رواية هالة الفصل الثالث و الثلاثون 33 بقلم جميلة القحطاني

      


 رواية هالة الفصل الثالث و الثلاثون بقلم جميلة القحطاني


بتصرف ابنه الأحمق، إلّا أنه لم يعارضه علنًا... فابنه بات اليوم رجلًا لا يمكن كسره، وأي مواجهة معه قد تهدد سمعة العائلة. فقال ببرود:خلي يتحمل مسؤولية قراره... ده جواز خلاص، مش لعبة.
أما هالة، فباتت تعيش في قصر أشبه بالقفص الذهبي. لا يُسمح لها بالخروج، ولا بمقابلة أحد، وكأنها قطعة أثاث ملك لسراج. شعرت بأنها رهينة في معركة لا تعرف أطرافها. كل شيء يُدار من خلف الستار، والأوامر تنهال عليها كالرصاص، من خدم، ومن سراج نفسه، الذي كلما نظر إليها، رأى فيها انتصارًا مؤقتًا على خاله "صهيب" الذي يكنّ له كرهًا دفينًا.
بدأت بعض ملامح الصراع تظهر في القصر، بعض العاملين يشعرون بالشفقة تجاهها، لكن لا أحد يجرؤ على الحديث. الجميع يخاف من "سراج"، اسمه وحده كافٍ لجعل القلوب ترتعش.
وفي لحظة هدوء نادرة، وبينما كانت تجلس في غرفتها تحدق في الجدار، دخل عليها سراج وقال بهدوء مصطنع:أنا مش رمزي... أنا اللي بيملك وبيقرر... ولو فكرتي تهربي تاني، ساعتها مش هتشوفي النور تاني.
كانت هالة بالكاد قد بدأت تلتقط أنفاسها في ذلك القصر الذي لم تعرف فيه سوى الخوف والانكسار، حين ظهرت نسرين.. صديقة سراج المدلّلة، ذات الابتسامة الزائفة والعينين الممتلئتين حقدًا.
كانت نسرين ترى في هالة تهديدًا لمكانتها، وقررت أن تُبعدها بأي وسيلة. وفي أحد الأيام، سقطت نسرين عمدًا أمام هالة ثم بدأت تصرخ وتبكي بصوت مرتفع، تدعي أن هالة دفعتها بقوة وضربتها، وادعت أن يدها تأذت.
دخل سراج كالعاصفة، والغضب في عينيه، دون أن يسمع أو يتأكد. لم يُمهل هالة فرصة لتدافع عن نفسها. سحبها من ذراعها بعنف، وصرخ في وجهها:إنتي اتجننتي؟! تمدي إيدك على نسرين؟!
حاولت أن تشرح، أن تبكي، أن تستنجد لكنّه لم يسمع، بل كان الغضب قد أعمى قلبه تمامًا. وبدون تردد، صفعها بقوة جعلتها تسقط على الأرض، وركلها بقدمه وهو يصرخ:أنا غلطان إني خلتك تبقي مراتي إنتي لا تستاهلي!
تعليقات