رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل التاسع والستون 69 بقلم دينا جمال


 رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل التاسع والستون 


هل جُن زيدان الآن ما به 
نظرت لوجهه لتراه يبتسم في هدوء تام لحظات قبل أن يخرج صوته يهمس بصوت مبحوح يملئه الشغف :
 - لسه عنيدة زي ما انتي يا حبة البندق 

توسعت عينيها في دهشة مما قال وقبل أن تنطق بحرف واحد كان يلحم ثورة مشاعره الهائجة ... اصطدمت غيمات عشقه لترعد سماءه تصرخ بعشقه إلا محدود ... وتنير ملقتيه ببرق الحب ... التحمت ثورته مع حبات البندق يدمج عشقه بعشقها للحظات خارج حدود الزمان والمكان توقف العقل ونبض القلب وهدرت المشاعر تصرخ .... اسند جبينه علي جبينها يلهث من فيض عشق المتدفق يسري بين أوردته كأنه جرعة مخدر فاخرة يرغب في الحصول عليها بين لحظة واخري ... رفعت مقلتيها المرتجفة من فيض مشاعره التي اغرقتها توا .... تترعش أنفاسها في الخروج ... لحظة اثنتين .... ثلاثة قبل أن يتركها ويغادر إلي أعلي ... وقفت تنظر له وهو يرحل في دهشة ... ذلك الرجل جُن لم تكذب حين قالت أنه فعل ... يقبلها قبل لحظات وكانت حياته اعتمدت علي ذلك والآن يغادر في هدوء وكأن شيئا لم يكن .... هي لا تفهم حقا ذلك الزيدان أعقد من دروس الفيزياء في الثانوية العامة ... ارتسمت ابتسامة حالمة علي شفتيها حين تذكرت ما حدث قبل قليل ... لتعقد جبينها بعدها في غيظ تتمتم مع نفسها حانقة :
- ايه قلة الأدب دي هو ازاي يبوسني ... أنا هوريله قليل الأدب المنحرف 
______________________
وقفت في المطبخ في منزلها تشرف علي تحضيرات الطعام كل شئ علي اتم ما يرام ... شردت عينيها فيما أخبرها به خالد بالأمس وكانت تظنه فقط يمزح لينا تزوجت من زيدان في قسم الشرطة !! ... لما لا يحدث شي بشكل طبيعي في هذا البيت لما جميع أمورهم معقدة تحتاج إلي عالم فضاء ليفهمها ويساعدهم في حلهم ...تنهدت تغمض عينيها تحاول أن تهدئ تبقي القليل وسيصل الجميع وستفهم من ابنتها كل شئ ... فتحت عينيها فجاءة حين شعرت بيده تلتف حولها ورأسه تسقط علي كتفها من الخلف وصوت أنفاسه الهادئة ، نبرته العابثة حين همس يشاكسها :
 - دا الجمال عدي الكلام تبوسيني وتاخدي كام 
توسعت عينيها في دهشة مما قال الوقح لن يتغير ... الخادمات حولها يضخكن خجلات مما يفعل وهي تقف تتمني أن تنشق الأرض وتبتعلها من ذلك الموقف المحرج الذي يضعها فيه ... فكت أسر يديه تدفعه بعيدا تهمس له حانقة :
- قليل الادب ومش هتتغير

تحركت لخارج المطبخ تركته يقف مكانه ضيق عينيه ينظر في أثرها ليبتسم في عبث .... لاحظ في اللحظة التالية أنه يقف بين حشد من الخادمات حمحم بخشونة ينفض غبار وهمي عن تلابيب قميصه يتمتم في حزم :
- شوفوا شغلوا كويس 

قالها ليسرع لخارج المطبخ لتضحك الخادمات في أثره كل منهن تدلي بدلوها علي ما حدث توا أمامهم 
- الباشا مش بيكبر ابداا
- الناس الاغنيا ما بتكبرش يا حبيبتي
- بس أنا عمري ما شوفت راجل بيحب مراته بالشكل دا
- الست رحمة الله يرحمها كانت بتقول عن حبهم أشعار 
- بس الشهادة لله ناس محترمين ربنا يخليهم لبعض 
- صحيح الهانم الصغيرة فين ما ظهرتش النهاردة خالص
- أنا سمعت الباشا بيكلم الدكتور حسام بيقوله يروح يوديلها شناطها بيت زيدان تقريبا كدة رجعوا لبعض
- والله زيدان باشا دا طيب وبيحبها اوي

في خارج غرفة المطبخ تحركت لينا ناحية غرفة الطعام ... تنظر بتمعن أن كان من شئ ناقص ... وقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها تغمغم مع نفسها :
- كدا كل حاجة جاهزة فاضل شوية صغيرين والكل يوصل ...

ابتسمت ياساءة تحرك رأسها نفيا حين شعرت به من جديد خلفها يعانقها يضم ظهرها لصدره يغمغم حانقا :
- هل ينفع أن أنا كخالد باشا السويسي امشي ألف وراكي البيت كله يا قاسية القلب انتي 

ضحكت رغما عنها لتلتفت له تصبح مقابلة لوجهه مدت يدها تقرص وجنته بغيظ تحادثه حانقا :
- يعني هو ينفع التحرش في المطبخ قدام البنات ... 

ابتسم في زهو وكأنها اخبرته بأنه فعل شيئا عظيما لاعب حاجبيه عبثا ليغمغم ضاحكا :
- ما اتحرش بيكي عادي ... هو في احلي من التحرش الحلال 

انهي كلامه بغمزة عابثة من طرف عينيه اليسري لتضحك هي من جديد ... صدمته علي صدره بخفة تتغمغم ضاحكة :
- مش هتتغير عدي سنين طويلة ... لسه بتشوفني حلوة يا خالد 

ابتسم لتخرج من بين شفتيه تنهيدة حارة تحرك بها للخلف ناحية طاولة الطعام قطبت جبينها تنظر له في عجب مد يده لها لتسمك بها صعدت علي سطح الطاولة تنظر له تبتسم تشعر في تلك اللحظات أن الزمن عاد للوراء أعوام واعوام يقف أمامها يبتسم كما رأته اول مرة ... تنهد يهمس بخفوت خفيض عاشق :
- من اكتر من 20 سنة كنتي قاعدة انتي ولينا الصغيرة هنا وهي بتاكل شوكولاتة ومبهدلة الدنيا وأنا ماسك الكاميرا وبصوركوا ... كنت باصص في الصورة عين عليها والتانية عليكي .... لينا مش محتاج عشان اشوفك بيها ... أنا بشوفك بقلبي ... بحسي بيكي في كل
ذرة في روحي ... أنا مش بشوفك جميلة ... أنا بشوفك أجمل نساء الارض 

ابتسمت وادمعت عينيها في الآن ذاته لازالت كلمات عشقه واشعار غزله كغيمة وردية تترفع بها لأعالي السحاب ... تؤجرحها بنعومة علي خفقات قلب عاشق مجنون يعشقها بل يذوب بها عشقها .... هي وانفاسه سيان يموت أن ابتعدت عنه كما تموت السمكة أن اخرجوها من الماء ... أحيانا كثيرة تتأكد من أنها تلك السمكة الصغيرة التي تسبح داخل محيط واسع ... محيط من العشق لا نهاية له ولا بداية ... رفعت ذراعيها تطوق بها عنقه تغرز رأسها في صدره لحظات خارج حدود الزمان تشعر به يعانقها كما يعانق المريض الحياة يرفض ابتعادها عنه ... ابتعدها عنه يعني احتضان الموت له ... رفعت رأسها عن صدره تبتسم له كفتاة صغيرة عرفت العشق توا ...ليميل هو برأسه يغمغم عابثا :
- ما قولتليش بردوا تبوسيني وتاخدي كام

كورت قبضتها تصدمه علي صدره ليرفع حاجبيه في غضب أجاد تزييفه شمر عن ساعديه يغمغم متوعدا :
- أنتي قد الضربة دي يا بنت الجبالي ... 

نظرت له متوجسة من ردة فعله للحظات قبل أن تصرخ من الضحك حين تحركت يديه يدغدغها بلا توقف وهي تضحك بقوة تتوسله أن يتوقف ....هو تضحك بقوة حتي أدمعت عينيها وهو يضحك علب ضحكاتها .... لحظات طويلة قبل أن يسمعوا صوت يغمغم متوترا :
- بابا 

التفت خالد خلفه ليجد حسام ومعه عمر وتالا وسارة الجميع يقف عند باب الغرفة .... ينظر حسام لأبيه مدهوشا ... في حين تخفض سارة رأسها أرضا احمرت وجنتيها خجلا حين مر طيف عابر في رأسها أنها وحسام بدلا من خالد ولينا .... نظرت تالا لعمر ترفع حاجبيها في وعيد قاسي كأنه تخبره انظر ماذا يفعل اخيك الذي يكبرك بأعوام يا منعدم الرومانسية ... 
نظر خالد لهم للحظات ابتسم في اصفرار قبل أن يعاود النظر للينا جذب المفرش اسفلها بحركة خاطفة يضعه علي رأسها المكشوف بدون حجاب ... قبل جبينها يهمس لها :
- اطلعي البسي حجابك 

ابتسمت خجلة لينزلها من فوق سطح الطاولة تحركت تهرول للخارج دون أن تلقي عليهم نظرة واحدة في حين التفت خالد إليهم تحديدا لحسام وعمر الذي ينظران له في دهشة ليصيح فيهم محتدا :
- جري ايه يا حيوان أنت وهو بتبصولي كدة ليه ... وبعدين مش تعملوا حد يدخل كدة ... كاتوا الأرف .... الكلام دا مش ليكي طبعا يا تالا انتي وسارة 

ضحكت تالا تضع يدها علي فمها تخفي ضحكاتها في حين خرج خالد من الغرفة يدعوهم في الجلوس في غرفة الصالون إلي أن يأتي البقية ... وقف حسام وحيدا رفع كف يصدمه في الآخر يتمتم مدهوشا :
- هو في ايييه ... الراجل دا فيه صحة عني ليه كدة ... يا بختك يا حج 

تحرك حسام خلفهم دخل إلي غرفة الصالون عمر يجلس جوار زوجته علي أريكة صغيرة وابيه يجلس علي مقعد هناك بالقرب منه أمام سارة فتجلس علي اريكة بعيدة عنهم قليلا بمفردها ارتسمت ابتسامة عابثة علي شفتيه تحرك ناحيتها يجلس جوارها في براءة شديدة ... التفت عمر له في تلك اللحظة يرميه بنظرة حانقة يحادثه محتدا :
- قوم ياض من جنبها ... إنت شايفنا بقرون 

ابتسم حسام في براءة ليضجع بظهره إلي ظهر المقعد وضع سارة فوق اخري يغمغم في ثقة :
- والله أنا قاعد في ملك الحكومة ... مش في ملكك 

نظر عمر ناحية اخيه غاضبا يخبره أن يتصرف فما كان من خالد الا أن انفجر ضاحكا نظر لرغم يغمغم من بين ضحكاته :
- هو قاعد في ملك الحكومة فعلا هو ما بيكذبش 

نظر حسام لأبيه يكاد يقبله للمرة الأولي التي يشعر فيها أن والده ينتصر له أمام أحد ما ... ليوجه انظاره ناحية عمه لاعب حاجبيه يغمغم عابثا :
- وبعدين يا عمي أنا قليل الادب .. مش أنا قليل الادب بردوا زي ما قولت لسارة ما تركبش معايا العربية عشان أنا قليل الأدب 

نظر عمر ناحية ابنته متفاجاءا الحمقاء اخبرته بما نصحه بها عنه كيف تفعل ذلك ... وجهت سارة انظارها لأسفل تفرك يديها في ارتباك ... في تلك اللحظة التقط خالد هاتقه عبث فيه بضع لحظات قبل أن يضعه في جيبه وتصل رسالة لهاتف حسام ... شعر بحركة هاتفه في جيبه ليلتقطه قطب جبينه حين رأي رسالة من أبيه فتحها ليجد فيها :
- قوم من جنبها ولم الدور بدل ما اقوم اديك بالجزمة قدام الناس 

نظر حسام ناحية والده مغتاظا قبل أن يحمحم في ترفع قام من مكانه يحادثهم مغترا :
- أنا هقوم اشوف الاكل جهز ولا لسه 
_____________________
علي صعيد آخر في سيارة زيدان يجلس هو خلف المقود وهي جواره منذ أن حدث ما حدث وانفلت زمام مشاعره من بين يديه وهو صامت أكثر من ذي قبل ... حين نزلت من اعلي بعد أن بدلت ثيابها ... وجدته ينتظرها في السيارة جلست جواره ترتدي فستان زهري اللون فوقه سترة بيضاء ... القليل من مستحضرات تنهدت حانقة مع الصمت المسطير علي الأجواء فتحت حقيبة يدها تخرج أحمر الشفاه منها ... ومرآة صغيرة .... بدأت تضع أحمر الشفاه لتشرد عينيها تفكر فيما سيحدث هل ستستمر الحياة بينها في ذلك الصمت القاتل ... هل عزف عن حبها إن كان ذلك صحيحا ما سر ما فعله قبل لحظات لم تعد تفهم شيئا ... جل ما تعرفه انهم بحاجة لأن يتوقف ذلك الصمت وإلي الأبد .. اجفلت من شرودها حين رأت يده تمتد ناحيتها يمسك محرمة ورقية في يده يعطيها لها ... قطبت جبينها في عجب ..نظرت لوجهها لتتوسع عينيها في دهشة بالغت كثيرا في وضع أحمر الشفاه .... اغلقته تعيده لحقيبتها ومعه المرآة لتسمعه يغمغم في رتابة :
- امسحي اللي علي بوقك زودتيه أوي 

قلبت عينيها من نبرته التي حقا تفقدها صوابها ... تنهدت تلتقط منه المحمرة دون كلمة شكر واحدة تمسح شفتيها .... رأته يقف في منتصف الطريق أمام محل كبير لبيع الحلوي غاب بضع دقائق ليعود ومعه علبة شوكولاتة فاخرة كادت أن تأخذها من بين يديه حين ابعدها عنها رفع حاجبيه الأيسر يغمغم في سماجة :
- دي مش بتاعتك ... احنا رايحين زيارة طبيعي ناخد معانا هدية واحنا راجعين ابقي اجيبلك 

زفرت حانقة تضيق عينيها مغتاظة الوقح يحرجها بكلامه ...وماذا سيضر أن اخذت قطعة واحدة من العلبة ... دقائق أخري وهي تنظر للعبلة الموضوعة علي الأريكة الخلفية نظرة الصياد المتربص بفريسته ... وقف زيدان في محطة بنزين نزل من السيارة غاب لدقائق عدة ... بسبب مشكلة في احدي أسطوانات البنزين في المحطة حين عاد رآها تمسح شفتيها بمحرمة قطب جبينه ينظر لها في شك ... نظر ناحية العلبة ليجدها كما هي في مكانها ... ابتسمت لينا ساخرة تشيح برأسها بعيدا عنه .... اكملوا الطريق وصلت السيارة إلي حديقة منزل والدها نزلت هي اولا لينزل بعدها مال يأخذ علبة الحلوي ليقطب جبينه متعجبا العلبة كانت أثقل من ذلك ربما هو فقط يتوهم ... اسرع في خطواته يلحق إلي أن صار جوارها عند باب المنزل لف ذراعه الآخر حول خصرها نظرت له متفاجئة في اللحظة التي فتح فيها حسام الباب ... نظر لهم يبتسم في سعادة ... بعد سلام حار دخلا معا ليسلم زيدان العلبة لحسام الذي فتحها بدوره ... لحق بهم لغرفة الجلوس يمسك في يده العلبة قبض علي مجموعة من الأوراق الصغيرة الفارغة في يده يحادث زيدان ساخرا :
- ايه يا عم زيدان أنت جايب نص العلبة شوكولاتة والنص ااتاني

عض علي شفتيه في غيظ ينظر للينا التي اشاحت برأسها بعيدا تنظر للثريا في السقف وكأنها تراها للمرة الأولي عادت ينظر لحسام ابتسم يغمغم في غيظ : 
- في عرسة دخلت العربية لما كنت في البنزينة ... كويس أني ما اتأخرتش أنا غبت عشر دقايق كلت نص العلبة لو كنت غبت دقيقتين كمان كانت كلتها بالعلبة 

رفعت كف يدها تحركه أمام وجهها بإيباء عله يجلب لها بعض الهواء في ذلك الجو الخانق هو بالطبع لا يتحدث عنها إطلاقا ...هي لم تفعل شيئا ... تحركت لينا تجلس جوار سارة ... ليأتي حسام يجلس جوارها فباتت لينا في المنتصف بينه وبين سارة ... مال حسام علي إذن لينا يهمس لها عابثا :
- ازيك يا عرسة عاملة ايه 

ضيقيت عينيها تشد علي أسنانها بغيظ لتمد يدها تقرصه من ذراعه بعنف ليتأوه الأخير من الألم يهمس حانقا :
- دي مخالب مش صوابع يخربيتك يا جعفر.... الله يكون في عونه زيدان عايش مع جعفر في البيت 

ابتسمت في وعيد لتتجه برأسها ناحية سارة ابتسمت من جديد تردف ببراءة :
- سوسو عارفة حسام لما كنا مسافرين عند أهل زيدان عمل ايه 

توسعت عيني حسام في فزع لينتفض سريعا يكمم فمها بيده يهمس جوار اذنها في شر :
- قسما بالله اقتلك ... هحطلك سم في الاكل تموتي زي العرسة 

عاد ينظر لسارة ضحك يغمغم في توتر:
- هي قصدها اني وقعت من علي الحصان ... فظيعة لينا فضيحة ... أنا هاخد اختي حبيبتي عشان وحشتني وهجيلك علي طول 

قام حسام يكمم فم لينا يجذبها لخارج الغرفة لينظر زيدان لخالد يحادثه مرتابا :
- تفتكر هيقتلها 

ضحك الأخير ساخرا يحرك يديه بلا مبلاة :
- يلا يا عم خلينا نخلص 

قام زيدان من مكانه سريعا خرج من الغرفة يبحث عنهما ليجد حسام يطرح لينا أرضا علي وشك أن يخنقها بوسادة الاريكة كاد أن يلحق بها ولكنه تجمد مكانه حين ضربت لينا حسام بساقها في بطنه بعنف ليسقط هو أرضا وتلتقط هي الوسادة ابتسمت في شر تحادثه بدراما مخيفة :
- يا اختي عليها ويا اختي علييها .... يا اختتتي عليهااا ... جت رجليها ما جت رجليها ....جت رجليهااا 

توسعت عيني حسام في هلع يزحف بظهره للخلف ... في حين يقف زيدان بعيدا يراقب يضع يده علي فمه ليكتم صوت ضحكاته ... لينا حقا تحسنت كثيرا عن ذي قبل ... وذلك الأمر يسعده للغاية ... خرج خالد من غرفة الصالون لتقع عينيه علي ذلك المشهد توسعت حدقتيه يصيح فيهم :
- يا ولاد الكلب يا مجانين قوم يا حمار وأنتي يا ريا ... روحي شوفي ماما فين عشان الغدا 

بعد قليل كان الجميع يلتف حول طاولة الطعام الرجال في ناحية والنساء في الأخري وخالد يترأس الطاولة ... تحرك عمر برأسه ناحية خالد يسأله :
- صحيح اومال حمزة فين مختفي بقاله مدة

ضحك خالد ساخرا يحرك رأسه يغمغم في تهكم :
- العالم يحترق وأخوك حمزة لا يبالي .. حمزة خد بدور والعيال وسافروا المالديف يصيفوا ... وساب أدهم هنا يتسحل في الشغل لوحده 

حرك عمر رأسه هو الآخر حمزة هو حمزة يعش في عالمه الخاص يفعل ما يحلو له حتي لو اضطر أن يعكس التيار ليسير وفق إرادته هو ... لينا الشريف تجلس جوار ابنتها تبتسم سعيدة راضية أخيرا جرت الأمور لصالحها هي وزيدان عادا من جديد ليبدآ حياة سعيدة خاصة بهما بعد فراق طووويل حقا طويل مزعج قاسي ...درس لن ينسوه ابداا .. نقلت لينا انظارها من ابنتها الي زيدان رأته كيف يختلس النظرات ناحية لينا ... طفلها العاشق لا يختلف كثيرا عن خالد اختفت ابتسامتها شيئا فشئ ... حين تذكرت أمر لوجين ... هل تري سامحها ولم يخبرها حتي لا يؤذي مشاعرها أم لم يسامحها ... لا تعرف ولا رغبة في أن تعرف ... نظرت ناحية حسام لتراه ينظر صوب سارة مباشرة عينيه تلمعان بشغف ... الفتاة تكاد تنصهر خجلا منه ... توجهت انظارها ناحية عمر تسأله :
- صحيح يا عمر ... ما عرفناش ردك موافق أنهم يتجوزوا في الاجازة ولا ايه 

نظر عمر لتالا الجالسة جوار ابنتها لتحرك رأسها بالإيجاب تبتسم له عاد ينظر ناحية لينا وأخيه تنهد يغمغم علي مضض :
- موافق وامري لله 

هب حسام كمن لدغه عقرب حين نطق عمر تلك الكلمات اندفع ناحيتها يعانقه بالمقعد يصيح فرحا :
- يا حبيبي يا عمي روح يا رب تبقي ظابط 

ضحك جميع الجالسين عليه ليتحرك زيدان يجذبه من مكانه يعيده الي مقعده يحادثه ساخرا :
- اقعد يا اهبل فضحتنا 

جلس حسام مكانه يتنهد بحرارة ينظر لسارة نظرات عاشقة ولهة سعيدة علي وشك أن يطلق زغرودة عالية من شدة سعادته ولكنه لا يعرف كيف يفعل ذلك .... ابتسمت الجميع سعيدا ... وجهت لينا انظارها ناحية عمر من جديد تردف في هدوء :
- بما أننا قطعنا نص المسافة حسام عنده شقة كبيرة باسمه وقريب هتبقي جاهزة ... ولو حابب يكتبها باسم سارة عشان تبقي مطمن اكتر ... بس أنا لو ينفع يعني عايزة حسام وسارة يعيشوا معانا هنا في الفيلا ... صدقني هيكون ليهم خصوصتيهم و

قاطعها عمر قبل أن تكمل ما تقول ليردف في ثبات هادئ :
- ما تبرريش يا لينا ... أنا واثق من كل دا ... وأنا يا ستي ما عنديش مانع يشوفوا هما حابيين يقعدوا فين ... موافقة يا سارة

ابتسمت سارة في سعادة هي حقا تحب زوجة عمها كثيرا ...ابتسمت تحرك رأسها بالإيجاب لتتوسع ابتسامة لينا قامت تعانق سارة سعيدة بينما جلس خالد ينظر لها مبتسما في امتنان ... 
تلك اللحظات الصامت السعيدة قاطعها صوت صرخات قوية قادمة من ناحية المطبخ اندفع الجميع يركض للمطبخ ليروا أحدي الخادمات تصرخ من الألم تمسك ببطنها المنتفخ تلد بمنتهي البساطة اندفعت لينا ناحيتها تصيح فيها قلقة :
- مش أنا قولتلك يا ورد تاخدي اجازة لحد ما تولدي ...وهبعتلك مرتبك كامل ... 

اندفع حسام ناحيتها يصيح فيهم أن يخلو الطاولة الكبيرة في المطبخ حملها يضعها عليها ... نظر للجميع يصيح فيهم :
- اطلعوا برة ... زيدان بسرعة هات شنطتي علي الكنبة برة

اندفع زيدان يركض جلب حقيبة حسام ليخرجهم الأخير جميعا من المطبخ عادا لينا شقيقته التي أصرت أن تبقي لتساعده .... وقفوا جميعا للخارج تدوي صرخات الفتاة من داخل المطبخ اقتربت لينا تشعر بالندم علي حال تلك المسكينة لتحادثه بنبرة خافتة باكية نادمة :
- والله يا خالد ما كنت أعرف انها هتولد أنا بقالي فترة بتحايل عليها تاخد اجازة وهبعتلها المرتب وهي بترفض

ابتسم لها مترفقا يربت علي رأسها برفق ... دقائق طويلة إلي أن سمعوا صوت بكاء الرضيع يصدح من داخل الغرفة .... خرجت لينا بعد لحظات تحمل في يدها طفل صغير يلتف في قماش أبيض اللون .. طفل كالملائكة ... خرج حسام بعدها يلهث بعنف جبينه متعرق ... ملابسه ملطخة بالدماء ... نظر لهم يغمغم متعبا :
- أنا الشغلانة دي هتجيب اجلي والله ... هي كويسة انقلوها بس لاوضة تانية نضيفة وحد ينضف المطبخ 

وقد كان ما قال نقلوا الفتاة لاحدي الغرف وضعت لينا الرضيع بين أحضانها ... اقتربت منها جلست جوارها تمسح بمحرمة ورقية حبيبات العرق التي تغطي وجهها فتحت الفتاة عينيها بوهن تهمس بصوت مبحوح متعب :
- أنا آسفة علي اللي حصل 

تنهدت لينا تحاول الابتسام مدت يدها تربت علي يد الفتاة تعاتبها برفق :
- ليه يا ورد ... أنا قولتلك يا بنتي اقعدي وهبعتلك مرتبك الحمد لله أن حسام كان هنا

ادمعت عيني الفتاة انهمرت الدموع بعد لحظات تغطي وجهها تهمس بصوت مرتجف باكي :
- أمي كان بتشتغل خدامة عند ناس وجت فترة تعبت قالولها اقعدي وهنبعتلك مرتبك ... لما قعدت ما بعتولهاش حاجة ... راحت تشوف لقيتهم جابوا شغالة غيرها وطردوها ... أنا خفت يحصلي زيها ... أنا جوزي علي قد حاله مش هيقدر علي مصاريف الولادة لوحده 

أدمعت عيني لينا لتقترب منها تعانقها بحنو تمسح علي رأسها برفق ابعدتها عنها تسمح دموع عينيها تحادثها مبتسمة :
- صوابعك مش زي بعضها يا ورد ... خالد هيوصلك لحد البيت ولو شوفت وشك لحد ما تبقي كويسة هعلقك علي باب الجنينة 

ضحكت الفتاة خجلة تمسح دموعها ... لتبتعد لينا عنها خلعت قلادة من الذهب تحاوط عنقها يتوسطها علامة النبض وضعتها حول عنق الصغير تردف مبتسمة :
- لسه جيالي هدية امبارح ... واهي طلعت من نصيب ورد الصغيرة ... 

ابتسمت ورد للينا في امتنان ... ساعدتها لينا لتجلس في سيارة خالد اعطتها حقيبتها تضعها جوارها ... في حين قاد خالد السيارة يوصلها لمنزلها ... في الطريق دق هاتف ورد من حقيبتها فتحتها لتخرج الهاتف لتتسع عينيها في ذهول حين وجدت مبلغ كبير من المال جوار الهاتف نظرت لخالد في دهشة تتمتم سريعا :
- يا باشا في فلوس في الشنطة مش بتاعتي يمكن بتاعت الهانم وقعت منها 

ابتسم خالد ساخرا يحرك رأسه نفيا يغمغم في غموض :
- يا ستي رزقك .. ما حدش يقول للرزق لاء .. اعتبريها نقطة المولود الجديد 
_______________________
ها قد اسدل الليل استاره الجميع يتوجه لحفلة أحمد الصغير في منزل عز الدين والد سهيلة تحرك حسام بصحبة سارة وعمر وتالا .... وقف زيدان بالأسفل ينتظر لينا التي اصطرت أن تبدل ثيابها بفستان يليق بالحفل ... نزلت لينا زوجة خالد أولا ليبتسم زيدان باتساع ما أن رآها اقترب منها يقبل يدها ورأسها يحادثها بفرحة طفل صغير :
- وحشتيني اوي ما عرفتش اتكلم معاكي النهاردة خالص ... 

ابتسمت لينا تربت علي خده برفق ... أمسكت كف يده تحادثه مبتسمة :
- وأنت كمان يا حبيبي وحشتني ... خلي بالك من لينا يا زيدان ... خالد رمي طوبتكوا خلاص .. لو اتخانقتوا تاني هيضربكوا بالنار 

ابتسم زيدان يحرك رأسه بالإيجاب ينظر حوله هنا وهناك يعاد ينظر للينا قطب جبنيه يسألها متعجبا :
- اومال خالي فين مش شايفه يعني 

رفعت الأخيرة كتفيها كأنها تخبره أنها لا تعلم زفرت تتمتم حانقة :
- خالك اختفي ... من ساعة ما راح يوصل ورد وهو ما بيردش عليا ... بقاله 3 ساعات برة 

لاعب زيدان حاجبيه عبثا كاد أن يقول شيئا ليضايق والدته كما يفعل دائما ... الا أن توقفت عند شفتيه تجمدت ابتسامته ثبتت حدقتيه تسارعت أنفاسه ضرب قلبه انذار الحرب ... حين رآها تنزل من اعلي درجات السلم ... فستان أسود لامع كالحرير ينساب علي جسدها ... ذراعيه من الدانتيل الأسود الذي يخفي ذراعيها أسفله ... شعرها يلتف كحلقة تنزل من بعض خصلات تلامس وجهها في حين هو لا يفعل ... عينيها لم تكن تحتاج لذلك الكحل ليحدد جمالها فهي الأساس تسقطه صريعا من نظرة واحدة ... ابتلع لعابه الجاف كالصحراء ... يشعر بدمائه تتدفق بعنف بين خلاياه ... لاحظت لينا الواقفة أمامه حالته التفتت برأسها تنظر خلفها لتبتسم حين رأت ابنتها وما اسعدها حقا نظرات زيدان التي تصرخ بعشقه لها .... اقتربت لينا منهم تهمس بصوت رقيق ناعم :
- أنا خلصت هو بابا لسه ما جاش

زمت لينا شفتيها تحرك رأسها بالنفي ... امسكت يد لينا تدفعها برفق ناحية زيدان تحادثهم مبتسمة :
- روحوا انتوا وأنا هحصلكوا مع خالد ... يلا يا لينا زمان سهيلة مستنياكي من بدري 

حركت الاخيرة رأسها بالإيجاب نظرت ناحية زيدان تبتسم في رقة ليبادلها بابتسامة صغيرة مد يده يمسك بكف يدها ... توجه معها الي سيارته لتقطب جبينها في عجب المسافة قصيرة للغاية لا تحتاج لسيارة ... زادت دهشتها حين رأته يتحرك بسيارته بعيدا عن منزل والدها ومنزل سهيلة ينطلق بسرعة عالية إلي حيث هو فقط يعلم !!!

عودة للينا التي تقف في منتصف الصالة في منزلهم تحاول أن تحادث خالد ... هاتفه مغلق بشكل آثار قلقها .... ايقنت لينا أن هناك شيئا سئ تشعر به سيحدث ... لم تمر أكثر من دقيقة وسمعت صوت الباب يُفتح نظرت له سريعا بلهفة لتجد خالد يدخل من الباب تستند علي ذراعها أصابع سيدة عجوز هرمة ... أصابع تعرفها لينا جيدا ... مر الوقت كالدهر قبل أن تدخل زينب تتكا بيسراها علي ذراع خالد أما اليمني فتمسك فيها عصا طبية تستند عليها ... تنهدت لينا تنظر لخالد في دهشة حماتها العزيزة هنا يبدو أن الأيام القادمة لن تمر مرور الكرام
__________________
وقفت سيارة الاجري الكبيرة تلك السيارات التي يطلق عليها اسم ( الميكروباص ) علي بداية شارعهم نزل يحمل عدة حقائب سوداء في يده إلي داخل الشارع يتحرك لمح من بعيد ضوء محل جدته مضاء من في المحل ؟!! ... سؤال تردد داخل رأسه اسرع في خطاه الي داخل المحل ليجد منيرة جدته تعطي أحد الزبائن زجاجة زيت وتأخذ منه النقود ابتهجت ما أن رأته لتهرع إليه تسأله متلهفة :
- طمني عملت ايه اتقبلت 

ابتسم يحرك رأسه بالإيجاب لتتوسع ابتسامتها رفعت يدها أمام فمها تطلق زغرودة عالية ... اوقفها مراد سريعا يغمغم في نزق :
- بس يا منيرة الناس تقول علينا ايه

اشاحت منيرة يدها بلامبلاة تغمغم في سعادة :
- يا اخويا اللي يقول ... يقول أهم حاجة أنت الحمد لله ...

ابتسم مراد في رضا لم يعرفه قلبه منذ سنين تنهد براحة يغمغم سعيدا :
- الحمد لله يا منيرة .... الراجل صاحب الشركة دا شكله راجل طيب عارفة أنا شوفت شباب من هنا في الحتة بيشتغلوا في شركته االي عامل نظافة واللي ساعي واللي بتاع بوفية ... واللي علي مكتب ... كل واحد وشهادته ... دول صرفولي ألف جنية وقالولي هنخصهم من المكافاءة السنوية ... فقولت اجيب شوية فاكهة وأنا جاي 

ابتسمت منيرة في سعادة ... اقتربت منه تحادثه بصوت خفيض ماكر :
- طب وروحية ما جبتلهاش معاك حاجة تفرحها كدة بمناسبة أنك اتقبلت في الشغل

ابتسم مراد في حرج رفع يده يعبث في شعره جدته تتفتت في إحراجه دائما حمحم في ارتباك لتضحك منيرة بخفة تصدمه علي صدره :
- يبقي جبت يا موكوس ... أنا هطلع ... اقول لروحية تاخد العشا وتسبقك علي شقتكوا ... ياكش تنحرر إنت بس شوية ... وهات الفاكهة دي

التقطت منيرة منه الحقائب تصعد لأعلي ليضحك في اثرها يأسا جدته لن تتغير ابداا ..
بدأ يلملم شتات المحل يدخل علب المقرمشات الموضوعة خارجا ليجذب الباب يغلق المحل يوصده بالقفل ... اخذ طريقه حيث شقته بالأعلي .... فتح باب الشقة بمفتاحه الخاص دخل ليجد صينية الطعام موضوعة علي الطاولة في الصالة أين روحية بحث عنها بعينيه ليراها تخرج من غرفة نومها ... ابتسمت خجلة ما أن راته اخفضت رأسها تتمتم بصوت خفيض خجول :
- حمد لله علي السلامة ... الحجة منيرة قالتلي أنك اتقبلت في الشغل ... مبروك

جدته ولسانه الذي لا يصمت لما لم تدع له الفرصة ليخبرها بتلك المفاجاءة تنهد حانقا ليقترب بخطواته منها وقفت بالقرب منها يفصلهم خطوة واحدة مد يده يرفع وجهها لاعلي ينظر لمقلتيها الناعسة صاحبة اللمعة الحزينة ابتسم يغمغم في خفوت حاني :
- الله يبارك فيكي ... أنا جبتلك حاجة بسيطة يارب تعجبك 

مد يده في جيب سرواله يخرج ( دبلة ) من الذهب الزائف ذلك الذهب اللامع الذي يطلقون عليه الذهب ( الصيني ) ... امسك يدها اليسري يلبسها الدبلة برفق يحادثها متوترا :
- هي مش دهب اصلي ... بس بإذن الله مع اقرب مرتب هجبلك واحدة أصلي 

أدمعت عينيها تنظر للخاتم لتلاحظ أنه يلبس شبيه له في يسراه هو الآخر من الفضة الرخيصة أيضا ... رفعت عينيها له تهمس بصوت مبحوح باكي :
- شكرا ...بجد شكرا .. علي كل حاجة عملتها ليا 

مد يده يمسح دموعها التي غطت وجهها انطفأت نظراته يهمس بخزي حزين :
- أنا ما عملتش حاجة يا روحية أنا بس بحاول اعوضك ... عن الاذي اللي كنتي هتشوفيه بسببي ... تعرفي أنا سعيد اووي اني شوفتك ... وسعيد اكتر ... اني ما عرفتش ااذيكي ... سامحيني يا روحية ... والله أنا كنت بني آدم وحش أوي ... بس اتعلمت وفوقت وبدعي ربنا أنه يسامحني في كل وقت .... عايزك انتي كمان تسامحيني ... ممكن تسامحيني يا روحية 

انهمرت دموعها بعنف ظلت تنظر له للحظات طويلة قبل أن تحرك رأسها بالإيجاب ابتهجت قسمات وجهه ليتقدم إليها يعانقها بقوة يغرزها بين اضلاعه ... يعيدها إلي حيث خرجت منه قديما وعادت إليه الآن .... ابعدها عنه قليلا يقبل قمة رأسها قبل أن يهمس في مرح عابث :
- ممكن معلش نجيب حفيد لمنيرة عشان هي فضحانئ في الحتة

ضحكت روحية في خجل لتدفعه في صدره بعيدا عنها هرولت بعيدا عنه ناحية غرفتها ليلحق بها يغمغم سريعا :
- استني بس يا روحية هفهمك يا بنتي ... منيرة هتديني بالشبشب ودي ما بترحمش 

هرولت روحية إلي غرفتها ليلحق بها مراد انغلق الباب عليهم وهم فئ الداخل وبقيت صينية العشاء وحيدة في صالة المنزل !!
___________________
وقفت سيارة زيدان في منطقة المقابر ... مقابر العائلة تعرفها بالطبع ... التفتت له تقطب جبنيها في عجب كادت أن تسأله ماذا يفعلان هنا حين فتح باب السيارة المجاور له نزل يلتف حول السيارة فتح بابها امسك يدها ينزلها للخارج .... التفتت لها قبل أن تنطق بحرف يغمغم في هدوء :
- امشي معايا ما تخافيش

ابتسمت في ارتعاش تحرك رأسها بالإيجاب هي لم تكن خائفة من الأساس من قال أنها خائفة هل لأنهم في المقابر ليلا ستخاف ... إطلاقا هي مرتعدة فقط ... تحركت تقبض علي يد زيدان ... تمشي خلفه تحسبا أن ظهر شبح يظهر له هو أولا ... ظلت تسير خلف زيدان إلي أن وصلوا أمام أحد القبور رأت من خلال اعمدة الإنارة اسم زيدان الحديدي ... قبر والده اذا ... ترك زيدان يدها اقترب من قبر ابيه جلس علي ركبتيه أمامه يحادثه :
- مساء الخير يا بابا ... فاكر لما قولتلك أن أنا عمري ما هرجع للينا تاني ... بعد اللي عملته ... بعد ما اتجوزت غيري ... أنها خلاص كدة خرجت برة حياتي ... هدوس علي قلبي لو فكر يحن ليها تاني ... أنا كنت كداب ... أنا بحبها اوووي ... لما بشوفها بحس اني بشوفها لأول مرة .... نفس دقات القلب ... اللي بتنفجر مع كل نظرة ليها ... عارف كمان جوازها طلع باطل آه والله ما خليتوش يلمسها ... لسه مراتي أنا ... أنا اتجوزتها تاني امبارح ... أنا بحبها اوووي 

انهمرت دموعها لم تكن تدري انها تبكي الا الآن اقتربت منه تضع يدها علي كتفه تنظر له تبتسم تمتزج ابتسامتها بالدموع نظرت ناحية قبر ابيه حمحمت تجلي غصتها المختنقة :
- ازيك يا عمي ... بابا دايما بيتكلم عنك بكل حاجة حلوة ... دايما بيقولي يا بخته شهيد في الجنة ..... علي فكرة أنا بحب ابنك أوي ... بس كنت مشتته ... مش عارفة أفكر مش عارفة اعمل ايه ... كنت محتاجه بس هو مشي وسابني افتكرني ما بحبوش وأنا كنت مجروحة منه اووي ... ما تقلقش عليه يا عمي ... أنا هفضل معاه دايما ... 

وقف زيدان ينفض التراب عن ملابسه وقف يقرأ لأبيه الفاتحة لتفعل مثله نظر ناحية قبر أبيه للمرة الأخيرة يؤدي له التحية قبل أن يخرج من المقابر يجذب لينا معه اجلسها في سيارته ... يدهس الدعاسات تحت قدميه بعنف لتنطلق السيارة بهما تشق غبار الطريق إلي منزله التفتت له تسأله مدهوشة :
- احنا رايحين فين
ارتسمت ابتسامة واسعة خبيثة علي شفتيه يتمتم في عبث :
- البيت
توسعت حدقتيها تهمس له في دهشة :
- طب والحفلة

اجابها بانفعال هو يركز انظاره علي الطريق :
- في داهية الحفلة

رمشت بعينيها من جديد لتبتسم ابتسامة صغيرة تتمتم برقة :
- زمزوم

ضحك هو بقتامة ضحكة صغيرة عابثة .. قبل أن يلتف برأسه يلاعبه حاجبيه عابثا يغمغم في شغف :
- زمزوم مين والناس نايمين !!!
________________
العيلة دي مثال للأخلاق والأدب 🙂🙂🙂

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في تلك الحديقة الواسعة الشبة مضاءة بأعمدة المرة تراصت بشكل متناغم مع الحديقة لتكن جزءً لا يتجزأ منها ... هناك تقف وحيدة سيارة سوداء فارغة من الحياة ... سيارة كانت تملئها الضحكات قبل دقائق فقط أما الآن هي والصمت فقط ... من داخل المنزل القريب يعلو صوت موسيقي هادئة حالمة تتراقص الخطوات تلتف القلوب تتلاحم المشاعر ... اضاءة خافتة موسيقي هادئة خطوات لا يسمع لها صدي وكأنها رفرفة الفراشة بين أحضان حبيبها تتمايل علي أنغام الموسيقي ... تستند برأسها علي صدره وهو يطوقها بذراعيه ... لحظات من السعادة هي حق لهم بعد طول عذاب ... فراق ... ألم .... جاءت السعادة تلفهم بشباكها الناعمة ... ترفرف بهم بين غيمات السحاب ... 
خرجت تنهيدة حارة قوية من بين شفتي زيدان يشدد علي احتضان سعادته الماكثة بين ذراعيه يشعر بدقات قلبه تتقافز من الفرح ... شعور لذيذ يدغدغ كيانه بالكامل ... تحبه وهو يحبها وبعد طول صراع اخيرا عاد طيره الشارع ليحط علي عش قلبه الملتاع شوقا إليه ....امسك بذراعيها يبعدها عنه قليلا فقط القليل يوجه انظاره لمقلتيها ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيه تنهد يهمس ملتاعا :
- اخيرا !!

بادلت ابتسامته بأخري واسعة رفعت يديها تحيط بها عنقه تنظر له في سعادة اشرقت مقلتيها حركت رأسها بالإيجاب تهمس بنبرة رقيقة غير مصطنعة :
- كنت محتاجة دا يا زيدان ... كنت محتاجة لما نرجع ابقي رجعالك بكامل إرادتي ... من غير خوف من غير حيرة ... أنا عارفة أنك زعلان مني بسبب اللي اسمه معاذ او نائل ... بس صدقني أنا عمري ما حبيته ... أنا يوم ما قلبي دق كان ليك ... ولما اتجرح منك بسبب الشيطان دا كان جرحه صعب اووي ... 

اختفت الإبتسامة من فوق ثغره شيئا فشئ الا أن باتت نبتة صغيرة حزينة تنمو فوق ثغره ... نظر لمقلتيها للحظات قبل أن يجذبها من جديد يطحن عظامها داخل صدره تأوه يتمتم بحرقة :
- حاسس بنار في قلبي كل ما بفتكر أنك انجوزتيه يا لينا ... 

شعرت بحرقة قلبه تنبعث من بين خلجاته ... لتشدد هي الاخري علي عناقه ... أغمضت مقلتيها بعنف تهمس بصوت خفيض متألم حزين :
- احنا الاتنين اتلعب بينا يا زيدان ... نفس حرقة قلبك دي أنا كنت بحس بيها وأنا بيجيلي كل يوم صور ليك أنت وانجليكا ... لما سافرت مع حسام ... جاتلي بعدها صورة ليكوا وهي مرمية في حضنك ... كنت هتجنن من الوجع ... ليه تاخدها معاك وأنت مسافر ... سمعتك وأنت بتقولها أنك بتحبها ... نفس حرقة قلبك كنت أنا بس بيها يا زيدان ... زيدان

همست باسمه في آخر جملة لها ليبعدها عنه ينظر لمقلتيها دون كلام ... رفعت يدها تبسطها علي وجهه تهمس له بصوت خفيض :
- أنا بحبك ... بحبك أوي .... ممكن ننسي اللي فات كله ... حتي ما نتكلمش عنه ولا نفكر فيه 

تنهد في هدوء يبتسم يحرك رأسه لها بالإيجاب توسعت ابتسامتها ارتمت بين أحضانه من جديد يشدد علي عناقها يزرعها في صدره بقوة ...يتمتم بحزم يخبر نفسه قبلها :
- هننساه هنقفله ... مش هنتكلم عنه تاني أبدا ... هنبدأ صفحة جديدة من حياتنا مع بعض من النهاردة 

حركت رأسها تؤيد ما يقول بين أحضانه ... رفعت وجهها له تتمتم بابتسامة رقيقة ناعمة :
- أنا عايزة فرح يا زيدان ... عايزة فرح كبير اوي .... عايزة احس اني عروسة بجد ... 

ابتسم يحرك رأسه بالإيجاب نظر لمقلتيها يتمتم بوله :
- تؤمري يا بندقة زيدان 

ضحكت بخفة تنسل من بين ذراعيه تحركت بدلال حركات رشيقة ناحية باب الغرفة تتمتم مبتسمة في براءة :
- طيب لحد ما نعمل فرح ... هنعتبر نفسنا لسه بنتعرف علي بعض .... يعني احنا لحد دلوقتي لسه مخطوبين .... فما ينفعش تلمسني تصبح علي خير يا زيزو 

توسعت مقلتيه في دهشة مما تقول تلك الماكرة التي تقف أمامه ... في لحظة رآها تسرع الخطي لخارج غرفته هرول خلفها يحاول اللحاق بها يتمتم سريعا مذهولا :
- لينا انتي رايحة فين ....خدي هنا ... يعني ايه مخطوبين ... دا أنا كاتب عليكي في القسم جواز ميري ... 

ضحكت هي عاليا قبل أن تفر إلي غرفتها توصد الباب عليها من الداخل بالمفتاح لتسمع صوت دقاته علي باب الغرفة من الخارج يتمتم حانقا :
- لينا افتحي الباب وبطلي هزارك الرخم دا 

سمع صوت ضحكاتها العالية تصدح من خلف الباب المغلق قبل أن يسمعها تهمس في دلال :
- روح نام يا زيزو 

قطب ما بين حاجبيه في غيظ .... تلك الفتاة لن تتغير ابدا .... ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه ينظر للفراغ يفكر بمكر ... عاد ينظر لباب الغرفة المغلق تهدلت نبرته يهمس في هدوء حاني :
- ماشي يا لينا ... تصبحي علي خير

في داخل الغرفة التفت حول نفسها عدة مرات تبتسم سعيدة قلبها يتراقص من الفرح ... وقفت تنظر لانعاكسها في المراءة ... لم تشعر يوما بأنها سعيدة مشرقة بذلك القدر الآن ... اكتمل فراغ روحها ...رُمم الصدع
الكبير التي احدثته الحياة بين جنبات قلبها الحزين او الذي كان يوما حزين ... خلعت قرطيها وقلادتها ... قطبت جبينها حين سمعت صوت كلب ينبح ... اقتربت تتجه من مصدر الصوت القادم من شرفة الغرفة خرجت إلي الشرفة لتري ذلك الجرو الصغير الذي أحضرته معها من الواحة كبر عن ذي قبل ... نظرت له ابتسمت وادمعت عينيها ... تحركت ناحية باب الغرفة تفتح لتشخص عينيها ذهول حين رأت زيدان يقف أمامها مباشرة يبتسم في براءة ماكرة يتمتم في هدوء :
- ايه رايك في المفاجأة دي 
اقتربت منه تعانقه بقوة ابتسمت تشكره ممتنة :
 شكرا بجد شكرا أنك دايما بتفتكر اصغر التفاصيل اللي بتفرحني 

ابتسم سعيدا يكاد يقسم أنه اليوم عرف فعلا ما هي السعادة ... دفن وجهه بين طيات شعرها الذي حلته من وثاقه ... يتمتم ببحة خافتة عاشقة :
- أنا عمري ما انسي حاجة انتي بتحبيها ابدا يا لوليا القلب ... وأم ياسين ووتين 

ضحكت برقة خافتة ...قبل أن يحملها بين ذراعيه كالعروس يلتف بها حول نفسه لتتعالي ضحكاته تمتزج بخاصتها ... يلتف القلب يعانق شطره الغائب ...التفت ذراعيها حول عنقه تصرخ فيه ضاحكة بأن يتوقف ...وقد توقف هو والزمن وصمتت الألسنة ورفعت رايات العشق وحان وقت بأن نقول عن اذا طلع الصباح فسكتت شهرزاد عن الكلام المباح
____________________
حفلة الصغير في منزل عز الدين كانت حقا رائعة المكان مزين بشكل جميل ... سهيلة تجلس علي احد المقاعد تحمل أحمد بين أحضانها كوردة صغيرة تحتضن بتلة اصغر ... الحفلة بأكملها لا تهمها فقط ذلك الصغير بين أحضانها هو لها الدنيا وما فيها ... لن يفهم احد ابدا شعور خوفها من فقدان طفلها الصغير ... ولكن يكفي أنها تفهم ... كانت ترفع رأسها بين حين وآخر تنظر إلي ارجاء الحفلة تبحث عن صديقتها ... المكان مزدحم بأناس لا تعرف معظمهم ... اقترب جاسر منهم يجلس علي المقعد المجاور لها يغمغم مبتسما في مرح :
- ايه يا سهيلة بتدوري علي مين كدة

نظرت سهيلة ناحيته تبتسم قبل أن تردف في توتر :
- علي لينا مش شيفاها خالص هي جت ولا لسه

ابتسم جاسر ساخرا يحرك رأسه بالنفي اقترب برأسه منها يغمغم في مكر :
- لا ...بقالي شويتين بحاول اكلمهم أنا وحسام ... في الآخر زيدان رد علي حسام وقاله ما حدش يتصل بيا أنا عريس

انهي كلامه بضحكة عالية لتتوسع عيني سهيلة في دهشة ممتزجة بفرحة ... لينا وزيدان تصالحا أخيرا ... كانت تظن أن طفلها سيدخل إلي المرحلة الإعدادية قبل أن يتصالحا ... ابتسمت تغمغم فرحة :
- يعني لينا وزيدان اتصالحوا اخيرا 

ابتسم جاسر يحرك رأسه بالإيجاب ... لتبتهج قسمات وجه الأخيرة ...مد جاسر يده يأخذ الصغير من بين أحضانها يحمله هو يقبل يديه الصغيرة نظر لها يطلق صفيرا طويلا يتمتم معجبا :
- بس ايه القمر دا ... القلقاس احلو أوي

ضحكت برقة تضع يدها علي فمها تخفض رأسها للأسفل خجلة ... لتسمعه يهمس من جديد :
- محضرلكوا انتي وأستاذ أحمد حتة مفاجاءة ... هتعجبكوا اوووي

ابتسمت في سعادة كادت أن تسأله بلهفة عن تلك المفاجأة ولكن قدوم حسام بصحبة سارة اوقفها ابتسمت ما أن رأتهم حسام كشقيق لها وتلك الابتسامة السعيدة التي تراها في عينيه قبل أن ترتسم علي ثغره ....وابتسامة سارة الخجولة الرقيقة تنبأ عن زوجين غاية في الروعة ... اقتربا منهم ليمد حسام يده يحمل الصغير من بين ذراعي أبيه ... يحادثه ضاحكا .
- ابو حميد العسل ... دا أنت ربنا يكون في عونك لما تكبر ... أمك دي بومة زي صاحبتها 

نظرت سهيلة له في غيظ مما قال ... في حين صدمته سارة علي ذراعه بخفة تهمس له بصوت خفيض معاتب :
- ما ينفعش تقول كدة سهيلة ممكن تزعل

ضحك هو عاليا بلامبلاة ... في حين قامت سهيلة من مكانها وقفت جوار سارة تحادثها مبتسمة :
- لا يا حبيبتي ما تخافيش مش هزعل ... أنا بس هقول لعمو خالد وهو هيعلقه من قفاه 

قلب حسام عينيه في ملل من ثرثارة سهيلة نظر لها يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا يرفع دفتي قميصه يغمغم في زهو :
- يا بومة هانم اللي ما تعرفهوش إن عمك خالد بيعملي ألف حساب 

رفعت سهيلة حاجبيها في سخرية تحرك رأسها بالإيجاب نظرت خلف حسام مباشرة تتمتم مدهوشة :
- صحيح يا عمو الكلام اللي حسام بيقوله دا 

توسعت عيني حسام في فزع ليقفز من مكانه ينظر خلفه سريعا ... لا أحد الحمقاء كانت تخدعه نظر لها في غيظ لتتعالي ضحكاتهم جميعا ... اقترب حسام منها سريعا يضع يده علي فمها يتمتم :
- بس يخربيتك دا أنا سارقك من ورا ابوكي

قام جاسر يأخذ الصغير من بين ذراعي حسام يعطيه لسهيلة ... اقترب من حسام يسأله ضاحكا :
- وسرقتها ازاي يا ناصح

ابتسم حسام في مكر نظر حوله هنا وهناك قبل أن يقترب من جاسر يهمس له في زهو :
- هقولك ... عمي عمر اخيرا لف رأسه عنا وقام يكلم واحد ما اعرفوش .. ومرات عمي بتتكلم مع واحدة والله ما عارف هي مين من كتر المكياج ... بيتكلموا عن مسحوق الغسيل ومين بيزيل علي البقع ومين اقوي علي التحدي وكلام كدة كله رغاوي .. قومت قايم وشادد ايدها بسرعة قبل ما حد يشوفنا 

ضحك جاسر عاليا ... حسام لن يتغير ابدا يكاد يشك أن ذلك الرجل الماثل أمامه طبيب ماهر ومحاضر في أحدي الجامعات أيضا .. في حين توجهت عيني حسام ناحية سارة الواقفة جوار سهيلة أخذت منها الصغير تحمله هي بين ذراعيها في مشهد متناغم جعل دقات قلبه تتصارع ... تنهد بحرارة يعبث في خصلات شعره يبتسم كمراهق عاشق
_____________________
علي صعيد قريب منهم في منزل خالد السويسي ... في غرفتها منذ مدة طويلة تجلس علي سطح الفراش تحرك ساقها اليسري بعصبية تخلصت من حجابها تشعر بالاختناق ... والدة زوجها هنا ... لما جاءت بعد تلك المدة الطويلة ... تعرقت يديها من القلق ... يهدر نابضها بعنف ... تنفي تلك الفكرة التي تطرق رأسها خالد لن يتزوج بالطبع ولديه ابن تجاوز الثلاثين من عمره إذا لما جاءت إلي هنا تتذكر قبل سنوات طوال آخر موقف جمع بينهما بعد وفاة والد خالد بعدة أشهر ... كانت هنا في منزلهم ... تلح علي خالد أن يتزوج لينجب صبيا يحمل اسمه يكون سندا كما قالت لم تبالي انها كانت تقف أمامها تستمع لما يقولون وكالعادة رفض خالد فما كان منها إلا أن وقفت تصيح فيها غاضبة :
- بقي كدة يا خالد طب اعمل حسابك بقي أن بيتك دا مش هدخله تاني لو ما سمعتش كلامي ... بكرة تكبر وتعجز وتدور علي حد يسندك ومش هتلاقي ... خليك ماشي بشوارة الهانم 

قالتها لترحل من بيتهم دون عودة من وقتها ...رفعت لينا يديها تمسح ما سقط من عينيها من دموع غزيرة ... انتهي الأمر وخالد كبر في السن لما عادت الآن ... صوت الباب يُفتح ويغلق وخطواته هو تقترب جلس جوارها يغمغم مبتسما :
- مش بتكبري ابدا يا لينا ... نفس الحركات لما تزعلي تجري علي اوضتك وتقفلي الباب 

- هي جاية ليه ... همست بها لينا بغصة مختنقة تقتل دقات قلبها ذعرا ...رفعت وجهها تنظر لوجهه يغطي حدقتيها طبقة رقيقة شفاقة من الدموع ... ليمد يده يمسح ما يتساقط من عينيها بلا توقف تنهد يهمس حزينا علي حالها :
- دي أمي يا لينا ... وقالتي أنا عايزة اجي اقعد عندك كام يوم ينفع اقولها انتي جاية ليه

حركت رأسها بالنفي سريعا تخفض رأسها خرجت من بين شفتيها شهقة عالية لم تستطع ايقافها ليبتسم يحرك رأسه يآسا اقترب يضمها بين ذراعيه يغمغم ضاحكا :
- يا بنتي أنا أشعر أبّيض خلاص جواز ايه اللي هتجوزه ...هو عشان حمزة اتجوز هتاخذي بذنبه 
ابتسمت ابتسامة خاوية من الحياة تحرك رأسها بالإيجاب ليتنهد هو علي حالها سنوات مرت ... يمكن حادث زواجه من شهد هو ما جعلها أكثر خوفا ... قام من مكانه يجذب يدها لتقف هي الأخري تنظر له وكأنها عينيها دوامتين من الفراغ ... تنهد يهمس لها بقلة حيلة :
- اعمل ايه طيب ... هتفضلي خايفة لحد امتي يا لينا ... لحد ما اموت

شهقت بعنف ما أن نطق تلك الكلمة لتحرك رأسها نفيا بقوة تصيح فيه محتدة :
- بعد الشر عنك اوعي تقول كدة تاني ... أنا مش خايفة أنك تتجوز ... أنا بس موجوعة وحزينة من والدتك اللي كنت بعتبرها في يوم أمي ... بقت ما بتكرهش حد قدي ....

حرك رأسه نفيا بعنف امسك بذراعيها بين كفيه رفعت وجهها إليه ليبتسم هو يتمتم سريعا :
- أمي ما بتكرهكيش يا لينا صدقيني ... والله بتحبك هي بس بتفكر من منظورها هي ... شايفة من وجهه نظرها أني لازم يكون عندي ولد عشان كل الكلام الاهبل دا يشيل اسمي وسند ... دا كله ما يفرقش معايا ... صدقيني هي ما بتكرهيش ...

تنهدت تشيح برأسها بعيدا عنه ابتعدت عنه تتمتم في خفوت جاف :
- أنا هنزل احضرلكوا العشا 

تركته وخرجت من الغرفة ليتنهد هو يآسا علي حالها الحزين ... تحرك ينزل لأسفل رأي والدته تجلس علي الاريكة كم كبرت وكأن العمر وحشا غمرها نظاراتها الطبية ... تلك التجاعيد التي تملئ وجهها ويديها ... تستند بيديها علي عصاها الطبية ... ابتسم في هدوء تحرك يجلس جوارها :
- منورة والله يا ماما 
التفتت زينب برأسها ببطئ ناحية خالد ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تهمس له بتلهف :
- ابنك فين ... عايزة اشوفه

ابتسم يحرك رأسه بالإيجاب اخرج هاتفه يطلب رقم حسام ... اغلق معه الخط نظر لوالدته مبتسما :
- بيوصل عمه عمر عشان عربيتهم عطلت عشر دقايق وجاي 

ابتسمت زينب في تلهف تحرك رأسها سريعا تكاد تتحرق شوقا لرؤية حفيدها مر بعض الوقت الي أن سمعوا صوت الباب يُفتح وصوت حسام يتمتم في مرح :
- يا أهل الدار جالكم عنترة المغوار .. فين عبلة بقي

ضحك خالد ساخرا قبل أن يصدح بصوته يستدعي حسام ليأتي إليهم :
- تعالا يا حمار

لحظات ودخل من باب الغرفة تعلقت عيني زينب بذلك الشاب اليافع طويل القامة دقتت النظر لقسمات وجهه تكاد تقسم أنها تري صورة مصغرة من خالد حين كان شابا في مثل عمره مع بعض الاختلافات ادمعت عينيها تحمد الله في نفسها أن رزقك بكرها صبي كما كانت تدعو .. نظر حسام لزينب يقطب جبينه متسفهما عن ماهيتها تحرك بمقلتيه ناحية خالد يسأله بعينيه عن من تكون ... ابتسم الأخير يردف في هدوء :
- دي جدتك زينب يا حسام والدتي

ابتسم حسام مبتهجا لم يكن يعرف أن لديه جدة ...اقترب منها جلس جوارها امسك كفها يقبلها يغمغم مبتهجا :
- دا ايه القمر دا كله ... اكيد كنتي مزة يا زوزو وانتي صغيرة

ضحكت زينب ليزجر خالد حسام يتمتم غاضبا :
- حسام وبعدين

- سيبه يا خالد مالكش دعوة بيه ما تضايقوش ابدا .... غمغمت بها زينب في حدة لتتوسع عيني خالد في ذهول في حين ابتسم حسام متشفيا اخيرا وجد من ينصره في ذلك البيت بعد زوجة أبيه ... اقترب حسام من زينب يعانقها بقوة يلاعب حاجبيه لأبيه متشفيا يغمغم سعيدا :
- حبيبتي يا تيتا يا نصفاني ... قوليلي مش جيبالي معاكي باكو بسكوت حتي

ضحكت زينب عاليا ذلك الشاب لم يرث ملامح أبيه فقط بل أخذ كل شئ حتي خفة ظله ... أبعدته عنها تفتح حقيبة يدها الكبيرة تخرج ما بها ... تعطيه لها ليتمتم ضاحكا :
- عسلية يا زوزو دا انتي اللي عسلية والله 

امسكت زينب باذنه بين أصابعها تشد عليها تردف ضاحكة 
:
- يا واد اختشي دا أنا ستك ... طالع قليل الادب زي أبوك بالظبط 

تركت إذنه ليخفض صوته يغمغم ساخطا رفع يده يمسح علي إذنه برفق حين قالت زينب في سعادة :
- ابوك قالي أنك هتتجوز سارة بنت عمك عمر ... جدع يا حسام بنات العيلة ما يروحوش لحد برة ... بس بقولك ايه ... تسع شهور والاقي اول عيل ... عايزة اشوف ولادك 

ابتسم حسام في زهو يعدل من تلابيب ملابسه بغرور نظر بجانب عينيه إلي ابيه الذي يجلس علي الجانب الآخر من جدته يرميه بنظرات قاتلة حمحم يردف في خيلاء :
- تسعة كتير خمسة كفاية 

- ليه يا حبيبتي هتتجوز فار .... غمغم بها خالد ساخرا لينفجر حسام في الضحك ومعه زينب .. قاطع تلك الضحكات صوت حمحمة خافتة من عند باب الغرفة ومعها صوت لينا زوجة خالد تهمس في هدوء :
- العشا جاهز 

لاء أنا مش جعانة ... أنا هقعد مع حسام ... قوم ياض طلعني اوضتي ... اردفت بها زينب تنظر لحسام ليهب الأخير يمسك بيدها لوح للينا زوجة ابيه يبتسم لها لتقابله لينا بابتسامة أخري باهتة صعدت زينب بصحبة حسام لأعلي .... تحرك خالد ناحية لينا لف ذراعيه حول كتفيها يغمغم مبتسما :
- أنا واقع من الجوع ... يلا نتعشي 

ابتسمت له في هدوء تحرك رأسها بالإيجاب .. 
___________________
مضي الليل سريعا ليطل الصباح بنوره الساطع ... تلك الأيام حقا حارة بشكل كبير .... أشعة الشمس تتحداها الا تستيقظ علي الرغم من أن الغرفة شبه باردة بفعل مكيف الهواء الا أن ضوء الشمس المنعكس علي زجاج الغرفة اصر وبشدة علي ايقاظه فتحت عينيها قليلا تتأفف من ذلك الضوء ... رفعت الغطاء تغطي وجهها تحجب عنها أشعة الشمس مدت يدها تبحث عن زيدان النائم جوارها لتطلب منه إن يغلق الستائر لتشعر بفراغ بارد جوارها أين زيدان يبدو أن أستيقظ قبل فترة طويلة ... فتحت عينيها تنظر للجزء الفارغ من الفراش لتقطب جبنيها تتثأب ناعسة .... كادت أن تتحرك حين صدح رنين هاتفها يوفقها ... مدت يدها تلتقطه من سطح الطاولة الصغيرة المجاورة للفراش أبصرت اسم سهيلة يضئ الشاشة اعتدلت قليلا فتحت الخط تضع الهاتف علي اذنها تهمس بصوت ناعس متحشرج من النوم :
- صباح الخير يا سهيلة ... معلش يا حبيبتي أنا كنت والله عايزة اجي

قاطعتها سهيلة حين ضحكت بقوة تردف بخبث قبل أن تكمل لينا :
- يا ستي ولا يهمك ... الزوز ابو عيون زرقا أهم بردوا ... قوليلي بسرعة اتصالحتوا صح

ضحكت لينا رفعت يدها تمشط خصلات شعرها المبعثرة بأصابعها تنهدت تهمس سعيدة:
- ايوة اتصالحنا ... 

صاحت سهيلة في سعادة ما أن نطقت لينا تلك الجملة الصغيرة :
- اخيراا يا بنتي ... أنا عايزة ازغرط بس ما بعرفش ... بجد أنا مبسوطة اووووي 

ابتسمت سعيدة كم هي محظوظة حقا لامتلاكها صديقة رائعة مثل سهيلة ... انتصفت جالسة علي الفراش تسألها :
- قوليلي أحمد عامل ايه عايزة اشوفه اووي ... وجاسر لسه زعلانة

ضحكت سهيلة في خجل تهمس بصوت خفيض حالم :
- أحمد بخير الحمد لله ... انما اخوكي دا مش عارف ازعل منه ... ابن اللذين عسل اووي ... 

صدحت ضحكات لينا العالية تملئ المكان أدمعت عينيها من الضحك تحادث سهيلة ساخرة :
- يلا يا واقعة ...هحاول اخلي زيدان يجيبني عندكوا النهاردة عشان اشوف أحمد .... سلام 

أغلقت الخط مع صديقتها تبتسم في سعادة ... قامت من فراشها تتحرك لخارج الغرفة حافية القدمين ترتدي فستان بيتي رقيق من اللون الزهري الفاتح نزلت تبحث عنه هنا وهناك ... وصلت لصالة المنزل لا أثر له ... توجهت الي المطبخ لا أثر له ... وقفت في منتصف المطبخ تعقد جبينها في عجب أين ذهب زيدان ... لحظات وشهقت بعنف حين شعرت باحدهم يلف ذراعه حول خصرها يحمل يلتف بها عدة لفات ... قبل وجنتها بخفة يتمتم في خفوت عاشق :
- صباح الفل علي احلي عروسة

ابتسمت في رقة التفت له تسأله متعجبة :
- كنت فين يا زيدان التف برأسه يشير إلي ما يحمل فئ يده الاخري لتري علبة حلوي تلك الشوكولاتة التي التهمت نصفها بالأمس ... اكبر حجما ... داعب أنفها بأنفه يغمغم ضاحكا :
- جبتلك علبة شوكولاتة ليكي لوحدك بدل ما تاكلي بتاعت الناس وتفضحينا يا عرسة 

زمت شفتيها تضربه علي صدره بعنف ليتأوه متألما جعد جبينه يتمتم حانقا :
- بقي كدة ولا واحدة شوكولاتة 

قالها ليأخذ العلبة ويخرج من المطبخ توسعت عينيها تهرول خلفه تغمغم سريعا :
- استني يا زيزو وحياة مامتك هات العلبة 

اشاح بيده بلامبلاة يبتسم في خبث جلس علي الاريكة يفتح العلبة ينظر لها في شماتة ... فتح احدي الحبات كادت يضعها في فمها حين اختطتفها لينا بيد والاخري حملت العلبة كادت أن تهرب الا أنه قبض علي رسغ يدها سريعا جذبها لتجلس جواره علي الأريكة ضحك علي منظرها وهي تأكل الحلوي بشراهة نظرت له بجانب عينيها ابتسمت بفمها الملطخ بالحلوي تتمتم في نزق :
- بتضحك علي ايه أنت شايف مهرج ... وبعدين إنت ما تتكلمش معايا اصلا انا مخصماك 

رفع حاجبه الأيسر ساخرا مد يده يلتقط محرمة ورقية يعطيها لها يتمتم ضاحكا :
- امسحي بس البهدلة علي وشك دي ... وبعدين مخصماني ليه دا أنا جايبلك أربعة كيلو شوكولاتة يا مفترية 

اخذت منه المحرمة تمسح وجهها بإيباء تنظر له حانقة كمشت المحرمة تلقيها أرضا ليرفع حاجبيه ينظر لها في غيظ اشار للمحرمة يتمتم :
- قومي شيلي المنديل من علي الأرض 

ارتسمت ابتسامة واسعة ماكرة علي شفتيها امسكت بأوراق الحلوي الفارغة تتمتم باستمتاع :
- ايه دا أنت طلعت موسوس نضافة ... اكيد اتعديت من ماما .... 

قالتها لتلقي الأوراق الفارغة من يدها بعنف لتتناثر في كل مكان في الغرفة توسعت حدقتيه في غيظ ينظر لاوراق الحلوي التي ملئت الغرفة .... عض علي شفتيه يتمتم حانقا :
- عارفة يا لينا يا بنت خالد السويسي لو ما قومتيش لميتي اللي عملتيه دا ... هعمل إيه 

ابتسمت في دلال تزيح العلبة من امامها اقتربت منه تلف ذراعيها حول عنقه برقة تغمغم في دلال ناعم :
- هتعمل ايه 

ابتلع لعابه يشعر بثباته يتداعي أمام ابتسامتها نظرات عينيها أن ظنت الخبيثة أن مقاومته ستضعف بحركاتها تلك فهي محقة !! ... اقترب برأسه يهمس جوار اذنيها بصوت خفيض حالم :
- هقوم اجيب حاجة مهمة وجاي

ابتسمت في براءة تحرك رأسها بالإيجاب ليتحرك هو في حين امسكت هي العلبة تأكل من جديد لحظات مراته يقف أمامها يبتسم في براءة ... توسعت عينيها حين رأته يحمل مكنسة التقط علبة الحلوي من يدها يعطيها المكسنة بدلا منها يتمتم مبتسما :
- اتفضلي مش عايز ورقة علي الأرض ... أنا جبت فطار جاهز معايا هحطه علي الترابيزة في الجنينة علي ما تخلصي 

عقدت ما بيت حاجبيها في غيظ تأففت تمسك المكنسة قلبت عينيها تقلده ساخرة سمعت صوته يأتي من بعيد يغمغم ضاحكا :
- نضفي كويس 

اشتعلت أنفاسها غضبا عازمة علي الانتقام ... انتهت من جمع الأوراق القتهم في سلة المهملات ... توجهت بخطي غاضبة للحديقة رأته يقف يوليها ظهرها ينظر لسطح المسبح الكبير ... ابتسمت في خبث الآن ستنال انتقامها ... اقتربت تمشي علي اطراف أصابعها اسرعت الخطي ناحيته تريد أن تدفعه فجاءة في اللحظة الفاصلة تنحي زيدان فجاءة لتشهق هي بعنف حين ألقت بنفسها داخل المسبح تسمع ضحكاته العالية رفعت وجهها تجمعت الدموع في مقلتيها تنظر له حزينة ليجثي هو علي ركبتيه يحدثها بحنو :
- هاتي ايدك اطلعك 

ابتسمت في رقة تعطيه يدها ما أن امسكت كفه تغيرت ابتسامتها باخري خبيثة قبل أن تجذبه بقوتها كامل ليسقط هو الآخر في المسبح .... ضحكت بقوة ترشقه بالمياة ... ليضحك هو الآخر يلقي عليها المياة يلعبان وكأنهم فقط أطفال 
___________________
سيداتي آنساتي سادتي اهلا ومرحبا بكم في المبارة الربع نهائية لهذا العام للفروسية ... قبل خط النهاية تقف الخيول شامخة كجلمود صخر حطه السيل من علي كما وصفها امرؤ القيس ... فوق صهوة جواده الاسود يستعد هو للفوز بالمبارة رفع يده يربت علي رأس جواده بحنو يهمس له وكأنه حقا سيفهمه :
- مستعد يا باشا ... الميدالية دي بتاعتنا

شهق الخيل عاليا وكأنه يخبره لا تقلق نحن هنا للفوز تحركت عينيه ناحية سارين التي تجلس بين مدرجات الجمهور تنظر له قلقة وكأنه سيذهب للحرب لا مباراة خيل وستمر ... ابتسم لها يبعث لها قبلة صغيرة فئ الهواء ... ابتسمت سارين تلوح له بحرارة ... تدعو في قلبها أن يمر الأمر دون سوء له ... تبقي لحظات وتبدأ المبارة ... استمعت هي في تلك اللحظات الي صوت فتاتين يجلسان خلفها مباشرة يتحدثان عنها يسخران منها :
- شوفتي الصياد قد ايه يجنن 
- الصياد اللي كان كل أسبوع مع واحدة دلوقتي بقي الزوج المخلص
- وياريت بقي الزوج المخلص عشان ملكة جمال ... دي حتة عيلة صغيرة حقيقي مش عارفة ايه عاجبه فيها في بنات كتير اوووي احلي منها ... هي جنبهم طفلة
- اسكتي عشان هي قاعدة قدامنا بدل ما تسمعنا 

التفت سارين تنظر لهما بعينين تغشاهما الدموع من الألم

قبل أن يرفع الرجل يده يطلق طلقة البداية صدحت صوت صرخات عالية قادمة من مقاعد الجماهير صرخات يعرفها هو ... جعلته يقفز من فوق صهوة جواده يهرع إليهم !!
____________

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل التاسع والستون
الجزء الثالث 
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
علي عشب الحديقة النضر الكثيف تمددت جواره بملابسها المبتلة ...تنظر للسماء فوقها رأسها علي صدره تحديدا علي قميصه الذي يغرق في بحر من المياة ... تتطلع إلي الغيمات فوقها بابتسامة صغيرة صافية ... ابتسامة سرعان ما توترت قبل أن تختفي تماما ويكسو مقلتيها قلق من القادم ... خرجت تنهيدة حائرة خائفة قلقة من بين شفتيها ... لتشعر بيده تحط برفق فوق خصلات شعرها يهمس بصوت خفيض دافئ:
- مالك ... قلقانة من إيه 

رفعت وجهها ناحيته لتقابل ابتسامته الدافئة تنظر للمعة عينيه الساحرة رسمت ابتسامة متوترة علي شفتيها انزلت عينيها بعيدا عنه تهمس له قلقة :
- خايفة .... خايفة احلم ببكرة .. واخطط الحلم الجميل .. ويتدمر تاني ... 

بسط اصبعيه السبابة والابهام أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه لتنظر ناحيته ابتسم يشدد علي احتضانها بيده الأخري يردف :
- مش هسمح بأن دا يحصل ابدا يا لينا ... إنا خسرتك مرة مش هخسرك تاني أبدا ... 

ابتسمت تريح رأسها علي صدره من جديد تبتسم في هدوء تشعر بشعور ناعم لطيف يدغدغ حواسها أجمع .... تنهدت من جديد تهمس في حماس سعيد :
- هيكون عندنا بيبي يا زيدان صح ... بيبي جميل وحنين وعينيه زرقا زيك

ختمت كلامها بضحكة صغيرة ليضحك هو الآخر بخفة يحرك رأسه بالإيجاب يؤكد علي ما تقول .... بالطبع لم يصبح لديهم طفل واحد فقط بل أطفال يفكر في إنجاب عشرة أطفال يريد عدد كبير منهم يملئوا حياته حتي لا يشعر أحدهم أنه وحيدا كما شعر دوما ... سيضع قاعدته الأولي بينهم الحب لن يفرق بينهم ولو بمثال ذرة حتي لا يكرهوا بعضهم البعض كما كره اعمامه أبيه لأن والدهم كان يفضله عليهم .... ابتسم لها من جديد يشدد علي احتضانها يتمتم سعيدا :
- هيكون عندنا احلي أطفال في الدنيا مش عشان عينيا الزرقا عشان هيبقوا منك انتي

رفعت وجهها إليه من جديد تبتسم سعيدة رفعت يدها تتلمس بها قسمات وجهه ... ليقبل باطن يدها ابتعدت عنه تستند بكفيها علي العشب جلست جواره تعقد ساقيها ليضحك بخفة عليها ... ابتسمت هي تعيد خصلاتها المبللة خلف اذنيها تنحنحت تهمس له :
- ممكن اطلب منك 3 طلبات

رفع حاجبيه ليضحك من جديد أدمعت عينيه من الضحك ليسعل بخفة استند بكفه علي العشب ليعتدل جالسا يغمغم من بين ضحكاته :
- الأميرة ياسمين تؤمر ومصباح علاء الدين ينفذ

فهمت الآن لما كان يضحك وهي صغيرة كانت دائما ما تقول له أن هو جني المصباح وعليه تحقيق جميع رغباتها ضحكت حين تذكرت ما كانت تلقبه به قديما وهي طفلة ( زمزوم جني المصباح ) وكم كان يغضب من ذلك اللقب .. حين نظرت لوجهه تمنت في تلك اللحظة لو يعد الزمن للوراء حين كانت طفلة في العاشرة .. كانت لتوافق حتما أن تذهب مع والدها في سيارته لم يكن ليحدث كل ما حدث ... تنهدت تهمس له بصدق :
- عارف يا زيدان لو يرجع بيا الزمن لورا في يوم الحادثة ... كنت هخلي بابا يوصلني ... ما كنتش هركب أتوبيس المدرسة ... ما كنش هيحصل كل اللي حصل 

ابتسم دون كلام فقط حرك رأسه لمرة واحدة تنهدت من جديد قبل أن ترسم ابتسامة مشاكسة علي شفتيها عقدت ذراعيها أمام صدرها تردف في مرح :
- دلوقتي ال3 طلبات ... أنا عايزة اروح اشوف سهيلة وأحمد النهاردة ممكن 

لم تختفي ابتسامته لم يتحدث فقط اومأ موافقا لتفك عقدة يديها تصفق بحماس ... نظرت له للحظات قبل أن تهمس من جديد :
- ممكن تسامح مامتك زيدان صدقني هي ضحية زيها زيك ... قبل ما تسافر لما روحتلها هي كلمتني قد ايه كانت فرحانة اوووي أنك روحتيلها ... زيدان عشان خاطري سامحها ..

أدمعت عيني الأخير حين مر أمام عينيه آخر لقاء لهما ... رغم كل ما فعلت يشتاق لأن يلقي بنفسه بين ذراعيها من جديد ... ظل صامتا للحظات قبل أن يحرك رأسه بالإيجاب يعطيها موافقة صامتة علي ما تقول لتتوسع ابتسامتها تحركت ناحيته سريعا تعانقه تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم سعيدة :
- شكرا بجد شكرا 

رفع وجهها لها يبتسم في توسع رفع يده يمسح علي خصلات شعرها افترب من اذنها يهمس لها في هدوء :
- فاضل طلب 

توترت ابتسامتها قبل أن تختفي شيئا فشئ إلي أن اندثرت تماما إلي أن اختفت تماما ابتعدت بوجهها عنه تنظر لمقلتيه الزرقاء الصافية تعرف أن بعد لحظات فقط وسيهدر موج عينيه غاضبا أثر ما ستقول ابتلعت لعابها تهمس بصوت خفيض متوتر :
- عايزة اشوف نائل يا زيدان !!
____________________
الواحدة ظهرا منذ متي وهي تتأخر في نومها إلي ذلك القدر ... ربما هو الحزن الذي جذبها رغما عنها إلي دوامة من النعاس لا نهاية لها ...دوامة تهرب منها من الواقع ... دوامة كانت تريدها أن تستمر أكثر ولكنها استيقظت ... استيقظت علي صوت همس باسمها الصوت مألوف بدرجة كبيرة ولكنها لم تسمعه ينطق اسمها بذلك القدر الفائض من الحنان منذ مدة طوووويلة لم تعد تحسبها ... كشفت جفنيها 
عن زرقاء عينيها الحمراء من أثر النوم .... لحظات فقط وتوسعت حدقتيها حين رأت زينب والدة خالد تجلس جوارها علي الفراش تنظر لوجهها تبتسم لها !! ... هناك رائحة طعام ذكية في الغرفة ... رائحة تحبها ... استندت بيديها علي الفراش انتصفت جالسة تنظر لزينب في ذهول عقد لسانها للحظات خاصة حين أبصرت صينية طعام جوارها علي الفراش ماذا يحدث هنا ؟!! ... أهي تحلم .... أم يُهي لها بالكاد خرجت الأحرف من بين شفتيها تسألها بجفاء :
- هو حضرتك بتعملي ايه في اوضتي ..

فما كان من تلك الجالسة جوارها الا أن ابتسمت إبتسامة صغيرة دافئة رفعت يدها تربت به علي رأس لينا تردف في هدوء :
- ابدا يا ستي أنا لقيتك متأخرة في النوم رغم أنه مش عوايدك خالد دايما بيقولي أنك بتصحي بدري جداا ... بس كان شكلك تعبان اوي وانتي نايمة ...الواد خالد فطر وراح شغله بيقول عنده إجتماع مهم في الإدارة ... وحسام قاعد تحت بيحب في سارة يارب عمر يقفشه ... عملتك البيض بالبسطرمة من وانتي صغيرة بتحبي أنا اعملهالك ... دا أنا عملتك سندوتشات منه يوم صبحيتك علي الواد خالد

توسعت عيني لينا في ذهول يزداد شيئا فشئ ما بها زينب تتكلم معها بود !! .... تعاملها كما كانت قديما ... قبل أن يحدث لها تلك الحادثة .... ارتجف جسدها من محاولاتها اليائسة لكبح دموعها قبضت علي كفيها تتمتم في خفوت مختنق :
- طيب شكرا لحضرتك 

من جديد ارتجف جسدها حين شعرت بيد زينب تمسح علي شعرها برفق كما كانت تفعل ... انسابت دموع عينيها رغما عنها اشتاقت حقا لوالدتها في تلك اللحظة أرادت فقط ان ترتمي بين ذراعيها وتبكي ... ولكن أين هي والدتها ... انهمرت دموعها يرتجف جسدها بعنف وكأنه كهرباء تغزوه حين سمعت زينب تهتف في حنو :
- في بنت بتشكر مامتها بردوا عشان عملتلها الاكل اللي بتحبه 

وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير كما يقولون التفت للينا بوجهها ناحية زينب في لحظة نظرت لها بأعين حمراء تنساب منها الدموع ... قبل أن تصيح بحرقة :
- أنا مش بنتك ... أنتي مش ماما ... ما فيش أم هتعمل في بنتها كدة ... هتعيشها طول عمرها بذنب هي مالهاش ذنب فيه ... ما فيش أم هتخلي جوز بنتها يقهرها ... وانتي عارفة أن بجواز خالد عليا زي ما كنتي عاوزة منه كان هيموتني مش بس هيقهرني ... أنتي مش أم أنتي حما ... وحما قاسية أوي يا زينب هانم 

قالت ماقالت جاءت لتنتفض من مكانها ترغب في الفرار من الغرفة حين شعرت بيد زينب تمسك بكف يدها ترفض تركها ... نظرت لها في حدة لتبصر نظرات عيني الأخيرة الحزينة ... دموعها التي نزلت من عينيها بغزارة ... ابعدت زينب نظرات عينيها الطبية تنظر للينا في ألم ممتزج بندم تهمس لها :
- أنا مش قاسية يا لينا ... ما تقوليش كدة يا بنتي .... دا أنا شيلتك في حضني قبل ما أمك نفسها تشيلك ... من حضني لحضن الواد خالد اتربيتي معانا .. كنتي ضحكة البيت كله ... خالد من بعد فراقك اتدمر وبقي واحد تاني .... وما صدقت رجع زي الأول .... أنا أم يا لينا ...ام خايفة علي ابنها ... خايفة لما يكبر ما يقليش اللي يسنده ... زي ما أنا دلوقتي بتسند عليه ... أنا مش عايزة اقهرك يا بنتي والله .. أنا بس كنت عايزة ليه سند في الدنيا ... أنا حتي قولتله اتجوز ولما تخلف طلقها وخلي لينا هي اللي تربي الطفل لكنه بردوا رفض

قاطعتها لينا قبل أن تكمل ما تقول تردف متهكمة :
-ودي مش قسوة لما تحرمي أم من ابنها تبقي مش قسوة ... علي العموم يا زينب هانم ... خالد بقي عنده السند ما تقلقيش ...حسام ربنا يخليه ليه ...ربنا عوضه وبعتله السند اللي أنتي عوزاه .... وعرفت أنا كويس اوووي قيمتي عندك يا ماما زينب 

انهت كلامها بابتسامة حزينة ساخرة نزعت يدها من يد زينب تنظر لها بجفاء ... لتخفض زينب رأسها تحركها إيجابا مدت يدها تزيح الشرشف الصغير من فوق صينية الطعام نظرت للينا تحادثها بخفوت حاني :
- طب كلي ورحمة فريدة يا لينا لتاكلي 

انهمرت دموع لينا بعنف اشاحت بوجهها بعيدا جذبت زينب صينية الطعام تضعها أمامها ... اقتطعت لقمة من الخبز تصنع بها شطيرة صغيرة من البيض الممتزجة بذلك اللحم المجفف ... مدتها للينا تضعها في كف يدها ... قربتها لينا من فمها فقط قطمة واحدة إعادتها لذكري قديمة سعيدة 
« - ماما زينب فين سندويتشات لوليتا
- أحلي سندويتشات لاحلي لوليتا ... اجري يلا اقعدي علي الكنبة علي ما اجبلك الشاي باللبن 
- ماما زينب احلي ماما في الدنيا »

شهقة بكاء عنيفة خرجت من بين شفتي لينا جعلتها تلقي اللقمة من يدها علي صينية الطعام تجهش في البكاء ... جذبتها زينب إليها لترتمي لينا بين أحضانها تتمسك بها تبكي بعنف في حين بدأت زينب تمسح علي رأسها تهمس لها نادمة :
- حقك عليا يا بنتي ... سامحيني يا حبيبتي ... أنا آسفة 

في الأسفل يجلس حسام علي أحدي الارائك يربع ساقيه ... ينظر لشاشة هاتفه يحادث سارة من خلال برنامج ( واتساب ) يبعث لها بأشكال غريبة مضحكة .... اليوم لا عمل له لا حالات طارئة في المشفي ... جدول محاضراته فارغ لن يذهب للجامعة ... اليوم فقط للراحة ... ولها هي ... ثبتت عينيه علي شاشة هاتفه يرسل لها :
- ياااه يا سارة مش قادر اصدق أنها كلها شهرين وهنتجوز اكاد من الفرحة اطير

انتظر للحظات بتلهف إجابتها عن الرسالة لتختفي ابتسامته يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا حين رآها تبعث له بكلمة واحدة :
- اها 
حرك أصابعه علي لوح المفاتيح بغيظ يرسل لها :
- ايه اها دي يا سارة بقالك ساعة بتكبي وفي الآخر اها ... يا بنتي لاغيني مش كدة ... قوليلي بحبك يا سمسم ... مش مصدقة امتي الوقت يعدي يا حس قلبي ... مش اهااا

بعث الرسالة لها ينظر لسطح الشاشة حانقا خاصة حين تأخرت في الرد علي رسالته بعد دقائق وصله منها :
 - حسام أنت تسمع عن حاجة اسمها خجل ... يبخلي البنات تتكسف تعبر عن اللي هي عايزة تقوله في حين انك بحج وقليل الادب زي ما بابا قال عنك

توسعت حدقتيه حين قرأ ما بعثت الماكرة تستغل فرصة انهما فقط يتحدثان بالرسائل لتقل ما كانت ستخشي قوله أمامه وجها لوجه .. جز علي أسنانه ... ابتسم لها متوعدا يبعث لها :
- ابقي سلمي لي علي الخجل وانتي بتاخدي صفر في إمتحانات الشهر الجاي 

بعثث له ( ايموجي يلطم خديه ) لتتعالي ضحكاته يحرك سبابته وابهامه علي ذقنه مستمتعا بدأ بتسجيل مقطع صوتي ليبعثه لها يخبره فيه حالما :
- بس لو قولتيلي بحبك يا حوسو مش هديكي صفر 

انتظر لحظات علي أحر من الجمر أن يستمع الي تلك الرسالة التي ستسرلها وبالفعل بعثت له بواحدة بدأ يسمعها سريعا :-
  - علي فكرة بقي اللي بتقوله دا منافي لشرف المهنة أنك تستقصد طالبة عندك وتديها صفر ... كدة ظلم يا دكتور ... وعلي فكرة بقي أنا .. أنا ... أنا بحبك 

همست بآخر كلمة بصوت خفيض للغاية تتمني أن لا يسمعه وكيف هو لا يفعل التقطت اذنيه ما قالت كما يلتقط القمر الصناعي الإشارات ...تنهد بحرقة يحتضن الهاتف بقوة يكاد يرقص من الفرح ... سمع صوت ضحكات قادمة من خلفه نظر حلفه سريعا ليجد لينا زوجة أبيه تمسك بيد زينب جدته تساعدها علي النزول برفق علي درجات السلم كلتاهما يضحكان مما جعله يبتسم رغما عنه يبدو أن السعادة دقت بابهم أخيرا بعد طول شقاء
___________________
سيارة مسرعة تشق الطريق إلي وجهتها سيارة سوداء فاخرة يظهر علي اريكتها الخلفية كأس من الذهب يلمع جواره باقة أزهار وميدالية ذهبية للمتسابق الأول ومن غيره يمكن أن يكون ...
علي المقاعد الامامية تجلس سارين غاضبة تشيح بوجهها بعيدا ناحية نافذة السيارة تعقد ذراعيها أمام صدرها في غيظ في حين يجلس عثمان خلف المقود نظر لها بجاني عينيه ليضحك رغما عنه يردف مدهوشا :
- طب انتي زعلانة ليه أنا مش فاهم انتي مش ضربتيهم وأنا خليت مدير النادي يطردهم زعلانة ليه بقي

Flash back
ركض عثمان مذعورا ناحية صوت الصراخ ... صوت صياح سارين الغاضب يأتي من هناك ... تحرك يركض بعنف يشق جموع الجماهير الي أن وصل اليها توسعت عينيه في دهشة حين رآها تمسك فتاة من شعرها تجذبه بعنف في حين هناك أخري ملقاة أرضا تمسك بيدها المكدومة أثر أسنان سارين العنيفة ... انتفض ناحيتها يجذبها بعيدا عنهم ادخلها إلي غرفة ملابسه يصيح فيها مذهولا :
- ساااارين في اي ... انتي بتعملي كدا ليه

انهمرت الدموع من عينيها بعنف نظرت له بقهر تصرخ فيه بحرقة :
- كانوا بيتريقوا عليا يا عثمان قالولي عني كلام وحش اوي ... 

أنهت كلامها لترتمي بين أحضانه تجهش في البكاء ... رفع يديه يمسح علي حجابها ينظر للفراغ في هدوء حاد .... ابعدها عنه امسك بيديها يبتسم لها مترفقا :
- وحياة غلاوتك لهجبلك حقك

قبل جبينها ليمسك يمسح دموعها امسك بكف يدها يجذبها معه للخارج وجد مدير النادي يقف أمامه ليصيح فيه عثمان :
- أنا عثمان الصياد ... يعني ايه شوية عاهرات يتريقوا علي مراتي ...لو ما طلعوش برة النادي دلوقتي حالا مش هلعب المباراة والغوها بقي 

ارتبك الرجل لا يعرف ما يفعل عثمان ذلك المتعجرف المغرور لن يتغير المسابقة تشارك فيها بلدان عربية وهو الممثل الوحيد لمصر فيها ... حمحم الرجل مرتبكا يحرك رأسه بالإيجاب سريعا ... في حين امسك عثمان بيد سارين يمشي بها مرفوع الرأس توجه بها ناحية مقاعد كبار الزوار ... اجلسها علي احد المقاعد مال يقبل جبينها يهمس جوار إذنها مترفقا :
- كان المفروض تسمعي كلامي لما قولتلك اقعدي في Vip .... مش عايز اشوف دمعة واحدة هروح اكسب المسابقة واجي

طبع قبلة خاطفة علي وجنتها لتحمر وجنتيها خجلا ... نظرت خلفها لتجد بعيدا ذلك الرجل مدير النادي يصطحب الفتاتين للخارج ... لتبتسم في تشفي .... عادت تنظر ناحية عثمان تدعو في قلبها مع بداية السباق أن يمر دون أن يصاب 
Back
التفتت سارين برأسها ناحية عثمان تجمعت الدموع في حدقتيها تهمس باختناق :
- دي قالت عليا وحشة وطفلة يا عثمان ... هو أنا وحشة بجد توسعت عينيه يحرك رأسه نفيا بعنف ... أوقف سيارته علي جانب الطريق التف بجسده لها يخرج مرائتها التي تضعها في حقيبتها يرفعها أمام وجهها يردف منفعلا :
- بصي لنفسك في المراية وقوليلي دا منظر واحدة وحشة ... مالك يا سارين مش كلمة مالهاش لازمة من واحدة غيرانة منك هتهز ثقتك في نفسك .... انتي حلوة عشان انتي سارين بكل براءتها وعفويتها واصرارها ... سارين الجريئة اللي ما بتخافش ... سارين اللي فضلت جنب الشيطان لحد ما حولته لملاك ... 

نظرت له مدهوشة من انفعاله ... نقلت عينيها تنظر لانعاكسها في المراءة ... دائما ما كانت تحب تنظر لانعاكس صورتها ... تري نفسها جميلة هي حقا كذلك ... جميلة الشكل والجوهر ... نظرت ناحية عثمان من جديد لتندفع ناحيته تحتضنه بقوة تهمس مبتسمة في سعادة :
- شكرا يا عثعث 

ضحك بملئ شدقيه عن ذلك الاسم الغريب التي لا تتوقف عن إطلاقه عليه مهما بدا غاضبا منه .... شدد علي عناقها يهمس لها عابثا :
- لاء احنا نروح مطعم نتغدي ... وبعدين نروح عشان احكيلك حكاية أبو قردان اللي غرق من زمان 
ضحكت هي الاخري تصدمه علي صدره بخفة ابتعدت عنه تشيح بوجهها خجلة تلك المرة ليضحك هو !
____________________
خرجت من باب الجامعة تنظر حولها هنا وهناك اشارت بيدها إلي سيارة أجري ... لتقف أمامها املت السائق عنوان الشركة ... ليأخذها لهناك في الطريق نظرت بفخر إلي مشروعها الذي اعطاها عليه المحاضر درجة امتياز ... لوحة للغروب ينزف علي أشلاء قلب حزين منثور علي رمال تقتم ألوانها شيئا فشئ من عتمة الليل ... وموج البحر الهادر يتحرك عكس التيار لوحة حزينة ... لا تعبر عن حالتها فهي في أوج حالاتها سعادة ... وقفت السيارة أمام الشركة لتنزل منها اعطت السائق نقوده ... لتأخذ لوحتها ... تخطو إلي داخل الشركة مباشرة الي مكتب زوجها الحبيب ... توجهت بابتسامة واسعة سعيدة الي مكتبه ... وقفت أمام مكتب المساعدة لتجده فارغا قطبت ما بين حاجبيها تبلع لعابها قلقا نظرت ناحية غرفة مكتب زوجها المغلقة ... تتذكر جميع الأفلام التي شاهدتها حين تغيب المساعدة وتأتي الزوجة مفاجأة لزوجها ... تكتشف خيانة زوجها مع مساعدته ... توسعت مقلتيها في صدمة ... اقتربت سريعا من مكتب أدهم تدخله فجاءة ... تنظر لهم شرزا علي وشك أن تلقي وابل من السباب في وجوهم ليصفر وجهها حرجا حين رأت سيدة اربعينية محجبة تقف أمام مكتب أدهم تمسك بمجموعة من الملفات ... نظر أدهم ناحية مايا متفاجاءً من وجودها ومما فعلت في آن واحد ... نظر ناحية المساعدة يحادثها مبتسما :
- اتفضلي انتي يا مدام زينة

ابتسمت السيدة في هدوء تتحرك للخارج ... تجذب الباب خلفها في حين وقفت مايا مكانها تنظر لادهم تبتسم كقطة بلهاء ... ضحك أدهم عاليا تحرك من مكانه متوجها إليه ... شردت عينيها تنظر له حالمة سروال من الجينز اسود قميص من اللون الابيض يزيح اكمام حتي منتصف ذراعه ... الساعة السوداء في يده رابطة عنقه المبعثرة لما يبدو وسيما حتي وهو يعمل ... وقف أدهم أمامها مباشرة يردف مبتسما :
- أنا مش هسألك ايه اللي جابك لأن دي أحلي مفاجاءة اني اشوفك ... بس ايه دخلة مباحث الفراخ اللي وصلهم معلومة أن في ديك عريان في عشة الطيور دي

ضحكت رغما عنها وضعت اللوحة من يدها جانبا لتتحرك ناحية مكتبه جلست علي المقعد المجاور لمكتبه تمسك خنجر أثري يوضع كشكل جمالي علي مكتب والدها التقطته بين يديها تفتحه نظرت لادهم تتمتم مبتسمة في هدوء برئ :
- ابدا اصلي ما لقيتش السكرتيرة برة ... وفي كل الأفلام اللي شوفتها البطلة لما بتروح للبطل الشغل بتاعت مفاجأة بتلاقيه بيخونها مع السكرتيرة ... فقولت اقفشك وانت بتخوني

ضحك رغما عنه مجنونة تزوج بها ولكنها مجنونة يعشقها بكل تفاصيلها المجنونة ... اقترب منها أكثر فأكثر فأكثر مال بجزعه ناحيتها ... غمزها بطرف عينيه يهمس لها في خبث :
- طب افرضي دخلتي لقتيني بخونك مع السكرتيرة كنتي هتعملي زي البطلة وتطلعي تجري وتعيطي والشغل دا

ابتسمت ساخرة تحرك رأسها نفيا بعنف ... أزاحت غمد الخنجر ليظهر نصله الحاد ... قربته من عنق أدهم تبتسم في هدوء خبيث :
- دول ستات يا قلبي ... شايف الخنجر دا كنت هدبه في قلبه واقطع بيه رقابتك 

ابتلع لعابه رفع يده يتحسس عنقه توترت حدقتيه ابتسم في بلاهة يردف متوترا :
- منورة يا ميوش ... منورة يا قلبي هطلبلك عصير يروق دمك . أنا اخونك بردوا يا ميوش هو أنا بحب في الدنيا قدك ... هروح اجبلك العصير بنفسي
فر من الغرفة سريعا لتتعالي ضحكات مايا تنظر في أثره مبتسمة ... كم تحب أدهم !!
_________________
في منطقة مهجورة حقا مهجورة مصنع قديم كان تابعا لشركات السويسي للغزل والنسيج التي امتلكها محمود السويسي .... مصنع متطرف في الصحاري البعيدة ... وقفت سيارته السوداء أمام المصنع مباشرة ... نزل هو أولا وتركها في السيارة خطي للداخل يضئ الاضواء المغلقة ... دخل إلي جوف حجرة مهجورة سوداء ينظر لذلك المقيد الملقي أرضا عظامه تقريبا مهمشة بالكامل وجهه لا يُري من الكدمات ... ابتسم الواقف في هدوء ساخر يتمتم متهكما :
- اتمني تكون اقامتك عندنا نالت رضاك يا معاذ ولا نائل 

بالكاد رفع ذلك الملقي رأسه ينظر للواقف أمامه نظرات سوداء غاضبة حادة سعل بعنف ليبصق الدماء من فمه رفع عينيه لنائل من جديد يتمتم محتدا :
- لعبتها صح اوووي يا زيدان ... مجرد ما ماما اعترفت اني ماليش دخل بأي حاجة وافقت وشهدت معاها اني ماليش دخل عشان تخرجني .... وتجبني هنا

تعالت ضحكات زيدان العالية ينظر لنائل متشفيا دس يديه في جيبي سرواله يتمتم ساخرا :
- لا أحب الشماتة ولكن يعجبني الزمن حين يدور ... واديك تحت جزمتي تاني يا نائل 

اشتعلت عيني نائل غضبا تهدجت أنفاسه ليضحك هو الآخر يتمتم ساخرا يرغب فقط في الانتقام من ذلك الواقف امامه حتي ولو بالكلمات :
- كدة أنت بتنتقم ... قولي صحيح هي لينا سامحتك ولا هتفضل تلف وراها طول عمرك ... قد ايه أنت غبي عشان فاكر انها بتحبك ... هي حبتني أنا ... ودا اللي مجننك رغم كل دا ... هي حبتني أنا 

-أنا حبيتك إنت ليه حد قالك اني مجنونة عشان أحب شاذ 

تمتمت لينا بها بقوة ليدوي صوت دقات كعب حذائها العالي ... جحظت عيني نائل في صدمة حين رآها تدخل إلي الغرفة حيث هدوء تسير بثقة لم يعهدها منها قبلا رأسها مرفوع شامخ لأعلي ... ابتسامة ساخرة واثقة تعلو ثغرها ... كيف .... كان علي أتم يقين أنها ستجن مما فعله بها ... لم يكن يتوقع في أسوء الحالات أن يراها بحالتها تلك ... وكأنها أخري لا يعرفها ...توجهت لينا وقفت جوار زيدان جذبت يده تلفها حول خصرها ... سلطت عينيها علي ذلك الشيطان الملقي أرضا ذلك الشيطان الذي دمر حياتها منذ طفولتها ... خسرن بسببه كل شئ ... والآن هو ملقي أمامها وكأنه شئ بالي رخيص تستطيع أن تهدسه بكعب حذائها الرفيع ... ابتسمت في تشفي تنظر لحالته تتمتم ساخرة :
- تؤتؤتؤ ايه يا نائل اللي عمل فيك كدة ... دا واضح أن زيدان ايده جامدة اوي ... أصله راجل مش لمؤخذة 

ابتسم زيدان معجبا بما قالت في حين ابتسم معاذ ساخرا ضحك بعلو صوته نظر ناحيتها يتمتم في تهكم : 
- لو ايديا مش مربوطة كنت سقفتلك ... حقيقي ابهرتيني يا لينا ... كنت متوقع أنك في مستشفي المجانين بتلطمي ... بعد كل اللي عملته فيكي

ابعدت يد زيدان عنها اقتربت شيئا فشئ من ذلك الملقي أرضا نزلت ناحيته تقبض علي فكه باصابعها تغرز اظافرها في وجهه ابتسمت تردف في ثقة :
- أنا لينا بنت خالد السويسي ... مش حتة حشرة زيك ادوسها بكعب جزمتي ... تدخلني مستشفي المجانين ... فاكر خالد السويسي اللي قتل ابوك 

اشتعلت عيني نائل غضبا ينظؤ لها محتدا ليصيح غاضبا في حين تعالت ضحكاتها هي اعتدلت واقفة تتحرك امامه تنفش يديها باشمئزاز ...عادت تنظر له تتمتم ساخرة :
- مش أنا عرفت الحكاية كلها ماما حكتهالي ... حكاية جميلة حقيقي ... أبوك حاول يخطف ماما ... بس بابا وصله ... وضربه علقة ماما بتحكي بيها لحد دلوقتي ... استني بقي وأحسن جزء في الحكاية ... قام مطلع مسدسه وبيو بيو بيو

انهت كلامتها لتضحك بعلو صوتها ضحكات عالية متشفية في حين زمجر نائل غاضبا يحاول تحرير نفسه ... اقتربت لينا منه من جديد امتعضت ملامحها حزنا عليه تتمتم في اسي شامت :
- تؤتؤتؤ يا حرام ... معلش ... باي يا نائل حقيقي محتاجة اغسل عينيا بماية نار عشان شوفتك تاني 

قالت ما قالت لتسرع خطاها إلي خارج الغرفة وقفت خارج المصنع بالكامل تلهث بعنف لا تصدق أنها رأته ... لا تصدق أنها لم تخف ... لا تصدق أنها قالت ما قالت ... شعرت بجسدها يرتجف بعنف ... مر سريعا أمام عينيها ما فعله بها لتهبط دموعها بعنف تغرق وجهها رأت زيدان يخرج من المصنع بعد أن ابرح ذلك الشيطان ضربا لتهرع إليه تختبئ بين أحضانه تهمس بصوت خفيض مرتعش :
- أنا ما خوفتش منه يا زيدان ... أنا انتصرت عليه صح

ابتسم يشدد علي عناقها يحرك رأسها بالإيجاب يهمس لها متفاخرا بها :
- انتصرتي يا لينا ... انتصرتي

________________


تعليقات