رواية ادريان الفصل الثاني
" هل أصبحت ليز بخير ؟! "
قالتها سيليا التي دخلت المنزل بقلق ليقول أدريان
: أجل ، هي بغرفتها لكنها بخير لا داعي للقلق !.
أومأت براحة لتقول مبتسمة له وهي في طريقها معه نحو غرفة ليز
: طبعا لن تتأخر عن الحفل ، الأولاد ينتظرونك !.
إبتسم بشحوب ليومئ لها موافقا ليتركها أمام باب حجرة ليز ويرحل .
" هل تحدثتما؟ "
تساءلت روزالين بقلق ليجيبها ادريان
: لا، لقد تركتها لتهدأ ثم نتحدث .
لقد رآها وهي تدخل المنزل وادعى أنه لا يراها وقال كلماته عامدا ليرى رد فعلها ، في البداية ظنها ستوافق او تغضب ،إما إغمائها كان مفجعا ! لا يريد أن يراها ضعيفة إلى هذا الحد ولم يعد يفهم شيئا!
أتى يوم الحفل الخيري والذي حضره العديد من الأشخاص وعقب نهايته ذهب الجميع ولم يتبقى سوى روزالين وليز وادريان والفتيات العاملات في الدار فأخذوا بفتح الهدايا لتنسيقها والبدء في توزيعها على الأطفال إن كانت تناسبهم .
أمسكت سيليا علبة صغيرة لم تفهم ما هي لكنها أصبحت تقلبها بلا فهم
" لم أستطع قراءة المكتوب "
قالتها سيليا موجهة حديثها الي ليز التي نظرت الي العلبة التي بيد الأولى ليختطف أدريان العلبة قائلا
: مكتوب أن عليك إستخدام المنتج مرة واحدة ولا تحتفظي بما سوف يتبقى ، أنها ألمانية المنشأ.
قالها مقطبا حاجبيه بدهشة قبل أن يبتسم ناظرا إلى سيليا التي طالعته بانبهار
: يبدو أن عملي بالجيش سابقا كان له فوائد عده ، إذ أنني متفاجئ كوني استطعت قراءة المكتوب هنا .
تأملته سيليا بإعجاب بدي واضحا في صوتها وهي تتأمل عيناه قائلة
: أنت مميز بكل شيء ادريان .
إبتسم لها لكن إبتسامه ماتت ما أن سمع صوت ليز معلقة ببرود متجاهلة تماما إعجاب سيليا الطفولي .
: أو ربما كان لديك أصدقاء ألمان .
ثم خرجت تقف في الحديقة وهي تتنفس بصعوبة وهي تتذكر ملامحه الجامدة في الماضي ، شيئا فشيئا بدأت تصدر عنها شهقات كمن يكبح بكائه ..ثم بدون سابق إنذار اصبحت تبكي بخوف ممسكة رأسها وهي تتذكر
" الماضي"
بخطوات مرتبكه ركضت لتختبئ ما أن سمعت وقع الأقدام القادم من الأعلى ولم تجد سوى المكتب المواجه لتلك المرأة المقيدة لتختبئ تحته.
ما زالت تنظر إلى المرأة الشبه واعية أمامها بفزع فمنظرها يجمد الدم في العروق حيث كانت مقيده علي سرير رفيع للغاية وترتدي ثيابا بها نقوش غريبه غير أن قماش ثيابها مشبع بالدماء بعضها جاف! هذه آثار تعذيب وحشي ليس من فعل شخص طبيعي بالمرة!.
.كان وجهها وما ظهر من يدها وعنقها مليء بجروح غريبه تم تقطيبها بطريقة أثارت الفزع في نفسها كانت كمن يتم استخدامها كفأر تجارب.
استغرقت في تأملها حتي أجفلت بفزع ما أن سمعت صوت ضحكات لبعض الرجال بالأعلى وكان صوتهم يبتعد دلالة علي مغادرتهم.
كانت على وشك الخروج ومحاولة أخذ تلك المسكينة معها لتخرج من هذا القبو العفن لتسمع وقع اقدام تسير برتابة فعادت تختبئ من جديد وهي تنظر إلى السلم مترقبة لما سيحدث.
وها هي تري الأقدام التي كانت تسير على مهل ..
نزل الدرج ليقف في المدخل قليلا وهو يتفحص المكان بجمود لكنه لم يجد شيء يثير الريبة ليتجه بخطواته نحو المكتب وجلس على سطحه. حبست ليز انفاسها بخوف وهي تكاد تبكي ليقوم هو بإشعال سيجارته لينهض ويجلس على طرف السرير موجها وجهه للحائط حتي نظر للمرأة فجأة وظل ينظر لها بجمود ففتحت المرأة عينيها ناظرة له ليتحدث إليها بخفوت و بلغة لم تفهمها ليز قد تكون ألمانية!.
كانت المرأة تجيبه بصوت مهزوز ليبتسم بعدها إبتسامة غريبه عليه ...
طوال المدة التي كانت تسكن إلى جواره لم تره يبتسم هكذا قط! ابتسامة دافئة وهو يربت بيده علي رأس تلك المرأة لتتحول إبتسامته شيئا فشيئا الي إبتسامته الجامدة المخيفة المعتادة وقام بأخذ أداة حاده كانت قريبة منه.
سألها سؤال فأومأت له بضعف لتغمض عينيها لينهض هو ويقف قرب رأسها.
مسح علي رأسها قليلا ليقوم بحركة خاطفه ممررا المشرط على عنقها لتنفجر دمائها في وجهه ليبتعد إلى الخلف ببرود وهو يتأمل دمها النازف بابتسامه قبل أن يقترب من جديد ويسحب الغطاء. إلى رأسها ليقول
:عمتي مساءا ونوما هنيئا. حان وقت الراحة.
ثم ضحك باستهزاء ليصعد الي الأعلى.
كانت روز تنظر الي الدماء بفزع وعيناها مليئة بالدموع.
منذ ان رأته علمت انه شخص غير طبيعي لكن لم تتخيل انه خطر الي تلك الدرجة...بقيت مكانها وهي تضع رأسها علي ركبتيها وهي تبكي بصمت حتي مضت ساعات طويله واطمأنت أن أدريان الآن نائم حيث لا توجد حركه في الأعلى .
خرجت ببطء من باب الحديقة وهي تركض في إتجاه بيتها لتدخل بسلام وما أن دخلت حتي تهاوت علي الأرض وهي تبكي وتحدق حولها بفزع! تلك الليلة لم تعرف النوم ..كانت تسير في المنزل بلا هدي وهي تبكي ممسكة رأسها بخوف..أتى الصباح لتقف في الشرفة عل الهواء الطلق يساعدها على ترتيب أفكارها وما عليها فعله..أجفلت حين سمعت صوت نيكول وهو يحييها ويتجه إليها بابتسامة نشيطة قائلا
:صباح الخير ليزا. لما لم تتجهزي إلى الأن سنتأخر عن العمل!..
اجابته هي بخفوت
: أنا آسفه دكتور لن أستطيع الذهاب اليوم ..أشعر ببعض الارهاق.
.ليومئ لها يتفهم وحين استدار ليغادر وجد أدريان يخرج لشرفته هو الآخر ممسك بمقص الخاص بتقليم الأشجار ليرفع صوته الذي افزعها ثانية حيث قال
:صباح الخير جنيرال ..أنت الآخر هنا ولم تذهب لعملك! ما بالكما اليوم!
رفع ادريان عيناه بجمود إلى نيكول ليرد تحيته ببرود قبل أن ينتقل ببصره إلى تلك المفزوعة التي تقف بجانب نيكول تحدق بالمقص الذي في يده ليبتسم ببرود وهو يتجه نحوهم بتلك الخطوات البطيئة ليقول
:سهرت إلى وقت متأخر أمس مع رفاقي كما أني متفرغ اليوم .
نقل بصره الي ليز ليقول
: وأنت لِمَ لم تذهبي إلى عملك ...ليزا؟..هل أصابك المرض من السهر طويلا في أماكن بارده؟
رفعت وجهها اليه مجفلة وقد ظهر الرعب في حدقتيها مما جعله يبتسم لها بجمود وكأنه يقول لها نعم لقد علمت بتسللك إلى منزلي امس!
"عوده"
على صوت بكائها وهي تحرك رأسها علها تطرد الصور التي تزاحمت أمامها ، ما رأته كان بشعا ، كانت هذه بداية اللعنة لما عاشته بعدها ، كلما نظرت اليه وهو يعيش بسلام تام الآن بعدما فقد ذاكرته تمنت لو انها هي من فقدت الذاكرة ، هذا مؤلم ..مؤلم للغايه
صرخت بصوت بدي كزئير حيوان جريح
: يكفي ، ابتعدوا ، لا اريد أن أتذكر .
صرخت وانتفضت مجددا بخوف حين شعرت بيد تمسك كتفها لتجد أدريان امامها يطالعها بخوف وهو يضمها قائلا
: ياالهي ماذا أصابك ؟! انه أنا لا بأس. لا بأس عليك .
أرادت الصراخ بشده أن المشكلة أنه أنت فعلا وليس شخص آخر لكنها صمتت ،ماذا عليها أن تقول ؟! أنها تكره لمسته لها حتي لو عرضا ، تشعر بنيران تلتهم أحشائها كلما أمسك يدها أو وضع ذراعه حولها ، كما هو الآن .
قامت بدفعه بعيدا عنها ليطالعها بمزيج من القلق والصدمة ليقول
: ماذا بك ؟! فقط أخبريني ماذا يصيبك كلما اقتربت منك ، إن كنت تنفرين مني هكذا ما الذي يجبرك علي البقاء؟!
أحاطت رأسها بيديها وهي تبكي بصمت بعدما جثت ارضا ، ماذا تخبره ؟! إنها تلتصق به كالعلقة رغم كرهها لهم ورعبها منه بسبب باقي العصابة التي تخشاه لدرجة ابقائهم لها علي قيد الحياة رغم أنها شاهدة علي أغلب جرائمهم فقط لأنها تحيا معه؟! اتخبره أنه أحتفظ بها ليقتلها هو ببطيء كما أخبرها قبلا ، قبل الحادث ، أو تخبره أن لا مكان اخر لها .
ظل يطالعها متوترا من هيئتها تلك ليجثو أرضا أمامها متحدثا بخفوت وهي يمسح علي شعرها متجاهلا رجفة جسدها التي يشعر بها دائما ما إن يلمسها
: حسنا لا تتحدثي فيما لا تريدين الحديث عنه ، انهضي فالجو بارد هنا ، أخبرك أمرا؟! تعالي لنخرج ، لقد أنهينا ما آتينا هنا لأجله ، لتأخذ جولة بالسيارة وقد ينعشك الهواء البارد .
أتت روزالين من خلفه قلقة لتقول
: هل الأمور بخير ؟
نظر لها أدريان ليقول
: شعرت ليز بالإعياء قليلا لكنها بخير، هيا بنا لنذهب .
عند وصولهم إلى منزل روزالين بكت ليزا اكثر وأمسكت بها فنظر أدريان لهما بقلق ليقول
: لا بأس، تعالي معنا الليلة وأبقى معها !.
تحدثت روزالين بقلق تقول هي الأخرى
: كلا أتركها معي هنا الليلة ....
قاطعها صارخا بحذم تعجب إليه
: لا! ليزا ستعود إلى البيت !
قلقت روزالين أكثر من صراخه ذاك فقد رأت أدريان القديم وفي ثوان معدودة عاد كما كان ليقود السيارة من جيد.
ما تلك الصور التي أتت إلى رأسه؟! حين قالت روزالين أن ليزا ستبقى خارج البيت ، أتى صوت ليزا الصارخ بخوف داخل عقله وهناك من يطاردها!.
وصلوا إلى البيت وصعدت كلا من روزالين وليز إلى غرفة الاخيرة .
بعد نصف ساعة كان ادريان قد قام بتحضير كوبين من الشكولاتة الساخنة وصعد إليهما لكنه تجمد مكانه وهو يسمع صوتها الباكي تقول
: لم أعد أحتمل رؤيته يحيى بهذا الانطلاق وكأن شيئا لم يكن روز ! هذا ليس عدلا ! أليس من العدل أن يموت معهم ؟! لماذا هو على قيد الحياة بعد كل جرائمه!
تحدث روزالين تحاول تهدئة الوضع قائلة
: لماذا لا تقولي أن الله أعطاه فرصة جديدة للعيش ؟
أرأيت كيف أصبح مراعيا ويحب الأطفال رغم كرهه السابق لهم ؟ أرأيت كيف يحميك حتى دون أن يتذكر أنك بالفعل في بيته ليحميك؟ كما أن استيقاظه من الغيبوبة لصالحك ، هو لم يتخلص منهم بالكامل في الانفجار ، بعضهم مازال بالخارج وما يمنعهم من التحرك هو عدم معرفتهم رد فعل أدريان !.
لم يستوعب صدمته الأولى لتصدمه هو بالباقي حين قالت بغضب باكية
: ليتني أموت ويموت معي ! لم يعد يهمني أن يقتلونني ، فقط ليقتلوه هو اولا أمامي ، انت لا تعرفينه ما جعلني أحياه وهو ورفيقه الاخر !
ابتعد عن الباب بظهره ليذهب إلى غرفته دون إصدار صوت ! .
مرت الساعات وهو بنفس جلسته وعيناه الشاخصة نحو الحائط يتذكر كلماتها مرارا وتكرارا !.
عقب هذه الليلة أصبح أدريان ينئ بعيدا عن ليز قدر الإمكان مما أراحها لكنها لا تعلم أن أدريان يبحث خلف ماضيه ليفهم .
■ سأظل الليلة فى المشفى ■
رسالة أرسلتها ليز بجفاء إعتاد عليه فزم شفتيه دون رد ليرفع رأسه فأتى وجهه أمام باب القبو!
نظر نحو الهاتف لينظر مجددا نحو الباب بتصميم ، حسنا يبدو أنه سيكون ممتنا أن ليزا لديها دوام !
فتح الباب ليهبط السلم بتروِ حتى وصل للباب السفلي ليضيء المصباح ناظرا حوله يإكتشاف ، المكان يبدو نظيفا وكأن أحدهم قام بتنظيفه ! فوجد نفسه يقترب بشكل لا إرادي من جزء معين في الحائط وقام بفتح باب سري آخر !
رمش بعدم استيعاب لكنه أكمل ! هذا الباب السري لا يعرف عنه أحدا غيره ! إذ أن الغرفة الأخرى مظلمة ومغبرة للغاية ! .
دخل الغرفة بحذر ينيرها ليقف مكانه متأملا الماكن !
كان هناك سرير وخزانة فإقترب منها ببطء ووجد داخلها ثيابا غريبة الشكل ! زي يشبه زيه العسكري لكن هذا لونه اسود بالكامل، كان منه قطعتين !
كان ينظر إلى محتويات الخزانة بتلقائية شديدة يخرج اشيائه منها حتى وصل إلى صورة جمعته ببعض الاشخاص!
جلس على الكرسي المغبَر يتلمس الصورة التي بيده بجمود
كانت الصورة لنيكول ، ميا ، إسحاق و ... هانك !
امسك المفكرة التي مع الصورة يقرأ ما بها بذات الجمود مفكرا فيما قد تفعله ليزا لو عرفت انه .....
يتذكر كل شيء!
منذ حوالي الثلاثة اشهر وهو يتذكر رويدا رويدا !
ظل يتأمل الكلمات التي خطها رفيقه إسحاق مفكرا، لو عرفت لخافت منه أكثر وابتعدت عنه أكثر فأكثر !
يحبها ؟ بل يعشقها ولكن ... لا يملك الجرأة لإخبارها .
إنها تكرهه ، حين رأى انهيارها في دار الأيتام أدرك إنها تذكرت ما حدث في هذا القبو مع ميا !
ذهبت عيناه على ملامح ميا الرقيقة وهي تحتضن إسحاق .
وقتها كان بدأ بالشعور بمشاعر ليست من حقه ! وحين وجدها فضوليه حوله ، أرعبها لتبتعد!
تذكر ما حدث يومها .
فلاش باك
" لقد اختفت ميا بعد تهريبها للفتاة التي كانت تجري عليها التجارب في مركز ليما "
قالها ليون ساخرا فأضاف جون مؤكدا
: قد ظننتها شجاعة وتستطيع التعامل كما كانت تفعل لكن منذ مو ت إسحاق وقد أصبحت رقيقة القلب لدرجة مقززة .
ثم نظر إلى أدريان ليقول
: ألم تعلم مكانها ؟ لقد تولى الرئيس بذاته أمر معاقبتها لكن الفتاة كمن تبخر مع الهواء .
أكد ليون حديثه قائلا بغضب
: تلك الغبية كادت تودي بنا جميعا ! لو أن السلطات أكتشفت أمر القبو السري أسفل المركز والبحوث التي تتم به في الخفاء ! لحسن الحظ أننا أستطعنا العثور على الفتاة التي هربتها و تخلصنا منها !
أومأ جون لينظر نحو أدريان الذي يتابع الحديث صامتا يطالعهما بجمود ليقول بتعجب
: ما بك ؟ ألا يهمك الأمر ؟! تلك الفتاة خطر علينا جميعا ! حتى نيكول قد تعرض للضرر بسببها مرة وتمت معاقبته !
اومأ أدريان قائلا
: نعم أتذكر هذا الأمر ، عاجلا او آجلا ستظهر ، أين لها الذهاب؟!
تحدث جون فجأة برواق مبتسما بشيطنة يقول
: بذكر النساء ، ماذا فعلت أنت ونيكول في أمر الفتاة ... خطيبة هانك السابقة ؟!
شرد بعينيه يسترجع ملامح جارته الصغيرة ... ليز !
الخطيبة السابقة لهانك والذي أراد الخلاص منها فأعطى لهم بيناتها لاستدراجها وجعلها فأر تجارب جديد من فئران المختبر السري أسفل مركز البحوث !
مط شفتيه ليقول
: لقد أرسل لها نيكول جواب تعيين ، إنها ممرضة من الأساس والآن أصبحت تعمل معه في المشفى ، القليل من الوقت حتى تثق به ويستطيع إدخالها إلى هناك دون شبهات !.
شرد بعد قوله في تلك الصغيرة ! أشبه بعصفور صغير وما أن تراه فإن ملامحها تبهت كما لو رأت شبحا !
يراها دوما تمزح مع نيكول ولكن حين تراه تصمت تماما! تنظر له بفضول وقلق وكأنها ترى وحشا !
نيكول صديقه العزيز منذ كانا في ملجأ الأيتام، ثعبان ! شخصيته ثعبانية بحتة يستطيع أن يكون لطيفا إلى أبعد الحدود كونه طبيب أطفال ! هه !، لم يره أحد عملائه وهو يقف ببرود في المختبر السري يتابع تألم الأشخاص الذين يحقنهم بالتركيبات التي يقم بتحضيرها !.
وقف الرجال يتجهزون للرحيل ضاحكين وودعهم أدريان ليعود نحو الداخل ناظرا إلى القبو بشرود قبل أن يطرق بحذائه الارض هابطا الدرج بهدوء ليدخل وينظر إلى السرير الحديدي الصدئ حيث يرقد جسد فتاة هزيلة فتحت عيناها ما أن رأته
كانت ...... ميا!
ميا التي تعرضت للت عذي ب الوحشي واستطاع تهريبها بصعوبة هو ونيكول !
إقترب منها مفكرا ، إن الآثار الوحشية التي على جسدها لم تكن جميعها جديدة بل بعضها كان من صنع يدها هي !
حالة نفسة هستيرية أصبحت تصيبها من حين لآخر فتقوم بجر ح نفسها بدمو ية وبشاعة !
جلس على سطح المكتب ولوهلة خُيل له أنه إستمع إلى صوت شهقة خافية لكنه تجاهلها عن عمد ناهض بإتجاه السرير جالسا أمام ميا يقول بالألمانية لشكه أن جارته الصغيرة في مكان ما هنا ، لقد رآها تقترب من بيته بحذر بالفعل لكنه لم يتوقع دخولها !
: هل رأيت أحدا ؟!
إبتسمت لها بخفوت تقول بصوت واهن
: الفأرة الصغيرة ، خطيبة هانك ، إنها أسفل المكتب !.
قطب حاجبيه ثم التمع العزم بعيناه فقاطعت ميا أفكاره تقول
: هل رحلوا ؟
أومأ لها بهدوء فقالت له بوهن
: ألم تفكر بحديثي؟! لماذا تتركني أحيا؟ انا لا حياة لي بعد إسحاق ! و الألم ، الألم قوي جدا ! ، هذا هو الألم الذي كان يشعر به المحتجزين في المختبر؟!
لقد قام الأوغاد بحقنها بأحد الأمصال الفتاكة التي قاموا بصناعتها وقد فشل فقاموا بإستبعاده ! لقد قاموا بحقنها به لت مو ت ببطء!
بالفعل بدأت عيناها بالن ز يف فأمسكت يده بإستجداء تقول
: ل لم اع أعد أحتمل، أرجوك ، ارحمني أدريان !.
ابتسم لها بدفء وهو يربت على رأسها وما ان رأته يمسك بالخن جر الخاص به حتى أغلقت عيناها بسلام غريب !
تردد هو للحظات حين لمح بطرف عينه طرف حذائها الظاهر من أسفل المكتب لكنه عاد إلى نظرته الميتة " لابد من وأد أي مشاعر بداخله مهما كانت ، هي بالنهاية ستصبح نزيلة فى المختبر السري "
تذكر سخرية نيكول حين اخبره
: أه لو رأيتها عن قرب ادريان ، تلك الصغيرة ستم وت ما أن تخطو قدمها البوابة الخارجية للمختبر من الرائحة فقط دون أن يتم إعطائها أي مصل!.
نظر مجددا نحو ميا التي كانت مستعدة لما سيفعله بها فتنهد قائلا
: إرتاحي إذا .....
وقام ب ن ح ر عنقها فماتت على الفور فغادر ليترك الفرصة للدخيلة لتهرب!.
عودة
" علَ دمائكم هدأت الان بعدما قضى عليكم عملنا مع تلك العصا بة ! "
قالها ببرود وهو يتأمل ملامح ثلاثتهم !
" اليس من العدل ان يموت معهم ؟! لماذا هو على قيد الحياة بعد كل جرائمه! "
دوت كلمات ليزا رأسه جعله يغمض عيناه بيأس ، صدقت ! بالفعل صدقت ، ليته هو من ما ت .
ما تت ميا بعدما إستيقظ ضميرها ومن اكتئابها
ما ت إسحاق في إحدى المدا همات
وأخيرا نيكول بسبب مرض أصابه بسبب إستنشاقه لغاز سا م .
تبقى هانك وجون وليون ورجالهم، يتربصون بها لكن خوفهم منه هو ما يمنعهم ! حتى في غيبوبته كان يُرهبهم !
ضحك ببرود ، سخفاء واغبياء من الدرجة الأولى ، أم أن الرعب ما يجعل الإنسان غبيا ؟!
لقد اوهمهم أنه وضعها تحت الحراسة ولو حدث لها شيء سيتم تص فيتهم مثل البقية ، تراجعوا بالفعل لكنهم مازالوا يسعون خلفها ، إن ابتعدت عنه فإنها لم تعد تخصه! أي أنها ستتحدث وتسبب لهم جميعا بالم وت !
◇◇◇◇◇◇◇
" كيف حالكم الآن ياحبيبتي ، هل تحدثتم ؟!"
قالتها روزالين التي ذهبت إلى منزل ادريان لزيارته هو وليزا التي قالت
: منذ تلك الليلة وأنا لا أراه حرفيا .
تهدل كتفا روزا بيأس ، لقد ظنت أن عودته فاقدا للذاكرة قد تساعده في بناء حياة جديدة بعيدة عن ما كان سابقا، كانت ترى عيناه وهي تتابعها دوما بإهتمام لم ينطق به !
أدريان لم يكن أبدا رجلا عاطفيا ، كون هذه العاطفة لا تظهر سوى لليزا لهو أمر يجعلها تتمنى من كل قلبها لو أن ليز توافق على أن تعطي أدريان الجديد فرصة للحياة!
تحدثت بصوت منهزم
: ليزا يا حبيبتي ، فكري مجددا فيما أخبرتك به ، لماذا لا تحاولي لأجل نفسك على الأقل؟ ألا ترين انه يبذل قصاري جهده للتقرب منك؟
أحيانا تشعر ان روزالين بحاجة للعلاج! هل تراه شخصا يستحق أن يحيى حياة طبيعية ؟! ادريان ماكسويل؟؟! واللعنة هي في حياتها لم ترى مثله مجرم وحقير !
قامت بتحريك رأسها لتقول
: سأحاول !
عل كلمتها تلك تبعد روزالين عنها قليلا وتكف عن محاولاتها العبثية للتقريب بينهما .
" مساء الخير "
اجفلها صوته الذي لم تسمعه منذ شهرين تقريبا !
طالعته بفضول وهي تسمع روزالين تجيبه مبتسمة وهي تضمه بحب فبادلها ليذهبا سويا يتحدثان بينما لم ينظر نحو ليزا ابدا مما جعلها ترتاح !
◇◇◇◇◇◇
" أما من جديد؟"
قالها هانك بلغته الأم موجها حديثه إلى ليون الذي جلس أمامه منذ قليل داخل المطعم ليجيب نزقا
: لقد أخبرتك أن الفرصة كانت سانحة حين كان في الغيبوبة لكنكم جبناء !
تحدث هانك بغيظ
: انا أريد الخلاص منهما أكثر منك لكن أدريان ليس رجلا هينا أبدا ، ماذا لو كنا اقتربنا منها وفعل مثلما فعل المرة الماضية حين أرسلت لها رجالك فقام هو بت فجير المركز كله !
حين تعرف على ليزا كانت صغيرة خجولة ، ظن أنها ستكون مسلية له لكن اللعينة كانت فضوليه لدرجة مقيتة إذ أنها راقبته ذات مرة ورأته مع إحدى ضحاياه وظنته يخونها !
صرخت وفضحته وخسر صيده الثمين بسببها فأقسم أنها ستكون بدلا منها في المختبر بأي وسيلة وقد كان!
كونها ممرضة فجعل من يستدرجها هو نيكول ! لكن اللعينة وفضولها من جديد جعلها تتجسس على أدريان وشيئا فشيئا... رأت أكثر مما ينبغي وأصبحت خطرا عليهم جميعا !
كان أدريان أول المتضررين لذا هو يريد أن يفهم لماذا أعلن إرتباطه بها وانتقلت للعيش معه !
يحبها ؟! أدريان لا يعرف معنى هذه الكلمة وهو شاهد على هذا ! ، ألم يق تل ميا بيديه ؟! رفيقة طفولته وشبابه؟!
حين أخبرهم أنه وجدها وقام بتص فيتها كان تتحدث بأريحية شديدة لذا هو يريد أن يعرف لماذا مازال يحتفظ بليزا ؟!