رواية أسرتى قلبى الفصل الثالث بقلم هدير الصعيدى وولاء يعقوب
كان عز يجلس فى المعرض الخاص به يتابع لوحاته وهو يبتسم فى رضا وسعاده ويحمد ربه على ما وصل إليه حينما دخل عليه شخص لم يكن يتوقع قدومه على الإطلاق !!!!
عز بإندهاش وهو يقف : منصور !!!
منصور : إزيك يا خووى عامل إيه ؟؟ .. كدا تهج من مصر ومنعرفش عنك حاجه بقالك سنه كامله
عز بإستغراب : منصور أنت عرفت إنى هنا إزاى ؟
منصور وهو يجلس : هتفضل تسألنى كتير إجده ومتجوليش حمد الله على سلامتك يا خوى , مكنتش عايز تشوفنى ولا إيه ؟
عز : لا طبعا مقصدشى كدا بس مستغرب بس , حمد الله على السلامه يا منصور نورت إسكندريه
منصور : البلد منوره بناسها يا خوى وأنت خلاص بجيت من ناسها ... مرتك عامله إيه ؟؟
عز بقلق : الحمد لله بخير , منصور هو أبويا جراله حاجه ؟
منصور : جرى إيه عاد يا ولد أمى وأبوى أنا مهجيلكشى غير فى حاجه وحشه ولا إيه ! .. أجعد إجديه عشان عايزك فى موضوع
عز وهو يجلس : خير يا منصور
منصور : بص يا خوى أنت عارف إن أبوك مكنشى موافج على موضوع جوازك ده وأما أنت عصيته جا....
قاطعه عز بعصبيه : تانى يا منصور هو أبويا بعتك تانى تسم بدنى بالكلام ولا إيه
منصور : جرى إيه عاد متسيبنى أكمل حديدى معاك للأخر , أبوك وجتها حرمك من الميراث كلاته وأخد منيك الأرض كمان ... وأنا ميخلصنيش يا خوى الى أنت فيه عاد , فأنا عندى حل وجيت أعرضه عليك
عز بإستغراب : حل إيه ده ؟!
منصوره بنظرات ماكره : إنك تبيعلى أرضك ,, لأن أبوك زى ما أنت شايف إجده مراضيش يحاكيك واصل وحتى لو رجعهالك هتعمل بيها إيه عاد ,, أنت معتفهمشى فى موضوع الأراضى ده
عز بإستغراب : أبيع الأرض !!!! ..... بس أبويا هيقول إيه لما يعرف إنى بعت الأرض ليك
منصور بمكر: ملكش صالح أنت عاد بالى أبوك هيجوله , مهيعرفش أصلا حاجه من دى وبعدين أنا بجولك إن مصلحتك عندى أهم حاجه وإنى ميخلصنيش إنك تكون محروم من مالك إجده
عز بإبتسامه هادئه : مش عارف أقولك إيه يا منصور أنا متشكر أووى بجد بس إحنا المفروض نجيب حد يتمن الأرض وكدا وبعدين ........
قاطعه منصور : متشغلش بالك أنت بأى حاجه من دى .. أنا هخلص كل حاجه
عز بهدوء : طب يلا بقى بينا عشان تروح تشوف فريده وتسلم عليها وتتغدى معانا
منصور وهو يقوم : لا مهينفعش واصل يا خوى لازم أرجع على البلد عشان ما غيبشى على أبوك وهرجعلك تانى جريب ومعايا العجود والفلوس
عز بحزن : سلملى على أبويا يا منصور واحشنى أووى
منصوروهو يبتسم فى خبث : بكره كل حاجه هتتحل يا خوى متشغلش بالك , ربك كريم
عز: أمين يارب
فى مساء نفس اليوم
كان عز جالسا مع فريده يشاهدون التلفاز وقد قام بسرد ما حدث معه لها
فريده بإستغراب : مش عارفه يا عز الموضوع مش مريحنى ,, وبعدين أنت عارف أصلا تمن الأرض كام ولا مساحتها بالظبط ؟ مش المفروض تسافر معاه وتشوف كل حاجه بنفسك
عز : أخويا وعايز يساعدنى يا فريده متخليش ظنك وحش كدا وبعدين سيبينى أنا فرحان إن هيجلينا مبلغ كويس عشان المفاجأه الى أنا محضرهالك ... أنتى وشك حلو أووى عليا .. ربنا يخليكى ليا يارب
فريده بإبتسامه ومازال بداخلا بعض القلق بشأن بيع الأرض : ويخليك ليا يا حبيبى .. ثم صمتت ونظرت بإتجاه عز ووضعك يدها على وجنته : ربنا يحميك يارب يا عز
إبتسم عز وقام بإحتضانها وهم بتقبيلها ولكن قام الطفل بركلها بقوه فتأوهت
فريده : أأأأأأأه
عز بقلق : مالك يا فريده ؟؟
فريده بألم وهى تمسك ببطنها من الأسفل : متشغلش بالك يا حبيبى , أنا كويسه .. شويه تعب بس وهيروحوا لحالهم متقلقش
عز : لا أنتى شكلك تعبان .. أوديكى المستشفى يا فريده
فريده وهى مازلت تتألم : لا يا حبيبى ده بس إبنك بيرفس .. ماشاء الله حركته جامده
عز وهو ينظر إليها ببعض القلق : طب قومى يلا عشان تستريحى شويه , أنتى واقفه طول اليوم ف الشقه وبعدين أنا قولتلك تستريحى ومتتعبيش نفسك فى حاجه
فريده وهى تسير مستنده على عز : بتعب من النوم طول النهار يا عز
وما إن وصلا الى الغرفه حتى ساعدها على النوم فى الفراش ودثرها جيدا بالغطاء ونام بجوارها بعد أن طبع قبله على جبينها
بعد منتصف الليل بثلاث ساعات
شعرت فريده بضربات شديده أسفل بطنها ووجع شديد فى ظهرها ولم تستطع النوم وظلت تتوجع فى الفراش وتكتم تأوهاتها بيدها حتى لا يستيقظ عز من النوم ... إلى أن إشتد الألم بطريقه لم تتحملها فخرجت منها صرخه بصوت عالى أدت إلى إستيقاظ عز الذى بدوره لم يستطع النوم جيدا بسبب خوفه عليها
عز بقلق : إيه يا فريده مالك تعبتى تانى ولا إيه ؟
فريده بوجع والدموع تترقرق فى عينيها : مش قادره يا عز , أأأأأه أنا تعبانه أووى وضهرى بيوجعنى جامد و .....
ثم صمتت فجأه وجحظت بعينيها حينما شعرت بنزول ماء منها وقالت : عز أنا تقريبا كدا بولد
هب عز واقفا وهتف : إإإإييه ؟! بتولدى
وظل يجوب فى الغرفه وهو يهتف بقلق : طب أعمل إيه ؟ , أنادى ماما وفريد ؟
ثم نظر بإتجاه فريده فوجدها ممسكه بأسفل بطنها وتكتم شهقاتها فى الوساده بجوارها .. فتوجه عز مسرعا إلى الشقه المقابله له وظل يضرب الجرس بجنون إلى أن فتح فريد الباب وهو يتثاوب
فريد وهو يحاول فتح عينيه بصعوبه : إيه يا عز فى حد بيخبط كدا ؟! وبعدين أنت عارف الساعه كام ؟
عز بخوف وقلق : فريد صحى ماما قوام عشان فريده بتولد وتعبانه أووى
فريد بدهشه : إيه ؟! هتولد ودلوقتى
عز بقلق وبعض العصبيه : يلا يا فريد قوام مش وقت الأسئله دى بقولك فريده تعبانه
فريد وهو يندفع للداخل بسرعه تجاه غرفه والدته : حاضر حاضر روح أنت معاها عقبال ما اصحى ماما وأجيب المفتاح وأشغل العربيه
عاد عز الى فريده والتى كانت مازلت تتوجع ولكن الالم كان قد زاد عليها حتى أصبحت تصرخ من شده الألم
فريده : أأأأأأأأأأه عز أنت سيبتنى وروحت فين كل ده ؟؟ أأأأأأأه .. فين ماما يا عز ؟؟
عز وهو يمسح على رأسها : جايه حالا قومى يلا معايا بشويش عشان ألبسك حاجه تنزلى بيها
ساعد عز فريده لكى تنهض من الفراش وساعدها على إرتداء شىء مناسب لخروجها ونزلا بمساعده فريد إلى السياره حيث كانت تنتظرهم ناريمان هانم وذهبا إلى المستشفى
فى الطريق
كانت فريده تتصبب عرقا وتتألم بشده وعز بجانبها يمسك بيدها ويمسح عن جبينها قطرات العرق وينظر إليها فى خوف ولكنه رغم هذا حاول بث الطمأنينه إليها
عز : إهدى يا فريده , هتبقى كويسه إن شاء الله
فريده وهى تصرخ وتبكى : أأأأأأأه , أنا حاسه إنى هموت خلاص يا ع....
قاطعها عز بعصبيه وهو يضمها إلى صدره : متجبيش سيره الموت تانى يا فريده قولتلك هتبقى كويسه .. ثم وجهه حديثه لفريد : بسرعه شويه يا فريد أنا لولا إن أعصابى بايظه كنت سوقت أنا
فريد : إهدى بس يا عز صدقنى أنا ماشى بسرعه أكتر من كدا هنعمل حادثه .. إهدى أنت بس وكل حاجه هتبقى تمام
ثم نظر إلى السماء وقال : يارب
فى المستشفى
ظل عز يجوب الممر أمام غرفه العمليات ذهابا وإيابا والقلق يعتريه وهو يسمع صوت فريده تصرخ من شده الألم فى الداخل
فريد بهدوء : تعال يا عز أقعد شويه , متقلقش هى هتقوم بالسلامه إن شاء الله
عز وهو يسمح على شعره بتوتر وقلق : يارب يا فريد يارب
ناريمان هانم : متخفشى يا عز إن شاء الله هتقوم بالسلامه .. إهدى أنت بس وأدعيلها
فريد بمزاح : وبعدين متخفش يا زيزو أووى كدا ,, ده أنت كنت عايش فى راحه وهتشوف العذاب بس إصبر ,, تعال شوف أخوك دلوقتى وإلى جراله بنام على الكنبه فى الصاله عشان الأستاذ سليم طول الليل بيعيط وأنا عندى شغل .. دنا ساعات باجى هنا المستشفى أنام
عز وهو يبتسم بتوتر ومازلات عينيه على غرفه العمليات : ربنا يخليهولك يارب يا فريد وتفرح بيه
ثم فتحت غرفه العمليات فى تلك اللحظه وخرج الطبيب فاستقام عز وتوجه ناحيه الطبيب وهتف قائلا
عز بلهفه : ها يا دكتور إيه أخبار فريده ؟
الطبيب بإبتسامه هادئه : المدام زى الفل والبيبى صحته تمام , شويه وهيتنقلوا أوضه عاديه
عز بفرحه : الحمد لله يارب .. متشكر أووى يا دكتور
ثم إستدار ليضم فريد بقوه وهو يهتف بفرحه : بقيت أب يا فريد بقيت أب
فريد : مبروك يا زيزو , يتربى فى عزك يارب
فى غرفه فريده فى المستشفى
كانت فريده جالسه على الفراش تضم المولود فى حضنها وهى تبكى من الفرحه وبجوارها عز يقبل رأسها ويحتضنها
فريده بفرحه : شايف يا عز قد إيه حلو , وفيه شبه كبير منك
عزوهو يتطلع إلى المولود : ده شبه مامته .. هو حلو كدا عشان هو منك يا حبيبيتى
فريده وهى تنظر إليه بحب : يعنى أنا حلوه اوى كدا
نظر عز فى عينيها وهم بأن يرد ولكن قاطعه فريد وهتف قائلا
فريد بمزاح : أحم أحم عصافير كناريه يا حبيبى
ثم تقدم وأخذ الطفل منهم وهو يهتف قائلا : وبعدين هو شبهى أنا .. شبه خاله حبيبه ولا شبهك ولا شبهها ريحوا نفسكم
ثم إقترب فريد من أذن الطفل وقال : تعرف إن إبن خالك شرف من أسبوعين بس , عايزيكوا تبقوا صحاب بقى وهو يا سيدى إسمه سليم .. ياترى هيسموك إيه بقى !
ناريمان هانم : ها هتسموه ايه يا حبيبى ؟
فريده وهى تنظر لعز بحب : عايزه أسميه فارس يا عز عشان خاطرى أنا بحب الإسم ده جدا
عز بإبتسامه واسعه وهو يتوجه بحديثه لناريمان هانم : هنسميه فارس يا ماما
ثم غمز لفريده بعينيه والتى بدورها إبتسمت له فى سعاده
قضت فريده اليوم فى المتشفى ثم خرجت فى اليوم التالى بعد أن قام عز بتسميه الطفل وفاجأها
عز بأنه قد إشترى فيلا كبيره منقسمه فى الداخل إلى فيلتين بحديقه واحده وحمام سباحه ليعيشا بها جميعهم
وبعد فتره رزق الله فريده وعز بطفله جميله وسموها لميس ثم أنجبوا بعد ذلك حازم ثم رؤى ( أخر العنقود )
وفريد وأمل رزقهم الله بدينا وكريم
********************************
بغرفه واسعه ذات تصميم خاص كان يجلس رجل فى منتصف الخمسينات من عمره يظهر عليه الشيب بوضوح ورغم ذلك مازل محتفظا بوسامته أمام لوحه كبيره وبيده فرشاه حينما دخلت عليه فتاه فى أوائل العشرينات من عمرها يظهرعليها المرح والنشاط تجذبك لكى تنظر إليها ما إن تراها متوسطه الطول وذات شعر أسود ناعم طويل يصل إلى خصرها وعينان عسليتان وبشره شديده البياض
الفتاه بإبتسامه واسعه : صباحك زى الورد يا زيزو
ولكنها لم تتلقى منه إجابه فتأكدت إنه قد شرد مره أخرى كما يشرد دائما فإقتربت منه وإحتضنته من ظهره وهتفت قائله
الفتاه : سرحان فى مين يا زيزو ؟
عزبإبتسامه حانيه وهو يسحبها من يدها ويقبل وجنتها كما تعود أن يفعل معها دائما : هكون سرحان فى مين يعنى في......
قطع عز حديثه عندما دخلت فريده وهى تهتف بغضب : طبعا قاعد هنا يا عز مع رؤى وسايبنى أفطر لوحدى
ثم وجهت حديثها لرؤى : مش أنا قولتلك تروحى تنادى بابا إتأخرتى ليه .. يلا إطلعى شوفى أخواتك وناديهم عشان الفطار
رؤى بإبتسامه واسعه وهى تقبل وجنه والدتها : أنتى تؤمرى يا ديده .. بس صدقينى زيزو هو إلى كان سرحان كالعاده شوفيه بقى كان سرحان فى مين
ثم غمزت بعينها لفريده وركضت إلى الخارج وهى تضحك فى سعاده ... فنظرت فريده إلى عز وهتفت قائله
فريده بغضب مصطنع وهى واضعه يدها فى منتصف خصرها : كنت سرحان فى مين بقى يا عز ؟
عز بإبتسامه واسعه وهو يضع يده حول خصرها ويسحبها لتجلس على رجله : أنتى لسه بتغيرى عليا يا ديده
فريده وهى تنظر إليه بحنان : طبعا لسه بغيير عليك وهفضل أغيير عليك لأخر عمرى
ثم تحولت ملامحها للغضب والشراسه وهى تهتف : وهقطعك حتت لو فكرت تبص برا حتى
عز وهو يضحك بسعاده : بحبك يا ديده
فريده : وأنا كمان يا زيزو .. بس مقولتليش برده كنت سرحان ف مين ؟
عز وهو ينظر بإتجاه الصور المعلقه على الحائط أمامه ويشير بيده تجاههم : سرحان فى دوول , مش قادر أصدق إن فات 30 سنه على جوازنا يا فريده وولادنا كبروا كدا
فريده وهى تنظر بإتجاه الصور فى حنان : الولاد عجزونا يا عز , بس مهما كبروا هيفضلوا فى عينى صغيرين وهخاف عليهم زى ما كنت بخاف عليهم وهما صغيرين
عز بفخر محاولا إثاره غضب فريده : أحم أحم لا إتكلمى عن نفسك يا ديده أنا لسه شباب .. أنتى إلى عجزتى بقى
فريده وهى تبعد يده عن خصرها وتنهض من جلستها هاتفه بغضب : بقى كدا يا عز بقى أنا عجزت .. طيب أنا غلطانه إنى جيتلك أصلا .. أنا رايحه أفطر مع ولادى حبيبى وخليك أنت هنا مع لوحاتك
ثم تركته وإنصرفت فظل ينظر فى أثرها ويضحك على رده فعلها الطفوليه فعز سيظل يحبها وستبقى فى عينه معشوقته وحبيبته وإبنته مهما كبرت فى العمر
أما رؤى فصعدت إلى غرفه أخيها الأكبر فارس لكى توقظه فدقت على الباب وهمت بفتحه ولكنها فوجئت بمن يفتح الباب فصاحت
رؤى : كويس إنك صحيت ماما كا...........
قطعت رؤى حديثها حينما رأت أمامها سليم وليس فارس كما كانت تعتقد فنظرت للأرض بحرج وهتفت قائله
رؤى بإرتباك : أأأنا أأسفه أوى إفتكرتك أبيه فارس
لم يرد سليم وإنما ظل ينظر إليها مبتسما وهو مستمتعا بإرتباكها .. فعندما لم تجد منه رد رفعت نظرها إليه فوجدته يبتسم فنظرت إليه بغضب وهتفت قائله
رؤى بغضب : أنت بتضحك ع إيه ؟ ,, شكلى فيه حاجه بتضحك
سليم وهو يبتسم بتسليه ويميل ليهمس فى أذنها : يمكن
رؤى وهى تنظر إليه بغضب : أووف
وتركته ورحلت وهى تضرب الأرض بقدمها وتتمتم ببعض الكلمات غير المفهومه وبسبب غضبها الشديد إصطدمت بأخيها حازم بقوه ( شاب طويل القامه , شديد الوسامه , شعره ناعم بنى اللون , بشرته بيضاء , جسده رياضى , فى منتصف العشرينات ويعمل طيار وله علاقات كثيره مع الجنس الناعم )
حازم بألم : أأأأأأه إيه يا رؤى مش تحاسبى فى حد بيمشى كدا
رؤى بضيق : معلش يا حازم وبعدين سيبنى فى حالى دلوقتى عشان مش طايقه نفسى
حازم بمزاح : مين إلى مخلى زعابيب أمشير تطلع على وشك بس كدا ؟
رؤى بغضب : سليم وهو فى غيره
وظلت تقلد سليم وهو يبتسم وهى تتحدث معه وتشرح لحازم سبب غضبها
لم يرد حازم عليها وإنما إنفجر ضاحكا على شكلها وهى تقلد سليم مما أثار غضب رؤى بشده فقامت بضربه فى كتفه بقوه ونزلت على السلالم إلى الأسفل وهى تتوعدهم والغضب واضح على وجهها بشده
فى هذه الأثناء كان فارس (شاب فى أوائل الثلاثينات من عمره , طويل القامه , عريض المنكبين .. شديد الشبه بوالده من حيث الملامح والطباع , أعذب , عيناه بنيتان وشعره أسود كثيف كوالده ويعمل رائد فى الجيش ) قد خرج من الحمام الملحق بغرفته فوجد سليم ( الإبن الأكبر لفريد فى أوائل الثلاثينات من عمره وهو طويل القامه , شعره أسود كثيف , جسده رياضى , بشرته قمحيه اللون وهو رائد فى الجيش أيضا كفارس وهو الصديق الوحيد لفارس ) يقف أمام المرآه وهو يعدل من ملابسه ويطلق صفيرا ويبتسم فى سعاده
فارس : سيدى يا سيدى بتصفر كمان .. مين الى كان بيخبط صحيح على الباب ؟
سليم وهو يبتسم لتذكره شكلها وهى غاضبه : دى رؤى
فارس وهو يدفع سليم للخارج : أكيد كانت بتقولنا على الفطار يلا قوام قبل ما تلاقى عمتك طالعه هنا وبتزعق
حينما خرجا تقابلا مع حازم الذى كان مازال يضحك بشده فإستغربا الإثنين من منظره وكانا على وشك سؤاله ولكن فريده صاحت فيهم وأمرتهم بالنزول فنزلوا ثلاثتهم للأسفل
وحينما دخلا حيث يجلس الجميع لتناول الإفطار وجدوا رؤى تجلس على السفره وهى تتناول فطورها فى غضب شديد وما أثار دهشتهم أنها ما زالت تتحدث بتلك الكلمات الغير مفهومه وكأنها تخاطب شخص أمامها وتتشاجر معه ووجدوا فريده تنظر لهم فى غضب
فريده بغضب : كل ده عشان تنزلوا ... مفيش أى إحترام لمواعيد الاكل
سليم وهو يقبل وجنه فريده : معلش يا عمتو حقك علينا
فارس وهو يقبل يد والدته : معلش يا ست الكل
حازم وهو يجلس على الطاوله بمزاح وهو يغمز بعينيه لفريده : معلش بقى يا ديده وبعدين أومال فين زيزو صحيح .. . إيه يا ديده معرفتيش تأثرى عليه عشان يجى يفطر ويسيب لوحاته ؟
فريده بغضب : إتأدب يا ولد لاحظ إنك بتتكلم عنى أنا وبباك .. وبعدين بباك قاعد فى أوضته وطلب قهوه ومش عايز يفطر أنت عارف إن المعرض فاضل عليه فتره صغيره وهو مشغول ,, يلا كلوا مش هنقعد نتكلم لسه
وأثناء تناولهم للطعام كان سليم يختلس النظر لرؤى والتى كانت تنظر إليه شرذا ما إن تجده ينظر إليها بإبتسامه
وما إن إنتهوا من تناول طعامهم حتى ذهب حازم ليرتدى ملابسه ليستعد للذهاب لعمله وكذلك سليم وفارس توجهوا لعملهم
أما رؤى فقد أخذت حقيبتها وتوجهت للجامعه فهى فى الفرقه الثانيه فى كليه الفنون الجميله فقد دخلتها تأثرا بوالدها فهى تعشق الرسم مثله
أما لميس الأخت الرابعه لهم والتى تلى فارس فى الترتيب من حيث العمر فهى متزوجه فى القاهره من آدهم وكيل النيابه والذى كان صديق للعائله وهى بيضاء البشره وطولها متوسط وشعرها بنى يصل إلى كتفها كوالدتها وشديده التأثر بالمظاهر
أما جدتهم ناريمان هانم فهى تجلس فى الفيلا الملحقه بفيلتهم مع فريد وأمل وأبنائهم سليم ودينا وكريم
********************************
فى مساء اليوم التالى
فى مقر عمل سليم وفارس .. جلس سليم بإعياء على الكنبه الموجوده فى الغرفه بينما كان فارس بيده بعض الأوراق الهامه التى يقرأها
سليم : إيه يا فارس لسه مخلصتش ..... أنا همووت من الجوع ما تقوم عشان ناكل بقى
فارس وهو ينظر فى الأوراق أمامه : ثوانى بس يا سليم
سليم وهو يرجع رأسه إلى الخلف ليسندها على الأريكه : طيب أنا هنام شويه وأما تخلص صحينى
فارس : تنام إيه يا سليم بقولك ثوانى وهكون مخلص
لم يرد سليم لأنه يعرف الثوانى كيف تصبح لدى فارس
بعد مرور فتره
إيقظ فارس سليم من نومته
فارس : سليم .. سليم يلا قووم أنا خلصت خلينا نروح ناكل
سليم بمزاح : سبحان الله الثوانى فاتت هوا
فارس وهو يدفعه للأمام : طب يلا يا خفيف