رواية وعد ريان الفصل الواحد والخمسون 51 بقلم اسماء حميدة

   

رواية وعد ريان الفصل الواحد والخمسون بقلم اسماء حميدة


تعالت وتيرة أنفاس ريان غضبا وغيرة وهو يتخيلها زوجة لغيره وبعد أن اتخذ قرارا مسبقاً بأنه سيطلقها ويلقي خلف ظهره أي ذكرى عابرة لها في خياله كما تعود سابقاً، ففي علاقاته الماضية كان أكثرهم تخلي وهجر على الإطلاق، ولم يكن يفكر:

هل الطرف الآخر على استعداد لهذا القرار بالانفصال؟! 

أو أن ضحيته تلك قادرة على اجتياز هذه المرحلة أم لا؟!

أما الآن فهو قتيلها لن يطلقها قبل أن يحصل على مراده، وقبل أن يرفع يده ليهوي بها على وجهها ردا لما قالت
"وبغض النظر عن نفخة الست الوالدة اللي هو فيها 🙈هي تستحق صراحةً يعني🤝😂"

هدر به ملاكها الحارس ألا وهو العقل المدبر لهذه الزيجة بمساعدة ساعده الأيمن ماجد، قائلاً بحدة توقفت لها يد ريان في الهواء :

-رياااااان!! إيه بتعمل أنت؟! چنيت إياك!!

زفر ريان بحنق وهو يلتفت إلى أبيه قائلاً بتبرير :

-إيه فيه يا حچ؟! مراتي وناجصها رباية، آني حر وياها!! ولا مسمعتش عتجول إيه الهتيرة دي؟!

-بيجي آني اللي ما رضيتش أكسر فرحتها وجولت أستنى لمن أختها وچوزها ياچوا عشان أعملها فرح تحكي وتتحاكى بيه الناحية كلتها چاية دلوك اتهلفط بحديتها اللي بلا طعم ده؟!

-لاه وجدام الخلج!! لو عاوزة تطلج عطلجها بس مرة مش بت بنوت كيف ما جالت؟!

"لا حلوة يا ريو خلعت من الموقف بشياكة 😂شابوه بجد🤝" 

أحمرت وجوه الفتيات خجلا، وبعض من الشباب كصقر وماجد أطرقا رؤوسهما على استحياء لما لفظ، بينما قالت تلك المتبجحة :

-عيب كده يا بيبي أحرجت البنات.

أخذ ريان يقرض على أنيابه غيظا، وهو يتميز حنقا ولكن قبل أن تبدر عنه بادرة قال موسى بنبرة قاطعة :

-هملونا لحالنا آني وأنچيل و.....

ضيق عينيه وهو يشير إلى تلك المصيبة، لتسبقه قائلة بابتسامة بلهاء :

-وعد يا عموو، وعد.

موسى :  -هملونا لحالنا آني وأنچيل ووعد. 

زمجر ريان برفض أبت شفاهه نطقه، ولكن ذلك الصقر لا يعرف المسلمات لذا جادل قائلاً :

-مع إن ما يصوحش تجعدوا لحالكم بس طالما فيه إمعاكم الست وعد آني ما عينديش مانع بس الباب عيفضل مفتوح. 

-وآني آسف على اللي عجوله ده بس هو ده اللي عيندي. 

-يا تجنعها تشيل من راسها فكرة السفر دي لا هيوبجى فيها دم. 

-وكيف ما جلت أنت دلوك الحاكومة ما عتسكتش. 

-وده مش عشاني، الصجر ما يهابش حد واصل، ده عشانها هي وعشان الناس اللي ملهاش ذنب وهتتودر في الموال ده من تحت راس چرايرها. 

-وكيف ما المثل بيجول إن چاك الغصب خدوه بچميلة. 

"أخدناه يا عم ولبسنا كلنا في حيطة 🙆‍♀️إيه يا زميلي 🙃 عالهادي يا زبادي إحنا عنلاجيها منيك ولا من #صفوان 🙈 😂" 

امتثل الجميع لمطلب موسى وتوجهت فتحية وتحية اللتان تناظران محمد باستياء وضغينة وحتى وإن كانتا في قرارة نفسيهما تشعران بأن محمد لن يقدم على فعلته تلك مع سارة ولكن كما يقولون الإعتراف سيد الأدلة. 

بينما خرجت سوسن، وماجد يحاذيها الخطوات فهمس إليها قائلاً :

-كيفك دلوك؟! 

ابتهجت لسؤاله البسيط الذي يحمل بين طياته الاهتمام الذي تفتقده من أقرب الناس إليها، لتبادله الهمس قائلة بخجل توردت له وجنتيها :

-آني زينة، وأنت إيه عامل؟! 

ابتسم برزانة أخترقت روحها لتهيم بملامحه الجذابة وحتى وإن كان ليس بقدر وسامة البعض ولكن يمتلك قلبا يفيض حنانا. 

"ما تظبطي يا سو، مين ده اللي مش وسيم يا بت الصرمة 🤔، ده ميجو مز مزمزة السنين جطع لسانك😂" 

ماجد باستحياء مطرقا رأسه عندما لامس ظهر راحتها المنسدلة خاصته فضج قلبه بصخب لا يعلم سببه ولم يكن حالها أفضل منه وها قد راودته الأفكار عن حديثهما ليلة أمس والذي اختتم بعناق خالص من أية رغبة فقدت أثناءه وعيها، فرد مجيبا عن سؤالها بتهتهة فهو أيضاً يفتقد ما ينقصها :

-أنا بخير طول ما أنتي زينة.

وما إن أصبحا أمام قاعته التي شغرتها، حتى تحمحم يجلي صوته قائلاً بتردد :

-ينفع أدخل اتسبح وأغير خلجاتي وعخرچ طوالي؟!

سوسن دون تردد، ويدها على مقبض الباب تديره تتقدمه إلى الداخل وهي تفرك كلا راحتيها معا بحرج قائلة :

-طبعا!! دي جاعتك وآني اللي واچب عليا أتعذر لك إني مضيجاك وممخلياكش تاخد راحتك.

ماجد بتسرع تعجب له كليهما :

-لاه ده إنتي نورتيها بوچودك، جصدي ممضيجنيش بالعكس.

زفر ناهرا حاله، ولا يعرف بما يلعي الآن، فقال مصححا وهذا من وجهة نظره :

-آني مرتاح إكده.

انفجرت ضاحكة بسبب حالة الارتباك التي انتابته، ولا تعلم إذا كان يحاول تصويب المغزى أم تأكيده؟! 

قائلة من بين ضحكات تخللت أعماق قلبها، وهي سعيدة لذلك؛ إذ لم يطرق الفرح باب خافقها حتى وهي عاشقة لرضوان. 

فدوما ما كانت تخشى من تكتمهما بشأن علاقتهما، و في هذا الوقت قد غرتها لهفة البدايات عن وقع ما هو آت. 

أما الآن لا تعرف أيجب عليها أن تبوح له بسرها؟! 

أم إنها إذا فعلت قد يتراجع عن فكرة إتمام مراسم الزواج وربما يطلقها فتعود للعيش مع والدتها حفيظة التي كانت السبب في انجراف مشاعرها تجاه أول شخص مثل عليها الحب وتقمص دور العاشق ببراعة حتى أزيح الستار عن وجهه الآخر لتبرز أنياب ذئب أراد لها العار.

سوسن بصدق :

-تعرف إن شكلك بيوبجى حلو لمن تستحي كيف ما أنت دلوك؟!

"الله عليكي يا سوسو 😍، قولي يا بنتي ده أنت عظمة خالص وإن جيتي للحق ميجو ابن حلال ويستاهل😉😂"

إطرائها أرضى رجولته وأنعش بداخله أحاسيس ليس من المفترض أن تثور لأجل طفلة؛ فلولا الظروف ما فكر في الارتباط بمن في مثل عمرها. 

في حالتهما لا تكافؤ ولا منطقية وهذا فعلاً ما يمليه عليه العقل، متناسيا أن الحب يطرق باب القلب غفلة، لا يعترف باستحقاق ولا معنى للسن في معاجم العشق و الهوى.

تحمحم يجلي صوته، يقول بجدية أجاد استحضارها وهو يتوجه صوب خزانة الملابس يبحث عن شيء يرتديه :

-آني ما هطولش، دجايج وتجدري تاخدي راحتك. 

-عتسبح على السريع وأهملك الموطرح. 

بينما هذا الثائر بين ضلوعه يقوده إليها يطالبه بالتخلي عن كل الثوابت، يسأله لحظة جموح ولو بغمرة أو قبلة مبررا لعقله أنه لا ضير في ذلك.

تخلت عن تحفظها وثناء موسى على ملاك الرحمة خاصتها أضفى إليها مزيداً من الراحة تجاه من ظنته مثل من رحل وترك لها المذلة والمآسي، تترنم مسامعها بكلمات هذا الكهل التي تبطن معان كانت تلتمسها فيمن أعتقدت بالماضي القريب إنه عوض الله لها عما عايشته من جفاء في كنف أم بالاسم وعن أب فارق الحياة وخلف وراءه من لا سند لها من بعده.

سوسن بابتسامة، تعقب :

-آني كمان مرتاحة.

توقفت يداه العابثة بمحتويات الخزانة، فما قالته توا يحمل أكثر من معنى، ولا يعرف لما بات المغزى وراء تعقيبها هدفا يسعى إلى الوصول إليه، فسألها يدعي عدم الانتباه:

-كنتي بتجولي حاچة؟

 ليس بارع في التمثيل إذ أنها لاحظت تجمده ما إن صدر منها ما يريد الاستماع إليه مرة أخرى، فلم تتمنع لذا كررت عبارتها مضيفة :

-آني كمان مرتاحة ومطمنة لوچودك إهنه. 

أي من كلمات الحب تعادل ما قالت، أبعد الراحة والطمأنينة هناك شيء يذكر؟! 
فماذا قد تسعى إليه الأنثى وترجوه سوى رجلاً تشعر معه بالراحة ويشملها بأمانه وعطفه؟! 
هذا هو ماجد مصدر الراحة والحضن الآمن. 

استدار ليقابلها فأومأت إليه وكأنها تأكد إليه أنها تعني كل حرفا مما قالت بينما هذا المتمرد بيساره لا يكف عن الهدر، لتستكمل مبادرتها تسأله وللآن لا تعرف لم فعلت؟! أهي تريد أن تعرف حقا أم ترغب في إطالة بقاءه معها، أو ربما السببين مجتمعين:

-هو آني ممكن أسألك سؤال؟ 

ماجد برحابة ووجه بشوش يتقدم ناحية الأريكة الموجودة بإحدى زوايا هذه الغرفة يجلس عليها بأريحية مرجعا ظهره إلى الخلف عاقدا ذراعيه أمام صدره، يجيبها بينما جلست هي على حافة الفراش أمامه وعينيها تراقب كل حركة منه عن كثب:

-ممكن طبعاً. 

سوسن بتهتهة :

-هو أنت عمرك حبيت يا ماچد؟ 

لم لوقع اسمه من بين شفاهها أثر لذيذ، ناظرها بتقييم ومن ثم أجاب بصدق :

-ما عرفش. 

انتصبت من جلستها مقهقهة وهي تخطو نحوه، تجلس إلى جواره على الأريكة "لا ده أنت بتتلككي بقى😂"، تقول بتعجب:

-في حد ما خابرش إذا كان جلبه دج ولا لاه؟! 

اعتدل في جلسته ليقابلها، عاقفا ساقه اليسرى بتسطح أسفل اليمنى يستند بظهره إلى متكأ الأريكة، باسطا ذراعه الأيسر على حافة الظهر الذي كان يستند إليه قبل مجاورتها له، وقد بدى الحديث معها أكثر متعة من فكرة الاستحمام 😂، قائلاً ببساطة:

-آني ما خبراش، أو ماكنش عيندي رفاهية الحب. 

بتر عبارته؛ لإلا يتخطى الخطوط المحظورة فماذا سيقول؟! :

أن أباكي السبب في أن أشيخ قبل أواني. 

أو أن يقل أن والده كان السبب في أن يحمل الصقر على عاتقه مسئولية عائلة بأكملها والعائلة أصبحت كفر والكفر تطرق إلى عضوية مجلس عن عدة دوائر تشمل الكفور والنجوع المجاورة؟! 

أم يأتي على ذكر مأساتها ليعلمها بأن من ضاقت عليهم حلقة الثأر لا حق لهم في الحب.

ولكنها لم تتنظر جوابا بل....... 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1