رواية منيفة الفصل الرابع بقلم فاطمه النعيمي
مصيدة
بعد انتهاء مجلس العزاء ورجوع سيد احمد الى اهله
ابلغ زوجته ومنيفة بما حصل
تسارعت دقات قلب منيفة وشحب لونها وقالت لوالدها
-يابا وانت شنو رايك؟
رد عليها قائلا بأصرار
-ماانطيچ للهم وخشمي يشم الهوا ليش اني ما اعرف شنو فصلية
بنتي الي ربيتها بعز ودلال تالي انطيها هيچ عطية
شيريدون يسوون خل يسون ولاتخافين أبد
ترى الخطلة مابيها فصلية خل يولون انطيهم فلوس وينچبون هما فليسيچية ،
لكن قلب منيفة كان يحدثها بشيء آخر
نظرات ذلك الشاب اخو غزالة كانت تقلقها ،
بل ان عقلها
فسر تلك النظرات بشكل جيد وتيقنت ان تلك النظرات
لم تكن حبا ولا اعجاب قدر ماكانت نظرات وعيد وثبور
فالانتقام ليس شرطا ان يكون قتل اخيها بل اذلالها
فبعض العرب يعتبر الزواج الذي هو اقدس العلاقات ،
امتهان لكرامة الانثى وذويها
في تلك الليلة حين جاء حاتم من عمله في البستان اخبرته منيفة
بكل ماقاله ابوها
قال حاتم لها وهما واقفين في فناء البيت
باچر الصبح نگعد نسولف ،
وذهب الى عمه يساله عن التفاصيل
في صباح اليوم الثاني كانت منيفة تعاني من الم في حلقها(1) سألت امها عن البابنج قالت لها
نفد منذ مدة طلبته جارتها،
ونزلت للنهر والتقت بحاتم
وجلس الاثنان يتحدثان
قال لها
-البارحة نشدت عمي وگلي محد يگدر يجبرني على شي
ولا اني اجبر منيفة على شي
واذا صار ماصار اخذها وانهزم بيها واني اگللهم بنتي نهبت وخل يعيروني طول عمري ولا منيفة تنكسر
واگللهم
اختارو شي غير الفصلية والي تريدوه اني حاضر
وانت ومنيفة ابد لاتخافون ،
ثم صمت قليلا حين لمح الخوف في وجه منيفة وقال لها
-اسمعي منيفة أذا ابوچ انجبر راح يحط الامر بيدچ
وأنت لاتگبلين وترى ابوچ مايجبرچ على شي ماتريديه ديري بالچ تخافين ترى اذا قفلت فرد نوب اخذچ ونهج
من الاساس انتي حرمتي،
ردت عليه تطمأنه وقلبها غير مطمأن وقالت
- لاتخاف مايصير شي غصب عني
واني ما اتنازل عنك لو اشما يصير
بس اريد اعرف هما اشلون يكدرون يجبرون ابوية؟
رد حاتم وقال
-ماتدرين شيصير بالمجالس وترى الرجال يتلاوون بالحچي والي يعرف يسولف يكدر ياخذ الحگ وثلثين الباطل
والصحيح ابوچ بس هذا الي مخوفو
ايگول
-اني مدري هما اشضاميلي وماني خايف من شي غير من المضموم عبن الرجال يضمون ضمايم(2) ويطلعوها بالمجلس چدام الرجال
ساعتها محد يكدر يسوي شي عبن الرجال تنگضب(3)
من لسانها
وعندما نهضت لتذهب قالت له
-حاتم عندك بيبون حلگي شوية يوجعني ودورت عدنا مالگيت
اجابها قائلا
-اي نعم عندي بيبون روحي للبيت واني هسع اجيبو لچأ
وأجي سلامتچ يعمري
نظرت اليه وهي تمشي وكلما ابتعدت خطوة
التفتت اليه وهو واقف يراقب مشيها
لاتعرف لما اعتصر قلبها كأنها لن ترجع لهذا المكان مرة اخرى ابدا
بعد قليل
جاء حاتم لبيت اهلها ودخل المطبخ واصر ان يغلي لها البيبون بيده وصفاه بطاسة صغيرة وجلبه لها وجلس امامها وبينهما مدفأة الخشب
كان ينظر اليها وهي
تشرب مغلي البيبون
ويبتسم
خجلت من نظرته وقالت له
-تعبتك معايا واخذت بيبوناتك بس طول بالك اذا جا الربيع راح احوشلك بيبون وايبسو واجيبو لكا معايا
ضحك حاتم
- انتي تعالي وآني احوشلچ البيبون وآني اسوي كلشي
صمت قليلا ثم اردف بحماس قائلا
-ان شاء الله هالربيع أنتجوز
واسويلچ عرس ماصار مثلو بكل هالديرة
ثم صمت قليلا واردف قائلا
-منيفة اذا كبرنا وتمرض واحد منا الاخ يداريه
نحنا مو مرا ورجال نحنا ثنينا واحد
كلشي تسويه ليا اني اسويه لچا واكثر بعد
اني لو انطيچ عيوني قليلات عليچ
ابتسمت وقد احمرت وجنتاها من الخجل ومن حرارة شراب البيبون،
وقالت له وهي تبتسم
-طبعا تعرف اداريني صارلك خمس سنين تطبخ وتغسل هدومك ومداري بيت كامل
اسمع.......
لاتروح خلك عدنا اليوم امي ذبحت الديچ الابرش ومسوين برغل بدهن حر معاه
اجابها بشغف وقال
-تدرين والله اني لو اضل بس ادحك عليچ فلا اريد لا اچل ولا شرب بس اني عندي شغل بالبستان
وهم چانت عندي نية احضر نفسي وانزل باچر لموصل اجيب خام لفراش المضيف
اني اريد لمن تجين للبيت كلشي تشوفيه جديد
ومن ثلت اشهر اريد انزل للموصل اكمل وجوه الجودليات
والمخاديد ومايصحلي انزل عبن بس هنا ضلن ماكملتهن
صمتت قليلا ونظرت اليه وقالت
- لاتستعجل خلهن هسع
شعر حاتم بشيء غير مريح بنبرات صوت منيفة ونهض دون ان يتكلم لكن الهاجس الذي يقلق منيفة انتقل له
ولم ينزل للموصل ليشتري القماش ويكمل تأثيث بيته
الذي انتقل له قبل خمس سنوات
حين اصبح شابا وتعلم كيف يعتمد على نفسه
يومها حين قرر الرجوع لبيت ابوه والسكن به
قال له عمه ذنون
-ليش تريد تروح تكعد بوحدك وانت ماعندك مرا اداري بيتك ونحنا تعودنا عليك
قال لعمه بخجل
-مايصير يعم منيفة أكبرت وتريد تاخذ راحتها ابيتها
واني أول وتالي راجع لبيت ابوية
وهم والله كلما افوت من جدام بيت ابوية واني رايح للبستان گلبي ينعصر لمن اشوفو اشلون اچلو المطر
وترى يعمي البيت يريد چثير شغل حتى يرجع مثل گبل
واريد اشتغل بيه شوية شوية الما يحين ميحان زواجي
وارجع البيت مثل لمن چان ابوية طيب،
ابتسم سيد احمد وفهم تماما ان حاتم يريد ان يجعل منيفة تشعر انه ابن خالها وليس اخوها
يريد ان يبتعد عن عائلة منيفة ليصنع حاجزا نفسيا لمنيفة كي لاترفضه اذا تقدم لها يوما ما
بحجة انه مثل اخوها،
رغم انه أنتبه من بداية نضوج وعيه لهذا الامر
وحرص على افهامها هذه المسألة
وانه يوما ما سيتزوجها وستصبح ام اولاده
__________________________
جلسة الصلح
بعد يومين حان الموعد لجلسة الصلح...
اقام أبو مجحم وليمة كبيرة دعا لها كل الرجال من القريتين
ليجتمعوا في قرية جرادة
رغم ان ابراهيم وابوه غائبين عن القرية منذ يوم الحادث
لهذا ارسل أبو مجحم الى عم برهو
مخلص الخليف اخو حمد
وابلغه
ان الجلسة ستعقد في مضيفه
وانه اذا لم يحضر برهو وابوه ستحضر انت بدل عنهم واذا رفضت القدوم سيتم اسقاط حقكم في دم الجنين
ومهر غزالة(4) وقد يقع عليكم حق ضرب غزالة
لهذا وافق مخلص على الحضور بالنيابة عن اسرة اخيه
وارسل الشيخ أبو مجحم
الى الشيخ مهران الصگر (5)
عارفة تلك المنطقة ليحكم في القضايا المتشابكة
والعارفة عند العرب بمثابة القاضي
وامره مطاع وحكمه نافذ رغم انف من لايرضى
و اقام أبو مجحم بيت شعر سداسي العواميد وقام شباب ونساء القرية بفرشه
كان أبو مجحم يراقب عملية تنظيم المكان حين لمح من بعيد منيفة تعمل مع النساء فذهب ووقف على جنب وناداها
-منيفة
التفتت اليه وقالت
-يعونك يعمي
قال
- تعالي اريد احاچيچ
ذهبت اليه والمكنسة بيدها ووقفت امامه
وقالت
-أأمرني ياشيخ
قال وقد بدا عليه بعض التردد حين نظر الى عيني منيفة
ولمح فيهما خوف تحاول ان تتغلب عليه فهي قد خمنت مايرده الشيخ
لكنه رغم هذا قال لها
-البارحة المسا جاني ابوچ وگلي
انچ رافضة سالفة الفصلية وگال هو ماراح يجبرچ
واني ادري بسالفة خطبتچ لحاتم وادري معگود عجدچ عليه وهم ادري اكو مودة بينچ وبينو
وأبوچ مايگبل ابد يجبرچ على هالسالفة
وگلي
-أبد ماننطيهم منيفة وشيرد يصير خل يصير
وترى اني عندي ذنون ومنيفة بميزان واحد
منيفة مو رخيصة عندي حتى انطيها فدا لذنون،
لكن يبنتي نوبات ننجبر نحنا الرجال ندوس على واحد من ربعنا حتى انحفظ البگية من ربعنا
فشلون راح اتصرف اذا عند أبو دحام ومارضى يصالح الا بفصلية اش راح نسوي اني اريد اعرف منچ اذا انجبرت اش راح اسوي؟ يعني هما مالهم حگ بفصلية بس نوبات تصير سوالف بالمجالس مو حاسبين للها حساب
وترى السالفة ماتخص بس ذنون
ترى تخص كل ربعكم
يعني اني اگصد اذا انجبرت اسد باب الشر بيچ
عبن اذا انفتح هالباب ماينسد بذبح ذنون
ترى يجر وراه حاتم وكل ولد عمامچ
وترى يامنيفة چثير بيوت راح تنهجم
ونسوان تترمل واطفال اتيتم منكم ومنهم
والله سبحانه يگول
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ
اني ردت اشرحلچ الموضوع كلو عبن ابوچ كال منيفة چثير تفتهم والصحيح هي افهم حت من ذنون
وهسع اريد اعرف رايچ عبن مكدر اطالبهم واني مگيد
وترى اني ماراح اتنازل عنچ بالهين
والله راح اضل ادافع عنچ بكل حيلي بس يبنتي
الرجال يلويهم الحگ فشتگولين؟
شعرت منيفة ان قلبها ينصهر من شدة الضغط سقطت مكنستها من يدها
ووضعت يدها على قلبها وهي تشعر كأنها حبة حنطة بين فكي رحى
صراع كبير بين قلبها وعقلها
وقد استوعبت تماما كل مايريده الشيخ
وقالت وقد تغص بكلماتها
-فاوضهم يعمي واني معاك ياشيخ
وأنشا الله ما اخيبلك ظن
بتلك اللحظة حذفت منيفة من ذهنها تلك الوعود التي قطعتها لحاتم في جنة منيفة قبل يومين حين قالت له
-ما اگبل بموضوع الفصلية ابدا
لو مهما چانت الضغوط
فرد حاتم قائلا
-چثير زين واني اذا أضغطوا علي اعوف الامر لچا
وانتي ارفضي وبهل حالة نحنا الرجال نطلع على بر السلامة
حذفت منيفة كل ذاك الحوار من ذهنها
ولم يبقى في ذهنها الا صورة واحدة بشعة مخيفة
وهي ترتدي السواد وتجلس في بيت ابوها الخالي من الرجال وحولها الكثير من الارامل والايتام،
هذا المنظر الذي اتقن الشيخ ابو مجحم زرعه في عقلها
جعلها بلحظة واحدة
تتوقف وتنظر الى ما سيجره قلبها عليها وعلى اهلها من مصائب
اذا لم يفلح الرجال بسد باب الشر الا بها فهي مستعدة ان تصبح فداء للجميع
ودارت على عقبها ومضت بعد ان التقطت المكنسة كانها لم تسمع اي شي او كأنها شخص آخر لايعلم بتلك النار التي شبت بين جنبيها
وقف الشيخ يراقب مشيتها
ولسان حاله يقول
-الان فقط عرفت لو ان الرجال يربون النساء كما رباك ابوك يامنيفة لأصبحت سيادة الحياة لكن انتن النساء،
ماكل هذا الجبروت وهذه القوة
ياخسارة يامنيفة انك لستي من زمني فكم انا بحاجة امراة مثلك
والله انها لخسارة كبيرة ان تصبحي زوجة لرجل لايعرف قيمتك لكني بعون الله ساحارب من اجلك
فانت لاتستحقين الا العز
.....................................
بعد الضحى من ذلك اليوم
بدأ الناس يتوافدون
وصل الشيخ مهران ومن معه من الرجال
و اجتمع الناس
من اهل القريتين ومن القرى القريبة
وجاء الشباب يحملون صواني الطعام واجتمع الجميع على الطعام واكلوا
وهذه الفضيلة اي فضيلة اطعام الطعام في مثل تلك المناسبات وفي تلك الازمان الصعبة التي لم يكن اغلب الناس يجدون الطعام
من اجمل فضائل العرب
فهي تجعل النفوس هادئة حين يجتمع اهل القاتل والمقتول على ماعون واحد يأكلون وتهدأ نفوسهم
ويصبح بينهم زاد وملح
وبعد الغداء
بدأت المحاكمة
وسرد ابو مجحم على مسامع الرجال كلهم حقيقة ماحدث
بادق التفاصيل
رغم انه قد ابلغ الشيخ مهران مسبقا حين ارسل له ابنه مجحم في وقت سابق
وحكى له كل التفاصيل
فقال العارفة= (القاضي) بعد صمت يسير
-تگع على ذنون الاحمد دية الخطلة
وحكمها في هذا الزمن اربعميت دينار اذا ما تنازل أبو غزالة وحذا حذو العرب وخفف على ابو ذنون
وتگع عليه لبرهو الحمد 400 دينار دية الجنين
هذا حكمكم والله الموفق
هنا تكلم مخلص الخليف عم برهو وقال
-ياشيخ ومهر غزالة منو يدفعو؟
رد عليه الشيخ مهران قائلا
-مالكم مهر عند احد
المهر عهد بين ابو البنت وابو الولد حتى تحافظون على البنية وتكرموها عبن ماجتكم برخص جتكم مگابل مهر دفعتوه لابوها،
لمن تضربون البنية وتعذبوها وتوصلوها للموت سگط مهركم
فصمت مخلص
ورفع ابو دحام يده وقال
-يالعارفة اني اريد بنت السيد احمد فصلية واني
متنازل عن ال400 دينار
اجابه العارفة بثقة قائلا
-يبو دحام ماكو بعرفنا فصلية للخطلة
رد أبو دحام بغضب قائلا
-لو ينطونا فصلية لو مانصالح ابد وشيصير خل يصير
حين شعر ابو ذنون ان الامر سيتعقد
رفع يده وقال
-يالعارفة اني افك مرا لولد ابو دحام من اي مكان يريد ولو چان سياگها الف دينار بس يعف عن بنيتي عبن بنيتي مگضوبة عجد لابن خالها گبل سنة
رد العارفة قائلا
-تعداك العيب يبو ذنون والله انك ما اخطيت
اي نعم هاذي صايرة وموجودة خل يخطب أبو دحام من اي بيت واشما چان سياگ العروس يدفعو أبو ذنون
هنا............
نهض دحام وقال
- اما ينعطونا بنتهم بدل اختي
او نگص راس ذنون لسبين
قال له الشيخ مهران
- ترى مالكم فصلية واذا گبل ابو ذنون يفكلكم مرا فمن حسن ذاتو وترى اذا اني أكبل بحچي أبو ذنون فبس حتى نحل السالفة
فرد عليه دحام وقال ياشيخ مهران انت رجل عادل
واني كلتلك عندي سببين وانت ماسالتني شنهو هالسببين
اسمعهن اول فال وبعدين احكم
فقال الشيخ مهران
-زين هات اسبابك وخل نشوف
فرد عليه دحام بصوت جهوري وقال
والتفت الى الجميع وهو يشير بيده وقال
السبب الاول........
كلكم ما انتبهتوا لسالفة مهمة چثير
كلنا ولد القرى
وكلنا أنتعرض لحرامي يحوم حول بيوتنا خصوصا بمثل هلشدة من محل وحروب
لكن بالله عليكم هم ضربتم احد وانتم ساكتين؟
ها ؟!
اكو احد يضرب اذا ماينبه
مثلا
ايصيح بعلات صوتو
من انت كول من انت لا اضربك
صحيح لو لا؟
رد الجميع بصوت واحد مؤيدين
-أي نعم صحيح
التفت دحام الى ذنون الذي كان جالسا قرب ابيه
وقال له
-انت يذنون ابن سيد احمد وانتم السادة معروفين بين الناس انكم ماتچذبون
بالله عليك هم گلت لغزالة
من انت او حذرتها ؟
معگول تفتح عليها النار گبل ماتنبهها
مو چان المفروض تصرخ عليها تنبهها
اشلون ذبحتها صنطة بصنطة اشلون ؟!!!!!
صمت ذنون وعض على شفته واطرق براسه
لم يستطع ان يقول لذاك الجمع الغفير
كنت اطارد عشاق زوجتي
فيظهر بدور الديوث فصمت واطرق براسه حتى كاد ان يسقط عقاله
التفت دحام الى القاضي وقال له
-ابنيتهم مخطوبة مو متزوجة
ايگوم ابن خالها ويطلگها وناخذها بدال اختي
وما نتنازل عن هذا الامر أبد
والا يمين بالله العظيم اني ذابح ذنون
مو عبن ذبح اختي لاااااا
لكن عبن استهتر بشيل السلاح وچان لازم ينبه اختي لمن
سمع خفگة ثوبها واذا ماردت عليه ساعتها اذا ضرب معذور
ياشيخ مهران ما يملك سلاح النار الا الزناگيل
ولازم الزنگيل يصير عندو أصول ومايستهين بدم الناس
اني اعرف هو ماچان گاصد ذبح اختي
لكنو استهان بارواح الناس لمن ماينبه او يحذر ،
وحتى هو وامثالو يصيرون عبرة لغيرهم
وحتى انثبت ثاية جديدة
للي يجون بعدنا
لازم تصير خسارتهم چبيرة
تساوي هالجريمة حتى انحفظ الاجيال الجاية
رد العارفة وقال بثقة
-صدگت واني اجيز هذا الشرط ولكم كل الحگ بيه،
هاذي فهمناها ولك حگ بيها ،
شنهو السبب الثاني؟
اجابه دحام قائلا
-ياشيخ صحيح انو برهو الحمد الخليف ابن خالتي
لكنو ابن عم السيد احمد ونحن يوم زوجناه اختي
وكلنا السيد احمد بيها يعني سيد احمد صار وكيل ابوية على أختي وأبويه وصاه وگلو
- بنتي زغيرة وماتعرف كلشي واني اذا انطي بنتي لبرهو انطيها لخاطرك مو عبن ابن خالتها اني انطيها بكفالتك
وگبل السيد احمد الكفالة وگال لابوية
-بنتك عندي اني
واي شي يصير عليها اني خسار.
وگام ابويه يوم زفتها وانطاه وكالة العجد
وسيد احمد هو الي حط أيدو بيد برهو وگضب عجدها بدال ابوها يعني سيد احمد چان ابوها بهل جرية.....
وآني انشد السيد احمد جدامكم كلكم
بالله عليك ياسيد احمد صار هذا الحچي لو لا
اجاب السيد احمد بصوت مكسور قائلا
-اي بالله صار اي نعم
اردف دحام وقال
لكن الي صار ولمدة ثمنت شهور چانت اختي تنضرب وتتعذب وما نجدها السيد احمد وما دزلنا خبر يبلغنا حتى ننجدها نحنا
من رجلها الخايس
ليش ماكو للوكالة حگ
وحگنا على السيد احمد انو أيتحمل عواگبها؟
وحت لو برهو هو الي ذبح اختي من الضرب
ومو ذنون الي ذبحها
هم حگنا على سيد احمد چبير عبن ماراح وشاف البنية ولا درا بيها وهي ثمنت اشهر تنضرب وتنهان وتنهزم لبيوت الجيران اتضمضم عدهم وين جان السيد احمد ليش ماراح وسال عنها ليش ماسمع اشچان ايصير بيها
والتفت الى السيد احمد وساله قائلا
-بالله عليك بهل ثمنت اشهر ماسمعت من اي احد انو برهو يضرب غزالة
رد عليه السيد احمد وقال
-بلى والله سمعت ورحت وحجيت على برهو ورزلتو
بس عاد هما بعيدين عني واني مدري بكل شاردة وواردة
اي نعم سمعت ابرهو ضاربها جم نوبة
ورحت وحجيت بس مافاد الحچي
اجابه الشيخ مهران بحزم قائلا
-أي نعم
السيد احمد مسؤول عن وكالتو وچان لازم عليه يشيل الحيف عن ذيج البنية المظلومة
والصحيح واجب حمايتها على كل رجال الجرية
من السادة و من غيرهم
هنا تكلم الشيخ عبد الرحمان ابو مجحم وقال
-اني عن نفسي ابد والله ماچنت اعرف بهل شي ولا احد گلي چلمة نحنا بيوتنا مطرفة ونسوانا شغلهن چثير مايصلن نسوان الجرية حتى يوصلن لنا الخبر
والصحيح چان المفروض اهلها ينشدون عنها ويتطمنون عليها
بس عاد الي صار صار وبعد مايفيد الندم
وقال أبو مجحم في سره
-هاي الچنت خايف منها ولاچانت بالحسبان
ياحيف عليچ يامنيفة من هالمصيبة
هنا قال الشيخ مهران
- حگ أبو دحام فصلية من السيد احمد
واي نعم حتى تصير ثاية الي يتوكل أمر مرا ينشد عليها ويحميها والا ليش گبل الوكالة والوكيل خسار
وحگ أبو دحام...
على ذنون عبنو مانبه غزالة يمچن لو منبهها چان ردت عليه وماچان صار هالامر من اصلو اي نعم
حگ أبو دحام فصلية ينطيها أبو ذنون لولد عناد أبو دحام
اصفر وجه السيد احمد اما حاتم سرت رعشة في جسده وكاد ان يفقد الوعي
لقد صدر الحكم وانتهى الموضوع ولم يبقى اي حل،
اطرق السيد احمد براسه ثم رفع راسه ونظر الى يمينه حيث جلس حاتم خطيب ابنته الذي كان يجلس قرب ذنون كمن يقول له ماذا افعل؟
اما ذنون في تلك اللحظة شعر كيف تلاشى الحب من قلبه لزوجته مزنة وحل محله الندم ندم كبير
ندم ندم عمره على مافعل حين تزوج من تلك المراة اللعوب
وامسك يد حاتم وضغط عليها كمن يقول له
-لقد اصبحت رقبتي بين شفتيك ارمي يمين الطلاق على اختي لننهي هذا الامر
اما حاتم فقد كاد ان يفقد عقله وهو يرى نفسه بين نارين
نار بره للرجل الذي رباه وهو أبو ذنون وحبه العظيم لذنون وبين حبه الكبير لمنيفة وحلمه بوصلها بعد صبر طويل
والنار الاكبر هي جلوسه للحق فمن كان رجلا يعتز برجولته يجب ان يذعن للحق فهو اولا واخيرا ابن عم السيد احمد ومايقع على السيد احمد يقع عليه
لكنه لم يفقد الامل بل قال لنفسه
-ماضل أمل بس منيفة ترفض واذا رفضت
نشوف حل غير هالحل
فهدأ نفسه قدر المستطاع وقال بصوت حاول ان يجعله طبيعيا
-يالربع منيفة بنت عمتي وأبوها ابن عم ابوية ولمن توفى ابوية هو الي رباني وكبرت اني مع منيفة وذنون
ابيت عمي أبو ذنون واني اعرفها زين
منيفة مو مثل كل الحريم
منيفة بنت تربت تربية رجال نادوها وگلولها السالفة اذا گبلت بهل حجي اني اطلگها هسع وجدامكم ارمي عليها اليمين لكن اذا رفضت مايصير تجبروها مايصير زواج بين مرا ورجال بدون رضى البنت صحيح لو اني غلطان؟
أجابه الشيخ مهران بقوله
-صحيح عبن العجد باطل اذا البنت ارفضت
اشار الشيخ عبد الرحمان ابو مجحم لاحد الشباب وقال له
-منيفة عدنا مع الحريم روح ناديها
خرج احد الشباب راكضا
وجلس الجميع صامتون الا من همسٍ باطراف المجلس
وعيونهم ترقب تلك المنيفة التي اسلم خطيبها وابوها واخوها وابناء عمومتها وشيخ العشيرة أبو مجحم
الأمر بيدها
وجائت منيفة تمشي رافعة الرأس شامخة
كرمح رديني
ووقفت امام باب الخيمة وقالت بصوت ثابت النبرات واثق الكلمات
-مساكم الله بالخير
ذهل البعض عن رد السلام لشموخها ولجمالها الأخاذ
ورد البعض الاخر السلام
وسالها القاضي بعد ان أوضح لها كل الموقف
ولم تتردد لحظة واحدة
حيث قالت
- اني گبلت لكن عندي شرط لكن شرطي سر بيني وبين اخوي أذا گبل أگبل واذا رفض ارفض
رد اخوها قائلا
-اني أگبل باي شرط تريديه
أما حاتم كادت عينيه ان تخرج من مكانهما من شدة ذهوله فمالذي حصل وانقلبت منيفة هكذا
ولم يبقى امامه الا ان وقف قال بعد لحظة صمت
كان المجلس كله صامت وينظر لحاتم الذي نطق اخيرا وقال
-واني اشهدكم كلكم انو منيفة بنت السيد احمد طالگ مني بالثلاثة،
كانت كلمات حاتم تلك كرصاص هطل على منيفة
فمزقها من الداخل دون ان يظهر عليها اي شيء
ومشى حاتم وخرج من المجلس
وكانت سترجع منيفة للبيت
لكن ذنون نهض مسرعا وامسكه من كتفها وسالها
هامسا
- ماهو شرطك؟!!!!
حين كان اخوها يمسك بكتفها
كانت نظراتها معلقة بذاك الشاب الذي نزل لحوض النهر
يهرول الى جنة منيفة
وكانت يده تصعد الى عينيه وتنزل كمن يمسح دموعه
لكن منيفة لم تبكي ابدا
والتفتت الى اخوها وقالت له
-شرطي اطلگ حرمتك اليوم وما تبات ابيتنا بعد
عبن كل الي احنا بيه بسبتها هية انت ياذنون
دمرت عيلتنا ودمرتني بسببها
اني حياتي انتهت اليوم
اطرق ذنون براسه وتمتم قائلا
-تم اليوم تطلع مزنة من بيتنا وللأبد
ورجع ذنون للمجلس ليتم اكمال كل الاجرائات
كان القاضي يقول
-صحيح الخطلة مابيها فصلية ولابيها عباية ولا كفيل
لكن هالطلبة بيها چثير امور مشعبة
لهل سبب لازم أبو ذنون يلبس عباية لكفيل ابو غزالة
حتى مايطلع واحد من اخوانها او كرايبها يطالب بشي
وتموت السالفة بهل مجلس
منو كفيلك يبو دحام؟
اجاب أبو دحام قائلا
-ابن عمي و مختار جريتنا ابو محمود
فقال القاضي
- ومن سيكفل أبو ذنون
رفع أبو مجحم يده قائلا
-انا
قال القاضي
- فلينهض أبو مجحم ويلبس عباءة ابو ذنون
لأبو محمود
نهض أبو ذنون وخلع عبائته وسلمها لابو مجحم(6)
وحين وقف أبو محمود امام أبو مجحم
التفت أبو محمود لأبو دحام وابنيه وابناء عمومته
كالعرف المتفق عليه حين يسالهم ثلاث مرات
-هل البس العباءة
فيقولون نعم
ثم كررها ثلاثا
(والقصد ان أبو محمود اذا لبس العباءة يضمن الضمان النهائي بعدم التعرض لذنون وأهله من قبل اهل غزالة واذا حصل سيصبح ابو محمود ضد اهل غزالة
ويصبح مع أبو ذنون ضد ابن عمه
لان اهل غزالة ناكلين بعهد الصلح لهذا يسالهم ثلاث مرات كي يبريء ذمته من قيد القرابة
اذا ماحصل اي اعتداء على ذنون من قبل اقاربه اهل غزالة
والبس ابو مجحم العباءة لابو محمود
ودفع ابو ذنون ال400 دينار دية الجنين لعم برهو
حين انتهت مراسم الصلح وهم الناس بالنهوض اوقفهم دحام وقال للشيخ مهران
-ياشيخ نريد نگضب عجد منيفة على اخوية زيدان بحضوركم عبن نحنا مانگدر ناخذها هسع مثلما اتعرف نحنا عدنا حزن بالبيت
التفت الشيخ مهران الى السيد احمد وقال له
-ابو ذنون ايصير هالشي؟
رد ابو ذنون وقال
-اي نعم ايصير هي چانت مگضوبة عجد مي متجوزة مالها عدة بس ياريت تخلون هالامر چم يوم
رد دحام وقال باصرار
-ابد مانأجل هالشي هذا حگنا
قال الشيخ مهران
-عجل اگضب عجدها على زيدان هسع،
وتم عقد القران
بيوم واحد تحول مصير منيفة من الجنة الى جحيم الاعراف
وانفض المجلس
ونهض الجميع
عند المغادرة قال دحام للسيد احمد
-بعد ثلت اشهر نجي ناخذ منيفة وهاي فلوس حتى تشتريلها حاجياتها
ومد يده الى جيبه
لكن السيد احمد رفع يده وقال
-خل فلوسك بجيبك اني اجهز منيفة من الابرة للجمل
وتجون تاخذوها كاملة مكملة
منيفة عزيزة وغالية والي تحتاجو اني اشتريه للها
...........
حين وصل ذنون للبيت دخل الى غرفة مزنة التي استقبلته ككل يوم بالاحضان لكنها ما ان اقتربت منه حتى رفع يده بغضب ممزوجا بحزن وقال لها بحزم
-مكانچ انتي حارمة عليا اخذي غراضچ وروحي لاهلچ انتي طالگ بالثلاثة لافتوة ولا رجعة
صعقت مزنة لهذا الخبر وتملكتها رعدة عنيفة وجلست في مكانها
وهي تردد بصوت مرتجف
-انهجم بيتچ يمزنة انهجم بيتچ
ارادت النهوض ولم تستطع كانت تريد ان تقول لذنون اي شيء اي شيء
لكن لسانها اصبح يردد فقط جملة
-انهجم بيتچ يمزنة
فاضت عبراتها على خديها ،
القى عليها ذنون نظرة الوداع
وخرج من عندها وهرب من البيت قاصدا بيت حاتم
فلم يجده ونزل يركض للنهر حيث يجلس حاتم دائما في جنة منيفة
وما ان راى حاتم حتى غص بالبكاء
وكذلك بكى حاتم وتعانق الاثنان يبكيان
كلن يبكي حبيبته التي خسرها....
اما مزنة فقد جمعت اغراضها الثمينة في صرة وخرجت قاصدة بيت اهلها في طرف القرية الشرقي
وانطوت صفحتها من بيت السيد احمد للابد
يتبع..........
(1) يقال حين تخاف المراة تنخفض مناعتها
لهذا اصاب حلق منيفة التهاب تلك الليلة
(2)ضمايم وهي الخبيئة من حجة قوية تجعل كفة الحق تميل لهم
(3)تنگضب اي تقيد والحقيقة لا اعرف لما توجد كلمات باللهجة العراقي مؤنثة رغم ان المقصود فيها هم الذكور وكذلك كلمات مذكرة والمقصود بها الإناث
مثال ان تقول امراة
(اني رايح والمفروض تقول انا رايحة)
(4)سبق شرح هذا الموضوع في الفصل السابق
(5)الاسم من الخيال واي تطابق بينه وبين الواقع من قبيل الصدفة
(6) في العادة يجلب القاتل العمد عباءة مع ثمن الدية المتوقعة للمجلس لكن بما ان هذه القضية عرفيا قتل خطأ لهذا لم يجلب ابو ذنون العباءة فنزع عبائته وسلمها لهم
وهي كناية عن تجريد القاتل من عزه وماله كعقوبة لجريمته
كي يتعض كل من شهد الجلسة
وذلك لحماية دم الانسان من الهدر
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم