رواية قبلة على جبين الوهم الفصل الثالث 3 بقلم خضراء القحطاني

 

رواية قبلة على جبين الوهم الفصل الثالث بقلم خضراء القحطاني

 ~قبله على جبين الوهم ~
يبقى خلّيكي هنا.
من هنا، بدأت العلاقة تتغير.
أمها ما بقيتش تحضنها زي زمان.
بقت دايمًا مشغولة، أو ساكتة، أو ببساطة… خايفة.
في يوم من الأيام، بعد خناقة كبيرة، دخلت ليان أوضتها وعيطت كتير.
جات لها أمها، فتحت الباب، وقفت، ما دخلتش، بس قالت:ماتزعليش يا بنتي، أبوكي طيب من جواه، بس الدنيا قاسية.
فردت ليان وهي باصة في الأرض:وأنا؟
 إنتي قوية وده نصيب.
ومن ساعتها، حسّت إن أمها مش أمّها بقت ستّ بتقول كلام محفوظ، وبتخاف أكتر ما بتِحضن.
في دفترها كتبت:كنت بحس إن إيدك بتطبطب على راسي حتى وأنا نايمة.
دلوقتي بقيتِ تمسكي المكنسة أكتر ما تمسكي إيدي.
كنتِ حضن دلوقتي بقيتِ شاهد ساكت على وجعي.
وأنا؟ بقيت بنت بتتعلم تداري دموعها في المراية، وتقول: أنا تمام.
ليان كانت قاعدة في أوضتها، الشمس داخلة من الشباك بنعومة، بتلمس وشها كأنها بتطبطب عليه.
فتحت موبايلها، دخلت على فيسبوك، ومن بين كل الإشعارات، لفت نظرها طلب صداقة من واحد اسمه رامي جمال.
فتحت البروفايل بتاعه، صور قليلة، بوستات هادية، شكله متعلم ومهتم بالحاجات اللي بتحبها: كتب، موسيقى، أفلام قديمة.
وبعد عشر دقايق، جالها أول رسالة منه:سلام، أنا آسف لو إزعجتك، بس كلامك عن الوحدة شدّني حاسس إنك بتحسي أكتر من اللي حواليكي.
فضلت تبص للرسالة، قلبها دقّ شوية زيادة.
هو مين ده؟ وازاي جاب الكلام ده؟
لكن جزء منها اتطمن لأن مافيش حد قبل كده قال لها كده.
ردّت بعد يوم كامل:وعليكم السلام أنا فعلاً بحس أكتر من اللازم.
ومن هنا بدأت الحكاية.
كل يوم رسالة، كلمة، مشاركة لفيديو أو كتاب، واهتمام شكله نضيف.
كان بيكلّمها بلغة مختلفة، فيها احترام، وفيها احتواء.
وكانت ليان محتاجة أي حد يقول لها:أنا شايفك.
في الوقت ده، كانت لمار، صاحبتها من أيام المدرسة، بتلاحظ التغيّر.
 إنتي شكلك مش مركزة خالص الأيام دي؟
 فيه حد بيكلّمني بس مش عارفة ده حقيقي ولا وهم.
 حاسّة بإيه؟
 حاسّة إني أخيرًا حد سمع صوتي من غير ما أصرخ.
لمار سكتت شوية وقالت:بس خلي بالك يا ليان، في رجالة بيبقوا محترمين في الكلام، لكن نواياهم مش زي كلامهم.
 هو مش كده رامي مختلف، بحس إنه حقيقي.
 طيب، بس لو قلبك بدأ يدوّب، اسأليه: هو شايفك فين بعد سنة؟
 مش مهم بعد سنة دلوقتي كفاية.
ساعتها لمار ابتسمت ابتسامة حزينة، وقالت:خايفة لتكوني بتفرحي بجرعة حنية وهي مش حنية حقيقية.
لكن ليان ما كانتش عايزة تسمع الصوت اللي بيحذّرها
كانت مشتاقة، وعندها فراغ، والفراغ ساعات بيحلي أي كلام.
وفي وسط ده، كانت أول مكالمة.
صوته كان واطي، هادي، دافي: أنا بجد مش فاهم إزاي حد زيك مش محبوب بالشكل اللي تستحقيه.
 يمكن علشان أنا مش بحب أتكلم كتير.
وأنا بحب اللي زَيِّك الهاديين اللي كلامهم قليل، بس جواهم عواصف.
وفي آخر المكالمة، قال لها:مش عايز أقول كلام كبير، بس أنا مرتاح لك مرتاح أوي.
وأقفلت هي الموبايل، وحطّته على صدرها، وابتسمت
بس في أعماقها، كان فيه صوت خفيف جدًا، ضعيف جدًا.
بيقول:هو مرتاح وإنتي؟ رايحة فين؟
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1