رواية فتاة الخيل الراقص الفصل الخامس 5 بقلم لينه سعد

  

رواية فتاة الخيل الراقص الفصل الخامس بقلم لينه سعد


كنت شاطرة بشي دائما اسوي من جنت صغيرة وهو الهروب ، اهرب مثل طائر جريح يشتهي الاختباء، والاختفاء ، هربت لغرفتي من نظرات اللوم من ألسنة العتاب اهرب بحيث ما يكون احد ، دخلت غرفتي واغلق كل شي وراي جنت افتر مثل مصرع جنت ادور عن شي بس مااعرف وهذا الشي هو نفسي، ابحث عن نفسي عن ذاتي الوفية ، عن برائتي، عن عين صافية، جنت اردد بداخلي الهروب مو ضعف لا هو للبقاء على قيد الحياة . 
نمت واني مغمى علية ومااعرف شوكت كعدت ، كعدت بس مو اني كعدت وحدة ثانية ولاول مرة اكعد لوحدي بدون مساعدة احد ، قلبي كان يتمنى الي صار هو مجرد حلم وعقلي رافض الخيال مقتنع بان كل شي هو حقيقة ، وحقيقة مؤلمة لازم اتقبلها نزلت لجوة وكان البيت هادئ مابي اي حركه والحركه الي كانت من قبل هي تابعه لرقية ولخالتي سعادة ، دخلت للمطبخ وشفت امي بي خالي من سعادة التفتت الية بإهتمام

_هدولة ها ماما اشو كاعدة من وكت 
_لعد رقية وين؟ 
وخالي سعادة وين ؟ 

_رقية مريضة وسعادة يمها، تعالي انسوي الريوك سوة 
.... تقدمت واني اكعد على الطاولة واكول مريضة من شنو؟ 
ماعرف الي جنت افكر بي معقولة امحي المعرفة لو اني فعلا ماجنت اعرف، وبعدها بدقيقة دخل عمو جميل ونظراته متوترة وكال 
_صباح الخير 

_ماشي اروح 
_جميل، اعرف الي يصير مو سهل بس كول الة لا تقضحنا الوضع كلة يرجع علينا حاول تقنعه بدون مايدخل الشرطه وخلي المسألة بين الأطراف وبس مانريد انشهر نفسنا 

2 ت
_واني هم هيج اكول ، بس اهم شي البنية هسة 
.... تحرك عمو جميل متوجهه لغرفه المكتب واني كاعدة بدون ماانطق كلمة واي كلمة اكولها وبلحظة سمعت صوت بابا يعلى والصوت يقترب أكثر وأكثر وتوقف بردهه الممر وكال 

_شلون اسكت انت عاقل 

_بس نصبر شوي انشوف منو هو هذا قصدي 

_راح اعرف منو وراح اسجنه لو اكتلة 
... ادخلت امي 

_عبد الصمد انت واعي لكلامك 

_اي واعي انتم تدرون الي صار لو لا ترا مختصبيها ثلاثة الله أكبر عليهم 

.... شفت امي تكتم فمه وتكول تعال جوة نحجي
....وفعلا دخلو بدوني اما اني فكان سؤال واحد يدور بعقلي واريد افهمه شنو ثلاثة؟ رجعت لذاكرتي واني اعصرها بقوة واشوف رقية بين اثنين واحد مربط رجليها والثاني فوكها يكتم انفاسها نظراتها الي جانت مركزة علية واني ابتعد عنها ، بهذه اللحظة توقعته هو يضربها بس لا هو الة هدف ثاني 
نزلت دموعي واكتم شهكتي اتبعتهم بخطوات واسمع بابا يكول 

_شنو ذنبها تعيش هيج منو الها غيري امها الي ماتندل راسها من رجليها لو منو 
... جاوبه جميل 

3 ت
_هي يمنه وملزومه من عدنا واني الي اخذ حقها بس مااريد تتشوه صورتها اكثر مما.... 

.... سكت وماكمل جملته وجاوبه بابا 
_كمل ليش ماتكول.... 
.... بهاي اللحظه دخلت سعادة وهي تكول 

_هديل 
.... التفت الها واني مرعوبة خايفه لا تكون رقية كالت الها كل شي صار ، بس لا الي صار شي ماتوقعته هي حضنتني بقوة وبجت غلقت عينها وبدأت تستنشقني كان حضنها دافئ ، قويًا ليخلي الشخص يشعر بالأمان، ورقيقًا بما يكفي ليزيل كل توتر وكالت بهدوء مليان إحساس 

_رقية مريضه حيل تعالي يمها هي تشوفج يمكن تصير زينه 

2 ت
... بعدت نظراتي عنها واشوفها تبجي ومكسورة ماكدرت ارفض ولا كدرت اقبل مااكدر اروح الها مااكدر اخلي عيني بعينها شنو الي راح اكول الها اي عذر راح تتقبله مني وتسامحني ،رجعت خطوة للخلف وبعدها بديت اركض لغرفتي ، كرهت روحي يوم الي مالبيت طلبها حسيت بالاشمئزاز واني اعترف لنفسي اني مااستحق اي نظرة رحمه من اي شخص لاني جبانه . 

بعد مرور وقت عرفت بان رقية انعرضت على دكتور خاص داخل البيت ورفضت امي تعرضها على مستشفى اما والدي رفض ان يسكت وقرر ياخذ حقها باي شكل من الاشكال اني ماجنت اعرف هم منو بس الي اعرفه هو اسمه حسن 
مرت الأيام بصعوبة واني معتكفه بغرفتي حتى امي وبابا ما جانو مهتمين بية بسبب المشاكل الي تمر على البيت، كدر بابا يعرف الأشخاص الي اعتدو على رقية وبدأت حملة التصفية عندة اما عمو جميل فكان يحاول يكون موازن يحكي بابا قدر الإمكان اذا حاول يخرج عن المألوف ماما كانت بحالة صدمه رغم هي تبين بان هي ثابته ونحاول تمثل بانها قادرة السيطرة بس جنت افهمها من عيونها الي بين بيها الخوف، الخوف الي ماافهم ليش هو موجود عدها ومن شنو ، اما خالتي سعادة الي تقضي معظم وقتها بالمطبخ والي اتجنب تواجدي وياها جنت استحي من نظراتها المليئة بالدموع، اما رقية ماشفتها أبدا بعد اخر مرة وهي واكعه بالكاع وتقاوم هذا المشهد الي بدأ يلازمني كل ماانام وبعد ماافتح عيني. 

4 ت
قرب العراق يدخل بسنه 1987 كانت الأوضاع بالعراق ملغومه بالحرب المستمرة بين الطرفين بدأ الشعب يحس بعدم انتهاء الحرب والي استمرت مدة طويلة، طويلة كطول الايام الي عشتها من قلق وتوتر جنت حاسة باي دقيقة راح يدخل بابا علية ويحاسبني على كل فعل اتصرفته راح اتلقى افضع عقاب منه ومن امي ويمر اليوم لنهاية الليل واحمد ربي بانه خلص على خير بس خوفي يبدأ من باجر ، وبقى الغد يلازمني الى هذة اللحظة خوفي من الغد . 

صار وقت الظهيرة بهذا اليوم وسمعت اصوات عالية نزلت واني اتابع من الدرج الي يصير جوة وشفت امي واكفه قريب من باب المكتب وهي تسمع الكلام الي ماافهم منه اي شي 
ووراها خالتي سعادة محتضنه ايدها لناحية صدرها وتدعي، ضليت اراقب بس نفس الشي حسيت بانه اكو شي جبير راح يصير بهذا اليوم نزلت بهدوء وطلعت خارج البيت متوجهه للغرفه الخارجية التابعه لخالتي سعادة ورقية 
توقفت واني اراقب بهدوء خلف الجدران 
وكان سمعي توقف عن إلتقاط الاصوات بدأت احس بارتجاف ايدي ، متاكدة اذا كان احد بقربي مراح يحس بشي ولا يلاحظة ، بس اني جنت احس مثل زلزال صغير يهز كياني
نظراتي بدت كثيفة، ثقيلة، و الاسئلة تطرح بدون توقف على عقلي الي كان صامت مايعرف الإجابة. 
شنو كاعد تسوي جوة هي نايمة، كاعد تلعب، لو تفكر، وبشنو تفكر ، الكلمات الي تتراقص بفمي كانت تهرب و تتشابك كخيوط صوف منفلتة.
تقدمت لناحية الشباج احاول ولو المح طيف خفيف منها بس كلشي كان مظلم ماكو اي اثر الها ، ماكدرت ارجع جنت محتاجه اشوفها جنت اريد احجي كل شي يدور بداخلي الها جنت اتمنى تفهمني لان اني مافاهمه نفسي 
اريد كلمه منها تكولها الية مثل قبل "اني يمج" "احنى صديقات" ، توجهت لناحية الباب وفتحته بهدوء واني خايفه مرتبكه وقلقه 
وضعت اول خطواتي داخل الغرفه الي كانت مظلمة الا من شي خفيف من نور الشمعه الداخلية ، الغرفه خاوية هادئة توحي بانها مهجورة مابيها اي روح اقتربت اكثر وعند الزاوية شفت هذا الجسد الممد كانت أنفاسها تخرج بصعوبة ، مثل كلمات أخيرة تتردد قبل أن تنقطع للأبد. اقترب اكثر بهدوء مثل حمل يقترب من اسد مفترس بس لا الصورة هي العكس. 
اللون بوجهها بدأ يتلاشى تدريجياً، يتحول من بياض دافئ إلى شحوب باهت، كلون ورقة قديمة بدأت تفقد رونقها. عيونها، الي كانت كزمرد لامع صارت غائمتين، كنجمتين يخفت نورهما خلف سحب كثيفة.
وقفت متسمرة بمكاني شنو الي اريدة اي بداية راح ابديها علمود تفتح عينها ، مااذكر المدة الي وقفتها بقربها بس اول ماحسيت هي بدأت تفتح عيونها وكأنما جانت تعرف اني موجودة مااعرف هي عرفتني او لا رجعت خطوة للخلف واني اشوف النظرة الي نظرت بيها الية مااريد احللها ولا اكتشف مغزاها ركضت بسرعه باقصى سرعه عندي متوجه لداخل البيت واول ما دخلت سمعت صوت سعادة وهي تصرخ بأعلى صوتها ، صوت بعمري ماسمعته ، نبرة اول مرة تهز مسامعي 

_اني ماا اسكت بعد ماتكدرين تسدين حلكي 
.... تقدمت امي منها وهي مصدومة مثل صدمتي 
_انتي شلون تحجين وياي هيج 

_عبد الصمد لازم ياخذ حق بنتي لان.... 
....وقبل لا تكمل جملتها امي صفعتها بقوة كانت الضربه قوية وهي تخرم أذني وبدون مااحس صرخت واني اكتم صرختي بصعوبة التفتت الية امي هي وسعادة مامتوقعات وجودي وكالت بعصبية حازمه
_اصعدي فوك 

.... بدون مااعلق صعدت بسرعه مثل كل مرة اهرب بس هروبي هو كان هروب نفسي محاولة الابتعاد عن الواقع المؤلم أو غير المرغوب بيه بطرق غير مادية التجأ لأحلام اليقظة والخيال وانغمس بيها واحيك عالمي الخاص وردود فعلي القوية واني اواجه اصعب الأمور . 

الأيام الي مضت من اسوء ايام حياتي واخزى ذكرياتي اتمنى افقد الذاكرة لاعيش براحة 
بآخر يوم الية ، بيبتنا فتحت عيني قبل الفجر الدنيا ظلمة وملامح امي قريبة من وجهي تظهر تفاصيلها وهي تهمس بأذني

_هديل كومي بدلي 
.... جنت بين اليقضة والحلم ما افهم الكلمة الي كالتها الية 
_شنو 

_بسرعه بدلي راح نروح لبيت جدج
.... بيت جدي؟ 
الي ابد مارايحه الة ولا سامعه عنهم شي بسبب عداوات قديمة مااعرف سببها وقفت واني بحالة اريد استوعب شنو الي صار وامي قررت هذا القرار 

_بدون صوت حظري ملابسج وجنطة تاخذين بيها بس المهمات 
.... ضليت ارتب بدون ماافهم وبعد ما شفت امي حظرت كل شي واني بدلت كلت
_بابا راح يجي ويانه ؟ 

_لا بس احنى 
_يعني هو ما راح يجي 
_هديل كلت الج ما يجي لان مايعرف احنى طالعين 
.... سكتت لان اعرف حتى لو حاولت أسأل ما راح تجاوبني نزلنا بهدوء وعتمة البيت واضحه خرجت للكراج التفتت للخلف ومااشوف اي احد بدينا نطلع برة ونمشي عيني على البوابة وكراج الممر ووراها غرفه سعادة ورقية ، المكان معتم بس اكدر اشوف شنو بي نظراتي تفتر بين أشجار الليمون والزيتون بدأت الرؤيا تختفي مثل فلم شارف على الانتهاء
بدأ البيت يبتعد عني، امي تسحبني والبيت يسحبني والبعد يزداد بينا، الا ان البيت اختفى تماماً ركبنا سيارة تكسي وانطلقت بينا لشوارع طويلة لقلب العاصمة الصاخبة، واني اشوف تشابك الطرقات بيها كخيوط العنكبوت، تمتد الشوارع الطويلة بلا نهاية. شوارع تحجي قصص صامتة، شهدت على خطوات العابرين، واحتمال لاحظت قصتي الي مااعرف نهايتها 
دخلنا بيت جدي واستقبلنا خالي الي بمعمري ماشايفته ماجنت افهم شي ولا اعرف ليش امي قررت تترك البيت وبابا وتطلع بابا الي بمعمرها ماكدرت تبتعد عنه واعرف بانه حب حياتها، ضليت باقية بالغرفه الي انطوها النا جنت كارهه وجودي هنا بين ناس مااعرفهم بس مااكدر اتكلم او انطي رأي ويمكن هذا الشي افضل وصار لجانبي . 

مرت ثلاث ايام بدون مااعرف اي شي ولا اسمع ولو شي بسيط عن بابا، جنت مشتاقه الة وبيوم سمعت صوت امي يعلى نزلت ولمحت بابا وهو يطلع خارج بيت جدي نزلت بسرعه واني اركض وراه وانادي عليه التفت الية وعيونه مو هي جانت عيونه مليانه غضب وضياع مو هو عبد الصمد القوي الثابت وكال بكل حنية
_هدولة حبيبتي شلونج 

_اني زينه، انت وين رايح 
_اي راح ارجع 
_واني وماما راح نبقى هنا للابد ؟ 

_صدك بابا، يعني ارجع ما ابقى هنا 
_اي حبيبتي بس اكمل شغلي وارجعكم، انتي مرتاحه 

... جاوبته واني ابجي ومخجلانه 
_لا مامرتاحه، اني مشتاقتلك ومشتاقه لعمو جميل ولكل شي بالبيت ، اريد ارجع 

_راح ترجعين 
....اكتفى بالسكوت وهو ينظر الية بكل حب وكال وهو يحضني 
_احبج هواي 

.... بدون ما اعلق على كلامه بدون مااكول الة اني هم أحبك بدون مااكول اني كل همي كان ان تفتخر بية وتشوفني شي يفرح بي 
ابتعد عني وهاي اخر مرة اشوفه بيها ،كلماته الأخيرة تتردد في أذني كنشيد حزين، ما كانت هاي كلمات وداع صريحة، هي كانت نصائح عابرة، طريقة كلامه وكأنه كان يودعني بس ماجنت أفهم وقتها 
نظراتي تابعته وهو يتحرك بسيارته مبتعد عنا التفتت لامي الي جانت ثابته بمكانها عيونها صامته ماكو اي ردة فعل وانتهى كل شي بعدها 
ماحاولت افهم الي صار وليش بابا راح وليش احنى هنا شنو الي صار ؟ 

مر شهر ودخلنا بالثاني بدون اي خبر عن بابا الى ان كعدت الصبح على صرخات امي طلعت من المطبخ بعد ماكملت اكلي واشوفها واكاعه بالكاع تبجي والتلفون الارضي مرمي بقربها تصرخ بوجع وتخرمش وجهها باظافيرها وهي تكول 
_كتلوه، كتلو عبد الصمد انكتل 

.... منو عبد الصمد مستحيل تقصد بابا لا بابا الكل تحبه ماعندة عداوة ولا كره شنو الي صار 
اقتربت منها واحاول اكول الها 

_منو الي كتلوه
... حضنتني بقوة وتصرخ باعلى صوت عدها وكالت 
_ابوج مات 


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1