![]() |
رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الثالث والخمسون بقلم دينا جمال
- أنا آسف
جملة قصيرة حادة كصخرة قوية سقطت علي قلب الجبل ففتته ... هوي قلب حمزة أرضا ينظر للطبيب مذعورا ... ينفي برأسه فكرة أن يكن صغيره أصيب بأذي .... أدهم حي ... أدهم بخير ... ترنح جسده بعنف ليشعر بيده خالد يشد عضده بقوة ... ليكمل الطبيب سريعا :
- الرصاصة دخلت في صدره ... ما جاتش ناحية القلب ودا شئ كويس ... بس سببت إصابة خطيرة ... أنا آسف المريض دخل في غيبوبة غير معلومة المدة ... ممكن يفوق بعد يوم او اتنين ... وممكن يقعد شهور وممكن سنين ... وممكن للأسف قلبه يقف في اي لحظة ... أنا حبيت اشرح لحضرتكوا الحالة كاملة عشان نبقي مدركين لأي تبعيات
ما بين صرخات ابنته التي بدأت تعم المكان .... وصوت أخيه الذي يصدح يحادثه خائفا قلقا يأمره بالثبات ... كان قلبه وعقله في مكان آخر ... هناك عند المرة الأولي التي رآها فيها أدهم طفلا صغير سرق قلبه منذ اللحظة الأولي ... أدهم طفله الذي شب يوما بعد يوم أمام عينيه ... من طفل لشاب لرجل يستند عليه ... أخطأ ومن لم يخطئ هو نفسه أخطأ قديما ... لما لم يسامحه ... لما أبعده عن أحضانه ... وهو الآن لا يرغب سوي أن يضمه بين ذراعيه .... رأي ابنته تتحرك ناحيته وقفت أمامه تصرخ بحرقة قلبها الملتاع :
- أدهم لو جراله حاجة يبقي أنت السبب ... فاهم أنت السبب
لولا أن خالد يمسك به جيدا لكان سقط ارضا قديمه لم تعد قادرة علي حمله ... بعد لحظات خرج خرج سريري طبي من غرفة العمليات يتحرك جواره الاطباء والممرضات متوجهين سريعا ناحية أحدي الغرف .... صاحت مايا باسم أدهم بلوعة لتهرول خلفهم ... ووقف هو يراقب جسده طفله وهو مسطح على فراش من الحديد ساكن يغمض عينيه ... جزعه العاري يلتف بضدمات كبيرة تغطيه .... انسابت دموعه دون أن يدري .... ينظر لطفله الذي يختفي أمام عينيه شيئا فشئ .... ويحل مكانه ذكري قديمة تحققت الآن
Flash back
اخرج أدهم وجهه من تحت سطح الماء لينفض رأسه بعنف يبعد المياه عن وجهه وخصلات شعره ... تحرك يخرج من المياة ناحية أحدي المقاعد الخشبية المسطحة التي يتمدد ابيه علي أحدهم .. خلع حمزة نظراته الشمسية ... ينظر لادهم الذي يقترب منه ليتمتم ساخرا :
- توم كروز خارج من الماية ... حاسب عشان بتوقع قلوب العذراي يالا
ضحك أدهم عاليا ليجلس علي المقعد المجاوى لأبيه التقط منشفة كبيرة يجفف بها جسده وخصلات شعره يردف مبتسما بغرور :
- أنا احلي طبعا ...
ضحك حمزة عاليا ليقف من مكانه نظر لادهم يردف ساخرا :
- طب قوم يلا يا أحلي إنت ... نطلع نشوف اختك زمانها صحيت عشان نروح نتغدا
التقط أدهم نظارته الشمسية يضعها علي عينيه ليتحرك جوار أبيه متجهين ناحية الفندق ... في طريقهم تأوه حمزة متألما نظر أدهم مفزوعا لما حدث ... ليجد كرة من كرات تنس الطاولة الصغيرة اصطدمت بظهره ... التقط أدهم الكرة ينظر بأعين حمراء تشع جمرا يبحث عن الفاعل ليجد شاب تقريبا في مثل عمره يقترب منهم حمحم يتمتم معتذرا :
- أنا آسف جداا علي اللي حصل ما كنش اقصد والله
قبض أدهم علي تلابيب ملابس الشاب بعنف يصيح فيه :
- وأسف بتاعتك دي اصرفها منين ... ااا
قطم شفتيه قبل أن يكمل حين صدح صوت حمزة الحاد :
- أدهم خلاص ... هو ما كنش يقصد وبعدين اعتذر ... اديله الكورة وحصلني يلا
تحرك حمزة يغادر لينظر أدهم للشاب نظرات حانقة ... امسك بالكرة الصغيرة يرميها تجاه البحر ... ينظر للشاب باستحقار ليلحق بأبيه سريعا .... اقترب منه ليسمع صوت ابيه يتمتم ساخرا :
- ما حصلش حاجة للفيلم اللي أنت عملته دا كله ... دي حتة كورة اومال لو كانت رصاصة كنت عملت ايه
ابتسم أدهم في هدوء يدس يديه في جيبي سرواله الجينز القصير يتمتم في هدوء :
- كنت هاخدها عنك
Back
وصدق صغيره ضحي بحياته لأجله اخذ الرصاصة بدلا منه فاضت دموع عينيه ينظر لأخيه يتمتم عاجزا :
- خدني لادهم يا خالد وديني عند إبني
نظر خالد لأخيه مشفقا يحرك رأسه إيجابا سريعا يتحرك معه برفق يبحثان عن غرفة أدهم الي أن وجدها سريعا ووجد مايا تقف تلتصق بزجاج الغرفة تنظر لمن في داخلها تبكي بعنف ... ترك حمزة يد خالد يتحرك لداخل الغرفة ... وقف الطبيب أمامه يمنعه من التقدم :
- ما ينفعش حضرتك تدخل العناية
دفعه حمزة بعنف بعيدا عن طريقه يفتح باب غرفة العناية ... دخل وأغلقه خلفه وقف جوار الباب المغلق ينظر لادهم لحظات طويلة ... يجر ساقيه جرا ناحية فراشه ....وصل ليتهاوي جالسا علي جزء صغير فارغ جواره علي الفراش ... مد يده يمسك بيد ادهم بيمناه واليسري تمسد علي شعره برفق تسارعت دموعه تسبق شهقاته :
- أدهم ... أدهم أنت سامعني مش كدة ... أنا بابا يا حبيبي .... حقك عليا يا إبني ... قوم ، قوم يا أدهم يلا وأنا اجوزك مايا مش إنت عاوز تتجوزها ... قوم يلا يا إبني ... انت حضنتي وأنا
زقيتك ... أنا دلوقتي اللي عايز احضنك ومش عارف ... قوم يا أدهم ..
- حمزة كفاية كدة ... الدكتور بيقول غلط اللي أنت بتعمله دا
همس بها خالد بنبرة حزينة مثقلة ينظر لأخيه مشفقا ... ليلتف حمزة برأسه ناحية أخيه انهمرت دموعه يتمتم بحرقة :
- أدهم ممكن ما يصحاش تاني يا خالد ...
حرك خالد رأسه نفيا بعنف وقف أمام أخيه يمسك بذراعيه يتمتم سريعا متلهفا :
- هيبقي كويس والله هيبقي كويس ... اهدي إنت بس ... المهم دلوقتي نعرف مين اللي عمل كدة ولا إيه
في لحظات عادت تلك الشخصية السوداء تتلبس جسد حمزة من جديد ... إياد عاد ليفتح أبواب الجحيم يحرق بها من تجرأ وحاول إيذاء صغيره ... في لحظة هي فقط لحظة تبدلت نظرات عيني حمزة الي أخري سوداء قاتمة ... أبعد ذراعي أخيه عنه ... ليميل يقبل جبين إبنه .... تحرك من جوار فراش إبنه لخارج الغرفة ليجدا محمد بالخارج تقدم ناحيتهم يسألهم قلقا :
- طمنوني أدهم عامل ايه
حرك خالد رأسه إيجابا سريعا يردف :
- هيبقي كويس أن شاء الله ... المهم أنت عملت ايه
تنهد محمد حائرا لا يعرف ما يقول نظر لحمزة يتمتم :
- المعمل الجنائي مالقاش اي بصمات غريبة ... لاء علي البوابة ولا أوضة الحارس ... المشكلة أن لا الفيلا ولا الشارع فيهم كاميرة مراقبة واحدة نقدر نوصل منها لحاجة
خرجت ضحكة سوداء قاتمة من بين شفتي حمزة يردف متوعدا :
- مين قال ان الفيلا والمحيط بتاعها ما فيهمش كاميرات مراقبة ... انتوا ما تشوفهاش ... وربي لهدفعه التمن الغالي اللي عمل كدة
أخرج هاتفه من جيب سرواله يفتح نظام المراقبة الخاص بالمنزل ... تم تفعيل النظام ببصمة عين حمزة لينتفتح ... محمد وخالد يراقبان ما يفعل ... توسعت عيني في دهشة كاميرات المراقبة تغطي الفيلا بأكملها من الداخل والخارج ولكنه يقسم أنه لم يري ولو واحدة فقط حتي ... بسرعة تنقل حمزة بين الملفات ليصل لما لقطتت الكاميرا ليلة أمس ... الحارس يجلس أمام البوابة يعطي ظهره للشارع من خلفه جاء رجل ضخم ملثم لا تظهر منه سوي عينيه أتي من خلفه ليحقنه بشئ في رقبته لحظات وارتمي الحارس أرضا ... ليجذبه ذلك الضخم لداخل غرفته أخرج عصا من الحديد كبيرة يضرب بها الحارس علي رأسه بعنف عدة مرات .... وقف للحظات يتنفس بعنف ليخرج قلم اسود من جيب سرواله تحرك ناحية احدي حوائط الغرفة يخط عليها بخط كبير عريض
( The game is not over yet)
اللعبة لم تنتهي بعد !!!!
توسعت عيني خالد في ذهول تلك الجملة رآها من قبل في المحزن .... يعني أن من فعل ذلك كان يقصده ... كان يريد إيذاءه هو فأراد قتل أخيه ... شعر بدوار حاد يعصف بجسده هو السبب فيما حدث لابن أخيه ... أخيه كان سيُقتل بسببه هو !!!
بدأ حمزة يسرع حركة فيديو المراقبة الي أن أتي الصباح الباكر ... تفتت قلبه وهو يري أدهم يدخل من بوابة المنزل علي شفتيه ابتسامة كبيرة واسعة ... بدأ يسرع حركة الفيديو من جديد ... للحظة التي ركض فيها أدهم ناحيته وقف أمامه ... اغمض عينيه يشد عليها بعنف ... التقطت الكاميرات المزروعة عند بوابة المنزل .. شخص عند المبني المقابل المهجور .... ضاعف حمزة حجم الصورة عدة مرات ليصل للفاعل ... ورأي وجهه بوضوح .... توحشت نظراته يتوعد له بأشد عذاب ... اخذ محمد الهاتف من يد حمزة يصور بهاتفه صورة الرجل التي ظهرت ... اعطي الهاتف لحمزة ليدس هاتفه في جيب سرواله يغمغم متلهفا :
- كدة احنا معانا الصورة ... سهل نجيبه ... أنا هطلع حالا علي الإدارة ... هبلغك بالجديد أول بأول يا خالد
تركهم ورحل مسرعا .... بينما وقف خالد صامتا كالجماد كأن علي رأسه الطير ... جسده يرتجف بعنف ... فقط لو يضع يده علي من فعل ذلك يقسم بأنه سيذقيه الويلات
________________
وصلت سيارة الاجري الخاصة بجاسر اخيرا أمام فيلا عز الدين ... خرج يركض من السيارة بعد أن أعطي للسائق أجرته ... خرج يهرول من السيارة .... عبر حديقة المنزل مهرولا ليصل الي الباب دقه بسرعة وعنف ... لحظات وفتحت احدي الخادمات الباب ليندفع جاسر الي الداخل يصيح باسم زوجته بلوعة :
- سهييييلة ... سهييييييلة انتي فين يا سهيلة ... سهيلة
خرج عز الدين من مكتبه علي صوت جاسر هرول ناحيته يسأله قلقا :
- أنتي بتنادي علي سهيلة ليه .. هي مش سهيلة معاك
أمسك جاسر يدي عز الدين يترجاه بنظراته يغمغم متلهفا :
- يا عمي ارجوك ... لو أنت مخبيها ... أنا بس عايزة اشوفها دقيقة واحدة ... افهمها بس اللي حصل .. ارجوك يا عمي ارجوك
توسعت عيني عز الدين فزعا نزع كفيه من يدي جاسر ليقبض علي ذراعي جاسر يصرخ فيه فزعا :
- بنتي فين يا جاسر عملت فيها ودتها فين
تنهد جاسر حانقا شد علي أسنانه يغمغم محتدا :
- يا عمي ما بلاش شغل الأفلام العربي دا ... بابا قالي أنه بعتها ليك ... هي فين ... عايزة اشوفها هتكلم معاها دقيقة واحدة بس
حرك عز الدين رأسه نفيا بعنف توسعت عينيه ذعرا يتمتم فزعا :
- قسما بالله سهيلة ما هنا ولا جت اصلا ... بنتي فين يا جاسر عملت فيها ايييه
انهي كلامه ليقبض علي عنق جاسر بعنف يصرخ فيه غاضبا خائفا علي ابنته :
- انطق وديت بنتي فييييين
في تلك اللحظات دق هاتف جاسر برقم ابيه ابتعد عن عز الدين يلتقط هاتفه ما أن وضع الهاتف علي أذنه سمع والده يصيح قلقا :
- ايوة يا جاسر لقيت سهيلة ... السواق الحمار بيقولي أنه وصلها عند موقف عربيات مش عارف حتي إسمه وقالتله أنها ساكنة هناك
حرك رأسه إيجابا الآن فقط فهم سهيلة هربت ... منه اولا ومن الده ثانيا .. كأنها كانت تعرف أن والده سيخبره بمكانها فخدعت السائق وهربت .... اجفل علي جملة والده التي يصيح بها بعد ذلك :
- جاسر أنت سامعني ... أنا في العربية دلوقتي ... رايح علي الموقف ومعايا السواق ... لو لقيتها هكلمك ... وانت اتصل بيها
اغمض جاسر عينيه متألما يحرك رأسه إيجابا حمخم يخرج صوته ضعيفا خفيضا :
- حاضر يا بابا
اغلق الخط التفت لعز الدين الذي ينظر له عاجزا يصرخ بلوعة :
- بنتي فين يا جاسر ابوس ايدك طمني عليها
زفر جاسر أنفاسه المثقلة يحرك رأسه نفيا يهمس بثقل يجثم علي قلبه :
- مش عارف ... هربت ... ارجوك لو اتصلت بيك بلغني
ترك والدها قلبه يحترق ألما علي صغيرته ...وخرج من منزله وقف في الشارع ينظر للسماء للحظات دمعت عينيه يهمس داخل قلبه راجيا :
- يااااارب ... يااااارب الاقيها يااارب
رفع يده يمسح تلك الدمعات التي هطلت من عينيه ... ليتحرك ناحية منزل خالد القريب للغاية من منزل عزالدين عله سهيلة هناك عند لينا ... تحرك بخطي واسعة ناحية منزل خالد ... دق الباب عدة مرات ... فتحت له لينا الباب نظر لها للحظات كطفل ضائع يهمس لها راجيا :
- قوليلي أن سهيلة عندك يا لينا وحياتي عندك قوليلي انها عندك
قطبت لينا جبينها متعجبة ... سهيلة ماذا سيأتي بها الي هنا ... حركت رأسها نفيا بعنف ... لتنهمر دموع جاسر بعنف افزعها ... توسعت عينيها مدهوشة لتقترب منه تطوقها بذراعيه تحتضنه ليرتمي بين أحضانها يشهق في بكاء عنيف يتمتم من بين شهقاته :
- سهيلة هربت يا لينا ... راحت ... أنا أذيتها أوي اوي. .. بس والله ما كنت مدرك أنا بعمل إيه
ابعدته لينا عنها تجذب يده لداخل المنزل ... ما إن خطي للداخل وجد بدور تجلس علي أحدي المقاعد تحتضن طفليها بعنف تنظر للفراغ ... نظرات خائفة فزعة ... جذبت لينا جاسر الي غرفة مكتب والدها دخلت واغلقت الباب خلفها
ارتمي جاسر علي أحد الارائك ... يخفي وجهه بين كفيه ... تقدمت تجلس جواره تربت علي رأسه برفق تسأله قلقة :
- مالها سهيلة يا جاسر ... ايه اللي حصل فهمني
رفع وجهه ينظر لها رأت العذاب يصرخ في عينيه ... بدأ يقص عليها ما حدث طوال الفترة الماضية وهي تنظر له مدهوشة لا تصدق ما يقول سحر ... أعمال كيف ... أليست فقط تخاريف لا صحة لها ... فغرت فاهها تنظر له مذهولة تتمتم :
- سحر ... هو في حاجة اسمها سحر فعلا ... أنا فكراها تخاريف ... طب سهيلة ... سهيلة راحت فين
رفع كتفيه لاعلي يحرك رأسه نفيا يتمتم بحرقة :
- ما اعرفش ... ما اعرفش ... أنا خايف عليها ... خايف لتأذي نفسها ... خايف تسقط اللي في بطنها .... كلميها يا لينا ... حاولي تتصلي بيها اكيد هترد عليكي انتي
حركت رأسها إيجابا سريعا تخرج هاتفها من جيب حقيبتها ... تحاول طلب رقم صديقتها مرة تليها اخري وأخري ... الهاتف مغلق دائما ... مرة واحدة دق جرس الهاتف لينظر جاسر للهاتف متلهفا ... ولكن لا رد ...
مرت عدة دقائق في صمت لا تعرف ما تقول ... وهو قلبه ينصهر خوفا عليها ... إلي أن رن هاتفها برقم غريب .... فتحت الخط سريعا تردف :
- الو مين معايا
-أنا سهيلة يا لينا
توسعت ابتسامتها حين سمعت صوت صديقتها لتغمغم متلهفة :
- سهيلة انتي فين يا سهيلة ... جاسر قالب عليكي الدنيا
جذب جاسر الهاتف من يدها يفتح مكبر الصوت ليسمع صوتها الضعيف الممزق :
- مش عايزة اسمع اسمه يا لينا ... خلاص كل اللي بينا انتهي ... أنا في المستشفي ... سقطت الجنين
شهقة فزعة خرجت من بين شفتي لينا ... بينما تفتت قلب جاسر لفتتات توسعت مقلتيه ذعرا ... لتكمل هي :
- لو هو جنبك خليه يطلقني ... كفاية اوي اللي عمله فيا ... أنا موت ابني عشان ما يفكرنيش بالعذاب اللي شوفته معاه .... سلام يا لينا
الو سهيلة استني .. الو ..... غمغت بها لينا متلهفة ولكن بعد فوات الأوان اغلقت الخط حاولت الاتصال بها عدة مرات دون فائدة ... رفعت وجهها تنظر لجاسر الذي يقف كالصنم عينيه متسعة حمراء تتهاوي منها دموعه مدت يدها تود أن تمسك بذراعه ... ليبعد يدها عنه تحرك للخارج لتهرول خلفه تصيح باسمه :
- جاسر استني يا جاسر ...جاسر
تسارعت خطواته يخرج من المنزل بأكمله وهي خلفه تصيح باسمه ... ابتعدت عن البيت تهرول خلفه تحاول اللحاق به ... لتظهر فجاءة دون سابق إنذار سيارة سوداء كبيرة نزل منها رجلين ضخام الجثة ... اندفع أحدهم ناحيتها يحاول الإمساك بها لتصرخ باسم جاسر تستجديه :
- جااااااااسر
التفت خلفه سريعا لتتوسع عينيه صاح بها ليركض ناحيتها ... كمم احد الرجلين فمها بيسراها ليحملها من خصرها بيمناه يدخلها قصرا الي السيارة ... وهي تحاول باستماته تحرير جسدها منه ... تصرخ بصوت مكتوم ... اقترب جاسر منهم ليخرج الرجل الآخر مسدسه طلقة واحدة استقرت في ذراع جاسر جعلته يسقط أرضا يصرخ من الألم بينما تصرخ هي باسم جاسر صرخات مكتومة تحاول تحرير نفسها باستماتة لتصل لأخيها ... ولكن ذلك الشئ الذي انغرز في رقبتها جعلها تصمت تماما ترحل عن الدنيا رغما عنها
_________________
عودة إلي المستشفي ... حمزة يجلس امام غرفة أدهم ... ومايا تقف أمام الزجاج ترفض التحرك انشا واحدا حتي ... وخالد يجلس علي الناحية الأخري ... من الممر ينظر لأخيه نادما لا يعرف كيف يخبره أنه السبب فيما حدث لابنه ... في تلك اللحظات تحديدا دق هاتف حمزة بصوت رسالة فتح الرسالة ليجد مرسلة من رقم غريب ... في البداية عنوان وتحته كُتب ( دا عنوان الواد اللي حاول يقتلك والرصاصة جت في ابنك ... الحقه قبل ما يهرب )
شد علي الهاتف بعنف ينظر للعنوان عدة مرات نيران الإنتقام تحرق قلبه للأخذ بثأره ... وضع الهاتف في جيبه ... ليتحرك من مكانه اتجه ناحية أخيه يغمغم بهدوء يسبق العاصفة :
- خالد خد مايا وديها عند لينا وبعدين ارجعي أنا هفضل مع أدهم لحد ما تيجي
تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا ... قام متجها ناحية ابنه أخيه يمسك بيدها يتمتم برفق :
- يلا يا ماما هنرجعله تاني يا حبيبتي
حركت رأسها نفيا تتساقط دموعها بعنف بسطت كفيها علي سطح الزجاج تغمغم بحرقة :
- مش هسيبه مش هقدر اسيبه ... أنا السبب يا ريتني ما قولتله تعالا ...ولا بعتله العنوان
جذبها خالد لاحضانه لتتمسك مايا به تنفجر في البكاء وهو يربت علي رأسها برفق يهمس لها بحنو :
- صدقيني يا بنتي هيبقي كويس والله هيبقي كويس بإذن الله ... بس انتي محتاجة ترتاحي شوية ... اقولك تعالي نروح تغيري هدومك وتاكلي لقمة سريعة وارجعك تاني ... يلا بقي
حركت رأسها إيجابا تنظر لادهم نظرة خاطفة تودعه بعينيها .... أمسك خالد بيدها يتحرك معها للخارج بينما يقف حمزة يراقب ... انتظر الي أن رحلت سيارة أخيه ... نظر للعساكر التي جاءت بصحبة محمد تقف عند باب غرفة أدهم فهي جناية قتل اولا واخرا يحادثهم :
- خلوا بالكوا منوا
ابتسم أحدهم يحرك رأسه إيجابا يتمتم بهدوء :
- ما تقلقش حضرتك
حرك رأسه إيجابا ينظر للفراغ لتتبدل نظراته الي أخري سوداء قاتمة ... تحرك الي سيارته سريعا يشق الطريق إلي العنوان الذي اُرسل إليه ... لا يفكر سوي في الإنتقام .....
علي صعيد آخر في الطريق بينما يوصل خالد مايا ... دق هاتفه برقم محمد صديقه ليفتح الخط سريعا يسأله :
- ايوة يا محمد حصل جديد
غمغم محمد سريعا بتلهف :
- ايوة يا خالد عرفنا نوصل لعنوان الواد ... أنا في طريقي لبيته ومعايا قوة ...
تنهد خالد بارتياح يتمتم سريعا :
- طب ابعتلي العنوان وأنا هوصل مايا واحصلك
أغلق خالد الخط يبتسم متوعدا ... يعد بأن يلقن من فعل ذلك درسا لا ينسي
أوقف حمزة سيارته عند مفترق طرق ... الطريق القادم ضيق للغاية لن يسع لسيارته ... نزل منها يضع مسدسه في جيب سرواله ... تحرك ناحية العنوان ... يبحث بين أرقام العمارات المتهدمة القديمة عن رقم العمارة الذي أرسل له إلي أن وجدته ... قدحت عينيه شرا ينزل درجات السلم ... حسب الوصف ... الفتي يعيش في شقة صغيرة في بدروم تلك العمارة المتهدمة ... تحركت قدميه ناحية البدروم ... ليقابله باب أزرق .. اخرج سلاحه يشد أجزائه ... حرك بيده الباب ليفتح بسهولة ... تحرك للداخل خطوة اثنتين ثلاثة ليقف متسمرا مكانه حين رأي ذلك الفتي ملقا أرضا مقتول بطلق ناري في رأسه ... شلت الصدمة جسده للحظات ... قبل أن يدوي صوت صافرات سيارات الشرطة ... وتتسارع الأقدام تأتي ناحيته ...
حمزة ارمي السلاح من ايدك .... ايه اللي أنت هببته دا
نظر جواره ليجد محمد يقف هناك عند باب الغرفة ينظر له فزعا ... لتخرج من بين شفتيه ضحكة عالية لم يظن يوما انه سيقع في ذلك الفخ الساذج ابدا حركت رأسه يتمتم ساخرا :
- ما يقع الا الشاطر فعلا ... برافو يا حمزة
وقف محمد عاجزا لا يعرف ما يفعل أمام جثة وحمزة يقف بمسك بمسدسه ... والكثير من الشهود من الجيران والعساكر معه ... يقرون بواقعة أن حمزة هو من قتل ذلك الفتي
تنهد محمد حائرا ليقترب من حمزة يهمس لها متألما :
- أنا آسف يا حمزة بس إنت مقبوض عليك بتهمة قتل
ابتسم حمزة ابتسامة بلا حياة يمد يده لمحمد ابتلع الأخير لعابه مرتبكا ليخرج الأصفاد من جيبه يطوق بها رسغي حمزة ... في تلك اللحظة سمعا صوت خالد يصيح مذهولا :
- في ايه ... ايه اللي حصل
- أنت حمار الله يخربيتك ايه اللي خلاك تخدرها
- يا عم ما هي كانت عمالة ترفس وتخربش بضوافرها بص ايدي عاملة إزاي
- يا غبي حاول تفوقها يلا ما ينفعش يغمي عليها ...
الكثير والكثير من الجمل تقتحم عقلها دون سابق إنذار ... ليغزو أنفها فجاءة رائحة قوية حادة تطرق عقلها بعنف ... حركت رأسها نفيا علها تبعد تلك الرائحة التي تصر بعنف علي طرق ثنايا عقلها النائمة ... تأوهت بصوت منخفض ترفع يدها تضعها علي رأسها لتسمع صوت ساخر يردد من جوارها :
- أهي البرنسيسة صحيت أهي
كانت جملته إشارة الخطر التي ايقظت عقلها فجاءة ... فتحت عينيها سريعا تنظر حولها لتجد نفسها داخل سيارة تجلس في المنتصف بين رجلين ضخام الجثة ... لا يُري منهم سوي العينين وجههم بالكامل ملثم .... شهقت حين تذكرت جاسر وما فعلوه بقي لتلهب عينيها غضبا ... لا تعرف لما ولكنها حقا لا تشعر بالخوف بل بالغضب ... صرخت بشراسة لتحاول بعنف ضرب الرجل الجالس بجوارها بكفيها ... تصرخ فيه :
- جاسر يا حيوانات ... أنا هوديكوا في ستين داهية ... بابا هيموتكوا ... لاء هيدفنكوا عيشين ... هتتمنوا الموت من اللي هيعمله فيكوا
اندفع الرجل الآخر يمسك بيديها ليصفعها التي كانت تضربه علي وجهها بعنف ... صفعة قوية قاسية جعلت شفتيها تتشقق وتنساب منها الدماء نظرت له بشراسة لتبصق في وجهه ... كاد الرجل أن يصفعها مرة أخري حين صدح صوت السائق يصيح فيهم غاضبا :
- في عربية ورانا
التفت الرجلين ينظران للخلف ليجدا سيارة سوداء ضخمة تلحق بهما ... صاح احد الرجلين في السائق :
- سيب الطريق وانزل في الصحرا
حرك السائق رأسه إيجابا سريعا لينحرف بمقود السيارة بعنف لتبتعد عن الطريق بعنف تغوض داخل الصحراء ... والسيارة السوداء الضخمة تسرع خلفهم توسعت ابتسامة لينا تنظر للرجلين بحقد ابتسمت تتمتم متشفية :
- مش قولتلكوا هيخليكوا تتمنوا الموت
قبض أحد الرجلين علي خصلات شعرها بعنف يصرخ فيها :
- اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي لينا تنظر للرجل بتشفي .... أسرعت السيارة السوداء بعنف كبير ... تسير حذاهم ... لتتوسع عيني لينا في دهشة حين رأت من في السيارة جاسر ومعه معاذ !! ... تسمع صوت الرجل يصرخ في السائق :
- ما تخليهمش يقفلوا عليك ... اخبط العربية حاول تبعدها
بدأ سائق السيارة التي هي فيها بعنف يصطدم بسيارة معاذ ... لتشتعل عيني معاذ غضبا حاول بعنف أن يصطدم هو الآخر بالسيارة ليصيح جاسر فيه محتدا :
- أنت بتعمل ايه يا مجنون لينا في العربية
ابتسم معاذ ابتسامة واسعة قاتمة التف برأسه ناحية لينا يغمزها بطرف عينيه لتتوسع عينيها في دهشة ماذا سيفعل ... دهس معاذ المكابح بعنف لتنطلق السيارة بقوة كبيرة سبق سيارة الخاطفين ... ليقف بسيارته بالعرض أمامهم يجبر السائق علي التوقف .... وبالفعل توقفت السيارة نزل السائق اولا يحمل في يده مسدس .... لينزل معاذ سريعا ... في اقل من لحظة رصاصة خرجت من فوهة مسدس الأخير ليسقط السائق ارضا يصرخ من ألم تلك الرصاصة التي استقرت بساقه ...في تلك اللحظة نزل أحد الرجلين يلف ذراعه حول عنق لينا يوجه مسدس ناحية رأسها مباشرة يصيح في صديقه :
- أنت مستني ايه خلص عليهم ... خلينا ناخدها ونغور
تحرك جاسر منحني الظهر ينزل من باب السيارة الآخر حتي لا يراه اي منهم ... في تبادل الرصاص بين معاذ والرجل الآخر ... رفع جاسر رأسه ببطئ يحاول تحديد مكان الرجل الآخر .. ليهب فجاءة يطلق عدة رصاصات ناحيته مباشرة اصابت أحدها صدره ليسقط أرضا .... لم يبقي سوي لينا وذلك الرجل الذي يقيد حركتها ... خرج جاسر من مكانه ... يتحرك ناحيتهم ببطئ يمسك بسلاح في يسراه يمناه يلتف حولها قطعة من قميصه الممزق ... شدد الرجل ذراعه حول عنق لينا يصرخ في جاسر بشراسة :
- اللي هيقرب خطوة واحدة هفجر دماغها انتوا فاهمين .... ارموا المسدسات ... ارموها
نظر معاذ لجاسر ليلقي كل منهما سلاحه ارضا أمامه ... توسعت عيني لينا فزعا تحركها نفيا تصيح فيهم :
- انتوا بتعملوا ايه ... اضربوا عليه
تأوهت متألمة حين جذب الرجل خصلات شعرها يصيح فيها متهكما :
- اخرسي يا بت ... وبعدين يضربوا عليا نار ... الرصاص هيجي فيكي يا مزة
توسعت عينيها علي آخرهما وعقلها يأخذها لذكري بعيدة ... بعيدة جدااا ... منذ سنوات طوال في عيد ميلادها العاشر تقريبا ... تلك الطفلة الصغيرة في غرفتها ترتدي فستان جميل اشبه بفستان اميرات الحكايات القديمة ... وتاج صغير فوق رأسه تقف فوق فراشها تعقد ذراعيها أمام صدرها ترفض النزول لحفلة عيد ميلادها ... تنهد زيدان متعجبا من رفضها يسألها متعجبا :
- يا لوليتا دا عيد ميلادك يعني ايه مش عايزة تنزلي ... يا حبيبتي ما ينفعش
اشاحت بوجهها بعيدا تحرك رأسها نفيا تتمتم حانقة :
- مش هنزل يعني مش هنزل ... كلهم هيبقوا معاهم ماما بتاعتهم وأنا ماما سابتني وسافرت ... أنا مش هحب ماما ومش هكلمها تاني ابداا
ضحك زيدان رغما عنه يحاول أن يسترضيها ليغمغم مبتسما :
- طب مش عايزة تعرفي الهدية اللي جبتهالك
حركت رأسها نفيا بعنف ليدخل خالد الي الغرفة في تلك اللحظات نظر لهم يتمتم متعجبا :
- ايه يا لينا اللي موفقك كدة .. وما نزلتيش ليه
ابتسم زيدان تنهد يردف يآسا :
- لينا رافضة تنزل .... عشان ماما سافرت ومش هتحضر معاها عيد ميلادها
نظر خالد لابنته ليضحك يآسا ابنته العنيدة ذات الرأس الصلبة تشبهة تماما ... ربت علي كتف زيدان الذي بات الآن فتي في الثامنة عشر من عمره يغمغم بهدوء :
- طب انزل شوف الدنيا تحت وأنا هجيب لينا واجي
حرك رأسه إيجابا ليتحرك ويخرج من الغرفة ... ليتحرك خالد يجلس علي فراش ابنته يغمغم مبتسما :
- ينفع نعمل عيد ميلاد لينا من غير ما لينا تكون موجودة ... اقعدي يا حبيبتي
جلست جوار أبيها تعقد ذراعيها تنظر بعيدا ليضحك خالد رغما عنه يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح :
- يا ست المقموصة ... ماما كان لازم تسافر .. انتي عارفة ماما بتحبك قد إيه ... صح ... بس لو ما كنتش سافرت كانت هتزعل وتقعد تعيط ...يرضيكي ماما تزعل
اخفضت الصغيرة رأسها أرضا تحركها نفيا لتتساقط بعض الدموع من مقلتيها تهمس في حزن :
- بس ماما وحشتني ... هي كانت بتقف جنبي وأنا بنفخ في الشمع كل مرة
بسط يده برفق أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه يغمغم مبتسما بمرح :
- زي القطط تاكلي وتنكري .. ما أنا ببقي جنبك انتي وماما ... هنوقف الواد زيدان المرة دي مكان ماما ...واوعدك لما ماما ترجع هعملك عيد ميلاد تاني ايه رايك
توسعت ابتسامتها البريئة تحرك رأسها إيجابا سريعا ليحملها خالد علي ذراعه يتمتم ضاحكا :
- يلا يا برنسيس ننزل نطفي الشمع ... جبتلك هدية حلوة اوي ... وماما بعتتلك من لندن بيت باربي الكبير اللي كنتي عايزاه
صفقت الصغيرة فرحة ... ليأخذها خالد وينزل لأسفل ... وسط جموع العائلة التي جاءت لحضور حفل مدللة أبيها الوحيدة .... طاولة كبيرة في منتصفها كعكة كبيرة للغاية طُبع عليها صورة لينا يحوطها الكثير من الحلوي بمختلف أنواعها ... وقفت لينا عند رأس الطاولة فوق مقعد جوارها والدها من ناحية وزيدان من الناحية الأخري والباقي يلتف الطاولة يغنون احدي أغاني عيد الميلاد ... ينظر زيدان لها يبتسم ابتسامة واسعة سعيدة ... صدح صوت خالد يحادث منظمي الحفل :
- اطفوا النار يلا عشان تتطفي الشمع بدأت الاضاءة تخبو ... شيئا الي ان اظلم المكان تماما لم تعد هناك إضاءة سوي أنوار الشموع مالت لينا برأسها لتطفئ شمعات عيد ميلادها ... واحدة الثانية الثالثة ... الرابعة ... الخامسة ... السادسة ... السابعة ... وقبل أن تطفئ الثامنة صدحت صرختها العالية ... صرخة جعلت الجميع يصيح وبدأ خالد يصرخ فيهم أن يشعلوا الاضواء ... يحرك يديه بعنف يبحث عن ابنته التي كانت تقف جواره قبل لحظات
حين عادت الإضاءة ... شخصت عيني خالد فزعا حين رأي رحاب تحمل ابنته توجه سكين ناحية رقبتها مباشرة تبتسم ابتسامة واسعة مختلة تصيح بجنون :
- مش قولتلك هحرق قلبك عليها ... اللي هيقرب خطوة واحدة هقتلها
أحمر وجه خالد من الغضب والخوف ينظر حوله الجميع يتراجع خوفا من أن تؤذي تلك المختلة الصغيرة ... بينما صرخ خالد في حرسه :
- ازاي دخلت أنا هوديكوا ورا الشمس
صدحت صوت ضحكة رحاب العالية المختلة تتمتم ساخرة :
- أنت مشغل عندك شوية بهايم يا باشا ... أنا مجرد ما قولتلهم اني تبع الخدامين اللي جايين لحفلة السنيورة دخلوني ... شهور وأنا مستنية اليوم دا ... واهو جه ... هحرق قلبك يا خالد يا سويسي
تحرك تلقائيا للامام يصرخ فيها :
- رحاب ... أنا قدامك اهو اعملي فيا اللي انتي عوزاه ابعدي عن البنت ... هي مالهاش ذنب
اشتعلت عيني رحاب غضبا لتصرخ بشراسة :
- وبنتي أنا كان ليها ذنب ... بنتك لازم تموت زي ما بنتي ماتت
قبض زيدان علي ذراع خالد قبل أن يتحرك حركة اخري وتؤذي رحاب لينا ليصدح صوت خالد عاليا:
- هي بنتك لوحدك كانت بنتي أنا كمان .. بنتي اللي قلبي اتحرق عليها ... اللي يوم ما شوفتها كانت جثة ... سيبي البنت يا رحاب
توسعت ابتسامة رحاب المختلة تحرك رأسها نفيا ببطئ تتمتم متلذذة :
- مش هسيبها يا خالد ... هموتها .. هحرق قلبك ..هجننك زي ما أنا اتجننت
- وليه انتي تموتيها ... هموتها انا
صدحت تلك الجملة بهدوء تام من الواقف جوار خالد ... لتتوسع أعين الجميع فزعا واولهم لينا التي نظرت له مذعورة تحرك رأسها نفيا تبكي بعنف طفلة صغيرة مرتعدة .. أخرج زيدان مسدسه من جيب سرواله وفي اقل من لحظة كان صوت رصاص قوي يدوي في المكان ... وصوت لينا تصرخ ... صرخت رحاب بذعر لتلقي لينا من يدها ارضا ... فاندفع خالد ناحيتها يقيد يديها وهرول زيدان ناحية لينا التي تكاد عينيها تخرج من مكانها من الفزع .. تنظر لجسدها مذعورة ألم يقتلها زيدان للتو ... انتشلها زيدان بعيدا عن رحاب وضعها علي أحد المقاعد يسألها فزعا :
- انتي كويسة
حركت رأسها نفيا بعنف تنظر له مذعورة تتمتم بفزع :
- انت قتلتني ... دم فين الدم ... ماما أنا عايزة ماما
كانت آخر كلماتها قبل أن تفقد الوعي تلقائها بين أحضانه يمسح علي رأسها برفق .... ينظر لخاله الذي يصرخ في الحرس غاضبا
Back
عادت من شرودها فجاءة علي صوت معاذ يصرخ في الرجل :
- سيبها واحنا نسيبك تمشي حي علي رجليك
توترت حدقتي الرجل ... ينظر للسائق الذي يجثو ارضا يصيح من ألم ساقه ... حرك السائق رأسه إيجابا ... ليعاود الرجل الآخر النظر لمعاذ وجاسر يصيح فيهم :
- ماشي أنا موافق دوروا العربية وخلوا السواق يركب ... وحطوا جثة مدبولي فيها ... يلا لو عايزها تفضل عايشة
حرك معاذ رأسه إيجابا سريعا ليستقل سيارتهم يدير محرك السيارة ... نزل منها وترك المحرك يعمل ... ليستند السائق علي ساقه السليمة يجلس في مقعده .... هرول سريعا يحمل جسد الرجل الآخر فتح باب السيارة الخلفي يضع جسده فيها يغلق الباب ... مد الخاطف يده يفتح باب السيارة الخلفي المجاور له بحذر ينظر لهما ... بينما لينا كانت في عالم آخر جسدها بارد يرتجف ذكريات متداخلة تمر في رأسها ... نظرت ليد السائق التي تحاوط عنقها لتتذكر ما حدث قديما كيف كانت ولا زالت طفلة ضعيفة ... اشتعلت عينيها في غضب ... لتقطم باسنانها يده بعنف شديد ... ترغب في تمزيق لحمه بين أسنانه قضمه عنيفة ليست بهينة إطلاقا ... صرخ الرجل متآلما ليدفعها بعيدا عنه بعنف سقطت علي وجهها ارضا ... ليلتقط جاسر مسدسه يحاول إطلاق النار ... ولكن ذلك الرجل سبقه فقط بخطوة واحدة دخل الي السيارة التي انطلقت بهم مسرعة تشق الصحراء .... اندفع جاسر يركض خلفهم يحاول أصابه عجلات السيارة ليجد المسدس قد فرع من الرصاصات ... صرخ في غيظ ليلقي المسدس ارضا بعنف ... عاد يهرول ناحية لينا الذي يحاول معاذ إسنادها لتقف أرضا ... التقطها جاسر بين ذراعيه يعانقها بقوة يغمغم متلهفا :
- انتي كويسة يا حبيبتي .. عملولك حاجة ... حد فيهم اذاكي
حركت رأسها نفيا تحاول التقاط أنفاسها تلهث بعنف ... لحظات تحاول إستجماع شتات نفسها مما حدث قبل قليل ... عادت تنظر لجاسر تسأله متعجبة :
- أنت جيت ورايا ازاي ... وازاي اتقابلت انت ومعاذ أصلا ... ودراعك أنا شوفته بيضربك بالرصاص
مسح علي رأسها برفق يغمغم لها بتروي :
- هفهمك كل حاجة في العربية يلا نروح ... كان المفروض نبلغ البوليس علي فكرة يا معاذ
تحرك مع شقيقته ليجلس جوارها علي الأريكة الخلفية في سيارة معاذ .... بينما استقل معاذ مقعد السائق تحرك بالسيارة يخرج من الصحراء ... نظرت لينا لجاسر تسأله بعينيها ليبارد معاذ قائلا :
- هقولك أنا يا لينا ... أنا كنت جاي لولدك عشان اتفق معاه علي ميعاد كتب الكتاب .. لما قربت شوفت جاسر بيقع علي الأرض وفي عربية بتجري بعيد ... أنا عارف شكل جاسر من الصور اللي ورتهالي بس مش عارف مين اللي في العربية قربت بسرعة وهو قالي أنك انتي اللي اتخطفتي ... الطلقة اللي في دراع جاسر رش علي فكرة فمش خطيرة ... ركب معايا وحاولنا نلحقكوا ... والحمد لله انتي بخير
ابتسمت لينا لجاسر ابتسامة صغيرة شاحبة لتريح رأسها علي صدره رفع يده السليمة يحركها علي شعرها برفق ينظر لمعاذ في شك يغمغم :
- مش غريبة شوية أن يكون معاك مسدسين مرخصين مش مسدس واحد
ابتسم معاذ في هدوء يرفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة :
- لا أبدا واحد منهم بتاع والدي الله يرحمه أنا ما كنتش بستخدمه خالص ... بس محتفظ بيه كذكري والحمد لله أنه كان شغال
حرك جاسر رأسه لم تتبدل نظرات عينيه المتشككة فقط ضحك باصفرار يتمتم :
- والبوليس أنا قولتلك بدل المرة عشرة اتصل بيه لأن موبايلي وقع اتكسر .... وما اتصلتش
نظر معاذ لجاسر من خلال مرأه السيارة الامامية بدهشة تجلت علي قسماته يتمتم مذهولا :
- أنت ما اتصلتش أنا افتكرتك بتقول أنا اتصلت بالبوليس ما خدتش باللي خالص والله
حرك جاسر رأسه إيجابا ينظر لمعاذ يحاول الابتسام ... ليقابله الأخير بابتسامة واسعة ... ليتمتم جاسر في نفسه قلقا :
- الواد دا نظراته مريبة ومش مريح ابداا !!!!
__________________
في أحدي الأقسام التابعة للمنطقة التي عُثر فيها علي جثة القتيل ... يتحرك خالد أمام غرفة التحقيق ذهابا وإيابا يكاد يحرق الأرض تحت أقدامه وقف فجاءة أمام محمد يصيح فيه قلقا :
- أنا اخويا ما قتلش أكيد في حاجة غلط
حرك محمد رأسه إيجابا سريعا ليهب واقفا جوار صديقه يربت علي كتفه يحاول تهدئته :
- أكيد طبعا يا خالد اهدي بس وكل حاجة هتبان
في داخل الغرفة وقف حمزة أمام مكتب الضابط الذي يُجري له التحقيق حمحم الضابط يهتف محتدا :
- أستاذ حمزة كونك اخو سيادة اللوا خالد باشا السويسي دا علي عيني وراسي بس أنت هنا متهم ودي جريمة قتل مش سرقة موبايل ...س : ممكن اعرف سبب وجودك في مكان الحادثة
ابتسم حمزة بهدوء يخرج هاتفه من جيب سرواله يضعه علي المكتب امام الضابط يتمتم مبتسما في هدوء :
- الرسالة قدامك اهي هتعرفك أنا ايه وداني هناك
التقط الضابط الهاتف ينظر لمحتوي الرسالة للحظات قبل أن يرفع رأسه لحمزة يغمغم ساخرا :
- قصدك أنه فخ وحد حاول يوقعك .. بس الشهود قالوا انك كنت ماسك مسدس كاتم للصوت اما البوليس دخل ... يعني أنت متلبس
ابتسم حمزة في هدوء يحرك رأسه إيجابا يتمتم متهكما :
- هو علميا أنا فعلا متلبس ...بشهادة الشهود ...
انما الحقيقة أنا خزنة مسدسي كاملة ما ضربتش منها رصاصة واحدة ...
ابتسم الضابط ابتسامة صفراء يحرك رأسه إيجابا يتمتم :
- علي العموم أنت هتفضل مشرف معانا لحد ما تقرير الطب الشرعي يطلع ..
دق باب المكتب في تلك اللحظات ... ليدخل العكسري ادي التحية للضابط يردف :
- خالد باشا برة يا افندم .. وعايز يدخل
حرك الضابط رأسه إيجابا ليتحرك العسكري خرج ليدخل خالد بعد لحظات وقف الضابط يصافحه يتمتم مبتسما :
- باشا نورت المكتب
رسم خالد ابتسامة زائفة على شفتيه يصافح الواقف أمامه تنهد يغمغم قلقا :
- متشكر ... وصلتوا ايه تقرير الطب الشرعي جه
حرك الضابط رأسه نفيا يتمتم سريعا :
- لسه يا باشا والله ... دلوقتي أستاذ حمزة لازم يفضل معانا لحد ما التقرير يظهر وساعتها نقرر ...
تنهد خالد متعبا يحرك رأسه إيجابا يمسح وجهه بكفه بعنف ... ليصدح صوت الضابط ينادي العسكري الواقف خارجا ... لحظات ودخل ليغمغم الضابط :
- خد أستاذ حمزة الحجز
رفع خالد وجهه ينظر للواقف أمامه نظرات حادة مشتعلة ... ليقبض علي يد حمزة الواقف جواره يغمغم مبتسما في قتامة :
- حمزة مش هينزل الحجز ... اعتبره في عهدتي لحد ما التقرير يجي ... ولو هو القاتل أنا بايدي اللي هسلمه ... مش هخرج بيه من القسم ... عن إذنك يا اسمك ايه ...
نظر خالد للعارضة الخشبية الصغيرة علي سطح مكتبه ... ليعاود النظر للضابط يتمتم مبتسما :
- عن إذنك يا مصطفي باشا
قبض خالد علي يد حمزة يخرج به من الغرفة حيث محمد الذي ينتظرهم خارجا تحرك خالد يقبض علي يد حمزة يتحرك به ناحية احدي الغرف وقف أمامها ينظر للعسكري الواقف أمامها :
- حاتم باشا جوا يا إبني
اوما العسكري بالإيجاب ليردف خالد :
- قوله خالد السويسي
غاب الفتي للحظات قبل أن يخرج يفسح لهم الطريق ... دخل خالد يقبض علي يد حمزة كأنه طفله الصغير الخائف عليه من أن يتوه في الزحام .... الي الداخل توجه به وقف حاتم يبتسم فتح ذراعيه يغمغم ضاحكا :
- صديق الزملاه القديم واحشني والله يا كبير
ضحك خالد يتمتم متهكما وهو يحتضن صديقه :
- حاتم عدنان يا سرسجي يا قديم ما فيش وسط يا إبني
بعد عناق حار بين الأصدقاء ... امسك خالد يد حاتم يبتعد به عن أخيه ومحمد الواقف ينظر لهم مبتسما ... تنهد يشرح له الوضع ليهمس له بصوت خفيض:
- أنا لازم اروح اشوف تقرير الطب الشرعي ... خايف لاحد يلعب فيه عشان يلبسها لحمزة ... حمزة مش هينفع ينزل الحجز ... أنا خايف للي عمل كدة يبعت حد يآذيه في الحجز ...
ابتسم حاتم يربت علي كتف صديقه يغمغم مترفقا :
- روح وما تقلقش
ابتسم خالد لصديقه ممتنا ليتحرك سريعا ناحية محمد يغمغم له علي عجل :
- تعالا معايا يا محمد ... حمزة ما تتحركش من هنا مهما حصل
تحرك خالد يهرول للخارج ومن خلفه محمد ليتهاوي حمزة علي الأريكة يبتسم ساخرا من أفعال أخيه الغريبة هل يظنه طفلا ... نظر ناحية ذلك الحاتم حين سأله مبتسما :
- تحب حضرتك تشرب حاجة
نفي برأسه ينظر للأمام يفكر في كل ما حدث
_____________________
علي صعيد آخر في فيلا جاسم الشريف ... ارتمت مايا بين أحضان لينا تبكي بلا توقف ... ولينا فقط تحاول أن تهدئها :
- يا حبيبتي أدهم هيبقي كويس والله ... الدكتور دا شكله ما بيفهمش حاجة ... طب ايه رأيك أنا أعرف دكتور شاطر جداا ... هكلمه يتابع حالة أدهم وهيطمنا ما تقلقيش
رفعت مايا وجهها تنظر للينا متلهفة تتوسلها بعينيها أن يكن ما تقوله صحيحا لتحرك لينا رأسها إيجابا ... تؤكد لها ما تقول تمسح دموعها برفق .... في اللحظات التالية كان يدق جرس الباب ... توجهت احدي الخادمات تفتح الباب لتشهق فزعة ما أن رأت ذلك المشهد أمامها ... هبت لينا واقفة تنظر للثلاثة الذين دخلوا توا بذعر :
- انتوا ايه اللي عمل فيكوا كدة
تحركت لينا تسند جاسر الي اقرب اريكة نظرت لوالدتها تغمغم متلهفة :
- مش وقته يا ماما ... جاسر دخل في دراعه طلقة ... اللي هي رش دي ... هتعرفي تخرجيها ولا نكلم دكتور
حركت رأسها إيجابا سريعا لتهرول تجلب حقيبة يدها التي نادرا ما تستخدم ما فيها ... الطلقة لم تكن عميقة فأخرجتها ببساطة عقمت جرح ذراعه ... ولفته جسدا بالشاش الأبيض ...
لتقترب من ابنتها تمسح الدماء المجلطة علي جرح شفتيها تستلهم قلقة :
- في أيه ... ايه اللي حصل لكوا
شرحت لينا بإيجاز لوالدتها ما حصل ...لتشهق الأخيرة مذعورة ابنتها كانت علي وشك الاختطاف ... صدح صوت جاسم في تلك اللحظات يتمتم متهكما :
- اقطع دراعي لو ما كنش خالد هو اللي عامل الفيلم دا كله عشان يجبرك ترجعيله
حركت لينا السويسي رأسها بعنف تتمتم سريعا :
- لاء يا جدو مش بابا أنا واثقة من دا ... اللي عمل كدة كان عايز يقتلني ومستحيل بابا يبعت حد يقتلني
تحرك جاسم يجلس جوار ابنته ينظر لحفيدته يغمغم محتدا :
- يبقي حد من أعدائه ما انتي ابوكي ليه اعداء في كل حتة .. كنتي هتموتي بسببه
تنهدت لينا وابنتها يآستان من المستحيل أن يتوقف جاسم عن كرهه لخالد ... حمحم معاذ في تلك اللحظات بحرج يتمتم متوترا :
- حمد لله علي سلامتك يا لينا هستأذن أنا بقي ... عن اذنكوا
التفت ليغادر لتصيح لينا باسمه سريعا :
- استني يا معاذ ... أنت مش هتمشي قبل ما بابا يجي ونقوله علي كل اللي حصل
التفت معاذ لها يبتسم مرتبكا ليحرك رأسه إيجابا ... عاد لمقعده يجلس عليه ...لتأخذ لينا هاتف والدتها سريعا تحاول الاتصال بوالدها
____________________
علي صعيد آخر بعيد كثيرا عن سابقه ... في غرفة صغيرة تطل شرفتها علي أمواج البحر المتلاطمة ... جلست علي مقعد خشاب قديم تستند بيمناه الي اطار الشرفة تنظر من خلالها لمشهد أمواج البحر وهي تصارع بعضها بعضا ... تتذكر وتتذكر وتتذكر كل ما مر بها ... ادمعت عينيها ينساب لؤلؤ حدقتيها يسقي خديها ... خرجت من شرودها علي صوت يردف من جوارها معاتبا :
- بردوا عملتي اللي في دماغك وقولتيله أنك سقطتي الجنين
مسحت سهيلة دموعها المتساقطة براحة يدها تنظر للسيدة حورية تغمغم بصوت ثقيل مختنق :
- صدقيني لا أنا ولا اللي في بطني نفرق معاه ... انتي مش عارفة حاجة
جلست حورية علي المقعد أمام سهيلة ابتسمت تربت علي ساقها تتمتم مترفقة :
- أنا عارفة جاسر اكتر مما تتصوري وعارفة أنه مستحيل يستقوي علي واحدة ست ... وشوفت فرحته بيكي في عينيه لما جيتوا هنا اول مرة ... جاسر طيب والطيب ما يأذيش أكيد في حاجة غلط حصلت
حركت سهيلة رأسها نفيا بعنف تشيح بوجهها ناحية النافذة تغمغم مختنقة :
- حصلت بقي ما حصلتش خلاص احنا كل اللي بينا انتهي ... أنا بقيت ما بكرهش في حياتي حد قده ... علي قد ما حبيتش في حياتي حد قده
التفتت سريعا ناحية حورية تمسك بيديها تتوسلها راجية :
- انتي حلفتيلي أنك مش هتقوليله إني عندك صح
ابتسمت حورية حزينة مشفقة علي حالها وحال جاسر ولدها الذي لم تحمل به تنهدت تحرك رأسها إيجابا تربت علي يد سهيلة :
- صح يا بنتي قومي يلا ناكل لقمة ... انتي ما كلتيش حاجة من ساعة ما جيتي عشان خاطر اللي في بطنك حتي
جذبت حورية يد سهيلة تتحرك بها ناحية صالة المنزل الصغيرة .. جلست جوارها ارضا حول طاولة من الخشب ذات أقدام قصيرة للغاية ... ارتص عليها وجبة فاخرة من المأكولات البحرية ... مدت سهيلة يدها تلتقط معلقة ارز صغيرة تضعها في فمها لتنهمر دموعها بعنف تدوي في رأسها جملته وهو يغمغم
« احلي طبق رز صيادية لاحلي سهيلة في الدنيا ... الحساب يا افندم عشرين بوسة ويا ريت يبقي فيه تبس للطباخ الغلبان »
انفجرت دموعها تبكي بحرقة لتحاوطها حرية تضمها لأحضانها برفق تحاول فقط أن تهدئها
_______________
في غرفة مكتب حاتم مرت ساعة تقريبا قبل ان يُفتح الباب فجاءة بعنف ودخل خالد إلي الغرفة هرول ناحية أخيه يعانقه بقوة يشدد عليه بين أحضانه يهمس بصوت خفيض شبه باكي :
- الحمد لله يا رب ... الحمد لله
أبعد حمزة عنه ينظر له بابتسامة واسعة تشق شفتيه تنهد يغمغم بارتياح :
- الحمد لله تقرير الطب الشرعي أثبت الرصاص اللي في جسمه مختلف عن الرصاص اللي في مسدسك ... وإن وقت الوفاة حوالي الساعة 12 والوقت دا احنا كنا في المستشفى اصلا ... جبت شهادة الدكتور والممرضات وكاميرات مراقبة المستشفي ... كل الادلة اللي تثبت أنك بعيد ... والحمد لله إنت برة الجريمة دي كلها ...
عاد يعانق أخيه من جديد يكاد يبكي من الفرح منذ ساعة فقط كاد يموت ذعرا من أن يكون هو المتورط في جريمة القتل ... انهيا سريعا الأوراق لخروجه ليودع خالد محمد ... استقل هو وحمزة سيارته ... اراح حمزة رأسه للخلف يغمض عينيه ليغمغم خالد برفق :
- ارتاح علي ما نوصل ... اليوم كان صعب أوي
فتح حمزة عينيه يبتسم ابتسامة ذبيحة متألمة يغمغم :
- ارتاح وابني بين الحياة والموت ... والخيط الوحيد اتقتل
مسح خالد وجهه بكف يده كور قبضته يشد عليها بعنف قلبه بل جسده بالكامل أشتعل غضبا فقط لو يضع يده علي من يفعل ذلك شد علي أسنانه يغمغم متوعدا :
- احنا بندور ورا الرقم اللي بعتلك الرسالة ما تشلش هم ... أنا بعت حراسة كبيرة عند أدهم ...
دق هاتفه يمنعه من ان يكمل ما كان يقول نظر للاسم ليجد اسم لينا زوجته تسارعت دقات قلبه قلقا في حقيقة الأمر ... خائفا من أن يكون أصابها مكروة... فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه سريعا يغمغم متلهفا :
- ايوة يا لينا انتي كويسة
قطب جينيه متعجبا حين سمع صوت ابنته تطلب منه الحضور في الحال ... تنهد يغمغم سريعا :
- أنا في طريقي ليكوا كدة كدة دقائق وهكون عندكوا
اغلق معها الخط ليضع المكابح بعنف يزيد سرعة الزيادة ... دقائق وكان أمام منزل جاسم نزل من السيارة يتبعه حمزة الي الداخل دق باب المنزل لتفتح ابنته له قطب جبينه قلقا ينظر لجرح شفتيها المتورم :
- انتي كويسة ايه اللي حصل
ادخل يا بابا بس الأول ... غمغمت بها لينا تبتسم في هدوء ... ليدخل خالد خلفه حمزة ... وقعت عيني خالد علي معاذ الجالس علي أحد المقاعد يبتسم في بلاهة ليصيح محتدا :
- ايه اللي جاب الواد دا هنا
لتقع عينيه في اللحظة التالية علي جاسر الذي يجلس علي الاريكة ذراعه عاري يلتف بالضدمات ... لينا زوجته تجلس جواره تطعمه في فمه ليصيح غاضبا :
- ودا قاعد كدة ليه ودراعه ماله .... وانتي بتأكليه ليه هو اتشل
لم تنظر ناحية زوجها الغاضب ولو لمحة خاطفة فقط اكملت ما كانت تفعل في هدوء تام ... لتمسك لينا بيد والدها جلست جواره تقص عليه ما حدث .... احتقنت عينيه بلهيب مستعر هب واقفا يصيح بجنون :
- يعني ايه اتخطفتي من عند الفيلا والبهايم اللي هناك واقفين يعملوا ايه ...
وقفت لينا أمام والدها تغمغم سريعا :
- يا بابا بقول لحضرتك أنا طلعت اجري ورا جاسر وكنت بعيدة جداا عن الفيلا ...فطبيعي هما ما شافونيش
تحرك خالد يلتف حول نفسه يكاد رأسه ينفجر من يلف الحبال عليه بتلك الطريقة من يحاول إيذاء عائلته كاملة ... وقف أمام احدي المقاعد يشد بيديه علي خشب المقعد يتنفس بعنف يصرخ داخل نفسه :
- اهدا يا خالد ... اهدا ... هتلاقيهم وربي لهلاقيهم ... بس احطي ايدي عليهم .... دلوقتي الأهم فالمهم
رفع وجهه ينظر لهم جميعا وخاصة لجاسم الذي ينظر له يبتسم ساخرا متشفيا ... حرك رأسه إيجابا يرتب ما سيفعل داخل رأسه ... ليصدح بصوت حاد :
- طيب واضح أن اللي بيعمل كدة عايز يأذيني أنا ... فبيدور علي اغلي ما عندي ويضربه وعشان أنا ما عنديش اي استعداد اخسر حد فيكوا ... من هنا ورايح هنعيش كلنا في البيت بتاعي الكبير ... وهزود الحراسة علي الفيلا والعربيات ما حدش هيخرج من باب البيت غير لما يكون معاه عربيتن حرس ويفضل ما حدش يخرج الفترة الجاية لحد ما اوصل للي عمل كدة ... يلا كلكوا علي العربيات
حركت لينا رأسها إيجابا تري فكرة ابيها حقا صائبة في الظرف الحالي ... تحركت تسند جاسر الي الخارج ... لتتحرك مايا تلحق بهم ... معاذ خرج خلف لينا مباشرة ... ليبقي جاسم ولينا ابنته ... وحمزة وبالطبع خالد .... نظر خالد لجاسم يتمتم ساخرا :
- أنا ما سمعتش أنا قولت ايه ... أنت آه مش من ضمن الغاليين عندي ... بس لو حصلك حاجة لينا هتزعل وأنا ما احبش ازعل مراتي
ضحك جاسم عاليا متهكما يضع ساقا فوق أخري يتمتم ساخرا :
- كفي نفسك يا حبيبي أنا اعرف احمي نفسي وبنتي كويس اوي
زفر خالد حانقا يمسح وجهه بكف يده نظر ناحية أخيه يتمتم مبتسما :
- حمزة معلش هتعبك ... خد الراجل دا معاك في اي عربية
ابتسم حمزة في هدوء خبيث يحرك رأسه ايجايا بينما احتقن وجه جاسم غاضبا يصيح فيهم :
- أنت اتجننت إنت واخوك ولا ايه ... دا أنا اوديكوا في ستين داهية لو حد قرب بس مني
بهدوء تام تحرك حمزة متجها ناحية جاسم جذبه من ذراعه ليقف بعنف .. شهقت لينا غاضبة مما فعلت كادت ان تندفع ناحية أبيها لتشعر بخالد يلف ذراعه حول خصرها من الخلف يثبتها داخل أحضانه يصيح في أخيه :
- يلا يا حمزة
حرفيا حمل حمزة جاسم بجهد شاق إلي السيارة والأخير يصرخ فيه أن يتركه ... حاولت لينا بعنف دفع خالد بعيدا عنها تصرخ فيه بشراسة :
- أبعد عني بقولك ابعد أنا مش هروح معاك في حتة أنت فاهم أنا عندي اموت ولا إني افضل اعيش معاك تاني تحت سقف واحد
لف جسدها عنوة ليواجه وجهها وجهه ثبتها بذراعه يبتسم في عشق يغمغم بوله:
- وحشتيني أوي ... لولا المصايب اللي كنت فيها طول النهار ... كنت جتلك جري .... ياااه يا لينا حاسس إني ما شوفتكيش بقالي سنين
نظرت له حاقدة لتحاول بعنف تضرب قبضتيها في صدره تصرخ بشراسة :
- ابعد عني بقولك ابعد خلي عندك دم .. أنا ما بقتش طيقاك خلاص
ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيه ... ليميل فجاءة يحملها عنوة بين ذراعيه يتحرك بها للخارج وهي تصرخ بين ذراعيه تركل بساقيها :
- نزلني يا حيوان أنت اتجننت بقولك نزلني ... اللي أنت بتعمله دا اسمه خطف وأنا هوديك في ستين داهية .... نزلني بقولك يا نااااس الحقوني ... حد يلحقني ... الحقووووووووني
ضحك خالد عاليا ليتحرك بها ناحية السيارة ... تحرك حمزة سريعا يفتح باب السيارة الخلفي لينحني خالد يضعها في السيارة يجلس جوارها سريعا ... حاولت فتح الباب الآخر ليمسك بها خالد سريعا يكبلها بذراعيه بين أحضانه وهي تصرخ بشراسة تحاول دفعه وخدشه بأظافرها والسيارة تنطلق بهم ... تمكنت من امساك كف يده بأسنانها تضعه بعنف ليصيح متألما :
- اه يا بنت العضاضة ...
نزلني بقولك نزلني يا حيوان ... بابا انت قاعد ساكت ليه كدة ... صرخت بها لينا بغيظ
ليبتسم جاسر متوترا لا يعرف ما يقوله هل يخبرها أن ذلك المختل الجالس جواره شقيقه زوجها المختل يمسك في يده مسدس ... يحذره من أن ينطق بحرف ... وجاسم خير من يعرف إياد الكامن داخل حمزة
حاولت لينا مرة اخري فتح باب السيارة ليجذبها خالد ناحيته ارتطمت في صدره بعنف توسعت عينيها تشهق مصدومة حين سمعته يهمس في عبث :
- اقسم بالله لو ما بطلتي جنان ما هيهمني إن ابوكي واخويا قاعدين قدام وهقولك طريقة عمل البسبوسة يا بسبوسة
توسعت عينيها علي آخرهما تنظر له مذهولة في فزع حركت رأسها إيجابا رغما عنها لتتوسع ابتسامته الخبيثة يلاعب لها حاجييه عبثا