رواية الشهاب السماوي الفصل الثاني بقلم هاجر نور الدين
_ لعنة إي مش فاهم، وإنت مين أصلًا!
كانت جملتي بإستغراب وغضب بعد ما بعدت عنهُ شوية، إبتسم بطويقة مستفزة وقال بهدوء:
= أنا شهاب، حبيب مريم وهبقى خطيبها وجوزها إن شاء الله.
قربت منهُ ونغزتهُ في كتفهُ بغضب وأنا بقول بسخرية:
_ إنت شكلك عبيط بقى، تتجوز مين يا عسل بقولك متجوزة، حتى لو هي فاقدة الذاكرك دا ميمنعش من إنها متجوزة.
عدل الچاكت بتاعهُ وبصلي بنظرة تحدي وقال:
= ما أنا عارف بس إنت هتطلقها، وأهي عندك اسألها هي عايزة مين.
بصيتلها وهي قاعدة بصالنا بخوف وعدم فهم وأنا في الحقيقة كنت متردد، عارف إنها مش فاكراني وإن بنسبة كبيرة هتختارهُ عشان هو فارس أحلامها دلوقتي.
إتكلمت بحزن وقولت بغضب ليه:
_ وهي هتختارني إزاي وهي مش فكراني وفاكرة إن إنت اللي حبيبها، بلاش تلعب اللعبة دي.
إتكلم بسخرية وإبتسامة مستفزة:
= طيب خلينا نغير السؤال، هل لو كانت فاكراك ولسة بعقلها كانت هتختارك برضوا يا كريم؟
بصيتلهُ وسكتت لحظات، معاه حق، هي فعلًا كانت طالبة الطلاق ومكانتش عايزاني بعد اللي عملتهُ، بس إحنا آيًا كان اللي يحصل بينا بنرجع مع بعض وبنحب بعض.
إتكلمت بقوة وقولت بتحدي:
_ أيوا لإنها بتحبني وأنا واثق من حاجة زي دي، مهما كان بيننا مشاكل الدنيا.
إبتسم وقال وهو بيربت على كتفي:
= طيب إتمنى ترجعلها الذاكرة ووقتها نشوف لو دا فعلًا هيبقى قرارها وإنها تكمل معاك، ولو الأمنية صادقة ومفيهاش خوف هتتحقق.
سابني بعدها واقف محتار وبفكر في كلامهُ، هل فعلًا لو مريم كانت سليمة كانت هتختارني للمرة التانية وتقرر متبعدش عني!
كان ماشي وخارج من الأوضة بس هي ندهتلهُ وقالت بتساؤل وتوتر:
_ إنت رايح فين يا شهاب؟
بصيلها وإبتسم وقال بحنية قبل ما يطلع:
= هجيبلك حاجة تاكليها وتشربيها عشان مفطرتيش، مش هتأخر عليكِ متقلقيش.
إبتسمتلهُ بإطمئنان وكإن هو منبع أمانها فعلًا واللي بتطمن بوجودهُ مش أنا!
كنت في موقف لا أُحسد عليه الحقيقة، كان قلبي بيتعصر، خرجت أنا كمان من الأوضة وأنا حاسس بغضب وحزن وتوهان ومشاعر كتير متلخبطة.
حتى مندهتش عليت زي ما ندهت عليه، وجودي مش مهم ومش مرغوب بيا، روحت مكتبي وقعدت وأنا حاطط وشي بين إيديا.
كنت في مرحلة وحشة أوي من إحساس الزعل، كنت على وشك إني أعيط الحقيقة بي دخل عليا المكتب حازم وقال بإستغراب من المكتب الضلمة والهدوء:
_ إي دا في إي، قاعد في الضلمة كدا ليه؟
إتكلمت وأنا بتعدل وبرجع دموعي مكانها من تاني وقولت بنبرة بحاول أخايها ثابتة:
= لأ عادي، كنت بفكر أنام شوية بس.
إتكلم حازم وقال بتساؤل وإستغراب من حالتي:
_ نوم إي دا اللي في الشيفت بتاعك يا دكتور، وبعدين هو إنت مالك عامل كدا ليه؟
إتكلمت بتساؤل وهدوء وقولت:
= عامل كدا إزاي يعني؟
إتنهد حازم وقال بهدوء ودعم:
_ أنا عارف إنك متأزم بسبب موضوع مريم والولد اللي إسمهُ شهاب دا، بس أنا عايزك تلعب نفس اللعبة اللي هو بيلعبها يا كريم متبقاش سلبي، من اللي إنت عملتهُ دلوقتي وقافل عليك المكتب دي علامة إستسلام منك، يعني خلاص مريم متستاهلش منك تحاول عشانها وتتعب ولو مرة؟
فكرت وركزت في كلامهُ اللي فوقني، قربت بجسمي على المكتب وقولت بإهتمام:
= معاك حق، كنت هبقى خذلتها وهي فاكراني وكمان وهي مش فاكراني، قولي قصدك إي أو أعمل إي بالظبط؟
إتكلم حازم بحماس وقال بإبتسامة:
_ هو دا كريم اللي أعرفهُ، هي دلوقتي مش فاكراك فـ دي فرصة كويسة تعرفها عليك من أول وجديد بشخصية كويسة وإنت جوزها يعني معاك كارت قوي مش معاه، كل اللي عليك إنك تكسب قلبها بتصرفاتك وتوريها قد إي بتحبها ومش هتقبل تسيبها لغيرك بالحنية والحب.
كنت مركز في كلامهُ وقولت بإقتناع:
= معاك حق، أنا لازم أسعى عشانها وعشان أرجع علاقتنا كويسة من تاني.
رد عليا بتحذير وقال:
_ لازم تعمل دا يا كريم، الستات لما بتلاقي اللي قدامها سلبي ومش بيحاول عشانها بيتقفلوا من كل حاجة، مش بيشوفوك مرة تانية خليها لما تفتكر كل حاجة تعرف اللي إنت حاولت تعملهُ وهي مش فاكراك عشان تكسلها من تاني، لكن تستسلم وتسيبها لغيرك دي كارثة بالنسبالهم وبيبقى إتعمل عليك علامة X.
إتنهد وقولت بحماس وأنا مقتنع تمامًا وقولت وأنا بقوم من مكاني:
= صح معاك حق، حقيقي مش عارف كنت هعمل إي من غيرك.
إتكلم بضحك وقال:
_ كنت هتطفي نور المكتب وتنام، رايح فين دلوقتي.
غمزلتهُ وقولت بإبتسامة:
= هي آه مشدودة ليه دلوقتي بس هو لسة مستجد عليها ميعرفش بتحب إي وبتكره إي، هروح أنا كمان أجيبلها الفطار اللي هي بتحبهُ.
سقف حازم وقال بتشجيع:
_ جدع، يلا يا بطل إنت قدها.
إتكلمت بإشمئزاز وإحراج بعض الشيء وقولت:
= في إي هو أنا رايح آخد كاس العالم؟
قام وقف وقال وهو خارج معايا:
_ قولتلك إي؟
لازم تخلي البنت تحس إنك هتاخد كاس العالم مش مجرد بنت، البنات بتحب الأڤورة شوية ولازم نستحملهم.
ضحكت وسيبتهُ ومشيت، خرجت برا المستشفى ووصلت عند محل مخبوزات كبير ومشهور وهي وأنا بنحب أوي ناكل من عندهُ دايمًا.
طلبتلها كرواسون ميكس الجبن اللي بتحبهُ وجبتلها كمان آيس كوفي، الفطار المُفضل ليها واللي خلتني أحبهُ.
رجعت المستشفى وأنا سعيد ومبسوط وأول ما دخلت الأوضة بتاعتها كان هو كمان موجود وكان جايبلها سندوتشات من المطعم.
مريم كانت هتبدأ تاكل وفي الحقيقة معندهاش مشكلة خالص هي كمان بتحب السندوتشات ولكن بجانب الكرواسون اللي محشي ميكس جبن والآيس كوفي مفيش مقارنة.
قعدت جنبها وبعدتهُ من جنبها شوية وقولت:
_ وسع كدا يا حبيبي دي مراتي عيب.
بصتلي مريم بإيتغراب وقالت بتساؤل:
= إنت من الصبح شغال مراتك مراتك!
إبتسمت وقولت بهدوء:
_ حبيبتي مش معنى إنك مصابة في دماغك دلوقتي ومش فكراني إن كدا أنا مش جوزك وإنتِ مراتي، لازم تفهمي كويس إن دي حاجة مفيهاش نقاش.
بصتلي بإستغراب وبعدين عينيها راحت لشهاب اللي كان قاعد ساكت بلا معالم على وشهُ بلا ريأكشنات، مجرد ساكت.
فتحت الشنطة اللي معايا وطلعتلها منها الأكل وحطيتهُ قدامها وقولت بإبتسامة وحب:
_ جبتلك الفطار اللي بتحبيه دايمًا.
أول ما شافتهُ إبتسمت بسعادة وقالت:
= أنا بعشق الآيس كوفي وميكس الجبن، عرفت منين؟
إبتسمت بسعادة وقولت:
_ بقولك جوزك، إي اللي عرفت منين، أنا أعرف كل اللي تحبيه وكل اللي تكرهيه يا حبيبتي.
بدأت تاكل وهي مبسوطة وأنا اللي مبسوط أكتر منها في الحقيقة، بصيت ناحية المدعو شهاب بنظرة إنتصار وإبتسامة واسعة وقولت:
_ لوزر.
إبتسم إبتسامة جانبية مستفزة مش لايقة على موقفهُ وقال بصوت واطي جنب ودني:
= أنا اللي سيبتك بمزاجي، لسة الجايات كتير وهنشوف مين اللوزر.
بصيتلهُ بعدم فهم وقولت بتريقة:
_ حتى الجايات هكسبك فيها، دي مراتي، ومش هسيبهالك إنت فاهم ولا لأ، وبعدين مش فاهم إنت طلعتلنا منين إنت!
إتكلم وقال بهدوء وبدون ريأكشنات:
= نزلتلكم.
بصيتلهُ بتساؤل وقولت:
_ آفندم؟
إتكلمت من تاني بنفس الوضع وقال:
= نزلتلكم مش طلعتلكم.
بعدها سابنا وقام وخرج برا الأوضة بهدوء وأنا باصصلهُ بعدم فهم ولكن مهتمتش أوي، بصيت لمريم اللي كانت باصة عليه وهو خارج وهي بتاكل معرفتش تندهلهُ وقولت بسرعة:
_ مريم، وحشتيني.
بصتلي بهدوء وبدون ردت فعل لثوانٍ وبعدين قالت بتوهان:
= أنا مش فاكراك، أنا بجد متجوزاك؟
إتكلمت بإبتسامة وقولت وأنا بقرب منها بالكرسي بتاعي:
_ أيوا ومتجوزين عن حب كمام بعد 3 سنين شغل وإعجاب مع بعض.
إتكلمت بتساؤل وقالت بتنهيدة:
= يعني أنا بقالي كتير عارفاك كدا، ليه كل السنين دي إختفت فجأة، هو إي اللي حصل خلاني أفقد الذاكرة.
رفعت حواجبي بذهول مصتنع وقولت بإبتسامة وضحك بحاول أغلوش على الموضوع:
_ لأ يا حبيبتي متاخديش في بالك دا كان موقف عبيط أوي، عايزة تعرفي اللي حصل؟
إتكلمت بإنصات تام وقالت بإهتمام:
= أيوا احكيلي.
مشيت إيدي على شعري وبعدين قولت وأنا بعدل نضارتي وبضحك:
_ مش هتصدقي، أنا وإنتِ أثناء الشيفت إمبارح كنا قاعدين نهزر ونضحك وقت مكانش في مرضى كتير ولا كان علينا ضغط خالص، فـ إنتِ كنتِ عاملة فيا مقلب إني لما أدخل المكتب بتاعي وكدا جردل المياه يوقع عليا وكدا عشان نضحك ونهزر ما أنا معودك على الضحك والهزار ف عادي بالنسبالي يعني، المهم إنتِ كنتِ مستخبية ورا الباب، بفتح الباب وأدخل وجردل المياه وقع فعلًا بس مش عليا وقع على ستاند المحاليل اللي كان فوقيكي ونزل على دماغك ومن بعدها حصل اللي حصل.
كانت بصالي بعدم إقتناع وقالت بتساؤل:
= هزار وجردل مياه في الشغل؟
إتكلمت بضحك مصتنع وقولت:
_ أيوا يابنتي أنا وإنتِ شخصين فرفوشين المدير متعود علينا كدا.
إتكلمت بتساؤل من تاني وقالت:
= وستاند المحاليل كان بيعمل إي في المكتب بتاعك؟
إتكلمت بسرعة وقولت بتوتر وضح شوية في الكلام:
_ كنت تعبان.
سألت من تاني ومع كتر اسألتها حسيت إني عايز أقوم أضربها على دماغها من تاني وقالت:
= كنت تعبان مالك؟
إتكلمت بنفاذ صبر وقولت:
_ تعبان في دماغي، ما تخفي اسألة بقى يا حبيبتي في المواضيع التافهة دي ونتكلم في حياتنا ونسأل اسألة مهمة عن حياتنا ولا إنتِ إي رأيك؟
سكتت بتفكير وقبل ما ترد عليا دخل شهاب وكان جايب معاه بوكيه ورد چوري من اللي مريم بتحبهم وبوكس مقفول.
بصيتلهُ بغيظ وأول ما مريم شافتهُ إبتسمت بذهول وقالت:
_ الله دا عشاني؟
إتكلم شهاب الغتت وقال بإبتسامة:
= واللي جوا البوكس هيعجبك أكتر، حاجة كان نفسك فيها من زمان.
بصيتلهُ بغضب وتريقة، ودا يعرف نفسها في إي من زمان منين دا، مسكت البوكس وفتحتهُ وأنا برقت لما شوفت اللي كان جواها وقومت بعدت عنها وأنا بصرخ وبقول:
_ قطة!!!
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم