رواية خليل الروح الفصل الخامس بقلم مريومة
'مفيش مرواح .
قالت بغضب
° محدش خد رأيك ! أنا بكلم جدي ، يبقي هو اللي يرد عليّا .
قال ببرود ظاهر
' جدي علي رأسي من فوق ، بس ماعندناش ستات تسافر.
ردت باستهزاء
° هو أنا مسافره العراق ؟ دي القاهرة! هروح احضر فرح صاحبتي وهرجع.
اكمل بنفس البرود :- حتي لو ..ماعندناش ستات تسافر لحالها .
علا صوتها بدون إرادة منها
° إنتَ علّقت ؟ ولا هو أي ماعندناش وخلاص ..بص خليك في حالك، ومالكش صالح بيا .
' أنا قولت اللي عندي ، مفيش زفت مرواح .
هي بنفس نبرته:- اللي عندك خليه عندك ، يا ولد الزهران .
رد بهدوء نقيض ملامحه:- يعني؟
قالت بعناد
° يعني هاروح الفرح ، وانا مش رايحه لحالي ، هيكون معايا واد عمي و..
قاطعها بغضب :- واد عمك! ليه اهلك ماربوكيش إنك ماينفعش تبقي مع راجل مش من محارمك لحالكم ؟ ، ولا واد عمك حاجة خاصة بالنسبالك
الجد بحزم:- ياسين ! انتبه لكلامك
تجّمع اهل البيت علي صوته ، والده وعمّه رمقاه بنظرة مليئه بالغضب
مسحت دمعة هربت من عينيها ، ورفعت راسها بجمود وقالت وهي تذهب من أمامهم
° لأ ..أبويا وأمي ماتوا وملحقوش يربّوني يا دكتور .
الكل نظر لها بألم ، والجد اشار لهم بأن يتركوها يتصعد
وتحدث بأمر:- الحريم يخرجوا ويتركوني مع الرجالة .
وبالفعل ستات المنزل انسحبوا من القاعة
والده نظر له بعصبية وقال :- عشر سنين غربه برا وعلام وشهادات ، بس جاهل يا واد الزهران ، البت اللي علّيت صوتك عليها دي ، هي اللي كانت بتهون علي امك بُعدك عنها ، وهي اللي كانت بتسندنا في الوقت اللي ماكنتش تعرف حاجة عن بيتك .
نكس راسه بخجل من كلام والده ، فاكمل عمه عبدالله
' الكلمة اللي قالتها وهي طالعة دي مش هينه علي قلبي يا ابن أخوي ، احساسها باليُتم اللي خليتها تحسه بسبب كلامك مش سهل عليا واصل ، دي مريم اللي اخدتها علي يدي اول ما اتولدت واديتها لمرتي ترضعها وتبجي بِتّها وبِتّي وخيت ولدي ..دي اللي ربيتها وحفظتها كتاب الله وبسمع منيها احلي ابويا ..تيجي إنت وتخليها تحس باليُتم؟ ربنا يسامحك.. ربنا يسامحك.
قال بحزن :- والله ماكنش قصدي احسسها كِده .
مروان بانفعال من اجل اخته:- ماليش صالح بقصدك ، انا يهمني خَيتي واللي حست بيه ، والله والله لو ماكنتش واد عمي واخوي الكبير كان هيبقي ليا تصرف تاني ..
سكت ثواني واكمل :- تخلي خَيتي تبكي يا ياسين ؟ تبكي اللي أغلي عندي من روحي ؟
نظر لمروان بألم ولم يتحدث
الجد وهو يوجه كلامه لحمزة ووليد :- خدوا مروان وابوكم وعمكم واطلعوا شوفوا مريم .
نفذوا كلامه وبقي هو امام جده يقف مثل التلميذ
تحدث بأسف وقال:- والله يا جدي ما كان قصدي يحصل كِده ولا ازعلها واصل ، انا بدأت الكلام معاها بعناد لأني بحب أعاند معاها مش عشان ازعلها خالص وكنت عارف أنها هتروح الفرح اصلا ، بس ماكنتش اعرف انها هتروح مع واد عمها ..ولما قالت لقيت نفسي بتعصب وبسمعها الكلام دِه ، بس واللي ما قصدي ازعلها .
الجد بهدوء :- انا مارضيتش اتكلم قدام حد لأجل إنك حفيدي الكبير وواخواتك وعيال عمك بيعتبروك حاجة كبيرة وراجل بجد وانا عايز يفضلوا شايفينك كِده ، بس إحنا عِندِنا الرجالة مابيهينوش الحريم ولا يعلّوا صوتهم عليهم، وخصوصًا قدام الناس ، الراجل عِندِنا بيشيل الست فوق الراس ، حتي لو غلطت بيعرفها غلطها بالأدب والأصول يا ابن الأصول
كان سوف يتحدث ولكن الجد قاطعه
' اللي إنتِ زعلتها وقولت ليها الكلام الماسخ دِه ، أمانة عندي ..جدها سليمان سايبها عندي أمانة ؛ اه انا جدها برضه، بس هو الاحق مني بيها ، ولما تركها عندي عَيلة ماكملتش يومين عشان مرت عمك تراعيها كان بإرداته ، ولما كبرت ومابقتش محتاجة للرعاية دي انا اتحايلت عليه واستسمحته إنها تفضل عايشه معايا ، وهو رفض، بس عشان خاطري عِندِه وافق ويومها قاليب بسلمك أمانة ، وانهاردة كانت أول مر احس اني ماصنتش امانته .. بسببك !
سكت ثواني وقال بعصبية :- والله يا واد محمود لو ست البنات ماترضتش منك وقالت مسامحاه ،لتشوف وش عمرك ما شوفته .
قال بهدوء : حاضر يا جدي ، هعمل اللي هي عايزاه لاجل تسامحني .
اشار له الجد بالذهاب من امامه، فذهب لخارج المنزل .
في غرفتها
نظرت لكل من يوجد حولها وقالت لهم بضيق مصطنع
° منورين يا جماعة ، حد قالكم مريم والدة ولا إيه ؟
مروان بضحك:- البت بتطردنا عيني عينك كِده !
° مش القصد يامارو ده انتوا منورين والله ، بس الجو حر وانتوا كاتمين علي نفسي ..بس منورين برضه .
خالها عبدالله بضحك:- شوفوا البت ! وانا اللي بقول لخالك عايزين نجيب تكيف في اوضة مريم .
قالت بعدم تصديق :- وحياة امك يا عبدالله يا قشطة أنتَ .
ضحك الجميع علي كلامها العفوي فاكملت
° تعالي جنبي يا ابويا يا حبيبي إنتَ ، والله انت اللي فيهم يا حلو .
ذهب وجلس بجانبها واخذها في حضنه
فقالت زوجته بضيق مصطنع:- بت إنتِ بَعدي عن جوزي وبطلي كلامك دِه .
غمزت لها وقالت :- وإنتِ مالك يا ضرتي ؟ غيرانه ولا إيه؟
' وماغرش ليه مش جوزي وابو عيالي .
قالت بضحك:- خليكِ غيرانه بجي .
حمزة : لحظة ! يعني الشبر واقطع دي هيجيلها تكيف في اوضتها واحنا الشباب لأ؟
خالها محمود :- والشباب بتاعتنا مش بيشتغلوا ولا إيه يا رجالة؟
وليد بمرح:- المرتب يجيب تكيف لعبه يا بوي .
ومريم بضحك:- ومالوا اهي لعبة تسليك .
قاطع كلامك دخول الجد فوقفوا فوراً، وهي معهم تقول بصدمه
° جدي ! إيه اللي طلعك بس إنت مابتقدرش تطلع السلم .
قال وهو يجلس ويجلسها بجانبه
' قصدك إني كبرت وراحت عليا يا بت ؟
قالت بنفي :- لا والله بس حضرت نقلت اوضتك لاوضة في الدور الأرضي عشان السلم وتعب رجلك ، فمش عايزاك تتعب يا جدي، كنت تقولي وانا انزلك علطول.
قال بحنان وهو يربّت علي رأسها بحنان:- هتعب لأغلي منك يا بت الغالية
اكمل كلامه :- مش عايزك تزعلي يا بتي ، حجك عليا انا.
قالت بهدوء :- خلاص يا جدي اللي حُصل حُصل ، وانا متاكده إنكم اخدتوا موقف معاه ، يبقي خلاص كفايا عليه إنتم.
مروان بمرح:- والله احنا وكلامنا ارحم من لسانك .
ألقت الوسادة في وجهه وهس تقول
° اطلع يالا من اوضتي .
قال وهو يذهب ومعه الشباب :- احنا نازلين اصلا من الأوضه أُم ألوان مايعه دي ، حد يلون السقف لبني ؟
' ده بيبي بلو يا جاهل ، واضتي وانا حره فيها .
نظر لها بقرف وخرج هو ووليد وحمزة ، وبعد وقت قصير باقي العائلة خرجوا ايضاً بعدما استطاعوا رسم الابتسامه علي وجهها .
" الله يعوض
قد يأخذ منك شئ غالياً ، لكنه يعوضك بما يرضي قلبك
اخذ الله منها والديها ،لكنه منحهاعائلة تصب عليها فيضاً من الحنان "
........
مضي يومان علي هذا الموقف وهي تتجنب رؤيته أو الحديث معه، حاول كثيرا ان يعتذر وأن يتحدث معها ولكن هي ترفض لقائه..
كانت تجلس اعلي منزلهم ومعها كتاب تقرأ مِنه ، وكان هو يقف علي اخر درجة من درجات السلم ومعه مروان
مروان:- هسمحلك تتكلم معاها يا ياسين ، بس لو زعلت..
قاطعه:- انا ماهنش عليا زعلها الاولاني عشان ازعلها تاني يا مروان .
مروان بنظرة تفحص له
' مااشي ، بس بجولك !
نظر له بتساؤل :- لما بنغير علي اللي بنحبهم ، مابنرحوش نتعصب عليهم عشان نداري الغيره دي .
ياسين بهدوء : قصدك إيه ؟
مروان وهو يذهب للجلوس في ركن لكي لا يتركها معه بمفردهم
' ولا حاجة يا اخوي ، روح روح صلح اللي هببته.
ذهب ووقف امامها ، وقال بهدوء
' ممكن اقعد ؟
قالت برفض بدون ان تنظر له :- لأ يا واد خالي ، مايصُحش تقعد مع حريم لحالكم ، ولا دي ماعدّتش عليك؟
ابتسم عندما وصل له معني كلامها وانها تذكره بما قاله ولكن باسلوب راقي وغير جارح
قال بابتسامه وهو يجلس امامها :- لا عدت واخوكِ قاعد هَناك اهو .
نظرت لما يُشير فرأت مروان يشير بيده لها .
اخدت نفس وقالت :- جول اللي عندك .
قال باسف : حجك عليا ، والله ما كان قصدي اللي حُصل ، ده أنتِ ست البنات يا مريم واحنا اللي مربينك ، مش القصد خالص إني اعيب فيكِ ، ده لو عملت كِده يبقي بعيب فيا أنا قبل مِنك ، حجك علي راسي إني عليت صوتي وقولت كلام ماسخ يجرحك ويحسسك باليُتم .
' الاحساس باليُتم ما بيوقفش ، اه حواليا بدل العيلة اتنين واشخاص بيحبوني بس الاب والام غير أي حد ، كلامك مش خلاني احس اني يتمه لاااا خلاني اسال نفسي لو ابويا وامي عايشين كانت طريقة تربيتهم ليا هتبقي ازاي ؟ ياتري كنت هبقي قُريبة منهم زي ما قُريبة من خالي ومرت خالي اللي بيعتبروني بتهم بجد ، اسأله كتير جت في بالي وقتها بس تعرف؟
نظر لها بحزن فاكملت :- ممكن علاقتي ب ابويا وامي لو كانوا عايشين كانت تبقي بايخة ، اب وام علي الهامش يعني ، ممكن كانوا يبقوا عايشين بس صحتهم مش كويسة وكنت هتألم اكتر ..يمكن حاجات كتير مش متاكده منها ، بس اللي متأكده منه ان قدر الله خير دايماً ، لِه حكمه في ده ، أشرف الخلق " الرسول صلي الله عليه وسلم " كان يتيم ، ودي اكبر مواساه ليا .
سكتت ثواني وقالت بمرحها المعتاد رغم ما تمر بِه
° أنتَ مش هتسافر بجي عشان مافضلش خايفه لتاخد الاوضة مني .
نظر لها بصدمه لثواني ثم ضحك وقال
' لا قاعد علي جلبك ، بس ماتخفيش مش هاخد مِنِكِ أوضتك .
° ماتقدرش تاخدها اصلاً.
قال لها بقرف مصطنع:- اتكلمي علي قدك يا شاطره .
° مانا بتكلم علي قدي .
'بالطول دِه؟
° بالمقام يا واد خالي ، ومريم مقامها عالي .
مروان بتسقيف
' واحد لمريم صفر للدكتور .
ابتسمت هي وياسين علي مرح مروان
ياسين :- في دي عندك حق يا بت عمتي .
قالت بتوضيح وهي تقف بعدما وقف مروان ليغادروا
° انا ماكنتش هروح مع واد عمي لحالنا ، فرح بت عمي كمان كانت جاية معانا ، يلا تصبح علي خير يا دكتور .
مسكت يد اخاها للنزول ولكن اوقفها صوته
' مريم ..عايز اجولك إني.....