رواية هالة الفصل الثانى و الثلاثون 32 بقلم جميلة القحطاني

     


 رواية هالة الفصل الثانى و الثلاثون بقلم جميلة القحطاني


حفيدها يدخل.
كلت يا تامر؟
أيوه يا تيتة، كلت في المدرسة.
ألقى حقيبته جانبًا، وجلس بجوارها، يضع رأسه في حجرها كأنما يبحث عن دفء قديم…
في اليوم التالي، لاحظ المعلم الجديد أستاذ علاء وجود تامر الدائم في الفسحة وحده، وعدم مشاركته في أي نشاط. اقترب منه يومًا وسأله بلطف:مالك يا تامر؟ ليه دايمًا قاعد لوحدك؟
تردد تامر، ثم همس:مفيش يا أستاذ، أنا بس بحب أقعد لوحدي.
لم يقتنع علاء، لكنه قرر أن يراقب الطفل أكثر. ومع الأيام، بدأ يكتشف أن تامر لا يملك زيًّا مدرسيًا آخر، ولا يشارك في الرحلات، وأن كتبه كلها مستعملة.
وذات مرة، سأله عن حلمه، فقال تامر: "نفسي أكون دكتور علشان أعالج الأطفال اللي مالهمش حد."
سكت المعلم، وأحس بشيء يتحرك في قلبه، وقرر منذ تلك اللحظة أن يكون لتامر أبًا لم تلده الحياة.
لكن التحديات لم تتوقف… فالفقر، والتنمر، والحنين، كلها أعداء يومية لذلك الطفل الصغير…
بدأ الأستاذ علاء يهتم أكثر بتامر، يتحدث معه في الفسحة، يسأله عن دراسته، وحتى أهداه كتابًا صغيرًا عن جسم الإنسان. وفي أحد الأيام، حين علم أن تامر لم يأكل شيئًا منذ الصباح، أحضر له فطيرة وكوبًا من الحليب.
لم يكن تامر معتادًا على هذا الكرم، لكنه ابتسم بخجل، وشعر بشيء يشبه الأمان.
ذات ليلة، ساءت حالة جدته فجأة، ارتفعت حرارتها وشحب وجهها. حاول تامر مساعدتها، لكنه لم يكن يعرف كيف. نزل إلى الشارع باكيًا، يبحث عن أي أحد يساعده.
جاره العجوز، عم فوزي، اتصل بالإسعاف، لكن الوقت كان قد فات… فارقت جدته الحياة، وتُرك تامر وحيدًا في الدنيا.
كان الخبر صادمًا في المدرسة، وأصر الأستاذ علاء على أن يبقى تامر معه. وبعد موافقة إدارة المدرسة، تم نقله إلى دار رعاية، لكن الأستاذ علاء لم يتوقف عن زيارته.
في الدار، بدأت رحلة جديدة من الألم والتحدي، لكن كان هناك شيء مختلف… دعم حقيقي من إنسان رآه، وآمن به.
بدأت ملامح تامر تتغير، ومعها أحلامه تكبر، رغم كل العثرات.
بعد أن أجبرت هالة على توقيع أوراق الزواج من سراج، شعرت وكأنها أُسقطت من هاوية لا نهاية لها. لم يكن زواجًا... بل كان صفقة مُذلّة، خالية من أي احترام، مليئة بالتهديد والسيطرة. كان سراج يعلم تمامًا ما يفعل، أرادها ضعيفة، مكسورة، خانعة، لا تملك حتى الحق في الرفض.
وصل الخبر إلى والد سراج، رجل ذو هيبة ونفوذ في دوائر المال والسياسة. ورغم غضبه الشديد حين علم
تعليقات