رواية زين وزينة الجزء الجزء الثالث الفصل الرابع
في غرفة مسك في المستشفى
كانت تقف زينة تنظر إلى حياتهم التي انقلبت رأسا على عقب فجأة.
كانت توجد الطبيبة و معها بعض الممرضات، شعرت بعدم الاتزان و هي تري ذلك.
كأنها تسمع أصوات من بعيد، تشعر بضجة بداخلها و حوالها.
فجأة سقطت فاقدة الوعي
صرخت مسك بخوف و دموع و تشعر بالندم: مامي، مامي، أنا آسفة ،أنا آسفة هذا بسببي، أريد بابا.
ذهبت الممرضات إلى زينة
و قالت الطبيبة بهدوء: مسك لا تقلقي نحن معكِ، مامي بخير.
تبكي مسك و لا تجيب.
فحصت الممرضة زينة، وجدت انخفاض في ضغط الدم.
أعطت لها بعد الأدوية.
و ذهبت ممرضة لكي تخبر زين.
الذي جاء مسرعاً بخوف.
ذهب إلى زينة النائمة على الاريكة، سأل الممرضة : ماذا حدث ؟
أجابت بهدوء: لا تقلق سيدي ،هذا حدث بسبب انخفاض الدم.
حضن كف يدها و قال بهمس: مازل الطريق طويل زينة، يجب عليكِ الصمود أكثر من ذلك.
وضع قبلة على جبينها و ذهب إلى مسك التي تبكي بصوت عالي ، جلس بجوارها و لف يديه حول كتفها ،و حاول رسم الابتسامة و سأل : لماذا البكاء حبيبتي ؟
أجابت بدموع و اختصار: مامي.
أجاب بابتسامة: ماما بخير، فقط أنتِ كوني بخير حتي يكون الجميع بخير .
أجابت بدموع: سوف أكون قوية و اتغلب على هذه الأزمة و نعود مثل السابق..
أبتسم زين و كل الموجودين في غرفة على حديث هذه الطفلة، التي بسبب هذه الأزمة سوف تتخطي عمرها ، مثل ما يقال كبرت قبل الأوان.
قالت الطبيبة بابتسامة: أنتِ بطلة مسك.
غادرت الطبيبة مع الممرضات.
و يجلس زين بجوار مسك و عيونها عليها، مازالت غائب عن الوعي ، أو هي لا تريد العودة، تريد الهروب من كل ذلك.
بعد وقت خلدت مسك الى النوم.
تفتح زينة عيونها ببطئ ،تلفت حوالها، لنتذكر ما حدث ، نهضت بفزع و هي تقول: مسك، مسك.
هبط من على الفراش و ذهب بجواره و ضمها إلى حضنه و قال بهدوء: مسك بخير، مسك بخير، لا تقلقي.
نظرت لها و هي نائمة، شعرت بالاختناق من هذا للمكان.
يرتب على رأسها بحنان و قال بهدوء: سوف يمر ، لكن يجب علينا نكون اقوياء، هذه الأزمة لا تمر إذا كنا ضعفاء.
قالت بدموع غزيرة: ربي لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف بي.
وضع قبلة على رأسها و قال: و نعم بالله ، هذه حرب ،حرب و باذن الله النصر لنا.
مر شهر على وجود مسك في المستشفى و تلتقي العلاج الكيماوي الذي سرعان ما ظهرت عليها اعراض العلاج.
زين و زينة لم يغادروا المستشفى منذ المجيء ، و رفضوا التواصل مع العائلة، ليس لديهم طاقة للحديث ،او الإجابة على أسئلة لا يعرفون اجوبته.
لذا كان الجميع يعرف أخبار مسك من كارن.
حتي زين و زينة لم يتوصلوا مع محمد و مكة إطلاقاً ،و كأنهم نسوا أن لديهم أبناء غير مسك.
تقف زينة في الحمام مع مسك، حتي تقوم بقص شعرها، لأنه أصبح يتساقط بكثرة ،و أخبرها الطبيب من الافضل فعل ذلك حتي لا تحزن مسك عليها بالتدريج.
تقف مسك في الامام و زينة في الخلف.
و لم يكن الأمر سهلاً ،كانت مسك دائما تتباهي بشعرها الاسود الطويل الحريري الذي يشبه شعر زينة.
نظرت مسك إلى انعكاس زينة في المراه و قالت بابتسامة: يلا يا زوزو ، أنا عارفة أني بعد ما اخفف يكبر تاني و يكون أحسن من كده، يلا بقا.
كانت قلبها يحترق، روحها تنزف، ،الرعشة تسير في جسدها بقوة، على يقين أن مسك حزينة لكن تفعل ذلك لتكون دعم لزينة.
بايد مرتعشة بدأت تقص شعر مسك، و هي تبتسم تزامنا مع الدموع التي جعلت الرؤية ضعيفة.
و مسك فهي تشبه زينة بقوتها، تقف بجمود و تبتسم و لا تذرف دمعة.
قالت زينة بغناء مع صوتها الباكي :
الف ازيك، ب بحبك، ث ثانية في حضنك أحلي مكان و لو تسالني فين ت شالتها علشان أنت تعبان، ج يا جميل حاول حاول، خ خفف قوم يا غزال.
و بصوت قوي و دموع غزيرة و ألم يخرج من القلب:
قلبي يتقطع علشانك، احنا وفقنا في الدرس.
ديما يا حبيبي مفيش شبهك و مفيش اوجاع تشبه وجعك، و أنتي يا بطلة ،أنتي مفيش زيك، بتشلي و تشيلي هم جبال.
ابتسمت مسك و قالت: ج يا جميل حاول حاول، خ خفف قوم يا غزال.
في الغرفة المخخص لمرافقة مسك.
كان زين في الحمام و يقف أمام المراه، و يقص شعره داعماً لمسك، و كان يبكي لأجل مسك.
و عاد بالذاكرة إلى الماضي الجميل.
يجلس في غرفة المكتب يعمل.
دلفت مسك باندافاع دون طرق الباب.
و قالت بصوت عالي: بابي.
نظر لها بغضب و قال: ما هذه الوقاحة مسك؟ لماذا لم تدقي الباب؟
ذهبت اليه و قفت أمامه و قالت بندم: اعتذر بابا، لكن أنظر ماذا فعل محمد في شعري و أنا نائمة.
وضع يده على رأسه بتعب و قال: لم تنهي مشاكلك مع محمد، ماذا فعل هذا المشاغب؟
وضعت شعرها على جنب و مسكت الأطراف و قالت بحزن: انظري بابا ،قص لي شعري.
دلف محمد في هذا الوقت و هو يمسك بعض الخصلات في يده من شعر مسك و قال: لم أقص كثير فقط بعض الخصلات.
سأل زين: لماذا تفعل من الأساس ؟
أجاب محمد: لأنها لم تعطتيني القلم خاصتي.
صرخت مسك: لأنه ليس لك، هو لمكة.
قال بصوت عالي: و أنا طلبت الأذن من مكة ،ما شأنك أنتِ؟
قالت بدموع: هذا سبب تافه لتفعل ذلك، أنا حزينة منك و لم أتحدث معك بعد الآن.
و ذهبت إليه أخذت خصلات شعرها و صعدت إلى غرفتها.
نظر زين له غضب، ابتلع الغصة التي في حلقه و قال بندم: اعتذر بابا
أجاب بعصبية: أنت لم تخطئ معي.
قال بحزن: سوف أعتذر من مسك.
و ركض إلى غرفتها و زين خلفهم.
كانت تجلس على الفراش و تضم خصلات شعرها إلى حضنها بحزن و تبكي بشدة
دلف محمد بحزن، قال بندم: لا أعلم لماذا فعلت ذلك؟ اعتذر مسك.
لم تجيب عليه،ذهب جلس بجوارها و قال بحزن: اعتذر، كنت لا أعلم أنك تكوني حزينة هكذا.
نظرت له و قالت بدموع: محمد أكثر شي يعجبني في شكلي هو شعري، لذا لا أفضل قصه.
ضمها إلى حضنه و قال: اعتذر.
عاد من ذكرته و أزل دموعه ،و غادر متجه الى غرفة مسك.
بعد الانتهاء غادرت مسك الحمام .
تجلس زينة على الارض و تضم خصلات شعر مسك في حضنها و تضع يديها على فمها حتي تمنع صوت بكائها يصل إلى مسك.
في منزل زين وزينة
ذهب محمد إلى زهرة و قال: خالتو ممكن تليفونك.
مدت يدها و قالت: طبعا يا حبيبي اتفضل.
أخذ الهاتف ثم قال لها: عايز رقم خالو أدم.
سألت بتوتر: ليه يا حبيبي أنت كويس
أومأ رأسه بنعم و قال: من فضلك.
طلبت الرقم ،اجاب آدم سريعاً ، ظنا أنهم في حاجة شيء.
أجاب بخوف: الو.
قال محمد: لو سمحت يا خالو ممكن تجي دلوقتي.
كانت سعاد و زهرة ينظرون لبعض بتوتر، و مكة تقف بجوار محمد صامتة.
سأل بخوف: في ايه يا حبيبي انتوا كويسين.
قال : تعال.
و اعطي الهاتف لزهرة.
ادم: في ايه يا زهرة.
أجابت: مش عارفه ،تعال بس شوف محمد عايز ايه.
جلس محمد و مكة، قالت مكة : خالتو أنا عايزة اقص شعري ،ممكن تطلعي معي، تقصي
سألت سعاد بحزن: ليه يا كوكو.
أجابت بدموع: علشان أنا عارفة أن علاج مسك يوقع الشعر و أنا عايزة اكون زيها.
صرخت سعاد و زهرة معنا : بعد الشر.
قالت بدموع: ممكن.
قالت زهرة: مامي تزعل منك.
أومأت رأسها بالرفض و سألت مرة أخرى: ممكن.
أومأت رأسها بالموافقة.
سألت سعاد بحزن: و أنت عايز ادم ايه.
قال بهدوء: علشان احلق شعري
أغمضت سعاد و زهرة عيونهم بحزن.
وصل ادم و ذهب مع محمد في غرفته ليفعل ما يريد.
و زهرة مع مكة تفعل ما تريد.
ثم قال : خالو اطلب رقم عمو كارن.
سأل : ليه يا حبيبي.
أجاب : لو سمحت يلا.
بالفعل نفذ آدم.
أجاب كارن: مرحبا آدم.
تحدث هذا الطفل بصوت قوي لايوجد ذرة ضعف في صوته أو حتي دمعة عالقة في عيونه، عكس مكة ضعيفة و لا تكتفي من البكاء.
قال بهدوء: هذا أنا عمو كارن.
أجاب بهدوء: مرحبا حبيبي، كيف حالك أنت و مكة؟
أجاب بهدوء: بخير، من فضلك عمو أريد أنا و مكة زيارة مسك.
أجاب بحزن: حبيبي للاسف الزيارات ممنوعة.
قال بهدوء: من فضلك عمو، من فضلك.
لم يصمد أمام رجاء محمد، و قال: حسنا تعال محمد.
قال :أريد تكون مفاجأة.
أجاب : حسنا.
قال: اشكرك.
قال : خالو عايز تلفيونك معي لو سمحت .
سألت سعاد: بتعمل ايه يا محمد.
قالت مكة: بنعمل مفاجأة لمسك.
أكمل محمد: طلبت من عائلتنا الي في مصر و الهند ، و كمان أصدقاء مسك في المدرسة و النادي، يسجلوا لها و هما يسلموا عليها، علشان نفسيتها.
لم يجيب أحد، بل ذرفوا الدموع بصمت.
الجميع يبكي إلا محمد، قالت سعاد بدموع: حاسة اني شايفة زينة قدمي، تبكي من جوة بس برة مفيش حاجه زيك كده.
لم يجيب عليها، نظر إلى آدم و قال: يلا لو سمحت.
ذهب محمد و مكة مع آدم
وصلوا إلى المستشفى
كان معهم ثياب الكرتون المفضل لمسك، ارتدوا الثياب.
بعد التعقيم ، يقف محمد و مكة أمام الباب، و آدم و كارن معهم، و طلب محمد آدم من التصوير.
و قام بتشغيل اغنية يا سلامات النونو على هاتف كارن..
مع فتح الباب، و صدمة زين و زينة و مسك
و بداية محمد و مكة بالغناء و الرقص على نغمات الأغنية.
هبط زين من على الفراش و شارك معهم الأغنية.
و قالوا بصوت عالي: كلها كام يوم ، و مصيره و يكسبها واحد زيرو.
كانت زينة تصفق و تغني معاهم و لكن لا تستطيع السيطرة على دموعها مثل مكة التي لا تستطيع الرؤية من البكاء
عكس محمد و زين يستطيعون السيطرة..
كان محمد و زين يفعلون حركات مضحكة ،استطاع محمد و مكة رسم الابتسامة على وجهها مسك
بعد الاغنية،اخذ هاتف آدم و شغل الفيديوهات.
قال: هنا فيديوهات من مصر و الهند و أصدقائك.
كانت الفيديوهات عبارة عن جملة واحدة ، بنحبك يا مسك، كوني قوية.
أبتسمت و هي تقول: شكرا يا محمد أنت و مكة.
خلعوا الثياب، و ظهر شعر محمد الغير موجوده و شعر مكة الذي أصبح قصير يشبه شعر الاولاد.
نظروا لهم بصدمة ،لم يتحدث أحد ،سالت مسك بدموع: لماذا؟
أجابت مكة بدموع: لاجلك.
قالت بحزن: لا أريد ذلك.
ركض محمد إليها و القي نفسه في حضنها ، و لا يستطيع الصمود ،انفجر من البكاء و هو يقول: من فضلك يا مسك كوني قوية ، يجب عليك الفوز في هذه الحرب، نحن معك سوف نفعل المستحيل ، اخبرني ماذا نفعل؟ ماذا نفعل؟
جميع من الغرفة يبكي، كانت زينة تجلس بجوار مسك، تحاول أن لا يري أحد دموعها، لكن كيف فالدموع لا تتوقف؟
رتبت على ظهره بحنان و قالت بدموع: سوف احاول، سوف أكون قوية لاني لدي عائلة رائعة مثلكم ، اعتذر أني سبب حزنكم.
قالت مكة بصوت عالي: ما هذا الحديث مسك؟
أشارت مسك لها،و ذهبت لهم ليذهبوا الثلاثة إلى عناق ممتلئة بالدموع و الحزن.
أخذت نفس عميق و قالت لنفسها : مش مسك بس اللي كبرت قبل الأوان ، ولادي كلهم كبروا و شالوا الهم قبل الأوان ، يارب ،يارب زيح الغمة يارب.
بعد وقت عاد محمد و مكة مع آدم.
تمر الأيام و الشهور و حالة مسك تسوء إلى الاسوء.
كانت زينة في غرفة الطبيب مع زين، لكن عادت هي لأجل مسك، و ظل زين يتحدث مع الطبيب.
فتحت الباب و رأت مشهد يحرق قلب كل أم.
كانت مسك لا تنبه أن تم فتح الباب.
كانت تجلس على الفراش ،و تمسك في يدها مشط.
و كأنها تمشط شعرها، و كأنها تقسم شعرها إلى قسمين، و كانت تجدل الضفيرة ، و انتهت من الأولي لتفعل الثانية.
ثم مدت يدها إلى الفراش، و لم تأخذ شئ لكن كأنها أخذت ربطة شعر و ربطت شعرها بها.
و نظرت إلى المرآة و قالت بابتسامة ممزوجة بدموع: ما هذا الجمال يا مسك ؟ قصة الشعر هذه تبدوا جميلة عليكِ.
أغلقت الباب بهدوء، اسنتدت ظهرها على الحائط و تضع يديها على صدرها ،لا تستطيع التنفس.
ركضت الممرضة عليها و قالت بفزع: مدام زينة أنتِ بخير؟
أشارت رأسها اعتراضا و ركضت إلى الغرفة الاخري، دلفت و أغلقت الباب خلفها ،و صرخت بصوت عالي: ليه يارب، ليه دي عيلة صغيرة، ياريت كنت أنا..
و صرخت صرخة أخري تعبر عن ضعفها و حزنها الشديد..