رواية وميض الحب الفصل الخمسون 50 بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل الخمسون بقلم لولى سامى



أقدمتُ وقدّمتُ كلَّ ما بوسعي
لاحظى بقربك ويحلو يومي
لأجدَ الحياةَ بقربك هلاكٍ
وصوتَ الطمأنينةِ صارَ وهمي
غفرتُ وجارَ الوقتُ فوق احتمالي
تجاهلتُ جُرحًا يئنُّ بدَمي
زرعتُ المودّةَ بينَ الجراحِ
فأثمرَتْ خيبةً فوقَ حلمي
فكيفَ السبيلُ لفكّ القيودِ؟
وقلبي أسيرٌ بأوهى نَسَمي
رحلتَ… فهل بعدكَ ليلٌ يُضيء؟
أم أني سأسكنُ ظلَّ العَدَمِ؟
#يمنى
بقلم لولي سامي
برغم سعادتها بعودة زوجها وحبيبها ووالد ابنها إلى حياتها مجددا، إلا أنها تشعر بالقلق وكأن الزمان قد احكم عليها بسعادة غير مكتملة …
بعد أن تناولا فطارهما في جو يبدو هادئا صامتا إلا أنه يحمل بداخل كل نفس ضوضاء صاخبة…
استأذنت والدها في إستعادة الهاتف ليعطيها إياه على وعد بعدم محادثته حتى الغد ….
أبرمت الاتفاق مع والدها وحاولت الالتزام به …
دلفت غرفتها بعد أن ذهب الجميع كلا حسب انشغاله فوالدتها ذهبت للمطبخ واختها ادعت المذاكرة بينما والدها أراد المكوث بغرفته بمفرده ….
جلست على الفراش تتأمل صورهم وذكرياتهم منذ الخطبة …
اخذت تقلب الصور بهاتفها وكأنها تقلب صفحات بعقلها …
تتذكر مع كل صورة الحدث والحديث والمشاعر المرتبطة بها …
فتتباين تعابير وجهها ما بين ابتسام وعبوس …
أنهت ذكرياتها لتثبت الشاشة على صورته منفردة ..
جعلت وجهه يملئ شاشة هاتفها، ثم أخذت تتمعن بتفاصيل وجهه وكأنها تسترجع ملامحه بذهنها …
مسدت بابهامها على كل أنش بوجه وهي تتأمل وتتذكر ذكرياتهم سويا ….
توقفت برهه ثم أخذت تناجيه وتعاتبه وكأنه أمامها / وعدتني انك هتسعدني وعمرك ما تجرحني …
بس لاقيت الجرح مش جاي إلا منك …
وجعتني أوي يا عبدالله…
كل مرة كنت بشكيلك واحس بتجاهلك لأوجاعي كنت بتوجعني اكتر …
وكل مرة مكنتش بشكي فيها وأتمنى تحس بوجعي من غير ما اقولك، وكنت بتعمل نفسك مش واخد بالك كنت بتدبحني ….
أنا اللي مستغرباه أنك مكنتش كدة قبل الجواز …
كنت بتحس بيا من غير ما اتكلم ..
مكنتش بتسيبني إلا لما تعرف ايه اللي مضايفني …..
عارف…… انا مصدقاك ومش مصدقاك ….
عايزة ارجعلك، بس خايفة تكسرني تاني….
وساعتها هتبقى القاضية يا عبدالله…
سامع هتبقى القاضية ….
مسدت على ما بداخل احشائها وكأنها تستحضر وجوده وتنصبه شاهداً وحاكمًا عليهم / أنا عارفة انك حاسس بيا ومش محتاج اقولك أنا حاسة بإيه …
بس عايزاك تفتكر كويس وتصدقني وتعذرني لو ابوك اضطرني أعمل حاجة ممكن تزعلني وتزعلك …..
بينما هي تحادث جنينها فإذا بهاتفها يصدح من بين راحتيها لتنتفض أثر رنينه المباغت لها …
فور رؤيتها لرقمه الذي تحفظه عن ظهر غيب، واسمه المحبب لقلبها، وصورة زفافهم التي تظهر معلنة عن اتصاله…
اتسعت شفتيها تلقيائيا كتعبيرًا عن الابتسامة العفوية ولمعت عيونها ببريق السعادة لمجرد شعورها أنه مازال يجاهد في محاولاته في الوصول إليها ….
صدح بذهنها فكرة أنه ربما قد شعر بمناجاتها…
الم يقولوا أن القلوب تشعر ببعضها …
انشرح قلبها غبطة وطارت روحها فرحًا، وهي ترى محاولة اتصاله تتكرر أمام ناظريها …
كانت تحادثه وتلتمس منه العذر على عدم استجابتها لاتصاله / متزعلش مني مش هقدر افتح ….
يوه بقى مش عايزاك تبطل رن بس برضه متضغطش عليا ….
أصل أنا وعدت بابا اني مش هكلمك ومقدرش اخلف وعدي معاه ….
اختفت ابتسامتها حينما توقف عن محاولات اتصاله لتعود تعاتبه مرة أخرى / يعني اقولك مش هقدر أرد تقوم تقفل ومتحاولش تاني …
طب كنت اتصل كمان مرتين بس …
عندما تأخر في الاتصال مجددا فقدت هي الامل في محاولاته لتؤنبه قائلة / شكلك خرجت ولا تلاقيك نمت مانت تعز النوم زي عنيك ….
عارف لما نرجع مش هنيك على نومة، هظبط الموبايل كل ساعتين علشان اصحيك بس ….
علشان تحرم تسيبني ……..
قطعت تأنيبها له حينما رأت رساله صادرة بتطبيق الرسائل تحمل اسمه …
اتسعت حدقتيها وتهللت روحها عندما تأكدت عدم سأمه منها، بل ولم تقتصر محاولاته للوصول إليها على طريقة واحدة فقط بل تنوعت محاولاته ما بين مهاتفة ومراسلة لتضع كفها على فمها تكتم شهقتها وصوت ضحكتها المعبرة عن سعادتها ولم تستطيع كتمها ….
بالطرف الآخر فور اطمئنانه على والدته وأنها قد تكمل فترة علاجها بالمنزل بدء من الغد …
توجه مباشرة لمكتبه ولكنه أراد أن يطمئن عليها ويطمئنها أن الابواب المؤصدة على وشك الانفراج بمجرد انفراج معضلتها …
استقل سيارته وأدار محركها ليقودها وهو يحاول الاتصال بها ربما صفح كريم عنها واعطاها هاتفها مرة أخرى …
فوجئ بأن الهاتف اخيرا يعطيه رنينا بعد أن كان مغلقا وهذا يؤكد أنها قد استعادته ….
حاول عدة مرات طوال مدة قيادته للمكتب ولكن دون جدوى فلم يجيب أحدا عليه …..
تعجب من عدم ردها وفكر قليلا هل من الممكن أن يقوم كريم بفتح هاتفها دون إعطاؤها اليها …
توصل لإجابة سؤاله بالنفي تزامنا مع وصوله لمكتبه …
اسرع الخطى تجاه مكتبه بينما كان يجيب على كل من يسأله ويطمئن على والدته بعبارات روتينية مختصرة تختزل بعبارة واحدة ( الحمد لله بقت افضل )
دلف مكتبه واغلق بابه ثم فتح هاتفه وفتح تطبيق الرسائل وهو يجلس خلف مكتبه …
اخذ يدون لها ما أراد أن يبلغها به من عتاب واشتياق ( أنا عارف أن الموبايل معاكي …
بس مستغرب انتي ليه مش بتردي عليا …
اوعي تكوني لسه زعلانة مني …
ولو لسه زعلانة مني اوعدك اني هصالحك وهراضيكي لحد ما تقولي انك رضيتي ….
أنا عارف انك استحملتي كتير وحقك تزعلي علشان كدة جه الوقت اللي لازم استحمل أنا كمان )
يريد أن يتحدث إليها…
يشكو لها شوفه وحرمانه…
يقر ويعترف لها عن مدى احتياجه إليها في يومه ومشاكله حتى عمله فهو يريد أن يرتاح قلبه أنه بعد شقاء العمل سيعود منزله يجد من تخفف عنه احماله ….
جلس واضعا رأسه بين راحتيه يسأل الله أن يفرج همه ….
انتفض فجأة حينما وجد باب المكتب فتح فجأة ليظهر جاسر أمامه …
أطلق زفيرا عاليا بتأفف واضح …
أقبل عليه جاسر وجلس بالمقعد الملتصق بالمكتب دون أن ينطق بكلمة ترحيب واحدة …
رفع عبدالله سماعة هاتف المكتب ليبلغ البوفيه بإحضار قدحين من القهوة ليرفع الاخر نظره إليه يسأله باستنكار / انت لسه هتشرب قهوة ؟؟
عقد عبدالله حاجبيه متعجبا ليجيبه بسؤال / هو أنا كنت مديك ميعاد ونسيت!؟
انتصب جاسر فجأة وضرب بكلتا راحتيه سطح المكتب وهو يتساءل باندهاش / يابني ادم مش انت قولتلي أن حماك طالب شقة جديدة لكم …
اماء الاخير مجيبا بالموافقة دون أن ينطق ليردف جاسر حديثه / يبقى مفيش وقت يالا بينا ندور على شقة ونروح نبلغهم أن إحنا جاديين …
ضيق عبدالله عيونه مرددا كلمتين تحمل هدف السياق / نروح ونبلغهم !!
تقصد مين بنروح ونبلغهم دول ؟؟
زاغت أنظار جاسر بالمكان وهو يبحث بين جنيبيات عقله عن مبرر يقنع به عبدالله بينما الاخير أراد أن يرحمه من التفكير قليلا ليتبع حديثه قائلا / ثم أنا لسه مش جاهز….
أن شاء هعدي على البنك النهاردة وابلغهم اني هسحب رصيدي كله وبعدين….
لم يترك له جاسر وقت ليكمل جملته بل اتجه إليه وسحبه من كفه وهو يقول / يبقى نعدي على البنك دلوقتي ونروح ندور على الشقة وبكرة ندفع الفلوس ونخلص ….. يالا يا عم متعطلناش …
بالكاد سحب عبدالله هاتفه ومفاتيحه وانطلقا لوجهتهم يبحثون عن مقر نجدتهم ….
……………………..
كانت تجلس بالردهة ببال مشغول وعقل يعمل بأقصى طاقته…
يجب أن تتم فعلتها قريبا جدا والا نفذ الوقت منها ….
خرجت سمر تبحث عنها لتجدها تجلس على الأريكة يبدو عليها الشرود …
ربتت على كتفها لتلتفت هند فإذا بها تجد معضلتها الحالية المتجسدة بسمر …
أدارت وجهها وهي تنفخ أنفاسها بضيق وتمتم قائلة / كنت نقصاكي دلوقتي انتي كمان ….
نطقت بجملتها المعارضة ثم ادعت الابتسامة سريعا وهي تشير لها أن تجلس أمامها ….
جلست سمر بوجه مكفهر …
قدمت لهند السجل الذي تحدثها من خلاله ….
فالتقطته الاخيرة لتدون لها سؤالها عن سبب عبوسها هذا برغم توقعها للسبب ….
أجابت سمر بعفوية وهي تنظر للاشيء امامها/ بحاول اتصل على وليد مبيردش…
وببعتله رسائل بتوصله بس برضه مبيردش ……
ثم التفتت لتوجه انظارها وسؤالها لهند / تفتكري غير رأيه …
بدأت الدموع تتلألأ في مقلتيها وهي تردف قائلة / يمكن لما فكر في أنه هيتجوز واحدة طرشة لقى الموضوع مش جايب همه ….
انفلتت من مقلتيها دمعة متمردة وهي تسترسل بحديثها / يعني لما يكون عايز كوباية شاي، ولا بيسألني عن قميص، ولا حابب ياخد رأيي في موضوع المفروض يفضل يكتب ….
لم تعد قادرة على حبس باقي دموعها لتتقاذف الدمعة تلو الأخرى وهي تكمل/ أنا عرفت غلطي وتوبت…
وكان نفسي ربنا يغفر لي ويكون ليا حياة زوجية زي اي واحدة ست ….
علقت هند علي حديثها الاخير قائلة / عرفتي غلطتك بعد ما خربتي مالطة ….
عقدت سمر حاجبيها وهي ترى هند تتحدث دون أن تستمع لما قالته لتعلق قائلة / يعني انتي دلوقتي اتكلمتي علشان بتردي عليا بس انا مسمعتكيش….
اكيد هو فكر وعرف أنه مش هيستحمل الوضع ده كتير اكيد …..اكيد
نطقت باخر جملتها واجهشت بالبكاء بينما هند تقلب عيونها بملل وهي تمتم / كنت ناقصة نكد …
أطلقت أنفاسها استعدادا للتمثيل القادم ثم غيرت سريعا تعبيرات وجهها وامسكت بالمدونة تكتب لها ( متزعليش نفسك هو اللي خسران حد كان بيحبه )
ربتت على كتف سمر لتريها ما دونته ثم كتبت تسألها / انتي كلمتي عبدالله زي ما قولتلك ؟؟
اماءت لها سمر بالرفض ثم قالت معلقة / قالي لما يرجع هتكلم معاه ….
دونت لها هند ( متتكلميش معاه بقى علشان المفروض هو اللي يكلمه الاول )
اماءت سمر بالموافقة ثم قالت / أنا بس نفسي أقابله مرة واحدة واعرف ايه اللي خلاه يغير رأيه بعد كل اللي عملته له ؟؟
أطلقت هند ضحكة ساخرة وهب تعلق / ومين سمعك أنا اللي نفسي افهم وراه ايه ابن ال…
…………………………………
بعد مرور يوم واراحة جسده قليلا من آثار العنف الذي تلقاه من جاسر استطاع اخيرا أن يستند على الحوائط بغرض التنقل …..
دلف للمطبخ ليرى هاتفه يسبح في بركة ماء بالحوض بل رأى المطبخ كله يعج بالمياة التي لولا وجود مصرف بالمطبخ لعمت المياة بجميع نواخي الشقة ….
بالكاد استطاع الوصول للمحبس ليغلقه…
استعان بعصا المكنسة مستعملا إياها كعكاز…..
عاد لغرفته بغرض تبديل ملابسه الممزقة والمزينة بدماءه ….
بعد فترة كبيرة ومعاناة اكبر استطاع الوصول للمشفى ليتم الكشف عليه وأخباره بكسر بقدمه اليمنى وأصابع يده اليسرى وكسر بمنخاره وكثير من الكدمات والجروح بوجهه ومناطق متفرقة بجسده …
أراد الطبيب المختص أن يدون محضرا لما به إلا أن وليد أخبره أن كل هذا بسبب حادث اصطدامه بسيارة ولم يسعفه الوقت لحفظ أو تدوين رقمها ….
انتهى من المشفى واستقل سيارة أجرة وتوجه مباشرة لزميله ربما استطاع إنقاذ ما يمكن إنقاذه …..
فور وصوله ورؤية صديقه له بهذا الوضع صعق وتساءل عما حدث…
إلا أن وليد لم يجيبه سوى بطلبه الوحيد / هاتلي موبايلك بسرعة …
عقد الاخر حاجبيه وتعجب من الطلب إلا أن وليد لم يمهله فرصة للاندهاش بل هدر به يكرر ما طلبه ……
جلس على اقرب مقعد والتقط الهاتف من زميله…
دون عنوان البريد الإلكتروني الخاص به ربما استطاع ارجاع ما تم حذفه…
إلا أنه صعق عندما وجد أن بريده الالكتروني لا يستجيب لكلمة المرور بل يعطي له رساله أنه تم تغييرها بالأمس …..
اتسعت حدقتيه ووضع كفيه أعلى رأسه ثم أخذ يشد شعره بغل وقوة وهو يصرخ ويثور بسباب على ذلك الجسور / يا ابن ال… يا ابن ال…. يا ….. وديني لاقتلك يا …. وديني لاطلعه كله على جتتك يا …..
ظل يسب ويلعن والآخر يقف مذهولا مما يرى ولا يدرك اسباب كل هذه الثورة …..
حاول تهدأته ليسأله عما جرى ……
نظر وليد لزميله وكأنه يقصد عدم االاجابة عليه سوى بعبارات تزيد من دهشته / تقدر تجمعلي رجالة يكسروا محل ويضربوا واحد لدرجة الموت ؟؟
تفاجئ زميله من طلب ذاك الوليد ليخبره بقدراتهم / احنا ننصب اه، نضحك على الناس بمزاجها ماشي ، لكن ضرب واعتداء وتوصل لقتل لا طبعا مش معاك يا صاحبي …
دي فيها كلابوش لمؤاخذه …….
بس لو ترسيني على الدور يمكن اعرف أفيدك …..
سرد وليد لزميله كل ما تم فبهت زميله وظل مذبهل أمام وليد الذي لم يعي بعد سر تحوله بهذا الشكل حتى تفوه بسؤاله ليدرك وليد سبب صاعقته تلك / يعني هو دلوقتي معاه كل تسجيلاتنا !!
يعني اسمي وصوتي وكلامي معاه ….
تخيل وليد أن هذا سبب ادعى لتنفيذ ما طلبه منه ليؤكد على فكرته قائلا / اه شفت بقى اننا لازم ناخد منه كل حاجة ونضربه علقة نعلمه الادب ….
* انت غبي يالا ؟؟
هدر بها زميل وليد ليدهش وليد أمامه بينما زميله يكمل ما يقصده / لو خدنا الحاجة وضربناه وهو راح بلغ علشان معاه باسورد الايميل بتاعك وجه البوليس فتحه وعرف سبب ضربنا له هنروح كلنا في ستين داهية مش داهية واحدة ……
فور استماعه لحديث زميله والذي لم يفكر فيه من هول ما حدث له….
فجأة تشنجت ملامحه واتسعت حدقتيه وثبتت مقلتيه وكأنه تذكر أمر أكثر رعبا قائلا / الكارثة مش بس في التسجيلات ….
الكارثة في أنه فتح الموبايل ونقل الداتا كلها عنده…..
يعني مش بس معاه باسورد الايميل…..
ده معاه باسورد محفظة فودافون واتصالات ووي اللي بحط فيهم كل فلوسي ….
* هو انت كاتب كل الباسوردات في الموبايل ؟؟
أطلق زميله سؤاله الاستنكاري ليومأ وليد برأسه إيجابا ويعلق مكملا / وباسورد الكريدت كارت والانستا ……
انفرج فاه زميله وجحظت عيناه من هول الصاعقة….
فلم يجد اي حديث يسعفه على التعليق على هذا الموقف …..
خيم الصمت عليهم بعد أن أصيب وليد بخيبة أمل في اللحاق بأسراره وأمواله …..
اخيرا استعاد زميل وليد استيعابه لينظر تجاه وليد وينصحه بما يستوجب عليه فعله / انت دلوقتي تعدي على مراكز فودافون واتصالات ووي وتطمن على رصيد المحافظ بتاعتك …
وبعدين تسحب الفلوس اللي فيهم فورا ….
واتمنى يكون انشغل بالفيديوهات والتسجيلات ومأخدتش باله أن في ارقام سرية من اصله ….
لمعت عيون وليد ببصيص من الامل ليكمل زميله باقي التعليمات / وبعد ما تطمن على فلوسك تروح للي اسمه جاسر ده وتحاول تتحايل عليه ولو وصلت انك تتذلل له اتذلل ….
ولو طلب فلوس وافقه المهم أنه يمسح من عنده كل حاجة تخصك….
وبعد ما نطمن على اللي يخصنا نقدر نلاعبه في اللي يخصه …..
امتلأت عيونه بالشر حينما تحدث بغل سائلا / مش قولتلي عنده اخت ….
احنا نخلص نفسنا من تحت أيده وبعد كدة يلاحق على الفضائح اللي هتيجله من أخته بس …..
شعر وليد ببعض من راحة النفس والقلب لمجرد استماعه لطريقة الانتقام القادمة فلطالما كان جاسر عقبة بحياته وأحلامه وطموحاته لمجرد أنه يمتاز عنه بالذكاء ويسبقه بعدة خطوات في حياته كلها مما جعله يشعر بالغل والحقد من ناحيته، ويتمنى له كل الضرر….
وياحبذا لو كان هذا الضرر من طرفه حتى يشفي غليل قلبه وحقد نواياه …..
حاول وليد الاستناد على ذراعي المقعد ليهم بالوقوف ممسكا بعكازه ولكن قبل أن ينصرف أشار له زميله حتى يتوقف ثم انتصب أمامه مشيرا إليه بسبابته وقد اختلفت نظراته ونبرة صوته عن المعتاد بل كانت أقرب للهجة التهديدية قائلا / ياريت متجيش هنا تأتي الا لما تخلص كل حاجة ….
واه صحيح لو عرفت تخلص الموضوع كله من غير شوشرة يا اهلا بيك …
معرفتش ورجلك جت في اي حوار يبقى تنساني يا صاحبي….
ولو اسمي اتذكر ولو بالصدفة اعرف ان اول واحد هكون ضدك واحتمال كبير اشهد ضدك والبسك الليلة كلها علشان أخرج نفسي ….
اه ياروح ما بعدك روح ….
أنهى حديثه ثم ربت على كتفه منهيا الحوار والعلاقة معا / بالسلامة أنت بقى وياريت مشوفش وشك تاني …
بهتت ملامحه وتسمر بمكانه …
لم يتخيل أنه يصل لهذا الموقف ..
فقد شعر بغلق جميع الأبواب بوجهه بل أنه أصبح وحيدا بمنتصف طريق عاصف يواجه رياح عاتية بمفرده….
اخيرا استجمع قواه واستند على عكازه منطلقا لوجهته التي لم يعرفها بعد حتى الآن …..
…………………………..
بعد بحث دام ساعتين بمحيط منزل والد يمنى اخيرا حصلوا على شقة قريبة تصلح للمعيشة وواسعة تتحمل اثاثهم ….
شعر بالارتياح فيها إلا أن بها مشكلة واحدة بالرغم أن هذه المشكلة بالنسبة لوضعه تعتبر ميزة ….
هاتف كريم يخبره أنه قد وجد شقة قريبة ويريد منهم الحضور ليروها معه ….
تهلل وجه جاسر فهناك احتمال رؤية يسرا إذا حضرت مع اختها…..
جلس هو وعبدالله بمقهى قريب من الشقة لحين حضورهم …..
ظل عبدالله يتحدث عن مخاوفه من عدم قبول كريم لمشكلة الشقة ويتمنى أن يتغاضى حاليا عن هذه المشكلة …
بينما جاسر كان يجلس مضطربا ومتشوقا….
يتمنى أن يراها ويستمتع بقربها…
يتمنى أن يملي عينه منها ويريح قلبه بصوتها العذب …
يتخيل حواره معها ويخطط للحظاتهم معا حتى انتبه على وكزة من ابن عمه يخبره بقدوم يمنى ووالدتها فقط لتتحطم أحلامه وآماله سريعا الذي ظل يخطط لها منذ الأمس…
استقام على مضض ورسم ابتسامة صفراء على وجهه ….
على النقيض كان حال عبدالله حينما رأى يمنى تقترب منهم …
فقد تهللت روحه حتى أنه انتصب واقفا دون أن يدري …
حتى ابتسامته ارتسمت بطريقة تلقائية وكأنه طفل قد غاب عن أمه سنوات ليسعد قلبه برؤياها أمامه ….
بينما هي لم تشعر بأنها تخطو باقدامها بل شعرت بأنها تحلق عاليا فلم تشعر بوجود الأرض من أسفلها….
ولولا تمسك والدتها بكفها لانطلقت مهرولة تجاهه تلقي نفسها باحضانه ….
اخيرا وقفوا أمام بعضهم وتوقف معهم الزمن ….
عيونهم تعاتب وتشكو اشتياقهم …
قلوبهم اخيرا تنبض بالحياة ليعلو صوت دقاتها معلنا تمردها على فراقهم ….
أيديهم تتشابك لتعبر عن التقاء أرواحهم …
لتبرم تعهد بعدم الافتراق مجددا…
انتبهت كلاهما على صوت جاسر وهو ينطق من بين أسنانه حاقدا / سلم على الحاجة سعيدة يا ابن المحظوظة ….
سلم عبدالله على سعيدة بامتنان وبهجة وهو يشكرها على حضورهم معا / نورتينا والله يا حجة سعيدة ….
قلبي هيطير من السعادة اني شوفتك يا حاجة والله …..
لولا أننا في الشارع كنت حض……
بس يا ابني بس احنا في الشارع ….
نطقت بها سعيدة لتوقف ذلك المسترسل في مشاعره بينما كانت يمنى تخطو بجوارها تستمع لحديثه المبهج وهي تحاول أن تداري ابتسامتها وسعادتها ….
اقترب عبدالله من جاسر الذي كان يتقدمهم قليلا ليهمس له في أذنه مما جعل الآخر يلتفت له بغضب وهو يجز على أسنانه معلقا / كدة كتير والله …
ربت عبدالله على ظهره مستجديا / مردودة قريب متقلقش …
زفر جاسر بعصبيه وفجأة استدار وهو يغير تعابير وجهه للنقيض ليشير لسعيدة أن تستند بذراعه قائلا / تعالي يا خالتي هنا اسندي عليا علشان متتعبيش ….
فور أن لبت دعوته اسرع في خطاه قليلا ليسحب سعيدة بعيدا عن يمنى ليقترب لها عبدالله سريعا ممسكا بكفها وهو يخبرها بكم ذوقه إليها ومدى سعادته برؤيتها / وحشتيني ….
وحشتيني اوي ….
كنت بدعي ربنا انك تيجي…
مكنتش اعرف ان ربنا راضي عني لدرجة يحقق ليا دعائي….
لدرجة اني مصدقتش عيني لما شوفتك ….
فور أن لامس كفها وشعرت وكأنه احتضنها ….
رفرف قلبها من السعادة وتهللت روحها مبتهجة وتوردت وجنتيها غبطة لهفة….
آثرت الصمت والاستماع لحديثه المبهج لروحها بينما هو استمر في مداعبة روحها والعزف على اوتار مشاعرها …
ألقي نظرة بالهاتف التي بيدها الأخرى ليشير إليه برأسه معلقا ومتسائلا / أنا قولت برضه أن الموبايل معاكي ….
مردتيش عليا ليه ؟؟؟
همس بسؤاله بصوتا عذب ودافئ وكأنه يعاتب روحها لا سمعها ….
أغلقت اهدابها لحظة ثم فتحتهم مجيبة / بابا قالي مردش عليك وانا مقدرش اكسر كلام بابا ….
يعني تقدري تكسري قلبي !!
استوقفتها الجملة وتذكرت آلامها لتلتفت إليه معلقة بحزن بين / انا مقدرش اعمل فيك زي ما عملت فيا ….
شعر بثقل الجملة على نفسه فتخيل آلامها بنفسها ….
رفع كفها لمستوى فمه مقبلا إياها بشوق وأسف معا دون أن يهتم بوجودهم بالطريق وهو يردد بين القبلة والأخرى / أنا آسف …
حقك عليا يا اغلى الناس …
توقف جاسر معلنا عن وصولهم….
صعدا حيث الشقة التي انبهر بها كلا من سعيدة ويمنى …
نظر جاسر. وعبدالله لبعضهم كلا منهم ينتظر الآخر أن يعرض مشكلة هذه الشقة …
كاد أن ينطق عبدالله لولا تسرع مالك البناية متسائلا / هنكتب العقد على سنين ولا ثلاثة يا باشا !!
صعق الجميع والتفتت سعيدة تنظر لابنتها مرددين / سنتين ولا ثلاثة !!!
ثم التفتت يمنى تسأل عبدالله باندهاش / هي دي ايجار جديد ؟؟

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1