رواية وميض الحب الفصل السادس و الاربعون 46 بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل السادس و الاربعون بقلم لولى سامى


“لا ترمِ الآخرين بسهام القبح، فما تدري أيَّ جراحٍ خبّأها الزمن في ملامحهم.
ولا تغترّ بنقاء حالك، فلعلّ ريح القدر تعصف بك يوماً، فتغدو في دربٍ كنت تستهجنه بالأمس.”
“فقط ادعي الخالق أن لا يجعل مصيبتنا في ديننا ولا يجعل الدنيا اكبر همنا ولا يسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا يا الله”
كانت تقف بالخارج تتلذذ بازلالها وتتعجب أيضا من قدارتها العجيبة في قلب الحقائق…
لم تتوانى لحظة عن إيذاء الغير والادعاء بالباطل على أي شخص حتى ولو كان أخيها …
اخيرا نطقت مطمئنة إياها بوجودها الذي سيكون لعنتها لا خلاصها…
نطقت بصوت هادئ ورزين ولكن يملؤه نبرة الغل والكراهية / مفيش فايدة فيكي …
عاملة زي التعبان جلده ناعم ويدحلب على الضحية لحد ما يلف حوالين رقبتها ويموتها …
تفتكري بعد اللي شوفته منك ممكن آمن لك تاني؟؟
او اصدقك لو في كلمة واحدة حتى!!
دانا شوفت منك اللي يخليني اكرهك طول عمري…
ولو قدامي دلوقتي كنت قطعتك باسناني …
بس متقلقيش أنا مش بسيب تاري ….
وتعلمت منكم ان وقت ما الفرصة تيجي مضيعاش ابدا …
وانا دلوقتي مش فرصة واحدة بس اللي جت دي فرص
أول فرصة انك دلوقتي زليلة قدامي وده لوحده كدة مريحني نفسيا ..
عايزة اقولك صوتك دلوقتي في وداني طرب …
موسيقى حلوة بتريح اعصابي ….
بس متقلقيش مش عايزاكي تفقدي الامل… افضلي اتحايلي عليا افتحلك يمكن احن في يوم من الايام …
كادت أن تنصرف إلا أنها تذكرت شيئا لتعود قائلة / اه شفتي كنتي هتنسيني اقولك حاجة مهمة اوي …
مش عارفة هتزعلك بس ولا هتجلطك أن شاء الله….
صبري اللي بتقولي هتخليه تحت امرى بح خلص …
اعتبريه مات …
اصله هيتحكم عليه في قضية قتل عقبالك يعني يا مؤبد يا اعدام ….
ادعيله تكون اعدام واجي اعزيكي فيه قريب …
انتاب دعاء حالة من الغضب فلم تستمع هند من الخارج سوى لصراخ كثير وصوت تهشيم لأشياء عدة، لتطلق الأخيرة ضحكة عالية دليل على المتعة والتشفي…
أما دعاء اخذت تدور بالشقة كالمجنونة….
تقطع ملابسها وتصك على وجهها وهي لا تعرف على من تنادي …
والدتها وبالمشفى واختها وقد صُمت….
واخيها وسجن…..
إذا بمن تستغيث وقد تناست تماما ربها والاستعانة به في اشد لحظاتها….
وربما قد انساها الله عز وجل الاستعانة به فهى حقا لا تستحق عفوه …
كادت أن تجن فأين ذهب دهائها واين ذهبت قوتها وسيطرتها على الجميع …
أبت الاعتراف بالهزيمة لتحاول مجددا بطريقة أخرى غير التي اتبعتها …
طريقة تنجح دائما بل ستؤدي إلى توددهم مرة أخرى وانخراطها معهم مجددا …
وربما تجعل الجميع ملك يمينها ويقدمون على خدمتها ….
لا يتطلب الأمر سوى قليل من الألم الجسدي الذي بالنسبة لها أقل بكثير مما تعيشه الان ..
ابتسمت وهي تأمل أن تأتي هذه الخدعة ثمارها …….
………………….
وصل كريم ويسرا للمنزل فإذا بهم يلتقون بالاسفل بحسنة …
ألقت يسرا التحية على خالتها وتوجها معا للشقة….
فوجئت سعيدة بإقبال حسنة مع زوجها وابنتها ليخبروها أنهم تقابلا بالاسفل ….
تسائلت حسنة عن يمنى لتخبرها سعيدة بحزن وأسى عن حال ابنتها وأنها بمكانها بداخل غرفتها ….
توجهت مباشرة لغرفة يمنى لتجد يسرا بجوارها …
استأذنت حسنة أن تنفرد بيمنى قليلا لتوافق يسرا ولكن قبل أن تنصرف من غرفة اختها عادت تقف أمام خالتها بعيون محرجة ولسان معقود ….
انعقد حاجبي حسنة لتسألها عن سبب عودتها ووقوفها هكذا لتجيبها الأخيرة بحرج شديد/ اصلي محتاجة الموبايل بتاعك اعمل مكالمة بسيطة ….
ضيقت حسنة عيونها واستشعرت أن هذا الطلب يواري خلفه أفعال أخرى …
اكتشفت احساس خالتها لتحاول تبرير غرضها / أصل بابا واخد الموبايلات وانا عايزة ابعت لزميلتي علشان أطلب منها تبعتلي المحاضرات ضروري ….
كانت يمنى تنظر لها بابتسامة تفهم ما تخطط له تلك الماكرة، بل وتحسدها على فرصتها الذهبية التي ستقتنصها فهي ستتحدث إلى حبيبها….
يا لحظها الثمين ….
اخرجت حسنة هاتفها بكل بساطة وهي تؤكد على يسرا أن تتوارى به من العيون حتى لا تغضب والدها …
لا تعرف أن الأخيرة ستحرص كل الحرص على اخفاءه بين ضلوعها ….
اماءت يسرا بحماس والتقطت الهاتف تضعه بجيوبها الطبيعية ثم خرجت من الغرفة فإذا بها تصطدم بوالدتها لتشهق بارتباك بادي عليها….
نظرت لها والدتها باندهاش سائلة إياها / مالك يا بت مخضوضة كدة ليه ؟؟
أصل ….. أصل…… خضتيني يا ماما ….
بالكاد نطقت بكلمتها وانطلقت لغرفتها مباشرة تحت تعجب واندهاش سعيدة ….
دلفت سعيدة غرفة ابنتها لتسأل اختها عن أي مشروب تفضله فإذا بها تجد اختها تحادث ابنتها عن زوجها لتقطع حديثهم قائلة / هو كلمك يا اختي ….
التفتت حسنة بملامح متأثرة وإجاباتها قائلة / كلمني بس ده جالي وكان حاله يصعب على الكافر ….
كان ناقص يبوس ايدي علشان احاول أتدخل …
* هو اللي عمل في نفسه كدة …
هكذا علقت سعيدة على حديث اختها لتعلق الأخيرة قائلة / غِلط وعرف غلطه وبيحاول يصلحه ….
مين فينا مبيغلطش يا سعيدة ..
متبقيش القاضي والجلاد يا اختي …
ثم إن بنتك حامل وبتحبه وده مش هننكره ….
يبقى لما يعرف غلطه ويندم عليه ويصلحه منجلدوش ونقف جنبه ونرجع الماية لمجاريها ….
* خائفة …. خائفة من اخواته ….
عبدالله ضعيف قدام اخواته ومهما حاول هما اقوى …
هكذا أفصحت سعيدة عن مخاوفها ومكنونات صدرها….
حاولت حسنة طمأنتها قائلة / يوم فرش العفش سألتيني رأيك ايه فاكرة قولتلك ايه ؟؟
قولتك ساعتها خايفة والوضع ميطمنش ….
لكن النهاردة وبعد الإصرار اللي شوفته في عيونه اقدر اقولك وانا مطمنة الوضع اختلف …
ثم انه بيقول عنده حلول لكل مخاوفنا ومش طالب غير أننا نسمعه ….
زاغت أبصار سعيدة حتى وقعت انظارها على تلك السامعة في صمت وهي تنظر لها بأمل واستجداء أن توافق على الوقوف في صفهم كمحاولة لإقناع والدها ….
شعرت سعيدة بروح ابنتها الممزقة ليرق قلبها لتربت حسنة على كتف اختها تحثها على الأقدام على ما شعرت به قائلة / روحي كلمي الحج كريم ومهديلي الطريقة،
هديه لحد ما اجيله …
هشوف يمنى وجاية وراكي على طول….
انصرفت وهي لا تعرف بماذا ستبدأ حديثها مع زوجها وكلها يقين أنه سيرفض الحديث تماما في هذا الأمر …..
أما حسنة نظرت ليمنى ولم تكاد تسألها على رأيها لتتفاجئ بالاخيرة ترتمي بين أحضانها تقدم لها كل كلمات الشكر والامتنان …
اخرجت حسنة ابنة اختها من أحضانها وهي تحاول رسم البسمة على وجه انهكه الخبث واللئم/ يا عبيطة انتي بنتي ….
ولو كان عندي اولاد اكبر منك لا كان عبدالله ولا عشرة زيك قدروا يخدوكي مني …
اخيرا ارتسمت البسمة على وجه يمنى وهي ترى بصيص أمل قادم بعد عناء طويل ….
اردفت حسنة وهي ترسم لها الطريق الصحيح حتى لا تسقط في نفس الهاوية مرة أخرى / بس قبل ما نرجع لازم نعرف هنرجع إزاي ….
عقدت يمنى حاجبيها متسائلة / مش فاهمة يا خالتي …
يعني لو أقنعت ابوكي برجوعك مطلوب منك تمشي وراه…
لانه حتى لو اقتنع مش هيعديها بالساهل لازم يطلع عينه وعين اللي جابوه ….
* بس هو الايام دي ….
قبل أن تكمل جملتها قاطعتها حسنة باعتراض / اهو بس هو والصعبنية بتاعتك دي اللي ودتك في داهية ….
كنتي تلاقيه راجع تعبان تسكتي وتكتمي في نفسك ….
ولو مضايق من أهله تبلعي انتي ضيقتك علشان متضايقهوش اكتر …
كل ده حلو وجميل وزي الفل بس يخليه ميشيلش همك …
يخليه شايفك أن مهما داس هو ولا غيره انتي هتستحملي فميبصش عليكي اصلا ….
* يعني اعمل ايه ؟؟
ببقى عايزة اخفف عنه ومبقاش نكدية …
هكذا تسائلت يمنى بحيرة لتجيبها حسنة بحكمة / واجب عليكي تخففي عنه بس مش على حساب نفسك ….
يعني أهله ميدوسوش عليكي وتسكتي علشان تخففي عنه …
تخففي عليه لما الحدود تكون محفوظة.
يعني كل واحد في حاله ومحدش يتدخل في حدود التاني ….
ولما الحدود تكون محفوظة لو شكى لك من أهله تصبريه…
ولو هتعملي حاجة علشان تخفي عنه تقوليله كدة علشان يحس انك جنبه مش سايباه ….
لكن موضوع متبقيش نكدية أنا مقولتش تنكدي عليه في الرايحة والجاية وبرضه الحل هنا في الحدود ….
يعني لما تعملي بينك وبينهم حدود في إطار الاحترام يبقى اللي يتخطى حدوده تفصلي انتي على طول وترجعي بيتك أو شقتك تقفلي على نفسك ومن غير ما ترجعيله حتى…
ولو سألك عن موقفك احكيله على طول متخبيش ….
ساعتها رد فعلك هيفرق معاه ومع المحيطين أنهم يحترموكي…
يا كدة يا بلاش منها معاملة …
لكن شغل هو يسألك مالك وانتي تقولي مفيش وضاربه بوزك شبرين!!
هو ده اللي اسمه نكد لان الرجالة ملهاش طولة بال لو سألك مالك ومقولتيش من اول مرة هيشوفك نكدية …
وبرضه وانتي بتشتكيله خلي عندك اسلوبك اللي يشده …
يعني متشتكيش بزعيق ومتهدديش كل ده بيفرق مع الرجالة ….
علشان يشيل همك زيك زي أهله …
اماءت يمنى برأسها كتعقيبا على حديث خالتها وكأنها تراجع بداخلها كل اخطاءها السابقة لتجد حسنة تستطرد قائلة بنصح /
واسمعي مني الكلمتين دول وحطيهم حلقة في ودنك…..
بكرة ربنا يقومك بالسلامة وتخلفي ولازم يشاركك في مشاكلك ومشاكل ابنك ولو حتى بالكلام يعني تحيله تفاصيل التفاصيل ….
هو هيستمتع وانتي بتحكيله تفاصيل يوم ابنكوا …
مش يرجع من الشغل ويلوسه وينام …
لازم يعرف بيزن علشان ايه وتعب النهاردة ولا لا ولو هيروح لدكتور يكون معاكي حتى لو مشغول ومش هيقدر يبقى مرة يجي ومرة لا مش تشيلي الشيلة لوحدك لانه هو هيتعود على كدة وهيحس أنه فاااااضي …
والراجل لو حس أنه فاضي ومش شايل هم بيته وحاسس انك بتتصرفي من غيره وزي الفل ….
هيروح يدور على هم تاني يشيله ويا طلع هم أهله ….
يا لافت عليه واحدة تشيله همها وتحسسه أنها مش عارفه ولا قادرة تمشي في الدنيا من غير مشورته …
ساعتها هيحس معاها أنه راجل ومسؤول عنها لكن انتي بتعرفي تعملي كل حاجة…
اتسعت حدقتي يمنى مع اخر جملة لتستفسر قائلة / هو عبدالله ممكن يحب غيري بعد كل اللي بينا ده ؟؟
ابتسمت حسنة بسخرية وهي تعلق على جملة ابنة اختها الساذچة كما نعتتها / يا هبلة الراجل ربنا خالقه بيحب يحس أن هو المسؤول عن حد …
أنه هو اللي مسيطر وان الست اللي معاه من غيره مش هتعرف تعيش ….
فلو حس انك من غيره بمية راجل زي ما بيقولوا هيدور على حد يحسسه بكينونته وسيطرته ….
وساعتها مش هيكون هو بس اللي خسران ….
لا انتي كمان هتخسري ….
علشان الست مهما ادعت أنها بتقدر فهي بتقدر تحت مظلة راجلها …..
لكن لما بتبقى ىوحدها ربنا ما يحكمها عليكي بتتمرمط اخر مرمطة ….
مهما ادعت أنها قوية بس في الحقيقة هي ست بتحتاج اللي يشد من ازرها ويكون واقف في ظهرها ….
افهمي الكلام ده كويس هترتاحي …
……………………………
بالجهة الأخرى دلفت يسرا غرفتها بسعادة طاغية فهي كانت تظن أنها ستذهب للجامعة بمفردها وستتاح لها الفرصة بالتحدث إلى جاسر إلا أن قرار والدها بالذهاب معها احبطها ….
لتقفز عاليا مرتين احتفالا بنجاح مخططها حتى استوعبت أنها هكذا ستجلب الإنتباه إليها لتضع كفها أعلى صدرها تهدأ من فرحة قلبها واطبقت على شفتيها كمحاولة لردع طاقة سعادتها …
اخرجت الهاتف من جيوبها الطبيعية وهي تحادث نفسها بهمس / اول مرة أشيل حاجة هنا ….
لا وبقيت بنصب …
وضعت كفها على فمها تضحك بصمت وهي تعلق قائلة / دانا شكلي هتعلم حاجات جديدة على ايدك ياسي جاسر …
أمسكت الهاتف وحاولت فتحه إلا أنها فوجئت أنه يطلب كلمة المرور ….
فسعادتها انستها السؤال عنها أو حتى التفكير في وجودها من عدمه …
اتسعت حدقتيها وزاغت ابصارها واخذ عقلها يعمل على أقصى طاقته في حل تلك المعضلة …
وفجأة أطلق الهاتف رنينا وهو بيدها مما افزعها لتقفز وتتركه من يدها كمحاولة للتخلص من رنينه فإذا به يسقط ومازال يصدح صوته بارجاء المكان ….
ارتعبت من أن يكتشف أمرها لتلتقط وسادة وبسرعة وضعتها على الهاتف بغرض كتم صوته وجلست عليها دون أن تضغط على الهاتف…
انتهى الرنين لتطلق زفير الراحة ثم أخرجته من أسفل الوسادة لتجد أن المتصل كان عبدالله فصفعت جبهتها على غباءها وقررت العودة لخالتها بالهاتف فهذه الخدعة لن تتم ……
تذكرت نظرات اختها الحاقدة لتمتم لحالها / قريتي يا يمنى اهو لا أنا ولا انتي …
……………………………
توجهت سعيدة الى غرفة زوجها الذي فور عودته من الخارج دلف لغرفته بغرض تبديل ملابسه والراحة جسده قليلا لحين تجهيز الغداء حتى يضايف حسنة ….
رأته يتمدد على الفراش لتجلس بجواره متسائلة بتذبذب / عملتوا ايه في الجامعة النهاردة ؟؟
نظر لها ثم اغمض عيونه مجيبا بصوت واهن / رحنا الجامعة وحاولت اقدم على نقل قالوا بعد الامتحانات ….
فاضل شهر نكون نقلنا واستقرينا هناك وبعدين ابقى اجي هنا أنا وهي فترة الامتحانات ونرجع بعدها أن شاء الله…
لم يستمع لتعقيبا لها حتى أنه ظن أنها خرجت من الغرفة …
لولا صوت أنفاسها لتأكد أنها ليست بجواره …
فتح عيونه والتفت ينظر لها ليجد نظراتها زاغة وكأنها تبحث عن أشياء تائهة منها ليسألها باندهاش / مالك يا سعيدة عايزة تقولي ايه ؟؟
زمت شفتيها وابتلعت ريقها أكثر من مرة وهي تحاول البدء بالحديث إلا أن شجاعتها تخونها ليسألها عن سبب ترك اختها ربما الموضوع متعلق باختها / مش قاعدة مع اختك ليه ؟؟
في حاجة بينكم ؟؟
* لا لا ابدا …
أصل حسنة جاية مخصوص علشان تقعد معاك انت مش معايا …
شعر باتجاه الحديث ليضيق عيونه وقد تملكه روح الغضب مجيبا عن توقعه بوضوح / لو الموضوع خاص بيمنى وعبدالله يبقى قوليلها كريم راجع تعبان ومش قادر يتكلم في حاجة …
مسدت سعيدة على كتفه وهي تستحلفه أن يستمع لها فقط / طب وحياتي عندك ما تكسفني قدام اختي …
دي حسنة اللي انت بتعزها …
اسمع كلامها المرة دي ولو معجلكش يبقى كلامك اللي هيمشي …
شعر بالحرج الشديد فحقا حسنة من الشخصيات التي يوقرها ويحترمها ليصمت دون إبداء رأيه لتمسد سعيدة على ظهره وقد اعتبرت صمته هذا موافقة ضمنية قائلة / ربنا يخليك ليا يا حبيبي ….
……………………………
هبطت هند للاسفل فإذا بها تجد سمر تجلس بمفردها ويبدو عليها الانشغال بمخادثة أحدا بالهاتف لدرجة أنها لم تلاحظ دلف هند عليها …
اقتربت هند منها قليلا لتلاحظ الابتسامة على وجهها …
رأت سمر ظل هند يقترب منها لترفع عبونها إليها فإذا بملامح السعادة تشع منها …
ابتسمت هند بوجهها لتشير إليها تستفسر عن سبب ابتسامتها تلك..
رفعت سمر شاشة الهاتف في مواجهة هند لتجد أنه وليد يراسلها لترفع حاجبيها مندهشة من سرعة استجابته …
اتت بورقة وقلم وكتبت لها / كلمك من امتى وقالك ايه ؟؟
قرأت سمر اسئلتها لتجيبها بغبطة / كنت براجع الشات بتاعي أنا وهو وفجأة لاقيته بيبعتلي ..
أنا كنت افتكرته تخلى عني لما عرف بتعبي ..
طلع كان تعبان يا عيني ولما خف رجع كلمني تاني …
دونت هند بالورقة تسألها وكأنها تخاف عليها / طب مش هيكلم عبدالله بقى ولا هيفضل يتكلم كدة كتير ؟؟
قرأت سمر ما دونه هند لتنظر لها مبتسمة بخجل قائلة / لا قالي مش هيستنى اكتر من كدة وهيكلم عبدالله يا النهاردة يا بكرة …
ربتت هند بسعادة مصطنعة على فخذها وهي تهنئها وتهنئ نفسها قبلها / مبروووك مبروووك…
لم تستمع سمر لصوتها ولكنها أدركت تماما ما نطقت به هند لتجيب عليها بإجابة روتينية / الله يبارك فيكي يا هند …
ثم تحولت ملامح سمر سريعا للعبوس وهي تتسائل / خائفة عبدالله اوماما ميرضوش…
ربتت هند علي ظهرها بهدف الاطمئنان وهي تشير باصبع السبابة بإشارة لا ثم ربتت على صدرها وكأنها تقول لها اتركي هذا الأمر لي …
عادت مرة أخرى الابتسامة تشق ثغر سمر لتنظر لها هند بعيون شامت وهي ترى كم هذه السعادة لاقدامها على فخ لو عرفت به لهرولت في البعد عنه …
…………………
بالاعلى كانت تعد دعاء ما سيجعلهم يلتفون حولها بل ويتهافتون على خدمتها …
اسرعت فيما تفعله فيجب أن ينتهي الأمر قبل عودة عبدالله…
فمن المؤكد فور عودته سيصعد إليها بغرض إحضار لها الطعام
وضعت اناء به ماء علي الموقد ووقفت بجواره تنتظر الغليان …
ؤقفت تنظر للماء وتلاحظ التغيرات الطارئة عليها بفعل درجة الحرارة …
نظرت لجزيئات الماء، التي كانت ساكنة مطمئنة، هكذا تخيلت حالها في بداية زواجها بسيد الذي كان يمثل لها الدنيا وما فيها حتى اشتعل قلبها بنيران الغيرة من حب أهله له ومعاملته الحسنة لهم فأرادت أن تتمرد على هذا الحب وتتملكه لنفسها ..
هكذا رأت حبيبتات الماء وهي تتمايل وتتراقص وتتسابق للصعود للسطح، ثم تذكرت حينما علمت بعقمها واستحالة الانجاب حينها شعرت بنيران مستعرة تتوغل باحشائها لذا قررت لحظتها باستقطابه لها وقطع أي صلة له بعائلته …
هي ترى أن هذا حقها فجميعهم لديهم ما يعيشون من أجله بينما هي لم يعد لديها سواه …
ظلت واقفة بجوار الإناء تتذكر أفعالها وتقر بمبرراتها حتى توالت الأحداث بعقلها ووصل تفكيرها لهذه اللحظة التي هي عليها …
نظرت للاناء التي يتصاعد منه الأبخرة وقد حسمت أمرها أن لا ملاذ غير هذا فقد رأت فقاعات الماء تحاول الإفلات من قاع القدر، تنفجر واحدة تلو الأخرى على السطح، معلنةً لحظة الانفجار الداخلي، لحظة الغليان!
كذلك روحها التي شعرت بأرواحٌ اشتعلت فيها نتيجة النيران المستعرة بداخلها وتبغي التحرر…..
وبكل شجاعة وإقدام وبعيون يكاد يخرج منها لهيب الغل والحقد مع ابتسامة الشر تزين ثغرها وضعت اصابعها بداخل المياة المغلية بغرض حرق نفسها حتى يقوم الجميع بخدماتها …
كانت تهيئ روحها بضرورة التحمل عند احساسها بألم الحرق إلا أنها للوهلة الأولى لم تشعر بألم في أطرافها ….
وقفت لحظات تنظر للماء وهي ترى فقاعات الماء تنتشر حول أصابعها …
بل والأدهى أنها بدأت ترى بعيونها مدى تأثر جلد أطرافها إلا أن ما تراه متناقض تماما مع ما تشعر به …
رفعت كفوفها أمام أعينها فإذا بقطرات الماء تنزلق من أصابعها باتجاه باطن كفها وظهره لتشعر حينها بمدى سخونة المياة فتحرك كفيها سريعا حتى تزيح عنها قطرات المياة الساخنة …
بعد لحظات وقفت متعجبة من حال أصابعها فتحي الآن لم تشعر بها برغم تأثير المياة المغلية عليها ووصول الجلد لدرجة الحريق الثالثة ….
لم تعطي للأمر اهتماما فيجب أن تكمل ما بدأته وستبدأ من الآن بوصلة النواح والصريخ لتطلق عدة صرخات مدوية من يسمعها يتوقع حدوث حالة وفاة ………..
………………………………
جلست حسنة تحاول مرارا وتكرارا مع كريم في إقناعه بشتى الصور أن يعفو عن عبدالله ويعطي له فرصة أخرى بالإستماع إليه فقط من أجل ابنته وحفيده ليجيبها برفض تام / ما اللي بعمله ده علشان سمعة بناتي وحفيدي مش هيبقى مبسوط لو جه الدنيا ولقى خالته سمعتها مش حلوة ….
* قطع لسان اللي يقول على بناتنا كلمة بطالة …
بس هو حلفلي أنه عاقب أخته على اللي قالته ووعدني أنه مش هيحصل تاني …
خلينا نسمع له ولو مقتنعتش بكلامه يبقى لك كل الحق …
لكن علشان نبقى عملنا اللي علينا وحاولنا معاه للآخر …
نظر كريم لها لا يعرف بماذا يجيبها فإذا وافقها حتى لا يظلم ابنته يمنى على حد قولهم فقد اجحف في حق يسرا ….
حاولت استغلال اختلاج روحه واضطراب عقله لتسأله باستعجال /ها يابو يمنى قولت ايه اتصل بالواد يجي وتسمعه ولا قولت ايه ؟؟
تتصارع بعقله الأفكار وتتسارع بقلبه المخاوف والأخطار …
كانتا يسترقا السمع كلاهما بغرفتهما ينتظران القرار الأخير لابيهم مع تسارع دقات قلب كلا منهما ….
يتوقا للامل مع كل نبضة من نبضات قلبهم …
ارتفع الادنالين لمنتهاه حينما رأوا والدهم يرفع نظره فجأة وينظر تجاه غرفتهم لتلتقي عيونه بعيونهم وكأنه يريد أن يستدل على رأيهم من نظراتهم …
كاد أن ينطق لولا ارتفاع رنين الباب والذي جذب كل الأنظار إليه لتستقم سعيدة تفتحه فإذا بها تجد امرأة جميلة مهندمة ذو وجه بشوش تقف أمامها ….
تحدثت المرأة بهدوء وبساطة والإبتسامة مازالت عنوان وجهها / مساء الخير ….
ممكن ادخل ؟؟
قبل أن تسألها سعيدة عن ماهيتها فوجئت بمن ظهر من خلفها بطوله الفارع لتتسع حدقتيها وأخذت تلتفت للامام والخلف توزع انتظارها ما بين زوجها والذي يكمن أمام بابها ……
……………….


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1