رواية زواج بلا قلب الفصل السادس بقلم ادم نارو
ليلى قاعدة على الكرسي جنب الشباك اللي بيطل على الحديقة، بس عينيها كانت شايفة فراغ.
الحديقة ساكنة، ساكنة أوي... زي قلبها اللي مافضلش فيه غير الصدى.
الجو حر، بس هي بتحس بقشعريرة برد بتنخر في عضمها.
قاطع تفكريها كلام الخدامة رقية :
رقية: مدام ليلى السيد أدم طلب منك تلبسي الفستان ده .
ليلى: لأ حتى الملابس هو لي يختارها ليا .
رقية: مدام ليلى هاذا هو السيد أدم بيحب يتحكم في كل شي صدقيني أنا خدمت عائلة السيد السيوفي 20 سنة دي العايلة بتحب السيطرة والحكم عندم بيمشي في الدم .
ليلى : ده جنون !
رقية: لو بدك تعيشي مع سيد أدم لازم تكوني تحت طاعتوا وأوامروا .
ليلى: ده لعمروا ماهيحصل .
رقية: على راحتك مدام ليلى إعذريني راح أرجعلك بعد شوية عشان أتأكد أنك لبستيه.
ليلى : ليش ؟
رقية: السيد أدم طلب مني أني أتكد أنك لبستيه.
ليلى: ياربي يكون مجرد كابوس.
رقية: أسفة لو أزعجتك راح أروح الحين .
ليلى ( مع نفسها) : الفستان حلوا تمنيت لو طلبتي مني ألبسوا بأدب من غير سيطرة .
❖❖❖❖❖❖❖❖
عند أدم :
آدم كان قاعد في صدر القاعة، لابس بدلة سودا فخمة، ملامحه جامدة كالصخر.
رجال الأعمال حواليه، وكل واحد شايل ملف، بس مفيش حد يتكلم قبل ما هو يسمح.
آدم (بهدوء حازم):
– الشراكة مع مجموعة الدمياطي، هتمشي بشروطنا إحنا... وإلا مفيش اتفاق.
رجل أعمال (يحاول يتناقش):
– بس يا فندم، نسبة الربح كده تبقى...
آدم (يقاطعه ببرود):
– مش محتاج درس في الحساب إحنا مش جمعية خيرية. اللي مش عاجبه، الباب يفوّت جمل.
وفجأة دخل "فادي" مساعده، وهمس في ودنه بسرعة.
آدم ضيّق عينيه، ووشه اتغير.
آدم (بغضب مكتوم):
– أبوها هنا؟!
فادي:
– أيوه يا باشا، مستني في المكتب الجانبي.
آدم قام من مكانه، فتح زرار جاكيته، ومشى بخطوات تقيلة.
اللي في القاعة كلهم بقوا يبصوا لبعض، متفاجئين من المشهد.
مدير الحسابات (بهمس):
– سيد آدم؟!
الحاج طاهر، والد ليلى، واقف قدام البلكونة، باين عليه التوتر والتعب.
أول ما دخل آدم، لف له بسرعة.
الحاج طاهر:
– كنت مستني فرصة أكلمك عن ليلى...
آدم (بجفاء):
– ليلى بخير... وما تستحقش كل القلق ده.
الحاج طاهر (بتنهيدة):
– دي بنتي، يا آدم...
آدم (يقطع كلامه ببرود):
– بنتك؟ دي دلوقتي مراتي...
مرات آدم السيوفي.
وداخل بيت السيوفي، القواعد بتختلف.
اللي يدخل هنا... يدفع التمن .
الحاج طاهر (يحاول يهدي الوضع):
– إحنا متفقناش على وجع القلب ده، يا آدم...
كنت فاكرك هتكون راجل وتخاف عليها.
آدم لف وواجهه، صوته نزل، بس نبرته مرعبة.
آدم (بصوت مهدد):
– مشكلتك إنك لسه شايفها بنتك...
لكن الحقيقة، إنها بقت "مراتي"،
يعني مسؤوليتي...
بطريقتي.
الحاج طاهر (بعصبية):
– أنا ما بعتش بنتي!
أبوك كلّمني، وقال إنك عايز تتجوز،
اقترحت عليه بنتي، وهو وافق... مش أنا اللي أجبرتك.
آدم (بنظرة حادة):
– وبسببك... أنا متجوز واحدة ما بحبهاش.
الحاج طاهر:
– طب لو ما بتحبهاش، ليه وافقت؟!
آدم (بحدّة):
– السؤال ده مالكش حق تسأله.
الحاج طاهر (بإصرار):
– عندي حق... ولو على الأقل كأب، أرجّع بنتي.
آدم (بضحكة باستهزاء):
– ترجع إيه؟
الحاجة اللي بلمسها... ما بترجعش.
الحاج طاهر (بحنق):
– كان عندهم حق اللي قالوا عنك...
أنا اتسرعت لما سلمتك بنتي.
آدم (نبرته تهديد):
– احترامي ليك علشانك أبو مراتي...
بس متختبرش صبري.
أنا مش عايز أخليها يتيمة.
الحاج طاهر:
– هأخد بنتي منك، حتى لو آخر حاجة أعملها.
آدم (بهدوء ساخر):
– فادي !
فادي (يدخل فورًا):
– نعم يا باشا.
آدم:
– ورّي الحاج طاهر باب الشركة.
الحاج طاهر:
– والله ما هسيب بنتي عندك!
فادي (بيشد إيده):
– تفضل معايا يا حاج.
الحاج طاهر (ينتزع إيده بعصبية):
– سيبني! أنا عارف طريقي.
آدم لوّح له بإيده، بإشارة فيها استهزاء كأنها وداع مهين.
❖❖❖❖❖❖❖
نرجع عند ليلى :
إلي لبست الفستان وسرحت شعرها وهي بتبص فالمراية:
ليلى: يعني أرضى بالأمر الواقع ؟ لأ ده مستحيل أنا هقاوم .
( الباب خبط )
رقية: مدام ليلى ممكن أدخل ؟
ليلى : إدخلي !
رقية: مشاء الله الفستان طالع يجنن عليكي .
( ليلى نضرتها كانت حزينة زي لتقول شو فائدة أنوا حلوا عليا ؟ رقية لاحضت الحزن والتعب عليها )
رقية : إنتي بقد عمر بنتي لهيك إسمعي مني وتناولي فطورك الله يرضي عليكي.
ليلى (بصوت فيه رجاء):
– رقيّة... ممكن موبايلك؟ بس لحظة... عايزة أطمن على بابا.
رقيّة اتوترت، وبان الخوف في عينيها.
رقيّة (بصراحة):
– معلش يا بنتي ... مقدرش أدي أي حاجة من غير إذن الأستاذ آدم.
ليلى (وهي بتقوم بسرعة):
– أنا مش ههرب! والله العظيم مش ههرب! بس عايزة أكلمه، بس أطمنه إني كويسة!
رقيّة (تنزل نظرها):
– هحاول أستأذن له... بس ما أقدرش أوعدك إنه هيوافق.
خرجت، وسابت الفطور مفروش أمام ليلى بس ليلى مهتمتش الي عايزاه هو مفر من هذا الواقع الأليم .
❖❖❖❖❖❖❖❖
نرجع عند أدم :
آدم دخل القاعة تاني، كأن مفيش حاجة حصلت.
مسح إيده بمنديل صغير، وقعد مكانه بنفس الهدوء اللي يرعب أكتر من الصريخ.
آدم (بصوت ثابت):
– نكمّل... كنا فين؟
رجال الأعمال اتبادلوا نظرات متوترة، مرعوبين من هدوءه اللي زي السكينة قبل العاصفة.
مدير الحسابات (بتردد):
– كنا بنتكلم عن مشروع شركة "إيچيت"، يا فندم...
آدم (يقاطعه بنبرة حاسمة):
– مش عايز تفاصيل...
اديني الخلاصة.
عايز أعرف آخر تطورات المشروع... دلوقتي