رواية منعطف خطر الفصل الثامن و الثلاثون 38 بقلم ملك ابراهيم

 


 رواية منعطف خطر الفصل الثامن و الثلاثون


في العربية…
ياسمين كانت قاعدة جنب خالد،
والدموع مش بتنشف من عنيها، بتعيط بانهيار…
كل حاجة جواها مكسورة.

خالد كان سايق ومش عارف يهديها، كل شوية يبص لها، ويقول: "أنا آسف، حقك عليا،…"
بس هي مش سامعة…
ولا كلمة كانت بتدخل عقلها.

فجأة رفعت وشها له، عنّيها حُمر من كتر البُكا،
وقالت بكسرة ووجع:
– طلقني يا خالد. 

الكلمة دي نزلت عليه كالصاعقة،
عينيه اتسعت، وقال بصدمة:
– انتي ازاي قدرتي تنطقي الكلمة دي يا ياسمين؟

لكنها انفجرت بصوت عالي،
صوت كله وجع وخوف وحيرة:
– لو مطلقتنيش دلوقتي…
أنا هموت نفسي!

حاول خالد يمسك إيديها عشان تهدا، كان مقدر انها مصدومة ومجروحه من كلام خالته القاسي. 
لكنها كانت بتشد نفسها منه،
وتصرخ وهي مش شايفة قدامها:
– خلّصني بقى…
طلقني يا خالد، طلقني!

هو ساكت، سايق في طريقه،
جواه نار بتحرقه،
بس بيحاول يفضل هادي…
حطت إيديها على الدركسيون،
وصوتها كان بيهز العربية:
– وقف العربية دي…
طلقني دلوقتي!
والا والله هرمي نفسي من العربية!

خالد فضل ساكت،
ماسك أعصابه بأقصى قوّة،
لحد ما وصلوا قدام العمارة بتاعة شقتهم الجديدة…
اللي كانوا المفروض هيبدؤا فيها حياتهم السعيدة. 

وقف العربية وبص لها...
كانت قاعدة جنبه، ملامحها مكسورة،
الدموع مغرقة وشها، وكل نفس بتاخده بيطلع منه وجع.
نظرتها كانت مليانة رجاء، كأنها بتستغيث من جوّاها:
– لو بتحبني بجد... طلقني.

خالد مبقاش قادر يستحمل ،اتجمد في مكانه،
بص لها بعدم تصديق وقال بصوت متكسر من الوجع:
– أنا مش هنطق الكلمة دي... ولو فيها موتي يا ياسمين.

هي ما وقفتش دموع،
كملت بكلام بيقطع القلب، صوتها مخنوق بالبكاء:
– مبقاش ينفع يا خالد...
أنا اتأكدت إنك كدبت عليا.
قولتلي إن أهلك موافقين،
لكن الحقيقة... إنك اتجوزتني من وراهم.

انهارت أكتر، وكل كلمة كانت خارجة من قلب موجوع:
– أنا مش كده يا خالد،
أنا عمري ما كنت رخيصة عشان تتجوزني من وراهم وهما رافضين!

خالد فجأة مسك وشها بإيديه،
ثبّت نظرتها فيه كأنه بيحاول يوصل لقلبها قبل ودنها،
وقال بصوت متحشرج، فيه قهر وغضب:
– انتي أغلى من عمري كله يا ياسمين...
أنا مكدبتش عليكي، صدقيني...
قبل ما نكتب الكتاب، أبويا كان عارف،
وهو الشخص الوحيد اللي رأيه يهمني.
وبعد ما كتبنا الكتاب، روّحت على بيت اهلي وقولت قدام الكل إننا اتجوزنا.
مين فيهم موافق ومين رافض؟
ولا يفرق معايا ...
أنا اللي يهمني إنك بقيتي مراتي ومش هتخلى عنك حتي لو خسرت الدنيا كلها! 

ياسمين.. كانت سامعه كلامه وهي بتنهار من جوّاها،
قلبها مش قادر يستحمل الإهانة اللي اتعرضت ليها في بيت اهله،
كلام خالته عن أمها، عن شرفها وكرامتها،
كأن كل حاجة اتكسرت جواها.

بعدت عنه وهي بتحاول تتنفس،
وقالت بصوت بيرتجف:
– أنا تعبانة... ومحتاجة وقت أفكر.

وبصّت له، بعين بتنزف دموع:
– كان غلط كبير إننا اتجوزنا بالطريقة دي...

خالد عض على شفايفه، بيكتم غضبه بالعافية،
كل حاجة جواه كانت بتصارع،
لكن حافظ على هدوءه بصعوبة، وهز راسه:
– حاضر يا ياسمين...
هنطلع شقتنا دلوقتي، ترتاحي وتفكري برحتك.

هي مسحت دموعها بإيديها المرتعشة،
ونزلت من العربية بخطوات بطيئة، تقيلة، كأنها شايلة هم الدنيا.

دخلوا العمارة، طلعوا الشقة،
وخالد فتح الباب وهي دخلت بسرعة...
مش شايفة حاجة، مش حاسة بحاجة،
بس عايزة تهرب من كل حاجة.

خالد وقف وراها، ساكت،
مش عارف يقول إيه،
قرب منها وقال بصوت هادي، بيحاول يكسر الصمت:
– تحبي نتفرج على الشقة مع بعض؟

ردت بجمود، صوتها كان فاضي من المشاعر:
– لا... أنا عايزة أدخل أي أوضة أرتاح شوية...
محتاجة أكون لوحدي.

غمض عينيه، وزفر بغضب مكتوم،
وحاول يحافظ على هدوءه وهو بيقول:
– الشقة كلها بتاعتك... اختاري اللي يريحك.

مشت بخطوات بطيئة،
زي إنسانه مجروحة ومكسورة،
ودخلت أول أوضة قدامها،
قفلت الباب... وسابت وراها خالد.

قعد هو في الصالة،
حاسس إنه السبب في الحالة اللي وصلت ليها ،
وإنه ظلمها من غير ما يقصد،
وبيسأل نفسه:
إزاي يداوي جرح طلع من ناس المفروض انهم أهله؟
إزاي يصلح اللي كسروه جواها؟
وإزاي يطمن قلبها... اللي اهله واقرب الناس ليه كانوا السبب في وجعه؟

تليفونه رن...
كان رقم والده.
خالد رد بسرعة،
أبوه كان قلقان وعايز يطمن على ياسمين.
عرف منه عنوان شقته الجديدة، وقاله إنه جاي في الطريق.

جوه الأوضة...
ياسمين كانت قاعدة على السرير،
وعنيها متغرقة دموع.
الحزن ماسك قلبها بقوة،
حاسّة إنها اتهانت…
عمرها ما كانت تتخيل إن ييجي اليوم وتتحط في موقف زي ده ، واهل جوزها يطردوها من بيتهم.
كلام حماتها لسه بيرن في ودنها،
كل كلمة كانت زي سكينة بتغرز في قلبها:
"اخرجي من حياة ابني."
كانت الكلمة دي بالذات بتدوّي جواها وبتكسرها أكتر.

بعد شوية،
سمعت صوت دق خفيف على الباب،
عارفة إنه هو…
عارفة إنه دافع عنها ووقف قدّام أهله عشانها،
بس جواها وجع تاني…
هي حاسة إنها غلطت من الأول.
حاسّة إنها رخصت نفسها لما وافقت تتجوزه من غير ما أهله يطلبوها رسمي.
بس افتكرت بسرعة إن خالد اتجوزها عشان يحميها،
عشان ينقذها من جحيم جدها ويحيى…

قامت بخطوات مهزوزة،
وفتحت الباب.

كان واقف قدامها،
عنيه مليانة وجع،
شكلها وجعه…
وشها متورم من البكاء، وعنيها حمرا.
قال بصوت هادي:
– بابا هنا… جاي يطمن عليكي.

ياسمين مسحت دموعها،
وخرجت معاه من غير ما تنطق بكلمة.

في الصالة...
سالم الدريني كان قاعد،
أول ما شافها وقف على طول.
كانت حالتها مكسّرة قلبه.
في إيده ورد وشيكولاتة،
مدّهم ليها بابتسامة خفيفة وقال بحنان:
– أنا جاي أعتذرلك على اللي حصل في بيتي…
هتقبلي اعتذاري ولا هتحرجيني؟

ردت بسرعة وهي بتحاول تتحكم في دموعها:
– اعتذار إيه؟ حضرتك دافعت عني…
أنا اللي المفروض أشكرك.

ابتسم لها بحنية،
وقعدوا،
وخالد قعد قدامهم، ساكت،
بس عنيه كانت متثبتة عليها،
بيراقب كل نفس بتاخده، وكل دمعة لسه فاضلة في عينها.

سالم بص لها وقال:
– انتي لسه متعرفيش بهيرة حماتك…
هي طيبة، بس اتربت على إن كل حاجة تمشي على مزاجها.
أبوها الله يسامحه هو اللي غرس فيهم الحتة دي…
هي وأختها عبير الاتنين نفس الطبع.
بهيرة معندهاش مشكلة شخصية معاكي،
بس تقدري تقولي بتجامل أختها عبير على حسابك.
عارفة إن عبير من ساعة ما عرفت إن جوزها كان متجوز واحدة تانية ومخلف منها،
وهي اتجننت…
حاسّة إن ده جرح كبرياء بنت اللواء اللي شايفة نفسها أعلى من الكل.

ياسمين ردت بتلقائية:
– بس بابا كان متجوز ماما قبلها!
يعني هو اتجوزها على ماما، والمفروض اللي تزعل تبقى ماما!

سالم قال وهو واثق:
– أنا فاهمك يا بنتي…
عارف إن أبوكي عمره ما حب عبير،
وكان بالنسباله جواز مصلحة، عشان يرضي أبوه وبس.
وعبير نفسها عارفة ده،
وعشان كده هي موجوعة من جواها.
بس أنتي وخالد مالكوش أي ذنب في العقد النفسية بتاعتها.

ياسمين بصّت للأرض وقالت بحزن:
– أنا غلطت.. مكنش ينفع أوافق على الجواز بالطريقة دي،
انا عمري ما تخيلت اني اتجوز واحد من ورا أهله.

خالد كان قاعد ساكت، بيبصلها...
لكن أبوه هو اللي رد عليها بثقة ونبرة حاسمة:
– ومين قالك إن خالد اتجوزك من ورانا؟
خالد قبل ما يتجوزك كان حاكيلي كل حاجة، وقبل كتب الكتاب كلمني وعرفني،
ورجع البيت وقال لبهيرة وجده كان قاعد وسامع!
يبقى فين "من ورا أهله" اللي بتقولي عليه؟
وبعدين لو الموضوع ده مزعلك،
أنا جيتلك لحد عندك وبطلبك بنفسى لابني…
إيه رأيك؟

ياسمين رفعت عينيها ليه بدهشة حقيقية،
ما كانتش مصدقة الكلام اللي بتسمعه.
سالم كمل بإصرار وهو بيبصلها:
– ولو عايزاني أروح أطلبك من جدك الشرقاوي أنا هعمل كده.

ردت بسرعة وبتوتر:
– لا…

وبصّت لخالد،
اللي كان لسه ساكت وعيونه متثبته عليها،
مش بيقول كلمة،
ولا علّق على حاجة بتتقال بينها وبين ابوه.

سالم اتكلم تاني وهو بيحاول يطمنها:
– لما خالد قالي إنه هيتجوز،
أنا وافقت من قبل حتى ما أشوف عروسته.
عشان أنا واثق في ابني…
عارف إنه راجل يعتمد عليه،
وإن البنت اللي هيختارها تشيل اسمه،
أكيد أنا هتشرف بيها قدام الدنيا كلها.

الكلام دخل قلب ياسمين،
حست كأن في حد بيطبطب عليها ويلم جروحها.

بس كانت لسه موجوعة من اللي شافته في بيت خالد،
الكره اللي شافته في عنين بهيرة مش سهل يتنسي،
فقالت بتوتر:
– بس… أنا مش حابة إن مامته تزعل منه بسببي!

سالم رد بهدوء وطمأنينة:
– أنا قولتلك، زعل بهيرة سببه أختها،
وملوش علاقة بيكي.
ولو على زعلها، هو هيروح مع الوقت.
انتي متفكريش غير في حياتك مع جوزك،
وسيبِي أي حاجة تانية للزمن…
هو كفيل يعالج كل حاجة.

ياسمين بدأت تصدّق كلامه،
حست إن كلامه بيطفي النار اللي في قلبها.

سالم بَصّ لابنه وقال بدهشة:
– ساكت ليه يا خالد؟

خالد رد وهو بيبصلها بنظرة وجع:
– أنا قولت كل الكلام ده،
بس واضح إن ياسمين مش قادرة تثق فيا لحد دلوقتي.

بصّت له ياسمين بخجل وحزن،
ووشها نزل في الأرض.

سالم قال وهو بيحاول يخفف التوتر:
– معلش يا خالد…
هي لسه مش متعودة على "الدبش" اللي بيطلع من بنات سيادة اللواء…
بس بكرا تتعود عليهم.

وقف وهو بيقول:
– هقوم أنا بقى عشان اتأخرت على المصنع.

ياسمين وقفت معاه، وخالد كمان،
سالم بص لخالد وقاله:
– خلي بالك من مراتك.

وبص لياسمين وقال:
– متسمحيش لأي حد يفرقكم عن بعض،
وإن شاء الله ربنا يحفظكم يا بنتي.

ابتسمت له ياسمين،
ابتسامة فيها حب حقيقي للراجل الطيب ده…
ولروحه الطيبة اللي قدر يداويها بكلمتين.

خالد وصل أبوه،
وكان سالم لسه بيوصيه على مراته وهما نازلين.

رجع خالد…
وياسمين كانت لسه واقفة في نفس مكانها،
مكسوفة منه،
حاسه بالذنب بعد اللي قالته وطلبها الطلاق منه.

خالد دخل، خد تليفونه ومفاتيحه، وقال بجمود:
– أنا كمان هنزل… اتأخرت على شغلي.

ولسه بيتحرك من قدامها… لكن…

قربت منه بسرعة،
ومسكت دراعه، وقالت بصوت كله ندم:
– أنا آسفة.

قلبه دق بسرعة،
لف وبصلها، وقال بحزن:
– آسفة عشان مش بتصدقي كلامي؟
ولا عشان مش بتثقي فيا؟
ولا عشان طلبتي مني…

سكت شوية، صوته اتكسر:
– أنا حتى مش قادر أنطق الكلمة دي…
ومش مصدق إزاي انتي نطقتيها بالسهولة دي!

ياسمين ردت ودموعها بتلمع تاني:
– مكنش سهل عليا…
بس أنا مكنتش عايزة تخسر أهلك بسببي.

بص لها خالد وهو موجوع أكتر:
– لو كنتي صدقتيني لما قولتلك إني متجوزكيش من ورا أهلي،
وإنّي اتجوزتك عشان بحبك،
مش لأي سبب تاني…
مستحيل كنتي تفكري تطلبيها مني!

سكتت…
ماقدرتش ترد.
حاسه إن الكلام اللي قاله دخل قلبها وكسفها من نفسها أكتر.

خالد كان متضايق جدًا،
خرج بسرعة من الشقة،
وسابها واقفة لوحدها…
تفكر.
تفكر تصالحه إزاي.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 
في النيابة.
الحاج الشرقاوي كان واقف برا، متوتر ووشه مش على بعضه،
والمحامين جوه مع يحيى.

بعد شوية،
الباب اتفتح… وخرج يحيى والكلبشات في إيديه.
خطواته كانت تقيلة، ونظراته كلها تعب… وتحدي في نفس الوقت.

جده جري عليه بقلق:
– إيه ده؟! الكلبشات ليه في إيده؟!

رد واحد من المحامين بهدوء عشان يطمنه:
– خد أربع أيام على ذمة التحقيق يا حاج…
بس متقلقش… هيخرج إن شاء الله.

يحيى كان باين عليه الضيق،
بس وشه مرفوع ومكابر كعادته.

قرب منه جده وهمس ليه بصوت فيه عتاب:
– شُوفت آخرة تهورك وجنانك؟
بتخطف مرات ظابط يا يحيى؟!

يحيى بصله بثقة وبنبرة متحدية:
– قولتلك هخرج يا جدي…
مفيش دليل واحد ضدي.

العسكري قرب وخد يحيى يمشي،
وهو ماشي كان رافع راسه…
بس عيونه كانت تعبانة.

المحامين قربوا من الشرقاوي،
واحد فيهم قال:
– متقلقش يا حاج…
احنا متابعين الموضوع، ويحيى هيخرج قريب إن شاء الله.
اصبر يومين بس، والنيابة هتخلي سبيله.
وبعدين الباشا الكبير ظبّط محضر الضبط على مزاجنا،
عشان نعرف نلعبها صح ونخرجه منها.

الحاج الشرقاوي سكت،
بس ملامحه كانت ما بين الغضب والخوف،
حاسس إن الأمور بدأت تفلت من تحت إيده،
وإن حفيده بقى عامل زي النار اللي ممكن تحرق كل اللي حواليها.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 
في القسم عند خالد.
دخل العسكري وقال باحترام:
– في آنسة برا عايزة حضرتك يا باشا.

خالد رفع عينه من الورق وقال:
– اسمها إيه؟

قبل ما العسكري يرد،
كارما طلّت من ورا الباب وقالت بهدوء مرتبك:
– أنا يا خالد.

خالد وقف فورًا وقال:
– اتفضلي يا كارما… ادخلي.
وبصل العسكري وقال له:
– روح إنت.

كارما دخلت بخطوات مترددة، شكلها متوتر ومش على بعضه.
خالد قرب منها وقال باستغراب:
– خير يا كارما؟ إنتي جاية هنا لوحدك؟

ردت وهي بتحاول تلم أعصابها:
– ماما وجدي ميعرفوش إن أنا هنا…
كنت عايزة أتكلم معاك شوية.

خالد قال بلطف:
– طب اتفضلي اقعدي… تشربي ايه ؟

بصت حواليها بتوتر وهزت راسها:
– لا… مش عايزة أشرب حاجة.

سكتت لحظة، وبعدين بصت له وقالت:
– أنا جاية أسألك عن… ياسمين.

خالد سكت، مستني تكمل.
اتكلمت كارما بصوت خافت:
– هي عاملة إيه دلوقتي؟ كويسة؟

رد خالد بنبرة حزينة باينة في ملامحه:
– بتحاول تبقى كويسة… بعد اللي حصل في بيتنا، والكلام اللي اتقال قدامها.

كارما نزلت عينيها وقالت بحزن صادق:
– هتصدقني لو قلتلك إنها صعبت عليّا؟

ابتسم خالد ابتسامة بسيطة وقال:
– هصدقك يا كارما.

كارما كملت وهي بتحاول تسيطر على مشاعرها:
– أنا اتصدمت من اللي ماما عملته… الكلام كان جارح أوي…
وخصوصًا إن مامتها متوفية…
أي كلمة عليها بتوجع ياسمين أكتر من أي حاجة.

خالد ابتسم أكتر وقال بنبرة دافية:
– بجد فاجئتيني يا كارما…
الكلام ده لو وصل لياسمين، هيفرق معاها جدًا… وهيفرحها.

كارما قالت بتوتر:
– الحقيقة أنا قبل ما أشوفها…
كنت فاكرة إني بكرهها…
كنت متضايقة من بابا لأنه اتجوز على ماما وخبّى ولاده…
كنت كل شوية أسأل نفسي:
هو كان بيحبهم أكتر منّا؟

خالد قال بهدوء:
– وممكن ياسمين دلوقتي تكون بتسأل نفس السؤال…
هي كمان شايفة إن أبوها حبكوا أكتر…
لأنكم كنتوا في النور وهما في السر.
يعني الألم عندكم إنتوا الاتنين.

كارما سكتت لحظة وفكرت، وبعدين قالت:
– عندك حق يا خالد.

خالد اقترح:
– طب إيه رأيك تشوفيها؟
تقعدوا سوا، تتكلموا من غير أحكام علي بعض من بعيد.
أنا متأكد إنكم لما تتعرفوا على بعض، المسافات هتقرب بينكم.

كارما اتوترت وقالت بصدق:
– مش عارفة!
يمكن لسه مش مستعدة…
أنا حتى مش عارفة أنا جيت ليه؟
قلقت عليها؟ يمكن!
بس مش قادرة أجاوب على نفسي.

خالد قال بتفهم:
– شوية وقت…
هو ده اللي محتاجينه دلوقتي يا كارما.

كارما وافقت بهزة راس، وقامت تقول:
– عندك حق…
أنا آسفة لو عطلتك عن شغلك.

خالد وقف معاها وقال بلطف:
– لا خالص…
أنا فرحت بالزيارة دي، وبكلامك…
وبتمنى الزيارة الجاية تبقى لأختك… في بيتها.

كارما ابتسمت ابتسامة خفيفة وخرجت.
وخالد أخد نفس عميق،
حاسس براحة،
ومتطمن إن كارما مش هتبقى عدوة لياسمين.

رجع لمكتبه… بس عقله كان مع ياسمين.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 
في شقة معتصم.
زينة كانت قاعدة على السرير في أوضتها،
عينها شاردة وابتسامة رقيقة مرسومة على وشها،
بتفكر في معتصم، وطريقته معاها النهاردة لما عزمها علي الفطار برا، ونظراته اللي قلبت دنياها.

بين لحظة والتانية، قلبها كان بيدق أسرع،
مش مصدقة إن ده بقى واقعها، وإنه بقى معاها.

وفجأة... صوت دق خفيف على الباب،
وصوت معتصم وهو بينادي بهدوء:
– زينة...

قامت بسرعة، قلبها اتنفض،
فتحت الباب بإيد بترتعش شوية.

كان واقف قدامها، ساند على الباب،
شكله متوتر، وعينيه بتقول كلام كتير هو مش قادر ينطقه.
مد إيده لشعره، وعدّى صوابعه فيه كأنه بيهدي نفسه،
وبنبرة هادية لكنها واضحة، قال:
– هو احنا هنفضل كل واحد فينا في أوضة لوحده كده لحد إمتى؟

زينة بصّت له بصدمة، عينيها اتوسعت،
وسكتت لحظة كأنها مش قادرة تستوعب اللي سمعته.

هو عدّل وقفته، خد نفس عميق كأنه بياخد خطوة كبيرة،
وبص في عينيها وقال بكل هدوء وصدق:
– موافقة يا زينة... إن جوازنا يكمل ويبقى طبيعي؟... 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1