رواية الشهاب السماوي الفصل الثالث بقلم هاجر نور الدين
_ إنت بتخاف من القطط ولا إي يا كوتي موتي؟
كان سؤال سخيف من شخص أسخف، عدلت نفسي وإستوعبت اللي عملتهُ وقولت وأنا بعدل وقفتي بعد ما إتخضيت:
= إي كوتي موتي دي، إنت عبيط ولا إي، تعرفني عشان تهزر معايا؟
إتكلم بإبتسامة مستفزة بعد ما خد القطة من إيد مريم وقال وهو بيقربها مِني:
_ طيب إمسك شوفها كدا.
بعدت خطوتين وقولت وأنا بحاول مبينش خوفي:
= لأ مبحبهومش، بقرف من الشعر بتاعهم.
ضحكت مريم وقالت وهي بتاخد القطة من إيديه:
_ إنت عندك فوبيا من القطط بجد، دي أكتر كائن لطيف في الدنيا، أنا عندي قط على فكرة إسمهُ زعتر، تصدق وحشني أوي.
عدلت نفسي وقولت بهدوء وأنا بفكر أجبلها الصدمة إزاي:
= لأ ما هو مبقاش في زعتر خلاص يا حبيبتي.
إتكلمت بخضة وقالت:
_ إنت خلتني أستغنى عنهُ وأرميه في الشارع ولا إي؟
إتكلمت بسرعة وتبرير:
= لأ لأ والله، دا هو مات أصلًا قبل ما نتجوز بشهر.
فضلت متنحالي شوية وبدأت الدموع تتكون في عينيها، إفتكرت وقتها الشهر الحداد اللي عيشتنا فيه وكمان كانت عايزة تأجل الفرح لحد ما نفسيتها تهدى.
إزاي أقولها حاجة زي دي بالشكل دا يعني، غمضت عيني وضغطت عليها وقولت وأنا بحاوط كتافها بإيدي:
= حبيبتي والله ما أقصد أجرح مشاعرك أنا بس بفكرك بإني ماليش ذنب والله.
كانت بدأت تعيط بالفعل وأنا حاضنها وبطبطب عليها لحد ما حسيت بحاجة بتتحرك جنب رجلي وبتلف حواليها.
رميت مريم من حضني بالمعنى الحرفي رميتها وهي وقعت على السرير وبعدت عن القطة اللي كانت بتتمسح في رجلي وأنا بصرخ وبقول:
= يالهوي، خرجوها من هنا بعد إذنكم يا جماعة، وقعدين ممنوع الحيوانات الأليفة في المستشفى!
إبتسم شهاب بسخرية وقال:
_ متخافيش يا حلوة، دي لطيفة خالص ومش بتعمل حاجة.
خلص تريقتهُ وشال القطة وهو بيوديها لمريم اللي إتعدلت وكانت بتبُصلي بغضب شديد على اللي عملتهُ من شوية، حضنت القطة وقالت بغضب:
_ شخص قليل الذوق، جبان، إزاي إتجوزتك!
عدلت وقفتي وقولت بغضب وحزم:
= لأ بقولك إي، مش عشان عندي فوبيا من القطط على فكرة عندي مميزات كتير حبتيني عشانها ودي فوبيا منقدرش نقولها ليه، ما أنا تغاضيت برضوا عن فكرة فوبيتك من الفلفل الأسمر!
بصتلي بدهشة وقالت بتمثيل دور الضحية وكإنها مش لسة معيراني وشتماني:
_ إنت بتعايرني يا كريم، بجد أنا إزاي إختياراتي كانت وحشة كدا!
قرب شهاب منها وقال بتمثيل دور الحنية:
= هنصلح الغلطة دي مع بعض يا حبيبتي وهتجوزك وأعوضك عن البني آدم دا.
قربت منهم وبعدتهُ عنها بغضب وقولت بإنفعال:
_ هو إي دا، إي الإستغلال الغريب والمقرف دا، إبعد يا أخي بقى إنت اللي قرفتني، وبعدين يا مريم يا حبيبتي مش بعايرك أنا بس بعرفك فوبيتك زي ما عرفتي فوبيتس، يعني أنا واحد بيعشق الفلفل الأسمر في الأكل تخيلي بقى إستغنيت عنهُ عشانك، ودا أكل يعني شيء أساسي مش كائن لطيف ممكن نستغنى عنهُ عشان هنقابلهُ كتير عادي!
بصتلي بجنب عينيها بغضب وبعدين قالت بهدوء بعد ما قعدت على السرير وحاضنة في إيديها القطة:
_ لو سمحت كلملي بابا ييجي ياخدني أنا زهقت من المستشفى دي.
سكتت شوية بفكر أقولهالها إزاي ولكن إتحمحمت وقولت:
= حبيبتي ما هو مفيش بابا دلوقتي.
رمت القطة من إيديها ووقفت وهي مصدومة وقالت بتقطع:
_ قصدك إي؟
بابا مات كمان؟
إتكلما بسرعة وأنا بتنهد وقولت:
= لأ يا حبيبتي بعد الشر عليه كويس، هو بس مسافر هو ووالدتك برا في شغل، يعني دلوقتي مالكيش غير بيت جوزك اللي هو أنا.
خلصت كلامي بإبتسامة وأنا بشاور على نفسي، لقيتها قعدت على السرير من تاني وقالت بتردد:
_ إممم، بُص يا كريم يعني أتمنى إنك تتفهمني، بس أنا مش فاكراك ولا عارفاك، موضوع إني أروح معاك البيت دا شيء صعب جدًا وكمان أنا مش حاسة إني عايزة أعمل دا.
إتكلمت بإحراج قدام شهاب وقولت وأنا بتحمحم:
= إحم، ما هو يا حبيبتي عشان مش فكراني لازم أفكرك بيا وبأيامنا وحبنا الوردي، غير كدا مش هتفتكري، وكمان مالكيش هنا غير عمك سالم وإنتِ عارفاه راجل صعيدي ولو شهدناه وفكرتي بس تقوليله إنك هتباتي برا بيت جوزك إنتِ عارفة هيعمل إي.
بصتلي بخوف وتردد شوية وقالت:
_ أيوا عمي سالم صعب أوي وأنا مش بحب أتعامل معاه في الحاجات دي، بس برضوا موصلناش لحل، أنا مش هعرف أعيش معاك وأنا مش فاكراك.
سكتت شوية بفكر في حِجة جديدة وقولت:
= خلاص الحل بسيط يا حبيبتي، هتباتي إنتِ في أوضة وأنا في أوضة تانية ونتعامل كإننا جيران لحد ما تفتكريني، كإنك واخدة أوضة في فندق، إي رأيك؟
إبتسمت وقالت بحماس:
_ إتفقنا.
إتكلم شهاب بتساؤل وقال بإستغراب:
= هو إي دا اللي إتفقنا، إنتِ هتروحي معاه بجد؟
إتكلمت مريم بتردد وقالت بحزن:
_ ما هو يا حبيبي مفيش حل غير كدا، لحد بس ما بابا ينزل وهتطلق منهُ ونتجوز.
بصيتلهم الإتنين بصدمة وقولت لمريم بذهول:
_ على فكرة أنا واقف، وإي حبيبي دي إنتِ شيفاني إزاي؟
بصتلي وسكتت وهي مش عارفة ترد، بصيت ناحية شهاب وقولت بغضب حقيقي:
_ طيب بُص بقى من الآخر يعني، متفكرش تقرب من مراتي تاني وإعتبرهُ تهديد عشان أنا جبت أخري منك ومن اللي بتعملهُ، المرة الجاية هعاملك معاملة ولاد الحتت اللي دمهم حامي.
خلصت كلامي وخدت مريم من إيديها ومشيت وأنا معمي، بجد مبقتش قادر أتحمل المعاملة اللي بينهم دي.
بقيت حاسس إني معدوم الكرامة والمشاعر، مريم كانت مذهولة ومُبتسمة وقالت في وسط غضبي بعد ما خلتني أبتسم:
_ أوه، تحفة الريأكشن دا.
إبتسمت عليها برغم إن دا مش وقتهُ ولكن لسة زي ما هي عبيطة وطيبة وجميلة، من أقل كلمة ممكن تروح ونفسها ممكن تيجي.
طول ما إحنا في العربية وفي الطريق لبيتنا كنت بفكر في حاجة واحدة بس، إزاي قدرت أعمل فيها كدا وهي اللي حبتني فوق الوصف.
للمرة التانية بقع في حبها ومش بستحمل عليها حاجة ولا حتى فكرة إنها تروح لغيري.
أول ما وصلنا فتحتلها باب العربية وأنا بغمز ومبتسم وبقول:
_ بعاملك معاملة الأميرات ياستي أهو.
ضحكت وقالت:
= دا لازم عشان أنا أميرة أصلًا.
إتكلمت بتفخيم أكتر وقولت:
_ طبعًا، وهتبقي ملكة لما تطلعي مملكتك مع الملك بتاعك اللي هو أنا.
طلعنا بعدها وإحنا بنهزر على السلم لحد ما قابلنا جارنا اللي في وشنا اللي قال بتنهيدة وعشم وهو بيعاتبني:
_ يا راجل مش بترد ليه على موبايلك من إمبارح، دا حصل مصيبة في شقتك وكنت جايلك المستشفى دلوقتي.
إتكلمت بصدمة وعيون واسعة وقولت:
= إي اللي حصل؟
إتكلم وقال بحزن وهو بيربت على كتفي:
_ شقتك حصل فيها حريقة إمبارح بسبب حاجة كان متولع عليها على البوتجاز ونسيتوها تقريبًا، بالعافية طفيناها الصبح لسة.
كنت بسمع الكلام وأنا مصدوم ومش مستوعب، إي المصايب اللي بتيجي ورا بعض دي؟
بصيت ناحية مريم اللي صدمتها متقلش عني وبعدين بصتلي وقالت بغضب وضيق:
_ إتفضل يا سيدي المملكة بتاعتنا، هبقى سندريلا دلوقتي طبعًا مش ملكة صح؟
إبتسمت وقولت بإحراج:
= عادي يا حبيبتي ما سندريلا بقت ملكة في الأخر!
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم