رواية وميض الحب الفصل الاربعون بقلم لولى سامى
يتناسى الظالم أفعاله وربه حتى إذا حان موعد القصاص
يصيبه الذهول من قدرة الخالق في رد الحقوق
تململت في فراشها لم تعي كم مر عليها من الوقت وهي نائمة…
تلتفت حولها باحثة عن هاتفها إلا أنها تذكرت انها تركته بجوار اختها قبل انصرافها للنوم ….
اعتدلت بجلستها تمسح وجهها وهي تحاول تذكر ما مرت به قبل النوم لتمتم لحالها / ده وقت تقعي فيه يا ماما …
يعني سيد سابني..
وفلوسي ودهبي راحوا …
وانتي كمان ملاقكيش جنبي ….
اعمل ايه دلوقتي بس يا ربي ….
تذكرت حال فتون بجوار سيد وهي تتحامى به لتجز على أسنانها تسبها وتلعنها / بنت ال… شبطانة فيه زي ما يكون خلفها ونسيها ….
نست نفسها فتون ال… بس انا هعرفها مقامها كويس …
وهرجعك زاحف يا سيد بس اصبر عليا ….
استقامت متوجهه لغرفة اختها …..
دلفت عليها فوجدتها نائمة بعمق …
وقفت أمامها تناجيها وتحدثها / وانتي ايه اللي حصلك يا سمر …
حتى انتي مش هعرف اتكلم معاكي ….
أنا كدة ممكن اتجنن وانا لوحدي بالشكل ده …
انتي الامل الوحيد اللي ليا علشان اقدر ارجع حقي وجوزي ….
أنا عارفة انك شايلة فلوس على جنب ….
لازم تخفي بسرعة علشان تساعديني لازم …
ضربت كف على الاخر وهي تتعجب حالهم / مش عارفه ايه اللي بيحصلنا ده ….
دي عين وصابتنا أو يمكن سحر يمنى ولا هند زرعته لينا ….
التقطت هاتفها من جوار اختها فإذا به قد نفذ شحنه….
اخذت تتلفت حولها باحثة عن شاحن ولكنها لم تجد شيئا…
كادت أن تخرج تبحث بالردهة إلا أنها رأت هاتف اختها فسحبته لتجري منه اتصالا باخيها لمعرفة تطورات الأمور …..
خرجت تبحث عن الشاحن فوجدته فوضعت هاتفها عليه…
كادت أن تجرى مكالماتها من هاتف اختها إلا أن بعض الرسائل قد لفتت نظرها….
تناست أمر مكالمة أخيها حين رأت رسالة قادمة من وليد لتفتح تطبيق المحادثة لتستطلع المحادثة الكاملة التي بين اختها وذلك الوليد ….
فمن الواضح من رسائله أن هناك حوار ممتد بينهم …
جذب انتباهها اخر رسالة ارسلها الآن والتي كانت فحواها ( معلش يا حبيبتي انشغلت عنك شوية …
طمنيني عليكي اخبار سمعك ايه دلوقتي)
تعجبت من معرفته بأمر سمعها لتصعد للأعلى قليلا ربما وجدت رسائل تفسر ذلك فإذا بها تجد أن اختها قد راسلته منذ ساعات تخبره عن حالها …
صعدت أكثر تحاول الوصول لبداية حوارهم فإذا بها تكتشف الطامة الكبرى …..
اختها على علاقة بوليد ….
وليد الفاسد الفاسق الذي يعبد القرش ويبيع كل عزيز وغالي من أجله …..
أكملت دعاء استطلاع المحادثة لتصعق وتنفرج حدقتها على اخرهما حينما وجدته قد أحكم شباكه حولها وسرق مالها وذهبها …
كادت أن تصاب بالجنان لتطلق صرخة مدوية وكأن توفى لها عزيز ….
اخذت تسب اختها بصوت عال تعبيرا عن غضبها / يا غبية يا غبية ….
ألقت بالهاتف على الأريكة متوجهة بكل طاقة الغضب هذه لتلك الغافية وضعا ومضمونا ……
اقتحمت الغرفة وهي تنادي عليها وكل من رأها اعتقد انها قد جنت من هول منظرها الغاضب …
انستها الصدمة عدم قدرة اختها على السمع ….
لتصرخ على اختها وهي تسبها وتلعنها بالغباء إلا أن الأخيرة لم تستيقظ بعد ….
ثار جنان دعاء أكثر لتلكم اختها عدة لكمات متتالية لتنتفض سمر وتتراجع للخلف من هول المنظر تحاول إدراك الأمر وسبب ثورة دعاء …
لم تنتظر دعاء انتباه سمر بل هجمت عليها تستكمل ضربها وتعنيفها / انتي غبية ولا بتستعبطي ؟؟
رحتي رميتي نفسك في حب واحد نصاب كنا بنستخدمه بالفلوس علشان نكيد بيه جوز اختك ….
اوعي تكوني مش عارفه أننا عمرنا ما كنا هنجوزه صفاء ….
ولا تكوني حاولتي تاخديه من اختك عرفاكي بتبصي دائما لحاجة غيرك ……
أنانية وغبية ….
اهو ضحك عليكي واخد فلوسك ودهبك يا غبية ….
فاكراه هيتجوزك ابقي قابليني ……
كل هذا ولم تعي سمر بعد ماذا تقول اختها …
شعرت دعاء بفوران برأسها واهتزاز رؤيتها لتسقط جالسة على الفراش ممسكة برأسها التي شعرت أنه كالبركان الثائر …
أما سمر ظلت تنظر لاختها ولم تسمع أو تدرك جملة واحدة مما تلفظت به دعاء ….
اخذت تنظر لها بعيون دامعة على عدم قدرتها على الاستماع اليها ….
إلا أنها تعي جيدا أن هناك أمر مخيفا قد حدث وهو ما اشعل نيران دعاء هكذا …..
توقعت وفاة والدتها لتطلق صراخا تحاول ايقاف تلك الثائرة والإشارة إليها أنها لم تعي أو تسمع اي كلمة ….
فصرخت بكل عزمها وبحرقة قلبها/ بس بقى أنا مش سامعة حاجة ….
أنا مبسمعش ……. مبسمعش ….. مبسمعش …
أطلقت سمر اخر جملتها بصرخة حارة من قلبها لتنتبه دعاء اخيرا لمعضلة اختها والتي ترى أن نعضلتها اقوى وأشد لتقف تعلق بكل جمود وتحجر قلب / ياريتك موتي يا شيخة…..
ياريتك موتي……
تركتها لحظات وعادت إليها شاهرة بالهاتف أمام أعين سمر وهو مازال على محادثة وليد …..
أشارت بالهاتف وبيدها بمعنى / ايه ده؟؟
اتسعت حدقتي سمر وزاغت انظارها بين الهاتف واختها دون التفوه بكلمة واحدة وكأنها قد أصابها الخرص مثلما أصابها الصمم
………………………
بعد أن ترك جاسر أخذ يجوب ويبتاع كل ما يعلم بحبها له ….
ابتاع لها زهور التوليب الأرجواني لمعرفته بعشقها للزهرة واللون معا ….
احاطه بكثير من ورد الاوركيد الابيض كدليل عن الاعتذار الشديد …
توجه بعدها لشراء افضل نوع من الشيكولاته التي تعشقها ثم توجه مباشرة لمنزل والدها….
الحماس والشوق كان يملأنه….
تذكر ايام الخطوبة وشعر بالحنين لحبهم الصافي النقي …..
ابتسم حينما لاح على ذاكرته وجهها الوضاء عندما كانت تقابله وتنتظر قربه ….
اشتاق لكل تفاصيلهم حتى شجارهم يكفي انها تتواجد في يومه…..
وصل اخيرا أمام منزلها إلا أنه تسمر بداخل سيارته …
تصلبت قدماه فلم يعد يقدر على الترجل من السيارة …
جلس مترددا في أمره حول فكرة الاعتذار وتقبله لكل انواع العتاب والملامة ….
حتى كاد أن ينطلق بسيارته ويعود عن ما انتواه ….
إلا أنه سحب نفسا عميقا واستعد للمواجهة فهي تستحق المحاولة وتستحق الاعتراف بالذنب والتقصير في حقها …
ترجل اخيرا من السيارة ساحبا الورد والشيكولاتة اللذان لا يتناسبان مع ملابسه الغير مهندمه التي يرتديها منذ الأمس ….
حتى حالة الذي يبدو عليه الإرهاق التام وذقنة المشعثه وكأنها دليل عن حرب كان ومازال يخوضها….
وصل أمام شقتهم ودق الباب تزامنا مع دقات قلبه المتسارعة …..
ابتلع لعابه يحاول توقع الرؤية الأولى منها أو من ذويها ….
لم يسمح له الوقت بالتوقع فقد انفرج الباب ليعيش الواقع بدلا من توقعه ….
لحسن حظه أو لسوءه وجد امامه كريم والدها والذي فور أن رأه ضيق عيونه متسائلا / مش شايف انك أتأخرت اوي ؟؟؟؟
…………………….
وصلت هند المنزل لتستمع صوت صراخ بالداخل …
تمتمت لحالها / ياريت تكون ماتت وارتحنا منها ….
ضغطت على زر الجرس لتفتح لها الباب دعاء بعد لحظات والتي كان استقبالها يدعو للقلق والحيرة …..
فور أن رأتها دعاء وقد تبدل حالها وازالت دموع عيونها وانفرجت شفتاها ترحب بها بشدة وكأنها كانت غائبة عنها منذ سنوات / حمدالله على السلامة يا هند كدة برضه تسيبي بيتك ….
مش عارفه أننا منقدرش نستغنى عنك ….
ادخلي ادخلوا يا ولاد بيتكوا وبيت ابوكوا ….
ادخلي يا هند واقفة متسمرة ليه كدة ….
بالفعل كانت هند تقف عاجزة عن تحليل موقفها الراهن …..
فقبل أن تترك المنزل كانت دعاء تكن لها كراهية كبيرة حتى كادت أن تفتك بها هي ووالدتها ….
والان ترحب بها بل وتقنعها بعدم استطاعتهم عن الاستغناء عنها ……
دلفت هند للداخل لتغلق دعاء الباب وتكمل مرحبة بها / ادخلي يا هند أنا هعزمك في بيتك …
فجأة تحولت نبرة السعادة لنبرة حزن وأسى حينما دلفا للشقة ….
جلست دعاء على اقرب أريكة تدعي الشقاء وربما كانت هذه المرة الوحيدة التي تتساقط دموعها عن حقيقة مشاعرها/ شفتي اللي حصلنا يا هند !!!
مش هتصدقي …
ده زي ما يكون عمل واتعملنا ….
ماما شكلها اتكسرت وسمر اطرشت ….
ضيقت هند عيونها تنتظر أن تسرد دعاء حالها إلا أنها اكتفت بما حدث لوالدتها واختها فقط ….
تعجبت من قول دعاء بأن والدتها قد انكسرت الم يذكر لها عبدالله أنها قد شلت ؟؟؟
ماذا يعني هذا اهي خدعة ام أن دعاء لم تعلم بعد بتطورات الأمور ….
حاولت التحلي بالصبر وادعاء الجهل بمقتضيات الأمور لتتحدث بزهد / الف سلامة عليهم اول ما عبدالله بلغني جيت أوام مقدرش اعرف انكوا محتاجين ومجيش …
ربتت دعاء على فخذها داعمة لشهامتها / بنت اصول يا هند ….
طول عمري اقول عليكي بنت اصول واخويا مش هيلاقي زيك ابدا ….
كادت أن تنفلت الضحكة من فم هند لتبتسم مربتة بدورها على فخذ دعاء / تسلميلي يا حبيبتي وربنا يقدرني على رد جمايلك ….
اخذ كلا منهم يتجاذب أطراف الاحاديث الكاذبة وكلا منهم يقوم بخداع الآخر لغرض بنفس كلا منهم لا يعلمه الاخر ……
ظلت سمر جالسة بغرفتها بعد أن تركتها اختها فجأة أثناء سؤالها عن وليد وخرجت لا تعلم اين ذهبت … لم تنتظر حتى اجابتها ….
أمسكت بالهاتف وفتحته على محادثتها مع وليد لتجد رسالته الأخيرة التي قرأتها دعاء فأجابت عليه بما حدث ( وليد في حاجات كتير اوي حصلت وانا عايزة اتكلم معاك ….
وقولي عملت ايه في الدهب لو مبيعتهوش أنا محتاجه جدا دلوقتي علشان اعالج ودني )….
لم تجد منه أي رد عن اسئلتها برغم وصول كافة الرسائل كما يبدو أنه يفعل ميزة اخفاء قراءة الرسائل…
أكملت هي رسائلها لعله لم يرى السابقين ( على فكرة دعاء عرفت باللي حصل واتخانقت معايا….
وماما شكلها اتكسرت )
كادت أن تكمل جملتها الأخيرة إلا أن رسالته أوقفت استرسلها فلم ترسلها …
حين رأت رسالته تأكدت من ظنها في تفعيل ميزة عدم قراءة الرسائل ….
بينما هو صعق من تلك المفاجأة واهتزت اواصرة حينما علم بمعرفة دعاء ارسل لها رسالة مكتوبة بلهجة غاضبة يحاول أن يستوضح الأمر ربما تقصد أمر آخر ( يعني ايه دعاء عرفت كل حاجة ؟؟
وعرفت ايه اصلا ؟ وعرفت إزاي ؟ وعملت ايه ؟
ردي بسرعة )
كادت أن تعاتبه على عدم رده إلا في أمور محددة ولكنها حين رأت رسالته وأسلوبها الحاد بث في نفسها الذعر لتجد نفسها تجيبه بصوتها الذي يحمل بعض من الرهبة / كنت راقدة وتعبانة وهي مسكت موبايلي وشافت الشات ….
زعقتلي بس فجأة اختفت معرفش راحت فين ؟؟
احنا لازم نتجوز يا وليد …
عقله توقف عند جملة اختفاء دعاء ولم يستمع لما يليها ….
توقع أن تأتيه الان لتصب عليه كامل غضبها …
لابد أن يتحلى بالصبر والردود السياسية والوعود الخادعة ….
أراد أن يغلق الحوار عند هذا الحد فأشار برسالة طلبها للزواج ليجيب عنها برسالة دبلوماسية مدونة/ اكيد يا حبيبتي…
جالي تليفون هخلصه وارجعلك …..
اغلق الهاتف تماما ينتظر تلك الإدعاء بينما هي بالجهة الأخرى ظلت متحيرة اين ذهبت اختها فجأة ….
قررت أن تبحث عنها وتحادثها حتى تعلم ماذا تفعل وماذا ستفعل هي ….
خرجت للردهة فإذا بها تجد هند ودعاء من منظرهم فهمت أنهم يتحدثون…
وقفت تنظر لهم وتنعي حالها بعد ما كانت تستمع كل شيء من دون أن تقترب الان لن تستمع لشئ مهما اقتربت…..
صمتت هند عن الحديث عندما رأت سمر وقد بدا على وجهها الامتعاض ….
بينما دعاء مازالت تتحدث حتى لاحظت صمت هند ونظرها لخلفها …
التفتت دعاء لتجد اختها تقف لتتوقع صمت هند عن الحديث بسبب سمر لتحاول توضيح الموقف بحقارة تامة / متقلقيش يا هند سمر مبقتش تسمع يعني اتكلمي براحتك ….
تعجبت من قسوة قلب دعاء حتى على اختها لتجيبها هند بنوع من الدبلوماسية/ هسلم عليها طيب…
استقامت هند وتوجهت لسمر وجزء منها مشفق عليها وجزء آخر يرى انها تستحق ما حدث لها…
اقتربت هند من سمر التي مازالت تتسمر مكانها …
مدت سمر كفها بغرض السلام لتقدم سمر كفها المرتعش وفجأة بدون أي مبررات ارتمت باحضانها وهي تشعر أنها يجب أن تقدم كل معاني الاعتذار لها ربما لو سامحتها ارتد إليها سمعها ..
فوجئت هند باحتضان سمر لها لترفع ازرعها بتردد تحتويها من الخلف وتربت عليها حينما استمعت لنحيبها …
فوجئت هند ببكاء سمر يشتد في أحضانها ربما لم تجد الحضن التي تبكي بداخله ….
برغم نفور هند من سمر بسبب أفعالها السابقة إلا أن جزء بداخلها قد لان لها لتربت عليها تحاول التخفيف عنها وذكر بعض الأقوال المعتادة في مثل هذه المواقف ( هدي نفسك يا سمر ، باذن الله ربنا هيشفيكي ، بس يا حبيبتي متعمليش كدة )
كانت دعاء تجلس تشاهدهم وكأنها تشاهد فيلما مؤثرا أمامها إلا أنها لم تتأثر قيد أنملة ….
بل ظلت تحرك شفتاها امتعاضا يمينا ويسارا ….
وكما يقولون ما يخرج من القلب يصل للقلب فبرغم أن سمر لن تستمع لكلمة من اقوال هند إلا أنها شعرت بأنها تحدثها بغرض تهدأتها لتخرج من أحضانها تنظر لها بعيون تقطر دما وندما تتحدث بصوت متهدج من أثر الصراع النفسي وجلد الذات / سامحينا يا هند …..
سامحيني أنا بالذات …..
يمكن أنا مش سمعاكي بس اكيد انتي سمعاني …..
لم تتركها تكمل ما تريد قوله لتنتفض دعاء تجذب سمر للخلف وتزغر لها باعينها وتشير لها بيدها أن تصمت بينما هند وقفت ترى وتسمع ما تريد دعاء اخفاءه ….
حاولت سمر الاعتراض على أشارات دعاء برغم وعيها تماما ما تريده اختها ولكنها وللمرة الأولى تتمرد عليها فحاولت اكمال ما تريد أن تخرجه من جعبتها لعلها تشعر بتخفيف الحمل من عليها / خلي بالك يا هند متأمنيش ……..اااااه ..
لم تتركها تفسد حياتهم من أجل لحظة ضعف واحدة منها بدون اتخاذ إجراء لردعها….
لذلك صفعت دعاء اختها بصفعة على وجنتها فإذا لم تعي اشاراتها اليدوية واللفظية فحتما ستدرك بعد هذه الصفعة ….
أطلقت كلا من دعاء وسمر شهقة تعبيرا عن هول المفاجأة ….
حاولت هند التدخل بينهم حتى لا يزيد الأمر سوءا فوقفت بالمنتصف تشير لسمر أن تنصرف لحين اخر بينما كانت تحاول تهدأة دعاء بعبارات معتادة / خلاص يا دعاء سمر مش قصدها هي بس مضطربة علشان اللي حصلها …
وقفت دعاء بنظرات متحجرة وبكل تجبر ووعيد تحدثت وهي تنظر لسمر وكأنها ترسل لها التهديد مباشرة لتتحدث وتشير بنفس ذات الوقت حتى تعي سمر حديثها / سمر الصدمة لحست عقلها وشكلها اتجننت خلاص …..
لازم نعرضها على طبيب نفسي يمكن تحتاج تتحجز في مستشفى لحد ما تهدى …
فور رؤية سمر اشارات اختها وتلميحاتها حول إصابتها بالجنون تراجعت للخلف غير مصدقة ما تدعيه اختها عليها ….
لتنسحب داخل غرفتها وكلها حسرة على ما مضى وعلى ضعف شخصيتها التي ستجبرها تكمل في ما تريد الابتعاد عنه خوفا من تنفيذ تهديد دعاء والتي قلما ما تخفق بوعودها…..
بعد انصراف سمر جلس كلا منهم بمكانهم المتقارب ولكن بينهم الف حاجز نفسي قد كشفته سمر ….
برغم من علمهم بدواخل كلا منهم تجاه الآخر ولكن هناك شعور مختلف حين ينكشف الستار
ولم يستطيع أحدهم العوده للحالة السابقة على الأقل هذا الوقت لتستقيم دعاء بوجه غاضب وحاد وهي تحادث هند بطريقة تختلف كليا عن السابقة / طب يا هند اطلعي ريحي انتي وأولادك عقبال ما اروح لماما أنا وسمر ولما نرجع هبلغك ….
استقامت هند بهدوء تام والإبتسامة اللزجة عنوان ملامحها تعلق على طرد دعاء لها بمنتهى البرود / وماله يا حبيبتي هطلع اغير هدومي واريح شوية …..
يالا يا اولاد نطلع شقتنا ……
………………….
وقف عبدالله أمام كريم والد يمنى بعين مكسور وقلب ممزق وروح محطمة لم يقوى حتى على رفع نظره له …..
مازال كريم واقف أمام الباب لن يسمح له بالدلوف …
وقف أمامه ينتظر اجابه على سؤاله بينما عبدالله لم يجد ما يقدمه من مبررات ….
فحقا قد تأخر كثيرا حتى ولو كان هذا عن غير إرادته …
فكر أنه مادام يطلب الصفح فيجب أن يبدأ بالاعتراف بخطأه لذلك قرر أن يقر بذنبه اولا افضل من أن يقدم مبررات….
ربما كانت من وجهة نظرهم واهية أو كاذبة فقرر الإفراج عن صوته قائلا / عندك حق يا عمي أنا فعلا اتاخرت وبعترف بغلطي ….
لم يكن كريم قد قرر بأي طريقة سيتعامل بها مع زوج ابنته ولكنه كان على يقين أنه لم ولن يعطي له فرصة الاستناد في خطأه على مبررات مهما كانت عظمتها…
ولكن اعتراف عبدالله قد اخلف لديه كل التوقعات ليجد نفسه يتزحزح قليلا مفسحا له مجالا للدلوف وهو يقول / لولا انك اعترفت مش عارف كنت ممكن اعمل ايه بس دلوقتي اتفضل ادخل ….
عبر عبدالله باب الشقة وهو يشعر بنصر عظيم من مجرد دخوله …..
أطلق زفرة ارتياح وكأنه قد عبر اسوار عكا الحصينة ….
فور وصوله للردهة علمت بقدومه يسرا لتهرول لتلك القابعة بغرفتها تشكوا لنفسها الالام الوحدة وخزلان الحبيب / يمنى يمنى الحقي عبدالله برة مع باباكي …..
فور استماعها لاسمه انتفض قلبها قبل قدميها ….
اخذت تتلفت يمينا ويسارا لا تعرف ماذا عليها أن تفعل ….
وصلت إلى باب الغرفة أكثر من ثلاث مرات بغرض الخروج له وتعنيفه ثم عادت للداخل مرة أخرى دون أن تفعل شيئا….
توجهت إلى المرآة تنظر لحالها وشعور الانثى قد نمى بداخلها مرة أخرى ….
كادت أن تنظر لهيئتها وتعمل على إصلاحها إلى أنها أوقفت حالها تهمس لنفسها / ايه هنحن ونتذوق بعد كل اللي عمله فيا ….
تركت فرشاة الشعر من يدها وأخذت تجمعه كله على هيئة كعكة وانتوت الخروج إلا أن اختها التي لاحظت حيرتها امسكتها من ذراعها وهي تحدثها بدهاء قائلة / هتخرجي له وانتي بالحالة دي ؟؟؟
اول ما يشوفك يقول دي من بعدي اتبهدلت !!
انا شايفة انك تلبسي لبس عادي بس لازم يحس انك هتقابليه ميري ….
يعني لبس خروج مش لبس البيت اللي يحس أنه لسه من أهل البيت ….
ثم إن البيجاما بصراحة ضيقة جدا يعني أكنك بتقوليله وحشتني …
عادت يمنى أمام مرأتها تنظر لحالها لتتساءل بحيرة يعني البس ايه مش فاهمة/ البسي اللي يحيره ويسهره ….
البسي اي تي شيرت عادي وبنطلون جينز واكنك هتقابلي ناس غريبة ….
وفي نفس الوقت لمي شعرك وحطي ميك اب خفيف علشان تخفي اثار العياط ده كله….
ولما يشوفك يحس أن هو اللي خسرك ….
جاء الحديث على هوا يمنى لتسرع في تنفيذ نصيحة اختها ….
بينما عبدالله ظل جالسا دون أن ينطق بكلمة …
دلفت سعيدة ووضعت كاسات العصير دون أن ترحب به وكأنها تبلغه غضبها دون التقصير في ضيافته ….
شعر عبدالله بهم وبمشاعر الغضب التي تحاصره ….
حاول رفع نظره لحماه ليتحدث إلا أن نظرة كريم إليه جعلته يخفض من أنظاره مرة أخرى ….
لم يجد بد من التحدث ليحاول اختيار أكثر المواقف تأثيرا ليذكرها بعد الاعتذار المتكرر ومازال وجهه للاسفل كنوع من إبداء الاسف/ اولا بعتذر جدا عن التاخير …
مش هقول غصب عني لأن على الأقل حتى التليفون معملتهوش فبقدم اعتذاري مرة تانية ….
لم يجد ردا على حديثه ليستطرد قائلا / أنا عارف مهما اقول في مبررات مش هتتقبل لكن أنا حقيقي الفترة اللي فاتت كان فيها ضغط محدش هيتخيله …..
اخيرا رفع نظره ليرى رد فعل كريم على حديثه حينما قال / والدتي اتشلت تماما ومبقتش تتكلم كمان …
وانا دلوقتي سايبها في المستشفى وجاي علشان اشوف يمنى وأعملها كل اللي يرضيها …..
فور نطقه بظرف والدته تغيرت الملامح وتبدلت الأحوال لتتسع حدقتي كريم لا يصدق ما استمع إليه بينما سعيدة شهقت وضربت على صدرها من أثر الصدمة لتتساءل بتعجب / لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم حصلها إزاي ده يا ابني ؟؟
كاد أن يجيب إلا أن كريم فاجأه بسؤاله الغير متوقع / افهم من كدة انك سيبت بنتي طول الفترة دي وافتكرتها دلوقتي علشان تاخدها تخدم والدتك ؟؟
عقد عبدالله حاجبيه رافضا ما استمع إليه ومصححا لحديث حماه / اولا اقسم بالله ووحياة يمنى عندي أنا مفكرتش في كدة ….
أنا كل اللي فكرت فيه اني محتاج مراتي جنبي تساندني في ازمتي ….
محتاج مشورتها، محتاج افضفض لها حتى لو مش هتعمل حاجة لوالدتي …..
والدتي انا ملزم بخدمتها لكن يمنى محتاجها في حياتي ….
أنا تعبت كتير من غيرها وبعترف اني بتوه من غيرها ….
أنا مستعد اعمل كل اللي تؤمر بيه بس تسامحني ونبدأ صفحة جديدة مع بعض ….
تجبلها شقة بعيد عن بيت العيلة و…………
لم تكمل سعيدة شرطها التي لطالما طالبت به من قبل الزواج وحتى الآن إلا أن دلوف يمنى قد أوقفها حينما نطقت بحزم وقوة / وانا مش موافقة مهما حصل ومهما عمل …..
حل الصمت على الجميع إلا من التي دلفت للتو وهي بكامل أناقتها وبهائها وكأنها أتت للاحتفال لا لإلقاء جملة الانفصال ….
وجه أنظاره لها فلم يشغله ما تفوقت به بقدر ما شغله رؤيته لها ….
شعر بنبض الحياة يدب اواصره من جدبد ….
بل شعر ببهجة العيد قد هلت عليه ….
استقامت اقدامه بدون وعي منه، وارتسمت الابتسامة على وجهه الحزين دون أن يدري، ولمعت عيونه لوميض الاشتياق دون أن يدرك لهذا ….
تقدم إليها وكل ما تذكره باقة الزهور ليمسك بها ويقدمه لها وكأنه لم يأتي للإعتذار …
بل حقا قد تناسى كل ما مضى ليقترب منها ويقدم لها باقة الورد والإبتسامة العريضة تزين ثغره قائلا بصوت دافئ يملئه الحنين كلمة واحدة فقط / وحشتيني …..
رمشت باهدابها تحاول استعادة رباطة جأشها لتتراجع للخلف قليلا وهي تنظر له بحنين مضطرب وقد زاغت أبصارها ما بين والدها ووالدتها وكأنها تتأكد من وجودهم فقد انساها حالته ما كانت تعد له من عتاب وملام …..
عند تأخرها في تقبل باقته تغيرت ملامحه قليلا وكأنه اخيرا قد عاد لأرض الواقع ليضطرب قليلا ويحاول تعديل كلمته ومازالت يده ممدودة / أنا آسف يا يمنى ..
بعتذر لك عن كل خزلان قابليته مني ….
وعن كل موقف عدى قصادي وتغاضيت عنه …
وعن كل كلام قولتيه ومكنتش بصدقه …
وعن كل موقف كان المفروض اخده وخزلتك فيه …
وعن تأخيري في اعتذاري اللي للأسف هو ده الخطأ الوحبد اللي له عذر بس كل اللي قبله ملهمش مبرر ولا عذر ….
نظر كريم لسعيدة وأشار لها أن ينسحبوا من بينهم ويتركوا لهم حرية العتاب …..
انصرفت سعيدة دون أن تتفوه بكلمة بينما كريم قبل أن يخرج من بينهم ربت على كتف ابنته واراد أن يشد من ازرها ويشعرها أنها ليست بمفردها قائلا / أنا قاعد برة بس قلبي وعقلي معاكي….
واللي انتي عايزاه هعمله لك مهما كانت النتيجة ….
شعرت بغبطة وسعادة لاحساسها بمعنى السند الحقيقي ….
رغم أن الموقف محزن بالنسبة لها إلا أن جملة ابيها دبت احساس السعادة والثقة بقلبها ….
رفعت انظارها بقوة تواجه عبدالله وهي توزع نظراتها ما بين الزهور التي يحملها وبين وجهه الذي ارتسمت عليه ملامح الاستجداء بدلا من السعادة التي كانت منذ قليل ….
تركته واقفا وتوجهت لأقرب أريكة وجلست عليها تقول بترفع / جاي بعد ايه ؟؟
بعد ما كسرت قلبي اللي كان بيعشقك ….
بعد ما عرفتني انك تقدر تستغنى عني !!
بعد ما قدرت تتعود على بعادي !!
بعد ما عرفتني مقامي عندك اني مسولش حاجة!!!
استمع لكلماتها وهو مغمض العينين ومع كل جملة كان يشعر وكأن خنجر مسموم قد زرع فيه ….
فتح عيونه والتفت لها يقترب ومع كل خطوة كان يحاول إنكار كل جملة نطقت بها / مقدرش اكسر قلبك علشان وقتها مش هقدر اعيش ….
ولازم تعرفي اني عمري ما قدرت ولا فكرت استغنى عنك !!
واليوم في بعادك كان بيمر عليا سنة ولا قدرت اتعود على بعادك ….
مقامك غالي وعالي عندي وفوق راسي كمان ….
وصل عندها ليجلس أمامها على أقدامه واضعا باقة الزهور على اقدامها مقدما كل معاني الاعتذار وهو يحاوطها بذراعه المستنده على أذرع المقعد محاولا احتوائها / لو تعرفي أنا عانيت قد ايه في بعدك …
لو تعرفي أنا يومي وليلي إزاي كانوا بيعدوا عليا …
لو تعرفي كام مرة بحاول اجي اعتذر ومليون مصيبة كانت بتقف في طريقي حقيقي هتعذريني ….
أنا حياتي من بعدك أصبحت كابوس يا يمنى ….
حقيقي انتي مشيتي واخدتي معاكي كل حاجة حلوة …
يمنى أنا عرفت خلاص كل اللي كان بيحصلك…
وجاي اقولك أنا مستعد اعملك كل اللي تؤمري بيه ….
يمنى أنا حقيقي مكسوف منك ومن كل اللي مريتي بيه ….
مع انك كنتي في نفس الوقت مش عايزة تبوظي علاقتي بأهلي ولا بأخويا ….
يمنى أنا مش طالب غير فرصة أخيرة اصلح بيها كل اللي فات واوعدك انك هتشوفي عبدالله تاني خالص ….
نظرت بوجهه لتستشعر صدق حديثه إلا أن جرح قلبها كان عميقا لتقف فجأة وقد نتج عن وقوفها هذا سقوط باقة الزهور أرضا لينظر لما سقط منها بينما هي إجابته بكل قوة وحسم/ للأسف صدقت وعرفت متأخر اوي بعد ما سمعت من غيري أو بعد ما شوفت بنفسك ….
كان نفسي تصدق كلامي أنا بس خلاص انت تسببت بجرح صعب أنه يلتئم ….
عن اذنك علشان عايزة انام …..
تركته مازال جالسا لا يتخيل مدى قسوتها ….
انتصب بصعوبة بعد أن خارت قواه …
امسك بباقة الورد ووضعها على المنضدة وكله أمل في أن تسترجع نفسها ….
دلف كريم عليه ليلتفت عبدالله إليه مقدما اعتذاره / انا مقدر يا عمي اني جرحتها بس والله غصب عني …
اتمنى انها تسامحني واتمنى انك تقدر موقفي …
لم يجد كريم حديث آخر ليقوله بعد أن استمع لاستجداءه لابنته …
كل ما أراد أن يطمئنه أنه يحاول تكرارا مادام يريدها / ربنا يصلح ما بينكم يا ابني ولو انت شايف انك غلطت فعلا فأنا شايف انك متيأسش وتحاول مرة واتنين لعل وعسى ….
لكن لازم تعرف اني مع بنتي قلبا وقالبا يعني القرار الي هتاخده هكون في ظهرها …
تفهم عبدالله موقف حماه ليستأذن بهدوء / طب أنا هستأذن دلوقتي يا عمي علشان هرجع لوالدتي المستشفى علشان لوحدها لان للأسف برضه اختي دعاء مع سمر لأنها للأسف أصيبت بالصمم ودعواتكم لي ولماما ….
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم…
ربنا يقويك يا ابني ويجيرك في مصيبتك ….
تلفظ بها كريم وتوجه للباب مودعا عبدالله ومازال لم يعرف السبب الحقيقي وراء كل هذا الخلاف……
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
ايه رأيكم في موقف يمنى كانت قاسية ولا هو يستاهل ؟؟
طب هل والدها هيسيبها ولا هيحاول يعرف منها السبب اللي يخليها بالقسوة دي,؟؟
طب تفتكروا كريم هيعرف السبب الحقيقي ؟؟
ولو عرفوا ممكن يعمل ايه؟؟
وهيعرفوا إزاي ؟؟
طب تفتكروا يمنى قلبها هيلين ؟؟
حد توقع الفكرة اللي جت في دماغ هند ورجعت علشان تنفذها ؟؟