رواية هو مش انا الفصل السادس 6 بقلم صبحى المرسي

 

 

رواية هو مش انا الفصل السادس بقلم صبحى المرسي

 :#نصفه_الاخر
لم أنم تلك الليلة. ولا اللي بعدها.

كلما أغمضت عيني، رأيتُ المرايا… لا تعكسني، بل تعكسه.
كأنه لم يختفِ… بل انتقل إلى الداخل.

في اليوم التالي، جلست مع أمنية وسط الأوراق، الكتب، الرموز القديمة، نبحث عن أي خيط يوصلنا للحقيقة الكاملة.

قالت وهي تقلّب صفحة صفراء بحذر:
– "جدّك كتب هنا… إن كل من يلمس العلامة، يخلق نصفًا آخر منه… نصف لا يخضع لقانون، ولا يعرف الرحمة. بيتغذى على ندمك، ويكبر بصمتك."

سألتها:
– "يعني اللي حصل امبارح… كان نهاية النسخة؟"

ردّت وهي تهزّ رأسها:
– "النسخة الأولى، أيوه. بس في احتمال إنه كان تمهيد… تمهيد للنسخة الكاملة."

قمت وأنا بلف حوالين نفسي:
– "أنا بقيت مش عارف أنا مين. بصراحة… حاسس إني فاضي. كأن في حاجة اتسحبت مني."

أمنية سكتت لحظة، وبعدين قالت بصوت واضح كأنها بتقرا وصية:

> "كل واحد فينا عنده نُسخة جوّاه…
نسخة مش بتظهر إلا لما نلمس الحاجات اللي كان لازم نسيبها مدفونة."

وقفت.
وبصيتلها.
الجملة دي دخلت قلبي زي سكين بارد.

سحبت الورقة منها، وبصيت على الرموز اللي كانت تحت الجملة.
نفس العلامة… لكن حوليها دايرة جديدة، محفور فيها أربع كلمات:
"دم، اسم، باب، ظل."

سألتها:
– "الكلمات دي… ترمز لإيه؟"

قالت:
– "دي مفاتيح الرجوع… بس كمان مفاتيح الجحيم."

الفصل #السابع : #أربع_مفاتيح_وابواب_لا_تغلق
منذ أن قرأت الكلمات الأربعة:
"دم، اسم، باب، ظل."
وأنا أشعر أن العالم يتقلّص من حولي… كأن كل الطرق تؤدي إلى داخل نفسي، لا إلى الخارج.

قضيت اليوم كله مع "أمنية" نحاول نفك طلاسم الورقة.
كانت تشير إلى طقسٍ قديم، مكتوب بلغة هجينة… مزيج من آرامية بدائية، وسريانية مكسّرة، وعلامات لا تشبه أي أبجدية بشرية.

قالت وهي تشير إلى سطرٍ يكاد يُمحى:
– "بص هنا… بيقول: من لمس الرمز، بدأ في فقدان اسمه."

نظرتُ إليها في صمت… ثم همست:
– "يعني إيه؟"

قالت دون أن ترفع عينيها:
– "الكيان مش بس بيقلدك… هو بيسرقك حتة حتة. بيبدأ بـ اسمك… ثم ذكرياتك… ثم صوتك… ولما يكتمل، تلاقي نفسك بتعيش برا جسمك، وهو اللي بيتكلم مكانك."

بلعت ريقي… وافتكرت الضحكة اللي سمعتها من الحيطة.

سألتها:
– "والحل؟"

أشارت إلى عبارة في الكتاب:

> "من أراد أن يُعيد الباب إلى نومه، فليجمع مفاتيحه الأربعة… من حيث سال الدم، وذُكر الاسم، وفُتح الباب، وتحرّك الظل."

قالت:
– "لازم نلاقي الأربع أماكن دول… كل مكان فيهم بيخزن فيه الكيان جزء من قوته."

وقفت فجأة، وكأن كل شيء بدا واضحًا… أو مرعبًا بما فيه الكفاية.

– "الدم… ده يبقى المكان اللي مات فيه الشخص الأول اللي لمس العلامة."

أمنية هزّت راسها وقالت:
– "وأنا أعرف مكانه. 

الليل نزل بسرعة غريبة.
كأن الشمس قررت تهرب من اللي هنعمله.

ركبنا عربية أمنية… وكانت بتسوق في صمت.
الطريق كان خالي، كأننا ماشيين في عالم تاني.
مفيش عربيات… مفيش كلاب… حتى الهوا ماكنش بيتحرّك.

سألتها وأنا ببص في المراية الجانبية:
– "هو… مات هنا؟"

قالت وهي بتزفر:
– "من ٣٢ سنة. طالب اسمه رمزي. كان بيكتب بحث عن الرموز الوثنية في صعيد مصر. لمس نفس العلامة، بس في مكان تاني… في سرداب قديم تحت معبد مهجور في بني سويف."

قلت:
– "بس العلامة دي في بيت جدي!"

ردت:
– "وفي بيوت غيره. هي مش ملك لحد… هي مرتبطة بـ الباب نفسه."

وصلنا المكان عند نص الليل.

كان تل رملي، حوالينه أشجار متيبّسة، زي ما تكون ماتت وهي بتصرخ.
وفي قلب التل… حفرة.

أمنية قالت وهي بتنزل:
– "جدي حكى إن رمزي مات هنا… بس ما ماتش موت طبيعي."

سألتها:
– "إزاي؟"

قالت:
– "اتقال إن جسمه اتفصل عن وشّه. يعني… لقوا جثته، بس وِشّه… كان متحوِّل. مش بني آدم."

أنا ما كنتش عايز أصدق، بس لما نزلنا الحفرة… حسيت إني بدخل عالم غير حقيقي.
الأرض فيها آثار طين رغم إن الجو جاف.
ريحة دم قديم… متخزنة في التراب.

أمنية طلعت حاجة من شنطتها… كانت قطعة معدن صغيرة، شكلها زي المفتاح، لكن مش عادي.
فيها نفس الرمز… العين والتلات نقاط.

قالت:
– "دي أول مفتاح… من الأربعة."

فجأة، سمعنا صوت خربشة… في آخر السرداب.

بصينا هناك، وشفنا حركة… ظل بيعدّي بسرعة، لكن صوته أبطأ من حركته.

أنا همست:
– "الظل… لسه هنا؟"

قالت:
– "هو دايما هنا… لو ماشيين في الاتجاه الصح."

رجعنا العربية، والمفتاح الأول في إيدينا.

لكن وأنا قاعد، مسكت المراية الصغيرة اللي في التابلوه… وبصيت.

شفت وِشي… بس مش كله.

العين الشمال… كانت سودة.

كأن النسخة بدأت ترجع.

التفتّ لأمنية وقلت:
– "إحنا بنلعب مع الوقت… ومع كيان مش بيعرف الرحمة."

ردّت بنظرة طويلة وقالت:

"الكيانات القديمة ما بتقتلش بسرعة…
هي بتستمتع وأنت بتنسى مين أنت."

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1