رواية خليل الروح الفصل الثالث بقلم مريومة
' ما شاء الله ، بتتضحكوا عادي كِده ، أومال فين العريس والعروسة الجديدة بجي !
التفت العيون إلي مصدر الصوت ، وساد صمت لثوانٍ من المُفاجأة
الشباب في نفسٍ واحد " البيج بوس"
هرولوا سريعاً تجاهه ليحتضنوه في منظر مبهج
وتوالت السلامات
الخال محمود وهو يحتضنه
' يخربيت دماغك ، توحشتني يا حيوان ،مقولتش ليه عشان نجيبك من المطار .
لم يستطع الرد من شدة هجوم عمه عبدالله وزوج عمته ليحتضناه
وبعدها والدته التي استقبلته بكثير من الدموع ، حتي وقف أمام جده ولم يسلم عليه
وقال بنبرة يشوبها العصبية
'كيف تسمح باللي حُصل إنه يحصل يا جدي ؟
الجد بعتاب
' كِده متسلمش عليا يا ياسين!
وضع يديه علي وجهه وأخذ نفس عميق ، ثم طبع قبله علي يد جده واحتضنه بحب واحترام
ياسين:- حجك عليا يا كبير ، بس اللي حُصل مخلي دماغي هتنفجر.
الخال محمود
'وإيه اللي حُصل بجي!
ياسين بضيق
' يعني مَتعرفش يا بوي! كيف بعد العشرة دي كِلتها تتجوز علي أُمي!
الجدة بصدمة
' يا مُري يا إبن بطني ! أتجوزت علي الست اللي شايلاك علي كفوف الراحة .
الخال عبدالله
' ليه كِده يا أخوي ، كيف قدرت تعملها دي!
والد ياسين وقف مصدوم من كلامهم ، حتي وقفت أمامة زوجتة خديجة وقالت بصدمة والدموع تملأ عيناها
' إنتَ إتجوزت عليا يا محمود! جلبك طاوعك وبقيت مع واحدة تانية غيري ، وبعد العُمر ده كله.
حاول يهديها وقال بصدق
'والله ما عملت حاجة يا جماعة ، جبتوا منين الكلام ده؟
نظر لياسين وقال بعصبية
'ما تُنطق يا حلوف ، جبت منين الكلام الماسخ دِه ، جواز إيه اللي اتجوزه يا مخبول إنتَ؟
ياسين
' مِنكم ! اومال أنا جيت كِيف؟ كلموني وقالولي الحق، أبوك اتجوز علي أمك ، فحجزت أول طيارة وجيت.
الخال عبدالله بتساؤل
' مين يا ولدي اللي كلمك، إحنا لسه عارفين مِنيك دلوقتي؟
صمت لثواني ثم اغلق عينيه وضغط علي أسنانه وبدأ يتجه لهم في خطوات بطيئة
نظروا لبعضهم البعض بخوف من القادم وفي ثواني كانوا يسرعون من أمامه
بعصبية شديدة وهو يذهب ورائهم
' بجي إنتَ يا بغل منك لِه تعملوا فيا كِده ، إقف مكانك منك ليه!
وليد بضحك
' والله ما أنا يا خوي ، هما العيال دول .
حمزة وهو يختبئ خلف جدته
' ماليش صالح أنا بالحوار ده ،إهدي كِده عشان إيدك جامده.
نظر لأولاد عمته وقال :- والثلاثي دول صغار أكيد مش منيهم الأفكار دي .
ولم يبقَ سوي أن ينظر للواقف خلف جده ، يلتمس منه القوة
مروان بخوف عندما نظر له ياسين بعصبية
'هو...هو هقولك ! أهدي كِده وهقولك والله ....يا جدي شوف بيبصلي كِيف ؟
سحبه من خلف جده بعصبيه ولكمه في وجهه وهو يقول:- دي كذبه حد يكذبها يا حلوف ؟ تعرف إنا جيت كيف ، ولا اللي حصل فيهم حالاً لما سمعوا الأخبار الطين علي دماغك دي؟
الجد بحزم :- ياسين ! أترك إبن عمك .
تركه بضيق : - شايف جنانه يا حاج؟
والد ياسين وهو يضرب مروان بخفه:- كُنت هاتجبلي مصيبة يا بغل إنتَ .
مروان بزهق:- بتضربوني ليه بجي ؟ المفروض تشكروني عشان خليته يرجع من السفر.
حمدت الله في سرها ان مروان قال أنها افكاره
ياسين:_ مش بالطريقه دي يا غبي .
حمزة أخ ياسين بضحك:- بس والله أفكار البت مريم جابت نتيجه أهو.
كُله نظر لها بنصف عين
هي بهمس:- يا حمزة الكلب ! والله لخلي البت خطيبتك تنكد عليك .
إتي اسمها علي مسمعه فأنتبه إلي موضع نظر الجميع
كانت واقفه بهدوء ولم يلحظ وجودها منذ لحظة دخوله ،
همس بداخله " العنيدة ...لسه علي حالها "
إبتسمت بهدوء وقالت :- حمد الله علي سلامتك يا واد خالي ، الدار نورت .
هز رأسه بقلة حيلة ، كيف سيفرغ غضبه عليها ، إن تعصبّ ، فجّده وأباه وعمه لن يسمحوا له ، وحدة لسانها لن يترك له فرصة ايضاً
اخد نفس عميق وقال
'الله يسلمك يا بنت عمتي ، مش هنسالك الحركة البايخة دي و...
قاطعته والدته وهي تحضن مريم بفرحة
' تسلم افكارك ودماغك دي يا مريوم .
خالها محمود
' لَبستيني في مصيبة بس مش مهم ، المهم إنك عرفتي كيف ترجعي الواد دِه .
ياسين بضيق
' والله ! الكُل فخور وفرحان بيها وبدماغها اللي عايزة الكسر دي ؟
رفعت رأسها بعدم إهتمام لحديثة وقالت :- بدأنا بقي !
إبتسموا عليها فقال حمزة بهمس لمروان:- لقد عادت العنيدة والعصبي .
مروان :- تحسهم ضرارير يا اخي ، مش بيطيقوا بعض من يومهم .
الجد بهدوء :- يالا يا ولدي عشان ترتاح شوية عبال ما يجهزولك لقمه تاكلها .
الجده بحنان :- هعملك كل الوكل اللي بتحبه يا ولد الغالي .
طبع قبله علي يديها باحترام ،وقال :- ربنا يخليكِ يا غالية ، هطلع انام شوي وانزل .
سار امامه الشباب حاملين الحقائب
فقال مروان بمرحه المعتاد :- تعالي بجي يا سيد الناس عشان تُشوفُ أوضتك اللي طهري اتقطم دي لما حطيتلك فيها الفرش .
نظر له باستغراب وقال :- مهي كانت مفروشه يابني ، محتاجة تتنضف بس وبعدين العيال دي رايحين فين اوضتي اهي .
حمحم حمزة وقال :- مهو إنت هتقعد في الأوضة دي يا خوي .
' ومقعدش في اوضتي ليه بجي ؟
وليد بضحك :- الحكومه وضعت يديها عليها .
لم يفهم كلامهم وتركهم واتجه لغرفته فتحها ووقت مصدوم ،
الالوان ..والاثاث ..وكل شئ مختلف تماماً
التسريحه وما عليها ...ركن الصلاة ..المكتبة المليئة بالكتب ..إين غرفته؟
قال بصدمه وهو. يُشير إلي الغرفة :- إيه دِه ؟ مين قاعد إهنه ؟
نظروا لبعض بتوتر ، فقال بعصبية :ـ مين اللي عمل إكده في الأوضة ، انطق إنتَ وهو ؟
قالوا بصوت منخفض" مريوم"
كان متوقع ، تركهم واتجه لاسفل ، وجدها تجلس بجوار أباه ويتحدثون
' إنتِ إزاي تسمحي لنفسك تخشي اوضتي وتعملي فيها كِده!
والده :- ياسين! صوتك ، كيف تزعق لمريم ؟
' الدلوعة بتاعتكم بهدلت الأوضة خالص.
قالت ببرود:- ليه ؟ لقيتي قالباها زريبه ولا إيه ؛ وبعدين مبقتش أوضتك يا واد خالي !
' يعني إيه الكلام دِه !
° يعني الأوضة دي فضيت من عشر سنين ! وأنا أخدتها وبقت بتاعتي ، يعني أنا جاعده فيها بقالي عشر سنين ، فبقت حجي خلاص .
تعصب وصوته ارتفع:- حجك منين يا بت إنتِ ، إزاي تسمحي لنفسك تعملي حاجة زي دي وتغيري كل حاجة في أوضتي ، تطلعي دلوقت تلمي حاجة من الأوضة وترجعي أوضتك تاني ، مفهوم؟
° لا مش مفهوم !
' بس إنتٓ وهي , بتعلوا صوتكم وأنا موجود .
نظروا لجدهم ،وصمتوا
وجهه الجد نظرته لياسين وقال :- مريم استأذنتي إنها تأخد أوضتك لما سافرت يا ياسين ، وقالت إنك لما تيجي هترجعهالك تاني ، بس إنتَ طولت ياولدي ، عشر سنين ومفيش مره نزلت فيها اجازة ، ودلوقت مطلعاش من أوضتها أنا بعد ما تعودت عليها واستقرت فيها .
قال بغيظ :- بس يا جدي أنا كمان معرفش اقعد في اوضة غير أوضتي .
والدته بحزن:- عرفت يا ولدي .وبقالك كتير في اوضة وبيت غير بتوعك .
الجد بهدوء :- أوضتك الجديدة كيف التانية بالظبط يا ولدي ، وكل حاجتك فيها ، وإنتَ الكبير يا ياسين ، هتعاند معايا ومعاها ولا إيه .
' ماعاش ولا كان اللي يعاندك يا جدي ، بس هي برضوا مُستفزة بطريقتها دي .
° مالها طريقتي بجي يا..
' مريم ! أنا نهيت الموضوع خلاص ، كل واحد عارف أوضته وأنتهينا ، وبعدين إنتوا مبقتوش صغار لمشاكلكم دي ، بطلوا خناق مع بعضيكم بجي .
تبادلوا النظرات ، تحدي من عنده وعصبية من عندها