رواية هالة الفصل الثلاثون 30 بقلم جميلة القحطاني

   


 رواية هالة الفصل الثلاثون بقلم جميلة القحطاني


فارس وهو يمر بجانبها دون نظرة:سيبيني في حالي…
وصعد لغرفته وهو يضرب باب السلم بكعب حذائه، يهرب من كل شيء… فارس لم يعد يرى في نفسه جزءًا من العائلة.
 في مكان آخر مكتب صهيب
كان صهيب يراجع ملفات بعناية في مكتبه الهادئ. عيونه باردة، وحركته بطيئة لكنها محسوبة. دخل عليه رجل مجهول الملامح وسلّمه ظرفًا بلا كلمات.
فتح صهيب الظرف، ووجد صورة.
هالة.
لكنها ليست أي صورة إنها صورة لها بجانب سراج، أمام باب مغلق، وتوقيع زواجهم في يدها.
صهيب رفع نظره، عروقه تنبض بهدوء قاتل:صهيب لنفسه:سراج… عملتها… واستغليت بنت أختي. بس دي البداية يا ابن مهران.
ابتسم صهيب… لكنها لم تكن ابتسامة رضا. كانت ابتسامة شخص يرتب للرد... رد مرعب.
صعد فارس إلى غرفته بخطوات متوترة، ألقى بجسده على السرير كأنه يحمل جبالًا من الهموم. نظر إلى سقف الغرفة، فلم يرَ سوى الفراغ… الفراغ اللي بيحاصره من كل ناحية.
صوت ضحك العائلة تحت…
صوت عمته وهي تصرخ بأن هالة لازم ترجع…
صوت أبوه اللي دايمًا بيتكلم عن الشرف والمكانة…
كلهم أصوات، لكن مافيش حد بيسمع فارس.
مد يده وجاب علبة صغيرة من تحت المرتبة… فتحتها إيده المرتعشة، وطلعت منها شريط دواء قديم، مش مسموح صرفه بسهولة.
 فارس بصوت خافت:ولا حد فاهمني ولا حد عايز يسمعني. أنا مش شبهكم أنا مش زيّكم.
طرق خفيف على الباب قطعه من أفكاره.
مها، شقيقته:فارس ممكن أدخل؟
سكت ما ردش لكن الباب اتفتح بهدوء، دخلت وهي شايلة صينية فيها شاي بالنعناع.
مها:عرفت إنك طلعت من المستشفى فرحت، بس انت مش بترد عليا، ولا حتى تبص في وشي.
 فارس وهو يبعد عينيه عنها:انتي بتخافي مني، زيهم.
مها قربت أكتر:بخاف عليك مش منك.
مدت إيدها، حاولت تلمس كفه، لكنه بعد فجأة بعنف: فارس بغضب مكبوت:سيبيني! أنا مش عايز شفقة مش عايز حنية كدابة!
نظرت له بعينين دامعتين، حاولت ترد، لكنه قام فجأة وصرخ:أنا اتوجعت كفاية! أنا كنت لوحدي لما كنت بموت، كنت لوحدي لما وقعت، ولما اتخانقت، وحتى لما روحي اتكسرت!
خرجت مها مسرعة من الغرفة، وهي تمسح دموعها، أما فارس ففتح الشباك، وسحب نفس عميق من هواء الليل البارد.
وفي اللحظة دي، شاف شخص غريب واقف بعيد قدام الفيلا، بيبص ناحيته نظراته مش مفهومة.
مش جارهم مش حد من العيلة مين الشخص ده؟ وليه بيراقب؟
عيون فارس ثبتت عليه، ودماغه بدأ يدورهو ده نفس الوش اللي كان وقت المشاجرة؟!
تعليقات