رواية وميض الحب الفصل الخامس و الاربعون 45 بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل الخامس و الاربعون بقلم لولى سامى


اللئم والخبث…
ليس لهم سببا أو مبررا ….
بل هي چينات أساسية في أصحاب النفوس الخبيثة…
ليس لها علاقة بالسن …
ولن ولم تتأثر أو تكتسب بالخبرات أو المواقف …
بل هي صفة أصيلة ومتأصلة بقلوبهم ..
وقد صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما حسم جدالنا حول البحث عن أسباب القاسية قلوبهم حين قال ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))؛
صدق رسول الله صل الله عليه وسلم (متفق عليه[1)
وثقتنا بقول الله تعالى عز وجل
( لا يحيق المكر السيء الا بأهله)
صدق الله العظيم
بعد أن أوصل هند وقف برهة أمام المشفى يفكر في الاتصال بكريم لعله يستمع إليه ويقبل على قدومه للمنزل …….
اخرج هاتفه الخلوي طالبا رقم كريم إلا أن الأخير لم يجيب عنه ليحاول تكرير محاولته فإذا به يجد أن الهاتف قد أغلق تماما ….
فكر في مناشدة حماته لعلها تخفف من وطأة الموقف قليلا ….
أجرى اتصالا بها إلا أنها لم تجب نهائيا حتى بعد أن كرر اتصاله ….
أطلق زفيرا حارا من قلبه الملتاع لتضيئ بعقله فكرة اسرع في تنفيذها ….
أجرى اتصالا بحسنة اخت سعيدة …
تعجبت الاولى لاتصال عبدالله حين رأت اسمه يضيء شاشة هاتفها خاصة بمعرفتها بموضوع انعزال يمنى بمنزل اهلها …
ولكنها بالنهاية أجابت عليه ربما أصبحت سببا في تصليح ما افسده أهله ……
أجابت عليه بترحيب اعتاد هو عليه منها فتوقع أنها
ليست على علم بما تم…..
بعد وصلة الترحيب بدأ هو بسرد الأحداث طالبا منها أن تتدخل لتهدأة الموقف / كل اللي انا عايزه من حضرتك انك تخلي عم كريم يسمع ليا ويقدر موقفي ساعتها ….
وهنا خرجت حسنة عن صمتها لتعاتبه على سلبياته التي كانت سببا في اشتعال الموقف لا تهدأته / يعني عايزه يسمع أن اهلك خاضوا في شرف بنته، وانت صدقتهم من غير حتى ما تتعب نفسك وتتاكد من الكلام إذا صح ولا غلط ….
ومش بس كدة دانت كنت عايز تفصل مراتك عن اختها ….
ترضى حد يجيب سيرة اخواتك بكلمة بطالة ؟؟
وانت مش بس جبتوا سيرتها….
دانتوا اقامتوا المحكمة وحاكمتوها وحكمتوا عليها كمان …
مش هقولك غير حسبنا الله ونعم الوكيل في اخواتك يا شيخ …..
استمع عبدالله بقلب منفطر لحديث حسنة التي يعترف بداخله انها لم تخطىء بحرف واحد في كل ما ذكرته ….
حاول ابتلاع غصته واعتبر كل هذا جزاء لسلبيته وعدم حكمته في إدارة المواقف والأمور …
تغاضى عن كل ما قالته ولم يحاول حتى التبرير لذاته بل اتخذ الندم سبيلا ….
اخذ يقدم لها كل سبل الاعتذار وتقديم ندمه على كل ما تم …
واستجداءه في طلب فرصة أخرى لإستقامة حياته مرة أخرى / أنا معترف بغلطي ومقر أني لو مش السبب في بداية الموضوع لكن كنت السبب في حدوثه وتزايده ….
أنا بحاول اصلح كل اللي فات وهتعرفوا في الايام الجاية أنا عملت ايه علشان اصلح كل اللي فات …
برغم أن التصليح مش هين …
أنا كل اللي طالبه فرصة واحدة تسمعوني فيها وتساعدوني اصلح حياتي وحياة اسرتي ….
ولو الحلول اللي عندي معجبتكوش مش هضغط عليكم وهنسحب من غير كلام ….
استمعت حسنه له بقلبها فاستشعرت صدق حديثه وأحاسيسه لتوعده بمحاولتها في طرح رؤيته وعليه أن يبذل قصارى جهده إذا اتيحت له الفرصة للاستماع له ….
سعد عبدالله كثيرا وتسلل لقلبه الأمل في إعادة روحه وقلبه واستقرار حياته مرة أخرى ….
أنهى المكالمة وهو يشعر أنه قطع شوطا كبيرا وعليه أن يكمل فيما بدأه …
بالجهة الأخرى جلست حسنة تتعجب مما حدث وبرغم توقعها لانهيار هذه الزيجة إلا أن سرعة الانهيار كانت مفاجئة لها …
توقعت أن حبهم وعشقهم قد يطيل من أجلها قليلا …
إلا أن أهل عبدالله تفوقوا في اداءهم …
فقد رأتهم أنهم لم يتركوا بابا إلا وطرقوه من أجل الإسراع في إخفاق هذه الزيجة …
وقد ظفروا بالنصر الساحق …
حزنت حزنا شديدا على تبدل حالهم من العشق النقي والترابط الشديد إلى سعيهم خلف ومضات من حبهم لعله يكون سببا في إنقاذ عشقهم الذي كان بينهم ويعافرون جديا في عودته ……
قررت الخوض في المعركة ومحاربة الفساد من أجل دعم الحب واعلاء النفوس والمشاعر الطيبة على النفوس والقلوب الخبيثة….
……………
استقل شاحنته مقررا المحاولة مرة أخرى والذهاب لحماه بدلا من محاولات التواصل عبر الهاتف الفاشلة …
أدار مفتاح السيارة ليدير محركها وكأنه يدير محرك يومه وخطواته القادمة ويخطط لها جيدا…
مع بداية انطلاق السيارة أجرى هو اتصالا بجاسر يعرف منه أي طريق سلك ونتائج محاولاته …
استجاب الاخير بصوت ناعس يستعلم عن هوية المتصل ليجيبه عبدالله بعصبية / نايم ولا على بالك …
فوق كدة وقولي عملت ايه امبارح بعد ما سيبتك؟؟
اعتدل الاخير من رقدته ينظر للهاتف الذي بيده ليرى هوية المتصل ثم وضع الهاتف على أذنه مرة أخرى يجيبه بخيبة أمل / أيوة يا عبدالله كنت هكلمك اول ما اصحى …
اجابه عبدالله وهو يوزع نظراته على الطريق / وايه اللي منيمك لحد دلوقتي يا خفيف …
ومكلمتنيش ليه بالليل اول ما رجعت كنت صاحي ومستنيك على فكرة …
مسح جاسر وجهه من الجهة المقابلة ثم بدأ بسرد ما تم معه بالأمس ليشتعل غضب عبدالله على محاولات كريم المستميتة في إبعادهم دون الاستماع لأي طرف …
حتى جاسر الذي لم يكن له ذنب بالأمر بتاتا سوى أنه حاول انقاذ الموقف …
أبلغه عبدالله أنه بالطريق لمنزل كريم ومحاولة إيضاح له الأمر، أو على الأقل تبريىء موقف جاسر ربما يكون هو بوابته لإعادة المياه لمجاريها …
نطق جاسر بيأس / بلاش تروح انت…
فكر في حل تأتي علشان اللي حسيته أن الراجل مش طايق يشوف حد فينا…
والظاهر ان كل ما بنحاول معاه بيزيد هو في عنده …
فلازم نتصرف بطريقة تانية …
أبلغه جاسر بمخططه في إقحام أخته بالموضوع ربما نجحت في استمالة سمعهم إليه …
ليبلغه عبدالله بدورة في مخططه الذي شرع فيه واختتم حديثه بنفس الجملة الذي ابلغها لحسنة / قولتلها لو معجبهمش الحلول اللي هعملها هنسحب من سكات …
عقد جاسر حاجبيه متذكرا أمر الورقة التي ألقتها إليه يسرا ….
لتتسع حدقتيه فجأة وهو يفجر قنبلته ربما حان وقت إطلاقها / تنسحب ايه انت مينفعش تنسحب اصلا في كل الحالات لأن يمنى حامل ..
لم يستمع عبر الهاتف سوى صرير إطارات السيارة وهي تحتك بالأرض نتيجة محاولة إيقافها سريعا ثم استمع الى أبواق سيارات اخرى ليتوقع رد فعل ابن عمه حيال مفاجئته الذي لم تطول كثيرا ليردد مهاتفا / انت بتقول ايه يمنى حامل !!
وعرفت منين وعرفت امتى وحامل في الكام ؟؟
اقفل يا جاسر دلوقتي….
اغلق هو المكالمة دون أن ينتظر اجابات على اسئلته، أو حتى توضيح للجملة ليحرك السيارة مجددا وينطلق بسرعة جنونية إلى منزل يمنى مما ادهش سائقي السيارات المحيطة به حول توقفه فجأة ثم انطلاقه فجأة وسريعا بهذا الشكل لتتردد بعض السباب عن جنونه …
وقد صدق حدثهم فقد فقد عقله حقا فور استماعه لهذا الخبر كما فقد معه كل معاني الصبر والاتزان….
وصل بوقت قياسي لمنزل يمنى وصعد الدرج قافزا كل درجتين معا …
وصل أمام الباب يطرق بكلتا يداه دون أن يعي أنه قد يخسر فرصته جراء هذا الاندفاع …
استمعت سعيدة ويمنى لهذا الطرق المزعج والمخيف الذي صحبه صوت عبدالله ليعلموا جيدا صاحب الطرقات المجنونة …
أشارت سعيدة لابنتها بالصمت لتجيب هي عليه دون أن تفتح الباب / عايز ايه يا عبدالله ؟؟
فور استماعه لصوت سعيدة ويؤالها الذي اشعل بداخله كل احاسيس الاحتياج والشوق …
أجابها بصوت مشتاق محروم يحاول رفع صوته لعله يصل لمعشوقه …
دون الأخذ بالاعتبار أن يصل صوته للجيران …
كل ما كان يشغله أن يصل صوته لقلبها …
ربما شعر بابتعاد قلبها عنه لذلك أراد رفع صوته لعله يصل لاعماق قلبها لا لاذنيها / عايز مراتي …
عايز حبيبتي …
عايز اشوفها وأملي عيني وقلبي منها ….
عايزها تسمعني وتفتكر ليا أي لحظة حلوة بينا …
عايز حبي لها يشفعلي ويخليها تديني فرصة تانية…
عايز حبي في قلبها ميمتش …
عايز ام ابني يا حاجة سعيدة ….
تأثرت سعيدة بحديثه وتمنت أن يجمع بينهم الخالق مؤلف القلوب ….
التفتت للخلف لتسأل ابنتها عن رأيها فيما استمعت إليه وإذا كانت تصدق حديثه من عدمه فإذا بها تجدها تقف والدموع تتقاذف من مقلتيها …
تضع كف على فمها بغرض وأد شهقاتها واخراص لسانها عن ما ينطق به قلبها حتى لا يصل صوته إليه ….
والكف الآخر تمسد به على رحمها وكأنه تطمئن جنينها …..
توجهت سعيدة الى ابنتها سريعا محتضنة إياها بشدة، لتطلق الأخيرة الزمام لبكاءها حتى أن صوتها وصل لمسامعه بالخارج ….
أعاد الطرق ثانية وهو يبلغهم استماعه لهم / افتحي يا حاجة سعيدة أنا سامع صوت يمنى بتعيط ….
افتحي اخد مراتي في حضني واطمنها اني جنبها …
ارجوكي يا حاجة سعيدة متبقيش قاسية عليا وعليها زي اهلي …
طب افتحي اتكلم بس معاها وهمشي على طول …
مش معقول تبقى مراتي ومش عارف اكلمها ولا تليفون ولا بيت يا ناس …
طب أنا هتكلم مع عمي كريم ومستعد أنه ياخد عليا الضمانات الكاملة …
حتى لو كتبتله كل ما املك بس يديني فرصة وميفرقش بيني وبين مراتي …
ربتت سغيدة على قلب ابنتها وتوجهت لقرب الباب تصحح من جملته حتى لا تشعر ابنتها بقسوة والدها / عمك كريم مفرقش بينكم يا عبدالله…
عمك كريم بيحفظ كرامة بينته …..
وربنا ينتقم من اللي حاول يفرق بينكم ….
لم تكمل حديثها الا وقد أجاب على حديثها وكأنه أراد أن يطمئنها / انتقم والله وأشد انتقام …
انتوا متعرفوش اللي عملته في دعاء بسبب اللي قالته ….
افتحي وانا هحكلكم كل حاجة….
أغلقت عيونها تبلغه بقرارها / مقدرش افتح وعمك كريم مش هنا ….
هو راح مع يسرا الجامعة علشان هننقل من هنا اخر الاسبوع …
اتسعت حدقتيه لتردف هي محاولة اطلاعه على مخططاتهم ربما اسرع في محاولاته في استرداد زوجته لتستطرد هي / أنا هقوله انك جيت وعايز تقابله….
وهو لو وافق هيتصل بيك يبلغك الميعاد ….
ظل يطرق على الباب بصورة هستيرية وهو يقول / يعني مراتي ومقدرش اقابلها ….
حرام عليكم الاقيها منين ولا منين ….
اوعي تمشي يا يمنى …
اوعي تسبيني….
اوعدك هعملك كل اللي انتي عايزاه …
انتي سمعاني يا يمنى؟؟؟
سمعاني يا حبيبتي ؟؟
هنربي ابننا سوا يا حبيبتي، اوعدك بكدة …
كانت تحرك رأسها وكأنه يراها…
وضعت كفها على موضع جنينها تمسد عليه وكأنها تطمئنه بعودة والده اخيرا…
عبراتها تخط على وجنتيها ملامح السعادة…
سعادة بمحاولاته التي تمنت أن يسعى لها دائما …
سعادة بتمسكه بها مهما قابل من رفض وعثرات …
سعادة بعشقه التي لطالما شكت في يقينه من كثرة الكبوات
انتبه اخيرا بتجمع الجيران على الدرج بالاعلى والاسفل يرون ويسمعون كل ما تم ….
لم يهمه هيئته أمامهم بل اكمل طارقا على الباب مطمئنا لها أنه لم يكلف أو يمل مهما كانت الصعاب والتحديات / أنا همشي دلوقتي يا يمنى بس هرجع تاني وتالت وعاشر ….
مش هكل ولا همل لحد ما تبقى في بيتي وفي حضني ..
هبط مسرعا ليتوجه إلى عمله وهو يقرر العودة إليها عقب انتهاءه من مهمته بالعمل ربما وجد والدها واقنعه بمحاولاته …
……………………………
خرجت من الغرفة بوجه عابس رغم أنها أفضت كل ما بداخلها من شماتة وكره بوجهها كما تمنت من قبل ….
إلا أنها شعرت بالخيبة لمجرد فشلها في مخططها وهو تبصيم حكمت على عقد بيع المنزل ….
انتظرت خارج الغرفة قليلا حتى اطمأنت من الممرضات أنها مازالت على قيد الحياة لتتنفس الصعداء…..
فمازال أمامها وقت لتنفيذ ما تريده وتخطط له والذي كان خلف السبب الأساسي لعودتها مرة أخرى لهذا المنزل اللعين ..
توجهت إلى المنزل وهي تخطط جيدا للمرة القادمة …
عنفت حالها على إهدار الوقت الذي اضاعته في الحديث …
كان يجب عليها إتمام فعلتها اولًا ثم إلقاء ما تريده من حديث لاذع أو حتى مميت لا يهم ….
فالمرة القادمة ستنهى الأمر في لحظات فور الاختلاء بها مجددا …
هكذا فكرت وخططت لحكمت ليأتي دور صبري في عقلها فإذا بها تبتسم لشوقها الجارف في رؤيته بهذا الحال وكيف سيشفي غليلها هذا المشهد ..
…………………………
اخيرا وصل لمقر عمله فتوجه مباشرة لمكتبه لينهي ما انتوى عليه في عمله إلا أن القدر لم بمهله فقد صدح هاتفه برقم يعرفه جيدا وهو رقم الممرضة التي اولى إليها مسؤولية الاعتناء بوالدته وأخباره بكل جديد فور حدوث أي امر ….
اجاب سريعا ليهم فور استماعه لما حدث يلملم متعلقاته وتوجه مباشرة للمشفى ….
فور وصوله المشفى توجه مباشرة لغرفة والدته ليجدها غافية تماما اقترب منها متفحصا وجهها والذي يبدو عليه الشحوب وكأنها حقنت بسم زعاف لا بمهدئات …
نظر حوله ليجد أنه موصول إليها أجهزة تقيس عملياتها الحيوية من عدد نبضات القلب والضغط وهكذا…
انسحب بهدوء و اغلق الباب خلفه ثم توجه للطبيب المسؤول عن حالتها ليستفسر عما حدث ….
في طريقه لغرفة الطبيب إلتقى بالممرضة في الممر التي قامت بالاتصال به وابلغته بمختصر ما تم ….
سردت إليه ما حدث بالتفصيل حسب ما رأته وما شعرت به قائلة / جهاز نبضات القلب اول ما أعطى انذار جريت فورا على الاوضة….
لاقيت واحدة اول مرة اشوفها معاها …
اماء عبدالله برأسه لعلمه عمن تتحدث واجابها بتوضيح / اه دي مرات اخويا كانت جاية تطمن عليها…
ذمت شفتيها باستغراب ثم أرادت توضيح شعورها وما لاحظته حينها / أنا معرفش أنها تبعك بس بصراحة اول ما شفتها ولاقيت الحاجة بتتشنج علشان بس تحاول تاخد نفسها طردها برة علشان نلحق الحاجة …
بس في حاجة غريبة لاحظتها ….
انزوى ما بين حاجبيها ينظر لها باستفسار لتردف مكملة / وهي خارجة لاحظت في ايديها ورقة كانت بتحاول تخبيها او تحطها في شنطتها …. …
أنا طبعا وقتها مهتمتش علشان نلحق الحاجة بس قولت اقولك برضه …
عقد عبدالله ما بين حاجبيه ليسألها مستوضحا / ورقة !!!
ورقة ايه دي ؟؟
حركت الممرضة كتفيها تعبيرا عن عدم المعرفة ….
تركها وانطلق للطبيب للاطمئنان على حالة والدته والذي أكد له أنها قد تكون تعرضت لضغط نفسي أدى إلى تسارع في ضربات القلب وانخفاض الضغط فجأة….
ليتسبب في أزمة قلبية حاولوا على تخطيها بشتى الصور…..
لذلك أبلغه الطبيب بمنع الزيارة عنها في الأيام المقبلة …
خرج من غرفة الطبيب يحاول تجميع الصورة في ذهنه مما روته الممرضه وما أقر به الطبيب ولكنه لم يتوصل لشيء…..
ليجد أن عليه سؤال هند بما حدث ربما اكتملت الصورة ….
كاد أن يجري اتصالا بها إلا أن هاتفه أعلن عن اتصال من أخته صفاء ليفتح المكالمة مرحبا بها …
تساءلت صفاء على أحوال والدتها ليجيبها كاذبا حتى لا يثير قلقها / لسه خارج من عندها والدكتور بيقول أنها النهاردة احسن كتير ….
أبلغته بقدومها لرؤيتها ليحاول إفساد الأمر بما لا يتنافى مع ما ذكره / لا لا لسه واخدة مهدئات كتير علشان العملية بتألمها وهتنام لحد بكرة مفيش داعي تيجي …
استشعرت صفاء مراوغة أخيها إلا أنه حاول تغيير الموضوع / بقولك ايه ما تيجي البيت عندنا محتاجك هناك اوي …
اختك سمر تعبانة اوي وهند كتر خيرها هي اللي مراعياها …
ودعاء عاملة عمايلها ومش قادر عليها لوحدي ….
شهقت صفاء على حال أخيها ولكنها لم تستطيع مساعدته في هذا الأمر لتبلغه برفض عادل لذهابها إلى هذا المنزل تماما ….
واعتراضه بالاخص على مقابلة سمر أو دعاء مهما كانت الأسباب ….
تفهم عبدالله رؤية عادل الذي كان يعارضها من قبل…..
إلا أنه الآن وبعد أن انكشف أمامه شخصيات إخوته التمس العذر لعادل …..
بل وسعد كثيرا على محاولته بالحفاظ على زوجته وبيته بشتى الطرق …….
شدد على أخته بالإستماع إليه وعدم معصيته / اسمعي كلام عادل جوزك كويس لانه للاسف طلع عنده حق في كل حاجة …..
طلع شايف اللي أنا مكنتش شايفه …
أنهى المحادثة ليتمتم لحاله / ياريتني أنا كمان كنت قطعت نفسي منهم….
مكنش وصل بيا الحال كدة …
ويمكن هما كمان مكنوش تجبروا كدة …
……………….
بعد انتهاء مكالمته مع عبدالله تفحص هاتفه جيدا ربما اتصلت به يسرا أثناء نومه….
إلا أنه لم يجد اتصال او حتى مهاتفة …
أطلق زفيرا حارا يوضح مكنونات صدره المشتعلة بنيران الشوق…
استقام وخرج من غرفته ليجد المنزل يعمه الصمت التام …
لوهلة تعجب ناطقا / معقولة خرجت بدري كدة وراحت لام يسرا ؟؟
اخذ يبحث عن أخته وينادي عليها لتجيبه من داخل المطبخ / تعالى يا جاسر أنا هنا …
توجه إليها يتساءل عن سبب هذا الصمت الرهيب لتجيبه بمنطقية بحتة/ العيال راحوا مدارسهم وابوهم راح الشغل ….
مسح على رأسه ليتمتم لحاله / دانا دماغي ساحت مني خالص الله يسامحك يا يسرا ….
تقدم منها ساحبا شريحة من الخيار التي كانت تعده وهو يتساءل / طب مصحتنيش ليه اسلم عليهم …
شرعت في تقطيع الطماطم كما يرغبها على شكل شرائح وهي تجيبه بكل حب وحنان وكأنها والدته / لما رجعت متأخر امبارح كان باين عليك الهم والحزن …
الاولاد دخلوا الصبح باسوك وانت يا عيني محستش بحاجة….
فعرفت انك نايم تعبان اوى قولت اسيبك تريح جسمك شوية …..
السلام مش هيطير …
أنهت ما تفعله والتقطت صينية ورصت عليها الاطباق ثم حملت الصينية وتوجهت للخارج وهي تقول / تعالى يالا علشان تفطر ونشوف هنعمل ايه في موضوع يسرا ….
اتبعها للخارج وجلس على المائدة يتناول إفطاره معها وهو يسألها / مش هتزوري حكمت في المستشفى …
توقف فمها عن المضغ وكأنها استمعت إلى سيرة تيغضها لتعلق قائلة / قولتلك الست دي مبحبش اشوفها ولا اسمع سيرتها ….
مش هيفيد بحاجة لو رحت لها ومقدرتش اقولها حتى دعوة بالشفاء…
المهم خلينا فيك انت معاك نمرة والدتها علشان اعرف اخد ميعاد واشوفهم موجودين ولا لا …
التقط لقيمة وهو يستقيم وساحبا إياها من ذراعها قائلا / انتي لسه هتكلميها وتاخدي منها ميعاد ؟؟
بقولك هيمشوا اخر الاسبوع …
انتي هنروحلها دلوقتي…..
يالا قومي مش لازم تفطري بطن كاملة……
………………….
وصلت المنزل لتجد أطفالها يلهون معا وسمر تجلس أمامهم صامتة ولكنها مبتسمة …
انتابها شعور بالخوف والقلق على أبناءها من سمر …
ربما أرادت بهم سوء لاحساسها بفقدان أبناءها …
سحبت أبناءها للغرفة سريعا دون أن تلقي التحية على سمر…..
أغلقت الباب خلفها برغم علمها أنها لن تسمعهم …
عنفت ابنها على عدم احتياطه / لما اكون برة اوعى تطلع من اوضتك انت او اختك ….
تقفل عليك الباب كويس اوعى شوف اوعى تقرب من عمتك …
تعجب الطفل من حديث أمه ليسألها مستوضحا/ ليه يا ماما دي عمتو حلوة وكانت بتلعب معانا …
زاغت انظارها يمينا ويسارا وانتابها الشك حول قدرة سمر على الاستماع لتسأله بريبة / بتلعب معاكوا إزاي ؟؟
حاول الطفل شرح اللعبة حسب مرحلته العمرية / كانت بتقفل عينيها لحد ما نستخبى وتفتحهم تدور علينا …
ضيقت الام عيونها سائلة / وانت كنت بتقول خلاويص ؟؟
* اقول إزاى وهي مش بتسمع …
هكذا نطق الطفل بتلقائية واستفاض في شرح كيفية اللعب / أول ما كانت تقفل عنيها باخد اختي ونستخبى على طول…
تنفست هند الصعداء لتنحبس أنفاسها فور استكمال الطفل حديثه / بس هى اللي كانت بتفضل تقول خلاص ولا لسه … وانا قايمة وكدة …
استقامت فورا هند وتوجهت لباب الغرفة تفتحه على استعجال فإذا بسمر تمر من أمام غرفتها دون أن تعير لها اهتمام ….
اشتعل الغضب بداخلها ونادت عليها بصوت عال إلا أن الأخرى لم تجيبها ….
بدأت تظن أن حاسة السمع قد عادت لسمر لتقرر وضعها بالحسبان …
بل إنها ستبدأ في خطتها تجاهها ومن الان …
أغلقت الباب مرة أخرى وكاد الطفل أن يتحدث إلا أنها أشارت إليه بسبابتها أن يصمت ….
همست لهم قائلة / هطلع اجيب حاجة من الشقة فوق واجي ……..
محدش منكم يخرج من الاوضه سامعين ؟؟
اماء لها الطفلين لتخرج من عندهم وتصعد لشقتها …
أوصدت الباب عليها جيدا وتأكدت من غلق النوافذ بطريقة جيدة ثم أمسكت بهاتفها وهي تمتم / مينفعش اسيبك اكتر من كدة …
لازم اخلص منك بأي شكل …
شرعت في مراسلة وليد والذي علمت بعلاقته مع سمر لتحاول ارجاع المياة لمجاريها ……
بعد رسائل الترحيب المعتادة بدأت تلقي له الطعم / كدة يا وليد تسيب بنت عمك في اشد محنتها …
اجاب بفظاظة وكأنه لا يخشى أحدا / يعني اتجوز واحدة انده عليها من هنا لبكره ومتسمعنيش !!!
ابتسمت هند وهى تدون له / لا اتجوز واحدة عندها ورث يعيشك ملك …..
وخاصة امها رجل بالقبر ورجل بره يعني مش هتستنى كتير …
صمت قليلا قبل أن يجيب عليها برسالة صوتيه أوضح فيها نبرة صوته الغير واثقة بها / وانتي ايه فايدتك من الموال ده ؟؟
تأكدت من التقاطه الطعم وكل ما يحتاجه ضمان لسلامة الحديث….
دوتت له / فايدتي اني هقعد في بيت مفيهوش سمر ..
* ومين قالك اني مش هاجي واقعد معاها عندكم؟؟
قرأت رسالته لتضطرب قليلا ثم أجابت عليه بصوتها المدلل لغرض أنثوي بحت / وماله تشرفنا وتنورنا …
واكون أنا أطلقت من صبري وساعتها هيبقى في ايدك نصيب سمر واولاد صبري …
أصل مفيش حد هيخاف عليهم اكتر من عمهم وليد ولا ايه !!!
ألقت الحجر الصحيح بالمياة الراكدة ليزدرأ ريقه وتتسع أنظاره بالطمع ….
فصفقة مثل هذه لن يضيعها …
فهذه المرة ليست مال فقط بل هي مال ونساء وما احب الاتنان لقلبه …
حاول التفكير قليلا حتى يأخذ الضمانات اللازمة لذلك ليرسل إليها رسالته / وايه اللي يضمنلي انك مترجعيش في كلامك ؟؟
فتحت التسجيل الصوتي وضحكت ضحكة رقيعة بغرض إلانة قلبه ولكنها للحق كانت تخرج من قلبها هي الأخرى …
فقد تأكدت بابتلاعه لطعمها كاملا لتسجل له قائلة ومطمئنة قلبه وعقله / اللي يضمن لك انك يوم جوازك من سمر هروح معاك للمحامي ارفع قضية طلاق …
وطبعا لو اتطلقت محدش من اخوات صبري هيرضى يخليني اقعد في البيت ….
إلا في حالة واحدة بس لو اتجوزتني وهددتهم يا اقعد معاكم يا تطلق اختهم ….
ساعتها هقعد في شقة صبري لأنها من حق الولاد، وعلشان ميضايقوش اختهم أن ضرة اختها تبقى معاها في نفس الشقة ولا ايه ؟؟
ابلغته بالمخطط كاملة وكانها كانت ترتب له منذ زمن….
ليشتعل حماسه واعجابه بها أكثر وأكثر فلم ينتظر مراسلاتها….
بل أجرى بها اتصالا وفور فتح المكالمة من جهتها بادر قائلا / يابنت الشياطين دانت طلعتي داهية …
بصراحة عجبتني دماغك …..
إجابته بتلاعب / دماغي بس ؟؟
ابتسم وهو يجيبها بوقاحة / ما الباقي هقول رأيي فيه لما اشوفه بعيني ….
أطلقت ضحكتها الرقيعة ليعلق قائلا/ يخرب شيطانك يا صبري كنت مخبي عننا الحلويات دي فين ….
ألحقت تعليقه بضحكة أخرى ليعلق / ادوب أنا ….
……………………
أنهت المكالمة وهبطت لابناءها فإذا بها تستمع أثناء هبوطها طرق دعاء التي لم تكلف أو تمل من محاولات الاستجداء ….
اقتربت من بابها وطرقت عليه من الخارج وهي تنادي عليها …
اسرعت دعاء نحو الباب اعتقادا منها أن هند ستفتح لها اخيرا الباب…
اخذت تتوسل إليها أن تحنو عليها وتفتح لها الباب / افتحي يا هند ….
وحياة ولادك افتحيلي ……
افتحيلي وانا عمري ما هنسالك الوقفة دي معايا ….
افتحيلي وهعمل معاكي اتفاق…
أننا مندخلش عبدالله البيت ده تاني ابدا …..
والبيت يبقى مملكتك انتي وبس….
على فكرة عبدالله هو اللي كان بيقويني عليكي …
هو اللي كان بيقولي اكسر شوكتك علشان متشوفيش نفسك على مراته ….
كان كل ما صبري يطلب منه فلوس يقولي شغليها بيها علشان هي اللي مخلية صبري يمد أيده دائما ..
هو اللي كان مشعلل ماما من ناحيتك على طول …
طب اقولك كان بيقول لمراته قدامي هند دي اديها بالجزمة وشغليها عندك …..
بس للحق هي مكنتش بترضى …
فتحي يا هند وانا هقولك على حاجات كتير …
وحياة ولادك لاخلي صبري عجينة في ايدك….
وهتبقي انتي الكل في الكل …
افتحي يا هند بقى …
انتي ساكته ليه ؟؟
مشيتي ولا ايه ؟؟
يا هند افتحي متسيبنيش …
………………………….


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1