رواية إنذار بالحب الفصل الخامس 5 بقلم رباب حسين


رواية إنذار بالحب الفصل الخامس بقلم رباب حسين



ما كنت يومًا خائنة.... فأنا على العهد دائمًا باقية.... وكالعادة أقع تحت طاولة الظلم فتكسر روحي دون رحمة.... كنت ألوم ذاتي لأنني ظننت خطأ به وما أكد لي عكس ذلك هو شعور الحنين الذي وجدته داخل عينيه..... ظننت أنه مختلف.... ظننت أنه فهم ما أمر به وصدقني..... وإن كان شعور الشفقة مؤلم ولكن لم أنزعج من شفقته عليّ....ولكن خدعني.... غُررت بالبهرج الخارجي.... وقعت ضحية نظرته الساحرة.... كَذب إحساسي وخابت ظنوني.... كيف كان ينظر إليّ هكذا وبعد دقائق يتحول إلى هذا الغاضب الجارح؟.... ظننته يغار.... هل خانني إحساسي؟.... لا نظراته واضحة صريحة تشعل نيران داخل صدري.... سيف حاد يخترق قلبي..... شعور جديد إحتله ولكن تلقى طعنة شطرته نصفين كالهلال وعدت باكية.... شاكية.... مظلومة.... لا أملك سوى أن أخبر نفسي " لا تقلقي.... إن الله يرى"

عدت لمنزلي وقد تبدلت ملامحي....ثقلت خطاياي.... وأصبح فؤادي كتاب ممزق الصفحات.... كم سيتحمل وكيف؟.... هل عليّ إنتظار ظهور الحق مرة أخرى؟..... سأصبر وابتسم وكأن ما بي من جراح لا تنزف....

كان يونس يجلس بمكتبه.... شارد لا يعلم لما فعل ذلك؟.... والغريب أنه شعر بالحزن من نظرتها.... من هروبها خجلًا أمام الجميع..... ظل يحدق أمامه لوقت طويل حتى طرق وسام الباب ودخل وقال : مستر يونس.... إحنا عرفنا مين سرب معلومات الصفقة

إنتبه يونس لحديثه ونظر له في غضب وقال : مين هو؟

وسام : مدام ندى دخلت عند التيم وفضلت تزعق وعملت مشكلة معاهم لحد ما حسن إعترف إنه عمل كده غصب عنه..... والدته كانت محتاجة عملية ضروري وطلع المعلومات ديه عشان الفلوس

شرد يونس قليلًا ثم نهض عن مكتبه وأخذ أغراضه ليغادر المكتب فقال وسام : رايح فين يا مستر يونس؟

يونس : سيبني دلوقتي يا وسام

وذهب يونس من الشركة..... أما مازن فكان يجلس مع لارا بمكتبه ويقول : برافو عليكي..... كده يونس هيتجنن أكيد..... عايز يلعب معايا أنا.... كان قدر عليا زمان

لارا : الواد ده أصلًا كان عزمي بيحاول معاه من زمان عشان يسربله معلومات عن صفقات يونس وكان عارف إنه هيوافقو في يوم من الأيام لأن أمه عيانة وكده وهو مش معاه فلوس..... حظك بقى إني لما كلمته لقيته موافق ومن غير تردد

مازن : تفتكري هيشك فعلًا في ورد؟

لارا : مش عارفة..... بس ممكن لأن ورد لسه جديدة في الشركة وأكيد هتبقى أول حد يشك فيها

مازن : أحسن خليه يرفدها عشان ترجع تعيط تحت رجلي

كانت ورد تبكي بشدة حتى تقطعت أنفاسها وكأن كل ما بها من حزن وغضب هاجمها دفعةً واحدة ثم سمعت طرق الباب فنظرت له في غضب ووقفت لتفتحه وهي تقول : ما أنتي معاكي مفتاح يا....

لم تكمل تحديثها عندما رأت يونس يقف أمامها فوالته ظهرها وأزالت دموعها سريعًا ثم عادت تنظر إليه وهو يرتبك خجلًا وهربت الكلمات منه وشعر بالحزن من هيئتها فقال : أنا.... أنا أسف.... إتضايقت لما خسرت الصفقة

ثم زفر بقوة وقال : بصي..... أنا لما بتعصب مش بعرف أنا بقول إيه ولا بعمل إيه بس أنا فعلًا مكنتش أقصد اللي قولته أبدًا..... معرفش ليه فكرت كده..... مش فاهم نفسي بصراحة.... يمكن كلام مازن حرق دمي فخلاني أفكر غلط

ورد : مازن قالك إيه؟

يونس : كلام بارد بصراحة..... يعني تعيش وتاخد غيرها..... كلام ضايقني وخلاني أفهم غلط

ظلت تنظر إليه وعيناها مليئة بالدموع.... نظراتها جعلت قلبه يرتجف وكأنها تعاتب الدنيا به..... تسأله ألف سؤال لما أنت أيضًا؟.... لما فعلت ذلك بي؟ غابت الكلمات وعاد حديث العيون تخبر بما في القلب فاقترب منها وأزال دموعها بأنامله وهي تركز بعينيها على عينيه.... تتأكد من عمقها..... من أنت حقًا؟.... هذا الغاضب الذي يطعن دون رحمة أم هذا الحنون الذي يغمرني بعاصفة حنان من عينيه؟

مرر أصابعه على وجنتها ثم رفعها ليمررها داخل خصلات شعرها مما جعلها تشعر بنبض قلبها يرتفع.... وكأن إنذار لها بداخلها يخبرها بأن هناك شعور جديد يخترق قلبها لأول مرة.... الإرتباك.... الخوف..... وتوقف الزمن حولها وتاهت داخل نظراته وفجأة تذكرت تيم وغرام..... إذا كان ما تشعر به صحيح فسوف يتأكدان من ظنونهما فأشاحت بنظرها سريعًا عنه فانتبه لما يفعل فتحمحم قليلًا وقال : بكرة ترجعي شغلك

نظرت له قليلًا تفكر..... وإنذار قلبها يخبرها أن تهرب فقالت : لا..... مش هرجع الشغل

صدم يونس من رفضها فقال : ليه..... مش عايزة تشتغلي ليه؟.... أنا جيت لحد عندك وبعتذر.... حقك عليا.... أنا غلطت عديها بس المرة ديه وأوعدك مش هعمل حاجة تضايقك تاني

ورد : وأنا قبلت إعتذارك بس مش عايزة أشتغل خلاص..... لو سمحت كفاية كده

زفر يونس في ملل ولاحظ أصرارها فقال : زي ما تحبي..... عن إذنك

ذهب يونس وأغلقت ورد الباب.... قررت أن تغلق باب قلبها ولا تسمح لهذه المشاعر أن تتملكها فلتبتعد أو لتهرب أما يونس فجلس في سيارته..... كان يتمنى أن تكون هي السلاح الذي يضرب به.... أداة لتهدأ من ألم خيانته ولكن خسر المعركة..... ظن أنه قد شغل تفكيرها واحتل عقلها ولكن ابتعدت عنه بقرار قاطع..... خطئي فقد أضعت فرصتي وانتصر مازن مرة أخرى.... زفر يونس في غضب وعاد إلى الشركة..... وبعد إنتهاء وقت العمل عاد إلى المنزل أما ورد فظلت جالسة تفكر.... حتى عادت ندى من العمل وجلست بجوارها وقالت : متزعليش يا حبيبتي.... الحقيقة ظهرت وحسن إعترف إن هو اللي سرب المعلومات

ورد في هدوء : عشان كده مستر يونس جيه إعتذرلي

ندى في تعجب : هو جيه هنا؟

ورد : اه.... وطلب مني أرجع الشغل

ندى : طيب حلو جدًا.....طبب ليه قاعدة زعلانة كده؟

ورد : أنا رفضت

ندى : ليه طيب؟

ورد : مش عارفة..... مش فاهمة حاجة.... أنا متلغبطة أوي..... هو ملغبطني..... شوية يبصلي بغضب وغل ونظرات قاسية مش بفهمها..... وبعدين بقى يبصلي بطيبة وهدوء.... بيتغير بسرعة.... يعني شفتي لما خرج زعق عشان أدخل المكتب

ندى : اه

ورد : تخيلي زعقلي عشان واقفة بضحك مع وسام وقالي ممنوع تضحكي مع الموظفين

اعتدلت ندى في جلستها واقتربت منها وقالت في اهتمام : لا ثواني بقى كده.... ده إيه الكلام ده؟

ورد : أهوه شفتي..... فيه حاجة غلط.... وبعدين حصل حاجة كده لما كان عيان..... حاول يعني يقرب مني بس أنا بعدت بسرعة وبعدها إعتذر وقالي إن الدوا مأثر عليه مخليه مش مركز.... بس لما جيه النهاردة بصته ليا مش طبيعية

ندى : معلش..... طيب إيه المشكلة لو معجب بيكي أو حتى مهتم.... يعني هو تصرفاته فيها إعجاب وباين يعني..... إنتي بتبعدي عشان مش عايزاه مثلًا ولا إيه السبب؟

ورد : أنا مش عايزة حد في حياتي يا ندى وكمان علاقتي بالولاد بايظة بسبب اللي أبوهم قاله وأنا مش هخسر ولادي مهما حصل.... أنا نفسي يعرفو الحقيقة ويرجعو لحضني ومش عايزة حد غيرهم

ندى : فهمت.... خلاص لو ده اللي هيريحك بلاش الشغل ده وندور على شغل تاني..... مع إن كنت اطمنت عليكي وكمان الفلوس اللي معاكي مش هتكفيكي

ورد : أعمل إيه بس؟.... كده أحسن.... أنا مش ناقصة لغبطة والله

ندى : طيب ربنا يكرم وتلاقي شغل تاني.... مع إني قولتلك نرفع قضية وتاخدي حقوقك من مازن بس إنتي اللي مش موافقة

ورد : قولتلك مش عايزة منه أي حاجة ولا عايزة أشوفه حتى

ندى : خلاص ولا يهمك.... قومي بقى غيري وتعالي ناكل

نهضت ورد لتذهب إلى غرفتها فوجدت أحدًا يطرق الباب..... فتحت الباب ووجدت العامل يقوم بتوصيل معطف يونس فأخذته منه ونظرت إلى ندى وقالت : تاخديه إنتي؟

ندى : حاسة إن الموضوع فيه قلة ذوق شوية.... يعني الراجل تعب بسبب إنه أداكي البالطو على الأقل أشكريه

زفرت ورد وقالت : طيب هروح إديهوله في البيت

ندى : طيب كلي الأول

ورد : لا مليش نفس.... هروح وارجع بسرعة

عاد مازن إلى المنزل ووجد تيم يتحدث مع غرام فقال : تفتكرى التكذيب اللي نزل ده حقيقي؟ 

غرام : مش عارفة..... بس لو طلع حقيقي يبقى أنا كده غلطت في حق ماما أوي

تيم : هي اللي خلتنا نفكر فيها كده

غرام : لا يا تيم..... إفرض طلعت فعلًا مظلومة أو كلامها صح وبابا فعلًا خانها..... إنت عارف ده هيبقى معناه إيه؟

مازن في غضب : معناه إني معرفتش أربيكم....

لما تقولي على أبوكي اللي شغال ليل نهار عشان يعيشكم العيشة ديه وتدخلو أحسن مدارس وتركبو أغلى عربيات إنه خاين يبقى خسارة فيكو كل اللي بعمله عشانكم

نهضت غرام سريعًا وأمسكت ذراعه وقالت : لا يا بابا..... مش قصدي خالص يا حبيبي..... أنا جيه في بالي بس إن ممكن حد وقع بينكم وإن هي معذورة تفكر كده..... لكن أنا عارفة يا حبيبي إنك متعملش كده

مازن : والمفروض هي كمان تبقى متأكدة إني معملش كده عشان أنا جوزها اللي عايشة معاه بقالها ١٩ سنة.... تصدق كلام عليا زي ده إزاى؟!

تيم : خلاص يا بابا هدي نفسك واطلع غير هدومك عشان نتعشى سوا

صعد مازن إلى غرفته وهمس تيم إلى غرام وقال : متقوليش على بابا كده تاني

غرام : حاضر

كان يونس يجلس في منزله مشاعره متخبطة.... يشعر بالحزن تارة وبالغضب تارة أخرى.... أن فرصته في الانتقام قد ضاعت بسبب تسرعه وغضبه ويفكر في البحث عن طريقة أخرى حتى سمع طرق الباب فقام وفتحه ووجد ورد تقف أمامه فنظر لها في تعجب فوضعت المعطف أمامه وقالت : أسفة أتأخرت إني أرجعه بس كان بيتنضف

ظل ينظر إليها مطولًا حتى شعرت بالإرتباك من نظراته فأمسك المعطف بيده وجذبها باليد الأخرى وأدخلها المنزل وأسند ظهرها على الحائط بجوار الباب ونظر لها داخل عينيها فوجدها تهرب من نظراته فتعجب من ذلك ثم تذكر حديث مازن :"ورد لو خيرتها بين أي حاجة في الدنيا وبين ولادها هتختار ولادها"

فابتسم داخله وقال لنفسه : اه... ديه بدأت تقع فبتهرب.... فنظر بعمق داخل عينيها ليتأكد من ظنه فقال : مش عازية ترجعي الشغل ليه؟.... تحبي أعتذرلك قدام الموظفين كلهم؟

ورد في إرتباك : لا..... أنا بس.... مش عارفة.... مش مرتاحة

يونس : أنا مضايقك في الشغل طيب؟.... قوليلي لو متضايقة مني في حاجة أنا ممكن أغيرها

ورد : لا.... مفيش حاجة

يونس : طيب حضرتك ماضية عقد ب٣ شهور وكمان سيبتي الشغل فجأة من غير بديل.... المكتب النهاردة كان فوضى بعد ما مشيتي.... كملي عقدك لحد ما السكرتيرة ترجع وبعدين تقدري تمشي

ورد : طيب

اقترب منها يونس فعادت ورد إلى الخلف في ذعر ورفع يده خلف رأسها وأخذ المفتاح المعلق على الحائط خلفها وهو ينظر إلى عينيها وتأكد من ظنونه..... لقد بدأت الإعجاب به وتهرب منه.... وضع المفتاح أمامها وقال في هدوء : بكرة تيجي تحضري الفطار ونطلع على الشغل سوا

أماءت له بنعم وأخذت المفتاح وذهبت سريعًا فتبسم يونس وأغلق الباب ووقف خلفه يقول : ندخل المرحلة التانية..... أما نشوف هتفضلي تهربي لحد إمتى يا ست ورد

عادت ورد إلى المنزل وفي الصباح ذهبت لتحضر الفطار وانتظرت بالأسفل حتى نزل يونس في حلته السوداء ورائحة عطره النفاذة ولم ينظر إليها فقط جلس على الطاولة وقال : صباح الخير

ورد : صباح النور

جلست بجواره وبدأ يونس بتناول الطعام ثم قال وهو ينظر إلى الطعام : تسلم إيدك

قاطع حديثه إتصال وسام فتلقى يونس المكالمة وقال : أيوة يا وسام

وسام : صباح الخير يا بوس.... إنت فين؟

يونس : شوية ونازل

وسام : طيب بالنسبة لحسن هو كان بيستفسر ينزل الشغل ولا يقعد في البيت؟

يونس : أنا مرفدتوش.... الصفقة راحت وخلاص وأنا سكتت عشان أمه اللي عيانة بس بلغه إن ديه أخر فرصة ليه

وسام : تمام يا بوس..... مش هنسهر النهاردة بقى؟

يونس : اه هنسهر النهاردة

نظرت له ورد وتوقفت عن الطعام

وسام : لولا سألت عليك إمبارح وبتقولي إنها إتصلت بيك كتير وإنت مش بترد

يونس : اه مكنتش فاضي بس.... كلمها وقولها تيجي النهاردة هستناها في البار

وسام : طيب تمام.... أشوفك في الشغل بقى

أنهى يونس المكالمة ولاحظ نظرات ورد إليه فقال وهو ينظر بهاتفه : بلاش مواعيد متأخرة عشان خارج بليل

ورد : حاضر

ثم نظر لها وقال : مش بتاكلي ليه؟

ورد : لا باكل

بعد قليل ذهبا إلى العمل.... شعرت ورد بتغير معاملة يونس لها.... يتحدث معها بصفة رسمية..... حديثه في نطاق العمل فقط وعندما دخل وسام المكتب ليتحدث معه كانت ورد تقف بجواره وضحكت مع وسام وهو لم يهتم ولم ينظر إليها... شعرت بالتخبط وما زاد غضبها من نفسها أنها تشعر بالضيق من ذلك الأمر وأيضًا علمها بأنه سوف يذهب للسهر مع أحد النساء ليلًا.... شعور جعلها تزداد حيرة من نفسها.... خرج يونس من مكتبها ولاحظ شرودها فاقترب منها وقال : أنا ماشي تقدري تروحي

وقفت ورد وأماءت له بنعم فنظر لها نظرة زادت من حيرتها وكأنه يرسم ملامح وجهها داخل ذاكرته ثم ذهب دون كلمة أخرى... نظرت ورد إلى آثره ثم جمعت أغراضها وعادت إلى المنزل..... كانت شاردة ولا تتحدث كثيرًا ولاحظت ندى ذلك وحاولت أن تفهم منها ما سبب هذه الحالة ولكنها لم تخبرها بشئ فهي لا تفهم ما تمر به كي تتحدث عنه ولكن ما تأكدت منه أن هذه الليلة لن تمر بسلام عليها فهناك بركان من الغضب والمشاعر المتخبطة داخل قلبها..... شعور جديد يخترق حواسها لم تختبره قبلا.... ظلت تجوب داخل غرفتها حتى قبل الفجر..... في الصباح ذهبت كالعادة إلى منزل يونس وعندما فتحت الباب وجدت يونس ينام على الأريكة فاقترب منه فوجدت فتاة نائمة واضعة رأسها على ساقه وهناك زجاجة من الخمر بجواره فتوقفت في صدمة وظلت تنظر إليه وهي تشعر بطعنة.... طعنة أقوى من طعنة مازن لها.... وكأن هو زوجها وليس هو.... وتأكدت أن خيانة العاشق أقوى من أي خيانة

الفصل السادس من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1