رواية فرقة المهمات الخاصة الفصل الثانى بقلم جميلة القحطانى
داخل الفيلا الساعة ٨ مساءً
جواد كان لسه راجع من المديرية، رمى بدلته على الكنبة، وقعد يمد رجله قدام التلفزيون.
دخل مروان بالمفتاح الكهربائي اللي واخده من وراهم، وقال وهو بيأشر:اتفضل يا باشا، البيت منوّر بيك مصاب وبتتدلع.
جواد بصله بنظرة باردة:كفاية إنك شغال في قسم مكافحة المخدرات ولسه مدمن سخرية.
ضحك سليم من المطبخ وهو بيقلب شاي:والله أنتوا محتاجين جلسة عائلية في دار نفسية مش في فيلا.
دخل جسار بصوت عالي:فين الريموت؟! أنا هاتجنن منكم!
رد خالد وهو نازل من الدور العلوي بهدوء:ما هو واضح إن أعصابكم محتاجة إعادة ضبط مصنع.
ضحك الجميع، حتى جواد، رغم التعب.
لكن اللحظة الهادية دي اتكسرت فجأة لما رن موبايل خالد.
رد بصوته الرصين:أيوه؟ تمام، هنكون هناك بعد نص ساعة.
قفل الخط، وبص لهم:في عملية مراقبة لشخصية مهمة والاسم اللي طالع في التحقيقات هو فادي الملاح.
الجميع اتبدّل وشه.
جواد وقف وهو بيشد نفسه:فادي؟ ده اللي كنا واثقين إنه اختفى من سنة!
مروان قال بسرعة:أنا كنت شاكك إنه لسه في البلد الراجل ده وراه مصايب كبيرة.
سليم نفخ وقال:ماشي، هنروح نكافح الشر بس بعد ما أشرب الشاي.
ضحكوا، ثم بدأوا يجهزوا نفسهم
الوقت منتصف الليل
المكان منطقة صناعية مهجورة في أطراف المدينة
المهمة القبض على فادي الملاح، مهرب دولي هارب منذ أكثر من سنة
كان الصمت ثقيلًا، لا يُسمع إلا صوت الرياح وهي تصفر بين جدران المستودعات القديمة. خمس سيارات أمنية متوقفة على بعد مئات الأمتار من الهدف.
في السيارة الأولى، جلس خالد يراجع الخطة عبر الخريطة الرقمية أمامه، بنظرات دقيقة كعادته:الهدف متواجد في المستودع رقم ٧، ومعاه على الأقل ٤ مسلحين. الباب الخلفي فيه مخرج طوارئ، لازم يتقفل أول حاجة.
جواد، الجالس بجانبه، مد يده نحو سلاحه وقال:أنا وجسار نمسك الجبهة الأمامية، أول ما يفتحوا الباب هنفاجئهم.
مروان وهو بيشرب من علبة طاقة:وأنا؟ أدخل من فوق ولا أعملهم فيديو توعوي؟
ضحك سليم وقال:لا يا نجم، انت هتغطي من السطح، زي ما اتفقنا، وأنا هروح أقفل المخرج الخلفي.
جسار كان واقف برّه العربية، بيلبس الخوذة السوداء ويجهّز سلاحه بصمت. قال أخيرًا:المهم نخلص من فادي قبل ما يختفي تاني. الراجل ده كل مرة بيختفي كأن الأرض بلعته.
خالد حسم النقاش:خليكم على تردد 3، ممنوع أي إطلاق نار إلا لو اتأكدنا إن الهدف معانا واضح؟
الجميع أومأ.
جواد وجسار تقدموا من الجبهة الرئيسية، مختبئين خلف أكوام الحديد.
سليم تسلل من الخلف وأغلق باب الطوارئ بسلسلة معدنية وقفل ضاغط.
مروان كان على السطح، ماسك القناصة وكاشف المكان.
خالد بقي في السيارة ينسق عبر الجهاز ويتابع إشارات التتبع.
جواد بصوت منخفض:اتنين طالعين من الباب أول ما يفتح، إضاءة مفاجئة وهجوم.
مروان:في واحد وراهم، مسلح رشاش على 11 فوق الساعة، على مسافة 20 متر.
جسار:جاهزين؟ على ثلاثــــــــة.
واحد اثنين ثلاثة!
الضوء الساطع ضرب أعين المسلحين، في لحظة دخل جواد أولاً، أسقط أحدهم بركلة مباشرة، وغطى جسار عليه بإطلاق دقيق للرّصاص المطاطي.
سليم من الخلف دخل بسرعة، وبحركة محترفة كمَّم أحد المسلحين.
مروان من فوق صرخ:الهدف بيجري لجوه!
جواد:خالد! اقفل عليه المخرج جوه الحوش!
خالد:تمّ، مش هيطلع حي إلا لو قال كل حاجة.