رواية اسرت قلبه الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم سولييه نصار


 رواية اسرت قلبه الفصل الثامن والخمسون 

"حبيب عيوني"
.....
العيون ديا هى احلامى

هى يا عينيا حبى و غرامى

نورها حواليا مالى ايامى

و الهنا كله فى العيون ديا

و المنا كله العيون ديا

هيا دى هيا فرحة الدنيا

دق يا قلبى غنى يا عينيا
.......
رمش مؤيد بإرتباك وهو ينظر الى عاصي الذي بدا وكأنه على وشك قتل أحدهم وهو أحدهم ...
-أنطق يا حبيبي ..انت عندك شيزوفرينيا ....
ابتلع ريقه وقال :
-لا معنديش ....
ابتسم بتوحش وقال:
-يبقى خلاص انا هطبق وشك ....
ثم أمسك وجهه حيث أصبحت يده اليمني فوق رأسه يشد شعره قليلاً ويده الأخرى ممسكة بذقته بينما يقول من بين أسنانه ...:
-أنا هطبق وشك ...هطبقه .....
تكلم مؤيد وهو يشعر بالإختناق :
-يا عم مش معترض بس هطبقه ازاي ..ده مينفعش علمياً ولا عملياً حتى ...انت مدرستش اي حاجة في أي حاجة !!!!
وضعت دلال كفها على فمها وهي تمنع ضحكاتها من الإنفلات حيث ان شكل رأس مؤيد كان يبدو مضحكاً وهو موضوع بين يدي عاصي الضخمة ،
-عاصي سيبه .. 
قالها أمجد وهو يحاول افلات مؤيد منه ...فقد بدا أنه سوف يموت ولكن عاصي كان أكثر قوة من أمجد وفشل أمجد تماماً في افلات عاصي بل إنه  جلس على الأريكة وهو يلهث بقوة وسيطر على وجه اللون الأحمر من فرط المجهود الذي بذله.  ..
-حرام عليك يا عاصي سيبه يا اخي هيموت تحت ايديك....
-ما يموت أنا هشيل همه ليه هو ابن اختي ...بعدين الاستاذ جاي يتقدم لمراتي أنا وقدام عيوني ....
نظر إلى مؤيد الذي ضاق نفسه وقال:
-انت عارف انا هعمل فيك ايه ؟؛....وشك الحلو ده مش هخلي فيه حتة سليمة ...أنا هخلي الطب يفشل أنه يلاقي علاج ليك ....بتتقدم لمراتي أنا يا روح امك.....انت فاكر نفسك مين ....بعد كده انت شوفتها فين ...انطق ....
نطقت دلال من خلفه بتسلية؛
-في المدرسة اللي كانت بتشتغل فيها كان هو كمان بيشتغل فيها...وجه اتقدم ليها  ...بس محصلش نصيب ....
-كمان ...
قالها عاصي والغيرة تقطر من نبرته .....
-يا امي ليه قولتي كده بس ...اهو هيموته!!
قالها أمجد وهو يضع كفه على رأسه ...يشعر بالإرهاق الشديد لدرجة أنه لا يستطيع أن ينهض ويفلت مؤيد من عاصي الذي بدا كأنه وحش سوف يلتهم كل من يقترب منه ...وقد خلف أمجد على حياة ذلك المسكين بالفعل ...صحيح أنه مخطئ جدا ولكنه سوف يموت على يد عاصي ...
-ابعد عني يا عم ...
قالها مؤيد وهو يحاول الأفلات منه إلا أن عاصي تمسك به جيدا ثم رفع كفه ولكمه وبعنف وصرخ :
-مراتي أنا ....جاي تتقدم لمراتي أنا ... سألت قبل كده عن عاصي صفوت يا حيلتها قبل ما تبص لحاجة تخصه !!ده انا هخلي وشك مفهوش حاجة سليمة ... ...أنا هنهيك خالص ...
-يا نهار ابيض يا عاصي صلي على النبي!!
قالها أمجد وهو ينهض بسرعة ليبعد عاصي عن مؤيد ولكن عاصي بدا وكأنه فقد صوابه تماماً كان يضربه دون رحمة ...الغيرة تشتعل داخله ...أنه يموت ...حياته فوضى منذ أن تركته ....لا ينام ولا يأكل جيدا وكأنها أخذت كل السعادة ورحلت تاركة إياه غارق في الحزن !!..هل كان ينقصه أن يأتي رجل ويضع عينيه على ما هو ملكه ....كلما تذكر الطريقة التي طلب بها يد زوجته امام عينيه يغضب أكثر ... وتزداد رغبته في أن يقتل هذا الحقير ....
شعر عاصي بأحدهما يمسكه من خصره من الخلف ادار رأسه قليلاً ليرى أمجد يقول وهو يلهث:
-ابوس ايديك كفاية هو اتربى خلاص ...أنا مش قادر عليك ...اللهم ما بارك عندك صحة ولا عشر رجالة في بعض ...سيبه خلاص ....
-والله ابدا ما يحصل عشان بعد كده يفكر مليون مرة قبل ما يبص على حاجة متخصهوش ....
ثم انفلت من أمجد وهجم عليه مرة ثانية وهو يضربه مجدداً ...
كانت رحيق تقف جوار شقيقتها نوران ....يفتحان باب غرفتهما قليلاً لكي يشاهدان ماذا يحدث بينما جيلان خلفهما وهي تحاول أن تشاهد أيضاً ...
-ياربي ده عجنه خالص !! الراجل هيموت في أيده ...يارب أمجد ينقذه 
قالتها رحيق بشفقة وهي تضع كفها على فمها بينما تقول نوران :
-يستاهل. ..عبيط ده ولا ايه ...ازاي يجي يتقدم لواحدة متجوزة.... خليه يمكن عاصي يضبط اسلام دماغه ويخليه يفكر شوية بدل ما هو معتوه كده !!
ضربتها رحيق على ذراعها وهي تقول :
-بس اسكتي ما عاصي كده ممكن يتورط...ده ممكن يبلغ عليه وعاصي وقتها اللي هيقع في مشكلة !! ....
ابتسمت نوران بخبث وقالت وهي تنظر إليها :
-آه أنتِ خايفة على حبيب القلب مش كده ...وعاملة انك مش مهتمة وأنتِ هتموتي عليه ......متخافيش البيه المحامي بتاعنا مفيش حاجة تقدر تمسه ....

-اتلمي يا نوران أنا مش ناقصة سخافتك ...أنا عايزة اطلع أهديه ...
قالتها رحيق وهي تحاول ألا تحمر خجلاً ولكن بالفعل كان وجهها تخضب بحمرة الخجل.  . 
-خلاص اهدي أمجد مسكه اهو .. 
تنفست رحيق براحة اخيراً
......
-خلاص خلاص يا عاصي كفاية كده . عجنته كفاية .....
كان يمسكه بقوة وهو يبعده عن مؤيد الذي كان على الأرض يتألم من شدة الضرب الذي تعرض له...ولكن عاصي كان لا يهدأ ...كلما تذكر أن هذا الحقير طلب من زوجته الزواج يجن أكثر ..كيف يجرؤ على هذا .. كيف ينظر لزوجته !!!
-سيبني أنا هربيه الحيوان ده ...
قالها عاصي وهو يحاول أن يتحرر من أمجد لكي يضربه مجدداً ولكن بدا أن قوتها بدأت بالتراجع بعد المجهود الذي بذله في ضرب مؤيد ...كان أمجد يتمسك به جيداً وهو يقول :
-صلي على النبي بس واهدي ...اهدي شوية ....
-لا مستحيل أنا...أنا لازم اموته ..
وبالفعل تحرر منه وهو يقترب من مؤيد مرة آخرى ولكن مؤيد استطاع النهوض بسرعة وركض خارج المنزل وهو يتحامل على ساقيه ويركض خارج المنزل ...كاد عاصي أن يركض خلفه ويخرج من المنزل إلا أن أمجد امسكه وهو يقول:
-اهدى شوية ابوس ايديك...أهدى مش كده !!!
إلا أن عاصي كان يحاول التحرر منه ...ولكن أمجد بدا مصمماً في تلك اللحظة كي لا يفلت منه ....
-صلي على النبي ...صلي على النبي 
قالها أمجد وهو يحاول تهدئته ليتنفس عاصي ويقول :
-عليه الصلاة والسلام .. 
افلته وقال:
-تعالى ارتاح واشرب حاجة كنت هتموت الراجل في إيديك ..ايه اللي يستاهل بس انك تضيع حياتك في السجن بسبب واحد تافه زي ده ....
تنفس عاصي بضيق وهو يعدل من خصلات شعره التي غطت جزء من عينيه  ...
-عايز اقابل مراتي !
قالها بجمود بينما عينيه الزرقاء تلمع بقوة ... .
-احنا محتاجين نتكلم الاول . .
قالها أمجد ليرد دون أن تنبسط ملامحه ؛
-وأنا عايز اشوف مراتي الاول لو سمحت ....قولها اني عايز اقابلها ....
نظر أمجد لوالدته لترى الرضا يسيطر على ملامحها نظرت اليه وهي تهز رأسها لكي يوافق ...تنهد بعمق وقال :
-هقولها لو وافقت تقدر تقابلها لا يبقى فيها كلام تاني عشان معناها انك زعلت اختي جامد ....
-انت عارف انها مراتي ...اقدر اخدها دلوقتي لو حابب ...
قالها عاصي بنفاذ صبر وما زال غضبه مسيطر عليه....
رفع أمجد رأسه وقال :
-رحيق اختي ...انت مش هتقدر تاخدها من هنا غصب هنا ...ليك حقوق على راسي ...بس اختي ليها حقوق برضه ....مينفعش تسيب مراتك تطلع برا بيتك غضبانة اسبوعين متسألش فيها ...وتيجي تقول عايزها ....أنا هعرف ايه اللي حصل والمرة دي اللي عايزاه اختي هيكون !!
....
اخذ يتنفس بصعوبة بينما عينيه متسعة وه. يسمع قرار أمجد المتعسف بشأنه ....هز رأسه وهو يحاول السيطرة على اعصابه وقال:
-ماشي قولها اني عايز اقابلها ...
ثم توجه للأريكة وجلس عليها وهو يعدل من وضع شعره مجدداً...
اتجه أمجد الى غرفة شقيقتيه وما ان رأته رحيق حتى ارتكبت وولجت للداخل وهي تجلس على الفراش ...توقف أمجد وهو يرى نوران وجيلان يقفان على باب الغرفة ...
-طول عمركم لهافين انتوا الاتنين ..
-على فكرة رحيق كانت معانا بس جريت لما شافتك ...
قالتها نوران وهي تضحك ...ليضربها على رأسها ويقول :
-طيب يا لمضة ...أطلعي انتِ حابب اتكلم مع اختك شوية وخدي جيلان والباب معاكي ....
ابتسمت نوران وهي تأخذ جيلان وتخرج  ....
...
اقترب أمجد من رحيق التي تجلس على الفراش وتفرك كفيها بتوتر ....
-هو عايز يشوفك ...
قالها بهدوء لتتوتر اكثر فيكمل هو :
-انا مش هجبرك على حاجة ...أنا مش عارف ايه اللي حصل...بس متأكد انه عمل حاجة كبيرة خلتك تقفلي منه ...بس كمان من رأيي تتكلمي معاه وانا مش هجبرك ترجعيله ...اعرفي أن بيت اخوكي هيكون مفتوح ليكي في أي وقت ...وان مستحيل اقف ضدك في أي حاجة ...
ابتسمت رحيق بحب وقالت:
-ربنا يخليك ليا يا أمجد. أنا عارفة ده كويس...وانا هسمع كلامك وهقابله ...
......
كان يجلس على الأريكة يفرك كفيه بتوتر وغضب  بالغ ...لقد وافقت ان تراه أخيراً وها هو يجلس بغرفة الضيوف ينتظرها ...
فتُح الباب فجأة لتلج هي ...رفع عينيه إليها ...كانت ترتدي حجابها وعباءة سوداء رسمية ...اخذ يلتهما بنظراته....ادرك الحين انه اشتاق إليها بجنون ...وأنه ان لم يأتي اليوم كان سيموت من شدة الشوق ....لقد ادرك الأمر الآن انه يحبها. ..لا يعرف متى ولكن يعرف انه غير قادر على نسيانها ..   
نهض وهو يقترب نحوها...اغلقت هي الباب وابتعدت سريعاّ عنه وهي تنظر بتوجس إليه ...كان هدفه الباب ليغلقه بالمفتاح ثم ترك المفتاح على الباب...
-عاصي أنت بتعمل ايه ؟!
-أنتِ متوقعة ان لما راجل يجي يتقدم لمراتي أنا ... اعمله ايه يعني اخده بالحضن ...
قالها عاصي بغضب وهو ينظر إليها ..كانت تقف بعيد وهي ترتجف بسبب النيران التي تندلع من عينيه ...كانت مصدومة مثله ..من أين عرف مؤيد انها ستتطلق من عاصي ؟....
-بس ده مش مبرر أنك تعجنه !!
قالتها بضيق ليقترب منها بسرعة فتفر هي هاربة وكادت ان تفتح الباب لتخرج ولكنه  أمسك ذراعها وهو يغلق الباب جيداً...ثم وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه ...اذ وجدت نفسها محاصرة بين الباب وجسده ...رفعت عينيها وهي تنظر إليه ...تزدرد ريقها وهي ترى النيران التي تشتعل بعينيه ....
-ايه زعلانة عليه؟؟ ....اروح اموتهولك دلوقتي عشان تزعلي عليه بالمر ....
-عاصي ...
قالتها بخوف ليرد بقهر:
-انا بموت من وقت ما سيبتي البيت ...مش عارف أعيش حياتي زي الأول وكأنك قلبتي حياتي ومشيتي ...وانتِ هنا عايشة حياتك ...عايزة ترجعي شغلك واللي اسمه مؤيد ده جه يطلبك وقدام عينيا والله لولا أمجد كنت قتلته !...رحيق مفيش شغل ...انسي الكلام الفاضي ده ومفيش طلاق ...انتِ هتروحي معايا البيت دلوقتي.!!
-لا ...أنا ...
قالتها بتبرير ولكنه أحاط خصرها بذراعيه وهو يرفعها  قليلا نحوه حتي اصطدمت انفاسه بانفاسها وقال وهو ينظر لعينيها ويقول بعذاب :
-أنتِ ليه مش فاهمة حياتي اتقلبت من أول ما مشيتي منها ...أنا بحبك...بحبك ...فهمتي ولو أي حد سواء مؤيد ولا غيره حط عينيه عليكي هقتلك وأقتله !!,
كانت عينيها متسعتان برعب وهي تنظران إليه ...بينما اعترافه بالحب يهز ما بداخلها ....توسعت عينيها اكثر وهي تراه يقترب بوجهه من وجهها بنية تقبيلها ....دفعته بقوة وهي نهرب منه وتقول :
-عاصي احنا في بيت اهلي ....
ثم ركضت نحو الباب وفتحته وخرجت مسرعة ...
نظر إلى أثرها أراد أن يذهب ويعيدها رغماً عنها ولكنلم يكن يريد إثارة اي فضيحة  .سوف تعود إليها ...سيفعل المستحيل كي يعيدها ....ولن يستسلم !!ابتسامة شقت شفتيه عندما أدرك بالفعل أنه يحبها ...لقد تغلب على خوفه من الحب وأحبها ولن ينكر هذا !!!
.......
فتحت باب غرفتها واغلقته وهي تشعر بوجهها يشتعل من الخجل ....حمدت الله ان لا أحد هنا ...
وضعت كفها على قلبها الذي يهدر بقوة داخل صدرها ....جلست على الفراش وعينيها متسعة بصدمة....لا تصدق حتى الآن انه اعترف بحبه لها ...انها تشعر وكأنها تحلم 
.....
وقف عاصي امام أمجد وهو يقول :
-انا عايز مراتي ترجع معايا النهاردة ودلوقتي !
رفع أمجد حاجبيه 
-لو عايزة ترجع هرجعها لكن اختي فعليا مش عايزة ترجع دلوقتي هي مصممة على الطلاق ...هي حتى مكملتش معاك دقيقتين وطلعت جري ...فعايز اعرف دلوقتي انت بتعملها ايه ؟!
-دي مراتي انت ازاي تمنعني منها !!!
-دي اختي ...اختي اللي رميتها اسبوعين وروحت تسافر ...اختي اللي بعد العذاب اللي اتعذبته في حياتها وقولت اخيرا هتتجوز وترتاح تيجي حضرتك وتكسر قلبها ...أنا عارف رحيق وواثق أنها مغلطتش ابداً في حقك ...وعارف انك اكيد اللي غلطان ..
صمت عاصي ولم يعرف بما يرد وهذا ما أكد لأمجد كلامه فأكمل بعد برهة :
-اختي اللي عايزاه هيحصل ...
-يعني ايه الكلام ده ؟
قالها وهو يحاول السيطرة على غضبه رغم ان شياطينه اخبرته ان يلكم أمجد ويفسد ملامح وجهه....ابتسم أمجد بإستفزاز ؛
-يعني لو أختي مش عايزة ترجع مش هترجع ولو عايزة تتطلق أنا بنفسي هطلقها منك ...أنا عارف رحيق أكيد انت عملت مصيبة عشان كده هي فافلة منك هي مش عايزة تقول بس أنا هفضل وراها ...
شعر بالإرتباك ولكنه اخفى هذا وقال بغضب :
-وهي هتقعد هنا لحد امتى وهتعمل ايه ...مفروض ترجع معايا أنا جوزها ...ولا حضرتك ناوي توافق على الولد المايع ده ......ناوي تجوزها بعد ما تطلقها مني ؟!!!
زادت ابتسامته استفزازاً وقال:
-طبيعي أجوزها هي مش هتفضل حزينة على فراقك طول العمر ...معندناش بنات بتبكي على الأطلال!!
ضم كفيه بقوة ...حقاّ كان على وشك ضربه بقوة وتشويه وجهه ولكن قال بعد لحظات وهو يحاول أن يسيطر على يده ....:
-مراتي هترجع معايا انا هعمل اللي عمرك ما تتوقعه !!!

،........

-فيه أمل يا مدام مياس ...
قالها جورج بإبتسامة ...لمعت عينيها بفعل الدموع ونظرت الى سيف وهي تبتسم بتلهف وتمسك كفه وتقول:
+بجد يا دكتور ...بجد ... . 
ظهر القلق بعيني سيف وقال :
-حضرتك متأكد يا دكتور ...يعني مفيش خطر هيكون على حياتها لو عملت الجراحة دي ....
-احنا هنستخدم الليزر واكيد كل حاجة ليها مخاطر وآثار جانبية ولكن لو اتبعت التعليمات هنقدر إن شاء الله نتلافي ده ...بس لازم اكون صريح وأقول إن الوش مش هيرجع بيرفكت زي الاول ...أنا مجرد هحاول أخفف من أثر الحروق  ..والوش يبقى اجمل ....قولتوا ايه ....
نظر سيف إلى مياس وقال:
-أنا معاكي في اللي عايزاه مش همنعك يا مياس ....
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه ...يعرف أنه يراها جميلة في كل أحوالها. ..ورغبتها في اجراء الجراحة لكي تكون اجمل له ....ولأجله سوف تخوض هذا ... لأجله سوف تتقبل النتيجة مهما يكن ....ضغطت على كفه وهي ترفع رأسها للطبيب وتقول :
-أنا موافقة اعمل العملية ...
.. ...
بعد قليل خرجا من عيادة الطبيب وهما متشابكان الأيدي....
-شكرا ليك عشان موقفتش في الموضوع ....
قالتها مياس وهي تنظر إليه فقال مبتسماً.:
-أنا حاولت اخليكِ تتقبلي نفسك زي ما انتِ بس يظهر انك حابة تعمليها ومش هتنبسطي الا بالشكل ده ...
-لا أبداً والله ...انت نجحت وخلتني اتقبل نفسي وأحبها كمان ...بس دي اخر حاجة هجربها عشان ميجيش يوم ويكون جوايا شوية ندم  ...لو لو انت هتقولي متعمليهاش مش هعملها ...
-أنتِ بجد نصابة عارفة اني ضعيف قصادك ومش هعمل كده طبعاً صح ...
ضحكت وهي تنظر إليه وهزت رأسها دون خجل وقالت :
-ايوة ....
-طيب يا نصابة ...يالا عشان نروح ....
-عايزة اكل ايس كريم الاول ....
قالتها بدلال ليهز رأسه ويقول :
-حاضر يا هانم في الطريق هعزمك ...أنا عيوني ليكي....
-تسلم عيونك ...
قالتها بحب له ليفتح لها السيارة فتلج وهي تشعر بالراحة ...وكأن حياتها أصبحت أجمل الآن بوجوده وكل شئ بخير ...
......
في المساء. ..
كانت فرصتها الآن لما إرادته منذ مدة ...عمها سافر القاهرة من أجل العمل.....سيف قرر الخروج لشراء بعض الاحتياجات لهما ...وسيتأخر قليلاً....لذلك سريعاً أخرجت ما كانت تخفيه تحت السرير ....
...
وقفت أمام العبوة وهي تبتسم بسعادة ...فتحتها ليظهر فستان زفاف بسيط التصميم لكنه رائع ..عاري الكتفين وينتهي بذيل طويل ..وعلى  صدر الفستان هناك فراشات بيضاء رقيقة. .....
كان رائع ...كانت متأكدة أنه سوف يحبه .....
أمسكت هاتفها وهي تطلب الطعام من الخارج ...وبعد أن انتهت أمسكت المنشفة الخاصة بها ....ثم اتجهت نحو الحمام ..  
بعد قليل ...خرجت والماء يقطر من شعرها بينما تجففه بالمنشفة وترتدي مآزر الحمام ....
بعد أن انتهت من تجفيف شعرها خلعت المآزر وارتدت الغلالة البيضاء ...ثم اتجهت لطاولة الزينة وهي تنظر لعينيها التي تلمع بسعادة وعشق ...لقد قررت أن تخبره اليوم بحبها له....قررت أن تسعده كما أسعدها دوماً......
مشطت شعرها الأسود ...ثم أمسكت احمر الشفاه وهي تضع منها على شفتيها ...ثم اتبعته بالماسكرا 
انتهت اخيرا ونظرت إلى نفسها بسعادة وهي ترى أنها جميلة للغاية ....الجمال الذي أخبرها سيف مرات عديدة أنه يراه بها هي تراه الآن بنفسها ....دارت حول نفسها وهي تتخيل نفسها عندما ترتدي الفستان....
رن جرس المنزل ...هذا اكيد حارس  البناية احضر لها الطلب الخاص بها فهي قد أعطته المال  سابقاً ليستلم هو الطلب  ....
ارتدت الأسدال الخاص بها وهي تخفي وجهها بحجابها ثم فتحت الباب لتجد حارس البناية قد ترك حقائب  الطعام على الأرض ....
اخذت الحقائب الورقية وادخلتها بالداخل ...كانت رائحة المشاوي رائعة للغاية ....
وضعت الحقائب على الطاولة ثم سريعاً ذهبت لإحضار اطباق لكي تضع به الطعام .....
بعد قليل كانت قد انتهت من إعداد كل شئ ووقفت وهي تنظر إلى الطاولة بفخر كان شكل الطعام شهي ...نظرت إلى هاتفها الذي يرن وجدته أنه سيف لا بد أنه وصل وسوف يصعد الان ...ركضت وهي ترتدي الفستان بسرعة ..ثم أغلقت الاضواء وقلبها يخفق داخل صدرها ....
...
ولج سيف إلى المنزل وهو يحمل العديد من الحقائب البلاستيكية وعبس وهو يجد الظلام يسيطر على المكان ....وضع يده على مفتاح الكهرباء ليبدد الظلام ...توسعت عينيه بذهول وهو يرى الطاولة تحتوي على طعامه المفضل ....ولكن ذهوله كان أكبر وهو يرى فراشته تقف أمامه وهي ترتدي فستان زفاف وقد بدت أجمل ما رأت عينيه يوماً كان مذهول لدرجة أنه أوقع ما يحمله....
.وضعت كفها على فمها وهي تمنع ضحكاتها من الخروج بينما تراه في تلك الحالة ...كان ما زال مذهولا لذلك أخذت خطواتها بخجل وهي تقترب منه تحيط عنقه وتقبله بلطف ثم تبتعد عنه وقد احمر وجهها بقوة وكادت أن تبتعد عنه إلا أنه جذبها وهو يضع كفه على ظهرها يقبلها بقوة ....
ابتعدت اخيرا بعد لحظات وهي تطرق برأسها أرضاً...لم تكن هي يوماً المبادرة في علاقتهما بل هو ....
رفع ذقنها وهو يبتسم لها ويقول:
-ايه سر الاحتفال الحلو ده ...
-قولت اكون جميلة عشانك ....
-أنتِ جميلة في كل الأوقات يا حبيبي...
توسعت ابتسامتها وامسكت كفه وقبلته بلطف ليشد كفها ويقبله أيضا ....جذبته حتى يجلس على المقعد وجلست على ساقه وهي تضع محرمة ورقية على صدرها كي لا تلوث الفستان ...ثم بدأت بإطعام زوجها ......
كانت تطعمه وعلى وجهها ابتسامة سعيدة ...كان ينظر إليها والإبتسامة تشمل جميع تقاسيم وجهه ويقول:
-حابب أن اللحظة دي تستمر للابد يا مياس ...حابك تكوني في حياتي للأبد...أنا بحبك ....
تألقت عينيها وهي تنظر إليه ...مسحت كفها جيدا في المحارم الورقية التي بجوارها على الطاولة ثم وضعت كفها على وجهه. وقالت برقة :
-وأنا كمان بحبك ....
توسعت عينيه بشدة ...وقد هدر قلبه داخل صدره ...كان ينظر إليها بذهول ...ابتسمت وهي تضع قبلة على وجنته وقالت :
-يعني انت مش عارف مثلا اني بحبك....ده مش ظاهر اني اختارت اني ابعد ويتوجع قلبي بس اهم حاجة متتأذيش عشان ده كان هيوجع قلبي اكتر...أنا بحبك اكتر مما تتخيل ...بحبك اكتر ما حبيت اي حد تاني يا سيف ...انت مش جوزي وبس ...انت نصي التاني ...روحي وكل حاجة حلوة جوايا ...انت اللي اديتني سبب عشان اعيش عشانه...أنا هعيش زوجة ليك طول العمر وهبقى أم لاولادك وربنا يقدرني واقدر اسعدك طول حياتي يا سيف ....لانك تستاهل السعادة دي جداً....انت اكتر راجل مثالي شوفته في حياتي ....
لمعت عينيه بقوة وهو يشدها إليه ويضمها بقوة ...
-عايزة احتفل بفرحنا النهاردة ...عايزة الليلة تكون ليلة فرحنا بدل الليلة الغريبة بتاعة المرة اللي فاتت ... ..
ابعدها عنه وهو يقبل رأسها ثم جعلها تنهض ونهض هو وهو يجذبها ويعانقها بينما يراقصها لنعومة وهو يغني في أذنه بصوته الرقيق:
هيا دى هيا فرحة الدنيا

دق يا قلبى غنى يا عينيا

ابتسامتها ويا رقتها ورده بتفتح يا حلاوتها

و انتا يا قلبى ياللى حبيتها أدى نظرتها لسه فى عينيا

هى دى هى فرحة الدنيا دق يا قلبى غنى يا عينيا

بالى كان خالى و انشغل بالى

نظره و التانيه غيرو حالى

و ابتدا عمرى بالهوا الغالى

و ابتدا قلبى يعرف الدنيا

هيا دى هيا فرحة الدنيا رد يا قلبى غنى يا عينيا

العيون ديا هى احلامى

هى يا عينيا حبى و غرامى

نورها حواليا مالى ايامى

و الهنا كله فى العيون ديا

و المنا كله العيون ديا

هيا دى هيا فرحة الدنيا

دق يا قلبى غنى يا عينيا
   ...........

-هو احنا هنخلي الاخ ده جنبنا واحنا بنتفرج عل التلفزيون ...يادي النيلة !!!
قالها جورج بضيق وهو ينظر للدب الكبير بينما ماريانا تضحك وهي تحتضنه ....
-ايه لسه بتخاف منه  ..ده كيوت خالص ....
-كيوت ايه ...حلمت أنه رمى عليا طاسة الزيت ...احلامي كلها رعب من اول ما جيبناه ....
قالها بضيق لتضحك هي بقوة ....وتحتضنه أكثر وتقول :
-انت عشان عندك تروما منهم لكن هو دبدوب حلو اووي ...مونسني والله وبخليه ينام جنبي ..
نظر إليه واقترب وهو يهمس بشوق:
-أنا ممكن اخد وظيفة الدبدوب وانام جنبك ومش هعمل صوت 
هزت ماريانا رأسها وهي تقول ضاحكة :
-ده بعينك مش هيحصل ابدا ....
أمسك كفها وقال وهو يقبله :
-مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة وساعتها مش هحلك ..
سحبت كفها وهي تحتضن الدب مرة أخرى ليقول بضيق :
-ابعدي شوية عن الدبدوب عشان بغييير مش كل شوية تحضني فيه ...
ضحكت بإستفزاز له وهي تقول :
-براحتي ...
-يا ستي ماشي أنا بحوشلك ده كله بس لما نرجع زي الاول انا هوريكي ....
-على فكرة ممكن اعاند معاك واطول فترة العقاب ....
-يا ستي ماشي ..براحتك خالص ...اعملي اللي عايزاه بس اللي ميزعلش ...
ضحكت بإستفزاز له وقالت :
-مبتهددش ...
اقترب منها وكاد أن يمسكها إلا أنها بسرعة ابتعدت عنه وهي تضحك توقفت فجأة وجرس المنزل يرن ثم بسرعة اتجهت لفتحه ولكنها تجمدت وهي تراها وبصوت باهت مصدوم قالت:
-سيلا !!!! 
.........

-جالك كلامي ...قولتلك الجوازة دي متنفعش ...يا بني أنت اصلا مش بتحبها ...انت مش عارف تحب غير نوران ....
قالتها منيرة لجاسم الجالس على الأريكة وهو ينظر للاعلى بينما يشعر بالضيق ....ضميره يجلده بسببها هي ....ما زالت كلماتها تدور بعقله .....لقد كسر قلبها ....وهو المخطئ...لم يكن عليه أن يدخلها حياته وفي قلبه أخرى ...نوران التي لا يستطيع أن ينساها مهما فعل وكأن لعنتها حلت عليه ....مسح على وجهه بتعب بينما والدته ما زالت تؤنبه ...وكأن ينقصه بعد كل شئ حدث بحياته ...اخذ يفكر ماذا فعل ليعاني بهذا الشكل ...كل ما أراده أن يتزوج من يحبه ويعيش بسعادة مع نوران ولكن حياته انقلبت رأساً على عقب عندما كشفت نوران سرها ...احياناً يتمنى من نوران لو التزمت الصمت وعاش نعيم الجهل لم يمانع ...لم يتحمل هو الحقيقة وأصبح كالتائه لا يعرف اين وماذا يفعل. ..  
-أنا مش بكلمك ...ما ترد عليا !!!!
زفر بضيق وقال:
-تصدقي انا غلطان اني جيت هنا  عشان ابات عندك !!!أنا مش جاي هنا تاني ...هروح اقعد في بيتي احسنلي ... 
ثم نهض لكي يذهب الا ان والدته أمسكت ذراعه وهي تصرخ به:
-انت مش هتهرب يا جاسم لحد ما تقولي طلقت نوران ليه ...مادام بتعشقها طلقتها ليه يا بني .ظلمتها ليه ..علاقتي مع اختي باظت بسببك مش قادرة احط عيني في عينيها ...عملت ايه المسكينة عشان تطلقها قبل ما تكملوا مع بعض شهرين ورجعتها بيت اهلها وخليت اللي يسوى واللي ميسواش يتكلم عليها !!!
-لو سمحتي خليني امشي ....
قالها بضيق وهو يحاول السيطرة على أعصابه كي لا يصرخ بها ...تخبره أنها ظالم ...ظلمها هي ...ماذا عن حالته هو ...أنه يموت ولا يشعر به أحد.،...هل تظن أنه سعيد بحياته ...أنه تعيس...يموت ...يحترق من الداخل ....يحاول أن ينساها ولكنها كل يوم تسيطر على تفكيره أكثر  وعندما حاول الهروب منها بآخرى جرح الأخرى والتي ليس لديها أي ذنب ... الا تعرف والدته اي فوضى يعيش فيها هو 
جذب ذراعه منها وهو يقول بغضب :
-حرام عليكي سيبيني في حالي أنا فيا اللي مكفيني!!!
ثم تركها وغادر ...
.....
وقفت وهي تربع ذراعيها وتقول:
-لحد امتى هتفضلي كده يا بنتي. ....حابسة نفسك بقالك أسبوع. ...نايمة ليل نهار 
وضعت حورية الوسادة على رأسها وقالت ببرود :
-لو سمحتي يا ماما اقفلي الباب عشان التكييف واقفلي النور ...أنا عايزة انام ....
-انتِ بقالك اسبوع مصلتيش يا حورية ...أنا قولت أخيراً التزمتي في الصلاة دلوقتي بطلتيها ...ايه يا حورية هو قربك من ربنا كان عشانه بس...العشا اذنت  من بدري وحتى مقدركيش ربنا تصليها جماعة معايا!!....
رفعت رأسها قليلا وقالت بنبرة متعبة :
-لو سمحتي يا ماما قولتلك سيبيني وأطلعي....
اقتربت منها والدتها وهي تمسكها من ذراعها ثم تجعلها تنهض من على الفراش ...كانت تبدو في حالة سيئة للغاية ...وجهها ذابل وعينيها حمراء بفعل البكاء...شعرها لم تمشطه منذ ايام ...
-ايه يا بنتي اللي بتعمليه ده في حياتك ...وعشان مين ده كله ...ليه بتدمري نفسك بالشكل ده ...
-سيبني لو سمحتِ سيبني...
قالتها وهي على وشك الإنهيار...ثم أكملت :
-انا بموت يا ماما ....
انهمرت دموعها وأكملت :
-قلبي اتكسر...حاسة ان العالم كله ضيق بيا من الحزن بعد ما كان ضيق من كتر سعادتي ...أنا غلطت لما سيبته وانا روحي فيه ....
-يا حبيبتي انتِ غلطتي لما ارتبطتي بيه وهو عمره ما حبك ...يا بنتي قلبك مش لعبة عشان تغامري بيه ....
-انا كنت مستعدة اغامر بحياتي بس يحبني...بس هو معرفش يحبني يا ماما .. 
-لان اللي عملتيه غلط ...محدش يستاهل ده يا بنتي ...انتِ حلوة ومتعلمة ومتربية وألف واحد يتمناكي...ليه ترمي نفسك الرمية دي ..ايه ناقصك يا بنتي ...قوليلي ايه ناقصك عشان ترمي نفسك على واحد مش بيحبك ...واحد محبوس في الماضي ....
-يوووه خلاص يا ماما ...خلاص ما هو أنا سيبته اهو ...أعمل ايه تاني ...اقتل نفسي !!!.حرام عليكي يا ماما ...أنا بحاول انسى وانتِ كل شوية تفكريني حرام عليكي ...
-يا بنتي أنا عايزاكي تخرجي من اللي انتِ فيه ...عايزاكي تصلي زي ما كنتي الايام اللي فاتت ازاي رابطة أنك تصلي ولا لا بيه هو ...يا بنتي حرام اللي بتعمليه ده ....أنتِ...
توقفت فجأة وجرس المنزل يرن لتتركها وتقول:
-هرجعلك ونخلص كلامنا ....
ثم خرجت من الغرفة وهي ترتدي حجابها ...لابد أنها جارتها ...فتحت الباب ولكنها تجمدت وهي تجده أمامها ...
-انت !!!
قالتها بغضب ليقول  بتوتر :
-عايز اقابل آنسة حورية لو سمحتي !!
......
فتحت عينيها وهي تشعر بصداع فظيع عبست وهي تجد نفسها بغرفة غريبة بينما تشعر أنها تترنح....
نهضت جالسة برعب وهي تحاول أن تتذكر ما الذي حدث ..  فجأة توسعت عينيها وهي تجد عاصي يجلس على المقعد أمامها ويبتسم بينما يضع ساق على ساق ...
-انت عملت فيا ايه ؟!
قالتها رحيق بصدمة ليرد ببساطة:
-خطفتك!!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1