![]() |
رواية إنذار بالحب الفصل الثاني بقلم رباب حسين
لمح وجهًا مألوفًا يخترق سكون انتباهه كطعنة قديمة عادت تنزف فجأة كانت تقف هادئة بشعر مسدول يشبه عبث النسيم وعينين تحملان ذات العمق الذي عرفه يومًا.... عيونها ليست هي لكن الشبه كان كافيًا ليعيده من حاضره إلى جراح حسبها اندملت.... توقف الزمن داخله وغرقت الأرض تحت قدميه....
أهي هي؟! لا ليست هي.... لكن قلبه لم يقتنع والغضب سيطر عليه.... لقد رحلت يومًا عنه لا لسبب إلا لأنها خانت نقاءه كسرت قسم العشق وداست على صبره بقدم باردة من خيانة..... لكن تلك التي أمامه الآن.... كانت بريئة من ذنبها..... فتاة لا تعرفه اقتحمت عالمه دون إنذار وبينما هو يغرق في شتات الذكرى شعر بحرارة الخيانة تتسلل من جديد إلى صدره كأن الشبه وحده كان كافيًا ليوقظ الغضب والخذلان والحنين معًا..... كأن الألم يملك ملامح لا تُنسى.... أدار وجهه عنها ليس هروبًا بل احترامًا لروحه التي تأذت بما فيه الكفاية..... ليخفي ألمه الذي دفنه داخل صدره لسنوات طويلة دمت فيها الروح ولم تعد كما كانت بل أصبح بلا روح.... وما أن رآها علم أنه لا يزال يتألم منها..... وكأنها شيء لم يغفر بعد لم يمر عليه وقت لم ينتهي ولن ينتهي.... رؤية وجهها لم تكن مصادفة بل مرآة لقلبه الذي لم يبرأ ليثبت له أنه مازال عالقًا هناك عند التل البعيد المحمل بذكريات ظن أنها قد محتها الأيام ولكن عادت لتُعرض بين جفنيه.... بين حزنه وألمه.... بين ماضيه وحاضره.... يسمع صوت قلبه الذي يهمهم في هدوء صوتًا خافتًا قائلًا : "بعض الوجوه تشبه من خذلونا لا لذنب اقترفوه بل ليرينا القدر أننا لم نُشف بعد"
حارب الذكريات.... الألم القابع داخل قلبه يعصره في كاسات الحزن ليتجرعه كل ليلة لينسى..... حارب ضعفه وكبريائه المندثر تحت أقدامها..... حارب إشتياقه لها رغم ما فعلت..... فلازال يحي وحيدًا في الألم وفتح عينيه بجمود لينظر إليها بقوة ويسألها وكأنه يراها فيها ثم قال : إيه اللي جابك هنا؟
أما هي فقد هوى قلبها بين قدميها.... وظلت تنظر في عينيه في حيرة..... ما هذا؟.... لما هذا الخوف الذي دب بين أوصالي؟..... نظرته حادة مرعبة.... صوته زلزل روحي من الداخل وكأنه يصفعها..... شعرت بالارتباك وتاهت عنها الكلمات فوقفت تتلعثم أمامه وهو ينظر إليها في ثبات ثم قالت : أنا.... ما.... أنا جيت معاها
ثم تحمحمت لتهدأ وتستجمع قواها مرة أخرى واعتدلت في وقفتها وقالت : أحم.... أنا مدام ورد غلاب سكرتيرة حضرتك الجديدة
نظر لها في صمت..... الصوت مختلف..... النظرة مختلفة.... تبدو أكبر منها سنًا ولكنها تشبه الأطفال عندما تتحدث..... ورد.... ليست هي.... فقد تأكدت أنها فقط تشبهها.... قرر أن يجعلها بجواره حتى يتحدى ذاته بأن يثبت لنفسه أنه لن يشتاق إلى تلك الخائنة إنما هي لا شئ.... فوقف في شموخ ومد يده وقال : يونس المفتي
وضعت يدها في يده وشعر بأن تيار كهربائي إجتاح جسده فنفض يدها سريعًا ونظر لها بغضب لا منها بل من ذاته ثم قرر بأنه سينتقم لنفسه منها.... نعم ليس ذنبك ولكن لعل قلبي العليل يشفى... ثم قال : خمس دقايق وعايز كل التقارير من الأقسام عن الشغل خلال الشهر اللي فات.... بلغيهم
وتركها ودخل مكتبه.... نظرت ورد إليه ولا تعرف ماذا تفعل فقد أخبرتها ندى بأنه سيعاونها بالأول فوقفت قليلًا ثم لحقت به داخل المكتب دون أن تطرق الباب فالتفت خلفه وجدها تقف وتقول بإندفاع : أيوة أعملها إزاى ديه؟
عقد حاجبيه قليلًا ثم قال : أولًا تخبطي قبل ما تدخلي ثانيًا إتصرفي ده شغلك
شعرت ورد بالخجل من حديثه وظهر على وجهها الإرتباك والإحراج فخرجت مسرعة وأغلقت الباب خلفها ووقفت أمامه لا تعرف ماذا تفعل وفجأة فتح يونس الباب ونظرت إليه ورد في فزع فقال : ٣ دقايق
ثم أغلق الباب بعنف فنتفض جسدها من الخوف وركضت إلى مكتبها وهي تقول : يلهوى.... يلهوى أعمل إيه؟.... ندى.... هتصل بندى
ثم أمسكت الهاتف وحاولت أن تتصل بها فلم تعرف طريقة الإتصال فتركت الهاتف وأمسكت جوالها واتصلت بها وقالت في عجالة : تعالي يا ندى دلوقتي حالًا
ركضت ندى إليها ووجدت ورد تجلس حائرة متوترة فقالت لها ورد : إلحقيني....عايزني أتصل بالأقسام كلهم يجيبو تقارير الشهر ومديني ٥ دقايق لا ٣ وأنا مش عارفة أعمل إيه
أمسكت ندى يديها وأجلستها على الكرسي وقالت : بس.... إهدي.... بصي ديه أرقام رؤساء الأقسام اللى على المكتب ديه إتصلي بيهم وقوليلهم مستر يونس عايز تقارير الشهر بس كده
ثم أعطتها الهاتف الداخلي واتصلت بهم وهدأت قليلًا ثم نظرت إلى ندى وقالت : ده مرعب..... بتتعاملو إزاي معاه ده؟
تعجبت ندى من حديثها وقالت : مرعب!.... ليه عمل إيه؟
قصت لها ورد ما حدث ثم قالت : مشفتيش كان بيصلي إزاى..... أنا حسيت إني بترعش من جوايا..... الغضب كان باين على وشه جدًا..... بصاته ليا كلها كانت مرعبه كأني عدوته
ندى : غريب.... مستر يونس اه جد في شغله جدًا بس عمره ما اتعامل معانا كده.... ده حتى في موظفين هنا أصحابه وبيخرج معاهم عادي وصغيرين كمان..... يعني أقرب حد ليه موظف عندي اسمه وسام بيشكر فيه جدًا
ورد : ده عنده أصحاب؟! أنا عرفت ليه متجوزش لحد دلوقتي مين تطيقه بجد ولو هو كده زي ما بتقولي.... طيب ليه عمل معايا كده؟ ..... وبعدين ده اللي هيساعدني يا ندى؟...... ده أنا خايفة أدخل المكتب عنده..... لا لا أنا مش هكمل في الشغل ده.... ده مريض أو مختل بجد
ندى : إهدي بس وأنا هروح أجيبله التقرير واجيلك
ذهبت ندى ثم خرج يونس من مكتبه وهي تنظر إليه في ذعر ثم اقترب من مكتبها وضغط على زر جهاز صغير على المكتب ونظر لها في غضب وتركها ودخل غرفته مرة أخرى..... ظلت ورد تنظر إلى هذا الجهاز ولا تعرف ما هو ولماذا أغلقه ثم عادت ندى ووجدتها تجلس شاردة فقالت : فيه إيه مالك؟
ابتلعت ريقها وقالت لها في خوف وهي تشير إلى الجهاز : هو.... هو إيه ده؟
ندى : ده تقدري تكلميه منه جوا.... يعني لو دوستي على الزرار ده هيسمعك
فتحت ورد عينيها في صدمة وقالت : يا نهار مش فايت..... يلهوي
ندى : فيه إيه طيب فهميني؟
ورد : بعد ما مشيتي خرج وقفل الزرار ده
فتحت ندى عينيها في صدمة وقالت : يعني كان سامعنا؟!
أماءت لها ورد بنعم ونظرت أمامها بشرود فقالت ندى : عادى..... عادي..... كل أصحاب الشركات عارفين إن الموظفين بيتكلمو عليهم.... عادي عادي.... وبعدين إنتي مقولتيش حاجة يعني غير إن هو مرعب
ورد وهي تنظر أمامها بشرود : وإني عدوته
ندى : بس عادي يعني
ورد : ومريض
ندى : اه
ورد : ومختل
ندى : امممم
ورد : ومحدش يطيقه عشان يتجوزه
ندى : حصل
نظرت لها ورد وقالت : بس..... بس يا ندى.... أبص في وشه إزاى دلوقتي؟
ندى : طيب خلاص خلاص.... بصي أنا هدخله واجيلك تاني
أماءت لها ورد ودخلت ندى الغرفة عند يونس وجلست أمامه وأعطته التقرير فنظر به قليلًا ثم قال : ليه البند ده مصاريفه زيادة الشهر ده؟
ندى : عشان طلعنا مكافأت الشهر ده للموظفين عشان خلصو المشروع الجديد
يونس : طيب تمام.... شكرًا يا ندى
نظرت لها ندى في صمت فنظر لها وقال : عايزة تقولي إيه؟
ندى : حضرتك عارف كويس إنها أول مرة تشتغل وأنا فهمتك وضعها وحضرتك وافقت.... ليه ضغطها كده من أول يوم؟
تنهد يونس وقال : تقوم تغلط بالشكل ده؟
ندى : معلش بس تعاملك معاها خلاها خايفة..... ورد مخرجتش تواجه ناس قبل كده تعتبر خام..... وهي بجد محتاجة الشغل ده.... ممكن بس براحة عليها شوية.... ديه غلبانة أوي والله
تنهد يونس وأغلق عينيه يحاول محاربة ما يشعر به فهو يكره شكلها لأنها تذكره بها ولكن هي بريئة مما فعلت هي فأغمض عينيه وقال : حاضر..... هخف عليها بس قوليلها لو لسانها طول تاني متزعلش مني
ابتسمت ندى ونهضت وقالت : يا بوس إنت طيب والله مش هتعمل حاجة.... معلش اللي ميعرفكش يجهلك
خرجت ندى وطمئنت ورد ثم قام يونس بالتحدث معنا عبر الجهاز وقال : ورد.... تعالي على المكتب
نهضت ورد تحاول أن تستجمع قواها وتتعامل معه بصورة عملية فدخلت المكتب ووقفت أمامه وقالت : نعم يا مستر يونس
نظر لها يونس مطولًا بنظرة أربكتها ثم قال : لما بدخل المكتب وبطلب منك أول تاسك وبتعمليه تعرفي إن تاني تاسك ليكي إنك تطلبي القهوة بتاعتي
ورد : تمام
يونس : ولما اطلبك للمكتب تيجيبي معاكي ورقة وقلم عشان تكتبي اللي هطلبه منك..... عشان أنا مش بعيد كلامي مرتين
ورد : حاضر
يونس : بليل فيه حفل رجال الأعمال وعادةً بروح مع السكرتيرة بتاعتي.... عندك مشكلة تيجي معايا؟
ورد : لا مفيش مشكلة
يونس : يبقى بلغيهم في البيت عشان لو إتأخرتي
ورد : معنديش حد أبلغه
يونس : قولتي إنك مدام
ورد : مطلقة
يونس : تمام.... إكتبي نمرتك هنا على الموبايل هبعتلك لوكيشن البيت عندي عشان تعدي عليا نروح سوا
ورد : أنا اللي هعدي عليك؟
يونس : عايزاني أجي أوصلك مثلًا؟
ورد : لا.... لا هاجي أنا حاضر
يونس : روحي اطلبي القهوة وشوفي شغلك
ورد : حاضر
تركته ورد وذهبت من الغرفة.... مسح يونس على شعره في ملل وكأنه يحارب ما يشعر به من غضب حتى لا يظهره لها وقامت ورد بطلب القهوة وحاولت أن تبحث بالحاسوب وترى الأوراق التي بالمكتب لتتعرف على العمل أكثر..... ثم رتبت المواعيد وعملت على الأشراف على المكتب وانقضى اليوم دون حديث أخر بينهما وذهب يونس إلى المنزل وعادت ورد إلى منزلها مع ندى وتناولت الطعام وبدلت ثيابها وذهبت إلى منزله
أما مازن فكان يتناول العشاء مع تيم وغرام في هدوء ثم قال مازن : أنا..... أنا بفكر اتجوز
نظرت له غرام في صدمة فقال مازن : عايزاني أفضل كده من غير زوجة..... وبعدين قولتلكم حاولت مع امكم كتير وهي رافضة ومصرة إني بخونها وأنا تعبت وعايز أعيش حياتي
تيم : حلو أوي.... هي عاشت حياتها ومش بتسأل فينا ولا اتصلت بينا مرة واحدة من ساعة ما مشيت وحضرتك هتتجوز.... وأنا والبت ديه بقينا مش مهمين خالص
مازن : وإنت بتجيب اللوم عليا ليه؟.... إنتو شايفين أهوه..... من ساعة ما طلقتها شفتوني بعمل حاجة.... زي ما أنا من الشغل للبيت ومن البيت للشغل.... هي اللي زهقت من عيشتنا ومشيت من غير سبب
غرام : أنا مش عارفة ماما عملت كده إزاى؟.... يمكن عشان كنا بنسيبها لوحدها طول اليوم
تيم : وده مبرر إنها تطلق وتسيب بيتها وعيالها.... أنا بدأت فعلًا أشك إن فيه حد دخل في حياتها وغيرها بالشكل ده عشان ديه مش تصرفات طبيعية
مازن : يا أبني ديه أمك.... متفكرش كده فيها من غير دليل... يمكن بعد كده تفهم إن بيتها أولى وترجع وأنا معنديش مشكلة أردها وقت ما هي تعوز..... ديه عشرة عمري ومش هسيبها بس أنا مش قادر أعيش لوحدي
تيم : حقك يا بابا.... ربنا يسعدك إنت مقصرتش ولا غلطت في حاجة كفاية إنك بتسيب شغلك وتيجي تقعد معانا وتتعشى معانا كل يوم
رتب مازن على عاتقه وقبل رأس غرام وصعد إلى غرفته
وصلت ورد إلى منزل يونس فوجدته منزل كبير ذو طراز حديث وله حديقة جذابة خطفت نظرها من أول وهلة ثم طرقت الباب وفتح لها يونس وقال : إدخلي.... هلبس جاكت البدلة وأجي
دخلت ورد وانتظرته بالبهو وهي تتأمل جمال المنزل والآثاث من الداخل ثم نزل يونس وفتح الباب وخرجت ورد خلفه وصعد بالسيارة وهي بجواره وذهبا معًا.... بعد قليل وصلا إلى مكان الحفل ورأت ورد رجال أعمال بصحبة زوجاتهم فتذكرت أخر حفل حضرته مع مازن والألم الذي شعرت به فتوقفت ونظر يونس خلفه ليحدثها فوجدها واقفة خلفه دون حراك فعاد إليها وقال : فيه حاجة؟
نظرت لها ورد في حزن وقالت : لا.... أسفة مركزتش بس
يونس : خليكي جنبي عشان الكلام في الشغل بيبقى كتير.... ركزي معايا ولو قولتلك تسجلي حاجة سجليها فاهمة
ورد : حاضر
دخلا معًا وبدأ يونس في الإختلاط برجال الأعمال وتقف ورد بجواره تدون الملاحظات التي يقولها يونس حتى لمحت مازن ولارا بالحفل فقال أحد الرجال الذين يقفون مع يونس : مش ديه لارا مرات عزمي
رجل أخر : ما هو طلقها فيه وكلام إنها هتتجوز مازن بعد العدة ما تخلص.... ومازن كمان سمعت إنه طلق مراته
نظر له يونس في ضيق ثم وقعت عينيه على ورد التي تنظر لمازن في حزن فتعجب من الأمر ثم قال : مالك.... فيه حاجة ضايقتك؟
ابتلعت غصة مريرة وقالت : أنا عايزة أروح الحمام.... ممكن؟
يونس : اه طبعًا
ذهبت ورد وهي تحارب دموعها.... استبدلها سريعًا.... لم يحاول حتى أن يعتذر..... أن يطلب السماح..... أن يسألها الرجوع إليه وها هو يتزوج من عشيقته قبل أن تنقضي عدتها..... ذهبت إلى المرحاض ووقفت تنظر إلى المرآة في شرود ونزلت دمعة حارقة تكوي جرح قلبها ثم استجمعت قواها وغسلت وجهها وعادت إلى الحفل ولكن وجدت مازن يقف أمامها عند حوض السباحة وبجواره لارا فنظر لها في تعجب وقال : ورد.... بتعملي إيه هنا؟
نظرت إلى لارا المتعلقة بذراعه وتنظر إليها نظرة انتصار فعادت النظر إليه بشمئزاز وقالت : مش شغلك
كادت أن تذهب فأمسك مازن ذراعها وقال : بتبصيلي كده ليه؟.... مش إنتي اللي اخترتي ده؟
نفضت ورد يده وقالت : وسعيدة جدًا إني اختارته..... عشان إنت متستحقش إن واحدة زيي تعيش معاك وتبقى مراتك..... إنت أخرك تتجوز واحدة شبه اللي جنبك ديه بس
نظرت لها لارا في غضب وصاحت بصوت مرتفع : ومالها اللي جنبه؟!..... على الأقل فهماه ومريحاه مش واحدة همها كله العيال والمطبخ
انتبه من في الحفل إلى الصوت ونظر يونس لما يحدث وسمع أحد النساء تقول : إلحقي طليقة مازن بتتخانق مع لارا
فعقد يونس حاجبيه في غضب وبدأ يتابع ما يحدث وقالت ورد : على الأقل محترمة مش خاينة لجوزها
صفعتها لارا بقوة فتعثرت وسقطت بحوض السباحة ففزع يونس مما يحدث وانتبه أن ورد تطلب العون ويبدو أنها لا تجيد السباحة فقال مازن : يا مجنونة مش بتعرف تعوم
لارا : وأنا مالي أنزل ألحقها
أشار مازن إلى حلته وقال : ديه تاكسيدو
كانت ورد تحارب المياه فترك مازن الكأس من يده وقفز خلفها في الحوض ورفعها على ذراعه فوق السطح ونظر لها وقال : خدي نفسك.... إهدي
نظرت له ورد وهي تحاول أن تتنفس فقال لها : إمسكي فيا
تعلقت ورد برقبته وسبح بها خارج المياه تحت نظرات مازن المشتعلة وهو ينظر إلى يونس في غضب وخرج بها من الحوض ووضعها على الأرض وجلس بجوارها ثم اقترب وسام من يونس وقال في فزع : مستر يونس.... إنت كويس؟
يونس وهو يرتعش من البرد : وسام.... كويس إنك جيت..... هات البالطو بتاعي من هناك
أحضره له وسام سريعًا ثم أخذه منه ووضعه على جسد ورد المتجمد من البرد وضمها إلى صدره ثم حملها أمام دهشة المدعوين ونظرات الغضب التي تطاير من عين مازن وخرج بها إلى سيارته وذهب وسام خلفه وركبت ورد السيارة وقال يونس وهو يرتعش : روح يا وسام.... أشوفك بكرة
ثم قاد السيارة وأخذ عنوان ورد وأوصلها إلى المنزل