رواية وعد ريان الفصل الخمسون بقلم اسماء حميدة
بعد تصريح موسى الأخير عندما صعد على وجه السرعة هو ومن تتقاذفه الأفكار محمد بعد هذا الاقتراح المشين الذي سرده عليه موسى تفصيليا وإن أثبت ذلك الحل طهر وعفة صغيرته، سيجعل الصلح بينهما أشبه بدخول إبليس الجنة.
بينما توجهت أفكار موسى البناءة إلى الفض بين أطراف النزاع بالأعلى، وذلك حينما قال وهو يناظر الصقر بتحد :
-المؤذن اللي جال عليه صجر عياچي يكتب لمحمد وعروسته، والراچل التاني اللي المأذون چاي مخصوص لأچل ما يعجدلوه.
واستكمال مؤشرا بسبابته على كلا من ريان وصقر، قائلاً بنبرة حاسمة :
-وأنتوا التنين عتسرحوهم بإحسان، ربنا ما جالش إكده.
-واللي عيملتوه ديه عتتحاسبوا عليه عشان فيه كابير لازمن ترچعوله، مش إكده ولا لاه يا كابير؟
قالها بتهكم يقصد صقر، وهو يستكمل مربتا على كتف ماجد:
-وما تخافش على بت عمك اللي حوصل دلوك في حج بتنا ما عيحصلش من ماچد.
ارتفعت أصوات الاحتجاج وقد شردت وعد بمعالم وجه هذا الرجل ، تقطب جبينها في تركيز كمحاولة منها لتتذكر أين رأته من قبل.
لينهي موسى حيرتها قائلاً يدعي عدم التأكد :
-مش إنتي بت عزام؟!
وعد بإيماءة إيجاب وقبل أن تنطق، هدر الصقر يصيح بقوة وحزم :
-طلاج ما بطلجش، الست دي مراتي على سنة الله ورسوله.
قالها وهو يشير إلى أنچيل، ومن ثم استكمل بعناد كبح لأجله موسى ضحكاته المتلاعبة فذاك الصقر عاشق ويأبى التصريح، أما مصطفى أطرق رأسه مبتسما وهو يهز رأسه بيأس من يباسة رأس هذا الأرعن، متسائلا بينه وبين نفسه إذا كان إلى هذا الحد مغرم بها، لم يكابر ولا يعترف؟!
صقر :
-محدش يجدر يچبر الصجر على حاچة هو ما رايدهاش.
بينما أنچيل أخذت تعقيبه على محمل التعنت والكبرياء، تهم بإلقاء رد جارح، ولكن اسكتها موسى وهو يرفع يده بوجهها يحثها على الهدوء وترك زمام الأمور لولي أمرها الذي اقترب من الصقر يناظره بتحدي واضعا كلا راحتيه في جيب منطاله في شموخ مماثل قائلاً بتشدق :
-عينديك حج هي مراتك ومفيش حد يجدر يچبر راچل يطلج مراته كيف ما جولت إنت دلوك.
-لكن يا سيادة النائب لمن يتعرف إن الكابير جابل على حاله إن المرة اللي آنيها عايشة معاه مچبورة عيوبجى كيف الحال؟! .
-غير إكده أنت ناسي إنها معاه چواز سفر أمريكاني وچنسية يعني ما عتجدرش تمنعها من السفر لو هي عاوزة إكده، ووجت لمن توصل بلدها عتطلج في كلمة.
-ولو حاولت توجف سفرها بأي شكل من الأشكال عتحط حالك في صورة عفشة جدام أهل البلد وممكن لو الموضوع وصل المچلس يترفع عنيك الحصانة بسبب أن سيادة النائب صجر الزيدي عيتسبب في أزمة دبلوماسية بينا وبين دولة زي أمريكا.
-وحتى بعد ما تتشال من المچلس بردك أنچيل عتجدر إتسافر و قانونيا أنت مش عتجدر تمنعها.
بدأ ثبات الصقر في الزعزعة وظهر هذا من اهتزاز حدقتيه وانقباض بؤبؤيه دليلا على تقييمه للموقف ، هو بالطبع ملم بكل هذا ولكن ما وضع به فجأة اسكت بداخله صوت العقل ليصبح ما يرغب به القلب هو الوازع والمحرك واستكمالا لما يبدو أنه نزاع ولكن بالنظر إلى موقف الصقر بنظرة عقلانية ثاقبة سيتضح مدى رومانسية المشهد "بس بت الهبلة عامية ما بتشوفش🤦♀️".
إذ قال الصقر مشيحا بيده "قال الكتكوت حجها مش همه 😂" :
-لو فيها سچن بردك ما مطلجش.
-وآني ورچالتي نجدروا نبنوا دولة چوه الدولة ولو چيش إبحاله ما عيعرفش يخطي چوات البلد ولا نملة عتعرف تخرچ منيها غير بإذني.
أعين البعض تقطر قلوبا والبعض الآخر أخذ تعقيب الصقر على محمل التهديد ألا وهو ريان، لذا اندفع يقول بتهكم:
-طب خيتي آني عخدها وأمشي ووريني كيف عتعرف تمنعنا نطلعوا برات البلد، يا... يا سيادة النائب.
قالها وهو يبسط يده إلى أنچيل التي بدأت في الهدوء نظرا لموقف ريان الداعم بعد أن كانت مصابة بهيستيريا الفشل الزوجي والاضطهاد الأسري الناجم من تجربتها الأولى، وهي ترفع يدها استجابة إلى دعوة ريان، ولكن هناك قبضة كالكماشة اعتصرت معصمه ومن سواه هذا العاشق المذعور، يهدر في ريان بحدة :
-يدك چارك، آني ما جابلش تلمحها بعينك مش تحط يدك في يداها إنت مش أخوها، ولو اتعديت إحدودك.......
بتر موسى تهديد صقر إذ اكتفى بمقطع الغيرة و حتماً لن يدع الأمور تتصعد بينهما إلى حد الاشتباك فالعشق الطافق من عيني الصقر يوحي بزلزال مدمر، وعلى أية حال لقد تحقق موسى مما أراد ولم يكن الهدف من الإتيان على سيرة الطلاق المغزى الحرفي للمعنى.
بل كشف الصقر أمام من كانت تسترق السمع بالأسفل وهي أنچيل وقد لمحها موسى ويعلم ما تعانيه الآن ولكن هل للمهووس، عقل ليفهم؟!
نعم فهي لديها هوس وهواجس ضد الزواج.
وهو لديه داء الكبر ولكن انتصر حب الصقر لها على عنفوان كبريائه فما يقوله الآن يصرخ بعشقه لها حتى النخاع.
موسى مغيرا مجرى الحديث بعد أن رأى بعيني خبير الحسرة على معالم وجه وعد، قائلاً :
-رياااان، صجر معاه حج واحد وغيران على أهل بيته وده موجتا، وآني عحل الموضوع ده.
-أنت عاد عاوز تاخد أنچيل وتخرچ بيها من النچع والبلد كلها!!
-وعتسيب بت الناس دي متعلجة إكده، مش لمن تطلجها لول.
ارتباك بدى على حركات جسد من وضع في خانة اليك، لا هو قادر على التمسك بعد حديثها عن حبيبها المجهول وما رشقته به من إدعاءات ليس لها أساس من الصحة أمام الجميع، ولا يقوى على البعد فقد أحبها ولا يعلم كيف سيتركها ويرحل، ليزده موسى من الشعر بيتا :.
-طلجها لول، وبعدين نبجوا نشوفوا جصة أنچيل.
_وعشان ما نبجوش بناچوا على الولايا، عريسها عيندي وأول ما توفي عدة عيعجد عليها.
غمزة أخرى التقطتها وعد من يسار عيني موسى عززت من عزيمتها لما تنتوي قوله خاصة بعد ما لمسته من تيه أقحم به ريان عنوة، لتكمل هي على ما تبقى لديه من ثبات ظاهري قائلة بغنج مسبلة أهدابها باستحياء متكلف:
-اللي تشوفه يا عموو.
-بس كده كده مش هنحتاج لعدة أنا وريو لسه أخوات.
لينفجر كل الحاضرين من الضحك حتى صقر الذي ابتسم بشماتة لا تخلو من الوقار، وهذا الهرج عم الحضور ما عدا كلا من له مأساة كمحمد وأنجيل، والهائمة ولم تستمع كسوسن، ومن يدعي اللامبالاة وهو لم يلتقط مما يدور شيئاً لشروده بالهائمة يسترق النظرات إليها كماجد، لتضف تلك البلوة آخر تعقيب لها، وستكن عاقبته وخيمة :
-أنا بقول خير البر عاجله، أخويا ريو يطلق والمز اللي من طرفك يكتب وأهو بدل ما نمشور المأذون معانا.
"دعوني أعقب: أحيه 🙆♀️😂"