رواية عودة الذئاب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميفو السلطان

 

 


 رواية عودة الذئاب الفصل السادس والثلاثون بقلم ميفو السلطان

فيه حكايات ما بتتكتبش بالحبر، بتتكتب بالدم…بالوجع اللي داس على الضلوع، وبالصرخات اللي ما خرجتش من القلوب.فيه وشوش بتضحك قدام الناس، وبتنزف لوحدها…
وفيه رجالة، رجالة بجد، ما بيبقوش كبار بالعيلة،لكن بالجرح اللي شالوه وسكتوا عليه… لحد ما جه اليوم اللي يتكلموا فيه."

نديم، اللي اتنسى في طُفولته،اتربى ف حضن الغدر، وشرب من كاس الخوف،
بس لما كبر… بقى هو الكاس اللي الناس بتشرب منه طعم الندم.

دخل دار "أبو الدهب" ما خبطش، ما قالش سلام،اللي يتهان وهو صغير، بيرجع يوم يسأل: ليه؟واللي اتكسر… بيرجع يعلم الكسر للي كسروا. فيه وجع ما بيموتش، بيعيش ف دمك…وفيه لحظة، بتقلب الكفة…يا تنتصر، يا تموت وانت بتاخد حقك."

"مافيش حد بينولد بغِفيه ناس اتوجعت ، وفضلت ساكتة…لحد ما السكوت بقى رصاص."

لإن اللي بينك وبين اللي ظلمك… مش باب، دي نار.ومحدش بيستأذن النار… بيدخلها برجليه، يا يحترق… يا يولع الدنيا بيها.

أما المهره؟ نجمة عيله أبو الدهب.. 
فكانت السيف اللي محدش حسب حسابه،
السكينة اللي تربت وسط الفزع،لكن قلبها ماعرفش غير الحق…ولما شافت الظلم قدامها، ما رجعتش خطوة…رفعت إيدها، وقالت: "اللي هينده عليا بالعار… هسمعه بالرصاص."مهره... البنت اللي كانت سند، بقت نار تمشي عالأرض، نار بتكوي اللي يلمسها، مش علشان عندها غِلّ، لكن لأنها شافت الغدر بعينها، وعايشه مطعونه بقلبها

والأسمر؟الأسمر؟
واقف بين كِبره، وحبّه اللي وجعه،كان فاكر نفسه كبير الرجالة…بس ما عرفش إن في لحظة، ممكن تبقى أصغر من صرخة في عيون ست مجروحة،
وإن الرجولة مش في الجاه، ولا في السلاح،
الرجولة… في اللي يعرف إمتى يسكت،
وإمتى يحمي اللي حبّه بدل ما يهدّه.أما الأسمر... فـ الغرور عمل في قلبه اللي ما عملتوش الحروب، افتكر إنه يوجع فـ ينسى، بس اتوجع أكتر، ووشه لسه عليه بصمة الكف اللي صحّت جواه راجل كان نايم.

الحكاية دي مش تار، ولا قصة حب،دي حكاية وطن صغير اسمه "قلب الإنسان"،
لما يتكسر، بيفقد الإحساس،ولما يتلمّ، بيرجع يعلّم الدنيا معنى الكرامة.

أما الجد؟
فكان شاهد ع العصر... وساكت عن الحق لما كان الكلام وجع،ضميره دلوقتي بيصحى كل يوم متأخر،يشوف اللي اتزرع غِل في عيون الحفيد...والدم اللي بقى ميراث بدل البركة.كان فاكر السكوت حكمة...ما عرفش إن في بيوت السكوت بيبني مقابر فوق العايشين.

وجابر؟اللي كان سيد، وفاكر الدنيا بتخضع لصولجانه،نسي إن الأيام بتغير الوشوش،
وإن اللي اتظلم امبارح...ممكن يبقى القاضي النهارده.جابر ضحك زمان...بس دلوقتي بيضحك خوف،لأن اللي قصّ الجناح...
بقى له جناحين، وثأر.

في الوقت اللي بيفتكر فيه الناس إن الجرح بيندمل بالبعد، الحقيقة إنه بيفتح أوسع لما بنرجع لنفس المكان، ونفس الناس، ونفس القهر. النديم ما رجعش عشان يفتح نار، هو رجع عشان يطفي نار... بس لقِيها شَبّت فـ قلبه تاني.

. نديم؟ دا حكايته لوحده، ماشي في طريق، مش عارف آخره فين... يمكن يموت، يمكن يكسب، بس أكيد مش هيسيبها تتكسر، ولا هيسمح لجابر يبيع وجد، ولا هيسيب كلمة "بت غزية" تبقى سيف على رقبة أخته.

وفي آخر السطر، ماحدش بينتصر بالقوة لوحدها، ولا بالغدر لوحده، الزمن دايمًا بيكشف المستخبي، وبيفضح اللي بيلعب بالنار... يمكن ياخد وقت، بس بييجي يوم، وتتحرق فيه كل الأقنعة... وساعتها، اللي اتوجع بصمت، هو اللي بيقف واقف وسط الرماد، ورافع راسه، لأنه خسر كتير... بس عمره ما باع نفسه

وما بين وجع الماضي، وحرب الحاضر، ولسة حسابات مفتوحة... الجرح لسه بينزف، والدم ما قالش كلمته الأخيرة.

اتعلموا... إنّ أقسى الحروب مش بالسلاح، لكن بالحقيقة اللي بتتكشف بعد سكوت، وبالوجع اللي ساكن في عيون ساكتة، وبالكرامة اللي لو اتداس عليها... بتقوم تقاتل لوحدها.

البقاء مش للأقوى، البقاء للي قلبه لسه بيعرف يحس... واللي دموعه بتغسل ضعفه مش تكسره.

استنوا الجاي... لأن الملحمة لسه ما بدأتش بجد، والذئاب رجعت مش عشان تنبح، دي راجعة تعوي... وتاخد حقها."ومن الحق بيطلع الف حلم ينور الكون


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1