رواية زين وزينة الجزء الثانى الفصل الخامس بقلم منال كريم
#
بعد قضاء سهرة ممتعة، مكالمة هاتفية من أمير ، عكرت الأجواء.
يقف ينظر لها بغضب، و يسمع رنين الهاتف، بعدما وضعت في موقف محرجة، إذا أجاب على صديقه سوف يكون أمير أهم عنده منها.
كانت عيونها مترقبة، كانت صامتة تريد رؤية ماذا يفعل؟
تحدث بهدوء: هذه الطريقة مرفوضة؟
و صعد إلى الاعلي و ترك الهاتف على الطاولة.
ابتسمت بانتصار.
قالت بصوت عالي: أنت مش تساعدني شيل الاكل و غسل الاطباق.
لم يجيب عليها.
و ذهب إلى الغرفة ،و أغلق الباب بقوة....
جلس على الكرسي الهزاز و هو يتنفس الصعداء بغضب من أفعال هذه الفتاة؟
أما هي وضعت الطعام في الثلاجة ، و غسلت الاطباق.
ثم صعدت إلى الاعلي،قبل أن تدلف ،رتبت ثيابها و شعرها، و دلفت و رسمت على وجهها الحزن.
لم يعير اهتماما لها، وقفت أمامه و قالت: شكرا اوي يا حبيبي ، شكرا انك بوظت اليوم ، كنت عاملة كل ده علشان خاطرك ، و أنت تعمل كده، علشان طلبت منك بلاش ترد على امير دلوقتي.
مدت يدها بالهاتف و قالت: اتفضل كلم أمير ،و أنا آسفة اني بحبك و عايزة اقضي اليوم معك على انفراد.
و ذهبت الى الفراش و هي تبتسم عندما رأت أن حديثها أثر فيه...
أخذ نفس عميق و قال: أنتِ تعلمين أني لا أستطيع رؤيتك حزينة، لذلك لا تحزني حبيبتي ، لكن أنتِ على خطأ ،اخبرتك أنه اخي و صديقي ،لذا توقفي عن الحديث عن علاقتي بأمير ، لم اتتدخل في علاقتك مع اصدقائك و عائلتك، لذا هذه مساحتي الخاصة.
نظرت لها و لم تجيب.
نهض من مقعده و ذهب و جلس بجوارها على الفراش، حضن كف يدها و قال بحب: أحبك و أنتِ تعلمين ذلك، اعتذر على انتهاء الليلة بهذا الشكل،كانت ليلة جميلة.
جذبت يدها بعنف و قالت بعصبية: أنا حزينة منك ،و لم و لم اتحدث معك.
و نهضت حتي تذهب الى الحمام ،جذب يدها و جعلها تجلس بين أحضانه و همس بحب: هل أنا أخبرتك أن هذا الساري يزاد من جمالك.
أومأت رأسها اعتراضا ، أكمل هو بحنان شديد: هل أخبرتك أنها كانت ليلة جميلة.
أومأت رأسها اعتراضا ، أكمل : أحبك يا أجمل فتاة في العالم ، أعشق بجنون صاحبة الضحكة و العيون الجميلة.
ابتسمت بخجل و لم تجيب.
وضع قبلة على جبينها و قال بهدوء: أنتِ زوجتي و حبيبتى ، أمير اخي و صديقي و انتهى الأمر.
نظرت لها بحب و قالت: حسنا حبيبي.
في الصباح
بعدما ارتدت ثيابها حتي تذهب الى الشركة، هبطت إلى الاسفل وجدت زين محضر السفرة، وجذب لها المقعد و قال باحترام: تفضلي حبيبتي و ملكة قلبي.
جلست و هي تنظر إلى الطعام باعجاب، و قالت : ما شاء الله مستر زين، واضح أن الطعام شهي و جميل.
نظر لها بحب وقال: عيونك الأجمل يا حبيبتي.
نظرت إلى الطبق بخجل و قالت بصوت خافت: أنا بحبك اوي يا زينو.
أخذ الشطيرة المفضلة لها وضعها أمام فمها ،اخذت قضمة و قال هو بحب: أنتِ قلب و عقل و روح زينو، أجمل زوزو في العالم.
وضعت طعام في فمه و قالت بحب: قلب زوزو يا ناس.
مر أسبوع و اليوم حان موعد سفر زين و زينة إلى مصر.
فهل تمر العطلة بسلام؟
هل يستطيع زين ينسجم مع عائلة زين؟
كان امير غاضب بشدة لأن زين سوف ينقطع عن البرنامج لمدة أسبوعين و يعلم أن هذا تأثير زينة عليه..
وصل زين وزينة إلى مصر
في منزل يوسف
دقت زينة الباب، خرجت سعاد ،نظرت لهم بابتسامة و قالت بسعادة: حمدالله على السلامه يا زين.
أجاب باحترام: الله يسلم حضرتك.
سألت سعاد: عامل ايه يا حبيبي.
أبتسم باحترام وتقدير شديد: الحمد لله بخير.
نظرت لها و قالت: زين أنا عارف أنك بتعامل برسمية، بس انت دلوقتي زي ابني ، و أنا بعامل زي كأنه ابني، و اتمني أنت كمان تكون كده.
أبتسم و قال بهدوء مختلط بحزن: شرف لي حضرتك، بس ابنك فرق السن بينا مش كبير.
فهمت حزنه لذا قالت: اي كان السن في الاخر أنت جوز بنتي ،يعني ابني.
أبتسم بسعادة و قال: شرف لي تكون لي أم جميلة كده.
نظرت لها بعصبية و قالت: ايه يا ماما انتى مش شايفه غير زين وأنا يا سعاد امشي يعني.
سعاد: فى حد بيكلم يا زين
امتنع عن الرد
أبتسمت سعاد و قالت: أنت مش قادر تتكلم يا زين أنا عارفه هى ظالمه.
قالت بمزح: طول عمري بقول أنك مش أمي انتى مرات ابويا فين يوسف.
جاء يوسف و قال: مين مزعل زينة.
و لم ينتظر حتي تجيب، جذب زين لعناق و هو يقول بابتسامة: مصر منورة بيك يا زين.
شعر بالسعادة من هذا الاستقبال فهذه أول زيارة لهم بعد الزواج.
و أجاب بابتسامة: منورة بأهلها.
ابتعد عنه و قال: اتفضل واقف على الباب ليه، أنت من النهاردة صاحب بيت.
أجاب بهدوء: شكرا ليكم على الاستقبال الرائع.
أما هءخ التي تقف مذهولة ، لكن بداخلها سعيدة من معاملة عائلتها لزوجها، قالت بصوت عالي: أنا شفاف و أنا مش عارفة ، حتي أنت يا يوسف
جذبتها سعاد إلى حضنها و قالت بحب: وحشتني يا قلب ماما.
أجابت بحزن: واضح جدا.
أخذها يوسف من حضن سعاد و ضمها بحب و حنان.
على المساء
في منزل يوسف
تجمع اصدقاء زينة و زهرة و زياد، و عائلة سعاد علي. العشاء على شرف حضور زين و زينة.
كان الجميع يستقبل زين مقابلة جميلة،مما اسعد زين و زين، و جعلته يشعر بالراحة.
كانت سهرة ممتعة للجميع.
في صباح اليوم التالي
تحركت عائلة يوسف متجهة إلى الشركة.
كانت سيارة كبيرة.
كان يقود زياد و بجواره زهرة.
و المقعد الثاني يوسف و سعاد و أحمد.
و المقعد الاخير يجلس العاشقين، يجلسون بالقرب من بعض، تكاد لا توجد مسافة بينهم، الايدي تحتضن بعض بحب شديد، و يتحدثون بهمس شديد لا يسمع أحد حرف منهم.
قالت بعتاب: أنا زعلانة منك.
أجاب بهدوء: أنا مش غلطانة يا حبيبتي.
نظرت لها بغضب: و حياتك أمك، مش غلطانة ازاي، يعمر بعد ما كل الضيوف مشيوا و نزلت اقعد مع بابا و ماما و انت محدش تاني فى البيت تزعل مني علشان نزلت بشعري و بيجامة مقفولة و طويلة و بكم، ليه بقا أن شاء الله.
همس في اذنها: علشان بغير على القمر بتاعي.
سألت بسخرية: بتغير من بابا و ماما
ضغط على يدها اكثر و قال : بغير من اي حاجه و كل حاجة ، زينة بجد نفسى اخبكي عن الدنيا كلها ، انتي كنز دفين لازم أحافظ عليه.
قالت بهدوء: أنت عارف أني عارفة حدودي ،ايه الصح و ايه الغلط.
أجاب بهدوء: عارف بس مش عارفه ايه اللي حصل لما شوفتك كده قدمهم ،حست نار جوايا.
قالت : طيب هدي نفسك علشان الغيرة الزايدة تخنق.
تنهد بحب ثم قال: بحبك اوي ، انتي أعظم إنجاز لي و نفسي احافظ عليه.
أبتسمت بحب و قالت: و أنا بعشقك يا زينو.
ثم وضعت رأسها على كتفه و قالت بتعب: احاول انام شوية.
خطف قبلة على رأسها قبل أن يراه أحد.
وبعد وقت
توقف زياد عند الاستراحة.
هبط الجميع.
جلسوا في الداخل.
زياد: تشربوا ايه
سعاد بتعب: شاى عندى صداع
قال الجميع بحب: الف سلامه عليكي
أبتسمت لهم.
يوسف: وأنا شاى
زهرة: نسكافيه
زينه) قهوه طبعا و كمان زين قهوة زي.
أحمد: عصير برتقال
زياد: تعالى معايا يا زهرة
نهضت زهرة ذهبت معه.
نهضت زينة و قالت: يلا يا حمادة نجيب بسكوت و شيبسي.
نهض بحماس : يلا يا زوزو.
نظرت بعصبية: يا ابني نفسي اسمع منك كلمة خالتي.
أومأ رأسه اعتراضا و على وجهه ابتسامة مستفزة....
نهض زين وذهب معهم.
مجرد أن رحلوا ،نظر لها بعصبية و قال: أنا بنفذ التعليمات و اتعامل من الزفت زياد و الزفت حلو اهو، بس و الله العظيم مش طايق حد فيهم.
وضعت يدها على يده الموضوعة على الطاولة و قالت بهدوء: أنا مقدرة غيرتك جدا، و أنا كمان زيك غيران على بناتي ،بس ده حال الدنيا، و لما نزعل زياد و زين كده نزعل بناتنا ، معلش يا حبيبي ، ندعي ليهم ربنا يسعدهم في حياتهم ، أنت شايف الحمد لله كل واحد يحب مراته.
قال بهدوء: ربنا يسعدهم.
بعد وقت أكملوا سير.
حتي وصلوا إلى منزل عز الدين
في منزل عز الدين
عمدة البلد
كانت الترحيب على أكمل وجهه بعائلة يوسف، و الاخص زياد و زين لأنهم ازوج بناتهم.
كانت مائدة الطعام ممتلئة باشهي الأنواع.
كانت زينة تعرف زين على أصناف الطعام ،و لا تستحي أن تطعم زين بيدها أمام الجميع.
كان الجميع ينظر لها بتعجب، التغير وضح عليها ، يظهر عليها العشق و الحب.
عز: البلد منوره
يوسف: منور با أهلها يا أبوي.
نادية أم يوسف: عامله ايه يا سعاد
سعاد: الحمدلله يا ماما
عز: مصر منوره يا زين
زين: شكرا لحضرتك
و أثناء الطعام يتشاركون أطراف الحديث، من مزح و الجدية و السخرية أحيانا.
و كانت لها النصيب الأكبر من السخرية من أبناء عمها و عمتها و زهرة و زياد.
ثم صعدوا إلى الطابق الثالث في المنزل
هذه الشقة خاصة بعائلة يوسف.
كل منهما أخذ غرفته الخاص و دلف يستريح من عناء الطريق
كل غرفة بداخلها حمام .
كانت تغادر الحمام بعد أخذ حمام ، وجدته ينتظرها على سجادة الصلاة لصلاة العصر معنا.
ابتسمت عند رؤيته هكذا، و ارتدت ثوب الصلاة ليقضوا الصلاة.
بعد الانتهاء تجلس على الفراش و تضع يديها على رأسها بتعب، و قالت: عندي صداع رهيب.
جلس على الفراش، و طلب منه تضع رأسها على قدمه و بدأ يدلك لها رأسها بحنان حتي غفت الى نوم عميق و مريح...
قضوا اسبوعين من أجمل الأيام ،حتي جاء يوم زفاف شمس.
في الزفاف
تمت دعوة اصدقاء زينة.
كان يقف زين مع فارس ابن عمة زينة و شهاب أبن عم زينة، ثم جاء له مكالمة ، ذهب ليجيب عليها.
بعد الانتهاء التفت خلفه ليجد ايهاب ينظر له بسخرية، صحيح هو رأي هذا الوجهه مرة واحدة لكن يتذكره جيدة.
كاد أن يتحرك ،لكن قال إيهاب بوقاحة : ازيك يا عمي.
فهم مغزي الحديث و أنه يرد الإهانة منه، قال بابتسامة: الله يسلمك يا ابني.
قال إيهاب بدون مقدمات : شوية وقت و ها تبعد عنك، اصلا أنت بالنسبة ليها قد أبوها ، ضحكت عليها بكلمتين ،بس شوية و تزهق و تجي عندي، و أنا افتح ليها قلبي و عقلي.
لكمه بقوة ،وضع يده على اللكم و قال ببرود: أنت معذور و أنا مش ازعل منك، ازعل عليك ، اصلا أنت قد أبوها و صحتك على قدك ،حتي ضربتك ضعيفة لانها من راجل عجوز، و الصراحة زوزو خاسرة فيك.
لم يتحمل ذلك ، صفعه بقوة سقط على الأرض، و ظل يلكمه في وجهه بقدمه.