رواية وميض الحب الفصل الثالث و الاربعون بقلم لولى سامى
ارتوت الأرض من خطاويها ..
لم يبقى انش واحدا بالغرفة إلا وقد وطأته أقدامها
تجيء وتذهب تفكر بحيرة في موقفها …
اتخرج وتسأله عن احداث مكالمته ام تلتزم غرفتها وتتمسك بموقفها الغاضب …
ولكن الفضول سيقتلها وريما الغيرة التي لم تعرف منذ متى نشأت …
لم تتحمل الصبر لتهم متجهة نحو الباب….
نعم ستسأله عن بطلة مكالمته هذه ….
وعن سبب غضبه منها ….
اهو يشتاق إليها ويغار ويغضب من مجرد ذكر أحد غيره لها ؟؟
ام أنه بالفعل يغضب ما أن استمع لسيرتها ؟؟
واذا كان الوضع كذلك….
إذا فليحسم وضعهم معا ويقرر نهاية لهذا الوضع المؤقت إما بالبعد أو بالاستمرار ..
كادت أن تضع يدها على مقبض الباب فإذا بالباب انفرج فجأة ليظهر هو من الخارج …
تعجب حينما رأها تقف على مشارف الغرفة وكأنها مقررة الخروج ..
بينما هي أطلقت شهقة تعبر عن مفاجأتها برؤيته واضعة يدها أعلى صدرها…..
انزوى ما بين حاجبيه يسألها باندهاش / اتخضيتي ليه تاني بقى….
أنا مجتش عندك !!
التقطت أنفاسها ثم إجابته بصوت خفيض / كنت خارجة واتفاجات انك فتحت الباب …..
– اه صحيح كنت رايحة فين ؟
أطلق سؤاله الاستفساري لينتابها التوتر وتحاول اخفاء السبب الحقيقي وراء ذلك….
اجابته بقليل من التلعثم وهي تدور برأسها بأنحاء الغرفة لعلها تجد سبب ينقذها / كنت ….. كنت ….. كنت رايحة الحمام …
ثم انتبهت اخيرا لدلوفه المفاجئ لتعتدل وتتصنع العبوس وهي تسأله بحدة / انت إزاي يا استاذ تدخل كدة من غير ما تستأذن؟؟
وكنت جاي ليه عندي اصلا ؟
لمس الغضب في نبرتها ليتذكر ما تم لينظر بعيونها وهو يجيبها عن سؤالها بنبرة احتياج قائلا/ جالي تلفون ضايقني اوي وحسيت اني محتاج اتكلم معاكي …
لمست احتياجه لها..
ونبرته هزت قلبها …..
وصراحته جعلتها تنحي غضبها قليلا لتتراجع عن موقفها ….
تحب نقعد هنا ولا برة ؟؟
لم تجيبه بالموافقة أو بالرفض….
ولم تتخلى عنه في لحظات احتياجه…..
بل لبت طلبه دون أي معاتبة ….
هكذا فسر موقفها وربما قام بمقارنة بسيطة بعقلة لتكون النتيجة في صالحها …
رسم ابتسامة رضى على شفتيه وطلب يحدثها بالغرفة لتتراجع فورا للخلف تجلس على الفراش وهي تدعوه للجلوس / تعالى احكيلي اللي مضايقك …
جلس أمامها على حافة الفراش ينظر لها دون أن ينبت ببنت كلمة …
ظلت تنتظره يهم بالحديث إلا أن فترة صمته طالت ونظرته غير مفهومة بالنسبة لها لتطلق سؤالها / بتبصلي كدة ليه ؟؟
روحك جميلة اوي بتنسي الواحد أحزانه …
رمشت باهدابها واضطربت اواصرها …
حاولت التهرب بانظارها بعيدا عنه ليحاول هو رحم خجلها الذي خضب وجنتيها وبدأ بسرد المكالمة التي قلبت موازينه وعقله وبدأت هي تستجيب لسرده وتنفعل معه متناسية أمر خجلها تماما / جاسر بن عمكم لاقيته بيتصل بيا …
انزوى ما بين حاجبيها ليكمل هو وكأنه قرأ أفكارها / أيوة شكيت زيك كدة أن يكون بيتصل علشان يعاتبني على اللي عملته ….
تعجبت من توقعه كيف قرأ أفكارها بهذه البساطة الهذه الدرجة أصبحوا يفكرون مثل بعضهم !!
لم ينتظر تعليقها بل اكمل موضحا / في الاول مكنتش هرد بس بعد كده قولت أنا بهرب من ايه ارد واشوفه عايز ايه ….
لما رديت لاقيته متنرفز جدا وبيكلمني بعصبية عن حوار مش فاهمه …
قعد يقولي لم دعاء ….
وانه عاملي خاطر أنا وعبدالله…..
ومش عايز يمد أيده عليها ….
وكلام أنا مفهمتش سببه …
– طب وعرفت كل ده ليه ؟؟
أطلقت سؤالها الذي أوضح تأثرها وانفعالها بحديثه ليجيبها مكملا / قولتله أهدى وفهمني الموضوع علشان أنا بعيد عن دعاء من فترة ….
سرد لها ما احاطه جاسر به علما لتشمئز ملامحها ناعتة دعاء بالغبية والحقودة ليوافقها الرأي ويزيد عليه قوله / أنا قولتله كدة فعلا …
قولتله دي إنسانة حقودة وغبية ….
وانا كنت رافض فكرة اني أطلقها مراعاة لعشرة العمر ولاخوها لانه كان جدع معايا ….
لكن واضح هي ولا بتعمل حساب لا لعشرة عمر ولا إخوة …
دانا اخاف اعاشرها لحظة بعد كدة …
صمت وهلة لتلقي عليه بعفويتها سؤالها المحير / وهتعمل ايه بعد كدة ؟؟
نظر لها وقرأ الغيرة بعيونها ليحاول طمأنة قلبها وعقلها معا فأجاب موضحا / انا قررت انهي اي صلة بيها واطلقها….
أنا محتاج ارتاح لاني بجد مضايق من نفسي اوي….
مضايق اني اكتشفت اني كنت مغفل ومخدوع علشان اكتشف بعد كل السنين دي كنت معاشر واحدة حقودة مؤذية بالشكل ده …
لاحت السعادة على ملامحها حتى أنها لم تستطيع اخفاءها لتتلعثم وهي تحاول موارة حالتها / وماله اللي يريحك اعمله ….
قصدي فكر تاني بس متضغطش على نفسك ….
يووه بقى مش عارفه اقولك ايه بس هي حقيقي متستاهلش حد طيب زيك ….
نظر لها نظرة امتنان وبدت البسمة على ملامحه وهو يقول لها مغازلا / أنا اللي مش عارف اقول لربنا ايه أن بعت حد زيك في حياتي …
رمشت باهدابها وحاولت تغير الحوار متسائلة في اي شيء اخر / هو احنا مش هننزل نقعد شوية مع اخواتك ؟؟
نفسي اتعرف على عيلتك كلها …
اقترب منها قليلا وهو يصوب نظراته تجاهها ويقول مصححا قولها / مش لما تتعرفي عليا الاول …
تراجعت بدورها للخلف قليلا بجلستها وهى تحاول الهروب من نظراته معلقة على حديثه / مانا عارفاك كويس …
اقترب مرة أخرى وهو يقول / محصلش …
انزوى ما بين حاجبيها ليضع هو سبابته أسفل ذقنها رافعا رأسها حتى يتيح له رؤية ملامحها كاملة وهو يكمل / لو كنتي حقيقي تعرفيني مكنتيش زعلتي مني في المطبخ ….
كادت أن تنطق فوضع سبابته أعلى شفتاها ليكمل موضحا / ششششش
لو تعرفيني كنتي عرفتي اني مبعرفش اقول كلام حلو واحيانا بلغبط بالكلام ….
بس اللي لازم تتاكدي منه اني مكنش قصدي اقلل منك اطلاقا…..
لانك انتي عالية وغالية في نظري اوي ….
لم تعد تتمالك نفسها فقد اختفى من حلقها كل الكلام التي كانت تعده لتعنيفه..
بينما هو اكمل موضحا حقيقة مشاعره / انتي صحيتي قلب مات من سنين …
وأحيتي امل كنت فقدته ..
ونورتي بصيرتي بعد ما كنت اعمى …
ارشدتيني بعد ما كنت تايه ..
وبعد ده كله بتفكري اني ممكن اقلل منك !!!
دانا بتمنى انك تكوني شايفة فيا حاجة واحدة بس حلوة زي مانا شايفك كلك حلوة …
بتمنى تسمحيلي اعبرلك عن حبي بطريقتي بس خايف ليكون قلبك لسه متعلق بالماضي …
يتمنى لو تسمحيلي بفرصة واحدة واوعدك انك مش هتندمي ابدا عليها …
كاد قلبها أن يتوقف من سرعة نبضاته حتى اجزمت أن صوته يصل لمسمعه …
لم تستطيع التعليق وكأنها نسيت كل ابجديات النطق …
بل ظلت تنظر إليه بنظرة احتار هو في تفسيرها حتى كاد أن يتسلل إليه اليأس من مطلبه ليزم شفتيه كتعبيرا عن الفشل ويستقيم قائلا بإحباط بين من نبرة صوته / أنا فهمت …
على العموم مش هضغط عليكي وهسيبك براحتك تفكري واتمنى انك تقبلي تکملي معايا حياتك …
كاد أن يتجه نحو الباب إلا أن عدم إدراكه بنظراتها جعل لسانها ينطق اخيرا / فرصة واحدة بس …
تسمر مكانه عاقدا حاجبيها يفكر في مقصدها ليستدير عائدا إليها بسرعة ولهفة متسائلا عن مقصدها / يعني سامحتيني ؟؟
رمشت باهدابها وبدون أن تنظر له قائلة بخجل مستتر / شكلك عايز تضيع الفرصة ….
شعر بالسعادة الطاغية وبدت على وجهه ابتسامة رضا ليسرع الخطى تجاه الباب فإذا بها تعقد حاجبيها وتتسائل باندهاش / يوه انت رايح فين ؟؟
اوصد الباب جيدا بالمفتاح ثم استدار لها وهو يقترب بوجه بشوش وعيون ماكرة / من الحاجات اللي لازم تعرفيها عني أن لما الفرصة تيجي لازم استغلها كويس وامسك فيها بايدي ورجلي …
حاولت كبح ابتسامتها واصطنعت عدم الفهم لتحاول التهرب من مقصده سائلة / طب مش هنزل نقعد مع اخواتك شوية …
وصل للفراش ليجلس بجوارها وهو يمسد بابهامه على وجنتها قائلا / سيبك من الدنيا كلها وركزي معايا دانا ما صدقت الفرصة تيجي …
حاولت التملص من أمامه إلا أنه حاصرها بذراعيه لتتراجع هي للخلف قليلا ليشرف هو عليها ومازال يحاوطها بذراعيه وهو يتفحص ملامحها عن قرب..
حتى وقعت أنظاره على شفتيها التي كانت تبللهما من أثر ارتيابها فإذا بهما يصبحان باللون الوردي اللامع وكأنها تعطي له دعوة صريحة لالتقاطهما فلم يتوانى لحظة عن تلبية دعوتها….
التقطهما في بادئ الأمر بتأني وكأنه يكتشفهما ويتلذذ بمذاقهما الحلو …
ثم تعمق تدربجيا لتبدأ قبلته تزداد لهفة وجرأة فإذا بها لم تتمالك ذاتها وشعرت أنه اقتحم حصونها بدون سابق انذار لتسلم رايتها بارادتها…..
…………………….
تلقت صفعة مدوية اسقطتها أرضا بعد أن كانت تحاول النهوض للاختباء…
لم تعي ماذا جرى وأسباب كل هذه الثورة ….
ولن تستطيع يمنى أو سعيدة منع كريم من اللحاق بيسرا والإمساك بشعرها ….
اخذت تتلوى يسرا أسفل يدي والدها بينما سعيدة تجاهد وهي تحاول سحبه للخلف …
أما يمنى تحاول أن تقف حائلا بين والدها ويسرا ….
بينما كريم كان بعالم اخر يشعر بنيران تتلظى بداخله كلما رن باذنيه حديث تلك الحية وهي تسب ابنته في شرفها ….
لم يشعر أو يعي ما تقوم به يمنى أو سعيدة…
حتى أنه لم يشعر أن صفعاته احيانا تتلقاها يمنى …
كل ما يريد معرفته هي الحقيقة…
وبرغم أنه لم يسمع أحدا ممن حوله…
لم يسمع سوى طنين تلك الداهية …
إلا أنه يكرر سؤاله عن مدى صحة ما قيل ربما استمع ما يخرص هذا الصوت الذي يتردد باذنيه …..
حاولت يسرا التملص من قبضته حتى شعرت بتقطع خصلاتها إلا أنها اخيرا نجحت في الهروب منه ….
حاولت يمنى وسعيدة تهدأته بشتى الصور إلا أنه لم يهدأ سوى عند انقضاء طاقته ليجلس قليلا يحاول ملاحقة انفاسة المتسارعة ….
بدأ الهبوط عليه وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة لتهدر يمنى باختها / كوباية ماية بسرعة ….
اسرعت يسرا بإحضار كوب الماء لتلتقطه سعيده وتقدمه إليه ….
تجرع كريم كأس الماء وهو ينظر تحاه ابنته بعيون يملؤها الخزي والحزن إلا أن يمنى نطقت كمحاولة تبريىء اختها والراحة قلبه / دعاء كذابة يا بابا ويسرا زي الفل وحياتك عندنا …
شعر كريم بهزيمة وانكسار لتسقط دمعة من مقلتيه لطالما حاول وأدهاالا أنه لم يستطيع التماسك أكثر من هذا مما جعل كل من حوله يبكي …
تقدمت يسرا وجلست بين اقدامه تبكي وتعتذر عن أي كلمة سوء قد سمعه بسببها / حقك عليا يا بابا …
أنا معرفش دعاء قالت عليا ايه بس اكيد كدابة ….
أنا بنتك ولا يمكن اكسر رقبتك ابدا ….
نظر كريم ليسرا بعيون يملؤها الدمع وهو يتساءل بصوت رجل ينازع / بينك وبين جاسر حاجة ؟؟
فوجئت يسرا بالسؤال لتنظر لاختها تطلب مساعدتها إلا أن الأخيرة أغلقت عيونها وكأنها تخبرها بأنه قد علم كل شيء لتنظر يسرا لوالدها قائلة الحقيقة / أيوة بس مش زي مانت متخيل …
فور نطق كلمة نعم اغلق كريم مقلتيه لتتقاذف الدموع منها وكأنه كان بثباته الاخير فانهار تماما ….
هرولت سعيدة تعد له كأس من الليمون ربما هدأ من أعصابه قليلا ….
وشرعت يمنى في سرد الحوار بأكمله لينظر كريم ليمنى متسائلا/ وكنت عايزة ترجعيله وهو وأهله غلطانين في اختك؟؟
ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر لوالدها لا تعرف بماذا تجيبه ليحسم أمره مقررا / مفيش خروج من البيت لحد ما أقرر هعمل ايه ومفيش موبالات …
ثم صوب نظراته على يمنى قائلا / مفيش رجوع لعبدالله نهائي ..
اعتبريه موضوع وانتهى ….
ألقى عبارته وسحب الهواتف من أمامهم وانصرف بسرعة تجاه غرفته غالقا على ذاته مؤنبا حاله على ما وصل إليه فتياته …
جلست سعيدة امام يسرا تعنفها على ما اوصلت نفسها إليه والتي بدأت الأخيرة تدخل في حالة انهيار من كثرة البكاء / شفتي تهورك وصلك لحد فين ؟؟
خليتي اللي ميسواش يجيب سيرتك بالبطال …
وياريتها واحدة بتصون العشرة إلا أنها هتمشي تفضحك في كل حتة …
صغرتينا وقليتي منا وسوأتي سمعتك …
مش هقدر اقولك غير الله يسامحك يا بنتي….
استقامت سعيدة لتخرج من الغرفة إلا أن يسرا لحقت بها تمسك ذراعها طالبة السماح / والله ما عملت حاجة غلط ….
والله دعاء كدابة صدقيني يا ماما ….
نزعت سعيدة ذراعها من كف يسرا وهي تعلق على حديثها بوجه مكفهر ومصححة مقولتها/ لما تخرجي مع حد من وراء اهلك يبقى عملتي غلط …
لما تلجأي لغريب يحللك مشكلتك مهما كانت يبقى عملتي غلط ….
يمكن جاسر طلع كويس زي ما بتقولوا وحل المشكلة من غير ما يمسكها ذلة عليكي….
بس فكرتي لو حد غيره كان ممكن يستغل الموضوع إزاي ؟؟
فكرتي لو حد شافكوا هيقولك ايه وسمعتك هتبقى ايه؟؟
– خفت بابا يعرف ميصدقنيش …
نطقت بمبررها الواهي لتجيبها امها بثبات وحزم / حتى لو مصدقكيش بس مكنش هيفضحك …
حتى لو شك فيكي كان كبيره هيضربك قلمين بس كان هيحل الموضوع من غير شوشرة ولا أن حد يمسك عليكي حاجة…
اهلك سترك وغطاكي ويوم ما تتغطي بغيرهم اعرفي انك عريتي نفسك بنفسك ….
كلمة أخيرة هقولهالك لو ابوكي حصله حاجة بسببك هحملك ذنبه يا بنت بطني …..
ألقت جملتها النهائية وخرجت من أمامها وهي محملة بهموم كبيرة ….
لا تعرف أكانت قاسية على ابنتها ام أنها فعلت ما يستوجب عليها كأم ؟؟
دلفت الغرفة عند زوجها ورفيق دربها لتجده يجلس مطأطأ الرأس واضعا كفيه أعلى رأسه وكأنه يتفادى تلقى الضربات …
ربتت على كتفه تحاول تهدأته وطمأنة قلبه / دعاء كدابة يا كريم ويسرا معملتش حاجة تطاطي بيها راسك كدة …
بنتك زي الفل …
رفع رأسه ينظر إليها ومقلتيه محتقنة بدماء الغضب مجيبا على حوارها الذي يعلمه جيدا / الإنسان سمعة يا سعيدة والمجتمع مبيرحمش ….
بنتي وعارفها وعارف تربيتها كويس…
بس مين هيصدق لو اتنشر عنها الكلام ده !!
ولا همشي احلف لكل واحد شوية أن بنتي زي الفل …
أنا عارف أن يسرا زي الفل بس مسكت واحدة متسواش غلطة عليها ….
ومش عارف اعالج الغلطة دي ازاي ….
جلست بجواره تبحث معه عن حل للمعضلة لتقترح عليه / لو الواد شاريها هيجي ويتقدم …..
قبل أن تكمل حديثها اقتطعه معارضا / ونبقى ثبتنا السمعة على بنتنا….
اصله جاي يصلح غلطته ….
وساعتها هنوافق وأحنا راسنا مطاطية علشان نستر على بنتنا اللي مغلطتش…..
ولو طلع قليل الاصل يعايرها بعد كدة ويقولها لو مش رخيصة مكنوش اهلك فرطتوا فيكي بسهولة مش كدة !؟
ابقى برمي بنتي في نار جهنم يا سعيدة …
صمتت لا تعرف كيف تجيبه فحديثه صحيح مائة بالمائة ليلقي هو قراره الذي يرى أنه لا رجعة فيه / الحل أننا نقطع علاقتنا نهائي بالعيلة دي واحتمال كمان ننقل من هنا ونروح شقة اسكندرية …..
رفع نظره حيث الهواتف الرنانة ليقول أمرا/ اقفلي الموبايلات اللي عمالة ترن عمال على بطال ….
بدل ما اقوم اخربها عليهم اكتر من كدة …
بداخل الغرفة جلست الفتاتين تنعي كلا منهما الآخرى فتربت يمنى على اختها تحاول تهدأتها / معلش يا يسرا شوية كدة وبابا وماما يهدوا وكل حاجة هتتحل …
نظرت الأخيرة لاختها بأعين الأسف وشهقاتها تسبق كلماتها وهي تقدم لها كل كلمات الاعتذار وجلد الذات / حقك عليا يا يمنى أنا السبب …
أنا اللي عملتك مشكلة مع اهل جوزك وبسببي سيبتي البيت ….
ودلوقتي أنا السبب أن بابا ينهي موضوعك….
حقك عليا ….
ألقت جملتها والقت بنفسها بأحضان اختها لتربت يمنى على ظهر اختها تحاول تصحيح فهمها / يا عبيطة سبب ايه دانتي نجدتيني منهم …
ثم انك كنتي بتحكي لأختك عادي نعرف منين بقى أن في عقارب بتتصنت علينا ….
ولو على نهاية الموضوع هو شكله منتهي كدة كدة بس انا اللي كنت بعافر…..
يالا كله قسمة ونصيب …
فور نطقها بكلمة النصيب شعرت بأن كل شيء انتهى لتنطلق ببكاءها في احضان اختها لا احد يعرف مَن يواسي مَن ؟؟؟
…………………
بالجهة الأخرى كان كلا منهم يحاول الوصول لحبيبته إلا أن الهواتف كانت تعطي رنينا دون استجابة حتى وصل كلا منهم لمنزله ليحاول مرة أخرى فإذا بالهواتف تخبرهم بغلقها …
ترجل عبدالله من سيارته وقيل أن يدلف لمنزله اجرى اتصالا بجاسر الذي اجابه قبل انتهاء الرنين الاول / خير في ايه تاني أنا تعبت يا صاحبي …
تلقى عبدالله إجابة جاسر ليطمأنه وبنفس الوقت يسأله ربما وجد عنده الخبر اليقين/ مفيش يا جاسر
كنت بسألك على يمنى لو كنت عرفت حاجة …
أصل بتصل بيها من بعد ما خرجنا من النيابة وفونها قافل مش عارف اوصلها ….
كان جاسر مازال بسيارته يقف تحت بنايته ليزيد من حيرة عبدالله قائلا بأسف / للأسف نفس النظام من يسرا الظاهر والدهم سحب منهم التليفون ….
طب وبعدين يا صاحبي …..
دبرني يا وزير ….
ألقى عبدالله طلب المساعدة على كاهل جاسر ليتذمر الاخير قائلا / دلوقتي دبرني يا وزير !!
تخرب الدنيا بسلبيتك وبعدها دبرني يا وزير …
على العموم أنا هعمل محاولة أخيرة وبعدها هقولك وصلت لايه بس ادعيلي انت …..
شعر عبدالله بكم الشر الذي أصاب به كل أحبابه بسبب سلبيته وخنوعة لأهله تحت مظلة البر بهم ليقدم اعتذاره لجاسر / حقك عليا يا صاحبي تعبتك واذيتك معايا كتير بس اوعدك كل ده هيتغير …
بدأ جاسر في تشغيل محرك السيارة وهو يجيب على عبدالله بتسوف / ولا يهمك يا جدع سيبك من اللي عدى المهم اللي جاي …
اومأ عبدالله وكأن جاسر يراه أمامه ليخبره قائلا / طب سلام دلوقتي علشان اشوف اللي حابسها فوق دي وأشوف هند عملت ايه معاها …
أدار جاسر محرك السيارة وانطلق وهو يجيب على صديقه وأخيه / يالا سلام ربنا معاك ومعايا …
هحاول أنا كمان اصلح اللي بوظناه…. سلام…
اغلق جاسر الهاتف بينما دلف عبدالله للمنزل يجري اتصالا بهند ليعرف مكانها قبل أن يدلف شقة والدته ربما كانت فيها ….
وبالفعل أخبرته أنها مازالت تجلس مع سمر ليفتح له ابن أخيه الباب ويدلف عبدالله …
بعد لحظات اقدمت هند من المطبخ حاملة صينية الغداء وهي تتحدث بوجه بشوش / اهلا عبدالله جهزتلك صينية الغداء ….اتفضل …
طمني الحاجة حكمت اخبارها ايه ؟؟
كسى الحزن ملامح عبدالله وهو يخبرها بحالتها ثم صمت قليلا ومازال ينظر تجاهها لتعقد هند حاجبيها وهي تسأله مستفسرة / في حاجة عايز تقولها يا عبدالله …
تلعثم عبدالله قليلا لا يعرف كيف يخبرها بما حدث لأخيه …
ايخبرها أنه كان يخونها ؟؟
أم يخبرها بنتيجة ما حدث له فقط ؟؟
ظل ينظر إليها متحيرا وخاجلا من أخيه والمواقف الذي يضعها فيه ..
بينما هى حاولت فهم صمته لتعتقد أنه يريد سؤالها عن اخواته لتتحدث قائلة / على فكره اختك سمر اتغدت واخدت العلاج بس دعاء مرضتش افتحلها الا لما تيجي لكن اكلها موجود متقلقش…
يرى انها تزيد الأمر تعقيدا ….
بماذا يخبرها وهي ترعى اخواته ؟؟
أجابها بروتينية مطلقة / ربنا يباركلك يا هند …
انتظرت قليلا ربما تحدث فيما يواريه باعماقة إلا أنه مازال صامتا لتحاول هي التنقيب بداخله / أنا حاسة أن في حاجة عايز تقولها يا عبدالله ..اتفضل سمعاك …
لم يستطيع النظر إليها …
اخفض رأسه وناظريه وحاول مخاطبتها وهو يشعر بالخزي والحزن والأسى / انتي عارفه يا هند غلاوتك عندي …
وبصراحة اللي بتعمليه معايا جميل لا يمكن أنساه …
دق القلق أواصر هند لتعقد حاجبيها متسائلة بريبة / هي امي فيها حاجة ؟؟
– لا لا والدتك زي الفل متقلقيش ..
اخرجت زفير الطمأنينة ليكمل هو مكملا / انا قصدي صبري ….
……………………
تفتكروا هند هتتصرف إزاي لما تعرف اللي حصل بصبري؟؟
ويا ترى سعيدة وكريم كانوا قاسين مع يسرا ولا صح اللي عملوه ؟؟
طب تفتكروا جاسر هيعمل ايه علشان يصلح اللي حصل ؟؟
من رايكم كريم عنده حق ينهي اي صلة يالغيلة دي ؟؟
رايكم في فتون وسيد اللي في موال لوحدهم دول ؟؟