رواية وميض الحب الفصل السابع و الثلاثون بقلم لولى سامى
انتهى الحوار بينهم لتدلف لغرفتها تبكي حرمانها منه وانخداعها به …..
كانت تظن أنه لم يتحمل غيابها يوم واحد …
ولكنه اثبت لها أنه لم ولن يسأل فيها مهما طالت فترة غيابها ……
ماذا لو اثبت حملها وأصبح حقيقة
بعد أن كانت تراه حلما وأملا الآن تراه كابوسا والما
أهلها وقلبها يعافرونها لإبقاء هذه النطفة
وهي تحارب نفسها لعدم ابقاءها
لماذا تبقيه !؟
من اجل اذلالها ام اذلاله؟!
من اجل تجسيد آلامها أم لتدوين آلام جديدة بيده ؟!
ماذا تنتظر بقدومه سوى الإهانة والإذلال
وربما الالم وإحباط الآمال
كانت تتمنى وجوده لتوطيد عشقهم ولكن اين ذهب هذا العشق ؟؟
لم يبقى منه سوى ومضات خافتة
بالغرفة المجاورة كانت تعافر يسرا مع جاسر في محاولة إقناعه بعدم اخبار عبدالله/ مينفعش يا جاسر اختي مش هتسامحني ابدا ….
برفض تام واشمئزاز من الفكرة / بجد أنا مش عارف انتوا يا صنف حواء بتفكروا إزاي ؟؟
يبقى ربنا جايب لكم الحل وانتوا تعموا عينكم عنه ….
بغضب دفين وبصوت خافت تحدثت يسرا مستنكرة حديثه / ماله تفكيرنا يا سي جاسر ….
ايه عايزنا نجري وراه ونبوس أيده علشان يرجعها ولو مرضيش وساق علينا التقل نقوله يمنى حامل علشان يبقى ساعتها رجعها علشان الحمل مش علشان حبهم …
ويبقى اسمها هي اللي تنازلت مش كدة…
وكل حاجة تنتهي وكأن شيء لم يكن مش كدة ….
سحب جاسر نفسا عميقا استعدادا لحرب المجادلة الأكبر بحياته محاولا استخدام الللين في المحادثة / يا يسرا يا حبيبتي احنا كرجالة مش بنفكر كدة …
أ
* امال بتفكروا إزاي ؟؟
نطقت بسؤالها مسرعة ومتأهبة ليبتسم ويعلق قائلا / أيوة سالتيني بنفكر إزاي هقولك يا ستي ..
بنفكر فيها أن ربنا ادانا فرصة نصلح غلطنا اللي فات …
ونحاول نرجع الماية لمجاريها علشان نربي ابننا سوا….
كادت أن تنطق اعتراضا لولا أنه لحق به مكملا موضحا / وعلى فكرة قبل ما تنطقي أنا فكرت أني ابلغ عبدالله بحمل اختك بس بطريقة غير مباشرة ….
يعني مثلا هقوله أنها تعبانه بس معرفش سبب تعبها و يحاول يقرب هو ويسألها ويهتم يمكن هي تبلغه ….
يعني برضه هو اللي هيجي ويبوس القدم ويبدي الندم لحد ما تسامحوه …
مبرره لم يقنعها بالمرة لتنفجر سائلة / وهو انشالله معبرهاش لحد دلوقتي ليه ؟؟؟
مستني خبر حملها علشان يجي ويندم ويعتذر ؟؟؟
اومأ جاسر باللافائدة وهو يجيبها قائلا / مفيش فايدة في تفكيركم مهما اتكلمت ….
اللي اعرفه انه في مشاكل من يوم ما يمنى سابته …
هو أنا بصراحة معرفش تفاصيل المشاكل بالظبط….
بس ليكي عليا هروحله بكرة واعرف سبب انشغاله لدرجة أنه ميحاولش يروحلها لحد دلوقتي …..
ولو لاقيت سبب انشغاله مش لدرجة أنه يهملها كدة مش هبلغه بحاجة خالص ….
مرضية كدة يا ستي ….
شعرت بأنه يراضيها ويستعطفها مما خلق بداخلها شعور بالرضا والسعادة …
اماءت برأسها ووجهها يحمل ملامح الارتياح …
عند استمرار صمتها توقع جاسر سبب صمتها ليعلق قائلا / انطقي يا يسرا اكيد أنا مش شايفك علشان اتوقع تعبيرات وشك ….
انتبهت من شرودها لتومأ وهي تجيب / موافقة …
قبل أن تعي جملتها اسرعت بتوصية / بس اوعى حد يعرف انك عرفت مني ولا هو يبين أنه عرف اساسا ….
يسرا ….
نادى باسمها بصوت دافئ وطريقة جذابة لدرجة تبدل مشاعرها الثائرة لأخرى مضطربة …..
إجابته بخفوت وكأنها تعلم تتابعات مناداته بهذه الطريقة ليكمل هو / عايز اشوفك بقى ….
رمشت باهدابها وحاولت تنظيم أنفاسها الثائرة والمتمردة على رفضها لتجيبه برفض غير محبب / مش هقدر يا جاسر ….
حتى لو موافقة بس مش هقدر …
حاول إقناعها أو تزيين الأمر أمامها بصورة أخرى / طب مش عايزة تصلحي اللابتوب أو تعمليله تحديث ….
سمع صوت أنفاسها العالية ولم يسمع صوت كلماتها ليعلم أنه اقترب من نقطة إقناعها فأكمل مشجعا على الموافقة ومذللا كل العقبات / طب أنا ممكن اقولك على محل بالمول عامل عروض على تحديثات اللابتوب ولو وافقتي ساعتها هشوفك من بعيد وانتي مش هتحسي بالذنب انك جيتي ليا ….
ها ايه رأيك ؟؟
ارتسم الارتياح على وجهها وهدات أنفاسها الثائرة لتحل محلها انفاس راغبة وهمست بصوت مسموع له / اسم المحل ايه ؟؟؟؟
………………………………………
بعدما حل الصمت نهائيا على الموقف اثر وفاة أحدهم ظنا جميع من رأوهم أن كلاهما قد توفيا من كم الثبات الذي حل على كلاهما ….
نطقت إحدى العاهرات لتوقظ انتباه ميريهان / الحقي يا ابلتي دول الاتنين ماتوا ….
جحظت اعين ميريهان وهي توزع نظراتها ما بين العصا أداة الجريمة وبين الجثث المرتمية أمامها …
كادت احداهن أن تطلق صراخ الا أنهن جميعا اشتركوا في شهقة واحدة عندما رأوا صبري يخرج من أسفل جثة فتحي ويزيحه بعيدا عنه …
لم تمهله ميريهان لحظة ادراك ما حدث بل فور رؤيتها له حي يرزق أضاءت برأسها فكرة تنجي نفسها بها… أطلقت عدة صرخات وكأنها تريد إجماع ما لم يرى أو يسمع بما حدث ….
بل والأدهى أنها توجهت ناحية باب الشقة وفتحته على مصراعية وأخذت تولول وتستغيث ولا احد يعلم ماذا تفعل…
تعجب الجميع من فعلتها وحاول صبري اجتذابها للداخل محاولا فهم ما جرى / بتعملي كدة ليه انتي اتجننتي ….
هتودي نفسك في داهية كدة ادخلي يا مجنونة ….
حاول اجتذابها مرارا إلا أنها كانت تتشبث بالباب حتى اجتمع حولها كل من بالعمارة لتتراجع اخيرا للخلف مفسحة المجال للجميع بالدلوف وهي تشير ناحية جثة فتحي وتقول / قتله المجرم قتله لما عرف اني هتجوزه وهسيبه هو ….
اخذت الهمهمات تزداد حولها لمعرفة المزيد إلا أنها لم تطيل عليهم لتفصح عن مخططها كاملا وهي تشير ناحية صبري قائلة / أمسكوا المجرم ده متخلهوش يهرب بعد ما قتل خطيبي ….
لازم ياخد جزاته ….
لازم يتعدم ويموت زي ما حرمني من حبيبي…
فور استماع صبري كلماتها اشتعل رأسه ولم يدري بحاله وهو يحاول اجتذابها من كتفها إلا أن الجميع حاول تخليصها من قبضته وظل يصرخ بصوت عال ربما استمعوا لكلماته / يا بنت …..
سيبوني اموتها ال…….. دي.
هي اللي موتته .
أنا بريئ …
سيبوني …..
احكموا القبض عليه جيدا لتسرع هي بالاتصال بالشرطة …
انتهزت فرصة تجمع بعض من فتياتها حولها بغرض تهدأتها لتخبرهم بما عليهن فعله بصوت هامس / احنا كنا بنحتفل بخطوبتي وجه صبري اتهجم علينا وضرب العريس بالشومه من ورا سامعين ؟؟
رأوا أن خلاصهن في موافقتها فإذا ذكرت الحقيقة سيذكر أنهم يعملون بالبغاء وجميعهن سيسجنون ….
في اقل من نصف ساعة تبدل الحال تماما لينقلب المنزل بل والمنطقة باكملها إلى مسرح وموقع جريمة بحضور الشرطة وتوالى بعدها النيابة ثم هيئة الطب الشرعي والبحث الجنائي….
خلال النصف ساعة كانت استطاعت ميريهام بالالمام بكل ما يمت بصلة لطبيعة عملها وأعطته لإحدى فتياتها والخروج به ….
تم القبض على صبري وما زال ثورته قائمة …
وإرسال جثة فتحي إلى هيئة التشريح والطب الشرعي والقبض على كل الحاضرين بغرض الاستماع الى شهادتهم وتم إغلاق الشقة والتي تحولت من مسرح للحياة وملذاتها إلى مسرح جريمة ذات أدلة وبراهين …….
…………………………..
تم القبض على فتون وسيد والتوجه بهم لقسم الشرطة فتبعهم بسيارتهم أخيه الأكبر سامي واخيه الأصغر سعيد….
وصل الجميع للقسم المنشود …
فور تقدم سيد وفتون للداخل رأتهم دعاء لتنتفض واقفه وتهرول محاولة الامساك بفتون تلك الحية كما تنعتها التي خطفت زوجها وازالت ستار الخديعة من على وجهها …..
وقف سيد بوجه دعاء وأمسك برسغها بينما توارت فتون سريعا خلفه تحتمي بظهره….
لحق بها عبدالله وامسكها من عضدتها محاولا تهدأتها …
بينما الظابط جهر بها قائلا / لو اعتديتي تاني عليها هعتبر تعتدي علي مواطن وهحبسك ….
عادت مع أخيها لمجلسها ليشير الظابط لكلا من فتون وسيد بالجلوس بالجهة المقابلة لها ….
اتفضلي يا مدام ….
اتفضل يا استاذ ….
جلست فتون على مضض وهي ترتجف خوفا ولم تقوى على النظر بوحه دعاء ….
شعر بها سيد وربما أراد زيادة الغيظ بقلب دعاء فأمسك كفها محتضنا إياه بين كفيه ومربتا عليه كمحاولة لطمئنتها ….
تحدث الظابط المسؤول ملقيا الاتهام التي ادعته دعاء عليه / الأستاذة دعاء بتتهم حضرتك ومدام فتون بسرقة مجوهراتها هل هذا صحيح …..
نظرت فتون تجاه سيد ولسان حالها يخبره بأن يتحدث هو حتى لا تفسد الأمر بغباءها والاعتراف سريعا ….
ربت سيد على كف فتون كتوضيح لفهم مغزى نظراتها واجاب على الضابط قائلا بكل ثقة وثبات / محصلش يا باشا الفكرة أننا ……
لم تمهله دعاء الاكمال لتنتفض مرة أخرى بغرض الانقضاض عليه ولكن امسك بها أخيها فأخذت تكرر / كداب … والله كداب هو واللي معاه …
سرقوا دهبي علشان يتجوزوا بيه …..
احكم عبدالله الامساك بها ليعيد الضابط التنبيه مرة أخرى بلهجة أشد حدة من السابقة / أنا مراعي حالتك لحد دلوقتي ومش عايز اخد معاكي إجراء تاني ….
ولكن إذا اتكلمتي من غير إذن أو حاولتي الاعتداء عليها مرة تانية هحبسك وفورا ….
وضعت دعاء يدها على فمها مشيرة أنه تم إغلاقه …
التفت مرة أخرى لسيد طالبا منه الاكمال فيما يسرده / المشكلة يا باشا اني كنت متجوز دعاء فعلا بس محصلش نصيب في الخلفة فقولت اجرب حظي مع حد تاني ولما حاولت اخد رأيها هددتني أنها هتتهمني بالسرقة ….
أنا عايز حضرتك تسألها فين قسائم الدهب اللي بتقول أنه اتسرق ؟؟
كانت أعين دعاء قد جحظت مما استمعت إليه ..
تعجبت من تبدل حال سيد للنقيض هكذا …
فلم يكتفي باهانتها واذلالها بزواجه بل عمل على التنكيل بها وفضحها بعدم الانجاب ….
كيف ومتى تحول لتلك الشخصية المتحجرة المشاعر ؟؟
ظلت تنظر له وهي تبحث وتسال نفسها أين سيد حبيب عمرها ؟؟
اين سيد طيب القلب المتسامح ؟؟
انتبهت على سؤال الضابط / فين قسائم الدهب بتاعتك واللي بتثبت تملكك لدهب يا مدام دعاء …
التفتت بوجهها مذعورة تجاه الضابط ترمش باهدابها، لا تقوى على ابتلاع لعابها فقد تحجرت الكلمة بحلقها مع تحجر وجفاف ريقها من أثر المباغتة ….
نظر لها عبدالله بكل سذاجة يكرر سؤال الضابط فالتفتت تجاه أخيها وكأنها وجدت ضالتها لتزفر بانفاسها المحتبسة وتجيب على الضابط بما خال بخاطرها بتلعثم واهتزاز / القسايم ……. القسايم ……. في البيت ونسيت اجيبهم معايا …
تذكرت للتو اختها المريضة لتستغل اسمها وحالتها اخيرا كحجة قوية فاردفت مكملة / اصلنا كنا جايين على القسم ومعايا الفواتير كلها…..
بس اختي تعبت فجأة وجرينا بيها على المستشفى ونسيت الفواتير خالص ….
تعجب عبدالله مما يستمع إليه وقطب جبينه محاولا تذكر رؤيته لاي اوراق كانت تحملها أخته قبل رحيلهم ولكنه لم يتذكر شيء من قبل هذا ولكنه لم يستطيع تكذيبها الآن ….
ابتسم سيد نصف ابتسامة متهكما وتحدث للضابط مؤكدا / على العموم يا باشا لو مدام دعاء لقت الفواتير اكيد هتكون باسمها واللي مش ممكن اقدر اتصرف فيهم من غيرها ….
لحد ما المدام تجيب الفواتير احنا كدة تمام ولا ايه يا باشا ؟؟؟
ضيق الضابط حدقتيه موزعا أنظاره ما بين دعاء وسيد ومحاولا استنباط صدقهم من عدمه ليلاحظ ارتجاف دعاء واهتزاز حدقتيها كمحاولة للتهرب من النظر لأي شخص فاستنتج انه ربما كل هذا ما هي إلا اعمال كيدية من امرأة تحاول إلحاق الأذية بزوجها الخائن على حد رؤيتها لزواجه من أخرى ….
هكذا توقع الضابط ليردف موضحا ومقررا بلهجة حادة وصارمة / الكلام ده مش هينفع يا مدام ….
حضرتك جيتي وطلبتي نعمل محضر …
وعلى أساس المحضر واصرارك استدعينا الاستاذ والمدام بتاعته قرب الفجر ….
اومأت برأسها سريعا كتأكيد على حديثه ليتستطرد الضابط حديثه وبنفس القوة / فاحنا حضرتك مش لعبة في ايدك….
يا تكملي المحضر وننتظر حد يجبلك الفواتير من البيت….
يا هنعتبر المحضر ازعاج للسلطات وهنقبض عليكي ….
هنا جحظت عيون دعاء وشعرت أنها وضعت نفسها بازمة كبيره لينظر لها أخيها سريعا لائما ومحاولا إنقاذ الموقف/ الله يسامحك يا شيخة ممرمطاني معاكي …..
لم تجيب على أخيها ليكمل هو مكملا / هتصل بهند أو جاسر يجبولك الفواتير بس قوليلي شايلاهم فين …
أنهى جملته وهو يخرج هاتفه من جزلانه
بينما هي تحاول جاهدة التفكير في كيفية الخروج من هذا المأزقة..
هي تعي جيدا أن لا وجود للفواتير فهي بحثت عن جميع الأوراق فلم تجدها ….
فحتما من التقط الذهب التقط فواتيرها …..
حاول عبدالله التواصل مع جاسر ولكنه وجده مشغولا بمكاامة أخري ليلتفت إليها سائلا / ها قوليلي شايلاهم فين هتصل بهند تجبهم ….
لا وجود للكذب الآن لترفع انظارها الغاضبة والمحملة بنيران الكراهية تجاه سيد وهي تجيب على أخيها / ملوش لازمة تتصل بهند علشان مش فاكرة شيلتهم فين ….
ضحك سيد بسخرية من جملتها لتتأكد من أنه هو فاعلها لتحاول تجميع شتاتها وتنظر تجاه الضابط قائلة باستجداء / طب معلش يا حضرة الظابط هو مينفعش اعمل تنازل دلوقتي….
اصل محدش في البيت والوقت متأخر ….
لم يتركها سيد تكمل جملتها ليغلق ساخرا / لا ولا يهمك يا دعاء احنا ممكن نسهر عادي ….
اصلا النهاردة ليلة دخلتنها مانتي عارفة ….
هنعتبر ده احتفال منك بجوازنا ….
ثم التفت سيد تجاه الضابط مكملا / لو ممكن يا باشا اخوها يوصل البيت يجيب الفواتير ويرجعلنا تاني وهي صاحبة المحضر تتواجد معانا لحد ما يرجع اخوها ..
ثم التفت واردف وهو يبتسم / كدة كدة البيت قريب وهو معاه عربية مش هيتاخر ولا ايه يا ابو نسب ….
لاحظ الضابط التراشق بالالفاظ ولكنه لا يعلم لماذا يستمتع بهذه المباراه ليقرر الاكمال مع سيد في كيدها ….
ربما رأى أنه أمر مسلي في ليلة مملة….
وربما كانت له زوجة ويريد كيديها هي الأخرى ….
ابتسم الضابط وهو يوجه نظره تجاه دعاء قائلا / فعلا يا مدام دعاء اخوكي ممكن يروح يجيب الفواتير ويرجع وحضرتك هنا مشرفانا….
احنا نحب نقوم بشغلنا على أكمل وجه..
كادت أسنانها تتحطم من قوة الضغط عليها ….
اشتعلت وجنتيها لهيبا من كم الغضب….
واحتقنت عيونها بالدماء من شدة حنقها لتتصنع الابتسامة محاولة إلمام الأمر الذي من الواضح أنه يتجه من الاسوأ للاسوأ ….
أمسكت بكف أخيها الذي كاد أن يهم بالرحيل تنفيذا لفكرةوسيد والضابط معا لتقول من بين ابتسامتها المتصنعة / ملوش لازمة احنا برضه كان بينا عيش وملح وكانت ساعة شيطان وراحت لحالها ….
اعوجت رأس الضابط تعجبا من تبدل حالها ليعلق قائلا/ بس لو حبيتي تعملي تنازل يبقى هو كمان لازم يوافق ….
ثم وجه حديثه لسيد سائلا / حضرتك موافق على التنازل ونعمل محضر صلح ولا تحب نكمل الإجراءات عادي….
خفق قلبها رعبا حتى كادت دموعها تفر من مقلتيها …
اقترب سيد بجزعه تجاه عبدالله ليقابله الاخير بنفس الحركة حتى اقتربت رأسهما معا ليهمس سيد بصوت مسموع لعبدالله فقط / اختك كدابة وممكن ارييها حالا….
بس علشان العيش والملح بينا هتنازل….
بس ابقى كلمني علشان اقولك اختك عملت ايه فيا ….
لم يعلق عبدالله على حديثه فهو يعلم صحته ….
يكفي أنه سيخرجهم من هذا المأزق ….
بالفعل انتهى محضر الصلح بتراضي الطرفين ظاهريا فقط، ليغلق الضابط المحضر ويتوجه كلا منهم لمنزله منهم من نزل عليه غضب الله ومنهم من أنقذه الله من كيد الكائدين
انطلق عبدالله لمنزله وسط جو يغلفه الصمت التام حتى إذا رأيتهم توقعت إصابتهم بالخرص جميعا ….
بينما انطلق سيد وفتون وسط ضحكات ودموع من السعادة تحكي عن كم الارتياح لرؤيتها لمعاقبة من يستحق العقاب / شفت كانت قاعدة إزاي ….
أنا فرحانة اوي ….
حاسة أن ربنا ردلي حقي …
كان يجلس خلف ايطار القيادة يوزع نظراته بين الطريق وبين تلك السعيدة نقية القلب التي فرحت لمجرد احباط محاولة إيذاء واحدة تجاهها….
كان يستمع لكلماتها وبرغم عدم سعادته التامة إلا أن حالتها قد اشعرته بالفرحة ….
خاصة عندما ظلت تتباهى بردود فعله الهادئة والرزينة على حد قولها برغم أنه يرى أن ردود فعله كانت تستحق أن تكون أعنف من هذا ..
تذكر حينما كانت دعاء تقلل دائما من شأنه وتحقر كل أفعاله …
رأى أن ما فعله بالقليل بل تمنى لو استطاع أن يبرحها ضربا حتى تهدأ نفسه وقلبه وروحه قليلا / بس انت بهدوءك حرقتها خالص …
يا نهاري وانت بتقولها خلي اخوكي يجيب الفواتير وأحنا هنستناكي ….
وشها جاب مليون لون…..
ألقى ابتسامة إليها ليحثها على إخراج كل ما تشعر به لتستكمل هي سرد احاسسها قائلة بصوت مغاير لما سبق / بس حقيقي أنا كنت ميتة في جلدي …
ولا لما حاولت تمد أيدها عليا وانت خليتني وراك كنت هموت من الخوف ….
هنا لم يستطيع الصمت بل التفت اليها تلقائيا قائلا بصوته الدافئ/ طول مانتي معايا مش ممكن اسمح لحد يأذيكي ولو بكلمة …..
استمع قلبها جملته قبل أذنيها لتصيبها قشعريره لم تشعر بها من قبل ….
شعرت بتثاقل لسانها مع تزايد في دقات قلبها واضطراب أنفاسها ….
لم تعرف بماذا تجيبه كما أنه لم يعرف لما قال لها هذا …
كل ما شعر به حينما سمع نبرة الذعر بصوتها أنه لابد من طمئنتها اينما كان معها ….
وصلا اخيرا لمنزلهم وسط ترحيب وتهليل للمرة الثانية على التوالي بنفس اليوم إلا أن أخيه سامي أراد إزاحة الحرج قليلا وطلب من الجميع تركهم اليوم لينعما بقليل من الراحة من يوم مليئ بالاحداث والمفاجأت وقليل من المشاعر المحتبسة / نسيبهم يا جماعة يرتاحوا شوية دول مهما كان عرايس برضه ….
نظر لأخيه وهو يربت على كتفه قائلا / اطلع شقتك يا عريس هتلاقيها جاهزة من مجاميعه …
الف مبروك…
ابتسم سيد لأخيه ثم استأذن من فتون ليحادث أخيه بكلمة على انفراد ……
بينما الأخيرة كانت تقف وهي تتمنى أن تنفقلق الأرض وتبتلعها ….
بل إنها تشعر بخفقان شديد بقلبها لدرجة أنها تجزم أن صوت دقاته وتصارع انفاسها يصل لكل من يجاورها ………
………………….
📌يا ترى هيطلع مع فتون الشقة لوحدهم ولا ايه اللي هيحصل …..
📌ويا ترى هيصارح اخوه بالموضوع ولا مش هيجبله سيره….
📌وايه اللي هيحصل لما عبدالله يرجع البيت ….
وتفتكروا ايه اللي حصل لحكمت ماتت ولا عاشت ولا ايه اللي حصلها …..
📌يا عيني عليك يا عبدالله الدنيا اتكركبت فوق دماغه ويتمنى فاكرة كل ده أنه مش معبرها ….
📌طبعا مننساش صبري واللي حصله تفتكروا موضوعه هيرسى على ايه وهل هيقدر يثبت براءته ؟؟
📌 طب هند تفتكروا موضوعها كدة خلص ولا ايه اللي هيحصل معاها ؟؟