رواية زواج بلا قلب الفصل الرابع بقلم ادم نارو
الوقت متأخر، والقصر كله منوّر كأنه لسه بيحتفل،
بس جوّه كان صمت بارد يقتل.
آدم مشى قدامها بخطوات سريعة،
وليلى وراه بخطوات مترددة… بعيونها ألف سؤال،
بس مفيش جواب.
وصّل عند السلم، وقف، وبص لها بنظرة جامدة:
أدم :
– "اطلعي فوق."
وقفت مكانها، رفعت راسها وقالت:
– "إحنا لسه داخلين… ممكن أرتاح؟"
أدم :
– "الراحة عندي مش بإذنك."
ليلى:
– "وانا مش خدامة عندك."
إدم :
– "بس بقيتي مراتي… وغصب عنك، هتعيشي على مزاجي."
ليلى :
– "غلطان… أنا هعيش بكرامتي، ولو تحت سقفك."
آدم لف وشه وطلع السلم،
ولمّا شاف إنها لسه واقفة، صرخ:
– "ما تطلعيشني عن طوري، ليلى… اطلعي فوق حالاً!"
طلعت، بخطى بطيئة، بس راسها مرفوعة.
وصلوا أوضته… أوضتها الجديدة.
دخلت وهي بتاخد نفسها بالعافية،
العطر والشموع والورد حوالين السرير…
بس الجو خانق، مش رومانسي.
آدم رمى جاكيته بعصبية، وفك أول زرار من قميصه،
وهو بيبص ليها بدون ولا لمحة رحمة :
– "اقفلي الباب."
ليلى :
– "مش ناوية أقعد هنا."
أدم :
– "إنتي هنا… ودي أوضتك… وأوضتي."
ليلى :
– "أنا مش… مش هسكت عن اللي بتعمله."
أدم :
– "سكاتك مش مهم.
أنا ساكت طول اليوم… وآن الأوان أتكلم بطريقتي."
ليلى:
– "بطريقتك؟ الضرب؟ الإهانة؟ السيطرة؟"
أدم :
– "ده حقي… ودي ليلتي."
ليلى :
– "وكرامتي؟ مش من حقك تكسرها."
أدم :
– "أنا مش هنا أتناقش… أنا هنا آخد اللي ليا."
ليلى :
– "وأنا مش هبقى لعبة! مش هتلمسني غصب عني!"
آدم فجأة مسكها من دراعها بقوة، شدها ناحيته،
هي حاولت تفلت، لكنه قرب وشه من وشها وقال ببرود:
– "انتي فاكرة نفسك مين؟!
أنا آدم…
اللي الكل بيحسب له ألف حساب…
وانتي هتتعلمي تحترمي ده."
ليلى:
– "أنا مش زي أي حد…
وأنا مش بخاف."
إدم
– "كويس…
أنا بحب التحدي."
شدها من شعرها بخفة، وهي تصرخ:
– "وجعتني! سبني!"
أدم
– "ده أول الدرس…
ما ترفعيش صوتك عليا تاني."
ليلى:
– "إنت جبان!
راجل بيثبت قوته على واحدة ضعيفة؟"
أدم :
– "أنا ضعيف؟
تعالي ووريني مين فينا هيضعف دلوقتي."
رمى بيها على طرف السرير،
قرب منها بخطوتين تقال، وهي تبصله بنظرة نار.
ليلى:
– "لو لمستني… هكرهك أكتر ما بكرهك دلوقتي."
أدم :
– "الكره ما يهمنيش…
بس طاعتك… هتتعلّميها بالعافية."
ليلى :
– "حتى لو لمستني… عمرك ما هتملك قلبي."
أدم :
– "أنا مش طالب قلب…
أنا طالب خضوع."
سكتت لحظة، وبعدين بصّت له وقالت:
– "أنا مش هنهان… حتى لو كسرتني."
أدم :
– "انتي ما شوفتيش الهوان لسه."
ليلى:
– "وجعك مش هيكسرني… بالعكس، هيقويني."
أدم
– "يبقى استعدي…
الليلة دي طويلة."
❤️❤️❤️
آدم واقف قدامها، وهي على طرف السرير،
عينيه بتلمع بنار مكبوتة،
وصوته لما يتكلم… كأنه سلاح.
آدم (بصوت حاد):
– "قومي…
واقفة ليه؟ أنا قلت استعدي!"
ليلى (بترجع خطوة):
– "أنا مش لعبة بين إيديك!
مش هتحرك بأمر منك!"
آدم (صرخ بصوت عالي، يهز الحيطان):
– "قلت قومي!!
ما تجبرينيش أعمل حاجة تندمي عليها!"
ليلى (بصوت مهزوز لكن متحدي):
– "أنا بندم فعلاً…
ندمانة إني دخلت البيت ده…
وإني شفتك أصلاً!"
آدم (اتقدّم فجأة، صوته واطي لكن مخيف):
– "كل كلمة بتقوليها…
بتقربك أكتر من كسرك."
ليلى:
– "أنا مش هتكسري، آدم…
مش بالطريقة دي."
آدم (شدها من دراعها تاني، بعنف):
– "الطريقة دي… أنا اللي باخترعها!
وانتي… هتعيشيها غصب عنك."
ليلى حاولت تبعد، لكن قبضته أقوى…
حاولت تدفعه بإيدها، لكنه مسكها من الكتفين، وبص في عينيها بعنف.
آدم (بيتكلم من بين أسنانه):
– "فاكرة إنك بتخوفيني؟
أنا اتربّيت على السيطرة…
واللي يتربّى على الخضوع، ما بيصعبش عليه كسرك."
ليلى (تقاوم، تصرخ):
– "أنا مش هسكت!
حتى لو صوتي يوجعك، هافضل أقاومك!"
آدم (صرخ بأمر قاطع):
– "اسكتي!!
اسكتي خالص!!
ممنوع تعلي صوتك قدامي تاني!"
ليلى (بدموع في عينيها، لكن بنبرة قوية):
– "حتى لو سكّتني دلوقتي…
عمري ما هبقى تحت رجليك!"
آدم (شدها من شعرها، بصوت أخفض، مرعب):
– "وهو ده التحدي اللي عاجبني…
إنك ترفضي، وأكسرك… شوية بشوية."
ليلى (تتلوّى من الألم):
– "إنت مريض…
قاسي… ما فيكش ذرة رحمة!"
آدم (سابها فجأة، وبص لها بنظرة كأنه فوق الناس):
– "الرحمة؟
أنا آدم…
ما باتعاملش بالرحمة…
باتعامل بالقوة."
ليلى قامت بسرعة، لفّت جسمها، راحت ناحية الباب،
لكن قبل ما تفتح، صوته هزها من جديد:
آدم (بصوت أعلى من قبل):
– "ارجعي مكانك!!
مش هتخرجي من هنا… إلا لما أقول!"
ليلى (تتوقف، ظهرها ليه):
– "أنا مش حيوان…
مش هتربطني زي أسير!"
آدم (راح لها بخطوات تقيلة، وقف وراها):
– "بس ممكن أعاملك كده…
لو ده اللي هيفهمك."
ليلى استدارت، وعيونها فيها قهر وغضب ودموع:
– "إنت بتنتقم مني؟
ولا من نفسك؟"
آدم (بيهمس بصوت فيه غضب مكبوت):
– "من اللي حاولوا يكسروني زمان…
وبتشبهيهم في كل حاجة."
ليلى:
– "أنا مش ذنبهم، آدم…
بس شكلك… مش عايز حد يقرّب حتى ويشوفك بني آدم."
آدم (صوته يرجع للأمر):
– "كفاية كلام!
اقعدي… ما فيش خروج… ما فيش نقاش!"
ليلى:
– "ما فيش حب… ما فيش احترام…
يبقى ما فيش حياة."
آدم (صرخ):
– "انتي اللي اخترتي النهاية دي!!
انتي اللي استفزتيني!
انتي اللي عملتي في نفسك كده!"
ليلى (تبص له مباشرة):
– "أنا ما عملتش حاجة غير إني قلت لأ."
آدم سكت لحظة، كأن الكلمة دي ضربته فوشه…
بس بسرعة استعاد بروده… وقال بصوت متحكم، مسيطر:
– "ولأ دي…
هتدفعي تمنها ليلة بعد ليلة."
ليلى (بهدوء):
– "وأنا هستحمل…
بس عمري ما هبص لك نظرة حب."
آدم:
– "مش عايز حبك…
أنا عايز سكوتك."
ليلى:
– "مش هسكت… حتى لو خنقتني."
آدم (قرب منها خطوة أخيرة):
– "انتي هتسكتِ…
غصب عنك، يا ليلى."
ليلى بصّت له بعيون فيها نيران، وقالت آخر جملة:
– "لكن سكوتي…
هيكون بداية نهايتك."