رواية بلقيس وانا الفصل الثالث 3 بقلم هيام شطا


 رواية بلقيس وانا الفصل الثالث 

استأذن بكل تهذيب من الدكتور ابراهيم ليخرج واخيرا سيعرف عدوه 
هتفت بلقيس من خلفه وهو يخرج مسرعا
عزيز فيه ايه 
التفت لها وقد عادت صفحة وجهه مبهمه لا تستشف منها شئ سالته بلهفه
فيه ايه يا عزيز
قال بصوت بارد 
مفيش يا دكتوره حصل حاجه فى الشغل ولازم انا اكون هناك
سالته والقلق مرسوم على وجهها 
خير يعنى ولا مشكله 
لمس اهتمامها قلبه قال بصوت حنون حتى لا يزيد التوتر لديها 
خير يا دكتوره امور الشغل مش بتخلص بعد اذنك
تركها وانصرف وعاد الغضب الذى كبحه فى صدره ليظهور مره اخرى وهو يجرى تلك المكالمه 
ايوا يا فكرى 
الكلب ده فين 
فى مخازن الصحراوى يا ملك 
محدش يقرب له أنا الا اما اوصل
تمام يا ملك
................... ..............
انتهى الطعام وجلست رحيل مع والدها واخواتها وايضا ذلك الغامض الذى تحاشى النظر إليها
بعد قليل قال سالم لها 
تعالى يا رحيل وقفت مع والدها وذهبت معه بعد أن استأذن من على

بعد اذنك يا على يا ابنى طبعا البيت بيتك
وقف على بتهذيب واستأذن هو الآخر
أنا كمان بعد اذنك يا حاج سالم انا كمان يا دوب الحق المغرب فى المسجد
تركهم وانصرف بينما جلست رحيل مع والدها 
قالت منى بطيبه خلصى يا حبيبتي مع بابا كلام وتعالى شوفى الحاجات اللى بابا بعت اشتراها لك
اومت رحيل بهدوء وبسمه مشرقه وكأنها كانت فى قفص من ذهب خيل لها أنه حياتها بينما هو سجانها
سألها سالم واخيرا ظهرة علامات القلق التى تنهش قلبه وعقله منذ الأمس ولكنه أخفاها داخله ولكنه 
الان نفذ صبره وظهر قلقه فى سؤاله 
رحيل حصل ايه يا حبيبتي واحكى كل حاجه مهما كانت صعبه عليك أو عليا
اومت رحيل بهدوء واستدعت كل ثباتها الانفعالى وبدات تقص على ابيها كل شئ منذ ذلك الحادث المشؤوم الذى دمر حياة اسيا وحياتها كلتا الفتاتين تدمرت حياتهما إحداهما أحبته بكل جوارحها ليجرحها هو بكل دم بارد والآخرى لم يستطيع الحصول عليها ليحيك لها الموأمرات هو وصديقه الخائن لينتهك حرمة جسدها وينتهك عرضها وشرفها فقط لانه أرادها ولم يستطع الحصول عليها
انتهت من حديثها وقد اختلطت دموعها مع صوتها وهى تنهى حديثها بقهر بينما تتذكر صوت يوسف وهو يروى وبمنتهى التبجح انه من خطط وفعل فعلته القذره فى تلك الفتاه البريئه 
وكانت هى السيف الذى قتل تلك الفتاه الذى قضى عليها 
بشهادتها معه وتبريئه من جريمته 
ربت سالم على كتف رحيل بحنان وقال لها 
خلاص يا حبيبتي الكابوس خلص وانتى بقيتى فى حضنى
نظرت لأبيها بأعين ملأها الندم وقالت وغضة مريره فى حلقها
انا اسفه يا بابا انى مسمتعتش كلامك
قال لها بحنان حتى يريح قلبها من الم الشعور بالذنب 
خلاص يا حبيبتي المهم انك معايا وفى حضنى
سالته بصوت منكسر 
هتعمل ايه يا بابا
أجابها بحزم
هعمل اللى اعمله ملكش دعوه بالموضوع ده 
قالت بصوت حزين طلقنى منه يا بابا
أجابها بحنان
حاضر يا حبيبتي بس قومى شوفى منى بعتت اشترت لك لبس وحاجات حلوه كتير يلا بقى غيرى هدومك واقعدى مع اخواتك واعرفيهم يا حبيبتى اخواتك وكل البلد هتلاقيهم بيحبوك
قالت وقد بدأ الحزن ينقشع عن عيناها.
حاضر يا بابا
...............................
وقف أمامه بطوله المديد بينما الآخر المقيد يرتعد خوفا من المصير المجهول الذى ينتظره 
ساله عزيز بدون مراوغه
مين دفع لك علشان تقتلنى يا رجح
ابتلع راجح بخوف وهو معصب العينين ولكنه يعرف صاحب الصوت كما يعرف نفسه أنه عزيز التهامى أو الملك كما يلقبه تجار السلاح والعمله فهو ملكهم رغم صغر سنه لما يتفوق به عليهم من اشياءكثيره
اجادته أكثر من لغه 
معرفته الممتازه بإمور الحاسب و البرمجه
وايضا ذكائه الحاد الذى يستطيع به أن يدخل كل الشحنات دون أن يعلم بها الأمن 
علاقته الممتازه مع رجال المافيا.
كل هذا جعله الملك وبجداره 
وايضا نجاحه فى مصر وأنه اشهر رجل اعمال
لا توجد عليه شائبه بأعماله 
أعاد عزيز السؤال مره اخرى على راجح ولكن تلك المره بصوت كاد يشتعل من الغضب
مين اللى أجرك تقتلنى يا راجح من غير لف ودوران علشان اللى هتشوفه على أيدى قليل عن اللى بتفكر فيه 
ارتعدت فرائس راجح 
ماذا يفعل.
تمسك بثباته الواهى وقال بثبات ظاهرى 
عيب يا عزيز طول عمرنا بنشتغل مع بعض وانت كبير سوق السلاح محدش اصلا يقدر يقف قصادك أو يفكر 
وقبل أن يتم راجح حديثه هدر عزيز بغضب وهو يجذبه من مقدمة ثيابه
وحياة امك انت هتشتغلنى يالا
انطق مين دفع لك 
قال وشفتاه ترتعش
محدش ومش انا معملتش حاجه اكيد انت فاهم غلط 
صاح عزيز بصوت جهورى 
فكرى
أتى إليه فكرى فى لحظه
قال بأمر 
هات الكلب التانى
وما هى إلا لحظه ودلف فكرى يجر خلفه أحد الرجال الذين اتفقوا مع راجح وخليل على سرقة صفقة السلاح من عزيز والذى استطاع أن يتعرف على راجح بعد أن رآه فى أحد المرات وهو يتفق مع من دفع لهم مقابل تخليص تلك العملية 
كان الاتفاق على أن يقضوا على رجال عزيز ويسرقوا شحنة السلاح 
لكى ينشغل عزيز فى البحث عن من فعل ذلك وتجرأ على الملك لكى ينسى امر شراكته مع الدكتور ابراهيم ولكن
راجح خالف الاتفاق وكان يريد قتل عزيز لكى يعتلى هو عرش تجارة. السلاح
ويصبح من السهل عليه إقناع خليل الذى أصبح يكره افعال ابن أخيه ويرى أنه أصبح خطر عليهم يقنعه بالتخلص منه 
دلف فكرى بعد قليل يجر خلفه الرجل الوحيد الذى استطاعوا رجال عزيز من القبض عليه وهو من تعرف على راجح
سأله عزيز وهو يقف بجوار راجح بصوت يشبه الفحيح
ده الباشا اللى اتفق مع الراجل بتاعكم على العمليه يالا 
نظر هذا الشخص بتأمل وهو يرتعد إلى وجه راجح وهتف وكأنه نجى بحياته 

هو ده يا باشا 
صاح راجح بخوف .
هو مين ده يا زفت انت انا معرفكش 
صاح الرجل بخوف وهو ينظر إلى عزيز.
والله هو يا باشا وكمان كان بيقول للراجل اللى قبضنا 
مش عاوز راجل فيهم يعرف التانى ولا حد يعرفني ولا يعرفك 
صرخ راجح بزعر
ده مجنون وانا هعمل كدا ليه 
تعالا صوت راجح وصوت الرجل الثانى 
زمجر عزيز بغضب 
اخرصوا انتم الاتنين
فكرى.
..أوامرك يا باشا
قال عزيز والغضب كاد أن يشتعل من عينيه

خد الراجل ده من إدامى
اخد فكرى الرجل 
وبقى عزيز وراجح فى الغرفه 
اغلق عزيز عينيه بصعوبه لكى يسيطر على طاقة الشر التى تولدت لديه من غضبه

قال بهدوء ظاهرى لراجح الذى وقف كالفأر الذى وقع فى المصيده
ها يا راجح هتقول بالذوق ولا اخلص عليك
قال راجح بشفا مرتعشه 
صدقنى يا عزيز مش انا 
اخرج عزيز سلاحه من خصره ووجهه لوجه راجح وقال ببرود 
هعد لغاية تلاته يا تقول مين اتفق معاك يا. نترحم على نفسك من دلوقتى 
واحد اتنين 
وقبل أن ينطق الثالثه 
صرخ راجح وهو يجثوا أمام قدم عزيز
هقولك بس ابوس ايدك تحمينى
هدر عزيز بغضب
اخلص 
عمك عمك يا ملك هو اللى خطط لكل ده 
نزلت كلمات راجح المسمومه على عزيز وكأنها قنبله فجرت كل حب عزيز لعمه خليل وايضا قضت عليه تلك الكلمات ولكن الشك ساوره مره اخرى 
نعم هو على خلاف مع عمه ولكن ليس لدرجة القتل
والحق أن عزيز على حق عمه لم يكن يريد قتله ولكن بعد تلك الأفكار
الشيطانيه التى غرسها راجح فى عقله أراد قتله 
ولكنه لم يبوح به عندما أحس أن عزيز يخرج من تحت سيطرته ويتسرب من بين يديه ويفقد شغف حب المال ليجد شغف اخر يسيطر عليه شغف عائلة ابراهيم الحديدى او بالمعنى الاصح تلك الطبيبه التى تسحبه إلى بحورها دون أن يعلم
هدر عزيز مره اخرى وهو يضرب راجح فى وجهه يطرحه أرضا 
اخرس يا كلب عمى استحاله يفكر كدا
ثم مسكه وانهال عليه باللكمات فى وجهه
كاد راجح أن يفقد حياته
وكان عليه أن ينقظ حياته بمعلومه 
تقنعه أنه عمه من أراد قتله 
وقف عزيز واعتدل ومسك سلاحه مره اخرى لكى يطلق النار على راجح 
لينهى تلك المهزله فعمه مهما حدث لن يفكر حتى مجرد تفكير فى ذلك الأمر إلا أن راجح صرخ بخوف.

عمك عارف انك بتحب الدكتوره بنت ابراهيم الحديدى وامرنى أسرق الشحنه واخلص عليك علشان عرف انك كدا بقيت خطر عليه لو قلبك حب حد وبقى عندك نفطة ضعف

وكأنها كلمات فعلت به مفعول السحر 

كيف علم عمه أنه يحب بلقيس 
وهل يحبها فعلا وعمه علم ما يخفيه هو عن نفسه وكيف سيصبح خطر على عمه 
نعم هو كره طريق الحرام ومقته 

ويرى فى جمال وصفاء عينيها لذة وحلاوة طريق الحلال وهذا ما شعر به خليل وحذره أكثر من مره من هذا الأمر 
صاح عزيز بغضب
فكرى
أوامرك يا باشا 
خلى الكلب ده تحت عينك لو هرب منك روحك قصاده

حسنا الان استطاع راجح أن يأخد نفسه فهو قد نجى الان ولكن عليه أن بهرب من هنا فعزيز لم يعد يؤمن 
غدره بعد كل ما حدث
......بلقيس وانا بقلمى هيام شطا....
يومان وهو مختفى بعد أن استأذن من حفل عقد القران
يومان لم يحدثها 
يومان لم يأتى إلى المشفى 
يومان تريد أن تتحدث معه تطمأن عليه ما هذا الأمر الطارء 
دلف فى ذلك الوقت يونس
وهى غارقه فى تفكيرها
هتف يونس بنفاذ صبر.
بعد انا نادى عليها عدة مرات
ولم تجيب 
بلا 
دكتوره بلقيس
اخيرا انتبهت وقالت بصوت مشتت 
خير يا يونس عامل دوشه ليه
قال بصوت مصرحى مرح
انا عامل دوشه ولا انتى اللى مش معايا يا بلا اللى واخد عقلك
قالت بجديه مصطنعه حتى لا ينكشف أمرها
المستشفى طبعا فيه ايه يا يونس
قال وهو ينظر لحدتها التى تحول لها الحديث
فيه ايه. يا بلقيس انا بهزر
قالت بخجل من هجومها الغير مبرر على يونس 
معلش يا يونس انا بس مضغوطه اليومين دول فى المستشفى وانا لوحدى فيها والشغل كتير والمدير مختفى 
هنا وضع يونس يده على السبب فهى غاضبه بسبب غياب أخيه الغير مبرر
ترى هل احتل أخيه تفكير تلك الجميله 
حدث نفسه 
ولما لا فهو وسيم حد الهلاك
قال بمكر وهو يدعى البراءه
اه فعلا الشغل كتير عليك واخويا ده مستهتر انا لازم أقوله
سالته والفضول يكاد يقتلها 
هو فين
قال يونس وهو يبتسم
مش عارف بس اكيد اول ما يظهر هقوله
سالته مره اخرى 
هو بيختفى كدا دايما
مش دايما بس اكيد ده شغل وهيظهر اول ما يخلصه
شردت قليلا ثم سالت يونس كى تغير الموضوع أن كان قد اختفى من أجل عمل فلم تقلق عليه من الأساس هنا زجرة نفسها ووبختها 
انت كنت عاوز ايه يا يونس
اعتدل يونس فى جلسته وقال بطريقه مرحه
كنت عاوز اخد اسيا النهارده تتفرج على الفيلا وقولت اعزمك معانا نغير جو
قامت وقد شقت البسمه وجهها وقالت بسعاده 
وهى تدفعه 
وابقى انا العزول روح يا دكتور انت وخطيبتك وشوفوا الفيلا براحتكوا 
وأخرجوا براحتكوا انا ورايا شغل كتير مش هبقى انا واخوك
هتف بمرح وهو ينساق خلف يدها التى تدفعه
خلاص خلاص ملكش فى الطيب نصيب
........................
نائم براحه يدفن وجهه فى تلك الوساده عارى الظهر وقفت خلفه تطلع له تمنى نفسها بقربه فهو على تلك الحاله منذ يومان منذ أن جاء إليها وهو مخمور وملابسه مبعثره بشعر أشعث حينما ارتمى فى أحضانها وقال بصوت متعب
عاوز انام استند عليها إلى أن وصل إلى الفراش ارتمى عليه ولكنها لم تتركه ساعدته فى خلع ثيابه 
ولكنه ابعد يدها بجفاء وقال لها بأمر وكأنه استفاق الان من لمسة يدها على جسده حين مررت على يدها بأغواء عليه.
اطلعى بره يا دره ومتصحنيش 
الا اما اصحى لوحدى
علمت أنه هناك أمر احزنه فهو عندما يتعرض لصدمه أو يحزن حزن شديد يهرب إلى النوم
فهو عند موت أبيه تتذكر أنه نام اسبوع لكى يهرب من الأمر الواقع ترى ماذا حدث لك يا عزيز 
تركته للنوم وخرجت خارج الغرفه
ولكنه كان مستيقظ يعيد كل ما حدث مره اخرى. 
عمه يريد قتله 
ترى هل هو صاحب القرار ام هو والمافيا 
ماذا فعل لكل هذا
لابد أن يعرف كل شئ وينتقم اعتدل فى جلسته ونادى بصوته الجمهورى
دره
أتته مهروله
عيونى يا ملك
قال لها بأمر
جهزى هدومى والحمام 
اقتربت منه وهى تتعلق فى رقبته 
حاضر يا حبيبى بس كلك لقمه الاول بقالك يومين ماكلتش حاجه
أجابها وهو يبعدها عنه 
اخلصى يا دره جهزى الحمام والهدوم

قالت بغضب 
مالك يا عزيز متغير من نحيتى ليه.
أجابها بنفاذ صبر .
ولا متغير ولا حاجه اعملى اللى بقولك عليه من غير اساله كتير يلا
انصاعت لطلبه وهى حزينه فهو بالفعل تغير عليها ويوما بعد يوم يبعد عنها
..............................
لم تصدق نفسها من جمال ما ترى فهى عند ابيها تنعم بالامان والدلال من الجميع 
وقفت تتفقد نفسها بذلك الفستان المحتشم الرائع الذى اختارته لها زوجة أبيها منى تلك السيده الحنونه التى تذكرها بحنان زينب تلك السيده التى ربتها ولم تفرق بينها وبين ابنائها أو ابن خليل المدعوا زوجها التى كانت فى عشقه متيمه ولكنها استيقظت على تلك الحقيقه المخجله وايضا المره .هو لم يحبها ولم يراها من الأساس هى كانت بالنسبه له
مجرد حصن امان يحتمى به زوجها الندل وأبيه الحقير زوج خالتها الخادع
رحيل 
رحيل 
علا صوت أخيها مراد خلفها
إجابة عليه لبسمه مشرقه
انا هنا يا مراد
دلف إليها و جهه بشوش يحمل لها حب كبير 
سألها وعيناه تتاممأملها.
تحبى تيجى معايا نشوف ارض بابا وتغيرى جو ونروح الاستراحه بتاعتنا كلنا هناك النهارده 

قالت ببحبه فهى قررت أن تخرج من ثوبها الحزين الضيق وتترك نفسها تسعد بقرب أهلها وتنعم بدفئ حياتهم 
مواقفه يلا بينا
وصلت إلى الاستراحه 
وجدتهم جميعا هناك حتى على ذلك الشاب الغامض الذى اوصلها لبيت ابيها 
جلست بجوار ابيها الذى اغدقها بدلاله وحبه قال عندما لمحها 
اهلا بالغاليه نورتى ارضك واستراحاتك يا حبيبتي 
قالت بخجل من نفسها فابيها رجل حنون اغدقها بحبه ونسى أنها كانت ابنه عاقه له
الارض و الاستراحه والدنيا كلها منوره بك يا حبيبي 
قالت منى التى دلفت بعدها هى واخيها الصغير 
محمود وهم يحملون الطعام شوفوا يا اولاد الحاج سالم بقى يقول كلام حلو فين كلامك ده من زمان يا حاج
قال بمحبه 
وهو انا مش بقولك انتى وأولادك كلام حلو ولا ايه يا ام مراد 
خجلت منى من حديث زوجها الحنون وقبل أن تجيب 
هتفت رحيل بمرح حتى تبعد الخجل عن زوجة أبيها الحنونه 
دا نظام غيره ولا ايه يا ماما منى
قالت منى بسماحه
اغير من بنتى داانتى نورتى البيت وعملتى له روح يا حبيبتي 
بدل ما كنت هتحول راجل كلهم رجاله مش عارفه اعمل ايه فيهم 
قالت رحيل بمحبه ولا تعملى اى حاجه انا جيت خلاص هنبقى أصحاب ولا ايه رايك
قالت منى بمحبه لتلك الفتاه فهى بالفعل حنونه كامها 
لاء يا روحى هتبقى احلا بنوته وانا امك 
احتضنها رحيل وقالت بمرح وهى تخرج لسانها للجميع 
احلا ماما فى الدنيا
ضحك الجميع وانقضى اليوم بين المرح والحب والدفئ العائلى الذى افتقدته رحيل واخيرا عادت بين احضان أهلها
وقفت تتأمل الشمس وهى تختفى بين تلك الأراضى الخصراء وكأنها تحرق أطراف الشجر.
وقف على بجوارها
ولم يستطع منع عينيه من النظر إليها فهو يعرفها جيدا كم سمع لعمه وهو يبكى من جحودها وكم واساه وكم طيب جرحه
وكم أخبره أنه سيأتى اليوم الذى تعرف فيه الحقيقه وتاتى لأبيها نادمه ويبدوا أن الوقت جاء وبسرعه
ولكن السؤال الأهم هل اذا عاد زوجها المزعوم معتذرا كما يقولون ماذا سيكون رد فعلها
هل ستغفر وتعود وتكسر ابيها مره اخرى ام ستبقى
وقف بجوارها وسألها مباشرتا دون مراوغه

لو رجع ياخدك ويصالحك هترجعى له

نظرة له ببطئ وهى تحاول أن تجمع كلمات سؤاله لتستوعبها اخيرا 
قالت وهى تتصنع عدم الفهم 
نعم بتقول ايه حضرتك
قال مباشرتا فهو واضح لا يحب المراوغه.
انتى سمعتى الكلام كويس
قالت وقد بدأت تغضب
دى حاجه متخصكش
وقبل أن تنصرف 
وقف أمامها وقال بجديه

فعلا حاجه مليش اتكلم فيها بس فيه كلمتين لازم تعرفيهم 

مش عاوزه اعرف حاجه
قالت بإصرار وهى تحاول أن تتخطاه
اعترضها مجددا وقال
لاء لازم تعرفى أن ابوك كان مكسور من اللى عملتيه فيه وبعد فرح سيادتك دخل المستشفى كان عنده شبه جلطه ولولا ربنا سترها
الحمد لله عدت على. خير 
انا بحذرك لو لسه هتكرريها وتعصيه محدش هيقف لك الا انا ومش هترجعى للإنسان ده لو الدنيا اتهدت
وقفت تستوعب حديث ابن عمها والان فقط عرفت سبب غضبه منها
فهى إصابت ابيها بالمرض 
وأبيها عفى عنها ولكن يبدوا أن ذلك العلى مازال لم يعرفوا أو يصدق أنها ندمت وعادت تجر أذيال الخيبه

قالت بغضب اشتعل فى صوتها من
طريقة حديث ابن عمها وايضا 
غضبه الغير مبرر منها
اولا انت ملكش دعوه بيا ولا بحياتى 
ثانيا انا لو هموت عمرى ما هعمل حاجه تكون سبب فى ازية بابا وابعد عن طريق
دفعته بيدها ومرت من جانبه هتف خلفها بصوت ماكر
طيب من غير لمس علشان متوضى 
صمتت من حديث الذى لا يمت للحديث السابق باى شىء ولكنها لن تصمت نظرت له وقالت بصوت غاضب منه

الترعه مليانه يا شيخنا اشرب واتوضى منها
علت الدهشه وجه على الذى ظن أنها ستصمت ولكن يبدوا أنها لن تصمت وهو أيضا لن يتركها تصمت
.............................
وقفت اسيا مبهوره من جمال تلك الفيلا الصغير الجميل كجمال صاحبها 
هادئه بهدوئه تحمل روح يونس الجميله فى كل شئ
سألها يونس وهو يتأمل جمالها فهو غارق لاذنه فى عشقها لا يعلم متى واين وكيف احبها ولكنه احبها وهى الان له هذا ما يهم 
عجبتك يا سو
قالت بصوت يقطر فرحا
جميله اوى يا يونس
يا الله لما اسمه يصبح بتلك الحلاوه حين تنطقه
اقترب منها والمكر يتلاعب فى عينيه
يعنى مش هتعيرى فيها حاجه
قالت بعفويتها الحلوه
لاء طبعا دى روعه
اقترب اكثر وهو يدرس كل خطوه يقوم بها فهو لم ينسى رجفتها بين يديه يوم عقد قرانهم فهو علم أنها مازالت تخشى اقتراب اى احد منها وما تقوم هى به مجرد محاولات منها للتعايش مع الواقع الذى فرضه هو عليها بتسرعه فى الحصول على شفائها ولكنه أدرك أنها لم تتعافى بعد 

اقترب اكثر إلى أن أصبح أمامها 
نظر فى عيناها التى اخفتها عنه وهى تنظر بعيد عن مرمى عينيه
احتصن خصرها بين يديه ورفع ذقنها بيده الأخرى 
تحولت اسيا فى لحظه إلى كتلة من الجمر الملتهب على وجنتيها وايضا اصحبت يدها مثل الثلج
قالت بصوت مرتجف

يونس
أجابها بصوت مطمان هادى وهو ينظر إلى عيناها
عيون يونس
ابعد 
قال بوله
مش قادر
تملك الخوف منها ورفعت يدها لكى تدفعه بعيد عنها ولكنها كانت اغبى حركه منها عندما وضعت كفيها الصغيرين على صدره العريض
لتدفعه بعثرت دقات قلبه وفعلت به الافاعيل من مجرد لمسه 

قالت بصوت متلعثم
يونس ابعد انا....
أوم لها لكى تتحدث دون خوف فهو يعلم كل مخاوفها ويريدها أن تواجهها وتتعافى منها
انتى ايه يا سو 
انا ....انا خايفه
شدد من يديه حول خصرها وقال 
منى
قالت وقد بدأ صوتها فى الاختفاء من خجلها وخوفها
مش عارفه
فك حصار خصرها ولكنه جذبها فى لحظه إلى حضنه وهمس بجوار أذنها بصوت يقطر حنان
انتى فى حضنى اخر مكان ممكن تخافى وانتى فيه يا اسيا 
انتفضت اولا ثم بعد لحظه هدأت فى أحضانه وهدات مقاومتها
قالت بصوت يرتجف من الالم
انا خايفه طمنى يا يونس.
انشق قلبه من الحزن عليها ولكنه ربتب على كتفها بحنان وقال وهو يستنشق عبير شعرها
أنا معاكى علشان اطمنك واخليكى تعيشى تانى 
فتحت عيناها وهى مازالت بين أحضانه وللغرابه انتهت رجفت الخوف التى تنتابها إذا رأت أحد الرجال أو اقترب منها أحد 
نعم هو امانها الذى لا تخاف من اى شى وهو معها 
ابتعد عنها قليلا ولكنه مازال يأسرها بين يديه نظر لها وقال وهو يمنع نفسه عن قطف قبله من شفتاها المغريه التى تضغط عليها باسنانها 
وقال بشى من المرح وقليل من الوقاحه قصدها يونس حتى تعتاد عليه فهو زوجها ويريدها أن تتحرر من قيود تلك الجريمه التى والحمد لله رغم بشاعتها الا أنها كانت مغيبه فيها عن الواقع
بطلى تغضى شفايفك الحلوه دى مد يده وحرر شفتاها من بين أسنانها وقال وهو يميل عليها يقبل جانب شفتاها 
الشفايف الحلوه دى اتخلقت علشان كدا اقتنص الماكر اول قبله منها وهى مخدره بحديثه العذب دفعته بعيدا عنها حين وعت على نفسها وقالت وهى تخرج خارج الغرفه 
ابعد يا قليل الادب 
ضحك بصخب وقال وهو يجرى خلفها من غرفه الى غرفه وهى تجرى وتضحك وكأنهما طفلين يلعبا فى أرجاء المنزل 
دى بوسه بريئه يا سو بعد الفرح هقل ادبى 
انطلقت أمامه وهى ما زالت تضحك وقالت بصوت عالى وانفاس لاهثه من الجرى 
مفيش كدا يا يونس متخوفنيش منك
ومع اخر كلماتها مسك ذراعها انتفضت حين مسك بها ولكنه قال بصوت حنون
مفيش اى حاجه هعملها تخوفك يا روح قلب يونس انا كفايه عليا ابص فى الوش الجميل ده كل يوم 
تورد وجهها من غزله نظرت له بشك وقالت بجد
أجابها بجديه حتى يطمأنها
جد الجد يا روحى 
الان استطاع يونس طمأنتها وخطب ودها ونزع اى خوف منه تجاهها 
...........................
اليوم الثالث بدأ واوشك على الانتهاء وعزيز مازال مختفى وهى لم تعد تتحمل غيابه
اخرجت هاتفها وتغلب قلقها على كبريائها
وطلبته
كان جالس فى سيارته يفكر كيف له أن يخرج من تلك الدوامه دوامة الشك 
هل أراد عمه أن يقتله حقا 
هل يصدق راجح
اجابه عقله بشى من الاقناع
ولم لا يصدقه فهو أخبره أمور لا يعلمها الا هو وعمه 
هل وصل خليل إلى حقيقة مشاعره نحو بلقيس وهو كان جاهلا بها
هل احبها وتعلق قلبه بها
كل تلك الاسئله تعصف براسه والسؤال الاهم كيف سينجوا من تلك الورطه فهو فى كل الأحوال سواء أراد عمه أن يقتله أو تجار السلاح الآخرين أصبح هدف للموت كيف ينجوا ويحمى أخيه وأمه وهى 
نعم فقد فضحه قلبه وعينه وعلم الجميع أنه يهتم بأمرها ولابد وأنها هى أيضا دخلت دائرة الخطر
ماذا يفعل كاد راسه ينفجر وهو يفكر
وفى وسط تلك الزوبعه من التفكير علا صوت هاتفه نظر للهاتف وجدها هى من تتصل 
تناول هاتفه واجاب عليها ببرود تصنعه حتى يجعلها خارج دائرة الخطر
الو يا دكتوره
إجابته بلهفه
عزيز انت كويس
قال بنفس الصوت البارد
انا تماما خير متصله ليه
خجلت من نفسها وايضا من تسرعها الغبى فيبدوا أنه بأفضل حال وعاد لتجهم الرد معها مره اخرى لامت نفسها الف مره على خوفها عليه
قالت بصوت لم تتحكم به صوت غاضب من برود رده
فيه ورق محتاج امضة حضرتك يا مستر عزيز لو سمحت اول ما سيادتك تلاقى وقت للمستشفى عدى امضيه وخلصه

اشتعل هو بالغضب حين اختفت نبرتها القلقه عليه وتحولت إلى ذلك الصوت البارد 
ولكن لماذا يغضب هو من أراد ذالك 
قال بغضب 
تمام هخلص شغلى واعدى على المستشفى
قالت وهى تغلق الخط
براحتك
أغلقت فى وجهه مباشرتا دون أن تنتظر رده
جعله يشتعل أكثر واكثر ركب سيارته وانطلق لها ليعرفها كيف تتحدث هكذا مع الملك بلقيس وانا بقلمى هيام شطا 
...........................
رايح فين
سوأل بسيط ساله خليل ليوسف الذى كاد أن يخرج بسيارته من باب البيت
اجابه يوسف بلا مبالاه
خارج
قال خليل
مفيش خروج الا اما نروح نصالح مراتك ونجيبها
نظر يوسف لأبيه باستنكار 
اجيبها فين
هنا 
هنا فين بعد اللى سمعته منى يا بابا 
قال خليل بعدم اكتراث
بسيطه اتاسف لها وكلمتين حلوين تاكل به عقلها هترجع معاك تانى
ساله يوسف بشك
ممكن ترجع
اجابه خليل بتأكيد 
لازم ترجع معاك دى صمام الأمان لنا كلنا مفكرتش يا بيه انها ممكن تبلغ عنك بالكلام اللى سمعته من سيادتك والقضيه تتفتح تانى ونرجع تانى لنفس المتاهه
عندما تغير وجه يوسف الذى تحول إلى الأصفر الشاحب علم خليل أنه وصل لمبتغاه قال يوسف وعلامات القلق على وجهه
تعالى معايا يا بابا نجيبها من عند ابوها
هتف خليل بسعاده 
عين العقل يا حبيبي 
كان خليل يعلم أن رحيل لن تخبر الشرطه عن ابنه ولكنه يريد أن تظل زوجته لانها انسانه طيبة القلب ستسعد ابنه وتبعده عن طريق الشيطان الذى مشى فيه
ولكنه نسى أن يحسب فى حسبته الذى يريد فيها كل شىء جميل ومثالى لابنه أن رحيل تغيرت وأصبحت تحتمى تحت جناح ابيها ولن تعود له مره اخرى 
.............................
احترقت من الغضب ومن نفسها ومن خوفها عليه لما تهتم لأمره اصلا 
خرجت تمر فى المشفى بين المرضى عل تلك الجوله تخفف عنها غضبها منه
ولكنها لم تهدأ بل ذاد غضبها منه عادت مره اخرى لمكتبها دلفت بغضب وهى تبرطم من بين أسنانها 
فاكر نفسه مين
أتاها صوته الساخر من داخل مكتبها 
عزيز التهامى 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1