رواية قبلة على جبين الوهم الفصل الرابع بقلم خضراء القحطاني
رامي جمال 29 سنة، خريج تجارة إنجليزي، شغّال في شركة استيراد وتصدير، قسم التعاقدات.
من بره، شكله شاب ناجح، مرتب، دايمًا لابس شيك، وسايق عربية جديدة.
بس الناس اللي تعرفه عن قرب، يعرفوا إن رامي ما بيحبش يِخسر لا في شغل، ولا في علاقاته، ولا حتى في خناقة عابرة.
في الشغل، الكل بيقول عليه لبق، بس تحت اللباقة كان فيه حنكة ودهاء.
بيعرف يكسب اللي قدامه بكلمتين، ويعرف يطلع من أي موقف من غير ما يسيب أثر.
كان بيشتغل مع مدير اسمه مراد بيه، راجل كبير في السن، بس بيعتمد على رامي لأنه بيعرف يلفّ ويدور ويوصل المطلوب.
رامي كان دايمًا يقول لنفسه:الدنيا مش للأطيب دي للّاعب الشاطر.
ماكانش عنده أصحاب كتير، بس عنده معارف، وكل حد فيهم له استخدام.
كريم: صاحب مزاجه، بيسهروا سوا، وكان بيحب يحكي له عن مغامراته مع البنات.
عمرو: شريك سابق في مشروع خسر، لكن لسه علاقتهم ماشية من باب المصلحة المشتركة.
مروة: زميلة شغل قديمة، كان بينهم علاقة من تحت لتحت، وانتهت لما بدأت تشك إنه بيكذب.
وفي العمق رامي ما كانش بيحب حد، حتى نفسه.
في بيتهم، كان ساكن مع أمه، الحاجة نوال، ست أرملة من زمان.
لكن اللي محدش يعرفه إن أبو رامي مات وهو مديون، وكان ليه شراكة قديمة مع رجل اسمه غالب عبد المجيد أبو ليان.
وغالب، حسب كلام الأم، هو اللي أوقع أبو رامي في فخ مالي، وسابه يغرق.
ولما مات، ما حدّش ساعدهم، ولا سأل فيهم.
الكلمة اللي أمه قالتها له وهو في أول جامعة، ما نسِهاش:إنت هتفضل طول عمرك ابن الراجل اللي اتداس عليه ولا هتقوم وتاخد حقك؟
ومن يومها رامي بدأ يخطط.
ما كانش بيخطط يقتل، لكن كان بيخطط يوجع.
ووجع الراجل الكبير؟ مش بالفلوس الوجع الحقيقي ييجي لما توجع بنته.
عشان كده لما شاف بوستات ليان اللي فيها شجن، وحدة، ووجع.
شاف فرصة.
شاف باب سهل لبيت مفتوح وقلوب مش محصّنة.
لكن، اللي ما كانش حاسبه إن قلبه، اللي اتعلم يبقى بارد، بدأ يحس بحاجة شبه الحنان.
وهو مش متعود على الإحساس ده، فبدأ يتوتر.
الساعة كانت تمانية ونص الصبح، الشمس لسه طالعة، ورامي قاعد على مكتبه في الشركة، قدامه شاشة مليانة أرقام، واتفاقيات، وبريد إلكتروني مستعجل.
لكنه ماكنش مركز.
عينه كل شوية على الموبايل، مستني رسالة من ليان.
هو نفسه ما بقاش فاهم ليه بقى مستني؟
هي مش أول واحدة يكلمها.
بس ليان فيها حاجة غريبة، رقيقة بزيادة ساذجة بنظافة بتحب بصدق بيخوف.
فتح محادثتهم وبص على آخر رسالة بعتتهاله:كان نفسي أحكيلك عن حلمي، بس خفت تقول عليه تافه.
رسالة بسيطة، بس كسرت حاجة جواه.
ده مش النوع اللي بيتكلم معاه بقلوب مفتوحة.
هو متعود على اللعب، على السيطرة، على أنا ماسك الخيط.
لكن هي؟
هي قلب مفتوح، وده مرعب.
لأن اللي قلبه مفتوح، ممكن تدخل جواه، بس كمان ممكن يكسرك لو خرجتي منه.