رواية حيرة الفصل الخامس 5 بقلم منال كريم


 رواية حيرة الفصل الخامس 

غادرت المنزل لكي تذهب الى الجامعة، و كانت الصدمة عندنا وجدت عبدالله، ينتظرها مثل العادة لكي تذهب معه إلى الجامعة.

ظنت أن يوجد خطب ما و اصابه مكروه، لكن ليلتها كانت حزينة، لذا سارت إليه بكل ببرود.

حتي وصلت أمام السيارة، نظرت من الشرفة و سألت بلا مبالاة وكأنها لم تتعجب من وجوده هنا.

:خير يا عريس.

الغريب أنه تعجب من سؤالها ، أجاب باستغراب: 
خير ايه مش رايحة الجامعة.

عقدت حاجبيها بتعجب و قالت: نعم.

قال بأمر و هو ينظر إلى الأمام:  اركبي.

أجابت بهدوء:  لا أنا أركب تاكسي.

ضرب على عجلة  القيادة و قال بغضب شديد:
تخلني اتعصب و ترجعي تزعلي  ،اركبي.

صرخت  بصوت عالى جدا: يوه يا شيخ حرام عليك بقا أنا زهقت من التحكم في حياتي،  هو أنا عيلة صغيره ولا مليش أهل أنت مالك.

نظر لها بغضب و قال بصوت عالى جدا: 
الكلمه دى بتقال كتير اوي، اركبي وعدي يومك يا ميرفت

صعدت إلى السيارة و أغلقت الباب بقوة..

عبدالله بغضب شديد:  يلا
ارزعي مره كام علشان انزل اكسره على دماغك.

سألت  بهدوء و تعجب:  أنت جاي ليه.

أجاب  باستغراب:  هو ايه ليه، مش في زفت جامعه النهارده.

أجابت  بعصبية:  اه فى زفت ، بس  أنت عريس ازاى تجي النهارده.

عبدالله بهدوء:  ملكيش دعوه.

قررت   طرح سؤال على عبدالله و لم تنتبه إلى عواقب الإجابة 

أخذت نفس عميق و سألت بتوتر: عبدالله أنت بتحب 
فريدة.

لم يأخذ ثانية في التفكير، أجاب سريعاً : طبعا 

لا يوجد حديث اخر، الاجابة كانت مثل صفعة قوية لها.

ساد الصمت حتي وصلوا إلى الجامعة.
قبل أن تهبط ،قال الحديث المعتادة.

قال  بهدوء:  آخر محاضره تخلص الساعه واحد واحد وعشره تكوني هنا.

قالت باعتراض: لا أنا اقعد مع اصحابي و نتغدي مع بعض  بعد المحاضره.

عبدالله بغضب:  وده من امت أن شاء الله.

ميرفت بهدوء:  من النهارده.

أبتسم بسخرية و قال بتهديد:  طيب أنا عايز اشوف ازاى  واحد وعشرة ماتكونش هنا..

قالت  بصوت عالى:  تعال أعمل اللي تعمله افضحني قدم أصحابي اكتر ما أنت فضحني.

أجاب  بعصبية:  أنا فضحك

هبطت من السيارة دون إجابة.

اما هو ساق بسرعة جنونية إلى قسم الشرطة 

وصل مكتبه ، رن الجرس جاء  العسكري.

العسكري يقدم التحية:  أمرك يا فندم.

  
عبدالله بعصبية: هات القهوه بتاعتي و بلغ  أحمد باشا يجي ضروري.

العسكري:  امرك يا فندم

خرج العسكري

عبدالله بغضب:  ماشي يا ميرفت وحيات امي لدفعك تمت الكلام ده غالي اوي.

دخل أحمد زميل  عبدالله في العمل، وصديقه المقرب.

أحمد بعصبية:  ايه يا ابني الجنان ده.

عبدالله بعدم فهم:  فى ايه.

أحمد بعصبية: هو أنت مش فرحك كان امبارح.

عبدالله:  اه يا ابني.

أحمد بعصبية:  وجاي النهارده ليه 

عبدالله بجديه:  أحمد تعال عايزك ضروري.

أبتسم بخبث و قال: تحت امرك يا باشا.

في الجامعة.

تجلس ميرفت و  إسراء فى إنتظار الدكتور

إسراء باستغراب:  هو أبن عمك مجنون.

ميرفت بسعادة:  الصراحه أنا استغربت بس فرحت أنه مش نسيي يوصلني زي العادة.

إسراء  بعصبية: انتي لسه بتحبي لوح التلج ده.

ميرفت بعصبية:  إسراء أنا بس اللي اقول عليه لوح تلج.

إسراء ببرود:  براحه على نفسك يا حلوه المهم تغدي معنا النهارده.

ميرفت:  اه قولت لعبدالله مش يجي يأخذني 

سألت باستغراب : وافق ازاى ده.

  ميرفت:  قال لا ،بس  أنا مش اسمع كلامه تاني.

قالت  بابتسامه:  يارب تفضلي شجاعه كده قدمه

ميرفت بحزن:  لازم يطلع من حياتي بقا 

دخل الدكتور وتمت محاضرات اليوم، 
الساعه واحدة ، خرجت مع اصدقائها ،الكافتيريا 
لتناول وجبة الغداء معنا..

كانت تجلس وسط أصدقائها بسعادة كبيرة ، هي شخصية  مرحة  طيبة و الجميع يحبها، و لها  شخصية ، لكن أمام عبدالله بلا شخصية.

أمام الجامعة 

يجلس عبدالله فى السيارة  ، ينظر إلى الساعة  أصبحت واحد ونصف ولا تاتي ميرفت...

عبدالله بغضب شديد جدا:  نهارك اسود يا ميرفت بقيتي تخلافي كلامي حاضر.

هبطت من السيارة ،ودخل الجامعة 

و ذهب  إلى الكافتيريا.

مجرد رؤيته ، كانت تخشي أن يقلل من شأنها أمام أصدقائها، لذا نهضت و قالت بتوتر:  طيب أنا ماشيه يا بنات.

ذهبت إليه و قال  بتوتر و رجاء: عبدالله لو سمحت بلاش تزعق أو تعمل حاجه قدم اصحابي علشان مش يضحكوا عليا ،  أنا معملتش حاجه غلط ، و مش  معني اني بحترم كلامك و انفذه بدون مجادلة، يبقي تكون المتحكم في حياتي، أنا ليه شخصيتي و مش صغيرة و من النهاردة بعفيك من مسؤوليتي ، من النهاردة اتصرف في حياتي بمزاجي، أنا أخرج معك دلوقتي احترامنا انك اخوكي الكبير ،بس بعد كده بلاش تخرج نفسك و تحرجني لأني مش اسمع كلامك تأني.

أبتسم بحزن و رحل دون إجابة.

اقتربت منها اسراء اللي كانت تسمع الحديث و رتبت على كتفها و قالت بتشجيع: كلامك صح يا ميرو، لازم يخرج من قلبك و حياتك.

نظرت لها بدموع و قالت: امبارح كنت بقول انسي كل ذكري معه، لقيت أن كل حياتي معه، كل ذكرياتي معه، دورت في البوم الصور ، لقيت كل لحظة و ثانية في حياتي معه، لقيت صورة و أنا عمري يوم و هو خمس سنين كان شيلني يضحك، لقيت صورة و هو مسك ايدي يعلمني المشي، اول يوم مدرسة، اول يوم جامعة،فاكرة لما كان يستني بالساعات على ما خلص الدروس.

أومأت إسراء رأسها بنعم و هي تبكي.

و أكملت بدموع: لو حذفت ذكرياتي مع عبدالله ،لكون بحذف حياتي كلها يا إسراء، كل كلمة قولتها دلوقتي قطعت قلبي مليون حتة، عبدالله دلوقتي حاسس زي الاب اللي بعد ما التربية و التعب ،ابنه يقوله مش عايزك في حياتي، أنا بقوله أنت اخوي ،بس هو مش اخوي.

اقتربت إسراء منها و مسحت دموعها و قالت : يلا اخرجي دلوقتي.

: تفتكري يكون ماشي.

قالتها ميرفت بخوف.

أومأت رأسها اعتراضا ، و قالت: لا يا ميرو عبدالله مستني في نفس المكان.

غادرت ميرفت و تدعو ربها يكون في انتظارها، و بالفعل كان ينتظر في سيارته في نفس المكان، لم تستطيع منع الابتسامة التي زينت ثغرها ، و ذهبت الى السيارة، صعدت بصمت ،و هي تحرك دون حديث.

طول الطريق لم يكسر منهم أحد هذا الصمت البشع.

حتي وصلنا الى المنزل ، توقعت أن يمنعها من مغادرة السيارة دون حديث ،لكن لم يفعل.

هبطت من السيارة و قاد السيارة بسرعة جنونية.

و دلفت إلى المنزل و هي قلبها ممتلئة بالحزن.

صعدت إلى شقتها دون المرور على شقة جدها.

صعدت إلى شقتها ، كانت خالية، أبيها في العمل، و أمها في شقة جدها.

ذهبت  إلى الحمام ،اخذت حمام ، و هرولت إلى الصلاة لعل تجد الراحة لقلبها.

قلبها مثل الجمرة المشتعلة..

رفعت يديها إلى السماء و قالت بدموع: يارب ريح قلبي ، ريح قلبي خليه يطلع من قلبي انا بموت ،بموت...

دق الباب ، مسحت دموعها و ذهبت لتفتح، كان عبدالله ،ينظر بغضب، سألها بعصبية: مالك.

أجابت بهدوء: مالي.

قال بصوت عالي: مالك يا ميرفت، متغيرة ليه.

بلعت الغصة التي في حلقها و أجابت بتوتر: مفيش حاجه.

قال هو بهدوء: أنا ملاحظ انك متغيرة من وقت معرفتي اني اتجوز، صارحني يا ميرو،في ايه 

كانت تريد أن تصارحه بمشاعرها، لكن كرامتها رفضت ذلك، أجابت بضعف يظهر في صوتها: مفيش. 

نظر لها و قال ببرود: يكون انتي تحبني وزعلانه اني تجوزت غيرك، لو كده قولى ممكن اكسب فيكي ثواب و تكوني زوجة  تانيه علشان مش تزعلي اكيد لازم أتحمل انا مش أنتي زى اختي.

لم تتحمل هذه الاهانة، لا تعلم من اين لها هذه الشجاعة ، رفعت يديها و صفعته عقاب على هذا الحديث.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1