رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل الثالث 3 بقلم رباب حسين


 رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل الثالث 



كانت تمشي في الحياة كأنها تمشي على حافة زجاج مكسور.... خطواتها بطيئة وملامحها تحمل من التعب أكثر مما تحتمل السنوات.... لا تقوى على التعبير عما بداخلها فكلما ضاقت عليها الصعاب نظرت إلى السماء وكأنها تعاتب القدر بدعاء قلبها.... بصوتها الذي أختفى فجأة دون عودة وكأن هناك شرخ في صدرها يمنع صرختها من الخروج
خذلتها الأيام مرات لا تُعد.... كلما مدت يدها للحياة سحبتها نحو الخيبة..... كلما ظنت أن الضوء اقترب أطفأته الرياح الباردة بلا رحمة تسرق منها كل من تحب.... والدتها ووالدها وتُركت أمام مواجهة طمع أهلها دون الرحمة..... ظنو أنها سهلة القيادة لن تعيقهم لن تقول لا فقط ستنفذ.... ظنت أن دعائها قد أُستجاب ووجدت الدفئ الذي حُرمت منه منذ وفاة والدها داخل أحضانه ولكن كالعادة خذلها وعاد برد الأيام يحطم ما بقي منها.... دائمًا ما تراهن على الألم ولكن تباع بأذهد ثمن فأصبحت مدينة مهجورة تهدمت جدرانها من البكاء الصامت وبين ضلوعها وجع لا اسم له وحلم مؤجل ينام في زوايا النسيان.... لا تملك سوى الإنتظار علَّ هذا الجليد يتحطم على يد صبرها..... علَّه يحبها ويكون عوض الأيام..... بحثت فيك عن الأمان ولم أجد سوى حدود عالية الجدران تفصل بيننا كجدران هذا المنزل الكبير.... ربما تعيش يومًا معه دون أن تنكسر.... يلملم ما بها من جروح وحطام قلب لم يجد في هذا العالم حياة
تنظر إلى الباب المغلق..... لا تفهم شئ.... لما تركها هكذا؟.... ماذا فعلت؟... لما اقترب منها وجعلها ملكه ثم دفعها بكل قوة وحاصر نفسه بعيدًا عنها؟.... هل منار هي السبب؟.... هل يحبها؟.... لم..... لماذا..... كيف.... ألف سؤال داخل رأسها دون إجابة دون أمل دون رحمة
أما هو فقد عاد إلى غرفته وجلس بالفراش لا يعلم ما به..... هناك شئ تغير بداخله لا يستطيع تحديد معناه..... كان دائمًا يجهل ما يشعر وأحيانًا لا يشعر بشئ.... تذكر عندما مات والده شعر بألم لأول مرة ولكن لم يفهم ما هذا الشعور ولكن الشعور الآن مختلف.... قوي يزلزله من الداخل حتى أنفاسه تعلو دون أن يدرك ما السبب.... حاول نفض ما برأسه وبدل ثيابه ونام بالفراش عل النوم يخفي هذا الشعور ولكن لم يستطع ظل يحاول دون جدوى ثم تذكر أنه يجب أن يفهم إشارتها فنهض من الفراش وبحث داخل الحاسوب عن كيفية تعلم لغة الإشارة وظل طوال الليل يدرسها حتى أتقن كثيرًا منها وعند الفجر أدى فرضه ونام
في الصباح إستيقظ يوسف واستعد للذهاب إلى العمل ثم نزل إلى أسفل ووجد إيمان تنتظره وقالت : صباح الخير
يوسف : صباح النور
إيمان : هو أنت تممت جوازك منها؟
يوسف : اه
إيمان : مش قلت هتعرف عنها كل حاجة الأول؟ 
يوسف : عرفت عنها كل حاجة فعلًا
إيمان : طيب احكيلي.... قصتها إيه؟
يوسف : الراجل اللي في المستشفى ده يبقى آسر كان مساعد أبوها الله يرحمه وتقريبًا هو اللي مربيه.... والدها مراد عفيفي كان رجل أعمال كبير هنا ومراته ماتت وهي صغيرة وروح كانت نايمة في حضنها ولما قامت لقيتها ميتة ومن ساعتها هي خرس.... مش بتتكلم عشان متضايقيش زي إمبارح.... المهم حاول يعالجها كتير من الصدمة بس للأسف أخر دكتور قاله إن روح هي اللي مش عايزة تتكلم عشان كده رافضة العلاج ولما كبر وحس إن بنته مش هتقدر تدير أملاكه اللي هنا صفى شغله كله ورجع بلده أسيوط واشترى أراضي هناك وخلى آسر يمسك كل الشغل وقبل ما يموت خلى روح تعمل لآسر توكيل بالأدارة وكتب كل ثروته باسم بنته بس عمها صبري وعمتها عديلة معجبهمش اللي عمله أخوهم فقررو ياخدو منها كل حاجة وملقوش طريقة غير إن سليم إبن عمها يتجوزها
فلاش باك
كانت روح تجلس في منزلها بعد وفاة والدها ثم وجدت عائلتها تدخل المنزل وقامت عديلة بالاقتراب منها وجذبتها من ذراعها بعنف وقالت : بجى إنتي يا خارسة تاخدي كل ديه وإحنا نجعد نتفرج عليكي وعلى الواد ديه اللي خد كل حاجة.... اسمعي إنتي تلغي التوكيل ديه وتوكلي سليم إبن أخوي فاهمة ولا لع؟
أماءت لها روح في خوف بلا ثم حدثتها بلغة الإشارة فقال سليم في غضب : شفتي البت اللي مشفتش تربية في حياتها.... بتجولك سليم عيسرجني..... والله لكسر عضمك يا بنت مراد
صبري : إهدي يا سليم..... حجها تخاف على فلوسها كومان.... يا بتي لو خايفة يسرجك إتجوزيه وتبجى كل حاجة ليكي وليه... جولتي إيه؟
تحدثت روح فقال سليم : بتجولك أبوها موصيها متتزوجش واحد طمعان في فلوسها..... شايف أخوك جايلها إيه؟
عديلة : وإنتي مين عيتجوزك وإنتي خارسة إكديه غير عشان فلوسك.... لتكوني فاكرة نفسك عتجعدي والعرسان عيترمو تحت رجليكي عشان حلاوتك؟!..... إنتي معينفعش تكوني أم يعني اللي عيتجوزك يخاف على عياله يطلعو خرس زي أمهم..... اسمعي من غير مجاوحة.... عتتزوجي سليم واعملي حسابك سليم خاطب بنتي ورايدها يعني جوازك منيه هيبجى ولا حاجة..... بتي هي ستك وتاج راسك وهي صاحبة البيت وإياكي تجولي حاجة للواد ديه اللي اسمه آسر وإلا عجطع رجبتك واجتله بيدي ديه وساعتها عناخد الفلوس بردك..... بينا يا رجالة
خرجو وتركوها تبكي في صمت.... لا قوة لها ولا أحد يحميها منهم وفعلت ما طلبوه منها لا خوفًا على نفسها ولكن خوفًا على آسر الذي يعاملها كأخت له ويفعل ما بوسعه ليجعلها سعيدة ويوم الزفاف جاء آسر ليهنئها وأيضًا ليعلم هل حقًا توافق على الزواج من سليم؟ وعندما دخل الغرفة ووجدها ترتدي ثوب الزفاف وتجلس تنتظر قدوم المأذون والدموع تملء وجهها فجلس بجوارها في ذعر وقال : مالك يا روح؟ بتعيطي ليه؟
روح : أنا مش عايزه أتجوزه
آسر : طيب ليه وافقتي من الأول ولما سألتك قولتيلي إنك موافقة؟
روح : عشان هددوني إنهم هيقتلوك ويقتلوني.... خدني من هنا يا آسر..... أنا عايزة أرجع القاهرة
آسر : طيب قومي بسرعة نخرج من الباب اللي ورا قبل ما حد يحس بينا.... بسرعة يا روح
ركضا خارج المنزل وأخذ آسر سيارته وذهبا إلى محطة القطار وعندما دخلو الغرفة لم يجدوها فأخذ سليم الرجال وذهبو للبحث عنها ثم عاد أحد الرجال وأخبره أن سيارة آسر تصف عند محطة القطار فعلم سليم أنها ستعود إلى القاهرة فذهب إلى القاهرة بالطيران الداخلي ووصلو قبل وصول روح وآسر وعندما خرجا من المحطة لمح آسر بعض الرجال ينتظر بالخارج فنظر إلى روح وقال : ده سليم برا مستني..... أكيد جيه طيران.... بصي هنحاول نخرج وناخد تاكسي من غير ما يحسو
أماءت له روح وذهبت خلفه في حذر وأوقف آسر سيارة أجرة ولسوء الحظ رآهما أحد الرجال فتبعهم سليم وبعض الرجال بسيارة أخرى وبعد مطاردة بينهما توقفت سيارة سليم أمامهم وقامو بضرب آسر حتى فقد وعيه
عودة من الفلاش باك
إيمان : يعني البت ربنا نجدها منهم على إيدك.... هي أصلًا شكلها غلبان وطيب أوي.... طيب وآسر هيخرج إمتى من المستشفى؟ 
يوسف : الدكتور قالي كمان يومين وأنا أديته العنوان عشان يجي على هنا
إيمان : طالما موضوع الكلام ده نفسي إحنا ممكن نعرضها على دكتور تاني
يوسف : خلاص هدور على دكتور بيعرف يتكلم لغة إشارة عشان يتفاهمو سوا
ذهبا معًا وتناولا الطعام ثم دخلت منار وبعد أن حيتهما جلست معهما لتناول الفطار
كانت روح استيقظت وأخذت حمام دافئ ولا تستطيع أن تتوقف عن التفكير بيوسف والحزن يخيم على وجهها ثم نزلت إلى أسفل ووجدت يوسف ومنار يتحدثان معًا وهما يتجهان إلى باب المنزل وعندما رآتها منار أوقفت يوسف وقالت : إستنى يا يوسف الجرافت مش مظبوط
ثم وقفت تتمايل أمامه تحت نظرات روح التي اقتربت منها في غضب وأبعدت يدها عنه فنظر لها يوسف وقال : بتعملي إيه؟ 
فقالت : أنا هعدل الجرافت
يوسف : ليه؟
فتعجبت روح ونظرت له وقالت : إنت فهمت إشاراتي؟
يوسف : أيوة
إيمان : اتعلمتها إمتى؟
يوسف : إمبارح بليل منمتش إلا أما اتعلمتها... ما لازم أفهمها مش هنفضل كده
ابتسمت روح في سعادة فقد سهر طوال الليل يدرس فقط يتحدث معها وشعرت منار بالغضب فوضعت يدها على كتفه وقالت في دلال : يلا يا حبيبي هنتأخر
نظرت لها روح في إشمئزاز ثم جذبت يوسف من يده وأخذته إلى غرفة المكتب وأغلقت الباب خلفهما تحت نظرات منار الغاضبة ثم وقفت أمامه وقالت : أنا بغير
نظر لها يوسف ولا يعرف عما تتحدث ثم نظر إلى وجهها ليحاول أن يفهم ما تشعر ولكن فشل كالعادة فقال في هدوء : وأنا أعمل إيه؟ 
روح في غضب : متخليهاش تحط إيدها عليك
يوسف : ليه مش فاهم؟ 
نظرت له روح في غضب فظل ينظر إليها في عدم إستيعاب فقالت : أنا متعصبة منك ومنها
نظر لها وحاولت أن يحفظ تعبير وجهها ثم قال : ما أنا مش فاهم إنتي متعصبة ليه؟
روح : مش فاهم إيه؟ بقولك بغير بتضايق إنها حاطة إيدها عليك وتتدلع عليك بالشكل ده قدامي
يوسف : منار صاحبتي من زمان والمساعدة بتاعتي وعادي يعني مش شايف أي مشكلة في إنها تعدل هدومي قبل ما أخرج..... إنتي إيه اللي مضايقك؟ 
اقتربت منه روح ووضعت يدها على كتفه وكادت أن تشرح له ولكن دفع يوسف يدها وقال : أظن كلامي كان واضح لما قولتلك متقربيش مني غير لما أنا أقول
روح في حزن : أنا مراتك
يوسف : عارف..... وأظن إنتي كمان عارفة وفاهمة الشروط اللي قولتها إمبارح كويس أوي ومش هعيد كلامي تاني عشان مش بحب أدى أمر مرتين وبعدين أنا مش فاضي للكلام بتاعك اللي مش مفهوم ده عندي شغل
ثم ذهب ووقف عند الباب قبل أن يغادر وقال : بعد كده متتعامليش مع منار بالشكل ده فاهمة
ثم خرج من الباب ونظرت له روح في حزن وركضت خارج الغرفة وصعدت الدرج متجهة إلى غرفتها.... لاحظ ذلك يوسف وإيمان التي كانت تقترب من غرفة المكتب فوقفت أمامه وقالت : مالها روح؟ 
يوسف : هو يعني إيه بغير؟ 
إيمان : روح قالتلك كده؟
يوسف : اه ولما حاولت أفهم منها قالتلي أنا متعصبة...... هي الغيرة زي العصبية كده؟
إيمان : لا مش زي العصبية.... بتغير يعني مش عايزة حد يقرب منك غيرها ولما حد بيعمل كده هي بتتعصب.... فهمت؟
يوسف : مش فاهم هي متضايقة ليه إن منار بتقرب مني أو بتغير منها ليه؟
إيمان : لا ده موضوع كبير..... بص روح شغلك وتعالى نتكلم فيه بليل عشان منار بتقول عندك معاد بعد نص ساعة وأنا كنت جاية استعجلك
يوسف : طيب بليل نتكلم
ذهب يوسف وصعدت إيمان إلى غرفة روح وجدتها تبكي فجلست بجوارها وقالت : برده بتعيطي..... هو كل يوم هتقعدي تعيطي كده يا بنتي
نظرت لها روح وكتبت على جوالها : هو يوسف بيحب منار؟
إيمان : لا مش بيحبها
روح : طيب ليه بيقولي إنها مهمة عنده؟
إيمان : عشان هما يعرفو بعض من زمان أوي
روح : لا بس هو مش طايقني بسببها
ثم كتبت لها كل ما قاله يوسف أمس واليوم والشروط التي وضعها لها فنظرت لها إيمان في حزن فهي تعرف أن يوسف لا يدع أحد يقترب منه وبرغم محاولات الطبيب معه كي ينفتح على العالم ويختلط بالناس إلا أنه يفضل العزلة وهذا ما جعل علاجه صعب للغاية وبالأخير لم يفهم أي شئ عن المشاعر ولم تجد ما تقوله لها فروح لن تدرك ما يمر به يوسف وسبب معاملته تلك حتى تعرف حقيقة مرضه
في منزل صغير يجلس سليم وصبري وجاءت أيضًا عديلة من أسيوط بعد أن علمت أن روح قد تزوجت من رجل أخر وجلسو جميعًا يبحثون عن مخرج من هذه الكارثة فقالت عديلة : إنت تشوف حد من الخدم اللي جوا البيت يجيبو أخبار روح وكيف يوسف ديه بيعاملها ونعرف أخبارهم أول باول وكومان تشوف حد يراجبه ويصوره ولو عرفت كومان تاخد أخباره من شركته تبجى تمام.... وأكيد عيوغلط ووجتها نوجع بيناتهم
سليم في غضب : الكلام ديه عياخد وجت.... استنى لما تحمل منيه والواد ياخد كل حاجة يا عمتي
عديلة : يخلف منيها كيف؟ ديه خارسة مش عيجبل تكون أم ولاده عشان إكديه بجولك أكيد عيوغلط وكومان أنا عروح لها البيت ده ما أنا بردك عمتها وواجب عليا أباركلها وهضحك عليها بكلمتين وهي هبلة وعتصدج وساعتها ععرف أخبارها كلياتها
صبري : مفيش حل غير ديه يا سليم..... وبعدين عنعمل إيه دلوك في الديون اللي علينا ديه..... لازم ناخد حتى أي فلوس منيها أسد بيهم بج الديانة
سليم : هو يوسف ديه لو مكانش جوي زي أبوه كنت عرفت أخدها منيه
صبري : تاخد مين يا ولدي؟! ..... ده مخافش من السلاح اللي في يدي وبيجول إنه أصعب من أبوه يعني مش عتعرف تاخد روح غير لما تكون هي عايزة إكديه
سليم في توعد : أنا عاخدها يعني عاخدها يا بوي
كان يوسف يجلس في إجتماع مع أحد أصحاب الشركات ويتفقون على أحد الصفقات الجديدة ومنار تجلس بجواره ويحاول يوسف أن يرسم بسمة مصطنعة على وجهه وأثناء الحديث معهم كانت منار تكتب له على الحاسوب ما يجب أن يفعله من تعبيرات للوجه أمامهم حتى لا يلاحظ أحد جمود وجهه دائمًا فتكتب مرة.... ابتسم.... أعقد حاجبيك.... أغمض عينيك وقل لا لا وكان يوسف يتبع تعليماتها ولذلك لم يلاحظ أحد مرض يوسف قط طوال العام الذي ترأس به شركة والده وهذا سبب تعلق يوسف بوجود منار بجواره وخاصةً في العمل.... إنتهى الإجتماع وجلست منار مع يوسف وقالت : برافو عليك
يوسف : البركة فيكي.... لولا إنك جنبي كان زمان الشركة ديه راحت في داهية
منار : حبيبي متقولش كده..... أنا وعدتك إني مش هسيبك أبدًا مهما حصل..... قولي بقى عرفت حكاية روح ديه إيه؟
قص لها يوسف ما علمه من آسر وعرفت منار أن روح لا تملك أحد بجوارها سواه فقالت : عشان كده وافقت عليك على طول..... كانت عايزة حد يحميها ولما عرفت إنك إبن خالد بيه وافقت طبعًا.... مفيش حد يحميها منهم فا قالت تبقى زوج وبودي جارد بالمرة
نظر يوسف إلى الفراغ وأخذ يفكر.... هل حقًا قبلت بالزواج بي فقط لأحميها؟.... ثم تذكر محاولاتها أمس بمنعه عن الاقتراب منها وهذا ما جعله يشك بأمرها أكثر
انتهى يوم العمل وعاد يوسف إلى المنزل ولم يرى روح فقد كانت تجلس بغرفتها لم تخرج منها وعندما رأت سيارته تدخل من الحديقة علمت بعودته ولكن ظلت بعيدة عنه كمان طلب منها...... تناول يوسف العشاء وصعد إلى غرفته وعندما سمعت روح أصوات غلق الأبواب بالخارج علمت أن إيمان ويوسف قد ناما وفجأة شعرت بألم في بطنها وأنها لا تستطيع التنفس جيدًا فقررت أن تنزل إلى الحديقة لتستنشق بعض الهواء.... أما يوسف كان يجلس بالفراش لا يستطيع النوم ولا يعلم ما سبب هذا الأرق فنهض من الفراش وتوجه إلى النافذة فرأي روح تجلس بالحديقة فنظر لها باهتمام لا سبب له ثم تذكر ما قالته إيمان : " مفيش ست مش بتغير على جوزها وأكيد إتضايقت إن منار قريبة منك وإنت بتبعدها عنك"
فأخذ يفكر وهو ينظر لها.... هل تراني زوجها أم فقط شخص قوي يحميها؟ فقرر أن ينزل إلى أسفل ويتحدث معها.... ما أن رأته روح حتى ابتسمت دون أن تشعر فاقترب منها وجلس بجواره وقال : منمتيش ليه؟
روح : كنت محتاجة أشم هوا
يوسف : ماما قالتلي إنك مش بتخرجي من الأوضة ليه كده؟
روح : عشان مش عايزة أضايقك بوجودي طالما قربي بيضايقك أوي كده
نظر لها يوسف ولاحظ إنكسار عينيها فقال : إنتي حاسة بإيه؟
روح : زعلانة منك بصراحة.... أنا عارفة إنك متعرفنيش ولا كنت بتخطط تتجوز واحدة خارسة زي ما قلت وأكيد معاك حق في معاملتك الرسمي ديه معايا بس طالما كل الحدود ديه بينا ليه قربت مني؟
حفظ يوسف تعبير وجهها ثم قال : إنتي زعلانة إني قربت منك؟
روح : لا.... إنت جوزي وده حقك.... أنا زعلانة عشان بتبعدي عنك بعد ما قربت مني كده.... بعد ما بقينا شخص واحد..... مش من حقي ألمسك والمساعدة بتاعتك بتحط إيدها عليك قدامي.... بص أنا شخص غيور بطبعي جدًا حتى بابا متجوزش واحدة تانية بسبب غيرتي عليه وعشان ميزعلنيش أكتر فلو سمحت حط حدود بينك وبينها
يوسف : مش هنيفع
روح في غضب : مش هينفع تحط حدود مع واحدة شغالة عندك وتحط حدود بيني وبينك؟
لاحظ يوسف ذات التعبير الذي كان على وجهها صباحًا فقال : إنتي بتتعصبي كتير على فكرة
زفرت روح وقالت : أسفة مش قصدي..... بس يا يوسف مينفعش كده.... كل اللي بطلبه منك تمنعها تعاملك بالشكل ده..... مش بقولك شيل الحدود بينا غصب عنك عشان عارفة إن مع الوقت الحدود ديه هتتشال لما تاخد على وجودي وتحبني و.... 
قاطعها يوسف : مش هيحصل..... أنا مش هحبك..... وقولتلك متقعديش تقوليلي بتحبني وبتكرهني والكلام ده..... إنتي مش فاهمة كلامي ولا مش سمعاني.... اللي أعرفه إنك خارسة مش طارشة
نظرت له روح داخل عينيه ولم ترى ندم أو إدراك لما قاله للتو وفرت دمعة من عينيها فتذكر يوسف أن إيمان منعته من قول هذه الكلمة وعندما رأي دمعتها علم أنها حزينة من حديثه ثم نهضت روح من أمامه فأمسك يدها قبل أن تذهب ووقف أمامها وقال : أسف أسف.... عارف إني مينفعش أقول كده..... بس أنا كلامي دبش كده متزعليش
نظرت روح إلى يده وقالت : طالما مش عايزني ألمسك متلمسنيش
كان يوسف تجتاحه مشاعر بداخله ولكن لا يدرك ولا يفهم ما تعنيه ولكن عندما قالت روح هذا الكلام شعر بالغضب قليلًا ومع وجود مشاعر كثيرة داخله لا تجد وسيلة لتخرج بها فقال في غضب : يعني إيه..... إنتي مراتي ومحدش هنا ولا في الدنيا ديه يقدر يديني أوامر وأنفذها.... أنا أعمل اللي أنا عايزه فاهمة ولا لا؟ 
شعرت روح بغضبه وتذكرت تحذيرات إيمان وتحذيره أيضًا فقالت في بكاء : أسفة.... مش قصدي والله.... أنا بس زعلت من كلامك بس خلاص مش هضايقك تاني
زفر يوسف وحاول أن يهدأ من غضبه فذهب من أمامها حتى لا يؤذيها فركضت روح خلفه وعانقته من ظهره فدفعها يوسف ووقعت أرضًا وقال في غضب : برده بتقربي مني
تألمت روح من يدها المصابة فنظرت له والدموع داخل عينيها ثم قالت : كنت بوقفك عشان متمشيش زعلان..... خلاص مش هقرب منك تاني.... متضربنيش أنا عمر ما حد ضربني قبل كده..... أنا أسفة مش هعمل حاجة تضايقك ولا تعصبك خلاص
زفر يوسف مرة أخرى يحاول أن يسيطر على غضبه ونظر لها وهي تبكي ثم حملها بيني يديه وذهب بها إلى غرفتها ووضعها بالفراش وكاد أن يخرج من الغرفة ولكن عاد لها مرة أخرى ولم يترك لها مجال لترفضه هذه المرة وهي لم تمنعه عنها وبعد وقت ابتعد عنها وارتدى ثيابه وغادر الغرفة دون أن يقول شئ

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1