رواية فرقة المهمات الخاصة الفصل الثالث بقلم جميلة القحطانى
كان مروان مختلفًا عنهم قليلًا، يحمل همًا لا يتحدث عنه كثيرًا، وابتسامة لا تطفئها الأحزان.لبق، واثق بنفسه، ودايمًا يلبس على الموضة. بيهزر طول الوقت، بس لما الجد يظهر بيكون وحشا، هو أكتر واحد بيتمنى الحب الحقيقي،مهتم بالتصوير والكتابة، يكتب في مدونة إلكترونية صغيرة عن قضايا الشباب، وعن الضياع بين الحلم والواقع.
وسيم، صديقه المقرّب، كان شابًا عمليًا، يعمل في ورشة والده، ولا يملك وقتًا للحلم كثيرًا، لكنه وفيّ، حاضر دومًا حين يُطلب.
عمار، أكثرهم طرافة، لكنه يعاني من قلق داخلي لا يلاحظه أحد، بين رغبته في الاستقرار ومخاوفه من الفشل.
ليث: ضحوك لكنه كثير السهر واللهو، يعمل بجانب دراسته ليعيل أسرته، ويعيش صراعًا داخليًا بين الالتزام والانسياق وراء أصدقاء السوء.
ذات مساء، وبينما الحديث يدور عن الخطط المستقبلية والضغوط، تساءل مروان بصوت خافت:يا جماعة، هو لازم نعيش حياتنا بنمط مفروض علينا؟ ليه كل ما نحلم بحاجة، حد يقول لنا إنها مش وقعية؟
ساد الصمت للحظة، قبل أن يرد وسيم:مش دايمًا، بس يمكن الناس بتخاف علينا يمكن هما نفسهم كانوا بيحلموا وماقدروش يكملوا، فحبوا يحموك من خيبة الأمل.
قال ليث بابتسامة:بس الخيبة مش إنها ما تحصلش، الخيبة الحقيقية إنك تموت الحلم جواك.
هز عمار رأسه ببطء:واللي زينا؟ اللي مش عارفين أصلاً هم مين؟ عندنا طموحات، بس مش طريق واضح، لا واسطة، ولا حتى فرص.
نظر مروان إليهم بعينين تلمعان:إحنا نقدر نكون بداية حاجة جديدة… كل واحد فينا لو بدأ بخطوة، حتى لو صغيرة، يمكن غيرنا يتشجع.
في تلك الليلة، قرر مروان أن يبدأ مشروعه الجديد:تصوير قصص شباب من الحي، وتسليط الضوء على كفاحهم اليومي. اقترح أن يكون عمار أول ضيف، يحكي عن صراعه مع التوقعات، ثم ليث بقصته الملهمة، ووسيم الذي يعمل بيديه ويحلم أن يفتح مشروعه الخاص.
لم يكن مشروعًا ضخمًا، لكنه كان بداية. ومنذ تلك اللحظة، بدأ كل منهم يرى نفسه من زاوية مختلفة.
أما مروان، فقد كتب في مدونته: لسنا فقط أبناء الحي نحن مَن يمنح الحي نبضه الحقيقي.
