: متقولش كده يا عمي ، حمدلله ع سلامتها 
بدأت جانا تعي ما يحدث حولها وفتحت عينيها لتجد عز وحوله أخرون يحاولون الاطمئنان عليها فهي تسمع أصواتهم ولكن لا تميز ما يقولون ، ولكنها استسلمت وغفت مرة اخرى 

فأسرع حسين بحملها وشكر عز على ما فعله وتوجه بها إلى الداخل
-يوسف: كتر خيرك يا عز ، بجد انت عملت عمل عظيم النهاردة ، متعرفش عمك حسين لو كان حصل لجانا حاجة كان ايه اللي ممكن يجراله ، 
-عز بعصبية خفيفة : حصل خير يا بابا ، يالا نمشي بعد اذنك ، انا هدومي غرقانة وعاوز امشي حالا 
-يوسف: يالا يا بني ، عشان تلحق تغير هدومك بدل ما تعيى 
-عز : يالا 

وتوجه كل من عز ويوسف إلى سيارة أبيه ، والذي رفض أن يقود ابنه السيارة وهو في تلك الحالة وتوجهوا الى المنزل 

وفي الطريق إلى المنزل ظل عز شارداً فيما حدث .. يشعر بالحنق من نفسه لما فعل ، ولكنه يتحجج بأن جانا هي السبب ، هي بعجرفتها وطول لسانها من دفعته لارتكاب هذا معها ...

**************

أفاقت جانا بعد أن اطمئن عليها الطبيب ، وسألت عما حدث
-جانا: ايه اللي حصل ؟؟ أنا فين ؟؟ 
-سهير ( زوجة عمها حسين )وهي تقبل جبينها وتحتضنها بلهفة : حمدلله على سلامتك يا حبيبتي ، انتي الحمدلله بخير ، احنا كنا خايفين لتروحي مننا 
-جانا : برضوه مقولتليش ايه اللي حصل ؟ أنا كل اللي فاكراه اني ..... ثم سكتت وترددت هل تحكي ما حدث أم .... 
فقاطعتها سهير : يا بنتي عمك حسين واللي معاه  فجأة سمعوا صوت بيصرخ راحوا يشوفوا في ايه ، لاقوكي بتغرقي ، وفي شاب نط في المياه وأنقذك الحمدلله ، لولا فضل ربنا الأول والشاب ده مكنش انكتبلك عمر جديد 
-جانا محاولة تذكر ما حدث: صريخ ، شاب ،انقذني ... 
واذ بها تتذكر شجارها مع عز والذي انتهى بالقائها في المياه 
فرددت جانا في سرها : اه ياض يا بن الـ ....... ، بقى كنت عاوز تموتني ، أيامك سودة معايا ، والله ما هسيبك
-سهير: مالك يا حبيبتي ؟ مقولتليش ايه اللي حصل وخلاكي توقعي في البحر ؟؟
-جانا بتردد : اييه آآ .. مش فاكرة يا أنطي ، بس متعرفيش اسم الشاب اللي انقذني ايه عشان نشكره ؟؟
-حسين يرد عليها وهو ينحني مقبلاً جانا في جبينها : حمدلله على سلامتك يا حبيبتي ، الشاب اسمه عز الدين ابن صاحبي وأخويا الغالي  يوسف الكيلاني ، شاب جدع وشهم ، مخلصهوش انك وقعتي قام نط بسرعة ينقذك ..
-جانا وقد بدى الضيق على وجهها : لأ والله فعلا شهم ، شهم أوي ، ده لولاه كان زماني .... !
-حسين مقاطعاً : أنا بفكر اعزمه اشكره على الله عمله معاكي 
-جانا : لأ يا اونكل مافيش داعي ، أي حد مكانه كان عمل كده ،  no need ..  
-حسين باصرار: لأ يا بنتي متقوليش كده ، ده واجب أنا هروح أعزمه هو وعمك يوسف .. خلي بالك انتي بس من نفسك ، وارتاحي 
-جانا بضيق: حاضر يا اونكل

وهنا دخلت عليها بنت عمها دينا لتطمئن عليها ( دينا تصغر جانا بعامين ، ولكنهما كالأختين المقربتين ) 
-دينا: ايه يا جانا ، خضيتنا عليكي ، ايه اللي حصل ، ده انتي كنتي بتكلميني وبعدها بشوية نلاقيكي بتغرقكي
-جانا : مافيش حاجة حصلت ، سيبيني أرتاح دلوقتي

ادعت جانا انها ترغب في النوم ، ولكن عقلها يتعهد بالانتقام ورد الصاع صاعين لعز الدين
-جانا في سرها: ليلتك سودة ، لأ أيامك كلها سودا معايا يا عز ، إن ماوريتك أيام أسود من قرن الخروب ، بقى عاملي فيها شهم ومنقذ وانت اللي كنت هتموتني .. اصبر عليا بس !! 

................................

تعليقات