رواية خليل الروح الفصل الرابع بقلم مريومة
' إيه الهدوء دِه ؟ فين الثنائي المُشاغب، مبيفطروش ليه؟
ضحكوا علي جُملتة ياسين ، رد أخوه حمزة
' مروان بيوصل مريم عشان عِندها إمتحان ، وهيستانها ويجيبها معاه.
قال بتساؤل وإستغراب
' إمتحان ! هي كملت تعليم المدلعة دي ؟ دي بتتعب من كتابة جملة والله.
حمزة بضحك :- المدلعة بتقبض بالدولار يا خوي، دي في حاسبات ومعلومات..وبتشغل في البرمجة وبتذل فينا .
قال بصدمة :- مريم !
والده :_ جرا إيه يا واد ، هو إنتَ كُنت سايب مريم فاشلة ولا إيه؟ دي دماغها توزن بلد.
قال بابتسامة:- لأ كنت سايبها عيلة عندها ١٢ سنه وبتتحجج بمليون حجة عشان تسيب المدرسة .
عمه عبدالله :- ولعند دلوقت عايزة تسيب الكلية .
ضحكوا كلهم ، وهو هز رأسة بيأس منها ، حتي مع عدم وجودها ، مجرد سيرتها بترسم إبتسامة علي وجوهم
ظل يتحدث مع اخوته وأبناء عمه وعمته حول أشياء كثيرة ، وعلي الرغم من أنهم كانوا علي اتصال دائم ببعضهم ، فإنه شعر كأنه لا يعرف عنهم شيئاً علي الإطلاق
كان يسمعهم وهو فخور بهم وبدراستهم وبأعمالهم ، ولوهلة شعر بأنه أضاع الكثير من المشاعر والذكريات بسفره للخارج بهدف إكمال تعليمه في مكان أفضل ، وفعل كذلك بالفعل التحق بكلية الطب وتخرج منها بأعلي الدرجات وبعدها رفض الرجوع لموطنه واستمر في شغله ودراسته وحصل علي درجة الماجستير ، عشر سنوات يرفض الرجوع أو حتي يأتي أجازة قصيرة .
تنهد ثم قال لهم :- تيجوا نتمشي برا شوية؟
قالوا بصوت واحد " يلا يا كبير "
.................
' السلام عليكم يا أهل الدار .
قالتها هُدي أخت مريم الكبيرة وهي تدخل بيت جدها ومعها زوجها معتز
الجد بترحاب وحنان:- وعليكم السلام بابت الغالي ، تعالي في حضن جدك.
اقتربت منه لتُسلم عليه
معتز بمرح:- بغير يا جدي خلاص سيب مرتي في حالها.
الجد بهمس لهُدي:- جبتيه معاكِ ليه ، هيفضل يقطع عليا كِده.
هُدي بضحك :- معلش يا جدي بجي ، جوزي برضك.
معتز :- بتتهامسوا في إيه ، هي فين مريم اللي بتقف في صفي ؟
' زمانها علي وصول ، تعالوا استريحوا يا ولدي.
جلسوا في قاعة البيت ، وأتت العائلة كلها لترحب بحفيدتهم الغالية
هُدي بإبتسامة :- حمدالله علي السلامة يا دكتور .
ياسين :- الله يسلمك يا أم ياسين.
معتز بقرف :- ياسين إيه ده اللي هسميه ! وإن شاء الله الجنين هيطلع بت .
ياسين بحزن مصطنع:- كِده يا صاحبي ، متسميش إبنك علي إسم صاحب عمرك؟
معتز بضحك:- ولا أعرفك يا عم .
ضحكوا علي مشاغبتهم
الخال عبدالله:- كيفك يا قلب خالك ، أوعي يكون الواد ده مزعلك.
قال أخر كلامه وهو يُشير إلي معتز
قالت بحب:- بخير الحمد لله يا خالي ، ومعتز شايلني علي كفوف الراحة والله .
' الزوجة الصالحة أهي يا خلق .
ضحكوا علي كلامه ، لكن صوتها العالي قاطعهم فجأة
° يا أهل الدار ، مريوم خلصت دراسة وجامعة وامتحانات و...
صمتت عندما لمحت أختها ، أسرعت تجاهها وحضنتها
° أتوحشتك جوووي يا هُدي .
هُدي حضنتها بحنان أم :- وأنا كمان يا جَلب أختك ، إنتِ بخير ؟
° طول ما أنتِ بخير أنا بخير .
معتز وهو يضحك :- أجبلكم اتنين لمون ياختي إنتِ وهي ، بس استني كِده..
أكمل كلامه وهو ينظر لمريم :- ما إنتِ كنتِ عِندِنا من كام يوم ، إيه بجي جو الدراما دِه .
قالت بضحك :- حساك مدايق مِني يا واد عمي ؟ خليك فاكر إن مريم بتقف في طهرك وقت الخناقات.
قال بمرح :- يا مريوم ، ده إنتِ جوهرة العيلة ، حد يزعلك منك ؟
رفعت رأسها بغرور وقالت:- خلاص يا واد عمي ، سامحتك..جدي واعمامي كيفهم ؟
'بخير الحمد لله ، خلصتي إمتحانات ترجعي علي نظامنا بجي.
ياسين بتساؤل:- نظام إيه ؟
الجد :- مريم بتروح بيت جدها سليمان كُل خميس وجمعة يا ولدي ، بتغيب عني اليومين دول وانا قلبي بيكلني ، بس ده بيت أبوها وجدها مقدرش امنعها عنه.
معتز بضحك:- بس يا جدي إحنا عايزين حقنا كامل ، البت طول فترة الامتحانات مجتش غير يومين بس، تبقي عندنا أسبوعين ورا بعض ، كده العدل يا جدي .
' لا لا ياولد هاشم ، الاتفاق اتفاق ، ومش هنغيره
هُدي بمحايلة:- يا جدي طب أسبوع كامل ، عيال اعمامنا كِلهم مستنينها تخلص امتحانات عشان تيجي تنور بيت أبوها.
الجد بضيق مصطنع:- أنتِ في صفهم ؟ ، أه طبعًا مانتي متجوزة واد عمك بجي .
معتز بفخر:- مرتي دي يا خلق .
مريم بضحك:- عارفين والله إنها مرتك ..وكمان انا مش جاية غير يوم الخميس لما البت فرح تخلص امتحانات الثانوية ، فريح دماغك بقي يا أخوي.
خالها محمود :- جدعة يا مريوم ..سكتّي اللي واكل دماغنا ده.
الجد بابتسامه:- طب إيه رأيكم نعمل عزومه يوم الخميس والعيلتين يتجمعوا مع بعض ؟
مروان:- والله فكرة حلو جووي ، بحب تجمع العيلتين مع بعض وبحب قعدة الشباب.
مريم بهمس وغمز لَه:- بتحب قعدة الشباب ؟ عليا يا واد دي عيونك نورت من الفرح هاا الفرح لما سمعت سيرة التجمع.
' هششش يا بت اسكتِ هتفضحيني .
قاطع همسهم ياسين وهو يقول :- اخبار اخواتك واولاد عمك إيه يا معتز ؟
' بخير يا صاحبي ، بنجهز لفرح عُمر أخوي علي يمني ، بت عمي حازم ، وهبة خيتي اتجوزت وسافرت مع جوزها برا مصر ، ومحمود واد عمي حازم لساته متخرج من طب وهيبدأ شغل ، وفرح خيته في ثانوية.
مريم بصوت مسموع:- فرح اه من فرح واللي في بالي.
نظروا لها باستغراب
مروان وهو يضع يديه علي وجهه:- هقتلها وادفنها ومحدش هيحس بحاجة
جدتها :- اتهبلتي يابت ولا إيه؟
قالت بغمز وهي تنظر لمروان:- لا يا جدتي بس سيره فرح عمر واد عمي خلاني افكر أننا لازم نشوف عروسة كِده ولا كِده لاخوي فرحة قلبي مروان.
كتم ضحكته وعض شفتيه وهو يقول
' حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ ..
فاكملت الجده:- تصدقي صوح عندك حق ..خلاص شوفيله بت من اللي هيبقوا موجودين في الفرح بجي.
قالت بابتسامه:- عيوني لمروان .
ضربها بخفه :- شوفي مين هجبلك اندومي من ورا أمي يا جزمة .
° ولا يهمني ..هخلي حد من العيال يجبلي يا رخم.
معتز وهو يقوم :- نستأذن إحنا بجي وباذن الله هقول لجدي ونيجي الخميس .
الجد وهو يقوم أيضاً:- ما تقعد يا ولدي.
'معلش يا جدي أنا كنت جاي بس أسلم علي ياسين وبأذن الله هنيجي تاني ، يلا يا هدي.
' يلا ..مريوم خلي بالك من نفسك يا جلبي ..ولما اتصل تردي عليا .
° حاضر يا ست هدي ، ده أنتِ تؤمري .
أبتسمت لها و ودعتها هي والعائلة وذهبت مع زوجها لبيتهم .
...........
مرت الأيام وعادت الحياة لروتينها المعروف..
الحياة تُشبه القطار السريع ؛ أيام تتوالي..ومحطات تفوت ..والعمر ينقضي سريعاً ، فلم الحزن؟ ولم البُعد ؟
في بيت مريم بعد أيام من زيارة العائلة
° يا بني سمع صح ، دخلت الكفار الجنه كيف ؟
صرخت في الأطفال وهي متعصبه أثناء حلقة القرآن التي تعقدها ثلاثة ايام من كل اسبوع في حديقة منزلهم لتحفيظ الاطفال القرآن.
الطفل بضحك:- ماهي كِده يا مُعلمتي ، أنتِ مضيقاني قوي.
قالت بصدمه:- أنا؟ أنا اللي مضيقاك يا شبر ونص إنتَ .
رد وهو بيشتكي
'آه ، مانا بقول من صباحية ربنا ، وإنتِ كل شوية غلط غلط.
مسكته من هدومه بغيظ :- عشان بتجول غلط يا اخوي ، مش حافظ ليه ؟
' سماح المرادي بجي ، خلي جلبك سُكر شبهك يا قشطه.
تركته مُندهشة وضحكت علي كلامه
' بتعاكس مُعلمتك عادي كِده .؟
نظرت خلفها وجدته يقف وعلي وجهه ابتسامه
' سايبه العيال تقولك قشطه وسكر يا مريم !
قالت بضحك:- أنا اللي معلماهم.
جلس بين الاطفال وقال:- علميني معاهم.
° اعلمك إيه أن شاء الله؟
' القرآن يا ست المعلمة ، هتعلميني إيه يعني ؟
قالت بهدوء وهي تجلس علي مقعدها
° إهنه بحفظ الأطفال بس يا دكتور ، لو عايز تحفظ روح للشيخ عبدالله هيحفظك.
قال بابتسامه:- بس انا عايز احفظ معاكم ، هتطروني ؟
° آه يا عم عادي هنطردك ..اتقضل بجي خلينا نكمل .
وقف بغيظ منها وقال وهو يغادر :- ماشي يا مريوم ، هيجيلك يوم وتحفظيني وتسمعيلي كمان ، يلا سلاام.
لم تفهم معني كلامه ولكنها لم تهتم بذلك واكملت ما تفعله