رواية زين وزينة الجزء الجزء الثالث الفصل الخامس 5 بقلم منال كريم

 

 

 رواية زين وزينة الجزء الجزء الثالث الفصل الخامس


ذهبت الى الغرفة الأخري.
أغلقت الباب بإحكام ، جلست على الأرض و صرخت بصوت عالي، صرخة ممتلئة بوجع القلب و تعبر عن الضعف و الحزن.

نهضت إلى الخزانة و ألقت كل الثياب على الارض، حتي ظهر المقص الذي كان بين الثياب، أخذته و هي كل ما في ذهنها مسك.

نزعت الحجاب بعنف، و قبضت على شعرها بغضب شديد ، و كانت تشعر بالكراهية تجاه شعرها، و كأنها تري ليس من حقها أن يكون لديها شعر و مسك لا 

بدأت تقص بعشوائية و إهمال.

لم تتحمل الوقوف، جلست على الأرض مرة أخرى ،و هي تبكي بصوت عالي ، بعد وقت انتهت و نظرت إلى شعرها.

أخذت وضع الجنين و هي مازلت تبكي.

في الخارج عندما سماع الممرضات  صوتها، ذهبوا إلى زين.

جاء سريعا مع كارن و الطبيب الخاص بمسك،

دق الباب ،لكن هي لم تجيب ،تصرخ فقط: ارحلوا ،لا أريد أحد هنا.

قال زين: هذا أنا يا حبيبتي.

عند سماع صوته أصبحت تنتفس بصوت عالي و قالت بصرخة: أنت كاذب، لم يمر شيء ، ما يحدث مع ابنتي لا يمر، لماذا حدث معها ذلك؟

تاكد أنها لم تفتح و ليست بخير، نظر إلى كارن و قال: بالتأكيد يوجد مفتاح آخر للغرفة.

قال كارن و هو يركض: سوف أذهب لجلب المفتاح.

 
نظر إلى الممرضة و سأل : هل يوجد أحد مع مسك؟

أجابت بحزن: نعم ،الطبيبة ذهبت لها حتي تطمئن عليها.

قال الطبيب بحزن: سوف تكون بخير.

لم يجيب ،كل الأمور ليست بخير، حتي زينة التي كانت تشبه الجبل، انهارت لم تتحمل، و هو لا يستطيع رؤية مسك و زينة و عائلته التي انهارت في يوم و ليلة..

جاء كارن بالمفتاح ،فتح و يدلف بهدوء.

نظر في أرجاء الغرفة، ثياب على الارض، شعر منتثرة في كل الغرفة، اغمض عيونه بحزن.

و جلس على الارض، ورفع رأسها وضعها على قدمه، و يرتب على رأسها بحنان و قال بهدوء: هذا ليس مجرد  حديث زينة، لكن ماذا أفعل ؟ أنا لدي امل و يقين في الله أن يشفي ابنتي.

و ذرف دموعه و قال بحزن: هل من السهل عليا رؤية مسك هكذا؟

أشار على قلبه و قال بدموع: هذا القلب لا يتحمل رؤية انهيار عائلتي، لا يتحمل رؤيتك هكذا ، محمد و مكة لا نعلم عنهم شئ ، عائلتنا لا نتحدث معهم، هل هذا سهل زينة، لكن أخبرني هل يوجد شيء لم نفعله؟

كانت تبكي بانهيار لدرجة أنها لا تستطيع التنفس، وضعت يدها حول عنقه ،تجزم أنها تختنق و لا تستطيع التحدث أو التنفس..

عاد رأسه إلى الخلف و اسنده على الحائط ،و قال بحزن:أنا متعب يا زينة، و أنتِ متعبة، و محمد و مكة متعبون، عائلتك و أصدقائك و عائلتي و أصدقائي متعبون.

و أخذ نفس عميق و قال بدموع شديدة: مسك تحتضر.

نهضت بفزع و حركت رأسها بالرفض، مع الدموع الغزيرة.

أكمل بصوت عالي جدا مع دموع شديدة: هذا ما أخبرني به الطبيب بعد رحيلك.

حاولت الحديث بصعوبة و قالت: هي بخير، الآن كانت تمشط شعرها الغير الموجود.

و ضمها إلى حضنه و انفجروا من البكاء

لم تكن دموع عادية بل كانت دموع تملأ بحور، و لما لا فهذا أب و أم يرون احتضار ابنتهم.

بعد وقت قال: هذا بفضل الأدوية لكن هي معرضة للإصابة.

و صمتت قليل و هي دقات قلبها عالية ما يحدث لها أكثر من ذلك؟

أكمل بدموع: احتمال حدوث جلطات تجعلها لا تستطيع السير و لا تستطيع استخدم يدها.

ابتسمت بدموع و قالت: ايه الكلام الغريب ده، اكيد مش يحصل كده .

نظرت إلى الاعلي و قالت بحزن و رجاء : يارب ، يارب ، يارب

مسحت دموعها و قالت: زين احنا عملنا علشان يحصل فينا كده، ليه ،ليه.

وضع يده على فمها و قال: ليه من الشيطان.

حضن وجهها بين يديه و قال بحنان: زينة ربنا اختارنا في المحنة دي ،اختبار لينا، و علشان عارف أننا نقدر، فكري من الموضوع من ناحية مصاريف العلاج مثلا، للاسف في ناس متقدرش على مصاريف العلاج، و بتكون بين نارين يكونوا مع أولادهم و يحاربوا علشان فلوس العلاج.

بس احنا الحمد لله معنا اللي يكفي و يزيد، عندنا رفاهية أننا نسيب شغلنا و نقعد تحت رجل بنتنا في ناس متعرفش تعمل  كده، بنتنا تتعالج في أكبر مستشفى في انجلترا على مستوي عالي من التقدم، أكبر أطباء يشرفوا على حالتها، يبقي في حاجات كتير نحمد ربنا عليها.

شعرت بالندم و لو لوهلة اعترضت على قضاء الله، لكن يشهد الله أن هذا  قلب أم مكسور.

قالت بندم: استغفر الله العظيم و اتوب اليه ، قوم روح لمسك و أنا اصلي ركعتين و اجي 

وضع قبلة على جبينها و رحل بصمت إلى غرفة مسك 

التي كانت تجلس على الفراش منذ الصباح لأنها لا تستطيع التحرك، كلما حاولت لا تقدر.

نظرت إلى الطبيبة و سألت: لماذا لا أستطيع التحرك؟

نظرت الطبيب بحزن و لا تعلم كيف تخبرها أن هذا من الأعراض الجانبية للعلاج.

فهمت مغزي الحديث، ابتسمت و قالت: الحمد لله ، حتي لو أستطيع السير في قلبي مازل ينبض سوف انتصر على هذا المرض اللعين.

تجمعت الدموع في عيونها و سألت: كيف أنتِ هكذا؟ لست أول حالة تحت اشرافي، لكن لم أجد في شجاعتك 

قالت بابتسامه: هذه تربية زين و زينة ، دائما يخبرون أن يجب أن نحمد الله في السراء و الضراء ، و نرضي بقضاء الله.

ابتسمت بحب، يدلف زين و هو يقول  بابتسامة: مرحبا يا بطلة.

فتحت ذراعيها التي شعرت بألم لكن لم تظهر و قالت بابتسامة: بابي.

ذهب إليها و ضمها إلى حضنه بحب و قال : اخبارك يا مسكي.

رحلت الطبيبة بصمت.

و أجابت مسك: بخير، فين مامي.

أجاب بابتسامة: بتصلي، بس ايه ده.

سألت : ايه.

قال بابتسامة: ايه القمر ده.

رفعت راسها إلى الاعلي ،نفس حركة زينة و قالت بغرور: أقل حاجه عندي.

زفر بضيق مصطنع و قال: كان عندي مغرورة واحدة، بقوا تلاتة زينة و مسك و محمد، الحمد لله مكة مش زيكم.

قالت بعصبية مصطنع: إذا كان عجبك يا زينو.

عقد حاجبيه و قال: غصب عني اعمل ايه اقدر اتكلم يا مسك هانم.

قالت بهدوء: شاطر كده.

في الغرفة الأخري 

انتهت من الصلاة.

و أخذت الهاتف الذي كان مغلق منذ المجيء إلى المستشفى و هاتف زين ايضا، و منع زين قدوم اي فرد من عائلته إلى لندن 

و فعلت زينة المثل قدوم اي شخص.

حتي لا يريدون وجود سعاد و زهرة لكن لأجل الاولاد

و كأنهم يريدون احتواء هذه الأزمة بمفردهم.

دقت على زياد ،دقائق و جاء الرد: زينة عاملة ايه و مسك عاملة ايه.

أجابت بصوت متعب: الحمد لله ، زياد عايزة اطلب منك طلب.

قال بهدوء: اتفضلي.

قالت بهدوء: بص عايزة اتبرع لاي حد محتاجة،ايتام ، بنات تجوز و الحالة على القد ، و شوف حتة ارض و ابني جامع ،الاماكن الصحراء اللي مفيش مياة، اعمل آبار المياه و اللي مفيش عندهم سقف، و كمان ابعت ليكي مبلغ مخصوص ده تبرعات لكل المستشفيات الخاصة بالمرض ده، متفكرش في الفلوس ،الموضوع ده بيني وبينك يا زياد علشان الثواب ، بنية شفاء مسك، بس برضو بينا محدش يعرف ايه السبب.

أجاب بحزن: حاضر ربنا يتقبل، و يشفيها.

قالت بدموع: مع السلامه.

رفعت يدها إلى الاعلي و قالت بدموع: يارب اشفي بنتي.

منذ مرض مسك زين و زينة  و جميع العائلة كانوا يخرجون صدقات  بنية شفاء مسك لكن في سرية تامة، 

مر بضعة أشهر 

و كانت مسك لا تستطيع السير ، و لا تحرك ذراعيها ، سقطت أسنانها ،و تحولات الفتاة الجميلة إلى هيكل عظمي.

و تدهورت حالتها و تم حجزها في العناية المشددة.

ينظر زين و زينة عليها من الحاجز الزجاجي.

رحل بعيد ،و أخرج الهاتف و أيضا كان مغلق منذ المجيء و هذه أول مرة يفتحه.

طلب رقم لياتي الرد سريعاً و لهفة: ابني كيف حالك و حال مسك؟

أجاب بدموع: مسك تحتضر ماما، لا تتاخروا لأجل توديع مسك.

و اغلق الهاتف مرة أخرى ،بعدما قال هذا.

نظرت إلى الهاتف و ظلت تصرخ تصرخ تصرخ.

تجمع الجميع عليها و كانوا يخشي يكون الخبر المنتظر.

سأل فير بذعر: ماذا حدث لها؟

قالت بدموع: زين أخبرني أن نأتي لأجل توديع مسك.

جلس فير على الأريكة بحزن.

و صرخت ريا و تينا معنا.

عاد زين ، نظرت له زينة، و قالت: هل يجب عليا أخبر عائلتي؟

نظر لها بدموع و لم يجيب.

مدت يدها له و ضع الهاتف في يدها ،و دقت على سعاد ،و مجرد فتحت الخط، قالت بكل جمود: ماما خلي العيلة تجي 

قالت بلهفة: مسك هتخرج.

قالت بهدوء: خليهم يجوا يشوفها آخر مرة 

و فعلت مثل زين ،اغلقت الهاتف 

لكن سعاد لم تصرخ، فكيف تصرخ أمام مكة و محمد، حبست دموعها بصعوبة.

في الليل 

مازالوا يقفون أمام الحاجز الزجاجي.

و في نفس الوقت ،نظروا لبعض و تذكروا شي من أيام الخطوبة.

فلاش باك 

كانت تتحدث زينة مع زين في الهاتف.

و قالت بهدوء: طيب في نقطة كده يا زين.

جاء الرد: اتفضلي.

تنهدت ثم قالت: احنا عارفين أن الموت علينا حق صح.

أجاب بتأكيد: صح

لتكمل: احنا قررنا نبني عالمنا في لندن، عالم خاص بينا.

و صمتت تبحث عن كلمات مناسبة لتقول ما تريد.

فهم مغزي الحديث و قال بالنيابة عنها: طبعا انتي عايزة تكوني  في بلدك و أنا كمان بعد موتي احب الدفن يكون في بلدي.

قالت سريعاً بخوف: ربنا يطول في عمرك.

أبتسم و قال: و يطول في عمرك يا حبيبتي ، المهم يا زينة، احنا قلوبنا حكمت علينا كده، حياتنا كلها في لندن.

و بالفعل تم بناء مدفن خاص لهم.

نظروا لبعض بحزن، فهل تكون مسك أول زائرة لهذا المكان.

تمر الليالي  صعبة عليهم و غير مسموح لهم بالزيارة، يقفون أمام العناية و يرفضون الجلوس ،و كأن الراحة حرمت على أجسادهم.

في منزل زين وزينة 

وصلت عائلة زين و عائلة زينة و أصدقائهم.

كان محمد و مكة يجلسون على الدرج بحزن.

همست مكة بدموع: محمد، ما سبب تجمع العائلة؟

أجاب بهدوء: الاطمئنان على مسك 

سألت مرة أخرى: هل مسك فارقت الحياة؟

نظر لها بغضب و لم يجيب ،و هي لم تتحدث مرة أخرى.

في المستشفى 

الساعة العاشرة مساء.

يغادر الطبيب العناية المركزة ،و ينظر إلى الأسفل و قال بحزن: أنا فعلت ما بوسعي لكن  لم يفيد.

دفعه زين بغضب و قال: أصمت و لا تتحدث.

و ركض إلى الداخل و خلفه الطبيب.

جلس أمامها و يحرك فيها و قال بصوت عالي: مسك ، مسك ،لم يكن هذا وعدك لي، هيا مسك نعود إلى المنزل، محمد و مكة في الانتظار، مسك ،مسك 

ذهب إلى الطبيب و قال بصوت عالي: هيا اجعلها تستيقظ حالا، هيا اجعلها تستيقظ.

قال بحزن: انا مقدر مشاعرك لكن.

لم يكمل الحديث لأن زين لف يديه حول عنقه بقوة و قال بتهديد: اجعلها تستيقظ.

كان يتحدث مثل المجنون، لم ينتبه.

قالت الطبيبة بأمل:دكتور بإمكان نضع مسك على الجهاز.

قال بحزن: لم يفيد في حالتها.

قالت بأمل: من المحتمل تستجيب، هيا نفعل من فضلك 

أما زينة منذ سماع الخبر لا تتحرك أو تنطق، إصابة بشلل نصفي من أثر الصدمة، كلما حاولت تحريك لسانها لكن لا تستطيع.

تحاول تحريك قدمها لكن لا تستطيع ، جاءت الممرضة قالت : مدام أنتِ بخير.

وجدت أنها لا تجيب، وضعت يدها عليها، لتسقط زينة أرضا بقوة.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1