رواية علاقات سامة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سلوى فاضل


 رواية علاقات سامة الفصل السابع والثلاثون 


تجوب المكان ذهابًا وإيابًا حتى دارت بها الأرض يصور لها عقلها أسوأ السيناريوهات، مر وقت طويل ولم يعودا، لا تعلم ما حدث أو يحدث، همَّت أن تتصل بوالديها تستنجد بهما فانتبهت لباب الشقة يفتح وحسن يطل من خلفه، لم تشعر بنفسها إلَّا وهي بين ذراعيه تتهدَّج أنفاسها بقلقٍ بيِّن، ربت على ظهرها بحنان يبادلها العناق بأخر محتويًا حنونًا:
-      قلقتوني عليكم.
-      آسف يا حبيبتي، مش بايدي والله! كنت عايز اتصل أطمِّنك واكتشفت هناك إني نسيت الموبايل، الحمد لله إني أخدت المحفظة والبطاقة.

بقيت على وضعها لثوانٍ تؤكد لقلبها وجميع جوارحها عودته إليها، استجمعت شتاتها، ثم ضمَّت سعاد باحتواء التي ابتسمت بامتنان يشوبه الحسرة؛ افتقدت هذا الجو الدافئ الذي حُـرِمت منه منذ سنوات، انتبهت على كلمات حسن: 
-     لو تسمحي يا نيرو تعملي لنا أكل سريع، هنضحك على سعاد النهاردة وبكرة إن شاء الله نجهز كلنا غدا ملوكي، اتفقنا.

تناولوا الطَّعام في جو مرح، حرصا فيه على رسم بسمة ولو باهتة على وجهها، ألقى حسن الكثير من النِّكات لتخفيف توترها وحرص على مجاورتها يضمها إليه بين الحين والأخر يدعمها بحنانه يخبرها أنه جوراها من الآن وإلى النِّهاية، ثم دخل الجميع لينالوا بعض الرَّاحة لينهوا اليوم بأحداثه الصَّاخبة ولم ينسَ تكرار دعمه الكامل لها وأنه لن يتركها مهما فعلت، استلقى على فراشه بتعب وجانبه نيرة تُربت على صدره، رمقها باعتذار:
-      آسف عشان سعاد جت دلوقت.
-      سعاد أختي زي ما هي اختك، أكيد الموقف كان صعب.

نظر إليها ثم نظر أمامه بشرود حزين مثقل بالوجع:
-     اتكلم يا حسن، ما تقلقنيش.
-      كانوا بيضربوها، أصواتهم طالعة بره الشقة ولما أمها فتحت شوفت شكلها افتكرت اللي عملته معايا زمان، طاب أنا ابن دورتها السَّابقة، لكن سعاد ليه؟ شوفتي عاملة أزاي، تأخرت عليها كتير قوى يا نيرة، تفتكري كنت أناني! بس ما تخيلتش والله أنهم يبقوا معاها كده.
-      ما تلومش نفسك يا حبيبي، المهم خلي بالك منها، أنا حاسة إن الفترة الجاية هتكون صعبة وهيحصل حاجات كتير، لازم تكون صبور وحكيم في تصرفاتك.

ابتسمت باتساع واسترسلت بدعابة: 
-     عايزة الوحش اللي جواك.

انتقلت له حالتها؛ فطل عليها بجسده جعلها أسفله يحاوطها بذراعيه وغمز لها عابثًا:
-     راح ترين هالوحش الحين، خدي نصيبك منه الأوِّل.

رحل المساء فاحـتل الأفق شبورة أتت في غير موعدها تحجب الرُّؤية وتثير الرِّيبة في النفوس، فظهرت الشَّمس لتكسر حصونها وتعلن عمَّا حُجب، مشاعر أخوية صادقة أحاطها بها يُغدقها بحنانه، لم يحدثها أو يسألها عن أي تفاصيل توترها، يريد التقرب منها ومنحها الأمان الذي يشعر بافتقادها له، وهو واثق أنها ستقص له حينها ما تُخفي دون رهبة، اشترى لها كل ما تحتاج، لم تغَضَب نيرة أو تشعر بالضِّيق؛ ترى سعاد مرأة لها، رغم عدم تعرضها للعنف إلا تذوقت مرار الإهمال، فتعاونت مع حسن حتى تمكنا من رسم بسمة صافية على وجهها.

تُرى أحظها العسر الذي أهداها له؟ أم غرورها الذي أوقعها بشِركِه؟! ساعات طويلة مرت وهو يمارس عليها عُقد نقصه وعنــف طبعه الذي يرتقي للســادية والذي زاد مع منصبه وفســاد روحه، يُسخِّر سلطته وجبــروته لاقتناص الاعترافات غصبًا بطرق تعـذيـب مُهِيـنة ومتنوعه، بل يبتكر بعضها، عُرِف أسلوبه بين رؤسائه فعملوا على إرسَال له مَن يردون إذْلَالِهن أو تأديبهن بالإضافة لبعض القضايا المُـعقَّدة التي يريدون حلها سريعًا؛ لذلك يتغاضون عن أفعاله عمدًا.

تسلى بها كما لم يفعل مِن قبل، استمتع بذُعــرها، حطت عصاه أينما شاءت، عاملها كتلميذة بليدة يسألها فتجيب، جعلها تعدد أخطائها، ترجت اعتذرت ووعدت بعدم الوقوع بالأخطاء أو تكرارها، لم يرحم هشاشتها وضعفها، أحكم حصاره عليها نفسيًا يستنزف طاقتها، يلوح بعصيانه يضرب بها الهواء فتحدث صوت مروِّع يأكُل روحها؛ فأثار شفقتها على حالها، وقعت بين براثنه تمـزِّقها أنيابه.

توقف حين فقدت وعيها، أعادها لبيتها يطالعها بنظرات مُتَشفِّيَّة تقطر غِلًّا منتصرًا، كاد يبدل ملابسها ليستمتع بعلامات عصاه على جِيــدها وتراجع بآخر لحظة، لم يرد صرف علقها أو تشتيته عمَّا عاشته خلال هذه السَّاعات، لتتذكر تفاصيل ما فعله؛ فتخجل من نفسها وتُكْــسَر هامتها أمامه، ولأنه خبير بالتَّعـذِيِب النَّفسي قبل الجَسَــدي، علق عصاه على حائط غرفتها المقابل لفراشها؛ ليذكرها بوقوفها بين يديه تحاسب عن أفعالها وألصق جانبها تحذيره الآمر: 
       «العصاية تفضل مكانها وإلا تحملي النتيجة».

استيقظت تتململ متألمة مُتعبة ويبدو أن عقلها ما زال عالقًا بتلك الغرفة، ينطق لسانها بالتَّرجِّي والاعتذار، تقسم ألن تعود لتلك الأفعال، تنتفض وكأنها تشعر بوقع العصا عليها، ثُمَّ بدأ عقلها يفصل الواقع الحالي عن السَّابق، شعرت بملمس الفراش أسفلها، تخشى فتح مقلتيها؛ لعله حولها، تتساءل أهي حقًا بفراشها أم لا زالت أسيــرته؟ أجبــرت عينيها على فتح أبوابها، سلطت عينها بصدمة أمامها، أتتخيل ما ترى؟!! تلك الأداة اللعينة التي انهالت عليها بالأمس، انتفضت بألم تعايش وقع سقوطها عليها، خطت نحوها بثقل تطلعها بأسى تسير يدها على موضع لسعاتها؛ فسقطت دمــوع القــهر برثاء لما آلت إليه، قرأت ما دوَّن؛ فدوى صدى بكاؤها وتهدُّج أنفاسها بالأرجاء، تتذكر ما نعتها به وجعلها تردده «هي عنيدة متكبرة غبية»، حدَّثت نفسها بصوت عال:
-       لا الحب والاهتمام والدلع جاب معاكِ نتيجة، ولا كلام مؤنس اللي خاطب عقلك وضميرك واللي كان أحيانًا مؤلم جاب نتيجة، لكن كمال خلاكِ تعرفي قيمة مؤنس وتقدري حنان أبوكِ، حتى لو كان زايد عن حده، عصايته عدلتك فعلًا، تفتكري كفاية كده؟

ابتسمت بتهكم واخفضت بصرها: 
-      مش أنتِ اللي تحددي لأنه أصلًا مش فارق معاه صلاحك، هو عايز يوجعك ويذلِّك، وعمل كده فعلًا، عرفت الخوف، عرفت اتحايل، قولت على نفسي اللي كان استحالة أقبل به زمان، لو كنتِ حافظتي على علاقتك بمؤنس كان وقف جنبك، بس ما عملتيش كده، دوَّرتِ على عَــذاب طيف وبس، اديني دوقت اللي داقت منه سنين، تستاهلي يا سارة، تستاهلي كمال وعمايله، تستاهلي وقفتك قدامه ترتعشي وتتأسفي، خليكِ كده يمكن تفوقي، يمكن تكفري عن عمايلك اشربي من كاس الألم الوجع والمهانة، اشربي يا سارة اشربي.

بكت حتى ألمتها مقلتيها، اغتسلت وبدلت ثيابها، ثم اتجهت لهاتفها، تهكمت من حالها باتت ترسل له تقرير عن كل فعل لها وكأنها تكتب فيلمًا وتوضح مشاهده، كتبت ما فعلت وأرسلت له، دقائق ووصلت لها رسالة افزعتها.

     «اممم، اعتقد ما قولتيش عن وقفتك قدام العصاية، تستحقي عِـقَـاب إخفاء حركة عني، هو امبارح مش كفاية يا سو؟ أوِّل وأخر مرة اتجاوز عن حاجة فاهمة، ايدك لسه بتوعجك؟ هبعت لك صور عسل اتصلي فيديو عشان اشوفك وأنتِ بتتفرجي عليها».

الصَّدمة الجمتها، ودار بخلدها أسئلة متعددة، قطع شرودها رنين هاتفها يستقبل منه اتصال مصور فتحته هالها جدية معالمه التي تحولت لساخرة بنهاية كلماته:
-     مش قولت اتصلي، هتنحي كتير، حسيتي بأيه وأنت شايفة العصاية متلعقة قدامك؟ جميل صح، مش عايز ادخلك الأوضة دي تاني على الأقل قبل الجواز عشان كدة علقْتها عشان تفكرك، المفروض تشكريني صح؟

فهمت ما يرمي إليه، يردها أن تشكره لما فعله بالأمس، أخبرها وهي بين يديه وجوب شكره حتى وهي تتلقى الضَّـربات؛ فهو يؤدِّبها لتُصبح صالحة:
-      شـ...شـ شكرًا.
-       الرَّد الصح: شكرا عشان عرفتني غلطي وحاسبتني، هعديها عشان أول مرة، المهم افتحي الصور وما تقفليش الكاميرا.

أصفر وجهها وشحب؛ فالصور توثق ما فعله بالأمس فــزعها ورهبــتها، الأخيرة لا تخصها، لكنها بشــعة بما يكفي للإِرْهَــاب كل مَن يراها، وإن حوت صورة لأخرى معَــذبة بأكثر الطُّرق بشاعة مهانة وألمًا، تهديد واضح وصلها بوضوح، لحظات تركها فيها لصـدمتها ثم عقَّب بتهديد آخر مبطَّن:
-       اتهمت دعــارة ومخــدرات حظها وقعها تحت ايدي، انكرت المخدرات، سيكة كهربا مع شوية تأديــب اعترفت بكل حاجة، شوفتي اللي يعاند معايا أخرته وحشه إزاي، وحشه قوي.

وصفه الذي استفاض فيه مع هيئة مَن بالصورة جعلاها تتخيل ما فُعِل بها؛ فلم تتحمل وخرت فاقدة الوعي، ضحكة ساخرة عالية صدرت منه ثم أنهى المكالمة وحذف الصور، ثم واصل عمله وكأن شيئًا لم يكن.

عاد بعدما قضى العقوبة، يتملكه الشعور بالمهانة والغَـضَب، بل الحنق الشديد، استقبلته شامتة، تتساءل بادعاء:  
-       يا ترى كنت فين الخمس أيام اللي فاتو؟

بسماعها بقدومه انطلقت نحو أحضانه، بكت بصمت مؤلم، افتقدته وعاشت أسوأ أيامها عاشت يُتْم الوالدين وهما على قيد الحياة، ضمها إليه بحنان يحتاجه مثلها تمامًا، حُب نقي حقيقي بلا أي تصـنُّع أو ابتــذال.
-     مالك يا حلا؟
-    وحشتني قوي.
-     حطي الأكل لكِ ولباباكِ أنا أكلت بره، وما تنسيش تشيله وتغسلي الأطباق.
-      أدخلى اوضتك يا حلا هكلم طنط شوية.

تركتهما كما طلب والدها الذي تابعها حتى اختفت، كما تابع نظرات ريڤال الندِّيَّة المتحفِّزة الممزوجة بالسُّخْرِية:
-     بصي يا ريڤال، حلا بعيد عن اللي بينا واللي يخصنا، هي طفلة وبعيد عننا، أنا بعدت الأيام اللي فاتت عشان أفكر لأني شايف مسئولية البيت كتير عن طاقتك، وبالرغم من أني بفضل عدم وجود حد معانا، حتى لو دوره الخدمة، لكن ممكن نمسك العصاية مِن النص، نشوف واحدة تيجي كل يوم تنضف وتجهز الأكل، وأنت كفاية عليكِ شغلك مع مراعاة باقي أمور البيت.

استرسل وهو يقف على حروف جملته الأخيرة: 
-     خـلـيـكـِ بـعـيـد عـن حـلا، تمــام.
-      ومين اللي يحاسبها؟
-      أنا طبعًا.

شعرت بالنَّصر، هي مَنْ لها الغلبة توقعت مشادة وعراك، لكنه فاجأها ادعائه أنه تعمَّد غيابه وانكاره ضمنيًا لما حدث معه جعلها تتوجس منه تشعر أنه يتلاعب بها، فابتسمت بخبث «فلنلهوا جميعًا».

رغم تعبه وانهاك جسده إلا أنه فضل قضاء بعض الوقت مع حلا يضمها إليه باحتواء، وكأنها تدرك ما به بادلته الاحتواء والضَّمات تمسد على رأسه تهون عليه وجعه الذي شعرت به ورأته بقلبها، أسعدته وأعادت إليه ذكرياته بصغره وشبابه مع والدته، كان يفعل المثل كلَّما بكت ويزداد حقده على زوجة والده وربما والده أيضًا.

أختلا بنفسه في غرفته، الغرض مما عرضه على ريفال هو الحصول على هُدْنَة ليستعيد قوته، سلام مؤقت ليعد لها عُدَّته؛ فباليومين الأولين أعاد بعقله شريط ما حدث وآل به ليُعَــاقب ويجْــلد، استنتج بسهولة افتعال الواقعة، فوجود شخص يدَّعي المرض يقف أمام مقر عمله تزامنًا مع موعد انتهاء الدَّوام، ودونا عن الجميع يختاره ليصف له سيارته ليتمكن من الصُّعود لبنايته المقابلة لإحضار دواءه، الغريب عدم رصد كاميرا المكان لكل ما حدث، فقط رصدت شهاب داخل السيارة يتحرك بها كما دله صاحبها، والغريب أن الاتجاه الذي وجهه صابها له أوصله لطريق رئيسي وليس لمكان لصف السَّيارات، ولم تمر ثوان حتى وجد نفسه بالطريق للمغفر، خطة محكمة وواضحة مِمَّن حاكها، ليعلمه أنها مقصودة لتَــأديـبه، ربط ما حدث مع كلمات زوجة والده بأن لريفال معارف كُثُر؛ إذن هي بمعارفها من حاكوا له تلك الخطة البلهاء، وللعجب لم ينتبه، ثــار على نفسه، هل أصبح ساذج لتلك الدرجة؟ بعد تفكير قرر أن يوهمها باستسلامه من أجل ابنته، فترة نقاهة وتفكير ليحدد كيف يُحكِم سيطرته عليها.

عدة أيام مضت ساد خلالها هدوء جليدي المكان، وضع شهاب خلالها خطته تاركها تنعم بنصرها القريب، بدأ تنفيذ ما نوى محافظًا طوال الوقت على ابتسامة تخفي خلفها نواياه:
-     ليه أخدتِ شقة صغيرة، بالرغم أن وظيفتك ممتازة ومرتبك عالي والعربية اللي معاكِ مِن أغلى الماركات وأحدثها؟
-      وده معناه أنك بتحسدني وباصص لي في مرتبي!
-      طنط بتحب تهزر يا حلا، اوعي تفتكري ده جد، مش كده يا ريفال بعدين حلا تصدق.

أومأت تجاريه ولا زال السُّخرية والتَّهكُّم يحــتلا حديثها:
-      أه، بحب أهزر، البيت صغير لسببين، ما كنتش ناوية اتجوز فكان كبير عليا، والتاني أنا بعمل كل حاجة بنفسي، فكان مناسب من حيث الحجم.
-       عندك حق بس السببين اختفوا، تجوزتي والمكان بقى صغير، وفي حد ينضف البيت بانتظام، اعتقد محتاجين ننقل.
-       مش عايزة كمان النقل فلوس كتير، مش هنقل.
-       فعلًا مش هتنقلي إحنا كلنا هننقل يعني شقتك زي ما هي بفرشها، عايزك تدوري على فيلا صغيرة قوي وتكلمي مكان شغلي يستأجرها باسمي ويخصم التَّكاليف من مرتبي على كام شهر، أعتقد بعلاقاتك ومكانة معارفك تقدري.

أراد معرفة مدى قدراتها ومدى تشعب علاقاتها بعمله وبالمعنين، كما إنه أراد مكان أكبر ليمكنه مما يريد، فكَّرت قليلًا ثم اعجبت بالفكرة:
-     تمام أدام أنتَ اللي هتدفع، والشقة زي ما هي، كده فاضل الفرش، هتفرشها ازاي؟ 
-     بنفس الطريقة.
-     عادي كده؟!
-     وأنتِ أي حد بردو.

فاق توقعاتها، هل تغير لبضعة جـلــدات فقط؟ أتأثير ما عايشه خلال الخمسة أيام قوي لهذه الدَّرجة، أخرجتها كلماته مِن شرودها:
-     أنا ليَّا بعض الطَّلبات، واعتقد هتقلل من سعرها عشان تكون على قد إمكانياتي، عايزها بعيد عن الدَّوشة على أطراف المدينة هنا، والأوضة الماستر تكون بعيدة عن أوضة حلا عشان الخصوصية، ويكون طبعًا في مدرسة ننقل ورق حلا لها، وكمان الڤيلا يكون لها بدروم أوضة للكراكيب، عشان بحب أصلح اللي يبوظ وساعات بشتغل في النجارة حاجات بسيطة.

ارتسم الذُّهول على قسمات وجهها، لقد تحول بالفعل يبتسم بهدوء وهو لم يفعل سوى مرات قليلة منذ أن عرفته، اليوم فقط ابتسم بما تعدى ابتسامه طوال الشُّهور الماضية، سلطت عينها عليه بدهشة أسعدته، فتحدث مبتسمًا:
-     مالك؟ أنتِ كويسة؟
-      أه تمام، هكلمهم، ولو في دماغك تصميم معين بردو.
-       المهم تعجبك أنتِ وحلا.

راودها الشَّك، تجزم أن بالأمر شيئًا، بالتأكيد لم يتغير مِن النقيض للنقيض، ثم حدثت نفسها فليفعل ما يريد، تلك الخطوة جيدة لها، هي لا تتقبل المكان بوجوده، ڤيلا صغيرة ستكون أكثر راحة للجميع.
وبالفعل خلال فترة وجيزة استأجر الفيلا وفرشها، رافق حلا برحلة اختيارها لغرفتها حينها انتبه أنها بدأت تتجاوز مرحلة الطفولة وبدأت مرحلة المراهقة، صغيرته على اعتاب مرحلة الشباب، كبرت دون مقدمات كبرت ملامحها وأصبحت مزيج بين طيف ووالدته.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1