رواية خليل الروح الفصل السادس 6 بقلم مريومة


رواية خليل الروح الفصل السادس بقلم مريومة



 'مريم عايز اجولك ، إني كلمت واد عمك وجولت له، إني انا اللي هوصلك،  ومعانا بت عمك .

قبل أن ترد ، قال مروان 
' ريّح حالك انت وهو ،انا اخدت اجازة وهوصل حبيبة عيوني .

ابتسمت لحنية اخاها 
ياسين بنبرة فيها استنكار مصطنع
' بتكلم اخوك الكبير كِده؟ ، عديم التربية 

 ضحك مروان ضحكته المرحة وهو يقول بغمزة :ـ تربيتك يا كبير! .

هز رأسه بقله حيلة من تصرفات مروان وقال بتصميم 
' هوصلها برضه .

مريم بهدوء :ـ وليد واد عمي،  رايح الفرح عشان دِه فرح صاحبه ، وانا رايحة عشان فرح صاحبتي،  يبقي الصُح إنه هو اللي هيوصلني وكِده محدش هيتعطل .

ياسين بابتسامة :- ولا عطلة ولا حاجة ، انا محتاج اخرج من البلد شوية ودي فرصة .

مروان اكمل :- وانا اخدت اجازة فعلاً ، ومش هقعد يوم الاجازة في البيت .

نظرت لهم بتفكير وقالت :- خلاص يا جماعة نروح كِلنا مع بعض ، ودلوقت يلا ننزل .

وافقوها في الرأي واتجهوا جميعاً لأسفل .
.............
"لم يكن لغيابه أثرٌ يُذكَر
أما حضوره الآن ، فيُشعل بثورتِه أعماقَها الساكنة ."

كانوا يقفون أمام المنزل في انتظاره للذهاب إلي الزفاف

مريم بضجر:- آه يا زمن ! الستات جاهزين ومستنيين الرجاله تجهز .

محمود بضحك :- بطلي جمع ، ماحنا واقفين جارك أهو !
قال اخر كلامه وهو يشير إلي مروان ، ولكن إين مروان ..

محمود بعصبية طفيفة :- مريم هو الزفت ده مبحلق في خيتي ؟ 
 
مريم وهي تضرب مروان لكي ينتبه لنفسه ، وتقول بتوتر
° لا يابني ، مانت عارف مروان بيسرح علطول .

مروان بتوتر بعدما انتبه 
' هو بص يا محمود ...انت عارف اني دوغري ومابحبش اللف والدوران 
انااا ..عايز اتجوز خيتك فرح .

محمود بصدمه وهو ينظر لمريم تارة ولفرح التي لا تسمع حديثهم تارة ، ثم وجهه نظره لمروان وقال بهدوء
' إنتَ راجل يا مروان وإحنا عارفينك ، بس فرح لسه صغيره ، دي لسه مخلصه ٣ ثانوي !

مروان بتفهم :- عارف ومقدّر ، انا عايز اتقدم وادخل البيت من بابه وتبقوا عارفين إني شاري بتكم ، والقرار ليكم في الاخر ..حتي لو بعد الشر رافضتوني، هتقدم تاني عادي .

ياسين من خلفهم :- راجل يا خوي ، واحنا مش هنلاقي احسن من اخت محمود وتبقي مننا اكتر ما هي مننا .

محمود ابتسم وسلم علي ياسين وقال :- انا شايف ان الوقت مش مناسب ، نروح مشوارنا ونرجع بالسلامة وانا بنفسي هكلم جدي وابوي في الموضوع ده .

وافقه ياسين ومروان في الرأي 
ياسين :- طب يلا ، محمود وخيته هيركبوا عربيته ، وانا ومروان ومريم في عربيتي .

محمود باعتراض :- لااا انا هاخد مريم معايا! هي فين مريم ؟
نظروا حولهم فوجدوها بالفعل جالسة في المقعد الخلفي لعربية محمود، وبجوارها فرح .

محمود بضحك :- عارفه مكانها ، يلا هنبدأ نتحرك.
وذهب وجلس في سيارته يستعد للانطلاق

ياسين وهو ينظر لهم بضيق:- شوفت خيتك يا مروان اللي هتجبلي جلطة!.

مروان بهمس :- يابختها، قاعده جمب فرحة قلبي .

ياسين بغيظ :- يارب صبرني علي الاثنين المجانين دول .

مروان ضاحكاً :- اللي غيران مِننا يعمل زينا يا دكتره ، بس إيه الشياكة دي ، لا وكمان لابس نفس اللون اللي لابساه الملكة بتاعتنا .

قال اخر كلامه بغمزه
ياسين بضيق :- جولت نعمل ماتشينج بس دي بغله مابتحسش.

حاول كتم ضحكته وقال بجدية مصطنعة
' لاحظ إنك بتتكلم عن خيتي ، وبعدين طالما واقع كِده ، ما تجول !

نظر له بسكوت لثواني ثم تنهد وقال :- تفتكر هتوافق؟

مروان وهو يربب علي كتفه :- حتي لو ماوافقتش ، تبقي خدت خطوه بدل مانت محلك سير، العلاقات اللي بجد  بتحتاج محاولات وخطوات يا واد عمي ، ودنيتنا عايزة اللي يحارب وياخد نصيبه.

" نعم رزقك سوف تأخده ، ولكن من قال أنك ستأخذه بدون سعي ..بدون خطوات ؟ " 

كان سيرد ولكن صوت عربية محمود قاطعه
فقال :- طب يلا نتحرك عشان مش عايزين نتأخر.
وبالفعل تحركوا ، وطول الطريق والشباب يتسابقوا مع بعضهم البعض ويفعلون حركات بالسيارات

توقف ياسين في منتصف الطريق واشار لمحمود ليقف ايضاً.
مروان بتساؤل :- وقفت ليه؟

ياسين وهو ينزل من سيارته :- هجيب بنبوني او حاجة سكرها خفيف لمريم، عشان لو تعبت.

مروان وهو ينزل معه:- معاها يابني ، مش بتمشي غير بيهم .

لم يرد عليه ودخل محل صغير موجود علي الطريق ، غاب دقائق وخرج وبيده اكياس 
مروان بمرح :- هات حبه من اللي في الكياس دي .

القي في وجهه كيس منهم واتجه لعربيه محمود وقف بجوار الشباك وقال وهو يعطي لها كيس 
' جبتلكم شوية حاجات تتسلوا فيها ، وفي حاجات مسكره ليكِ ، بس ماتكليش كلهم ، حته صغيرة عشان ماتتعبيش .

القي كلماته دفعة واحده واتجه لسيارته ، وتركها تنظر للأشياء بصدمه 
فرح بمرح وهي تغمز لها:- إيه الحكاية يا بت عمي .

انتبهت لها ولمحمود الذي ينظر لها بترقب ، وقالت باللامبالاة وهي تفتح حبه بنبوني وتضعه في فمها 
° ولا حاجة ، دكتور وفاهم بجي ، كمل سواقة عشان نلحق.

قال بضحك 
' ماشي يا مريوم، شكلنا الفترة الجاية هنحضر افراح كتير ..
لم تُعير كلامه اهتمام وظلت تتحدث هي وفرح حتي وصلت للزفاف.
.......

في بيت جد مريم " سليمان " والد والدها 
كانت العائلة كلها تجتمع علي الطعام في جو اسري 

العم حازم :- والله الواد محمود والبت فرح بيعملوا جو للمكان .
زوجته سميه بضحك:- جو بيخليني اخد حباية للصداع .

العم هاشم والد معتز :-  بيتفسحوا يوم من نفسهم يا خوي .

معتز بمرح :- لا واحنا كنا قافلين عليهم جوي يا بوي ، دول اكتر اتنين مجانين عِندنا .

عمر اخوه بضحك :- بعد مريم اكيد .
يمني ابنة عمه وخطيبته :- دي الريسه بتاعتهم .

ضحكوا علي حوارهم فردت هُدي بضيق مصطنع
' سيبوا خيتي الملاك في حالها ، ياعيني عليكِ يا خيتي دايما ظلمينك كِده .

زوجة عمها هاشم :- والله مريم سُكر ، انتوا بس اللي بتعاندوا معاها .

قاطعهم الجد بهدوء 
' انا بفكر في شئ كِده وعايز اخد رأيكم زي ما متعود دايماً.
انتبهوا له فاكمل
' بفكر نجوز محمود لبت عمه مريم .

والدة محمود :- والله ما هنلاقي احسن منيها .
العم حازم والد محمود :- وانا ماعنديش مانع يا ابوي لو الاثنين موافقين .

وكذلك رد العم هاشم :- وانا من رأي حازم يا بوي .

نظر الجد لمعتز وقال :- وإنت يا معتز رأيك إيه ، إنت أخوهم الكبير وعارفهم كويس .
قال بحيره :- والله يا جدي الاتنين مايتخيروش عن بعض ، بس حاسس أنهم هيرفضوا .

عمر قال بتأكيد :- وانا حاسس إكده ، بس مفيش مانع نشوف محمود نيته ايه ، لو وافق ، يبجي وقتها القرار لمريم .

سكت الجد لثواني ونظر لهُدي 
 ' مببتكلميش ليه يابتي ، دي خيتك وانتِ ليكِ الحق في الرأي .
قالت بهدوء ورزانة:- الاثنين اخواتي يا جدي ، وانا اكتر منيكم نفسي خيتي تبقي عايشه معايا في نفس المكان ، بس يهمني اكتر انها تختار الشخص اللي عايزاه..ف أنا مع رأي عمر ، نشوف محمود الأول .

قال بهدوء وابتسامه :- ماشي ، لما يجوا بالسلامه نفتح الموضوع ، كملوا وكل يالا.
............

' هتخشوا  القاعة اللي فيها الحريم ، واحنا هنخش بتاعة الرجالة 
ساعة وهنتصل عليكم تخرجوا ، تمام؟ 

كان ياسين يتحدث بهدوء وهو يوجه كلامه لمريم ، فقالت 
° ماشي اتفقنا ، يلا يا فرح .

وتركتهم مكانهم وذهبت هي وفرح لداخل القاعة ، كان الزفاف اسلامي بدون اختلاط ومعازف ولذلك وافقت علي حضوره ، خطت خطواتها الأولي لداخل القاعة ،فوجدت صديقتها تقف وسط النساء بطلتها المُبهرة ، احتضنتها وهي تقول بفرحة :- زي الجمر يا روحي ، ماشاء الله عليكِ.

صديقتها بابتسامة :- كُنت هزعل أوي لو ماجتيش يا روما .

مريم :- وانا اقدر برضه ماحضرش فرحك يا حلو إنتِ.

' مين السكر اللي معاكِ دي .
° دي بجي خيتي الصغيره وبت عمي فرح .
سلمت عليها وقالت :- ماشاء الله ، كلكم عسلات يا مريوم .

مريم بابتسامه :- سيبك مننا يا عروسه ويلا نفرح شوي .
وبدأوا يستمتعوا بلحظات الفرح هذه ، ويلتقطون العديد من الصور للذكري 

وعلي الجانب الاخر هناك من تجلس وتنظر لمريم بكُره 
' مابحبش اللي اسمها مريم دي .
قالت من تجلس بجوارها :- ليه ؟ دي مريم محترمه وجدعة أوي .

ردت بحسد :- واخده كل حاجة كده وعامله فيها اللي مفيش زيها ،من عيلة كبيرة وغنية ، الكل بيحبها ، بتشتغل شغل ماحدش فينا عارف يشتغله و..

قاطعتها من تجلس بجوارها 
' نظريتك غلط عن مريم ، أولاً هي متواضعة أوي وعمرها ماتكبرت علي حد فينا ، وغير كده هي ماخدتش حاجة ، ربنا سبحانه وتعالي هو اللي رزقها بكُل ده ، ولو شيلتي السواد اللي في قلبك هتشوفي ان ربنا زي ما عطاها اخد منها .

قالت بكره :- ودي اتاخد منها ايه .
' بابها ومامتها اللي عمرها ما شافتهم وبتتمني يتاخد منها كل اللي بتحسديها عليه ده وتشوفهم لثواني  ،  ربنا ابتلاها بمرض السكر وهي طفلة عندها عشر سنين ، بتتعب كتير وممكن في اي وقت تدخل في غيبوبه سكر ، بتفكر مليون مره هل ياتري هتورث لاولادها السكر ولا لأ؟  
اكملت بصدق 
أما بقي بخصوص شغلها اللي مش عارفه تشتغلي زيه ، هو حد قالك ماتحوليش تتعلمي كويس وتشتغلي ؟ هي منعتك من ده ؟ الأجابة لأ ، وهي ماشتغلش بواسطة ولا بعصاية سحرية ، دي بنت من أول يوم ليها في الجامعه وهي بتذاكر كويس وبتحاول دايماً تتعلم ، وتسال وبتطور من نفسها عشان تبقي مريم اللي انتي شايفاها دلوقتي ، والنتيجه دي مش بالساهل ، دي بتعب أنتِ متقدريش عليه .
وتركتها  وسط حسدها وذهبت

" المشكلة الكبري للحاسد، انه يريد النعمة دون رؤية المجهود المبذول أو الاعتراف بعيوبه، يريد ما في يد غيره بدون أي تعب يُذكر ، لا يري ما وراء كواليس الاشخاص ،يغلق عينه عن جهدهم المبذول ..
لا تحسدوا الاشخاص علي ما قسمه الله لهم ، فالله عادل لا يظلم عباده 
واذا شعرت بظلم ! فابحث بداخلك ، فالعيب فيك ، لا في احد غيرك " 



تعليقات