رواية زواج بلا قلب الفصل الثانى بقلم ادم نارو
القاعة كانت قطعة من الحلم،
كل شيء فيها يلمع…
نجف كريستال ضخم نازل من السقف كأنه شلال نور،
الستاير لونها نبيتي غامق، عاملة جوّ كأنهم في قصر ملكي.
الطاولات متغطية بمفارش حرير،
والورد الأبيض متوزّع في كل زاوية،
ريحة الفخامة كانت مالية المكان،
وكأن الزمن نفسه واقف بين الذهب والأنوار.
الضيوف واقفين، مدهوشين.
– "إيه العظمة دي!"
– "أول مرة أحضر فرح بالشكل ده!"
– "ما شاء الله… ده جواز ولا افتتاح قصر؟"
– "آدم بيه مش قليل… واضح إنه صبّ فيها دم قلبه."
وفي وسط الهمسات والانبهار،
دخل "آدم" و"ليلى" سوا.
هي لابسة فستانها الأبيض، ماشية جنبه، بس مش حاساه.
هو؟
وشه ماسك، عينه بصّة لقدّام، كأنه لوحده.
واحدة من قريبات العيلة قالت:
– "دي مش عروسة، دي أميرة!"
والتانية ردت:
– "بس هو وشه ناشف أوي… مش باين عليه الفرح."
– "شكله مش طايقها!"
– "ولا هو طايق الفكرة كلها…"
★★★★
وقفوا قدّام الشيخ، وسط نظرات الكل،
ليلى كانت بتحاول تبص في الأرض عشان ما تتكسفش من اللي بيتقال حواليها،
بس ودنها كانت لاقطة كل همسة.
الشيخ بدأ:
– "العروس، الآنسة ليلى صلاح الدين، تقبلين الزواج من السيد آدم الرفاعي، على سنة الله ورسوله، وعلى المهر المسمّى بينكم؟"
سكتت…
نَفَسها اتقطع،
عينها راحت عليه، يمكن تشوف منه لمحة طيبة،
نظرة تطمنها، كلمة تديها أمل.
لكن مفيش.
آدم واقف، ساكت، عينه جامدة.
ساعتها، ابتلعت ريقها،
وهمست، بصوت متكسّر…
– "أوافق."
قالتها…
بس من جوه؟
حسّت إنها قالت: "بسلم نفسي لقدَر مش عايزاه."
★★★★
التصفيق علا،
والمزيكا اشتغلت،
بس ليلى؟
ما كانتش سامعة غير وجع جواها.
أول رقصة؟
ما حصلتش.
آدم وقف معاها شوية، وبعدها راح يسلم على الضيوف،
سابها واقفة لوحدها، وسط الزينة والناس والكاميرات
آدم سابها…
وساب معاها فراغ كبير.
اتجه ناحية كبار العيلة، يسلم، يبتسم مجاملة، يتهرّب.
لكن ليلى؟
اتجمّدت في مكانها، والأنوار حواليها كأنها بتحاصرها، مش بتنوّرها.
وبين كاميرات التليفونات، والضحك العالي،
دخلوا بنات عمّها.
"نور" كانت أول واحدة قربت،
لابسة فستان خمري، مكياجها صارخ، عينيها مليانة نار مكتومة.
وقالت بنبرة متغطرسة وهي بتبص على ليلى من فوق لتحت:
– "يا بختك… شكل الفستان غالي جدًا، أكيد معمول مخصوص من باريس؟"
ليلى حاولت تبتسم، بلُطف ....