رواية منيفة الفصل السادس بقلم فاطمه النعيمي
قد يظن بعض السعداء
ان السعادة باقية ولن تزول
وكذلك يعتقد بعض التعساء
ان التعاسة باقية لاتزول
وفي الحقيقة كل شيء يزول
فلا هناء يدومُ ولاشقاءُ
........................
حين مزقت منيفة الصرة
تناثر منها على الارض ليرات ذهبية وخرزات حمراء اللون
وخاتم رجالي من الفضة بفص اخضر اللون
كانت المفاجئة صادمة لم تتوقعها منيفة ابدا
كانت عشر ليرات ذهبية رشادية وزن الواحدة منهن مايقرب من 7 غرام وربع
وسبع خرزات حمراء اللون
وخاتم رجالي من فضة ذو فص اخضر براق منقوش نقوش غريبة الشكل
((بالنسبة لمنيفة التي لاتعرف القراءة والكتابة وفي الحقيقة الخاتم منقوش عليه بالحروف العربية))
لكن شكله بديع جدا يلتمع على ضوء الفانوس بشكل مذهل اما الخرزات السبع
كن بحجم الحمصة لونهن احمر مميز جدا وله تموجات بين الاحمر القاني والاحمر الفاتح يخترقها ضوء الفانوس
جلست منيفة على ارض المطبخ والفانوس امامها وهي تقلب بتلك الليرات وتتفقد الخرزات والمحبس
وتقول في سرها
- هذا السبب الي خلاني احس ان الي بالصرار رصاص عبني لمن تهجست الصرار چان محبحب
سبحان الله
منين جا هالصرار واش فوتو بذاك المكان؟
اشلون فات هناك والمكان ضيگ حيل
والله عجيبة هالسالفة
وشنو هالمحبس وشنو نوع هاي الشضرة=الفص
اشگد حلو هالنگش
كانت تضع يديها على الارض والفانوس امامها والليرات بين يديها وتنظر لها ثم امسكت الخاتم وقلبته بيديها وهي مستغربة من جمال صناعته
فرحت كثيرا
وربما هذه اكبر فرحة غمرتها منذ ولادة ابنها عبدالله الذي حين ولدته
ظنت ان زوجها سيغير طريقة تعامله معها لكنه اصبح العن من ذي قبل(1)
ثم شرعت
تخاطب الكثير من الناس في سرها
أولهم اخاها الذي نساها تماما
ولا كأنها كانت صديقته ورفيقة صباه ،
اخاها الذي اكل حقها في ورثها من ابيها والتي هي اساسا لم تطالبه به حسب عرف ذلك الزمان او حسب عرف بعض العرب لحد هذه الساعة،
ولكن........
نعم ان العرف العربي يرفض اعطاء الورث للانثى
لكن عرفيا ايضا كان الاخ ينفق على اخته
اذا احتاجت
يسال عنها ويرى ماينقصها
ويعطيها ويشتري لها
واحيانا كان الاخ ينفق على اخته اكثر بكثير من حقها في الارث،
لكن ذنون لم يصلها ابدا
قالت له في سرها
-أيييييه ياذنون
خلصتك من الموت
وخلصتك من مرا چانت لاعبة بيك لعب
ونكرت الطيب ونسيتني
وانت الي ضيعتني ودمرتني
حت سؤال ماتسأل عليا
واني عند اعداك حت السؤال ياذنون
حت بس سؤال
بس هانت ياذنون هانت
شوف اشلون ابواب ربك واسعة يخوية
وانت يازيدان اش سويت بيا......
اشكثر ردت اعيش معاك مثل الناس
وماخليتني اعيش
اشكد چنت متأكدة من نفسي
اني راح اكسبك
وراح اسويك ازلمة
الكل تحلف براسو
بس كلشي مافاد معاك ولا حيلة مافادت معاك
وتالي رميتني مثل الچلب
بعدما اخذت تعبي وكدي لثلطعش سنة....
اديا صارن فلحان من التعب والكد
ماكو حرمة بكل هالديار تربي اربع جهال
وعشرين بگرا بحواليهن
وبستان وحصاد
فوگ شغل البيت
عجين وخبز وحلب وتخثير وخض
وطبخ وكنس وفوگ كل هذا
لياص الدوم وسواية المونة
وغسل الصوف وتفريط الاذرة
وحب الشمس حتى تروح تبيعهن وتحط فلوسهن بجيبك
وبعد كل التعب الي اتعبوا
سب ورزايل وضرب وحرمان من كل شي
تذكر يزيدان........
اش چنت تسوي
لمن تجيب لحم من الموصل
واگطعو تا اطبخو
چنت تجي وتعد الگطع
گطعة گطعة تخاف اكل منهن گطعة ولمن اكمل الأچل
تگعد انت وامك وابوك واخوك ومرت اخوك وجهالهم تاكلون
واني حت لحس الجدرية مايضل ليا
امك چانت تلحس حت الجدر باصبعها تخاف
ايضل ليا شوية دهن باسفلها
شسولفلك يزيدان وشحچي
أمك المجرمة چانت تنتقم مني
وطلعت قهرها على غزالة وعذاب غزالة كلو بيا
سوت بيا الي حت اليهود ماسووه بالمسلمين
من شفتها الما ماتت
ماخلتني اگعد معاها على صينية واكل معاها
آني لو ما أمي مدري اشلون جان عشت
امي الي كلما چانت تجي
تجي محملة اشكال والوان ولليوم
تذبح الطلي وتثرمو وتحمسو وتجيبو معبي بجرار
تضل عندي أكل منها
حت الي اتوحم من جاراتي تجي تطلب مني وانطيهن بخير أمي
أمي الي فضلها عليا ماينوزن بميزان ولاينقاس بگبان
اما انت ياحاتم والله فلا انسى فضلك عليا طول العمر يابعد روحي
هم تظن اني نسيتك ولو لحظة
لا والله لكني عشت معاك ايام تكفيني للباجي من عمري
تكفيني ياحاتم كل عمري
كل يوم عشتو معاك يسوى ميت سنة
كل يوم بس احط راسي عالمخدة
گبل انزل للمكان الي چنا نگعد بيه
الي چنت تسميه جنة منيفة
ذاك المكان الي حرمتو على نفسي
حتى اضل راضية على روحي
وأگول لنفسي ماخنت رجلي ابد
وما مشيت للخيانة برجليا ابد
وحرمت على نفسي حت شوفتك
لكن........
گلبي ماليا عليه سلطان
واني انطيتك الگلب والعگل والروح يابعد عمري
ما انسى ابد وگفاتك معايا ياحاتم
وصحيح الي يحب ابد مايكره
ولو يضل يوم واحد بعمري ويطلگني زيدان
الا اتجوزك
واني بنفسي اخطبك من نفسك
ضل حلم عمري
المس ايدك ومالمستك
صنت ربي
وصنت ابوية واخوية وماغلطت بشي،
وأسال الله سبحانه يحل هالمصيبة من عندو
عبني تعبت حيل حيل والله،،
وعت على نفسها ودموعها تسقط على الليرات
جمعت الليرات والخرزات والمحبس
واخرجت من جيب الحائط منديل
وضعت الليرات والخاتم في المنديل
وربطتهن باحكام
واخذت الصرة وتركت الفانوس في المطبخ
وكانت ستذهب لكنها تذكرت شيئاً
ورجعت وفتحت المنديل مرة اخرى
وحملت صرة القماش التي مزقتها قبل قليل
ووضعتها مع الليرات والخاتم والخرزات واعادت ربط المنديل بشكل جيد
وذهبت الى سقيفة التنور وحفرت قرب التنور ودفنتهن على ضوء النجوم
وصعدت للسطح بعد ان اطفأت الفانوس
وتمددت في فراشها قرب بنتيها
وقالت لنفسها
-هذني ماراح اطلعهن
اخليهن الما اشوف شسوي بيهن،
وبس انزل للموصل اودي معايا خرزة واشوفها للصايغ وتشوف اش ايكول عليهن...
وهلصرار ماراح ازتو مدري ليش گلبي يگول راح احتاجو
بيوم واني گلبي ابد مايچذب عليا
اضمو اذا ما احتاجيتو اقل شي يضل ذكرى حلوة
وباچر اروح ادورلي على بگرا
اشتريها ونعيش منها وتشوف
اش مغبيتلي الايام الجاية
استغفر الله العظيم وعليه توكلت.......
في اليوم الثاني صحت من النوم قبل شروق الشمس
على صوت صفق الرغيف
حيث نهضت ابنتها قبلها
وسجرت التنور،
وقطعت العجين الذي عجنته امس
وبدأت بالخبز قبل أن تصحو امها
نزلت منيفة وتوضات وصلت
وجلست تنتظر ابنتها تنهي الخبز
وحين نزل ابنها حازم اعطته الصحن وقالت له
-روح لخالتك عواشة وگللها انطيني لبن واليوم ان شاء الله
اخر مرة نطلب منج لبن
والف خلف الله عليچ
گللها أمي تگول ما گصرتي هاي سنين تريوگتنا عليچ،
وان شاء الله نردلچ الزينية باخير منها
هز حازم راسه وحمل الصحن
وامه تطمانه قائلة
-اليوم ان شاء الله اروح اشتريلكم بگرا،
بعد الفطور
وما ان صحى الناس
حتى ذهبت الى بيت ابو محمود تساله
اذا كان يعرف احد من اهل القرية عنده بقرة للبيع،
قال لها
-والله ماعندي علم باحد يريد يبيع بگرا
بس طولي بالچ هسع انشد ام محمود
وصدح بصوته الذي اتعبته السنين ينادي زوجته
وانبعثت من فمه رائحة عبأت المكان
بعفونة سجائر منسية،
ممزوجة بأنفاس نومٍ ثقيل،
وكأن رماد الليالي الماضية الذي استقر في صدره
قد تعفن
و كلما صاح سعل،
وكلما سعل انطلقت موجة من الانفاس الكريهة التي تُشبه
الى حد بعيد رائحة حمام بيت مهجور
أو كرائحة مجرفة مهملة في زريبة،،
كانت منيفة منشغلة عن روائح انفاسه وسعاله
بحلمها للحصول على بقرة تكفيها حاجتها
من طعام ومؤنة الشتاء
وبعد ثلاث او اربع مرات وهو يصيح
-أرگية يرگية يولي يرگية وينچ؟
جائت رُقية تحمل طبق من الخوص عليه عدة اطباق
من الطعام
وانزلت الطبق امام أبو محمود
وسلمت على منيفة وجلست
ثم قالت لزوجها
-خير يبو محمود اش رايد
قال ابو محمود لمنيفة وابنها
-مدو اديكم يمة يمنيفة تعال حازم اكل معايا
ردت منيفة بقولها
-الف عافية يعمي سبگناك
ثم اجاب زوجته قائلا بصوته الأش وقد بدأ يأكل
-أرگية لچ خبر بأحد يريد يبيع بگرا بديرتنا
ابتسمت وقالت وهي هاشة وباشة وقد التفتت الى منيفة
-ها خيتي تريدين تشترين بگرا لازم بعتي ذهيباتچ
ردت منيفة بنفس أسلوبها الودود
وقالت
-اي والله يخيتي رايدتلي ابگرا تدرين انتي اشكد صارلي اريد اشتري بگرا
وماجنت اصخي ابيع اذهيباتي چنت خايفة احتاجهن
بس عاد انجبرت خطية هالاطفال تبهدلو
ردت رقية وقالت
-خير خير ان شاء الله
والله البارحة اسمعت انو بيت عبد السميع
عدهم خوش بچر
توها والدة يمچن صارلها خمس ست ايام
يريدون يبيعوها،
ضحكت منيفة وهي تمسك يد حازم وتطبطب عليها
والتفتت الى أبو محمود
وقالت له
-ياعمي بلچي تجي معايا حتى نروح نشوفها اذا زينة نشتريها،
قال لها الرجل الطيب بكل ود وهو يأكل
-مو اتدللين خل بس اكلي لگمة
ونروح والله يومية اتريگ من الفجر بس مدري اشبيا اليوم ما اشتهيت
والعيال تريگو وراحو عالبساتين
وگمت ومشيتلي شوية يلا انفتحت شهيتي وناديت أرگية تسويلي ريوك
وما ان انهى الرجل فطوره حتى نهض ولبس نعاله الجلدي الجديد الذي جلبته له رقية زوجته
وتركته عند باب الغرفة المطلة على ذلك الفناء الواسع في بيته المطل على القرية كلها
ونهض الرجل وذهب مع منيفة
وزوجته تودعها بالدعاء بالرزق الوفير والبركة
وسار الثلاثة مدة خمس دقائق على تلك الارض المتربة
وجنادب الصيف تتقافز بين اقدامهم
واصوات (الطيطوانة) تنادي في ارجاء المكان
بصوتها الجميل الذي هو من اصوات الريف المميزة
واشترى ابو محمود البقرة لها
ودفعت منيفة المال ثمن للبقرة
وتركها ابو محمود ورجع لبيته بينما هي كانت تاخذ معلومات البقرة من صاحبتها
ورجعت لبيتها تقود بقرتها والعجل الصغير يمشي خلف أمه وهو يتعثر لصغر سنه
ومنيفة تغمرها فرحة كبيرة،
وحازم يرافقها ويمسح رقبة البقرة
بحب كبير وهو يضحك وأمه تضحك له
وتعده انها ستعطيه اكبر قطعة زبدة حين تبدأ بخض اللبن واستخراج الزبدة
.........
حين وصلت البيت استقبلتها امينة بالزغاريد
ووضعت منيفة بعض الماء للبقرة
ووقفت تراقبها وهي تشرب
والتقطت امينة المنجل بسرعة
ونزلت لحوض النهر حصدت بعض العشب من شواطيء النهر
ورجعت مسرعة وقدمته للبقرة التي نهضت تأكل
كانت فرحة منيفة كبيرة
وكذلك اولادها كانوا سعداء جدا
لقد انقضت تلك الايام المرة
الايام التي كانوا مضطرين
لمد ايديهم للجيران كي يطلبوا منهم
صحن من اللبن الرائب لطعامهم،
ونعم ان هذه العادة موجودة في القرى
لكن ليس
كل اهل القرى يستسيغونها،
فمنيفة عاشت في بيت والدها الثري
الذي كان يطعم الجميع
ولم يطلب في يوم من الايام
حتى صحن من اللبن الرائب من احد
لان ابقارهم كانت كثيرة فاذا حملت بقرة لابد ان هناك غيرها لبون يأكلون منها
مضى ذلك اليوم البهيج
وقد لاحظت امينة ان فرحة امها اكبر بكثير منهم
بل ان امها كانت تسرح بأفكارها وتضحك
وهي سارحة
سألتها أمينة
-شنو سر هالصفنات وهالضحك يمة؟
والله يمة الي يشوفج اليوم مايصدگ انچ هذيچ الي نعرفها.
اول نوبة اشوفچ هالكد فرحانة عبالك ماخذة الشمس ومغبيتها بعبچ ويشع ضوها على وجهچ
ابتسمت منيفة لابنتها وسكتت،
كانت فرحة منيفة
لتلك الصرة ومافيها والتي دفنتها قرب التنور
اكثر بكثير من البقرة
فهي ثروة حقيقية ستكون سند لها في اي شدة قد تتعرض لها،
وحمدت الله وشكرته كثيرا
حين امسى المساء حلبت منيفة البقرة
وماشاء الله كان خيرها وفير
ولشدة فرحتهم بالحليب
غلته ووزعت جزء منه على اولادها واكلو الخبز مع الحليب ،
ونساء الريف لاتعطي الحليب ابدا
الا لمريض او حامل تتوحم على الحليب
نامت حسنة على العشاء وحملها عبدالله وارقدها في فراشها ونزل ليأخذ جرة الماء ويصعد،
وقبل ان يصعدوا للسطح ليناموا
طُرق الباب ،،
نادت منيفة
-عبدالله افتح الباب
هذا منو الي جاينا بهيج وكت
آني اديا بالعجين
ترك عبدالله الجرة فوق حافة الدرج
وذهب وفتح الباب،
صُدم عبدالله وأمينة الواقفة عند الدرج ......
حين رأوا ابوهم يدخل ويقف في فناء البيت
وهو ينادي
- منيفة يامنيفة وينچ يغبرة
حين سمع حازم صوت ابوه نزل من السطح يركض
خرجت منيفة من المطبخ بعد ان عجنت العجين وغسلت يديها
واستغربت وجود زوجها واقفا في فناء البيت
سالته وهي تنزل اكمامها مستغربة قائلة
-خير ابو عبدالله هاي أول نوبة اطبلنا بيت
قال لها بعنف
-وجع بگلبچ وبگلب عبدالله
صحيح يولي مشترية بگرا اليوم؟
اجابته باستغراب قائلة
-اي والله ردتلي بگرا
بلچي نطلع منها شوية دهن مونة
وهم نذبح حوليها ربيطة(2) للشتا
رد عليها قائلا بسخرية
-والله صايرة شيخة العيلة
تبيعين..... وتشترين......
وتروحين..... وتجين.....
وتريدينوتربطين ربيطة
چنچ داشرة مالچ راعي مو؟
ردت عليه وهي مبتسمة وقالت
-لاياعيني اشلون داشرة وانت على راسي
بس اني ماردت ادوخ راسك بمشاكلنا وحاجتنا
وشفتك فرحان بحياتك و هذا اهم شي عندي
وگلت اسد غيبتك
وقف حائرا
ورغم ان الغضب الذي جاء به قد تبدد
من لطف منيفة
ولم يفهم اللمز الذي لمزته منيفة لتقصيره
لكنه تذكر انه يجب ان يبقى غاضبا
اراد ان يقول اي كلمة تنبيء عن غضبه فلم يجد
لذا قال متصنع الغضب
- وينها؟
اشارت منيفة بيدها الى مربط البقرة
خلف المطبخ الذي كان في وسط الفناء
فذهب الى مربطها ،
كانت البقرة جالسة تجتر
انهضها وفك رباطها وسحبها
شعرت منيفة ان زيدان يريد اخذ البقرة
فركضت اليه وقالت متوسلة
-اشلك بالبگرا ابو عبدالله
قال لها بغضب
-ماكو عندي مرا تشتري وتبيع حلال بلا ما ادري
هاي البگرا اخذها
ويومية دزي ابنچ يجي ياخذلكم لبن
ووخري عن دربي
امسكت به وهي تتوسل به وقالت له
-زيدان داخلة على الله وعليك لاتاخذ البگرا وخلينا فرحانين بيها دخيلك ابو عبدالله عوف البگرا
زجرها ودفعها حتى سقطت على الارض
وركض اليها عبدالله وانهضها وامسك بها ،
حين رات زوجها قد وصل باب البيت
كانت تريد ان تركض خلفه ليرجع البقرة
لكن عبد الله منعها
قال لها
-مايفيد يمة ابوية اذا ما اخذ البگرا
مرتو ما تبيتو بالبيت اليوم عوفيه
صرخت بابنها وهي مفجوعة وقالت
-انفجعتي يمنيفة يول اشلون اعوفو ياخذ بگرتي
اشلون،
بركت على الارض وهي تبكي وتصرخ
وتلطم والقهر اكل قلبها
كان ابنها حازم جالس على الدرج يبكي على بكاء امه
ويلعن ابوه
ويقول في سره متوعدا
-والله لانعل ابوك لابو الي سواك ابوية
والله ما اخليها بچيسك تفوت بلاش
ونهض ودخل للغرفة
اما امينة فقد كانت واقفة عند حائط المطبخ وتعض شفتها من الداخل من شدة حسرتها وخوفها
نهضت منيفة وهي تستند على يد ولدها عبدالله
الذي كان جالس قربها
وقالت لابنها وهي تمسح دموعها
-امشي تعال معايا
واخذته وخرجت وامينة تسالها
-وين رايحة؟!!!
ردت عليها وهي تركض
-لبيت ابو محمود
......
ذهبت منيفة الى أبو محمود
حين وصلتهم
كان الرجل قد صعد للسطح لينام
حين سمع ان منيفة جائت اليه وهي تبكي
نزل مسرعا وجلس في فناء بيته
واجلسها وابنها
وهدأها وطلب منها ان تخبره مالقصة
وقالت له وهي تبكي بمرار
-اني بوجهك يعمي داخلة على الله وعليك
ترجعلي ابگرتي
جا زيدان گبل شوية واخذها
وخلاني اتمرمح بالگاع مثل الچتيل
رد عليها متفاجأً
-بالله عليچ اخذها؟!!
ردت وهي تبكي
-أي يعمي اخذها
يعني عندو ثلث ابگرات
وجا اخذ بگرتي الي اشتريتها بتوالي ذهب چان عندي يعمي گلي اش اسوي؟!
وهو لابيوم انطانا شي
ولابيوم فوت علينا شي
يعني كل سنة يذبحون ربيطة
وكل الشتا يطبخون لحم
مانهار شال شوية ودزلنا
يعمي والله گلبي تعب من هالظلم
هاي عشرين سنة يعذب بيا وبجهالي
وحت مونة بيتنا
لو ما انت والخيرين چان حرت بيها
ورجلي يدفع زكاة الحنطة لاهل مرتو
حت زكا ماينطينا
قال لها ابو محمود بكثير من التعاطف
-والله حيل متعدي يبنتي
والله ادري .......
واشكثر حجيت معاه
ومع ابوه گبل لايموت الله يرحمو
وصحيح عناد چان ابد مايگبل بهل شي
بس ما طلع بيدو شي المسكين
وگبل شهر حجيت مع دحام بلچي
ينطوكم شوية حنطة للبرغل أو للطحين
وگلي راح اگول لزيدان يدزلها
وما دز والله ما اعرف اش اسويلهم
والتفت الى محمود الذي كان يقف خلفه وقال له
-يابا يمحمود كوم روح لبيت زيدان
گلو ابوية يكول رجع بگرة منيفة هسع
لا يجي ايتدبچ ابطنك
خرج محمود وغاب قدر ساعة الا ربع
ورجع
وقال لابوه
-والله يابا ماگبل يرجعها ويگول......
- منيفة حرمتي
ومحد لوا دخل بيني وبينها
واني ما منعتها من لبن البگرا
خل ادز حازم يومية يجي ياخذ
ريوگهم من بيت ابوه
وانتم مالكم شغل هاي عيلتي
واني حر بيها
ماعندي مرا تسويلها مال لنفسها
قال لها ابو محمود بعجز
-يمة يمنيفة
مادام ينطيكم من خير البكرا
اشلچا بتعبها خليها على گلوبهم
ويومية دزي حازم يروح يجيبلكم ماعون وتريگو بيه
عالبارد المستريح
قالت له بيأس
-يعني يعمي انت مصدگ نوفة راح تنطينا لبن؟
واروح اشحذ شي هو حگي من الاساس؟
ما عواشة ماگصرت علينا هم يويمة ادزلنا صحن بس يعمي الشحاذة ماتشبع بطن
رد عليها وقال
-يبنتي نحنا رجال انحفظ گدر بعض
ومايصير انتعدا على بعض
وأذا ما انطوكم لبن تعالي عليا
وشوفي اشراح اسوي بيه
عرفت منيفة ان لا احد مستعد ان يشغل نفسه بمشكلتها
وعرفت ايضا ان حتى الجاه رصيد
وان لا احد مستعد ان يدفع لها من رصيده شيء
فنهضت ورجعت للبيت
وهي تبكي بصمت
استقبلتها امينة وحاولت ان تطيب خاطرها بقولها
- يايمة صحتچ اهم شي لاتقهرين نفسچ
ردت عليها منيفة قائلة
-يولي بگرتي واخذتها بفلوسي
وهاي سبع سنين ما انطانا حبة حنطة
انتي هم عبالچ اذا راح حازم يطلب لبن
راح ينطوه والله هسع تشوفين،
يومية راح تطلع بعذر
يوم انطش الحليب،
ويوم فرگط،
ويوم ماخثر ،
وبالتالي راحت بگرتي ورجعنا للذل
وجلست على الدرج تبكي
قال لها عبد الله
-يمة يايمة خل نرگا وانام هسع
وباچر اني اروح عليه واحجي معاه
خليه شوية يفش من نحشتو
الله العليم حرمتو اش حشت براسو ،
بلچي باجر الله يهديه ويرجعها خل نرگا هسع انام،
وصعد الجميع للسطح
وذهبت هي وامينة الى دكتها،
وذهب عبدالله الى دكته التي ينام فيها مع حازم
وما ان وصلها حتى سأل بذعر
-يمة وين حازم ؟
رجعت منيفة وبحثت عنه في الدكة وحولها
ولم تجده
نزل الجميع ومنيفة تسال امينة عن حازم
قالت أمينة
-مدري والله چان گاعد عالدرج گبل ماتروحين
چان يبچي
وانتي لمن طلعتي رحت اتخلى للمرافق
ولمن طلعت ماشفتو
ظنيتو رگا ونام
صرخت منيفة باعلى صوتها
-حازم حازم يمة يحازم
ولا احد يجيب
قالت لعبدالله برعب
-ارگا للسطح اخاف راح نام بدچتنا يم حسنة
وانتي دوري عليه بالدوم بلچي فات جوا عبني اعرف اشكد ايخاف من أبوه
صعد عبدالله ونزل وقال مو بفراشكم
استغربت منيفة وقالت
-عجيب وين راح الولد
روح.... دورلو.... شوفو بلچي هين هين
وصار الثلاثة يبحثون عن حازم داخل البيت
ولم يجدوه
قال عبدالله بخوف
-يمة اطلع اسأل عنو عند بيوت ربعو
اخاف راح عليهم؟
ردت امه بحذر وقالت
-دير بالكم يطلع من اثمكم حرف
خل نطلع ندور عليه حوالي البيت
اخاف وگع من السطح
بس ديرو بالكم يطلعلكم حس
وتنطي حجة لابوكم عليا
وترى هو واگفلي عالزلة يريد
اي ذنب حتى ياخذكم مني
ويسويكم خدم عند حرمتو،
اتذكر لمن وگعت امينة ذيج السنة
وانكسرت ايدها اتذكر اش سوا بيا
لحگني على بيت المجبر ورزلني جدام الناس وتفل عليا وراح
هو يريدلو بس حجة حتى ياخذكم مني
خصوصا بعدما كبرتم
وبعد ماتحتاجون تربية وصرتو تكدرون تشتغلون ،
وخرج الجميع يبحثون عن حازم بصمت حول البيت
ونزل عبدالله للنهر وبحث
واستمروا على هذه الحال مايقرب من ربع ساعة
حينها جلست منيفة على الدرج تبكي بصمت وتضرب نفسها
وتردد
-ياربي اش اسوي فهمني يعبدالله اش اسوي
اني ما اكدر اعرف وين راح واش طلعوا بهل ليل
بهذه الاثناء دخل حازم بهدوء واغلق الباب خلفه...
هب الجميع اليه وامه تحمل الفانوس..
وقف في وسط الفناء وجائت امه تمسكه من كتفه وتساله
-يمة يمة يحازم وين چنت؟
نظر حازم اليها وقال
-چنت گاعد عل مي
قال له عبدالله
-تچذب اني نزلت للمي وماشفتك
رد حازم وقال
-چنت گاعد يم اسجار الطرفة
حاولت امه ان تعرف منه اي شيء
لكنه لم يتكلم ابدا
اخيرا صعد الجميع ومنيفة تعتقد ان حازم خاف حين راى ابوه غاضبا فهرب الى النهر
عند الفجر عندما كانت منيفة تسجر التنور لتخبز
سمعت باب البيت يطرق بعنف مرعب
خلع قلبها........
يتبع............
_________________________________________
(1)عندما تلد المراة اول طفل يشعر الرجل ان اكثر اهتمام زوجته به قد اخذه الطفل
في الحالات الطبيعية يفرح الرجل لان طفله امتداد له في الارض لكن في بعض الحالات الشاذة
يكره الزوج هذا الطفل فيصبح سيء الخلق مع زوجته
يحازل ان يحوز على اهتمامها اكثر من الطفل
(2)ربيطة هي دابة من البقر او الغنم يتم ربطها في البيت من بعد خروج مربعانية الصيف واطعامها علف مركز كي تسمن ويتم ذبحها مع نهاية الشهر ال حادي عشر
ويتم تمليح لحمها ووضعه في جرار مزججة لتكون مؤنة الشتاء من اللحم ولايقوم بربط الربيطة الا الاغنياء
فالفقير يبيع العجل وينتفع بثمته
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم