رواية زواج بلا قلب الفصل الخامس 5 بقلم ادم نارو

    

رواية زواج بلا قلب الفصل الخامس بقلم ادم نارو


آدم وقف متجمد…
عينه ثابتة على وشها،
نفسه تقيل، ووشه بيشدّ كأنه بيكتم انفجار.

هو مش متعود حد يواجهه…
مش متعود يسمع كلمة “نهايتك” من حد… وخاصة منها.

بخطوة واحدة، كان قدامها،
ومره تانية، من غير أي تحذير…

بووم
إيده نزلت على خدها بصفعة قاسية،
قوية لدرجة إنها خلت جسمها يترنّح وظهرها يخبط في الباب.

لحظة صمت قاتلة…
حتى تنفّسها اتقطع.

ليلى ما وقعتش…
لكن وقفت وهي حاطة إيدها على خدها،
نفسها بيطلع متقطع،
عينيها مفتوحة، الصدمة ساكتاها…
لأول مرة من ساعة ما دخلت البيت ده.

آدم (بصوت منخفض، لكن كل كلمة فيه سُمّ):
– "انتي نسيتي نفسك…
نسيتي انك دلوقتي تحت سقفي…
وتحت أمري."

ليلى (بصوت مكسور… لا هو خوف ولا هو تحدي، كأنه وجع):
– "انت… ما بتعرفش غير الضرب؟
ما عندكش غير الإهانة؟"

آدم (بيقرب منها تاني، صوته هادي بشكل مرعب):
– "أنا ما بعرفش أتكلم مرتين…
وبكره الغلط…
وانتي دلوقتي بتتعلمي الدرس الأول."

ليلى كانت واقفة… لكن ظهرها ملزوق على سرير ، مفيش مفر…
دمعة نزلت، مش بس من الوجع…
من القهر.

آدم (ابتسم ابتسامة باردة، وهو بيتراجع خطوة):
– "شايفة؟
بشوية وجع… بقيتي أهدى."

ليلى ما ردتش…
نظرتها بقت مكسورة، لكنها لسه مش مهزومة تمامًا.

آدم لف ضهره، راح يفتح الباب،
قبل ما يخرج، بص لها آخر نظرة:

– "اللي حصل النهارده…
كان مجرد البداية.
خلي عندك عقل… واسكتي."

وخرج.

خطواته كانت تقيلة وهو ماشي في الطرقة،
كل خطوة لها صدى كأنها بتخبط جواها.

ليلى فضلت واقفة، مكانها،
صوت الباب وهو بيتقفل وراه…
كان زي ختم على أول ليلة من العذاب.

دخل أوضة تانية، وقف في الضلمة،
ما ولّعش نور،
قفل الباب، وسحب نفس طويل…
لكن ملامحه ما تهزتش…
لسه نفس القسوة، ونفس البرود.

في الغرفة التانية،
ليلى حطت إيدها على قلبها،
مش علشان الخوف…
لكن علشان الوجع اللي مش فاهمة سببه.

همست لنفسها:

– "هو ليه كده؟
ليه بيكرهني بالشكل ده؟
أنا عملتله إيه؟"

مفيش إجابة.
ولا حتى هو ناوي يجاوب.
الصبح دخل من شباك الأوضة بهدوء…
بس نور الشمس ما جابش دفء،
جاب وجع.

ليلى كانت نايمة على جنب السرير،
متكوّرة على نفسها زي طفلة خايفة،
وشعرها مبعثر، وعيونها منتفخة من البكاء.

عيونها فتحت ببطء…
وهي تحاول تفهم…
ده كان حلم؟
ولا لسه الكابوس مستمر؟

حاولت تنهض، بس أول ما لمست خدها،
آآه…
الألم رجعها للواقع… الصفعة لسه سايبة أثرها.

نقرت خفيف على خدها، لمسته بإيدها،
فجأة الباب بيُطرق.

طق طق…

صوت ناعم، خجول:

– "مدام ليلى… أقدر أدخل؟"

ليلى (بصوت تعبان، لكن بتحاول تثبت نفسها):
– "ادخلي."

دخلت واحدة من الخادمات، ست صغيرة في السن، شعرها مربوط، وعينيها بتلمع بالخوف والفضول.

وراها دخلت خادمة تانية، أكبر منها شوية، ملامحها جامدة أكتر.

الخادمة الصغيرة (بخجل):
– "جبتلك الفطار… تحبي أجهز الحمام؟"

ليلى (بتبصلهم باستغراب):
– "انتو مين؟
وإزاي… يعني؟ حد قالكم تيجوا؟"

الخادمة الكبيرة (بصوت حاسم):
– "حضرة آدم قال نبدأ نهتم بيكي من الصبح…
الأوضة دي بقيت تحت خدمتك."

ليلى (بنبرة خافتة، فيها مرارة):
– "خدمتي؟
بعد ما عمل فيا اللي عمله؟"

الخادمة الصغيرة (تغمز الكبيرة، وتهمس بخوف):
– "شايفة خدها؟"

الخادمة الكبيرة (تهز راسها، وترد بحذر):
– "إحنا ما بندخلش في اللي بيحصل…
إحنا علينا نسمع الكلام وبس."

ليلى (بتتمالك نفسها بصعوبة، وتحاول تقف):
– "أنا مش محتاجة مساعدة من حد.
اخرجوا."

الخادمة الصغيرة (بتهمس):
– "لو محتاجة حاجة… نادينا. حتى لو مش بالكلام…"

الخادمة الكبيرة (بصوت بارد):
– "احنا هنا علشان آدم بيه.
مش علشانك."

خرجوا…
وسابوا الباب موارب وراهم.

ليلى وقفت، راحت تبص في المراية،
شافت نفسها…
عيونها حمراء، خدها متورم،
لكن في لمعة تحدي… لسه موجودة.

دقايق وراحت الحمام… غسلت وشها بمية ساقة.
تحس إنها بتحاول تمسح مشهد مبارح من جلدها.

لبست حاجة بسيطة،
وقعدت على طرف السرير.
مفيش شهية للأكل،
بس قلبها بيقرّصها من كل كلمة سمعتها.

وفجأة…

الباب اتفتح من غير استئذان.

آدم دخل.
نضيف، لابس بدلة، شعره متسرّح،
ونظراته… فوقية كالعادة.

ليلى وقفت بسرعة،
زي ما بتوقف حد كان نايم وشاف كابوسه داخل عليه من الباب.

آدم (بابتسامة خفيفة، بس كلها استهزاء):
– "صباح الخير…
أو نقول: صباح أول يوم من الجحيم؟"

ليلى ما ردتش،
بس نظرتها كأنها بتقول "ما تلمسنيش بكلمة".

آدم لفّ عينه عليها من فوق لتحت،
ولما شاف الخد الأحمر، ابتسم بابتسامة نصفية.

آدم (بصوت فيه خبث ساخر):
– "هاه؟
كيف حالك… من الدرس بتاع امبارح؟"

ليلى (تشد نفسها، تحاول تحافظ على كبرياءها):
– "كنت فاكرك راجل…
بس طلعت جلاد."

آدم (يضحك، بصوت خافت):
– "الراجل الحقيقي… ما بيحتاجش رضاك عشان يثبت نفسه."

ليلى (بصوت ثابت رغم الألم):
– "ولا الضرب بيخلّي حد يحترمك."

آدم (قرب منها، كأن كلامها دا مش فارق):
– "أنا مش طالب احترامك…
أنا طالب سكوتك… وطاعتك."

ليلى:
– "وانا مش جارية…
ولو على الطاعة… احلم."

آدم (ابتسم، قرب عند ودنها، بصوت واطي بس مرعب):
– "انتي هتتعلمي…
بطريقتي أنا."

سكت لحظة، وبعدين اتراجع خطوة:

– "أنا رايح الشغل…
بس لما أرجع،
ما عايزش أسمع صوتك…
ولا حتى نفسك."

بص لها آخر نظرة باردة،
وسحب الباب وراه،
وسابه يتقفل ببطء…

ليلى وقفت مكانها، عينها على الباب…
نفسها بيرتج، لكن وقفتها لسه فيها كرامة.

همست لنفسها:

– "أنا لازم أهرب من البيت ده بأي طريقة "
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1