رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل الرابع 4 بقلم اسماء حميدة

 

رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل الرابع 

في خضم جدالهما طار الخاتم من العلبة وسقط على الأرض على بعد مسار قوسي وأصدر رنينا عند ارتطامه بالأرض.
ركضت سارة بسرعة والخاتم تدحرج إلى جانب الباب بالقرب من حذاء مصمم بشكل متقن.
انحنت سارة لالتقاطه وقطرة ماء سقطت على رقبتها كانت باردة لدرجة أنها شعرت بالبرودة في قلبها.
رفعت عينيها ببطء لتواجه عيونا قاسية كان أحمد يحمل مظلة سوداء لم تطو بعد والماء ينزل من جوانب المظلة على رأسها.
معطفه الأسود من الصوف الناعم أضفى على جسده مظهرا أنيقا.
نظرت سارة إليه بتجمد وتذكرت أول لقاء لهما عندما كان في العشرين يرتدي قميصا أبيضا في الملعب مغطى بأشعة الشمس وكأنه كان يقف على قمة قلبها محفورا في ذاكرتها عندما كانت في الرابعة عشرة.
كانت ترتدي سترة محبوكة وملمسها الوبر جعلها تبدو أنحف وذقنها المدبب بدا أصغر مما كان عليه قبل ثلاثة أشهر.
كان هو رائعا ومترفا بينما هي بدت

هزيلة كالغبار.
تجمدت حركة سارة وهي تحاول التقاط الخاتم وفي تلك اللحظة رفع الرجل قدمه وداس على الخاتم ثم مر بوجه غير مبال من أمامها.
استمرت سارة في الانحناء فذلك الخاتم صممه أحمد بناء على ذوقها ولم يكن مبهرجا بل ذو تصميم فريد وكان الوحيد من نوعه في العالم.
عندما أعطاها إياه لم تخلعه إلا أثناء غسل وجهها ولم تخلعه في أي مناسبة أخرى. لولا حاجتها الملحة للمال لما لجأت إلى هذه الطريقة فما تعتبره كنزا كان في عيون الآخرين لا يعدو كونه قمامة.
لم يكن أحمد يدوس على الخاتم فقط بل على كل ذكرياتها الثمينة.
اقتربت صفاء مبتسمة للشرح لأحمد قد أتيت أخيرا يا أحمد كنت أختار المجوهرات ووجدت السيدة سارة تبيع خاتمها.
لم يظهر وجه أحمد أي تعبير وتوجهت نظراته الباردة إلى وجه سارة الذي كان يتطلع إلى الأرض وسأل ببرود هل تريدين بيع هذا الخاتم
تجاهد سارة لتمسك دموعها وتشد على شفتيها حتى
لا تبكي نعم هل يرغب السيد أحمد في شرائه
انحنى فم أحمد بابتسامة ساخرة أذكر أن السيدة سارة قالت إن هذا الخاتم مهم جدا لك يبدو أن نيتك لم تكن صادقة فالشيء الذي لا قلب له بالنسبة لي لا يساوي شيئا.
عندما حاولت سارة الرد شعرت بألم حارق في معدتها حيث أن الورم أصبح أكبر وتحولت الآلام من مجرد ألم خفيف إلى ألم نابض حاد.
نظرت إلى الثنائي المرتديان الأبيض والأسود اللذان يبدوان كالرجل النابغ والمرأة الجميلة تحت ضوء المصابيح البيضاء الساطعة كأنهما ثنائي مثالي من صنع السماء.
فجأة فقدت قدرتها على الدفاع فالرجل الذي تغيرت أهوائه لن يغير رأيه حتى وإن أعطيت له قلبك.
تجاهد سارة الألم بينما تلتقط الخاتم فعادت ببطء إلى الطاولة واستعادت العلبة والإيصال.
لم ترغب في الضعف أمام أحمد حتى لو كانت تشعر وكأنها ستفقد الوعي من الألم ظلت تسير بثبات.
عندما مرت بجانب أحمد ألقت جملة ببرود مثلما
كان الحال معك كنت أعتبره حياتي الآن هو مجرد حجر يمكن تبادله بالمال فقط لا أكثر.
شعر أحمد بأن شيئا غير صحيح فوجه سارة المتعرق ووجهها الشاحب كالورق وكأنها تحاول إخفاء الألم بشدة.
أمسك أحمد بذراعها بقوة وسأل بصوت منخفض ماذا بك
دفعت سارة يده بعيدا بقوة لا علاقة لك بذلك.
لم تنظر إليه مرة أخرى بل سعت لتمشي بظهر مستقيم واختفت عن نظره.
ظل أحمد يراقب ظهرها المتلاشي لماذا يؤلمه قلبه على شخص اختار التخلي عنه بنفسه
وجدت سارة زاوية نائية وأخرجت بسرعة مسكنات الألم من حقيبتها.
علمت أن جميع العلاجات وأدوية السرطان لها آثار جانبية لذا اشترت فقط بعض المسكنات والأدوية العادية للمعدة حتى يساعد قليلا.
نظرت إلى المطر الغزير بالخارج هل هذا هو الطريق الوحيد المتبقي
كانت هي الشخص الذي ترغب في عدم رؤيته و لكن لأجل والدها لا خيار سوى المحاولة.
عادت سارة إلى منزلها لتعيد ترتيب نفسها ثم
استقلت سيارة إلى حديقة المشهد.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1