رواية وميض الحب الفصل الواحد و الخمسون 51 بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل الواحد و الخمسون بقلم لولى سامى


أُحبُّها… والكون كله يشهد بحبي لها،
لكنّ بيني وبينها مسافاتٌ من القدر،
وحواجزُ من الظروفِ لا تنكسر.
أراها في صحوي ومنامي،
في لحظاتِ صمتي،
في زحامِ الأيام حين يضيقُ صدري،
فتشرق صورتُها عتمة يومي.
لسنا متباعدين بالقلوب،
لكنّ من حولنا يجاهد في بعدنا،
وكأنّ اللقاءَ جريمة،
وكأنّ الحبَّ أثم وخطيئة.
يا من سكنتي أعماقي…
اعلمي أن حبي لك لا يخشى العواقب،
وأنّ كلّ حائل بيننا اليوم
سيكون غدًا شاهدًا على انتصاراتي،
ففوزي بكِ هو أسمى انتصاراتي.
#
برغم التزامها بالعقاقير في موعدها المحدد…
إلا أن حالتها تتطور للاسوأ وكأن لحمها وعظمها يذوب بمفرده ….
تيقنت من مرضها قبل إعلان نتيجة تحاليلها ….
اخذت تدور بالشقة تفكر ….
كيف ستتصرف إذا تأكد خبر حملها لهذا المرض اللعين ….
تذكرت بعض الافلام التي كانت ترى فيها الملك يرتدي قناع وقفازات ليخفي معالم وجهه المشوهه وايديه المتأكلة ….
تذكرت كيف كان الجميع يخشى القرب منه أو حتى النظر إليه
برغم انه الملك الآمر الناهي…
فما بالك بها والجميع يريد أن يبتعد عنها بدون اي مرض ……
اقتربت من المرآة ترى انعكاس صورة وجهها …
رأت قبح روحها قبل تشوه وجهها …
فبرغم عدم وصول المرض لوجهها بعد إلا أنها لاحظت وربما تخيلت وجهها القبيح لتحرك رأسها رفضا مما سيكون ….
توقعت أن البعض وربما الجميع سيشمت في مرضها ….
وربما يسخرون منها لتصبح أضحوكة ذليلة بعد أن كانت أفضلهم وأميزهم
فكرت في حل لأزمتها التي ترى أنهم هم السبب في ايقاظها ….
بعد وقت كبير وجدت أن الحل إما في الانعزال تماما بعيدا عن هذه الأسرة ومنطقتها وكل من يعرفها ….
واما التخطيط لقتلهم جميعا وهي معهم …..
اتجهت انظارها مجددا تجاه مشعل الوقود والذي اغلقه أخيها منذ الحادثة الأخيرة لتتحدث مع الموقد بتحد وكأنه شخص أمامها يستمع إليها / يعني لما يقفلك مش هعرف افتحك !!
أنا بس مأجلاك للآخر وهما اللي هيقرروا إذا هستخدمك ولا لأ………
………………………
بعد أن فجر مالك البناية المفاجأة التي اصعقت يمنى وسعيدة نظر عبدالله لجاسر وكأنه يطلب منه المساعدة في إنقاذ الموقف ….
حاول جاسر اللحاق بالموقف ليجيب على مالك العقار قائلا / المدام بس توافق على الشقة وان شاء الله نكتب العقد بعشر سنين يا ريس ….
وكالذي أراد أن يكحلها فأعماها نهائيا ليجيب عليه مالك العقار معترضا / لا يا باشا أنا متفق مع الاستاذ يا سنتين يا ثلاثة بالكتير علشان الشقة بتاعة ابني اول ما يخلص كليته هنجوزه فيها أن شاء الله….
نظر جاسر لعبدالله الذي كان يغلق عينيه خوفا من رؤية ردود الفعل ….
بينما سعيدة ويمنى تبادلوا نظرات الاستنكار لتخرج سعيدة عن صمتها موجهه سؤالها لزوج ابنتها / هو انت ناوي بعد السنتين دول أن شاء الله ترجع بيها بيت العيلة تاني يا عبدالله ؟؟
هو انت فاكر هتضحك علينا وتسكتنا شوية لحد ما تاخد البنت !!
أنا ليا كلام تاني مع ابو يمنى ….
نطقت باخر جملتها وسحبت ايدي ابنتها سريعا استعدادا للرحيل …
لحق بها عبدالله ليقف أمامهم كحائل عن انصرافهم …
اشهر كفيه في وجههم بغرض إيقافهم وهو يستعطفهم بأن يستمعوا إليه / استني بس يا حاجة…
اسمعيني بالله عليكي …
والله ما كنت بخدعكم ولا فكرت مجرد تفكير في اللي قولتيه ….
توقفت سعيدة تجادله بغضب / أمال تفسر ايه انك تجيب شقة بعقد مؤقت وانت قايلنا هتجيب شقة وتنقلوا فيها على طول؟؟
* أنا دورت فعلا على شقة تمليك ننقل فيها بالفعل بس كل اللي لاقيته كان صغير ميشيلش العفش والكبير بصراحة فوق مقدرتي …
ولما لاقيت الشقة دي فكرت ننقل فيها بشكل مؤقت لحد ما ربنا ييسرها ونجيب شقة تانية …..
كان يحاول إقناعهم بشتى الطرق بينما صاحب العقار وقف مبهوتا مما يراه.
استشعر أنه اخطأ في أمر ما ليسأل جاسر عما حدث / هو جرى ايه يا استاذ ؟؟
هو أنا غلطت في حاجة لا سمح الله ..
نظر له جاسر شرزا وهو يجيبه بما يتنافى مع ملامح وجهه / بالعكس يا معلم دانت نورت المحكمة على الاخر ….
كاد أن يتركه ويذهب إلا أنه عاد إليه قائلا / بالله عليك يا معلم ما تتكلم تاني ده لو عايز الشقة دي تتسكن على خير….
نطق بنصيحته وانطلق يساعد ابن عمه في إقناع سعيدة …..
* يا حاجة سعيدة لو هو عايز يأجر لمدة معينة ما كان أجر سنة واحدة ولا ست شهور حتى…
أماء عبدالله مؤكدا على حديث ابن عمه ليطنق الاخير اقتراحه الخبيث الذي لا يخلو من المصلحة الشخصية / طب أيه رأيك يا حاجة لو تعزمينا على فنجان قهوة عندكم مع الحاج كريم..
اهو مننا نغرض عليه الموضوع ولو هو حابب ياخد كل الضمانات اللي يطلبها احنا تحت امره….
نال اقتراح جاسر إعجاب عبدالله وسعيدة معا لتشير لهم بالموافقة ….
بالفعل توجهوا جميعهم تجاه سيارة عبدالله الذي طلب من جاسر أن يقودها حتى ينعم هو بالجلوس مع يمنى بالخلف ….
كاد جاسر أن يرفض إلا أن عبدالله أشار له بمخططه هامسا / خلي عندك دم أنا عارف انك رايح معانا علشان تشوف يسرا يبقى حاول تسهلي الدنيا علشان ربنا يسهلهالك …
صك جاسر أسنانه حتى كاد صوتها يصل للآخرين ….
تقدم عبدالله تجاه السيارة وفتح الباب الامامي وهو يشير لسعيدة أن تجلس به / اتفضلي يا حاجة سعيدة اقعدي هنا علشان ترتاحي ….
إلا أن الأخيرة لم تنخدع بخدعته لتفتح هي الباب الخلفي وتدخل يمنى ثم استقلت بجوارها وهي تقول / لا هقعد ورا جنب بنتي افضل….
برتاح ورا أنا …..
صك عبدالله باب السيارة بغضب وتوجه لمقعد القيادة بينما جاسر كان يحاول كتم ضحكته وهو يرى وجهه المحتقن بالغضب ليتحاشى الحديث معه ……
بعد دقائق معدودة وصلوا المنزل نظرا لاقتراب الشقة من منزل يمنى …….
جلس عبدالله وجاسر بالردهة ينتظروا كريم الذي دلفت إليه سعيدة تسرد له ما تم هي ويمنى …..
تناقش جاسر مع عبدالله سائلا / تفتكر ده وقت مناسب افاتح حماك في موضوعي ؟؟؟
صك عبدالله اسنانة وهو يجيبه / تصدق انت معندكش دم ….
شايف الدنيا والعة وكل اللي بتفكر فيه موضوعك …..
لاحظ عبدالله صمت جاسر وانفراج شفتيه بابتسامة بلهاء يعرفها جيدا مع ثبات نن عينيه لاتجاه معين …..
التفت عبدالله ينظر تجاه ما ينظر اليه جاسر ليرى يسرا تشير لجاسر بعدة إشارات ربما يفهمها ابن عمه ….
فجأة زعرت يسرا وهرولت تختبئ مرة أخرى داخل غرفتها ….
اعتقد جاسر أنها قد خجلت من عبدالله ليلتفت إليه بملامح غاضبة تتنافى تماما مع ملامحه السابقة ….
كاد أن يعنفه إلا أنهم استمعوا لصوت كريم يأتي من خلفهم / اهلا اهلا نورتونا يا شباب …
تعجب كلا من عبدالله وجاسر من هذا الترحيب إلا أنهم استقاموا فورا ليسلموا عليه ..
تقدم عبدالله ماددا كفه فسلم عليه كريم مرحبا به بينما عند جاسر نظر كريم ليده ثم لوجهه بغضب قائلا قبل أن يمد كفه مستقبلا سلامه / انت جاي علشان ابن عمك مش كدة ؟؟
وجه جاسر أنظاره لعبدالله الذي اماء له بالموافقة وكأنها موافقة مؤقتة ليزم جاسر شفتيه على مضض وهو يومأ برأسه بالموافقة ليمسك كريم كفه ويسلم عليه ….
جلس كريم وأشار لهم بالجلوس ليشرع فيما وصل إليه من زوجته ومحاولات من عبدالله بتصحيح ما أدركه كريم خاطئا ومحاولاته في طلب التماس العذر له ومساندته ….
بينما جاسر لم يكن معهم اطلاقا فكل تفكيره تمحور حول رفض كريم له ورفض كل محاولاته …
لم يستمع لما يقولوه فقد شل غضبه وتفكيره جميع حواسه …..
ظلت الأفكار تعصف بعقله يحاول ايجاد حلا لمعضلته إلا أن عقله توقف تماما لينطق
فجأة بغير المتوقع / هو حضرتك مش موافق ليه على جوازتي من بنتك ؟؟
يعني أنا ناقصني ايه ولا فيا عيب ايه يخليك تشوف أن جوازنا مستحيل للدرجة دي ؟؟
أنا جيت لك وفهمتك اني مكنتش اقصد اي سوء من الموقف القديم…..
واعتقد اني اتصرفت بما لا يضر بنتك في الموضوع….
ثم إن لا أنا ولا بنتك لينا ذنب في اللي دعاء قالته لأنها واحدة مريضة لو ملاقتش سبب هتخترع هي السبب …..
لمؤاخذة يا عبدالله…..
اماء عبدالله له دون أن ينطق كلمة واحدة ليسترسل جاسر في حواره العصبي / لو حضرتك خايف يتقال اني واخدها تصليح غلطة!!
فمعتقدتش أن حد عرف غيرنا حتى دعاء اللي قالت الكلام ده مخرجتش من ساعتها..
يعني لا قابلت ولا بتقابل حد علشان تحكي معاه ….
لمؤاخذة يا عبدالله……
سحب عبدالله نفسا عميقا وأخرجه بصوت عاليا وهو يومأ برأسه بينما جاسر لم يتوقف عن الحوار المشتعل بصدره ويريد أن يخرجه قبل أن تلتهمه النيران بداخله / ولو حضرتك خايف لأذلها زي ما قولت لأختي واقولها في يوم من الايام اني اتجوزتها علشان اقطع الألسنة اللي اصلا متكلمتش…
فأتمنى حضرتك تسجل ليا دلوقتي اني بطلب منك ايد الآنسة يسرا ربة الصون والعفاف، المحترمة والمؤدبة واللي مفيش عليها غبار وتقدر كمان تاخد عليا الضمانات اللازمة زي عبدالله…….
أطلق كل ما بجعبته دفعة واحدة حتى أن كريم لم يتوقع أن يجد منه كل هذا الاندفاع …
كان يريد أن يتروى في مسألة زواجهم حتى لا تتأكد اقوال دعاء من ناحية ومن الناحية الأخرى يتأكد من رغبة جاسر في ابنته وأنها ليست مجرد رغبة مؤقتة تنقضي بانقضاء حلاوة البدايات …
ولكن من الواضح أن الفتى قد أعلن وصوله لزروة التحمل والعشق معا….
خرجت هي على صوته الرخيم لتتلذذ باستماعها لمحاولاته المجدية من أجل الحصول عليها …
احتضنتها اختها من الخلف تربت على أكتافها ….
التفتت يسرا تنظر لأختها بعيون لامعة من فرط سعادة قلبها ….
وقفت سعيدة تدعو ربها أن يلين قلب كريم حتى تشعر بهناء ابنتيها فقد عانا الكثير والكثير …
أما كريم كان بموقف لا يحسد عليه …
لا يعرف بماذا يجيب على هذا المتغطرس الذي يرى أنه لا يُرفض …
تحمحم كريم متسائلا بكل ثقة / ليه شايف انك متترفضتش ؟؟
وليه شايف أن لازم يكون عندي سبب وجيه علشان ارفضك ؟؟
ممكن بكل بساطة اقولك مش مرتاحلك ….
صعق جاسر من هذه الاجابه ليكمل كريم باقي قصفاته / ثم اني مش عايز بناتي الاتنين يدخلوا عيلة واحدة ….
لو جوز واحدة غضب عليها يحي ابن عمه ينكد على اختها علشان يجامل قريبه ….
هنا خرج عبدالله اخيرا عن صمته ليشهد شهادة حق / لا يا عمي لا أنا ولا جاسر فينا الخصلة دي …
كلمة حق ولازم اقولها لو حضرتك معتبرني ابنك وشايف فيا حاجة كويسة، فأحب اطمن حضرتك أن جاسر ابن عمي احسن مني كمان،
وراجل مني ويعتمد عليه في كل النواحي …
انتفخ اوداج جاسر بشهادة ابن عمه وكاد أن يتحدث متباهيا إلا أن كريم أشار لهم بالصمت قائلا / على العموم هنفكر في عرضك يا استاذ جاسر بس بعد ما يخلص موضوع يمنى وعبدالله على خير ان شاء الله….
هبطت معنويات الجميع ودار الحوار على شقة يمنى فقط بعد أن اقتنع كريم بحجة عبدالله ولكن لم يترك له الحبل على الغارب فأنهى الحوار قائلا / انا مقدر أن الموضوع جه في وقت قاتل وانك اكيد مش عامل حسابك.
وعلشان كده بس وافقتك على الشقة الايجار دي ..
ولكن في نفس الوقت لازم تعرف ان لو تحت اي ظرف اضطرتك الظروف انك ترجع بيت العيلة تاني يبقى بيتي اولى ببنتي ولو حصل واعترضت هضطر أنا كمان اخد معاك الإجراء اللي يريحني ويأمن بنتي …..
موافق على كدة نتوكل على الله واكتب العقد لو مش موافق……
قطع عبدالله جملته ليعلن موافقته ويخرج جاسر عن صمته الثائر بطلبه قراءة الفاتحة …..
قرأ الجميع الفاتحة كلا حسب نيته …
حتى يسرا بالخارج كانت تقرأ بنفس نية جاسر وكأنهم اتفقا دون أي اتفاق ………
………………….
بعد أن انصرفوا أشار كريم ليمنى أن تقترب فاتحا ذراعيه لها….
هرولت إليه وعليه وارتمت باحضانه تبث له كامل شكرها وامتنانها واختزلت كل هذه المشاعر بجملة واحدة أوضحت بها كم احتياجها إليه طيلة حياتها / ربنا يخليك ليا وتفضل دائما ظهري وسندي …
قبل رأسها والدموع تتغلغل في مقلتيه وهو يؤكد عليها أنه دائما في ظهرها مادام حيا …..
لاحظ كريم وقوف يسرا مبتعدة عنهم وبوجه عابس ليشير إليها بالاقتراب إلا أن الأخيرة اقتربت على مضض عكس اختها تماما ….
وقفت أمامه ليمد كريم يده ساحبا إياها لاحضانه وهو يقبل رأسها ويقول / يا هبلة بعززك وبغلي مقدارك …
هو اي حد يجي يقولي عايز يسرا يبقى يستاهلها ؟؟
مش لازم أتأكد إنه ممكن يستحمل ويعمل المستحيل علشان يوصلك …..
تسرب لوجدانها بصيص من الامل لترفع عيونها التي بدأت تكتسب لمعة السعادة وهي تسأله / يعني وافقت يا بابا ؟؟
لم يجيب عليها بشكل مباشر بل القى عليها سؤاله / بس ايه رأيك خرجته من شعوره وخليته يقول حقي برقبتي ….
اماءت برأسها بسرعة وهي تبتسم دليلا عن فرحتها لتعيد سؤالها على مسامعه مرة أخرى إلا أنه للمرة الثانية أجاب عليها بسؤاله / هو علشان مهندس وبيكسب ومحترم يبقى ياخد بنتي ببساطة كدة ؟؟
مش لازم يتعب ويشوف الويل لحد ما نشوف يستاهلك ولا لأ …
بدأ الأمل الذي توغل إليها لوهله يتسرب منها مرة أخرى …
كادت أن تكرر سؤالها إلا أن كريم أراد أن يغير الحوار برمته وهو يحتضن كليهما تحت ابطه/ يالا جهزوا نفسكم علشان من بكرة هتبدأوا تجهزوا في العفش وتلموه عقبال ما عبدالله يبيض الشقة وش نظافة ويعملها شوية صيانة بسيطة …..
ثم نظر للاشيء أمامه وهو يقول / مش لازم اي حاجة تيجي بالساهل لازم يتعب لحد ما يوصل للي عايزه علشان يحافظ عليه ……
ادخلوا ارتاحوا يالا علشان يومكم بكرة طويل تصبحوا على خير
انطلقا جاسر وعبدالله بعد أن أتموا عقد الشقة لتبدأ من الغد رحلة اعداد الشقة من دهانات وأعمال صيانة حتى تتأهب للعيش بها ..
اقترح عبدالله إيصال جاسر حيث مسكنه إلا أن الأخير اعترض بغرض الرغبة في الاختلاء بنفسه …..
ربت عبدالله على ساقه قبل الترجل من السيارة حتى يبث به قليل من الامل / متقلقش أن شاء الله هيوافق وهنفرح بيكم قريب …
ربك كبير زي ما عدلها معايا هيعدلها معاك صدقني ….
لم ينطق ببنت كلمة بل اماء برأسه وترجل من السيارة متخذا السير سبيلا لتفريغ طاقة غضبه….
ام عبدالله حينما وصل ودلف منزله وجد باب شقة والدته مفتوحا وكأنهم ينتظرونه …
تذكر وعده مع أخته بالتحدث إليها حينما يأتي ….
كما تذكر أخته الأخرى التي لم تتذوق الطعام منذ الأمس …
كيف نسيى هذا ….
طرق رنين المنزل حتى تنتبه هند إذا كانت بموضع غير لائق …
إلا أنها من الواضح أنها كانت تنتظره …
فوجئ بها أمامه وتدعوه للدلوف …
قبل أن يجلس طلب منها تحضير صينية غداء لأخته لتقوم هي بتجهيزها بينما هو دلف يلقى تحيته على أبناء أخيه ثم توجه لغرفة سمر ….
دلف الغرفة دون أن يطرق بابها ففي كل الحالات لن تسمعه …
تقدم منها مقبلا جبينها ….
سعدت بوجوده ليمسك المدونة التي تلازمها دوما ويدون بها حديثه ( هطلع الاكل لأختك وجايلك تاني )
عايزك انتي اللي تجهزيلي الغدا وفنجان قهوة من ايدك )
اتسعت ابتسامتها حينما وجدته لم يتناسى وعده معها ….
برغم زوال السبب إلا أن الموقف اسعدها ….
أشارت له على عيونها بسابتها وهو تنطق بحفاوة وسعادة / من عيوني الاتنين ….
تركها وخرج ليجد هند قد أعدت الصينية حملها عنها وتوجه لعدوة نفسها كما نعتها…..
لم يمكث طويلا استقبلت منه الطعام وجلست تتناوله في هدوء وسلاسة وكأنها تبدلت من حال لحال ….
بل والأدهى أنها كانت صامتة على غير عادتها ….
هبط لسمر وهو مندهش من تبدل حالة دعاء ودعى أن يهدأ الله…
دلف الشقة تزامنا مع خروج سمر من المطبخ حاملة صينية عشاء وبها قدح القهوة الذي طلبه ….
بدأ بتناول القهوة اولا ثم شرع في تناول القليل من الطعام بينما كانت هند تجلس امامه يبدو عليها الاضطراب ….
لاحظ توترها ليسألها مباشرة / مالك يا هند ؟
مش على بعضك ليه ؟؟
نظرت له هند وتحدثت فجأة بدون اي مقدمات أو ترتيب / هو مينفعش ازور الحاجة حكمت تاني أصلها وحشتني اوي …
تيبس فك عبدالله عن المضغ ونظر إليها مضيقا عيونه .
وفجأة وكأن الله اراد ارسال له رسالة عن تفكيرها تذكر حديث الممرضه له حينما قالت ( دخلت لاقتها بتحاول تخبي ورقة في أيدها )
سحب نفسا بهدوء وأكمل مضغ لقيمته ثم شرب كأس ماء ببطئ متعمد وكأنه يتلاعب بأعصابها الذي يراها بأم عينه على حافة الانهيار.
أجاب عليها بابتسامة تخلو من المشاعر / أن شاء الله الحاجة حكمت هي اللي هتجيلك لحد هنا بكرة ..
تهللت ملامحها وكأنها وجدت ضالتها لتتسائل بفرحة مصطنعة ومتوترة / يا صلاة النبي يا صلاة النبي هي خفت خالص خلاص ؟؟
ابتسم بجانب شفتيه لمعرفته أنها نطمئن عن غرضها الذي لم يعرفه حتى الآن / لا لسه زي ما هي.
بس الدكتور قال ممكن تكمل باقي علاجها في البيت عادي …..
يالا همتك معانا علشان تخف على ايدك …
أطلقت زغروطة تدل على مدى سعادتها لتظهر فرحتها التي لم تستطيع اخفاءها …..
من لم يعرف خبث نواياها يعتقد خطأ أنها تسعد حقا لعودتها/ الف بركة الف بركة ده البيت هينور والدنيا هتضحك تاني ….
الف حمدالله على سلامتها …
تركها تعبر عن فرحتها كيفما تشاء بينما سمر لاحظت هالة السعادة المنتشرة لتتساءل عن سبب الزغاريط والتهليل ليدون لها جاسر السبب فتباينت ملامحها ما بين سعادة وقلق ….
لاحظ عبدالله اضطراب ملامح أخته ليترك طعامه ويجلس بجوارها وهو يدون لها / مالك يا سمر مش فرحانة ليه برجوع ماما ؟؟
قرأت ما دونه تحت أعين تلك الهند التي تريد أن تعرف ماذا دونه لاخته….
إجابته بعفوية مطلقة / فرحانة وخايفة …
فرحانة أنها هترجع تاني قدامنا بس خايفة تهزأني تاني وبالذات وانا بالحالة دي …..
ربت على ساق أخته وهو يزم شفتيه شفقة على حالها ثم دون لها مطمئنا / متخافيش، ماما اتغيرت اوي …
المرض هدها كتير والحمد لله عرفت ربنا قبل فوات الاوان ….
عقدت سمر ما بين حاجبيها وتساءلت باندهاش / قبل فوات الاوان إزاي يا عبدالله بعد كل اللي فيها ده ؟؟
ابتسم عبدالله بسلامة واخذ يدون لها رأيه / قبل فوات الاوان يعني مش قبل ما تمرض …
قبل فوات الاوان يعني قبل ما تقابل ربنا بذنوبها …
احيانا المرض مبيبقاش عقاب يا سمر على قد ما بيكون جرس انذار …
في اللي بيستجيب للجرس ده وبيرجع لربنا …
وفي اللي بيكابر ومبيتعظش وده بيكون اقرب لإبليس…
لأن ذنب ابليس كله مكنش في المعصية قد ما كان في الكبر على جلال الله وعظمته وقدرته ….
كلامه أثلج صدرها وأطفأ لهيب مشتعل بداخلها،
واضاف لروحها وملامحها راحة لم تعرفها من قبل ….
لاحظ عبدالله تغير ملامحها ليربت على ظهرها ويبتسم لها وهو يومئ برأسه وكأنه يؤكد لها أن ما أدركته هو الحقيقة والصحيح ….
كل هذا تحت أنظار هند التي لم تستطيع أن تستشف ما دونه عبدالله من خلال ردود سمر …
فكانت تجلس على هاوية بركان يتأكلها نيران الفضول من داخلها …..
أرادت أن تنبش على ما ذكره عبدالله لأخته فتساءلت بحيرة / هو في ايه ما تفرحونا معاكم يا جماعة ….
التفت اليها عبدالله بابتسامة سمجة وهو يجيب عنها بهدوء يكتسبه معها فقط / عايزة تفرحي…
شيلي الاكل واعمليلي كوباية شاي وانا هقولك على كل حاجة….
بالفعل انطلقت تتم ما طلبه منها والفضول يجتاحها دون حتى التفكير في أسلوبه الأمر والمتغير أو حديثه الغامض ….
فور انصرافها امسك عبدالله السجل وقطع الصفحة التي تحمل حديثه مع أخته …
تعجبت سمر قليلا من فعلته إلا أنه أشار لها بسبابته أن تصمت…
ثم أشار تجاه هند فعلمت أنه لا يريد أن ترى هند محادثتهم تلك ….
عادت هند وهي تحمل كوب الشاي لترى عبدالله يدون لأخته شيئا اخر وفجأة تهللت سمر وانتصبت مهلله ومباركة لأخيها تقبله من وجنتيه …..
لاحظ عبدالله حيرة هند التي تفاقمت ليلقي إليها خبر يلهيها قليلا / مش كنتي عايزة تفرحي….
بكرة يا ستي د أن شاء الله يمنى واهلها هيجوا يلموا العفش …..
توقف قليلا عن الاسترسال ليرى رد فعلها الذي بدأ عليه السعادة ثم أردف مكملا / علشان هننقل في شقة تانية أن شاء الله على اخر الاسبوع…
لم تتغير ملامح سعادتها بل زادت واكتملت حينما رأت تساهيل القدر وهو يهيئ لها مخططها بامتلاك المنزل دون مشاكل كبرى ….
اتسعت ابتسامتها وأخذت تبارك له وتهنئه على عودتهم لبعضهم دون مراعاة لما يتساقط من فمها من عبارات تنم على مقصدها الخفي / الف مبروووك، الف الف مبروك….
أيوة كدة ارجعوا لبعض واتهنوا ببعض ….
احسن حاجة عملتوها بجد انكم طلعتوا من البيت ….
اقصد يعني علشان تكونوا على حريتكم اكتر ومحدش يتدخل لا في زعل ولا صلح …..
مازال يبحث بين حديثها عن نيتها أو ربما علم بها ولكن لم يترأى له كيفية تنفيذها …..
اماء برأسه وهو يبلغها بمخطط يومه بالغد / الله يبارك فيكي ومعلش لو هتتعبي معانا بكرة …
هجيب الحاجة حكمت الصبح وباقي اليوم هكون مشغول معاهم فوق …
أشارت بسبابتها على عيونها فذلك هو اليوم المنتظر والذي اجتمعت فيه كل الظروف المؤهلة لتنفيذ ما تريده ….
فحكمت اخيرا ستصبح بين ايديها وعبدالله وزوجته سيخرجون من المنزل …..
استقام عبدالله ليتوجه إلى شقته …..
اثناء صعوده على الدرج صدح هاتفه باشعار رسالة ليخرجه من جزلانه اعتقادا أن يمنى من راسلته ….
ولكنه أحبط عندما وجدها رسالة من رقم غريب ليقرر الدلوف لشقته اولا ثم تبديل ملابسه وبعدها سيرى ما تم إرساله إليه …
………………………..
لم يستقل سيارة بل واصل الطريق سيرا على الاقدام …….
وصل اخيرا بعد أن انهكه التفكير واجهده السير لهذه المسافة ……
كاد أن يدلف من بوابة بنايته إلا أن أحدهم نادى عليه …..
التفت ليرى هوية المنادى فإذا بشخص يأتي من وسط الظلام يبدو عليه أنه يستند على عكاز لقصور واضح في خطوته …..
ضيق عيونه لتتضح الرؤية مع اقتراب الصوت / شوفت عملت فيا ايه ؟؟
مرر جاسر أنظاره على جسد وليد من أعلاه لمخمصه ليصحح عبارته قائلا / انت اللي عملت في نفسك كدة ….
ويارب تكون اتعلمت الدرس …
اقترب وليد منه حين أراد خفض صوته / طب ممكن نطلع شقتك نتكلم فوق ؟؟
يا ليته أتى بوقت اخر ولكن الآن لم يسعه صدره ولن تسعه شقته لتحمل هذا السمج ليجيبه جاسر بنزق / مش هقدر والله مبدخلش شقتي غير الرجالة ……
حاول وليد تمالك غضبه فلن يقدر على شيء سوى أن يتمالك نفسه وإلا سيكون هو الخاسر الوحيد بهذه اللعبة / تسلم يا ذوق ….
على العموم أنا مش جاي اتضايف…
أنا جاي طالب ترجعلي الفلوس اللي سحبتها من حساباتي …
اعتقد ان مش من الرجولة انك تسرق أو …..
أشار جاسر بسبابته لكي يتوقف ورمقه بنظره حادة اخرصته تماما ليعلق جاسر مصححا / اوعى تكمل بدل ما تبات مكانك هنا ومتلاقيش اللي يعالجك …
ثم اقترب منه مربتا على كتفه وهو يعيد صياغة مقولاته / رجوع الحق لأصحابه مسمهوش سرقة ….
اللي خدهم من غير رضى هو اللي اسمه سرقهم ….
خرج وليد عن طوره ليدافع عن حاله وأمواله / والله هي اللي اعطتهملي من نفسها ….
كانت ….
أوقفه جاسر للمرة الذي لا يعلم عددها مكملا هو / عارف الحوار مش محتاج اسمعه منك …
انت ناسي اني قريت كل الشات ….
ربت على كتفه ناصحا / واتعلم بقى تاني مرة حاجة زي دي تتمسح اول بأول …
برغم أن ممكن اجيبلك الحوار اللي اتمسح كله بس بصراحة لو مكنتش لاقيت اللي يشد فضولي مكنتش هدور على اللي اتمسح ….
حاول وليد استعطافه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه / طب طب خد حق سمر ورجعلي الباقي لأن الفلوس مش كلها بتاعتها ….
اغمض جاسر عيونه وهو يجيبه ببساطة / عارف …. عارف أن الفلوس مش كلها بتاعتها ….
بس علشان انت حبيبي فأنا فكرت وقررت اطهرك من بعض ذنوبك شوية…
واتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية….
اهو تكسب ثواب وتكفر عن سيئاتك…
انت برضه قريبي وحبيبي ويهمني مصلحتك …
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اظن احداث مشتعلة وبارت كبير يساوي ڤوت كتير وتعليقات كتير 😍😍😍
اكتب لي عن رايكم وتوقعاتكم 🤔🤔
كريم اتصرف صح ولا كان المفروض يتمسك برأيه ؟؟
وجاسر يا عيني ايه رايكم في موقفه ؟
وتفتكروا كربم هيوافق على جاسر ولا له رأي تاني بيحاول يداريه مؤقتا؟؟
الرسالة اللي وصلت لعبدالله تفتكروا من مين ؟؟
وايه محتواها ؟؟
دعاء ممكن شيطانها يوصلها لفين
طب عند هتقدر تنفذ مخططها ولا ايه اللي هيحصل 🤔 🤔

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1